المحاضرة السادسة: الفكر السياسي لـ ماكس فيبر

[rtl]المحاضرة السادسة: [/rtl]
[rtl]الفكر السياسي لـ ماكس فيبر[/rtl]
[rtl] يعد ماكس فيبر رائد الاتجاه العقلاني للنصف الثاني من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، واسمه بالكامل ماكسيميليان كارل إميل فيبر (بالألمانية: Maximilian Carl Emil Weber‏) ‏ (21 أفريل 1864 – 14 جوان 1920) كان عالمًا ألمانيًا في الاقتصاد والسياسة، وأحد مؤسسي علم الاجتماع الحديث ودراسة الإدارة العامة في مؤسسات الدولة.[/rtl]
[rtl]اهتم فيبر بتحليل التغير الذي طرأ على التنظيم الاجتماعي في المجتمع الحديث، فضلا عن توضيح الخصائص والمقومات النموذجية للتنظيمات الرسمية، التي أصبحت تمثل أكثر أشكال التنظيم شيوعا في هذا المجتمع.[/rtl]
[rtl]تعتبر كتابات ماكس فيبر قاعدة لنوعين من الدراسات :[/rtl]
[rtl]- الدراسات التاريخية التي تتبع التحول الواضح نحو البيروقراطية.[/rtl]
[rtl]- البحوث الامبريقية التي تناولت أبعاد التنظيمات وخصائصها البنائية.[/rtl]
[rtl]اعتبر فيبر البيروقراطية جوهر نظريته عن المجتمع، وكان التساؤل الرئيس الذي حاول الإجابة عنه: ما هي الأسس التي ترتكز عليها الإدارة الرشيدة عموما؟[/rtl]
[rtl]جاءت إجابته متمثلة في نظرية عن بناء البيروقراطية وخصائصها المثالية وأثارها التاريخية المقارنة.[/rtl]
[rtl]ترتكز التحليلات فيبر للبيروقراطية على تصوره لطبيعة علاقات القوة في المجتمع، حيث يعرف القوة بأنها قدرة شخص معين وإمكانياته في فرض إرادته على سلوك الأشخاص الآخرين.[/rtl]
[rtl]يرى فيبر أن هناك نموذجا لعلاقة القوة ، يجب الاهتمام به، وهو ما يطلق عليه مصطلح السلطة، وهي في نظره علاقة القوة بين الحاكم والأفراد، حيث يمارس الحاكم القوة باعتبارها حقا مشروعا له، كما يعتقد الأفراد أن من واجبهم طاعة الحاكم والامتثال لأوامره.[/rtl]
[rtl]حاول فيبر أن يصنف نماذج السلطة وفقا لمعيارين هما:[/rtl]
[rtl]- الاعتقاد في شرعية السلطة.[/rtl]
[rtl]- وجود الجهاز الإداري الملائم.[/rtl]
[rtl]لقد ميز  فيبر بين ثلاثة نماذج للسلطة، وهي نماذج تعتمد على تصورات مختلفة للشرعية، وتنظيمات إدارية متباينة ، تصاحب كلا منها:[/rtl]
[rtl]01- نموذج السلطة الملهمة( الكاريزمية)[/rtl]
[rtl]تقوم هذه السلطة على الولاء المطلق لقدسية معينة استثنائية ، مثل البطولة أو نموذج من نماذج الشخصية يحتذى بما لديه من قيم ، أو بسبب نظام ابتدعه أحد الزعماء.[/rtl]
[rtl]إن القائد الملهم سواء كان نبيا أو محاربا أو فيلسوفا قدم أعمالا خارقة، ما يجعل الأفراد يعتقدون في شخصه ويمتثلون له، ويتميز الجهاز الإداري السائد في ظل هذا النظام بعدم الاستقرار، كما يتألف من عدد قليل من الأشخاص المقربين للقائد ، يقومون بدور الوسطاء بينه وبين الجماهير.[/rtl]
[rtl]02- نموذج السلطة التقليدية[/rtl]
[rtl]تستمد السلطة في هذا النموذج شرعيتها من الاعتقاد في مبلغ قوة العادات والتقاليد والأعراف السائدة، وشرعية المكانة التي يحتلها أولئك الذين يشغلون الأوضاع الاجتماعية الممثلة للسلطة التقليدية، كما هو الأمر في الملكيات، إذ يصدر القائد أوامره معتمدا على مكانته الوراثية، وغالبا ما تعبر هذه الأوامر عن رغباته الشخصية، ويكون ولاء الأفراد راجعا لاحترامهم للمكانة التقليدية، ويتخذ الجهاز الإداري الذي يتولى مهمة ممارسة هذه السلطة شكلين:[/rtl]
[rtl]- وراثي يعتمد على الانتماء القرابي للرئيس الأعلى .[/rtl]
[rtl]- الإدارة الإقطاعية التي تحدد  قدرا محدودا من الاستقلال الذاتي ، لأن الولاء الاقطاعي والارتباط الشخصي به هما أساس تكوين الجهاز الإداري.[/rtl]
[rtl]03- نموذج السلطة القانونية:[/rtl]
[rtl]تقوم هذه السلطة على أساس عقلي رشيد ، مصدره الإعتقاد في قواعد أو  معايير موضوعية ( غير شخصية)، أي أن هناك اعتقادا رسميا في تفوق بناء معين من المعايير القانونية، أيا كان محتوى هذه القواعد.[/rtl]
[rtl]ترجع طاعة الأفراد للقانون في هذا النموذج  لا إلى سلطة قائد ملهم ، ولا إلى امتثالهم لقائد تقليدي ، بل إلى إيمانهم بأنها الإجراءات والقواعد الملائمة التي تحظى بقبول الحكام والأفراد.[/rtl]
[rtl]يطلق على الجهاز الإداري الذي تعتمد عليه  السلطة القانونية ا مصطلح البيروقراطية، التي تتميز أيضا بالاعتماد على القواعد والنظام الرسمي الذييحدد طبيعة التسلسل الرئاسي، والحقوق والواجبات الخاصة بكل مركز فيه، وإجراءات التعيين والترقي....إلخ[/rtl]
[rtl]يؤكد فيبر أن هذه النماذج لا يمكن أن تتحقق كاملة في الواقع، لأن أنساق السلطة الواقعية غالبا ما تضم عناصر مختلطة من النماذج الثلاث.[/rtl]
[rtl]فكرة الأخلاق البروتستانتية عند ماكس فيبر[/rtl]
[rtl]يعرف ماكس فيبر الدين استنادا إلى الكلمة الرومانية Religio وهي الكلمة التي تعني الممارسة الطقوسية في المعابد أو الكنائس ، وهي الممارسة التي ترعاها طبقة متخصصة، وتعد المسيحية في نظر فيبر دين الأديان، والنموذج الأمثل والأرقى في مسار الوعي الديني عامة، كما عد البروتستانتية المذهب الملائم للتقدم البشري ، وذلك ضمن فكرة الأخلاق البروتستانتية  وروح الرأسمالية وهي مقالة شهيرة صدرت لماكس فيبر سنة 1905.[/rtl]
[rtl]إن الأخلاق البروتستانتية هي مجموعة مفاهيم في سلوك المسيحي  البروتستانتي تركز على القيمة الأخلاقية للعمل، وضبط النفس، والشعور بالمسؤولية الشخصية، وقد أخذت هذه المبادئ من الاعتقاد البروتستانتي بأن الناس لا يعيشون ويعملون لأنفسهم ، بل إن أعمالهم ومقاصدهم ، إنما تتأتى بأمر الرب( الله) ، ويبرهن هؤلاء على قيمتهم لأنفسهم وللمجتمع ولله ، بمغالبة  الشدائد عن طريق العمل المخلص وضبط النفس والسلوك الأخلاقي.[/rtl]
[rtl]         تحث الأخلاق البروتستانتية حسب فيبر الناس على العمل ، إيمانا منهم بأن العمل خير، وتشدد على نكران الذات طلبا للاستقامة ، وتنهى عن التبذير والإسراف في الترف والملذات الشخصية، وهذه الأخلاق لا ترى  في الثروة إثما في ذاتها ، بل تصبح إثما فقط حين تغري بالبطالة والفساد الأخلاقي.  [/rtl]
[rtl]إن المسؤولية الشخصية - حسب فيبر- واحدة من أهم المثل العليا في الأخلاق البروتستانتية، فالإخلاص وبعد النظر والتدبر، أمور تعين الناس على النجاح ، وصمود الإنسان أمام المغريات يحفظه من تبديد طاقته ومدخراته ووقته، والإنسان بحسب هذه الأخلاق طيب إذا كان دؤوبا على عمله وأمينا ومستقيما.[/rtl]
[rtl]أكد فيبر أن مبادئ البروتستانتية قد أسهمت في تطور النظام الاقتصادي الرأسمالي، ففي هذا النظام يسيطر أفراد ومؤسسات على وسائل الانتاج، ويكون نجاح ذلك بالعمل الدؤوب والاستثمار والادخار.[/rtl]
[rtl]تأثر ماكس فيبر بــ نيتشه، كما تطلع  لأن يكون ماركس الرأسمالية، وكان ميالا إلى ديمقراطية برلمانية، يكون الحكم فيها لرئيس قوي ذو حظوة ومكانة كاريزمية، تمكنه من تخفيف حدة الخصومات البرلمانية، وهو ما جعله معاديا للنظام البرلماني الخالص، وصرح علنا : النظام البرلماني ومعه الخصومات الحزبية من الممكن تجنبه إذا كان المجلس التنفيذي الموحد في يد رئيس منتخب من طرف الشعب كله.[/rtl]
[rtl]كان فيبر أيضا ميالا إلى الديمقراطية الاستفتائية، وفي أواخر حياته لم يعد بالإمكان التغاضي عن مواقفه الصريحة ، التي لم يتردد البعض في أن يفهم منها معاداة للديمقراطية، ونفورا من مفهوم حقوق الانسان ، وإعجابا بالنموذج الكاريزمي الديكتاتوري.[/rtl]

شكرا جزيلا

.