مفهوم الوسائط المتعددة
يشير مفهوم الوسائط المتعددة إلى تكامل وترابط مجموعة من الوسائل المؤتلفة في شكل من أشكال التفاعل المنظم والاعتماد المتبادل ، يؤثر كل منها في الآخر وتعمل جميعا من أجل تحقيق هدف واحد أو مجموعة من الأهداف.
وقد ظهر مفهوم الوسائط المتعددة مع بدايات استخدام مدخل النظم في التعليم, وقد ارتبط المفهوم في بداية ظهوره بالمعلم, وكيفية عرضه للوسائل التي يريد أن يستخدمها, والعمل على تحقيق التكامل بينها, والتحكم في توقيت عرضها, وإحداث التفاعل بينها وبين المتعلم في بيئة التعليم.
ويعتبر مفهوم "تكنولوجيا الوسائط المتعددة" من أكثر المفاهيم ارتباطا بحياتنا اليومية والمهنية الآن ولفترة مستقبلية، حيث أصبح بالإمكان إحداث التكامل بين مجموعة من أشكال الوسائل، عن طريق الإمكانات الهائلة للكمبيوتر، كما أصبح بالإمكان إحداث التفاعل بين هذه الوسائل وبين المتعلم في بيئات التعليم.
وقد أدى ظهور إمكانات إحداث التزاوج بين الفيديو والكمبيوتر ، إلى حدوث طفرة هائلة في مجال تصميم وإنتاج برامج الوسائط المتعددة وعرضها من خلال الكمبيوتر والوسائل الإلكترونية, فمن خلال التعرف على طبيعة بيئة التعلم اللازمة لاستخدام تكنولوجيا الوسائط المتعددة في التعليم, وكذلك طبيعة الفئة المستهدفة من المتعلمين وأيضا تحديد الحد الأدنى لعدد الوسائل المستخدمة في بناء برامج الوسائط المتعددة وإمكانية توظيفها عند تصميم هذه البرامج كلما ساعد ذلك علي التميز في تصميم وإنتاج برامج الوسائط المتعددة بصورة أفضل.
وتشير برامج الوسائط المتعددة إلي أنها برامج تمزج بين الكتابات والصور الثابتة والمتحركة والتسجيلات الصوتية والرسومات الخطية لعرض الرسالة وهي التي يستطيع المتعلم أن يتفاعل معها مستعينا بالكمبيوتر, وأيضا تعرف بأنها تعمل على إثارة العيون والآذان وأطراف الأصابع كما تعمل أيضا على إثارة العقول وهي تضم مزيجا من النصوص المكتوبة والرسومات والأصوات والموسيقى والرسوم المتحركة والصور الثابتة والمتحركة ويمكن تقديمها للمتعلم عن طريق الكمبيوتر أو أي وسيلة إلكترونية أخرى .
والوسائط المتعددة هي منتج يقدم خدمه للمستخدمين بان تربط لهم بين النص والصوت والصورة الثابتة أو المتحركة في آن واحد في شكل قرص مدمج أو قرص مدمج متفاعل بصرف النظر عن تنوع الغرض منه والذي يمكن أن يكون للتسلية أو الاتصال أو الترويح أو التعليم أو بصفه تجاريه ولعل هذا مدافع البعض بوصفها بأنها من قبيل المصنفات المشتركة على مستوى المبدأ وأنها من حيث التطبيق قد تكون من قبيل المصنفات السمعية والبصرية وقد تكون من قبيل الفيديو جرام كما نتصور بأنها بمثابة مصنف لقواعد البيانات على أساس ما تتضمن من دمج بين النص والصوت والصورة (الثابتة والمتحركة) في شكل معلومات أو بيانات رقمية. وتصورها البعض الآخر على إنها من قبيل مصنفات برامج الحاسب الآلي باعتبار استخدام – في بعض مكوناتها- تقنية برامج الحاسب الآلى عالية المستوى مثل (الهيبرتكست، اللينجو، والجافا) والتي تدمج بين النص والصوت والصورة على ذاكرة مقرءوه على قرص مدمج متفاعل أو أقراص رقمية متعددة الاستعمال D.V.D
ويمكن النظر إلى الوسائط المتعددة التعليمية على أنها أدوات ترميز الرسالة التعليمية من لغة لفظية مكتوبة على هيئة نصوص أو مسموعة منطوقة وكذا الرسومات الخطية بكافة أنماطها من رسوم بيانية ولوحات تخطيطية ورسوم توضيحية وغيرها , هذا بالإضافة إلى الرسوم المتحركة , والصور المتحركة والصور الثابتة , ولقطات الفيديو .
كما يمكن استخدام خليط أو مزيج من هذه الأدوات لعرض فكرة أو مفهوم أو مبدأ أو أي نوع آخر من أنواع المحتوى .
وفي ضوء الإطار الذي تم تقديمه تزخر الأدبيات التربوية المعاصرة بالعديد من التعاريف الخاصة بمفهوم ) تكنولوجيا الوسائط المتعددة(
فتعرف المنظمة العربية الوسائط المتعددة بأنها التكامل بين أكثر من وسيلة واحدة تكمل كل منها الأخرى عند العرض أو التدريس ..ومن أمثلة ذلك ( المطبوعات , الفيديو , الشرائح , التسجيلات الصوتية , الكمبيوتر , الشفافيات , الأفلام بأنواعها( .
و يعريف جلبرتش (gal breath 1994) لبرامج الوسائط المتعددة :
بأنها برامج تمزج بين الكتابات والصور الثابتة والمتحركة والتسجيلات الصوتية والرسومات الخطية لعرض الرسالة وهي التي يستطيع المتعلم أن يتفاعل معها مستعيناً بالحاسوب .
ويؤكد فجهان (Vaughan 1994) أن برامج الوسائط المتعددة تعمل على إثارة العيون والآذان وأطراف الأصابع كما تعمل أيضاً على إثارة العقول وهو يرى أن الوسائط المتعددة مزيج من النصوص المكتوبة والرسومات والأصوات والموسيقى والرسوم المتحركة والصور الثابتة والمتحركة يمكن تقديمها للمتعلم عن طريق الحاسوب .
يشير التعليم في الوقت المناسب إلى نظام مرن لتقديم الخدمات التعليمية للطلبة والمدرسين من خلال الشبكات في أي وقت وفي أي مكان. ويرتبط تقديم المعلومات بهذه الطريقة بفكرة استمرار عملية التعلم مدى الحياة، والتعلم الذاتي، والتعلم القائم على المشروعات. ويرى بعض مؤيدي التكنولوجيا أن نظام توفير المعلومات في الوقت المناسب سوف ينهي عهد الكتب والمناهج الدراسية، بحيث لا يتلقى المُتعلم التوجيه من معلم واحد فقط، من خلال منهج دراسي، وإنما يحصل على المعلومات من قواعد البيانات، والمصادر ذات الوسائط المتعددة لاستكمال الوحدات التعليمية التي يصممها بنفسه. ويعتقد تويجز (1994) أن توافر المواد التعليمية التي تعتمد على التنظيم الذاتي سيخلق بنية تعليمية أساسية على المستوى الوطني تقلل من الحاجة إلى المناهج التي تضعها هيئات التدريس، وتقلص مفهوم التعليم المتمركز حول هذه الهيئات.
ويعد التعليم المستقل عبر شبكة الإنترنت أداة قوية في بعض المجالات. فالحلقات الدراسية عبر الشبكة يمكن أن تساعد الطلبة في موضوعات مختلفة مثل التشريح والتصميمات ثلاثية الأبعاد، وفك الألغاز. كما أن البحوث المتعلقة بموضوعات محددة يمكن أن تؤدي إلى الحصول على معلومات صادرة عن دوائر وجماعات ذات وجهات نظر مختلفة تماماً، ولكن التصور بأن التعليم الحر في الوقت المناسب سيحل محل التعليم النظامي على نطاق واسع يقلل من أهمية دور المعلم في تصميم منهج للتنمية الفكرية، وظهور دور جماعات التعلم. فالتعليم ليس نشاطاً عشوائياً، يتم فيه الانتقال بحرية من موضوع لآخر أو لجمع جزئيات من المعرفة، ومهارات التعلم، ولكنه نشاط يقوم على خطة مدروسة تتكامل في إطارها عملية التعلم مع الأطر الفكرية الواسعة التي تخدم الطالب في عمله في الحاضر والمستقبل، ويتطلب ذلك تفاعلاً نشطاً بين الطالب والمعلم، في إطار منهج متكامل من المعرفة والمهارات، بمساعدة التكنولوجيا الحديثة. فالتكنولوجيا لا تحل محل المدرسين، ولكنها توسع من آفاق الحوار التعليمي وتسمح للطالب والمعلم بالمشاركة في جماعات التعلم التي تتجاوز الفصول التقليدية.