نظرية الدور
من طرف
Admin في الخميس أبريل 11, 2013 3:18 pm
أولاً : مفهوم الدور Roleconception: عمل أو وظيفة أو موقع يقوم به بعض أفراد المجتمع يفرض أنماطا سلوكية عدة، ويحدده علي الدين (( بأنه مجموع الواجبات والالتزامات التي يتوقع أن تقوم بها المرأة في الأسرة مقابل الحقوق والواجبات والمزايا التي يجب أن تتمتع بها نتيجة شغلها لهذا الدور بحكم موقعها في الأسرة فهي الأم والزوجة التي تحقق أنوثتها بالإنجاب وتربية الأبناء، وهي الأخت والابنة)) (علي الدين،1987: 25).
ويؤدي الفرد في حياته الإجتماعية أدواراً يتوقعها منه المجتمع لكونه يشغل مواقع معينة، وتختلف أدوار الأفراد باختلاف تلك المواقع، ويلاحظ أن التفاعل بين هذه الأدوار يؤلف ما يسمى بالبناء الإجتماعي (show,1971,224) والبناء الإجتماعي يمثل مجموعة أنظمة اجتماعية تتداخل وتتفاعل في تشكيل وتحديد أنماط السلوك وتنظم الحاجات الإنسانية حسب الإتجاهات والقيم السائدة في المجتمع، وترتبط هذه الأنظمة فيما بينها إرتباطاً وظيفياً لتحقيق وتكامل البناء الإجتماعي وإستمراره.
(فرج، 1989، 239).
وعلى ذلك هناك معطيات إجتماعية للدور تتمثل في البناء الإجتماعي من الوحدات التي تكون المواقع الإجتماعية من نسيج متشابك وهم الأشخاص، أي أعضاء المجتمع، ومعطيات انثروبولوجية للدور وتشمل الحدود والواجبات المقترنة بكل موقع على حدة، التي تعد دالة على ثقافة بذاتها، ومعطيات نفسية دالة على شخصية القائم بالدور ومحصلته لمفهوم ذاته.
وفي مفهوم الدور عبر (Sarbin ,1954) عن هذه المعطيات معا إذ قال: إن الفرد وهو يسلك دوره قد عبر المسافة بين الفرد والجماعة. (آدم، 1982 :28 :29).
وعلى الرغم من تحديد مفهوم الدور وأهميته في دراسة وتحليل البناء الإجتماعي إلا أن هذا المفهوم من أكثر المفهومات غموضا وإبهاما في العلوم الإجتماعية وذلك بسبب التداخل مع غيره من المفهومات الأخرى، لذلك هناك تعريفات للدور تختلف باختلاف وجهات نظر العلماء الذين اهتموا بدراسته مثل علماء النفس وعلماء النفس الإجتماعي وعلماء الانثروبولوجي .
(أبو جادو، 2000، 52).
ويلاحظ لفظه دور Role استعملت للمرة الأولى بعد استعارتها من الفن المسرحي من ميد G-Meed كذلك من علماء الاجتماع بجامعة شيكاغو في العشرينات من القرن الحالي وقد حاول كتاب عديدون توظيف واستعمال مفهوم الدور في تحليل السلوك بين الأفراد .(شند، 2000، 300).
ومهد Moreno, 1930 الطرائق لاستعمال تمثيل الدور playing أداة في العلاج النفسي .
(مليكة، 1970، 359).
أما (Sarbin, 1954) في كتابه نظرية الدور استعمل قانون الدور Role enactment في وصف السلوك المتوقع .
(Banton,1965, 2)
بينما قام (camrron 1942) بتفسير سلوك الدور لدى المضطربين
(camrron,1950, 464) أما العالم Newcomb,1950 في كتابه علم النفس الإجتماعي فقد ميز بين السلوك الحقيقي الذي يقوم به شاغل الدور والسلوك المتوقع للدور نفسه الذي اطلق عليه سلوك الدور. Role behavior
(الحسن،1999، 290)
وقد عد 1934 G.H.Meed الدور الإجتماعي وحدة التنشئة الإجتماعية ونمطا للاتجاهات والأفعال التي يتخذها الفرد
(shaftel,1979, 113)
بينما أشار 1942 Cottrell الى الدور بأنه سلسلة متسقة داخليا من الاستجابات المشروطة للفرد في الموقف الإجتماعي الذي يمثل نمط التنبيه في سلسلة استجابات الآخرين الشرطية المتوافقة داخليا بالطريقة نفسها في هذا الموقف.
(Lindzey,1969, 227)
ويرادف Linton 1945 الدور بمصطلح الموقع position وقد ميز بين الأدوار المفروضة Ascribe Roles والأدوار المتحققة hchieved Roles إذ عد الأدوار المفروضة تلك الأدوار التي ليس للفرد علاقة في شغلها مثل تلك المتعلقة بالجنس والعمر والقرابة أو الانتماء إلى طائفة وسلالة معينة، بينما الأدوار المتحققة تلك التي باستطاعة الفرد أن يشغلها بناء على جهوده وقدراته الشخصية مثل المواقع المهنية والتعليمية .
(Banton,1965,29)
وأدوار نشطة Active Roles ، هي تلك التي يقوم بها الشخص في مدة معينة ، وادوار كامنة Latent Roles تلك الأدوار التي تكونت في حالة كمون، لان الوقت المناسب لها لم يأتِ بعد (وصفي، 1981، 151).
ويرى Newcomb 1951 الدور أساليب السلوك المتوقعة من أي فرد يشغل موقعا معينا التي تكون الدور الذي يرتبط بذلك الموقع. (عزيز، 1981، 19)
ويعد Biddle&Thomas الدور مجموعة من التوقعات التي تحدد السلوك المطلوب من شاغل الدور.
(Biddle & Thomas, 1966, 29. )
وينظر Hall 1972 الى الدور بصفة عملية لها ثلاثة مكونات هي كالآتي:
1- مكون بنائي: ويتمثل في مطالب الدور الخارجية، وهي قائمة المعايير والتوقعات والمحرمات وغيرها.
2- مكون شخصي: يتمثل في الجانب الداخلي الذي يتصور الفرد على أساسه الوضع الإجتماعي.
3- مكون سلوك الدور: يتمثل في الطرائق التي يتصرف بها الأفراد في وصف معين.
(Hall,1972, 423)
الدور ونظام الشخصية:
لتوضيح العلاقة بين الدور والشخصية يقترح Alport 1961 أربعة مفهومات للدور:
1- توقعات الدور: Role expectation
وهي ما تحدده الثقافة لكل دور من الأدوار الإجتماعية، أي ما تقرره سلفا من كل فرد، يشغل موقعا معينا، في النظام الإجتماعي المعاصر.
2- مفهوم الدور:Role conception
وهي الصورة التي يكونها الفرد عن دوره ويتداخل مفهوم الدور مع مفهوم الفرد عن نفسه الى جانب ما هو متوقع منه وكثيرا ما ينشا الغموض نتيجة لهذا التداخل بين مفهوم الدور والدور المتوقع.
3- قبول الدور او رفضه:Role acceptance or rejection
يقبل الأفراد أدوارهم إذا كانت محددة في ضوء توقعات الآخرين أو تصوراتهم الخاصة، وقد لايقبل البعض أدوارهم ولا يكترثون بها، بينما البعض يحبون تصوراتهم الخاصة لأدوارهم ولكنهم لايقبلون توقعات الآخرين منهم.
4- كفاءة الدور: Role performance
وهو الأسلوب الذي يسلك به الفرد دوره ويعتمد على جميع هذه الشروط السابقة.
(Allport,1961,184)
إن التوقعات المنتظمة والمحددة من قبل الآخرين الذي يحدث من خلال التصورات المختلفة للأفراد ودرجات قبولهم لهذه التوقعات ومظاهر الشخصية وسماتها تشكل الأداء الواقعي للدور. ( (Lindzey,1969,226
العلاقة بين الدور والبناء الاجتماعي ونظام الشخصية
يوضح المليجي 2001العلاقة بين الدور والبناء الاجتماعي ونظام الشخصية على النحو التالي:
أولا: الدور بوصفه شيئا يختص بالبناء الإجتماعي:
إن توقعات الدور هي فروض النظام الإجتماعي وهي خاصة بالمواقع التي يشغلونها وتكون محددة سلفا للأشخاص شاغلي هذه المواقع وان توقعات الدور تفيد بوصفها نماذج ومؤثرات خارجية، وحينما يفسرها الفرد قد يقبلها او يرفضها.
توقعات الدور الشخصية أداء الدور
وأداء الدور هو نقطة التقاء بين نظام الشخصية والنظام الإجتماعي والأداء يكون بواسطة الشخص ولكنه يؤثر في البناء الإجتماعي ويمكن تقييمه انه جزء من النظام الخارجي المرتبط بالمواقع الإجتماعية التي يشغلها الفرد.
ثانيا: الدور بوصفه شيئا يختص بنظام الشخصية:
يمكن النظر الى مفهوم الدور على أنه شيء يختص بنظام الشخصية وأن مفهوم الدور يحدث ضمن تنظيم الشخصية.
وتفسير الفرد للدور يتوقف على استعداداته وميوله الفطرية وحاجاته الأساسية ، لذلك فان الدور له معنيان أيضاً هما:
تصور الدور قبول الدور أو رفضه، وكلاهما يتم ضمن تنظيم الشخصية ومن ثم يحدد نوع السلوك في البناء الإجتماعي وكيف يؤدي الفرد دوره
(المليجي، 2002، 82) .
فضلا عن ذلك يمكن القول إن الأشخاص الذين يتصورون أدوارهم كما يحددها المجتمع ويقبلونها بسرور هم أشخاص يميلون نحو دعم البناء الإجتماعي أما هؤلاء الذين يتطرفون في تغيير تحديد أدوارهم ولا يقبلونها سواء في التعريف الإجتماعي للدور أو تعريفهم الشخصي له فهم أشخاص متمردون.
(غنيم، 1973، 147)
ثانياً: صراع الدور Role Conflict
هناك مصادر للضغوط النفسية ويشكل صراع الدور أحد المصادر الرئيسة للضغوط، مما يعني أهمية العناية به وأخذه بالاعتبار، صراع الدور يحدث عندما يواجه الفرد التزامات عدة ويطالب بانجاز هذه الالتزامات في الوقت نفسه ، فمثلا المرأة العاملة قد تجد نفسها ضحية صراع الدور مما يعرضها للضغط النفسي الذي يجهدها ويعرضها للإرهاق والإنهاك.
(القريوتي، 2003: 15)
ويحدث صراع الدور لدى المرأة العاملة عندما تتعارض مسؤوليات العمل ومتطلباته مع المسؤوليات الأسرية والمنزلية، فعملها يحتاج منها وقتا وجهدا لإنجاز المهمات الموكلة إليها، وفي الوقت نفسه التزاماتها الأسرية والمنزلية تحتاج هي الأخرى لانجازها ولا تحتمل التأخير، كما لا يمكن إسناد هذه المهمات لفرد آخر كي يقوم بها بالنيابة عنها، وفي وضع كهذا تجد المرأة نفسها في حيرة من أمرها، ويبدأ الصراع النفسي يأخذ مكانه في نفسها حيث الشعور بالتقصير وتأنيب الضمير يبدأ ينهشها ويؤثر فيها سواء كان هذا التقصير في العمل أو في المنزل، فكلاهما مهم بالنسبة لها، ولا يمكن إهماله أو التساهل فيه، فشؤون المنزل من أبناء وزوج وضيوف وغيرها تحتاج الى وقت لإنجازها وقد لا تجد متسعا من الوقت لانجاز ذلك وإن أعطت هذه الأشياء جل وقتها واهتمامها فقد ينعكس ذلك على أدائها في عملها حيث يكون الانجاز والعطاء اقل مما يجب، نظراً لأنها لا تركز ذهنيا وليس لديها النشاط والحيوية اللازمة للقيام بدورها، بل قد تتحول الى عامل إعاقة في بيئة العمل مما يؤثر سلبا ويثير حفيظة الأخريات اللاتي يعملن معها (المحنة ، 2002، 10) .
إن التوفيق بين مستلزمات العمل ومتطلباته، ومتطلبات المنزل وشؤونه، ليس بالامر الهين او اليسير، اذ لابد من استثمار كل دقيقة، والتفكير في الاليات والطرائق المناسبة التي تسهل انجاز هذه المهمات تجنبا للإخفاق اما في العمل، او في شؤون الأسرة، وهذا ما لا يرضاه احد،وفي تجنب الإخفاق حماية من الضغوط النفسية.
التذمر من قلة الوقت لدى المرأة وعدم قدرتها على إنهاء الأعمال المنزلية عبارة مترددة على السنة من يعانون من صراع الدور وضغوطه النفسية، حيث تعبر هذه الجملة عن صعوبة تواجهها المرأة ، إذ لا تجد متسعا من الوقت يكفي للقيام بالدور الأسري، على الوجه المطلوب، وفي الوقت والظرف المناسب، ودون تأخير. (عمارة، 2000، 37)
وتحدث مثل هذه الحالة عندما يتمكن العمل من المرأة ويحتل مشاعرها حتى يصل بها الى مرحلة إهمال المنزل وشؤونه. وكثيرا ما نسمع أفرادا يعبرون عن استحواذ العمل عليهم واستيلائه عليهم، إذ يصفون هذا الوضع بشعورهم إلا شيء أهم من العمل في خارطة تكوينهم النفسي، وحسبي بأفراد كهؤلاء أن أمورهم المنزلية يعتريها الإهمال، مما يثير أفراد الأسرة في وجه الأب، أو الأم الذي أو التي يقع منها هذا التقصير، حتى ان الأمور تتراكم وتتفاعل مما يوصل المرأة الى مرحلة الضغوط النفسية، ذلك أن شعور أفراد الأسرة بالإهمال واللامبالاة يقودهم للمناقشة المستمرة والانتقاد الحاد للمرأة الذي صدر منها هذا الإهمال، مما يولد لديها إحساسا بالضيق والمرارة والألم، وهذا الوضع يمثل وضعا نفسيا غير سوي. (المحنة، 2002: 10)
إن التعارض الذي قد يحدث بين ارتباطات العمل والارتباطات الأسرية يمثل احد مصادر الضغوط النفسية، إذ قد يجد الموظف نفسه مضطرا للعمل في المساء أو الصباح ومثل هذه المواعيد قد تتعارض مع مناسبة عائلية، مما يفقده حضورها أو قد يحتاج احد أفراد الأسرة المستشفى ولا يجد من يوصله لان والده مشغول في العمل، وهذا ينطبق على حضور الوجبات مع الأسرة، مما يشعر افراد الأسرة بعدم الاهتمام من قبل رب الأسرة لهم، وهذا الشعور يلقي بظلاله وتبعاته على العلاقة بينهم، مما يحدث مناخا أسرياً متوتراً تكثر فيه المشكلات، والخلافات، وتضطرب فيه الأوضاع، حتى يبدأ الفرد بتشتت ذهني وعدم قدرة على التركيز، لان المشكلات الأسرية تبدأ في التأثير فيه، وقد تشغله حتى انه يحضر لمكان العمل وهو غير صاف الذهن، ومتوترا ومشغولا مما يصرفه عن العمل، ويؤثر في أدائه فتجد زملائه قد يلاحظون عليه ذلك، وقد تسوء علاقته بهم. وما يزيد الأوضاع تعقيداً بشان الأوضاع الأسرية وتحولها الى مصدر من مصادر الضغوط عدم كفاية الموارد المالية، فقلة المال أمام المتطلبات الأسرية، واحتياجاتها اليومية يضاعف من حالة الضغط النفسي الذي يتعرض له الفرد. ولا غرابة أن يعبر الفرد عن وضعه بقوله أنه عاجز عن الوفاء بالمتطلبات الأسرية أو أن يقول: دخله قليل، ولا يفي بمطالب الأسرة الكثيرة أو غيرها من العبارات.
(بلقزيز، 1980، 315)
إن ما يلاحظه مسؤول العمل من تقصير قد يصدر من احد العاملين لديه، ليس بالضرورة مرده الى بيئة العمل نفسها، فبيئة العمل قد تكون جيدة ومتكاملة في الجوانب كافة ، وزملاء العمل قد يتسمون بخصال حميدة، كالتعاون فيما بينهم، ومحبة بعضهم البعض، لكن الأسرة ومشكلاتها قد تنتقل مع الموظف أو العامل وتكون ملازمة له وهو في بيئة العمل، إذ لا يمكنه الفكاك من هذه المشكلات حتى تبدأ تأثيرها في عمله حيث يؤجل بعض الأعمال ويؤخرها عن وقتها أو يؤديها ولكن بصورة خاطئة. (النشار ، 1999، 31)
ترى هل ان مسؤول العمل مسؤلاً عن هذه المشكلات، لا بالطبع ليس مسؤولا عنها، ولم يتسبب في حدوثها وهو متضرر منها، لكن إدراكه ومعرفته ان مصدر الإهمال وانخفاض جودة العمل الذي قد يلاحظه عند احد موظفيه هو الأسرة قد يعينه على تسيير العمل، بما لا يضر بالعمل ولا يضر بالموظف الذي يتعرض لحالة الضغط النفسي وذلك على أقل تقدير خلال الفترة الحرجة التي يمر بها الفرد، وفي إدراكه الصحيح هذا عون للفرد لتجاوز الظرف والتخلص من الظروف الضاغطة المؤثرة في الأداء، وهذا بحد ذاته نجاح للمدير الذي استطاع مساعدة الموظف والعودة به إلى وضعه الطبيعي الذي يحقق به الانجاز الجيد ويحفظ له علاقات متوازنة مع الزملاء ووضعا أسريا هادئا خاليا من المؤثرات السلبية.إن المجتمعات الإسلامية التي تحظى فيها الأسر بمكانة ومنزلة عالية ضمن قيم وثقافة هذه المجتمعات، قد يترتب على التزام الأفراد وجهودهم المضنية التي يبذلونها من أجل العمل إهمالاً لبعض شؤون الأسرة وإخفاقاً في القيام بالأدوار اللازم القيام بها نحوها وهذا الوضع من شانه إحداث صراع يتولد عنه ضغوطاً تحدث آثاراً واضحة في حياة وصحة الفرد وعلاقاته الأسرية . (عبد الله ، عبد الدايم ، 1988، 107)
ويفسر صراع الدور في ضوء أبعاد التوافق وسوء التوافق مع متطلبات الدور، ويُحكم على التوافق بالانسجام مـع مجموعة المعايير والألتزامــات الإجتماعية في أداء الدور
(Rizzo, etal, 1970,155). ويفترض كان Kahn 1964 عدة انواع من الصراعات:
1- الصراع بين المعايير الداخلية (القيم والاتجاهات) والسلوك المحدد للدور، ويعد صراع دور الشخص أو الصراع الداخلي للشخص المركزي عندما يشغل موقعاً واحداً.
2- الصراع بين قدرات الشخص المركزي وسلوك الدور المحدد، ويعد صراع دور المرسل الخارجي وقد يُولدُ تنظيمياً، ويتمثل في القدرة أو القابلية غير الكافية للفرد.
3- الصراع بين عدة أدوار للشخص نفسه والذي يتطلب سلوكيات مختلفة وغير منسجمة، ويعد صراع الدور الداخلي للشخص المركزي الذي يشغل أكثر من موقع واحد.
4- صراع التوقعات والمتطلبات التنظيمية في شكل التعليمات والأوامر غير المنسجمة للمنظمات الإجتماعية التي ينتمي اليها الفرد. (Beehr, 1976, 36)
ويذكر Wolfe &snoek 1962 الانواع الأتية: لصراع الدور:
1- صراع الدور الموضوعي Objective Role Conflict يحدث عند ممارسة الضغوط من خلال مرسلي الدور في الإتجاهات المضادة، وأوضح مثال عند وصف ذات النشاط من أحدهم ومنعه من خلال آخرين والأختلافات يتكشف في نظام الأولوية الذي يضعونه لسلسلة الأنشطة الواجب أداءها من خلال مستقبل الدور.
2- صراع الدور الذاتي Subjective Role Conflict ويشير إلى خبرة الصراع الناشئة نتيجة لسلسلة من ضغوط الدور وتشمل تلك التي يمارسها الشخص بوصفه مرسل الدور لنفسه، وتدرك هذه الصراعات في ضوء صعوبة إرضاء المتطلبات المختلفة للأشخاص المشتركين في قطاع الدور (Wolf& Snoek, 1962, 104).
بينما يحدد ويتج 1977 الأنواع الآتية للصراعات:-
1- صراع الدور المتعدد Intra- Role conflict يحدث عندما يواجه الفرد التوقعات المرتبطة بدورين مختلفين (أو أكثر) فيتعذر القيام بهما في وقت واحد.
2- صراع المطالبة للدور المتعددة Role - conception يحدث عندما يواجه
الفرد توقعين ينشأن مــن دور واحد فقط، يتعــذر تحقيقهما في وقــت واحد
(ويتج، 1977، 323).
وتشير جباري 1998 الى الأنواع الآتية من صراعات الدور:
1- الصراع بين قيم الفرد والمسؤولين عنه أو المؤسسة التي يعمل فيها.
2- الصراع بين متطلبات العمل وسمات العامل الشخصية.
3- الصراع بين قدرات العامل وتطلعات المؤسسة (جباري، 1998، 6)
النظريات التي فسرت صراع الدور:
أولاً: نظرية التحليل النفسي Psychoanalysis Theory
ترى نظرية التحليل النفسي عملية النمو تفاعلاً ديناميكياً بين الحاجات والدوافع الفطرية عند الفرد من ناحية وبين القوى البيئية المتمثلة في المعايير الإجتماعية من ناحية أخرى. وخلال عملية التفاعل هذه يعبر الفرد عن دوافعه ويشبع حاجاته ويقوم بدور فاعل في هذا التفاعل (هرمز وإبراهيم، 1988، 25)، ومضمون هذه الأفكار ينصب على محتويات اللاشعور ومنها الدوافع والانفعالات والرغبات المكبوتة لوصفها رواسب تؤدي بالفرد إلى القيام بنشاط أحياناً دون أن يعي مصدر دوافعه، وأن الكبت الذي يحدث في الطفولة المبكرة عبارة عن تدابير دفاعية بواسطة أنا ضعيفة أو غير ناضجة لايؤثر في الجهاز النفسي حسب ولكن قد ينتج عنه تغييرات في وظيفة العضو إذ يتخذ طابع الدلالة المرضية الشديدة (الزراد، 2000، 81)
أ- سيجموند فرويد :
يعتقد فرويد بأن أسباب الحياة العقلية موجودة في التفاعل بين العوامل التكوينية وخبرات الطفولة، وأن الاختلافات المورفولوجية (البنيوية) بين الجنسين نجد تعبيرها في الإختلافات بالحياة العقلية والنفسية كل منهما (صالح، 988، 111) إفترض فرويد أن مراحل تطور الليبدو الإنساني تبدأ في التركيز عن الحاجات العضوية الحيوية إذ يكون الطفل تحت تأثير المرحلة الفمية (Oral stage) في هذه المرحلة كما يرى لا يظهر اختلاف في سلوك البنت وسلوك الولد إذ تكون الأم هي موضوع الطفل، فهو في البداية مثبت عليها دون أن يميزها من ذاته (بونابرت، 1962، 23) وحين يدخل الطفل المرحلة الشرجية
(Anal stage) فإن الايجابية والسلبية تتمايزان فيحدث النمو في كل من الجهاز العقلي السادي الإيجابي وشبقية الغشاء المخاطي السلبي وفيها ترتبط الإشباعات الرئيسة
بنشاطات الإخراج أو الحفظ، هذه المرحلة تعد ما قبل الذكر وما قبل الأنثى
(عبد الفتاح، 1984، 14) وفي المرحلة القضيبية (Phallic stage) الأوديبية يعتمد الجنسان على العضو التنفيذي المركزي نفسه، هنا يكون الدور لعقدة الخصاء إذ تضع حداً لهذه المرحلة، كما أن عقدة الخصاء هي التي تفتح عقدة أوديب (Oedipus complex) تلك العقد التي يصبح موضوع الأب عند الولد هو الموضوع المرغوب منه إلى حين لا يلبث أن يخرج منها بتأكيد رجولته (فرويد، 1952، 116) وأما البنت عندما تكتشف أنها تفقد عضو التذكير (الخصاء) يدفعها حسد القضيب (Penise Envy) الى تمني أقتلاعه من الذكر نفسياً وتجريده من القضيب من قبيل الثأر وإخصائه (بونابرت، 1962، 34) وطبقاً للنظرية فأن البنت تنتقل من التثبيت على الأم إلى التثبيت على الأب ومتى تحولت الرغبة التي دخلت الفتاة في موقف عقدة أوديب، وهنا يكون الفارق بين الجنسين في العلاقة بين عقدة أوديب وعقدة الخصاء، فعقدة أوديب التي تدفع بالولد الى الرغبة في أمه تكبت وغالباً تتلاشى في التهديد بالخصاء، وعندها يتكون أنا أعلى (Super Ego) بوصفه وريثاً لعقدة أوديب
(عبد الفتاح، 1984، 18) (Shaw& costanzo, 1983, 263)
وفي حالة البنت فأن عقدة الخصاء تمهد الطريق عندها لعقدة أوديب بدلاً من أن تقضي عليها فتندفع بعيداً عن أمها بتأثير حسد القضيب إلى الموقف الأوديبي إذ يبقى مدة غير محدودة، مما يؤدي إلى استمرار عقدة أوديب وهو ما ينتج عنه أن تكون الأنا الأعلى ضعيفه، وهذا يسبب استعراضية جنسية عصابية ورغبات قوية لأن تصبح رجلاً وتتمثل سلوكه . (عبد الرحمن، 1998، 76).
ب- الفريديون الجدد
1- الفرد أدلر :
يرى Adler أن الشعور بالنقص يشكل قوة مؤثرة في السلوك وهو موجود عند كل شخص، ويعتقد بأن الذي يحدد نمو الإنسان وتطوره هو محاولته تعويض هذا النقص سواء كان له وجود حقيقي أو خيالي (شلتز ، 1983، 70).
ويشير أدلر إلى أن النقص والأنوثة مصطلحان مترادفان وأن الأنوثة تشمل الخضوع، والدونية والتبعية، بينما التفوق يعادل الرجولة ويشمل سلوك توكيد الذات والسيطرة والإستغلال، وقد أشار أدلر إلى مصطلح الإحتجاج الرجولي (Musculine protest) لوصف السلوك التعويضي فالمرأة على وفق مفهوم أدلر تحاول تخطي مشاعر النقص وعدم الكفاءة عن طريق إظهارها السلوك الرجولي وإخفائها السلوك الأنثوي، مثل هذه الظواهر عدها أدلر تعبيراً عن شخصية عصابية (صالح، 1987، 96) (شلتز، 1983، 73).
2- كارن هورني :
تؤكد Horney أهمية دور العوامل الثقافية فضلاً عن دور التأثيرات الناجمة عن التفاعلات المبكرة في تشكيل الشخصية، وترى أن شعور المرأة بالنقص ناتج عن الضغوط الثقافية والإجتماعية التي تتعرض لها منذ ولادتها إلى أن تتخذ أشكال الإقناع بنقصها ووضعها الأدنى من الرجل، وهذا بطبيعة الحال يثير فيها على الدّوام رغبتها في أن تكون رجلاً وأن حسد القضيب (penise Envy) لدى المرأة يعزى إلى الرغبة في الصفات المرغوبة في الثقافة وأن الفتاة لا تهرب من أنوثتها لتحصل على عضو التناسل الذكري وإنما لتحصل على قوة الرجال في هذا العالم، وتضيف هورني أن الحضارة هي حضارة ذكورية، فقد كان صعباً على المرأة أن تحقق أي نوع من الإعلاء (Sublimation) لهذه الرغبة الذكورية وهذا بالطبع ساعد على ترسيخ مزيداً من إحساس النقص وفي نشأت الصراعات (السعدواي، 1974، 97) (شلتز، 1983، 93). إتساقاً مع النظرية فأن تلك الرؤية إلى عمل المرأة التي مازالت تتسم بالتقليدية وترى أن عمل المرأة الأساسي هو العمل المنزلي وأن خروجها يجب ألا يتعارض مع عملها داخله، في الوقت نفسه لا يقدم لها أي نوع من المعاونة للقيام بأعبائها المزدوجة سواء من الزوج الذي يلقي على كاهلها الأعباء كافة، أو من العمل الذي لا يوفر لها الخدمات التي تقلل عنها تلك الأعباء.
(ابن عائشة، 1998، 116)
وفي ضوء ما جاء به الباحثين من رؤية تجاه عمل المرأة وجدت الباحثة ان مثل هذا الوضع يجعل المدرسة في وضع نفسي مضطرباً ومتردياً سببه الصراع بين رغبة المدرسة في عملها التدريسي ورغبتها في التوافق مع الهيئة التدريسية وعدم قدرتها في تجاوزها وتخطيها هذه الحدود ينطبق عليه التناشز الإدراكي.
ثانياً: نظرية التناشز الإدراكي Cognitive Dissonance Theory
يعتقد Festinger 1957 بأن التناشز Dissonance حالة سلبية من حالات الدافعية تحدث للفرد حين يكون لديه معرفتان في وقت واحد (فكرتان، رأيان، إعتقادان (جلال، 1984، 181) الذي يستثير السلوك ويوجهه نحو خفضه بأن يجعل المدركات الفعلية والجوانب المعرفية في علاقة توازن وانسجام.
ويضيف Festinger أن التناشز هو علاقة غير ملائمة بين العناصر الإدراكية، ويعني بالعناصر (Elments) تلك المعارف التي يملكها الفرد حول عالمها السيكولوجي أما المدركات (Cognition) فتستعمل للإشارة إلى أي معرفة أو فكرة أو اعتقاد وإلى ما يعرفه الفرد عن محيطه أو بيئته أو عن سلوكه وإنسجام العناصر الإدراكية أو تناسقها هو سايكولوجي (نفسي) أكثر مما هو منطقي فكل ما يبدو منسجماً في ذهن الفرد يمثل انسجاماً
(Festinger, 1962, 13)
ويذكر ثلاثة مواقف تحدث منها حالة التناشز الإدراكي:
1- عندما لا تتسق الجوانب المعرفية مع المعايير الإجتماعية.
2- عندما يتوقع الشخص شيئاً معيناً ويقع شيئاً آخر بديلاً عنه.
3- عندما يقوم الأفراد بسلوك يخالف أتجاهاتهم العامة (صالح، 1988، 143) ويرى Aronson 1968 أن عدم التطابق بين مدركات الفرد ومفهومه عن ذاته يعد مصدراً للتناشز. (Shaw& Costanzo, 1982, 213)
والذي ينطبق على مفهوم صراع الدور، وأفترض Bramel 1968 أن التناشز يحدث عندما تتعارض توقعات الفرد مع الواقع الإجتماعي فيسلك بطريقه تخالف توقعاته
(Lindesmith& Strauss, 1968, 27)
وعد Dreyer 1954 إدراك الفرد للإختلاف بينه وبين الجماعة من أسباب الصراع (Dreyer, 1954, 175) ويذكر Likewise & Wicklund 1972 أن حالة وعي الذات الموضوعي تنتج من الإحساس بالأختلاف بين الفرد والمعايير الإجتماعية للسلوك إذ تؤدي إلى شعور سلبي (الكناني، 1994، 42).
ثالثاً: نظرية الدور Role Theory 1966 Biddlied Thomas :
تحاول نظرية الدور تفهم السلوك الإنساني بالصورة المعقدة التي تكون عليها، كون السلوك الإجتماعي يشمل عناصر حضارية وأجتماعية وشخصية ولهذا فأن العناصر الإدراكية الرئيسة للنظرية هي الدور Role يمثل وحدة الثقافة والموقع Position يمثل وحدة المجتمع والذات self تمثل وحدة الشخصية (دبابنه ومحفوظ، 1984، 61).
وتقوم نظرية الدور على أساس مفهوم التفاعل بين الذات والدور من ناحية وبين الأشخاص مع بعضهم البعض من ناحية أخرى، ويتميز الدور بأنه ذو طبيعة معيارية (ملزمة) كما يتميز بأنه ذو طبيعة تنبؤية تمكن من التنبؤ بأنماط السلوك المتوقعة في إطار أدوار معينة، فالفرد يتنبأ عن سلوك متوقع فيعد نفسه لمواجهته بسلوك مناسب (مرعي وبلقيسن 1984، 105) وكثيراً ما تأخذ الأنماط السلوكية داخل حدود الدور شكلاً رسمياً يتناسب مع ما إتفقت عليه الجماعة سواء كان ذلك شعورياً من خلال التنظيمات الرسمية أم لا شعورياً من خلال المعايير والقيم السائدة في المجتمع، ومن ثم فأن سلوك الدور يمثل نمطاً من دوافع الفرد يحاول بها مواجهة مطالب الجماعة (يونس، 974، 226) وحيث يؤدي الفرد دوره يخضع لتصوره عن الدور وهو ما تحكمه مجموعة من العوامل من بينها إتجاهاته وقيمه واستعداداته وغير ذلك التي تعد بمثابة موجهات سلوك ولتوقعات الآخرين
(شند، 2000، 33) وينظر Broner 1959 إلى سلوك الدور على أنه يمثل الفرد داخلياً لأدواره الإجتماعية كما يدركها وإذا يتسق سلوكه الفردي مع توقعات الآخرين ويتحدد هذا الإتساق بدرجة الدقة التي يدرك بها، لتشخيص دوره في الجماعة (مليكة، 1970، 917)
وهكذا يبدو واضحاً أن الدور يتضمن توقعات القائم بالدور (إدراك الفرد لمحتويات دوره ومتطلباته وهو ما يتوقف على شخصية القائم بالدور وخصائصها) توقعات الجماعة من الفرد الذي يؤدي الدور، السلوك الفعلي للفرد الذي يقوم بالدور (Banton, 1965, 28) والواقع أن علاقة الفرد بالجماعة لا تمليها في كثير من الأحيان خصائصه الشخصية وسماته بقدر ما تمليها توقعاته عن الدور الذي يقوم به، وتوقعات الآخرين منه، ولهذا فهو ينتقل في تفاعله مع الجماعة حسب ما تمليه التوقعات الإجتماعية للدور، وقد يتم أداء هذه الأدوار بانسجام وقد يحدث الصراع عندما يجد نفسه مضطراً لأداء أدواراً تتعارض كل منها مع الأخرى (إبراهيم، 1985، 186)
ويفترض New comb 1965 وجود ثلاثة حالات تؤدي واحدة منها أو جميعها إلى حدوث الصراع.
1. غموض (عدم وضوح) التوقعات.
2. تعدد التوقعات وكثرتها.
3. التعارض بين التوقعات) Shaftel, 1967, 118).
ويرى Merton 1957 أن غموض التوقعات حول السلوك المناسب لدور معين أو مكانة معينة يعد سبباً كافياً لحدوث الصراع (Merton, 1957, 343).
ويشير مرعي وبلقيس 1984 إلى أن غموض التوقعات وعدم وضوحها أو الإجماع عليها يؤدي إلى التوتر، ومن ثم إلى الصراع (مرعي وبلقيس، 1984، 127).
ويؤكد Shaw& Costanzo 1982 أن عدم الإجماع في الرأي حول توقعات الدور يعد من أسباب صراع الدور (Shaw& Costanzo, 1982, 309)
بينما يقترح Indik 1964 أن من بين أسباب الصراع:
1. التناقض بين متطلبات الدور وقدرات الفرد.
2. الغموض في تحديد متطلبات الدور.
3. ضغوط وأعباء العمل (Meichenbum, 1978, 323).
ويربط Parsons 1952 صراع الدور بعملية التوحد Identification مع توقعات الدور والقيم المتناقضة وأنماط السلوك التي تتطلبها، فإذا كان الشخص قد توحد معها فإنه عندئذ يريد أن يؤدي في وقت واحد دورين متناقضين يتعذر أدائهما معها.
(Parsons, 1952, 299).
رابعاً: نظرية الخوف من النجاح Horner. M 1972
ترى Horner إن دافع الخوف من النجاح حالة أنفعالية غير واعية متأصلة في شخصية المرأة مصدرها التنشئة الإجتماعية والتنميط الجنسي.(Shaw& Costanzo, 1983, 393).
والخوف من النجاح هو ميل الشخصية لأن تكون قلقة بشأن إنجاز النجاح الذي يقترن بتوقع النتائج السلبية كالرفض الإجتماعي وانخفاض درجة الأنوثة (Horner, 1972, 158) وقد أفترضت هو(Horner) أن ينشأ من الصورة التقليدية التي يضعها المجتمع عن المرأة، إذ أوضحت إن المرأة ذات الدافعية العالية للإنجاز تجد نفسها في موقف صراع فقد يفضي النجاح المهني أو الأكاديمي الى بعدها امرأة ونبذ المجتمع لها واتهامها بالذكورة.
(حسن، 1989، 20).
وأشار Maccoby 1963 الى النساء اللاتي يتمتعن بسمات الإستقلالية والكفاءة والتنافس يدفعن ثمن ذلك القلق والشعور بعدم القبول الإجتماعي لأنهن يظهرن سلوكاً لا يتناسب مع مميزات وصفات الأنوثة، ومن ثم فأن حالات الإنجاز التي تدفع بالإناث إلى أن يكن مقيدات بروابط مزدوجة إذ أنهن لا يخفن الفشل بل النجاح أيضاً المتضمن لهن الصورة المدركة السائدة في المجتمع عن المرأة (H off Man, 1974, 353- 358).
ويبدو أن استهجان المجتمع يكون له تأثيراً مباشراً في الحد من تعبير المرأة عن أفضل قدراتها العقلية وذلك بالتأثير في إرادتها حتى لا تحاول التفوق حتى لا تتهم بنقص الأنوثة والخروج عن المعايير السائدة في مجتمعها. (رمزي، 1978، 16)
ونظراً لذلك إفترضت (Horner) أن بتنامي الوعي بالدور الأنثوي تصبح المرأة أقل موافقة على نجاحها الأكاديمي أو المهني فهي تؤدي عملها بكفاءة أقل مما يتناسب وقدراتها العقلية نتيجة لصراعها الدائم بين النجاح وضم المجتمع لها في جنس الرجال.
(الكناني، 1994، 49).
وقد أثبتت هونر صحة فروضها من خلال نتائج دراستها التي أظهرت زيادة ثابتة في الخوف من النجاح تحدث مع تقدم السن وتبدأ من المرحلة المتوسطة حتى تصل إلى ما بعد الجامعة ويفسر ذلك من خلال التحول من الدراسة العلمية إلى مرحلة الزواج والأمومة.
(Puryear& Mednick, 1974, 264)
مفهوم التحكم الذاتي
يرتبط مفهوم التحكم الذاتي للفرد بعدة مفهومات منها (التحدث إلى الذات، ومعالجة المعلومات، والإرادة، والوعي الذاتي للسلوك، والتفكير المنطقي المنتظم).
فقد أشار علماء السلوك الإدراكي، إلى أن العقائد والأفكار والمشاعر تؤدي بالفرد إلى السلوك بطريقة خاصة بالفعل، ويقول (Rachlin) (1977) بأن الأحداث الواعية لا تؤدي إلى السلوك وإنما تخبرنا عن أشياء حول التفاعل بين السلوك والبيئة.
وتشير الباحثة (Jaynes) (1977) إلى أن الوعي هو ليس التفكير فقط وإنما يمثل خبرة الفرد وتجربته (Karoly & Kanfer,1982: 38-39).
ويعد التحكم الذاتي أحد أشكال إعادة التنظيم المعرفي الذي يستهدف تدريب الفرد على تعديل أنماط التحدث للذات (Self-Statement) بوصفه العنصر الأساسي في توجيه السلوك والتحكم الذاتي، ويعد (Meichenbum) (1977) أول من طور هذا الأسلوب إذ تبين له أن التخلص من مشكلة ما يعني التخلص من التحدث إلى الذات بطريقة انهزامية وسلبية واستبداله بالتحدث إلى الذات بطريقة إيجابية (دبيس، 1998: 96)؛ ويقول أيضاً في مناقشة الحوار الداخلي بأنه يسمح للفرد بالإشراف والتحكم بأفكاره ورغباته ومشاعره وأنشطته فيتم تفسيرها بأنها معرفية وإدراكية (Karoly & Kanfer,1982: 49).
ويشير كل من (Mahone & Therson) (1974) إلى أنه لغرض تنفيذ التحكم الذاتي يجب على الفرد الإدراك بما تؤثر به العوامل في أفعاله وكيف يمكنه تبديل هذه العوامل لكي تحدث التغيرات التي يرغب بها، وأن هذا الإدراك أو الفهم يشترط بأن يصبح الفرد في الواقع يحمل طبيعة العالم الشخصي ويبدأ الشخص من خلال ملاحظة ما يجري تحليل شخصيته واستعمال التقنيات ووسائل معينة لتغيير الأشياء المحددة مثل أنماط التفكير المنطقي أو البيئة الطبيعية .
(Mahone & Therson, 1974: 9)
وأن التحكم الذاتي يشير إلى السلوك في المواقف التي فيها يجب على الفرد مراقبة أفعاله الخاصة بطريقة ما في غياب أي من التدعيم الخارجي أو المقيدات الخارجية في الموقف الحالي، وأن مصطلح التحكم الذاتي يدل ضمنيا على أن هناك نوعا من الحافز المباشر يدعو إلى التصرف بطريقة واحدة ولكن الفرد (يسيطر على نفسه) ويتصرف بالأسلوب البديل الذي لا يجهز أو يقدم الإشباع الفوري (Liebert & Spigler, 1970:10).
ويرى بعض علماء النفس أن الخاصية الرئيسة المميزة للإرادة هي ما يتصف به السلوك من وعي، لهذا تعد أي خاصية يبديها الشخص سلوكا إراديا. ولكن الوعي بهدف السلوك وبطرائق تحقيقه يمثل نشاطا يرتبط بأعمال الفكر والذهن أساسا.
ويحدد (لوريا) الإرادة على أنها القدرة على خلق مثيرات من داخل الفرد، وعلى إتباع هذه المثيرات ومتابعتها، أي القدرة على الاستثارة الذاتية (Self-Stimulation)، الموجهة نحو تنظيم السلوك والتحكم به.
وتستند الأفعال السلوكية إلى وعي الفرد بأهدافه إلى تصوره وتدبره للعمليات والإجراءات التي يمكن أن تضمن تحقيق الأهداف، والى ما يباشره من سلطة واعية على نفسه ومن ضبط لنزعاته وحفزاته، وعلى فاعلية الصعوبات والمعوقات التي قد تقف في طريق تحقيق الأهداف، وعلى إتخاذ القرارات البناءة الحاسمة في حياته.
وفي ضوء ذلك، يمكن تحديد بعض آليات العملية الإرادية كما يأتي:
1.الفاعلية الذاتية: وهي حالة تنشيط الجهد الذاتي، وشحذ طاقات الفرد وتعبئتها في سبيل فعالية الصعوبات والمعوقات، وبالتالي مواجهة ما يعترض تحقيق أهدافه وبرنامجه سواء كانت خارجية تفرضها الظروف المحيطة أو معوقات أو مثبطات داخلية ذاتية كالنزعات السلبية والدفاعات والخوف والوهن والتردد والضحالة المعرفية مما قد يهدر طاقات الفرد.
2.توجيه الأوامر إلى الذات (التقرير الذاتي (Self-Statement): كما وضحت آنفا:
3.مقاومة الإغراء: يحدد (سيرز وآخرون) ثلاثة معايير لقوة التحكم والتوجيه الذاتيين:
أ- مقاومة الإغراء Resistance of temptation.
ب- قواعد السلوك Self-instruction لإتباع قواعد السلوك السليم.
ج- الشعور الواضح بالذنب . (منصور، 1982: 93-95).
وقد أشارت الدراسات السابقة إلى أن قدرة الشخص على التحكم بأفعاله الخاصة والسيطرة عليها تكون إلى حد كبير هي الدالة على معرفته وسيطرته على العوامل الوضعية الجارية، وهذا يعني إن مهارة التحكم تكون متصلة وبشكل قوي بقدرة الشخص على تمييز الأنمطة والأسباب التي تؤثر في السلوكيات لتكون منظمة (Mahone & Thoreson).
ويشير (Ferster) (1975)، إلى أن التحكم الذاتي يتطلب تعريفا أكثر تحديدا من التعريف الذي ينقله مصطلح (قوة الإرادة) إذ انه يشير إلى سلوكيات محددة تبطئ من الميل لإظهار السلوك الذي يجب السيطرة عليه (Ferster & et al, 1975: 242).
ويذكر (الشناوي) 1996 إلى أن هناك نوعين من التحكم الذاتي على أساس طول المدة التي تتطلبها هذه العملية، فالنوع الأول هو التحكم الذاتي على أساس طول المدة التي تتطلبها هذه العملية، فالنوع الأول هو التحكم الذاتي المتصل باتخاذ القرار إذ نجد أن الفرد يواجه الاختيار بين الهروب من الموقف المضايق له وبين الإقدام على الموقف والذي يكون (أي الإقدام) نتائج أفضل على المدى البعيد، أما النوع الثاني هو مقاومته للتردد أو يكون هناك تحمل للألم لمدة طويلة يمكن خلالها إعادة تقويم الاستجابات بصورة مستمرة (الشناوي، 1996: 429).
ويفترض (Bronowosaki) (1974) أن الإنسان قادر على التفكير المنطقي أي يستطيع تكييف وضبط بيئته وتعزى قدرته التكيفية إلى قدرته على التفكير والاستدلال المنطقي إذ باستطاعته أن ينظم مشكلاته السلوكية ويحلها. وبكلمة أخرى يستطيع الفرد معالجة المعلومات (قطامي،1990: 620).
أما منظرو التعلم الإجتماعي فيؤكدون أن لدى الإنسان استعدادا فطريا للتفكير المنطقي والقدرة على التحكم الذاتي، وعلى الإنسان أن يستبصر الأمور من حوله فهو المسؤول عن صنع عالمه بيده ومسؤول كذلك عن المشكلة التي يعاني منها لأنه يمتلك نزعة إنسانية لذلك، ويسهم الوعي في التحكم بالسلوك والتحدث إلى الذات، إذ أن ما يقوله الفرد لنفسه هو عامل رئيس لتوجيه سلوكه، والتعزيز الخفي هو من تخيل الفرد للمعززات التي يرغب فيها، والتحدث الايجابي وتخيل المشاهد الايجابية. فأحد العوامل الأساسية المؤثرة في السلوك هو تخيل نتائجه بدءا من إعادة تنظيم المجال الإدراكي وإعادة تنظيم الأفكار المرتبطة بالعلاقات بين الأحداث والمؤثرات البيئية المختلفة، أي التمثيل المعرفي لنتائج السلوك. (Cognitive representation of consequences)
(الخطيب، 1995: 251-255)
وأن من مظاهر الصحة النفسية تنطلق من تحكم الشخص بذاته في مواجهة الظروف المحيطة به، ونعني بذلك قدرته على اتخاذ قراراته المتصلة بحياته ضمن شروط تحيط به، وما يتوافر في هذه القرارات من اعتماد الشخص على معرفته وحريته ومقاومة عواطفه، كما نعني قدرة الشخص على العمل من أجل تنفيذ ما يتخذ من قرارات في تغير سلوكه
(الرفاعي، 1987: 18).
ويشير الشرقاوي (1982): إلى أن إكتساب أساليب التحكم الذاتي تتطلب تعليم الفرد بعض القواعد العامة التي يمكن تطبيقها في عدة مواقف سلوكية من تحديد نوعية ومستوى المشكلات مبكراً، أو إنها تساعد الأفراد في مواجهة الظروف المحيطة به. (الشرقاوي، 1982 :43)
المكونات السلوكية الأساسية لمفهوم التحكم الذاتي:
اختلف الأدب النظري في تحديد المكونات السلوكية للتحكم الذاتي إذ حدد كل من Libert & Spigler (1970) إلى أن التحكم الذاتي يتضمن (مقاومة الاغراء، وتحديد المعايير الذاتية، والتعزيز الذاتي، وتأجيل الإشباع).
(Libert & Spigler, 1970: 379)
اما Kanfer (1980) فقد إقترح مخططاً للتحكم الذاتي يتضمن (مراقبة الذات، والتقويم الذاتي، والتعزيز الذاتي) (Kanfer & Goldstein, 1980:311).
ويشير كمال (1982) إلى أن أساليب التحكم الذاتي في السلوك هي السيطرة على العامل المثير، ورصد النفس (المراقبة الذاتية، والتعزيز الذاتي) (كمال، 1982: 482). أما حمدي (1992) فقد قسم مكونات التحكم الذاتي إلى (مراقبة الذات- ضبط المثيرات- تعزيز الذات) (حمدي، 1992: 11).
وأشار عبد الرحمن (1998) إلى مكونات التحكم الذاتي تتضمن (مراقبة الذات) وتتم عن طريق التغذية المرتدة، والتخطيط البيئي، وبرمجة السلوك) (عبد الرحمن، 1998: 655).
ويبدو أن أهم المكونات السلوكية للتحكم الذاتي هي:
1. مراقبة الذات (Self-monitoring) أو ملاحظة الذات (Self-observation) يوصف هذا المكون بأنه الانتباه الواعي والدقيق للسلوك الذاتي للشخص (الشناوي، 1996: 427)، وكذلك هي عملية تتطلب من الفرد ملاحظة سلوكه الخاص والمواقف التي يظهر بها هذا السلوك والأسباب التي تؤدي إلى ظهوره كذلك تستلزم منه ملاحظة نتائج سلوكه والآثار المترتبة عليها أي يمكن فهم عملية ملاحظة الذات بشكل أفضل على أنها عملية تجميع منطقي للمعلومات عن العوامل التي تؤثر في تصرفات الفرد وسلوكه.
وعلى وفق ما تنص عليه التحليلات النظرية الموضوعة بشأن مراقبة الذات يختلف الأشخاص فيما بينهم بشأن المدى الذي إليه أو عنده يتمكن الفرد من ملاحظة سلوكه والتحكم به (عبد الرحمن، 1998: 655).
ويشير (Snyder) (1979) إلى أنه من المتوقع أن تكون الدرجة العالية من مراقبة الذات عند الأفراد مرتبطة بقدرتهم في تنظيم ذواتهم والتحكم بها من اجل التصرف المرغوب به، ويضيف (Snyder) بان عملية مراقبة الذات قد تدخل ضمن مكونات التحكم الذاتي مؤكدا من خلال نظريته بأن للأفراد القدرة والميل للتحكم بسلوكهم وتقديمهم لذواتهم واظهارها بالشكل المطلوب (Snyder & Gangested, 1986: 125).
2. التقييم الذاتي (Self-evaluation):
هي عملية استجابة تمييزية، ومضاهاة أو مقابلة، تظهر الفرق بين ما يفعله الفرد وبين ما كان ينبغي عليه ان يعمله، وإذا كان هناك تقارب كبير بين معايير الأداء وبين المعلومات المتحصل عليها من التغذية الراجعة (Feed-back) فإن النتيجة تكون هي الرضا عن الذات
(الشناوي، 1996: 428).
ومن هنا نجد أن الناس يقومون بتعيين مجموعة من المعايير لأنفسهم تعمل إلى حد ما على تحديد مقدار الجهود التي سيبذلونها، وتجدر الاشارة إلى أنه من الواضح جدا بإن هناك اختلافات فردية كبيرة فيما بين الأفراد في صرامة المعايير المفروضة ذاتيا
(Pepitone, 1964: 375).
وفي ضوء هذه الستراتيجية العامة يمكن طرح التساؤل النظري الآتي:
ما الذي يحكم الاتجاه الذي يحل فيه صراع التقييم الذاتي؟ وللإجابة عن هذا التساؤل من وجهة النظر الإدراكية: نقول إن ذلك يعتمد على ما إذا كان الفرد يستطيع تخفيض تقييمه الذاتي إلى مستوى أكثر صدقا اعتمادا على قدرته في التحكم للتصرف المنتهك للمعيار أو مسؤولياته اتجاهه. (Pepitone, 1964:375).
3. تعزيز الذات Self-Reinforcement:
هي محاولة الفرد لأن يكافئ نفسه بصورة مستمرة وذلك من خلال تقديم التعزيز الإيجابي للذات بعد ظهور الإستجابة المطلوبة، وقد يكون هذا التعزيز ماديا أو معنويا (الشناوي 1996: 427). وذلك بقيام الفرد باقناع نفسه بأن امتناعه عن عمل ما فيه المكافأة له، أو ان يقوم بمكافأة نفسه بالقيام بعمل ما(كمال، 1982: 483).
وان من أكثر النتائج التي تقوي من السلوك هو التعزيز (Reinforcement)، فالتعزيز هو تلك العملية التي عن طريقها يتم تدعيم أو تقوية السلوك وهكذا فإن التعزيز يزيد من قوة الإستجابة ويحث على تكرار السلوك (المرسي، 2000: 182).
4. تأجيل الإشباع Delay of Satisfaction:
يشير تأجيل الإشباع أو الرضا إلى تأجيل أو تأخير المكافأة الفورية بعض الشيء لصالح مكافئة مؤجلة محتملة أن تكون أكثر قيمة، والمثال الشائع في الحياة هو قرار الفرد بعدم ترك الدراسة من اجل وظيفة جيدة ومحاولته في مقاومة إغرائها والاستمرار في الدراسة وتحمله الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها،
(Libert & Spigler, 1970: 379-380).
ان تأجيل الإشباع ومقاومة الإغراء صيغت تقليدياً على أنها وجه من أوجه الانا، فقد أكد كل من (Patterson& Mischel) (1976) بأن خطة التوجيه الذاتي لتأجيل الإشباع هي الأكثر فاعلية في تسهيل عملية التحكم الذاتي لدى الفرد وأن فاعلية التحكم الذاتي المناسبة يمكن أن تعتمد في محتواها الخاص على فهم العمليات التمييزية وإداراكها، والتي تسهم في تحقيق مهمة تأجيل الإشباع، أي ان خطة التحكم الذاتي يمكن ان تمنع الانتباه من أن يتوجه نحو الإغراءات (Patterson & Mischeal, 1976: 210-211).
5. التخطيط البيئي (Environmental planning):
وتعني عملية اعادة تنظيم المثيرات البيئية من جانب الفرد لكي يحث أو يقلل بعضا من سلوكياته (الشناوي، 1996: 434)، أي يصيغ ويشكل بيئته بشكل مقصود بحيث تشكل هي بدورها سلوكه في الاتجاه المرغوب (عبد الرحمن، 1998: 659). فقد أكد (Stewart) (1967) على ان التحكم الوضعي للسلوك هو ترتيب المتغيرات البيئية بطريقة تسمح باحداث تغير في السلوك (Mahone & Thoreson 1974:9).
وقام كل من (Coates & Thoreson) (1977) باستعمال التحكم في المثير بنجاح في برنامج للتغلب على الارق وتكوين عادات حسنة للنوم.
(Coates & Thoreson, 1977:85).
ويحدث ضبط المثير عادة عن طريق تعزيز السلوك عدة مرات بوجود مثيرات بيئية معينة يزداد إحتمالية حدوثه بوجود تلك المثيرات وتنقص في غيابها، فالمقصود بضبط المثيرات اذن هو التحكم في السلوك من خلال التحكم بالمثيرات التي تسبقه.
(الخطيب، 1995: 161).
المبادئ الأساسية التي يستند إليها التحكم الذاتي:
1. (التحكم الذاتي مهارة متعلمة يقوم فيه الفرد بالتحكم بسوابق وتوابع السلوك موضوع التحكم).
2. (ينبغي أن يكون الفرد واعيا لأهمية ملاحظة الذات وللكيفية التي تتم بها الملاحظة والطبيعة التفاعلية للملاحظة).
3. (يعمل الفرد على ضبط المثيرات باستعمال إحدى الطرائق الآتية):
أ. (تغيير البيئة).
ب. (تصنيف مدى المثيرات التي تؤدي إلى السلوك غير المرغوب فيه).
ج. (تقوية العلاقة بين سلوكيات معينة والسلوك المرغوب فيه).
4. (ينبغي أن يقرر الفرد ما الاستجابات التي تعيق السلوك المرغوب فيه لكي يعمل على إضعافها. كما ينبغي أن يقرر ما الاستجابات المناسبة التي يمكن ان تحل مكان السلوك غير المرغوب فيه ليعمل على تقويتها).
5. (يعمل الفرد على تعطيل السلسلة السلوكية التي تؤدي إلى السلوك غير المرغوب في مرحلة مبكرة).
6. (يقوم الفرد بتعزيز ذاته بعد حدوث الإستجابة المناسبة).
7. (يجب أن توضع الأهداف المراد تحقيقها بحيث يكون من السهل الوصول اليها، إذ يتم الوصول إلى الأهداف الصعبة بطريقة تدريجية).
8. (يمكن استعمال العقد السلوكي في التحكم الذاتي، فإذا أراد فرد ما أن يبرمج سلوكه بكفاءة وفاعلية فإن من الواجب عليه أن يعمل بشكل منظم، وأفضل وسيلة لتحقيق ذلك هو التعاقد السلوكي أي هو إتفاق يبرمه الفرد مع ذاته يحدد السلوكيات التي يهدف لتحقيقها ونتائج الإستجابة المطلوبة). (حمدي،1992: 11).
العوامل المؤثرة في التحكم الذاتي:
أشار Kanfer 1980 إلى أن هناك ثلاث فئات من العوامل يمكن أن تؤثر في التحكم الذاتي: