منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» المحاضرة الثالثة لمادة تاريخ الفكر السياسي
التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات  Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء أكتوبر 09, 2024 8:21 am

» المحاضرة الثانية لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:37 pm

» المحاضرة الأولى لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:29 pm

» برنامج محاضرات الفكر السياسي 1
التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:24 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات  Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:25 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي ماي 2024
التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات  Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:19 am

» امتحان مادة علم الاجتماع السياسي ماي 2024م
التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات  Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء مايو 15, 2024 9:33 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات  Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات  Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رستم غزالي
وسام التميز
وسام التميز



عدد المساهمات : 209
نقاط : 469
تاريخ التسجيل : 10/11/2012

التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات  Empty
مُساهمةموضوع: التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات    التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات  Emptyالإثنين أبريل 01, 2013 7:48 pm

التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات
اقتربت نهاية الأرض.. لا، هذا غير صحيح، بل الأمر طبيعي ولا يوجد ما يدعو للقلق.. آراء مختلفة وأحيانا متضاربة بين العلماء والدراسات العلمية في تفسير نتائج وتأثيرات ومخاطر التغيرات المناخية التي تشهدها الأرض منذ سنوات، وما ترتب عنها من زيادة في درجة حرارة الأرض، وزيادة الظواهر الطبيعية أو ما يسمى بالـ "الكوارث الطبيعية" كما ونوعا وقوة.

فتوجد تقارير ودراسات تحذر من دمار شامل ينتظر البشرية بسبب تأثيرات البيئة والمناخ والاحتباس الحراري وتصفها "بالكارثية"، وتنبؤات بزوال مدن بأكملها وهلاك مئات الآلاف بل ملايين من البشر وانقراض أنواع من الكائنات الحية.

وهناك من يطرح أفكارا مختلفة متفائلة تجاه البيئة، ويرى أن كل التحذيرات من هلاك البشر وفناء العالم هو مجرد تشاؤم وتطرف بيئي.

فما الذي يحدث؟ وما هي التغيرات المناخية التي أضحت حديث العالم؟ وما أسبابها؟ وما مخاطرها؟ وهل الخطر حقيقي؟ وما هي الكوارث الطبيعية الناتجة عنها؟ وهل يمكن تلافي تهديد التحول المناخي؟ وكيف؟
معلومات أساسية

ظاهرة الاحتباس الحراري وبروتوكول كيوتو

الاحتباس الحراري هو ارتفاع في المعدلات الحرارية عالميا يؤدي إلى التغيرات المناخية والبيئية التي نشهدها في أيامنا هذه. وقد تسارعت هذه المعدلات الحرارية في الارتفاع منذ بداية الثورة الصناعية. ولنتمكن من فهم الحقيقية التي تؤدي إلى هذا الارتفاع الحراري يجب علينا أن نعلم أن المحيط الذي نحيا فيه والمكون من الغازات مثل النتروجين والأكسجين وثاني أكسيد الكربون بالإضافة إلى بخار الماء يملك تأثيرا حاسما على حرارة الغلاف الجوي للكرة الأرضية. وتقوم بعض تلك الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون والميتان بامتصاص الحرارة, مخفضة بذلك كميات الحرارة التي يمكنها الانطلاق إلى الفضاء خارج الغلاف الجوي للكرة الأرضية.

وكلما امتص الغلاف الجوي الطاقة الحرارية كلما ارتفعت حرارة المحيطات وسطح الكرة الأرضية بشكل عام. ويسمى هذا بفاعلية البيوت الخضراء الذي بدونه يصبح متوسط حرارة الغلاف الجوي للكرة الأرضية أقل بثلاثين درجة مئوية, مما يجعل الحياة غير ممكنة عليها. فامتصاص الغازات الموجودة في الغلاف الجوي للحرارة المنبعثة كناتج لاحتراق أية مادة على سطح الأرض وفي الغلاف الجوي يؤدي إلى ارتفاع في المعدلات الحرارية. وقد تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون في كوكب الزهرة على سبيل المثال إلى حد أدى إلى ارتفاع في الحرارة لايمكن العيش في وسطها لأي من الكائنات.

وقد تعاظمت وتسارعت الكوارث الناجمة عن الظروف المناخية والبيئية حول العالم. ففي نفس الوقت الذي بدأت فيه الأنهار والجبال الجليدية تذوب في القطبين ومناطق أخرى, تنتشر وتوسع مناطقها الأمراض المعدية مثل فيروس غرب النيل والملاريا والإيدز وجنون البقر وحمى الطيور وغيرها. فهل لهذه الظواهر علاقة بالتغيرات المناخية؟ وهل نساهم نحن البشر في صناعة هذه الأحداث؟ وما هو دورنا في تسريع التقلبات المناخية؟ وماذا نستطيع فعله لوقف الكوارث المستقبلية القادمة؟

ففي الوقت الذي لايستطيع فيه أحدا القول بأن عاصفة محددة سببها الاحتباس الحراري العالمي, فان هناك علاقة واضحة بين الحدثين. وتشكل الحرارة في الغلاف الجوي وقودا لأحوال جوية عاصفة. وتؤكد دراسات الأرصاد الجوي أن الارتفاع الحراري سوف يؤدي إلى تعاظم حدة وتكرار العواصف الشديدة, وخصوصا تلك العواصف الرعدية العنيفة التي تحدث في بعض أنحاء الكرة الأرضية. ويقوم الارتفاع الحراري في المحيطات الاستوائية بتغذية الأعاصير والزوابع الشديدة, وكلما ارتفعت حرارة المحيطات كلما اشتدت وتكررت تلك الأعاصير والزوابع المدمرة. وبالإضافة إلى أن هناك عددا كبيرا من العوامل المساهمة في نشوء الأعاصير بظروفها الغامضة فان تكرارها سوف يتزايد نتيجة للارتفاع الحراري العالمي. علما بأن ارتفاع منسوب البحار الناجم حصرا عن الاحتباس الحراري العالمي سوف يفاقم مشاكل الغمر الساحلي الذي يشكل الضرر الأعظم من تأثيرات هذه الأعاصير.
Lonely_tree

ويأتي غاز البيوت الخضراء من مختلف العمليات الحياتية الطبيعية. فعلى سبيل المثال تقوم النباتات بتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين, مرجعة بذلك عمليات التنفس التي تسمح للإنسان والحيوان باستنشاق الأكسجين وإطلاق (زفير) ثاني أكسيد الكربون. وعلى نحو مماثل فان التعفنات التي تحدث لأسمدة الماشية والخث (تفحم المواد النباتية) تطلق غاز الميتان. وتنتج مختلف النشاطات البشرية أيضا غازات البيوت الخضراء. فمثلا ينطلق غاز ثاني أكسيد الكربون عندما نحرق أي من الوقود الاحفوري ( النفط والغاز الطبيعي والفحم وما شابهه) لإنتاج الطاقة الكهربائية أو عندما نحرق البنزين والمازوت في سياراتنا أو عندما نشعل المواقد بأنواعها لطهي طعامنا. وينطلق غاز الميتان من المواد الموجودة في التربة. وقد عاظمت هذه النشاطات كميات مختلف الغازات في الغلاف الجوي. وقد أصبح تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للكرة الأرضية حاليا أعلى بحوالي 32 % مما كان عليه قبل بداية الثورة الصناعية حوالي عام 1750, وأعلى من أي وقت مضى منذ أربعمائة ألف عام, وفقا للمعطيات العالمية.

وقد أكد مختلف العلماء في العالم أن ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الناجمة عن النشاطات البشرية رافقه ارتفاعا جوهريا في معدلات الحرارة العالمية. وفي عام 2002 كان المعدل الحراري العالمي ثاني أعلى معدل بعد عام 1998, حيث سجل ارتفاعا في هذا المعدل يساوي نصف درجة مئوية خلال العقود الثلاثة الماضية. وأظهرت التحليلات العلمية للتقلبات المناخية خلال السنوات الماضية بأن مثل هذا التسارع في ارتفاع المعدلات الحرارية غير طبيعي إلى حد كبير. ويتوقع العلماء أن المعدلات الحرارية للكرة الأرضية سوف ترتفع خلال هذا القرن بشكل لم يحدث خلال العشرة آلاف سنة الماضية.

وانه لمن الضروري جدا أن نعلم بأن الاحتباس الحراري يعني كل إنسان في هذا العالم, لأن ارتفاعا في المعدلات الحرارية لبضع درجات مئوية فقط قد يؤدي إلى كوارث مخيفة كما يحصل حاليا في مختلف أنحاء العالم. ويمكن لهذا الارتفاع الحراري إحداث تغييرات هائلة في الظروف الحياتية للإنسان وكذلك للإمكانيات الطبيعية على سطح الكرة الأرضية لدعم الحياة البشرية. وقد لايشعر بها البعض بشكل مباشر, إلا أن التغيرات المناخية تؤذينا جميعا. فمثلا قد يؤثر هذا على البعض بغلاء المعيشة لأنهم سيدفعون أكثر ثمنا للطعام, لأن الفيضانات في مناطق والجفاف في مناطق أخرى تؤثر سلبا على المحاصيل الزراعية. وقد تعني هذه التغيرات لأناس آخرين خطر الأمراض المعدية مثل الملاريا التي تنتشر بسرعة أكبر في ظروف الارتفاع الحراري والأجواء الرطبة. وهناك أيضا من يفقد منزله وكل أملاكه وقد يفقد أهله أو يفقد نفسه عندما يتعرض إلى كارثة طبيعية مثل تسونامي أو كاترينا وما شابههما من الكوارث الناجمة عن الاحتباس الحراري والتلوثات البيئية التي أصبحت لاتحتمل.

ولذلك فان كل إنسان في هذا العالم معرض للأذى من فعل الكوارث الناجمة عن التغيرات المناخية. إلا أن أبناء الدول الفقيرة سوف يتأثرون بشكل أكبر بكثير من أبناء الدول الغنية. ففي الدول الفقيرة تكون المنازل أقل أمانا إذا ماتعرضت للزلازل أو الفيضانات والأعاصير, وكذلك أنظمتهم الصحية الضعيفة بالإضافة إلى اقتصادهم الهزيل واعتمادهم الكبير على المنتجات الزراعية التي تخربها بشكل كامل تلك الكوارث. وقد تعاظمت الكوارث الناجمة عن الزلازل والأعاصير في أيامنا هذه وقتل فيها مئات الآلاف في مناطق عديدة من أنحاء العالم مثل ماحدث في جنوب أسيا وجنوب الصين ووسط أمريكا وأخرها ماحصل في الولايات المتحدة الأمريكية – كاترينا.

وهناك منظمات عالمية عديدة تقوم بدراسة التغيرات المناخية والبيئية حول العالم, مثل منظمة الأرصاد العالمية والهيئة العالمية للتغيرات المناخية والأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها. وقد اتفقت كل هذه المنظمات على أن الاحتباس الحراري سببته النشاطات البشرية ولم يأتي بشكل طبيعي. إلا أن السؤال الأهم هو بأية سرعة سيستمر الاحتباس الحراري بالارتفاع خلال العقود القادمة وهل يمكننا توقع الأحداث الناجمة عنه؟ وتقول المعطيات المنشورة بأن الموديلات (النماذج) المستخدمة في الكمبيوترات من قبل العلماء المختصين في هذا المجال تتوقع حجما كبيرا من عدم الوضوح عن المستقبل, إلا أنها تؤكد بشكل عام على أن الارتفاع الحراري سوف يتسارع في الفترة القادمة مؤديا إلى تزايد حدة وتكرار العواصف والزلازل والأعاصير وكذلك فترات الجفاف العالمية بالإضافة إلى ارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات نتيجة لذوبان الثلوج والجليد القطبي.
Global_warming

ويتفق معظم العلماء على أن التكهن الدقيق لحجم الاحتباس الحراري المستقبلي غير ممكنا على الإطلاق, إلا أنه أصبح واضحا اليوم أن خطر الانبعاثات الغازية الناجمة عن احتراق الوقود الاحفوري يهدد العالم بأثره. وقد أنذرت الهيئة العالمية للتغيرات المناخية لضرورة خفض نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الذي وصلت نسبته إلى مرة ونصف من المستوى الذي كان عليه في الجو قبل الثورة الصناعية. إلا أن بعض مؤسسات الطاقة العالمية تتوقع بأن تركيز هذا الغاز في الغلاف الجوي سوف يتزايد بحجم 70 % بقدوم عام 2030 نتيجة لازدياد الكميات البترولية والفحمية والغازية المحروقة نظرا لازدياد الحاجة العالمية مع تزايد العدد السكاني في العالم.

ويقول العلماء أن التغيرات المناخية والبيئية التي حدثت خلال العقدين الماضيين وخصوصا خلال السنوات القليلة الماضية لم تشهدها الكرة الأرضية منذ قرون وحتى منذ آلاف السنين. ويجب علينا أن نكون منذرين في أننا وفي أي وقت قادم قد نصل إلى ظروف بيئية ومناخية سريعة التطور, مدمرة وغير قابلة للتراجع والعودة إلى الظروف الطبيعية لأن المعدلات الحرارية العالمية تستمر في الارتفاع.

وإذا لم يتم خفض الانبعاثات الحرارية عالميا, فان المعدلات الحرارية العالمية قد تتزايد بعشرة مرات أسرع من متوسط معدلات تزايدها اعتبارا من نهاية أخر عصر جليدي وحتى أيامنا هذه, وفقا لتقديرات معظم العلماء. وان حصل هذا فان مستوى المياه في البحار والمحيطات سوف يرتفع وتغمر المناطق الساحلية. وسوف تضرب العالم موجات حرارية أكثر شدة وتكرارا, ويتعاظم الطوفان في مناطق ويضرب الجفاف مناطق أخرى, وتتكرر وتزداد حدة العواصف والزلازل والأعاصير. بالإضافة إلى تزايد عدد وأنواع الأوبئة الزراعية التي ستؤدي إلى تناقص المحاصيل. ويتسارع الانقراض البشري, لأن البعوض الناقل للأمراض سوف يصبح في بيئة تمكنه من التكاثر كما ونوعا.

والمصادر الحقيقية للغازات المنبعثة التي تسبب مثل هذه التغيرات البيئية والمناخية الحادة هي الصناعات والأعمال والاستخدامات الكثيفة في الدول المتقدمة التي تعتمد على الوقود الأحفوري بشكل كبير. فمثلا تشكل أوربا واليابان وأمريكا الشمالية مجتمعة مايقرب من 15 % من سكان العالم, إلا انهم مسؤولون عن مايقدر بثلثي غاز ثاني أكسيد الكربون (66 %) المنبعث في الجو حتى يومنا هذا. وأما الولايات المتحدة الأمريكية التي لايزيد عدد سكانها عن 5 % من سكان العالم فهي مسؤولة عن مايقدر بربع (25 %) الغازات المنبعثة في الأجواء العالمية. أي أن أقل من 20 % من سكان العالم يتسببون باطلاق أكثر من 91 % من الغازات المدمرة في الأجواء العالمية. وتنتشر هذه الغازات في الغلاف الجوي بواسطة الرياح ليعاني منها من أطلقها ومن لم يطلقها على حد سواء. وتقول التقارير الصادرة في هذا المجال أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك مايقرب من 130 مليون سيارة, تنفس من الكربون مايعادل كل ماينفسه كامل الاقتصاد الياباني. والولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الوحيدة مابين الدول الثمانية الكبار التي لم توقع على اتفاقية كيوتا لخفض الانبعاثات الغازية في العالم.

هذا الواقع الذي لا تستطيع فيه لا الأفراد ولا حتى الدول الصغيرة والكبيرة منفردة التأثير فيه بشكل معقول, يحتاج إلى تعاونا وتضامنا دوليا كاملا لإصلاحه. وفي نفس الوقت لو فكرنا مليا بالأمر لوجدنا أنفسنا جميعا متهمين, ويمكن لكل منا أينما وجدنا على سطح هذا الكوكب الذي ندمره المساهمة الفعالة في خفض حقيقي لكميات الطاقة المستنزفة غير القابلة للتعويض وكذلك خفض التلوث البيئي قبل أن ينتقم منا بلا رحمة. فهناك مثلا إمكانية لتوليد الكهرباء باستخدام الرياح أو الأشعة الشمسية, هذه الطاقة التي تسمى بالخضراء والنظيفة. ويمكننا أيضا استخدام النقل العام بدلا من اعتلاء كل منا سيارته العامة أو الخاصة وخفض عدد الرحلات والمشاوير غير الضرورية في السيارات والطيارات. ويمكننا أيضا إغلاق صنابير المياه وترشيد استخدامها. وهكذا أيضا بالنسبة للإضاءة التي يمكن الاستغناء عنها, وإغلاق الكمبيوتر الذي لا نستخدمه. فاليابانيون دعوا مجتمعهم إلى عدم ارتداء ربطة العنق كي يخفضوا حاجتهم للتكييف في الصيف أثناء العمل. والشعوب الاسكندنافية تستخدم الدراجات الهوائية للذهاب إلى العمل والتنزه أيضا, وحتى وزرائهم. والأبنية المعزولة جيدا مثل الترابية القديمة مثلا تحتاج أقل بكثير للتدفئة شتاء وللتبريد صيفا. وهناك صفا كاملا من الممكنات لتوفير الطاقة وخفض التلوث البيئي وخصوصا عند الهادرين للثروات.




-----------------------------------------------------------------------------------------------------


الأوزون

* ما هي طبقة الأوزون؟
هي طبقة من طبقات الغلاف الجوى، وسُميت بذلك لأنها تحتوى على غاز الأوزون وتتواجد فى الغلاف "الأستراتوسفيرى". يتكون غاز الأوزون من ثلاث ذرات أكسجين مرتبطة ببعضها ويرمز إليها بالرمز الكيميائي (O3). ويتألف الأوزون من تفاعل المواد الكيميائية إلى جانب الطاقة المنبعثة من ضوء الشمس متمثلة في الأشعة فوق البنفسجية على صفحات موقع فيدو، وفى طبقة الاستراتوسفير (إحدى طبقات الغلاف الجوى) يصطدم غاز الأكسجين - والذي يتكون بشكل طبيعي من جزيئات ذرتي أكسجين (O2) - بالأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس، وهذه الذرات تصبح حرة لكي تندمج مع أجسام أخرى، ويتكون غاز الأوزون عندما تتحد ذرة أكسجين واحدة (O) مع جزئي أكسجين (O2) وهذا هو الأكسجين الذي يستنشقه الإنسان ليكونوا
(O3).

ما هي طبقات الغلاف الجوى .. المزيد

يقدر ارتفاع غاز الأوزون عن سطح الأرض بـ 30-50 كيلومتر، وسمكه يصل ما بين 2-8 كيلومتر.
ويمكن أن تتكون طبقة الأوزون في ارتفاع أقل من 30 كم ويتم ذلك عن طريق تفاعل المواد الكيميائية مثل:
الهيدروكربون وأكسيد النتريك إلى جانب ضوء الشمس بنفس الطريقة التي يتحد بها الأكسجين مع الطاقة المنبعثة من الشمس، ويكون هذا النوع من التفاعل بما يسمى "بسحابة الضباب والدخان" حيث تأتى هذه المواد الكيميائية من عادم السيارات لذلك نحن نرى هذه السحابة بأعيننا فوق سماء المدن، ومن أشهر الأمثلة على حدوث السحابة السوداء تلك التي انتشرت فى سماء "لندن" عام 1952 ونجم عنها خسائر فى الأرواح وصلت ما يقرب من أربعة آلاف شخصاً حيث ساد التعتيم على هذه المدينة لبضعة أيام لم يرى سكانها شمس النهار من كثافة هذا الضباب الدخانى. وكلما تكونت طبقة الأوزون على ارتفاع عالٍ كلما كان مفيداً، أما إذا تكونت على ارتفاعات منخفضة كلما كان ذلك خطيراً وضار بالإنسان والحيوان والنبات لأنها تسبب التسمم.

وعلى الرغم من وجود غاز الأوزون بعيداً عن الأرض فهو لا يسبب أي أذى مباشر لسكانها، على العكس تماماً بالنسبة للنباتات فيصل تأثيره إليها، حيث يمتص غاز الأوزون الطاقة الحرارية التي تنعكس من سطح الأرض وهذا يعنى أن الطاقة تظل قريبة من سطحها ولا يسمح لها بالنفاذ وهذا ما يمكن أن نسميه بظاهرة الاحتباس الحراري. أي أن غاز الأوزون هو غاز الصوبات الخضراء.

الضباب الدخانى* أهمية طبقة الأوزون:

من أهم وظائف طبقة الأوزون هي حماية سطح الأرض من الأشعة الضارة للشمس من أن تصل لسطحها الأشعة فوق البنفسجية ب، التي تسبب أضراراً بالغة للإنسان وخاصة سرطانات الجلد .. وأيضاً للحيوان والنبات على حد سواء. كما أن وجوده فى الهواء بتركيز كبير يسبب الأعراض التالية: ضيق فى التنفس، حالات من الإرهاق والصداع .. وغيرها من الاضطرابات التي تعكس مدى تأثر الجهاز العصبي والتنفسي.

* هدم طبقة الأوزون (ثقب الأوزون):

هدم طبقة الأوزون أو تآكلها أو استنزافها أو ثقبها كلها مرادفات لما يحدث من دمار لهذا الطبقة الحامية للكرة الأرضية وللكائنات التي تعيش على سطحها .. يا تُرى كيف تتم عملية الهدم هذه؟
يتم تآكل طبقة الأوزون من خلال حدوث التفاعلات التالية:

1- تقوم الأشعة فوق البنفسجية بتحطيم مركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs) مما يؤدى إلى انطلاق ذرة كلور نشطة.
2- تتفاعل ذرة الكلور النشطة مع جزيء من غاز الأوزون.
3- ينتج عن تفاعل ذرة الكلور مع جزيء الأوزون = جزيء أكسجين وأول أكسيد الكلورين.
4- تتفاعل ذرة أكسجين نشطة مع أول أكسيد الكلور حيث تنطلق ذرة كلور نشطة لتحطيم جزيء أوزون جديد وهكذا تتم الدورة.


* ما هي المركبات الأخرى التي تدمر طبقة الأوزون؟
1- أكاسيد النيتروجين، مثل أول أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد النيتروجين الذين ينطلقان من بعض أنواع الطائرات التي تطير بمستوى طبقة الأوزون.
2- ظاهرة الاحتباس الحراري .. المزيد
3- مركبات (الكلوروفلوروكربون) المستخدمة فى المكيفات وأجهزة التبريد فى أي مكان سواء فى المنازل أو السيارات، أو تلك المستخدمة فى تركيب العطور والمبيدات الحشرية والأدوية .. إلى أى مدى تساهم المبيدات الحشرية فى تلوث البيئة؟
4- الهالونات (Hallons) التي تستخدم فى مكافحة الحرائق .. المزيد عن الإسعافات الأولية للحرائق
5- بروميد الميثيل (Methyl bromide) المستخدم كمبيد حشري لتعقيم المخزون من المحاصيل الزراعية ولتعقيم التربة الزراعية نفسها.
6- بعض المذيبات (Solvents) المستخدمة فى عمليات تنظيف الأجزاء الميكانيكية والدوائر الإلكترونية.

* الأضرار الناتجة عن تآكل طبقة الأوزون:

- استنزاف طبقة الأوزون وزيادة الأشعة فوق البنفسجية يؤديان إلى تكون السحابة السوداء "الضباب الدخانى" الذي يبقى معلقاً فى الجو لأيام، وينجم عنه نسبة فى الوفيات عالية لما يحدثه من قصور فى وظائف التنفس والاختناق.
- تآكل طبقة الأوزون واختراق الأشعة البنفسجية بكميات متزايدة إلى سطح الأرض يضعف من كفاءة جهاز المناعة عند الإنسان ويجعله أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات مثل الجرب المقدمة سلفاً على صفحات موقع فيدو من تعريف له وأعراضه وطريقة علاجه، أو الإصابة بالبكتريا مثل مرض الدرن وغيره من الأمراض الأخرى.
- مع زيادة التآكل فى طبقة الأوزون، يلحق بالعين أضراراً كبيرة مثل الإصابة بالمياه البيضاء (ما هو الماء الأبيض؟) أو المياه الزرقاء.
- إصابة الإنسان بالأورام الجلدية التي من المتوقع أن تصل الإصابة بها على مستوى العالم إلى ما يُقدر بـ (300) ألف حالة سنوياً من السرطانات الجلدية.
- تفاقم أزمة الاحتباس الحراري.
- تأثر الحياة النباتية والزراعية، حيث أنه هناك بعض النباتات التي لها حساسية كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية التي تؤثر على إنتاجها وتضر بمحتواها المعدني وقيمها الغذائية وبالتالي محصول زراعي ضعيف.
- الحياة البحرية، التي تشتمل على الأسماك والعوالق النباتية لا تستطيع الفرار من الآثار المدمرة لاختلال طبقة الأوزون .. فهذه الكائنات الحية البحرية لها دور كبير فى المحافظة على التوازن البيئي وخاصة العوالق النباتية حيث تمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو وبالتالي إمداد الأكسجين للكائنات الحية الأخرى والتخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري.
- التغيرات المناخية فى الطقس، وخاصة عند ارتفاع درجات الحرارة والتي تزيد بدورها من معضلة تلوث الهواء (تلوث الهواء بفيدو). حيث أن درجة حرارة سطح الأرض تؤثر على حركة الهواء صعوداً وهبوطاً وبالتالي على حركة التلوث الجوى بين التشتيت والإرساب، فيتبع صعود الملوثات عملية التسخين المستمرة للطبقة السفلية من الغلاف الغازي الموجود على سطح الأرض أثناء ساعات النهار والتي تبلغ ذروتها خلال شهور الصيف ونتيجة لذلك يحدث انتشار للملوثات مع حركة الهواء، أما هبوط تلك الملوثات وعدم انتقالها مع الهواء ينشأ من عملية التبريد المستمرة أثناء ساعات الليل والتي تزيد خلال فصل الشتاء مما يؤدى إلى عملية ترسيب لهذه الملوثات.
- وحرائق الغابات (الغابات على صفحات موقع فيدو) وظاهرة التصحر والارتفاع فى مستوى سطح البحر الشواطىء عديدة فى العالم كل ذلك من جراء ثقب طبقة الأوزون.


* شرح موجز لبعض المصطلحات الهامة:

* ما هو الضباب الدخانى (Smog)؟
اختلاط الأدخنة المتصاعدة من العمليات الصناعية المختلفة ببخار الماء الموجود فى الهواء هو السبب فى تكوين الضباب الدخانى "الضبخن" الذى يسبب الاختناق فى كثير من الأحيان.
ويوجد تصنيفان للضباب الدخانى:

أ- الضباب الدخانى التقليدى (Classical smog) أو الضباب الدخانى الصناعى وينتشر وجوده فى المدن القائمة على الصناعة، حيث يكون الهواء لونه رمادياً ويظهر مع انخفاض درجات الحرارة فى فصل الشتاء ومع وجود الرطوبة. وعن أسباب حدوث هذا النوع من "الضبخن" وجود الملوثات التالية واختلاطها بالهواء، مثل: الغبار، الدخان، الرماد، الجسيمات الدقيقة، أكاسيد الكبريت ... الخ. وعن توقيت حدوثه فى فصل الشتاء يكون فى الصباح الباكر، ويؤثر على عمليات التنفس عند الإنسان وخاصة لمن يعانون من أزمات الربو .. المزيد عن أعراض الحساسية الصدرية بموقع فيدو

ب- الضباب الكيميائى الضوئى (Photochemical smog)، لون الهواء هنا بنياً وله رائحة كريهة ويرتبط حدوثه بفصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة. وعن الملوثات المتسببة فى ظهور "الضبخن الكيميائى- الضوئى"، هى: الأوزون، أكاسيد النيتروجين، الهيدروكربونات، أول أكسيد الكربون .. وعند تعرض هذه الملوثات لأشعة الشمس تتفاعل مع الهيدروكربونات وتكون الأكاسيد الكيميائية-الضوئية. يتكون فى منتصف النهار فى فصل الصيف.
من الأضرار: تهيج الجهاز التنفسى والعين.

* ما هو الهالون؟

غاز الهالون يقع ضمن تصنيف المواد الهالوجينية التى يدخل الكلور والفلور والبروم واليود فى تركيبها. وغاز الهالون هو عبارة عن غاز الميثان الذى يتكون من ذرة كربون وأربع ذرات هيدروجين يحدث تكسير للترابط مابين ذرات الكربون والهيدروجين بأن تحل الفلور أو الكلور أو البروم محل الهيدروجين فتصبح كالتالي وهذا المركب الجديد أثقل من حيث الوزن الذري عن المركب الأول وبالتالي يستقر المركب الجديد على سطح الحريق نتيجة لزيادة الثقل والتي يتبعها زيادة في الترابط والتي تحتاج إلى قوة كبيرة لفك هذا الترابطن ويُستخدم فى إطفاء الحرائق.

* ما هي مركبات الكلوروفلوروكربون؟

مركبات الكلوروفلوروكربون هى تلك المركبات المعروفة صناعياً "بالفريون" الذى يُستخدم فى أجهزة التبريد من الثلاجات والمكيفات، كما تدخل قى صناعات الإيروسول (البخاخات المعطرة والمزيلة لرائحة العرق )، وفى الصناعات الإلكترونية أيضاً. وهذه المركبات عمرها طويل يمتد إلى مائة عام وربما أكثر من ذلك. ويأتى أثرها الضار من الصعود لطبقات الجو العليا حيث يتحرر الكلور منها بفعل الأشعة فوق البنفسجية وهذا الكلور هو الذي يعمل على تدمير الأوزون وهو أحد أسباب ثقوب الأوزون وتقليل نسبه في الغلاف الجوي.

* ما هو بروميد الميثيل؟

غاز بروميد الميثيل هو غاز عديم اللون والرائحة، ويُستخدم كمبيد حشرى لمقاومة الآفات الزراعية وفى تخزينها أيضاً
يسبب تهيج شديد للجهاز التنفسى بعد التعرض له بحوالى 4-12 ساعة. ومن أعراضه السلبية التى تظهر على الإنسان عند التعرض له: الصداع، الدوار، الغثيان، الرعشة، ضعف فى رد فعل العضلات، وقد يسبب حروق للجلد عند ملامسته.

* ما هي المذيبات؟

المذيبات العضوية هي مواد كيماوية سامة مثل: الأثير – الأسيتون – التولوين، وتستعمل هذه المذيبات في مواد اللصق والدهان ووسوائل التنظيف. وقد تسبب اختناق الإنسان لأنه لا تمكن من وصول الأكسجين للدم، كما لها أثر ضار على الكبد والكلى والجهاز العصبى.





تلوث الاوزون قاتل خفي للمزروعات




نشاطات البشر اكبر ملوث للبيئة

باحثون يؤكدون ان الكلفة الاقتصادية لتلوث الهواء اكبر بكثير من كلفة التغيرات المناخية والخسائر الزراعية تقدر بالمليارات.
تؤثر سحب الاوزون الملوثة المتراكمة فوق المدن سلبا ليس فقط على صحة السكان وانما ايضا على البيئة والمزروعات، كما يؤكد باحثون اوروبيون يقولون انه على المدى القصير، ستكون الكلفة الاقتصادية لتلوث الهواء اكبر من كلفة التغيرات المناخية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رستم غزالي
وسام التميز
وسام التميز



عدد المساهمات : 209
نقاط : 469
تاريخ التسجيل : 10/11/2012

التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات    التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات  Emptyالإثنين أبريل 01, 2013 7:55 pm

مقدمة :
يشهد العالم تغيرات كبيرة في المناخ، وخلال العقدين المقبلين ستكون هناك تغيرات كبيرة ومفاجئة تتمثل بالظواهر المناخية من حرارة وأمطار وأعاصير وزلازل و براكين ويتوقع خبراء الجيولوجيا والبيئة ان التغيرات التي طرأت على كوكب الارض خلال الخمسين عاماً الماضية تعادل حجم التغيرات على كوكب الارض لمدة 4 ملايين سنة.
و هناك توافق قوي و متعاظم في الآراء العلمية على الصعيد الدولي على أن تغير المناخ من الأخطار الكبرى التي تهدد صحة الإنسان عبر القطاعات التي من خلالها تنشأ هذه التأثيرات و لا سيما الزراعة، المياه و مخاطر الكوارث.
و كنتيجة لهذه الآثار الوخيمة فإنه ينبغي علينا لدى مناقشة السياسة المتعلقة بتغير المناخ إعطاء الأولوية للأمن الصحي.
و قد قامت منظمة الصحة العالمية و واضعي السياسات العامة العالمية بوضع إستراتيجيات التخفيف و التكيف لاحتواء تغير المناخ كما حددت منظمة الصحة العالمية تحت شعار "ضمان تنفيذ شامل لحماية صحة الإنسان من تغير المناخ ".
و من هنا تأتي أهمية هذه المداخلة لتناقش تداعيات تغير المناخ على صحة الإنسان من خلال تناولها للمحاور التالية :
أولا : العواقب الصحية لتغير المناخ: مراجعة الآثار السلبية المحتملة.
ثانيا : مناهج و إستراتيجيات إدارة مخاطر تغير المناخ.
ثالثا : دور منظمة الصحة العالمية ضمن استجابة الأمم المتحدة لمقتضيات تغيّر المناخ.
أولا : العواقب الصحية لتغير المناخ: مراجعة الآثار السلبية المحتملة
- تغير المناخ و القطاع الزراعي : انعدام الأمن الغذائي.
يعتبر قطاع الزراعة من أكثر القطاعات تضررا من التقلبات المناخية ويمكن أن يتضرر الأمن الغذائي من جراء ارتفاع درجات الحرارة وازدياد تواتر نوبات الجفاف والفيضانات .
حيث تشير سيناريوهات تغير المناخ إلى خسائر ضخمة في إنتاجية المنتجات الغذائية المرتبطة بتبادلات
الجفاف وسقوط المطر في أجزاء من إفريقيا جنوب الصحراء وجنوب وشرق آسيا .
وتصل الخسائر المتوقعة في العوائد بالنسبة إلى الأراضي الجافة في إفريقيا جنوب الصحراء إلى 25 بالمائة بحلول عام 2060 بإجمالي خسائر في العوائد يبلغ 26 مليار دولار أمريكي )بالأسعار الثابتة لعام 2003 (وهو ما يزيد عن المساعدات الثنائية الحالية في المنطقة.
ويمكن أن يتسبب تغير المناخ ، من خلال تأثيره على الزراعة والأمن الغذائي في أن يواجه 600 مليون شخص آخرون سوء تغذية حاد بحلول عام 2080 فوق العدد الطبيعي في حالة عدم حدوث تغير في المناخ. ومن المتوقع أن تكون زيادة سوء ا لتغذية حادة بوجه خاص في البلدان التي توجد فيها أعداد غفيرة من السكان الذين يعتمدون على زراعة الكفاف المعتمدة على المطر في الري. ويتسبب بالفعل سوء التغذية، الذي كثيرًا ما ينجم عن نوبات الجفاف الدورية. أي ما يقدر عدده بثلاثة ملايين ونصف مليون وفاة سنويًا.
و في هذا الصدد نجد أن في كينيا هدد الجفاف حياة ما يقدر ب 3.3 مليون شخص في 26 مقاطعة بسبب خطر المجاعة.
وفي كاجادو - أكثر المناطق تأثرا - كان التأثير التراكمي للموسمين الذين ندر فيهما سقوط المطر في 2003 والموسم الذي انعدم فيه سقوط الأمطار في 2004 قد أدى إلى القضاء على الإنتاج تقريبا وبخاصة تدني إنتاج المحاصيل التي تعتمد على الأمطار مثل الذرة الصفراء والفاصوليا، ملحقا الضرر بكل من طعام الناس وقدرتهم الشرائية.
وأبلغت مراكز الصحة في المنطقة عن زيادة في سوء التغذية واتضح أن 30% من الأطفال المحتاجين للمساعدة الطبية كانوا أقل من الوزن الطبيعي بالمقارنة مع 6 % في السنوات الطبيعية.
•في أثيوبيا، يحتمل أن يعاني الأطفال في الخامسة من العمر أو أقل بنسبة 36 % من سوء التغذية وبنسبة 41 % أن يتعرضوا للإعاقة إن ولدوا أثناء سنة جفاف وكانوا قد تأثروا به، ويساوي هذا حوالي 2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية.
•وفي النيجر، الأطفال في الثانية من العمر أو أقل و الذين ولدوا أثناء سنة جفاف وتعرضوا لأثر هذا
الجفاف بنسبة 72 %.
- تغير المناخ و القطاع المائي : انعدام الأمن المائي :
ستضيف أنماط التدفق المتغيرة والذوبان الجليدي المزيد من الضغط الإيكولوجي مما يضعف تدفقات الماء للري والاستيطان البشري أثناء ذلك )الشكل وبحلول عام 2080 ، يمكن أن يعيش 1.8 مليون شخص إضافي في بيئة نادرة المياه وتواجه آسيا الوسطى وشمال الصين والجزء الشمالي من جنوب آسيا نقاط ضعف هائلة ترتبط بتراجع الألواح الجليدية - بمعدل يبلغ 10 - 15 مترًا سنويًا في جبال الهيمالايا. وستتعرض سبعة من الأنظمة النهرية العظمى في آسيا لزيادة في التدفقات على المدى القصير يتلوها هبوط مع ذوبان الألواح الجليدية، بينما تواجه منطقة الأنديز أيضًا تهديدات وشيكة للأمن المائي مع انهيار الألواح الجليدية المدارية. ويمكن أن تتعرض دول عديدة في مناطق تحت ضغط من ندرة المياه
بالفعل مثل الشرق الأوسط لخسائر كبير في درجة توافر المياه.

- تغير المناخ و التهديدات عبر الاقطاعية : تغيّر التوزيع المكاني لبعض متجهات الأمراض المعدية و غير المعدية.
تشير الأدلة العلمية الحالية إلى أن تغير المناخ سوف يسهم في زيادة العبء العالمي للأمراض من خلال الآثار المباشرة وغير المباشرة له. الآثار المباشرة لتغير المناخ منها السكتات الدماغية بسبب الحرارة والظواهر ذات الصلة، وسرطان الجلد، وعتامه عدسة العين والإصابات والوفيات. ومن الآثار غير المباشرة التي ينظر إليها على أنها ترتبط ارتباطا وثيقا بالنمو السكاني نقص في توفر المياه وانخفاض مساحة الأراضي الزراعية مما يؤدي إلى نقص في المواد الغذائية الأساسية وظهور أمراض سوء التغذية والأمراض البكتيرية والفيروسية ، والأمراض غير المعدية ، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي، وأمراض السرطان . وتغير المناخ دائما ما يكون مرتبطاً مع زيادة معدلات الإصابة بأمراض الإسهال، والأمراض المنقولة بالنواقل، وسوء التغذية، والإصابات والوفيات المرتبطة بالكوارث المتعلقة بأحداث تغير المناخ.
تغيّر التوزيع المكاني لبعض متجهات الأمراض المعدية :
إن ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط سقوط المطر وازدياد الرطوبة أمور تؤثر على انتقال الأمراض التي تحملها النواقل وبواسطة المياه والأغذية .
فالأمراض التي تحملها النواقل تقتل حاليًا أكثر من 1 مليون نسمة . وتشير الدراسات إلى أن تغير المناخ يؤدي إلى وفاة 1 مليون شخص سنويًا، وأمراض الإسهال تقتل حاليًا 8 ‚1.
وتشمل هذه الأمراض بعضًا من أهم الأمراض الفتاكة الحالية، ألا وهي :
للمناخ أثر شديد على توزع الإصابة بالملاريا. تعد الملاريا التي ينقلها بعوض الأنوضيلة أهم مرض في العالم تحمله النواقل ويتسبب في الوفا ة. وتحصد الملاريا أرواح مليون شخص سنويا. ومعظمهم من أطفال أفريقيا الفقراء .
وللظروف المناخية أثر شديد على الملاريا؛ فهي لا تسري في ظل درجات الحرارة الباردة في المرتفعات الشاهقة وخطوط العرض القطبية، ويعتمد عدد البعوض على تو افر مواقع التكاثر في المياه العذبة . أما درجات الحرارة الدافئة ودرجات الرطوبة العالية وزيادة الأماكن التي يمكن أن تتجمع فيها المياه عمومًا فإنها تساعد على سريان الملاريا.
وهناك بيانات تدل على أن بعض المواقع في مرتفعات شرق أفريقيا شهدت على مدى السنوات الثلاث ين الماضية اتجاهًا نحو الاحترار حسن الظروف المواتية للبعوض مما أدى إلى زيادة احتمالية سريان الملاريا وتفشي أوبئتها في مناطق المرتفعات.
ويشير التقرير الخاص بالملاريا في العالم 2010 إلى أنّ عدد حالات الملاريا بلغ 225 مليون حالة في عام 2009 وأنّ عدد وفياتها بلغ قرابة 781000 وفاة في العام نفسه، ممّا يشكّل انخفاضاً مقارنة بعام 2000 عندما كان عدد الحالات يبلغ 233 مليون حالة وعدد الوفيات يقارب 985000 وفاة. والجدير بالذكر أنّ معظم من يموتون بسبب هذا المرض هم من أطفال يعيشون في أفريقيا، حيث لا تمرّ 45 ثانية إلاّ وتشهد وفاة طفل جرّاء الملاريا وحيث بات هذا المرض يقف وراء 20% من مجموع وفيات الأطفال
يمكن أن يزيد عدد المعرضين لمخاطر الإصابة بالملاريا في أفريقيا بمقدار 90 مليون شخص بحلول عام 2030.
- معدل انتشار حمى الضنك يزداد بسرعة. إن حمى الضنك، التي ينقلها بعوض الزاعجة المصرية
تعد مشكلة تتنامي بسرعة، وخصوصًا في المدن الواقعة في المناطق المدارية في البلدان النامية . وقد شهدت الحالات زيادة هائلة خلال السنوات الأربعين الماضية، حيث إن التوسع الحضري العشوائي مع ركود المياه في أوعية القمامة هيأ أماكن ملائمة لتكاثر البعوض، كما أن حركة الناس والبضائع نشرت نواقل الملاريا والعداوى . وللأسباب ذاتها أصبح توزع الإصابة بحمى الضنك يعتمد اعتمادًا شديدًا على المناخ . وفي ظل عدم تغير المحددات الأخرى تشير الدراسات إلى أن تغير المناخ يمكن أن يزيد عدد المعرضين لمخاطر الإصابة بحمى الضنك بمقدار ملياري شخص بحلول الثمانينات من القرن الحادي والعشرين.
- ارتفاع درجات حرارة الجو : ارتفاع تواتر الأمراض التنفسية وأمراض القلب
إن الارتفاع الشديد في درجات حرارة الجو يُسهم مباشرة في حدوث الوفيات التي تنجم عن الأمراض القلبية الوعائية والأمراض التنفسية، وخصوصاً بين المسنين. فعلى سبيل المثال سُجل أكثر من 000 70 وفاة إضافية أثناء موجة الحر التي حدثت في صيف عام 2003 في أوروبا.
كما أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد مستويات الأوزون وسائر الملوثات الموجودة في الهواء، الأمر الذي يزيد الأمراض القلبية الوعائية والأمراض التنفسية تفاقماً. ويتسبب تلوث الهواء في المناطق الحضرية في نحو 1.2 مليون وفاة سنوياً.
وفي الحر الشديد ترتفع مستويات حبوب اللقاح وسائر المواد الموجودة في الهواء والمسببة للحساسية. ويمكن أن يتسبب ذلك في الإصابة بالربو، وهو مرض يعاني منه 300 مليون شخص تقريباً. ومن المتوقع أن يزداد هذا العبء بفعل الزيادة المستمرة في درجات الحرارة.
ثانيا : مناهج و إستراتيجيات إدارة مخاطر تغير المناخ :
- إستراتجية تخفيف من تغير المناخ :
تتضمن خطة العمل الدولية في مجال السياسة المناخية مجموعة برامج مقترحة في مجال التخفيف، تتوزع على قطاعات المياه والأراضي والتنوع الحيوي، و الزراعة و الغابات. وتركز هذه البرامج على الإدارة المرشدة للقطاع الزراعي و تنمية الغطاء النباتي من مراعٍ وغابات. وفيما يلي عرض لبرامج التخفيف المختلفة :
* - الزراعة الإيكولوجية كنهج بديل لزيادة تدفق الغذاء .
تشير الاتجاهات و الدراسات إلى أن تغير أنماط المناخ سوف يزيد من الضغوط البيولوجية و غير البيولوجية، ليؤثر بذلك تأثيرا مباشرا على إنتاج الأغذية. و من الواضح أن الأمر بحاجة إلى إستراتيجيات لتيسير تأقلم النظم الزراعية مع تغير المناخ بتحسين إدارة أنواع المحاصيل و أصنافها. و سوف يستلزم الأمر تنويع الزراعة، و تغيير مواقع المحاصيل و الأصناف بناء على رسم خرائط للمناطق الزراعية الإيكولوجية و تحديد مواصفات الأصناف من أجل إعطاء المزارعين المادة الوراثية ( الأصناف ذات الأصول البرية و الأصناف الحديثة ) المتأقلمة مع الظروف الزراعية.
و كذلك اعتماد منهجيات جديدة في إدارة الموارد الطبيعية وإدارة المزارع واستنباط الأصناف النباتية المناسبة للبيئات الجافة بغرض التخفيف من انبعاث غازات الدفيئة وتشجيع تخزين الكربون في الغطاء النباتي والتربة.
- نُهج النظم الزراعية الإيكولوجية للحد من احتياجات المحاصيل إلى المياه :
سيتعين على المناطق التي يتوقع أن ينخفض التساقط فيها أن تقوم بتحسين تخزين المياه وإدارتها وإنتاجيتها. كما سيتعين على مشروعات الري الكبيرة أن تتكيف مع التغيرات التي ستحل بأنظمة تزويد المياه، وسيكون من الضروري كذلك تدعيم تدابير مراقبة المياه ذات النطاق الصغير والمرتكزة على أساس الحقل.
ثمة خمس استجابات ضرورية في مجال السياسات وهي:
-1 إدخال تدابير التكيف وتخفيض الآثار في مجال إدارة المياه الزراعية ضمن خطط التنمية الوطنية.
2- تشجيع تنفيذ تدابير فنية وإدارية ترمي الى تحسين مرونة الزراعة المطرية والمروية وتخفيض كميات فاقد المياه في نظم الانتاج تحت الري.
3- تحسين المعرفة في مجال تغير المناخ و المياه، واقتسام الممارسات الجيدة فيما بين الأقطار والأقاليم
-4تشجيع إدارة الأطر في إطار السياسات الوطنية وذلك من خلال تحسين منظومات الرصد ومنتجات التأمين المبتكرة.
-5 حشد الأموال اللازمة للتكيف سعياً لمواجهة التحديات التي سيفرضها تغير المناخ في مجالات المياه والأمن الغذائي.
2- إستراتيجية التكيف مع تغير المناخ :
لقد أصبحت إجراءات التكيف ضرورة وأولوية للتعامل مع قضايا التغير المناخي خلال النصف الأوّلِ من القرنِ الحالي انطلاقاً من جملة عوامل موضوعية تتعلق بحتمية تغير المناخ بسبب الانبعاثات السابقة، ومحدودية أثر إجراءات التخفيف، إضافة إلى الأثر الفعال لإجراءات التكيف في إنقاذ الأرواح والحد من الأخطار المرتبطة بتقلبات المناخ وتغيره.
والتكيف هو مجموعة السياساتِ والممارساتِ والمشاريع التي ترمي إلى إحداث تعديلات من شأنها تحسين ورفع كفاءة البنى الاجتماعية والنشاطات الاقتصادية لزيَاْدَة مرونةِ هذه النظم وجعلها أكثر قدرة على مجابهة الآثار المحتملة لتغير المناخِ والاستفادة من الفرص المتاحة. وتتضمن عمليات التكيف مع تغير المناخِ تجنب الأخطار وذلك بالحد من قابلية التأثر وزيادة القدرة على التكيف، و وضع استراتيجيات التكيف بالاعتماد على التقييم المجمع للأخطار.
عناصر خطة التكيف:
تتضمن عناصر خطة التكيف مع تغير المناخ القيام بمجموعة خطوات متسلسلة تتلخص في:
- التقييم المتكامل لقابلية التأثر وفهم طبيعته : ُتعَّرف القابلية للتأثر بأنها خاصية المجتمعات من حيث قدرتُها على التَوَقُّع والتحمل والمقاومة والتعافي من الآثار المتولدة عن تغير المناخ. ويجب أن يرتكز وضع خطط وبرامج عمل للتكيف مع التغير المناخي على تحليل دقيق لنتائج تقييم قابلية تأثر القطاعات المختلفة بتغير المناخ. وتبدأ عملية تحديد قابلية التأثر بتحليل ديموغرافية السكان والظروف الاقتصادية والبنى الاجتماعية والمؤسساتية من خلال نهج تشاركي يكفل مشاركة أوسع شريحة من فئات المجتمع وأصحاب المصالح، إذ تحدد جوانب التأثر الراهنة والمستقبلية ( خارطة قابلية وطبيعة تأثر المناطق والقطاعات المختلفة)، و ُتقيّم الأخطار ومدى قدرة المجتمع ببنيته التنظيمية وفعالياته الاقتصادية على التكيف معها. ويمكن إتباع منهجية العمل الواردة في الدليل الفني للهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ لتقييم آثار التغير المناخي والتكيف، و هي: تحديد المشكلة - اختيار طرائق العمل - اختبار حساسية الطرائق- اختيار السيناريوهات - تقييم الآثار -تقييم القدرة على التكيف و تقييم خيارات التكيف.
- نهج الحد من خطر الكوارث المناخية : تتضمن نشاطات الحد من خطر الكوارث الطبيعية بما فيها المناخية فعاليات ترمي في مجملها إلى تنفيذ إطار عمل هيوغو ومتابعته ودمج الحد من خطر الكوارث في البرامج المتعلقة بالتكيف كافة، إضافة إلى بناء وتعزيز التعاون الدولي للحد من الكوارث على المستويين الوطني والإقليمي و الدولي، واستخدام آليات وقدرات الحد من خطر الكوارث في تخطيط وتنفيذ برامج التكيف. ويمكن الحد من خطر الكوارث باعتماد رؤية شاملة لتحليل الأخطار المرتبطة بالتغير المناخي تقوم على أساس المعرفة والدقة في تحديد الأخطار وتحليلها وتحديد مواطن الضعف. ويأخذ هذا النهج بعين النظر أوسع شرائح المجتمع وأصحاب المصالح، ويعتمد الهياكل المؤسساتية القائمة في التخطيط والتنفيذ، الأمر الذي يسهل وضع خطط وبرامج عمل الاستعداد لمجابهة الأخطار والاستجابة لها، وتحديد أولويات التنفيذ، ورسم استراتيجيات الاتصال والتواصل مع الأفراد المجتمع.
- إعداد استراتيجية التكيف: يميز نموذجين من التكيف أولهما التكيف الذي يرمي إلى تحسين البنية الأساسية التي من شأنها زيادة القدرة على التكيف وبالتالي توفير فرص نجاح إجراءات التكيف. وتشمل هذه النشاطات تعزيز عمليات التوعية، وتقوية المؤسسات وتعزيز بناء القدرات على تحديد جوانب التأثر والنهوض بالتخطيط ونقل التكنولوجيا.
والثانية تتعلق بإجراءات التكيف الموجهة مباشرة للمساعدة في الحد من الأضرار أو تفاديها. وفي جميع الحالات تتضمن عملية إعداد استراتيجيات التكيف تحديد خيارات العمل وترتيب أولوياته وصياغة الاستراتيجية واعتماد برامجها وأنشطتها المختلفة.
• برامج التكيف القطاعية
تتضمن خطة العمل الدولية مجموعة برامج مقترحة في مجال التكيف، تشمل قطاع الأراضي والتنوع الحيوي، و الزراعة والغابات، والبحار والمناطق الساحلية. وتركز هذه البرامج بصفة خاصة على توفير البنية التحتية اللازمة للحد من المخاطر المتوقعة، وتحسين كفاءة إدارة الموارد الطبيعية باستخدام نظم الرصد والمراقبة والإنذار المبكر ، والاستعداد لمجابهة الكوارث ، وبناء القدرات ، وإتاحة وتحسين وتبادل المعلومات بما في ذلك المعلومات المناخية، ورفع مستوى التوعية العامة وتكوين الشراكات. وروعي أن تكون هذه البرامج متّسقة مع التنمية الاقتصادية و الاجتماعية، على نحو يشجّع النمو الاقتصادي المستدام ويساعد على الحد من الفقر، ويزيد من مرونة القطاعات الاقتصادية القابلة للتأثر بتغير المناخ. وفيما يلي عرض لبرامج التكيف:
- برنامج الإنذار المبكر :
وتشمل أنظمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المستعملة لرصد البيئة والمناخ
ونشر البيانات والإنذار المبكر ما يلي :
- سواتل الأرصاد الجوية التي تتبع تقدم مستوى العواصف والأعاصير.
- رادارات الأرصاد الجوية التي تتبع تقدم مستوى الزوابع والعواصف الرعدية والسوائل المتدفقة من البراكين وحرائق الغابات الرئيسية.
- أنظمة مساعدة للأرصاد الجوية قائمة على الراديو لجمع البيانات المتعلقة بأحوال الطقس و التي من بدونها تكون الدقة الحالية للتنبؤات الجوية مهددة بشكل كبير.
- أنظمة ساتلية لرصد الأرض تسمح بالحصول على معلومات بيئية كتكوين الغلاف الجوي مثلاً ثاني أكسيد الكربون والبخار وتركيز الأوزون،والمقاييس المتعلقة بالمحيطات و درجة الحرارة وتغير مستوى سطح الأرض ورطوبة الأرض والغطاء النباتي بما في ذلك مراقبة الغابات والبيانات الزراعية وغيرها كثير.
تسمح أنظمة رصد البيئة بإنقاذ مئات الأرواح البشرية كل عام. وتساهم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والاتحاد الدولي للاتصالات إلى جانب الوكالات الأخرى التابعة للأمم المتحدة والإدارات والمنظمات في زيادة تطوير هذه الأنظمة. ففي حين أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تركز جهودها على تلبية الاحتياجات المتعلقة بالمعلومات البيئية وموارد طيف التردد الراديوي المقابلة، يتولى الاتحاد الدولي للاتصالات، بصفته مشرفاً دولياً على الطيف، توزيع الترددات الراديوية اللازمة والموافقة على المعايير للسماح بالتشغيل الخالي من التداخل لتطبيقات وأنظمة للاتصالات الراديوية (أرض وفضاء المستعلمة لرصد المناخ والتنبؤ به.
- وضع استراتيجية تكييف لقطاع الموارد المائية مع تغيّر المناخ. (Adaptation Strategies)
اعتبار الأمن المائي من أعلى أولويات السياسات الوطنية والدولية، ارتكازا على مبدأ ضرورة توزيع موارد
المياه بطريقة ملائمة وعادلة ورشيدة لجميع المتسفيدين، وذلك لدعم ومساندة الأهداف الاجتماعية والصحية بشكل متكامل ومترابط ودعم النشاطات الاقتصادية والتوظيفية، والتنمية الثقافية والرفاهية وتنمية البيئة الصحية.
- إستراتيجية الإدارة المتكاملة البيئية :
يمكن التقليل من الأمراض المنقولة بالماء عن طريق النواقل من خلال عدة تدابير بيئية. فقد أظهرت الخبرة للإدارة البيئية لكل من منظمة الصحة العالمية و منظمة الأغذية و الزراعية و برامج الأمم المتحدة للبيئة أن التشاور المبكر ما بين الصحة و الزراعة يؤدي إلى تقليل عبء الأمراض المرتبطة بالنواقل في مشاريع الري الكبرى . و توفر سلطة إدارة المخاطر البيئية نمطا متكاملا في تحري الحوادث و الطوارئ
و مراجعة المخاطر الموجودة.
ثالثا : دور منظمة الصحة العالمية ضمن استجابة الأمم المتحدة لمقتضيات تغيّر المناخ :
تسعى منظمة الصحة العالمية، بوصفها الوكالة الرائدة في المجال الصحي ضمن منظومة الأمم المتحدة، إلى تمثيل الدوائر الصحية على الصعيد الدولي وإقامة الوصلات مع البرامج الصحية الميدانية. كما تسعى إلى الإسهام بخبرتها الصحية في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ وفي الهيئة الفرعية للمشورة العلمية والتكنولوجية المنبثقة عن تلك الاتفاقية وكذلك في مبادرات محدّدة مثل برنامج عمل نيروبي المحدّد في إطار الاتفاقية المذكورة والمتعلّق بآثار تغيّر المناخ وقابلية التأثّر به والتكيّف معه، وإلى التعاون مع الوكالات والبرامج المتخصّصة الأخرى، مثل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وبرنامج الأم المتحدة الإنمائي، على بناء القدرات وتنفيذ المشاريع. و الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية تلعب دورا هاما في دعم الدول لتطبيق القواعد و القوانين الدولية و مقاييس النوعية المتفق عليها. و يتركز العمل المقترح في مجال تغير المناخ في ثلاثة مجلات :
- بناء القدرات : مساعدة دول الأعضاء في :
- إعداد التقييم الوطني للآثار الصحية المترتبة على التغير المناخي
- تحديد الاحتياجات اللازمة لبناء القدرات و البحوث من أجل تحديد الأولويات.
- تحديد و تنفيذ استراتيجيات التكيف و تدابير الوقاية و التخفيف من الآثار الصحية السلبية.
- تبادل المعلومات : مساعدة الدول في :
-توفير المعلومات حول أحداث الأبحاث العالمية المتعلقة بتفاعلات المناخ و الصحة و تباعاتها على الصة العامة مع التدريب الوطني و الدولي ذي العلاقة و تدعيم المؤسسات البحثية .
- القيام بدور مركز توزيع المعلومات للتأكد من حرية الوصول إلى المعلومات بما فيها قواعد البيانات المتعلقة بتغير المناخ و تأثيره على الصحة في الدول النامية.
- دعم الأبحاث : العمل بالنيابة عن الأمم المتحدة لقيام المؤسسات و الخبراء المعنيون بتقديم الارشاد لبرامج البحث المتعلقة بمضاعفات المناخ على الصحة، و تشمل هذه البرامج أثار تقلب المناخ و استنفاذ الأوزون من الجزء الأعلى للغلاف الجوي.


التوصيات :
و في ضوء ما تقدم يمكننا تقديم التوصيات التالية :
- ضرورة نشر الوعي بمخاطر تغير المناخ و تأثيرها على صحة الإنسان لدى الأفراد و المنظمات من خلال مناهج التعليم، وسائل الإعلام، و مختلف النشاطات من مؤتمرات و ندوات و معارض.
- العمل على تنمية و تطوير شبكة المعلومات في البلدان النامية المتعلقة بالأوضاع البيئية من مختلف المصادر الإقليمية و الدولية لاستفادة منها مع أهمية إعداد دليل تشريعي بيئي شامل تسترشد به الدول.
- حماية النظام البيئي و حوكمة الصحة من خلال قيام بدورات تدريبية للوزارات و المجتمع المدني على كيفية الحفاظ على البيئة و البحث الحد من تداعيات تغير المناخ على صحة الانسان.

قائمة المراجع :
1- تقرير مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بشأن العلاقة بين تغير المناخ وحقوق الإنسان، منظمة الأمم المتحدة، 15 جانفي 2009.
2- تقرير الأمانة، تغير المناخ و الصحة، منظمة الصحة العالمية، مارس 2009.
3- تقرير التنمية البشرية، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، منظمة الأمم المتحدة، 2008-2007.
4- تقرير التنمية البشرية، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، منظمة الأمم المتحدة، 2010.
5- تقرير التنمية البشرية، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، منظمة الأمم المتحدة، 2011.
6- التغير المناخي و الصحة البشرية، منظمة الصحة العالمية، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، الأردن، 2004.
7- منظمة الصحة العالمية ،الموقع : http://www.who.int/mediacentre/factsheets/fs094/ar/index.html

8- A.J. McMichael Climate change and human health RISKS AND RESPONSES, World Health Organization 2003
-9 Asian Development Bank, Accounting for health impacts of climate change.
Mandaluyong City, Philippines: Asian Development Bank, 2011
Anthony J. McMichael,Global climate change ,Strategic Studies Institute,- 10
11- Bates, B.C., Z.W. Kundzewicz, S. Wu and J.P. Palutikof, Eds. Climate Change and Water, Intergovernmental Panel on Cbinate change,2008
12- Carolyn Pumphrey,GLOBAL CLIMATE CHANGE,
NATIONAL SECURITY IMPLICATIONS.Strategic Studies Institute,May 2008
13- Maxwell T. Boykoff and J. Timmons Roberts Human Development Report Office
OCCASIONAL PAPER,2007-2008.
14- Moses J. Chimbari, Documentation of Research on Climate Change and Human Health in Southern Africa, DBL,July 2009.
15- R. Sari Kovats, Climate Change and Human Health:
Estimating Avoidable Deaths and Disease, Risk Analysis, Vol. 25, No. 6, 2005
16- David Heymann,Global Warming And Our Health: Addressing the mostserious health impacts of climate change, www.nrdc.org/policy.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التغيرات المناخية
» هل ساهمت التغيرات المناخية في إشعال الثورات العربية؟
» صناعة القرار السياسي وتأثيرات الرأي العام
» سبعة مخاطر تهدد الإنسان العربي
» أثر التغيرات في العلاقات الدولية على دور الدولة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: عـــلاقــــــــات دولــــيــــــة ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1