منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» المحاضرة الثالثة لمادة تاريخ الفكر السياسي
النظريات الإستراتيجية للصراع الدولي Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء أكتوبر 09, 2024 8:21 am

» المحاضرة الثانية لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
النظريات الإستراتيجية للصراع الدولي Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:37 pm

» المحاضرة الأولى لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
النظريات الإستراتيجية للصراع الدولي Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:29 pm

» برنامج محاضرات الفكر السياسي 1
النظريات الإستراتيجية للصراع الدولي Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:24 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
النظريات الإستراتيجية للصراع الدولي Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:25 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي ماي 2024
النظريات الإستراتيجية للصراع الدولي Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:19 am

» امتحان مادة علم الاجتماع السياسي ماي 2024م
النظريات الإستراتيجية للصراع الدولي Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء مايو 15, 2024 9:33 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
النظريات الإستراتيجية للصراع الدولي Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
النظريات الإستراتيجية للصراع الدولي Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
النظريات الإستراتيجية للصراع الدولي Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 النظريات الإستراتيجية للصراع الدولي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
bls_raouf
التميز الذهبي
التميز الذهبي
bls_raouf


الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 1612
نقاط : 3922
تاريخ التسجيل : 20/11/2012

النظريات الإستراتيجية للصراع الدولي Empty
مُساهمةموضوع: النظريات الإستراتيجية للصراع الدولي   النظريات الإستراتيجية للصراع الدولي Emptyالسبت مارس 02, 2013 11:27 pm

النظريات الإستراتيجية للصراع الدولي





هناك العديد من النظريات منها

1- نظرية المباريات :Game Theory

تعتبر نظرية المباريات من الناحية التحليلية شكلا من أشكال نظرية اتخاذ القرار لأنها تقوم بدراسة و تحليل تصرفات صناع القرار من حالات الصراع المختلفة أو بعبارة أخرى تصف الكيفية التي يتصرف بها الناس العقلانيون .rational people لانتهاج الخيارات الرشيدة عن المواقف الصراعية و التي تحقق لهم اكبر قدر ممكن من القيم او المكاسب و تجنبهم الخسائر بقدر الامكان او على الأقل تقليص إلى اقل حد ممكن (19)

بمعنى اخر فهي تركز على التعامل مع صراعات المصالح كما لو كانت مباريات في الاستراتيجية و كانت هذه النظرية قد عرفت في 1944 م من طرف اوسكار مور و جون نورمان في كيتابيهما نظرية المباريات و السلوك الاقتصادي إلا إنها بعد ذلك اثبتت صلاحيتها في المجال السياسي خاصة فيما يتعلق بالاستراتيجية و التخطيط للدفاعية و اتخاذ القرارات السياسية الخارجية .(20)

و قد جاء بعد ذلك عدد من المفكرين أمثال هنري كاهن برنارد برودي هنري كسنجر رونالد برييان حيث طوعوا هذه النظرية للاستخدام في الصراعات السياسية بصفة عامة و في مشكلات الحرب و السلام بصفة خاصة .(21)

و نظرية المباريات في ابسط معانيها دراسة الاستراتيجيات التي يتبناها الأطراف في مواقف النزاع و قد عرفها مارتن شوبيك طريقة لدراسة صناعة القرار في حالة الصراع و تقوم فكرتها العامة على أن الصراعات تنقسم الى فئتين :

* صراعات تنافسية compétitive صراعات غير تنافسية non compétitive

بالنسبة للحالة الأولى فإن الصراعات التي تكون مصالح أطرافها متعارضة أو غير قابلة للتوفيق ( التنافسية ) يمثل الكسب لاحديهما و في نفس الوقت خسارة للطرف الآخر بالمقياس نفسه كما ان النصر المحقق الذي يعقبه خسارة تكون محصلته 0 و يطلق على هذا الموقف الصراعي zero-sum game

أما الصراعات غير التنافسية فان مصالح أطرافها لا تكون متعارضة بنفس الصورة السابقة و انما تتداخل الى حد يسمح بالمساومة و تقديم تنازلات المتبادلة للوصول في النهاية الى نقطة اتفاق وسط مما يساعد على التحول من وضع الصراع إلى وضع التعاون

كما ان مصلحة هذه المساومات لا تكون صفرا و يطلق عليها Non Zéro Sum Game

و طبق لمنطق نظرية المباريات يكون كل طرف في الصراع حرا في اختيار السلوك الذي يتصور انه قادر على ان يصل به الى الانتصار (22)

و يفترض فيه تمتعه بقدر من الذكاء لا يقل عن الطرف لثاني .

و ترتيبا على ذلك تكون البدائل الممكنة للتصرف بمثابة مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن ترجيح إحداها على الأخرى بحسب النتائج المتوقعة من كل واحدة منها .

و عموما يتركز الإطار التحليلي لنظرية المباريات على 6 عناصر:

1 – اللاعب هو وحدة اتخاذ القرار المستقلة يمكن ان تكون فرد – دولة - حلف حسب الموقف و عند دراسة النظرية في إطار السياسة الدولية تعتبر عمليه اللعب صراع و اللاعب هو فرد – دولة - حلف

2 – حركية التصرف الاستراتيجي للاعبين يقوم على فعل رد الفعل حركة استجابة

3 – عنصر المعلومات : لا تنطلق إستراتيجية اللاعب عشوائيا و إنما تنطلق من معلومات و متاحة للبيئة التي تجري فيها اللعبة.

4 – وجود مجموعة قواعد على ضوئها يتصرف اللاعب بشأن النتائج البدائل أو الخيارات المتاحة أمامه .

5 – محصلة المبارات يتم التعبير عليها بصفة رياضية ( 2 . 4 ) ( 3 . 1 ) و إظهار الرابح و الخاسر

6 – مفهوم الربح و الخسارة مفهوم نسبي حسب تقييم كل لاعب و قيمه و ثقافته (23)



و كغيرها من النظريات أخذت نصيبها من النقد الذي يدور حول :

* هناك صراعات لا تسمح بتطبيق هذه النظرية كالصراعات الإيديولوجية و العنصرية و الثقافية

*صممت هذه النظرية لتتناسب مع الصراعات الثنائية أما الحالات التي تتعدد فيها الأطراف و تعتبر أكثر شيوعا و أكثر تعقدا مما يجعلها غير منطقية في الاستخدام .

*تلغي امكانية الاتفاق بين الأطراف ذات الأنظمة التي السياسية و الاجتماعية المختلفة و يجعل مبدأ التعايش مستبعد(24) و تحصر تحركات الطرفين على أساس واحد لا يتغير هو تحقيق الكسب و تجنب الخسارة .

بالرغم من كل الانتقادات الموجهة لها إلا أنها تظل نموذج جيد للتحليل الرياضي المحايد في مواقف الأزمة أو الصراع إلا أن الحاجة إلى توسيع الإطار التحليلي الذي يعنى بدراسة الصراعات الدولية بمختلف زواياها و التعامل معها بطريقة موضوعية و كان منها

2- نظرية الردع (توازن الرعب النووي) :Restraint Theiry

الردع بمفهومه العام هو توافر القدرة التي تتيح إرغام الخصم من القيام بأعمال عدوانية و يعني إحباط الأهداف التي يتوخاها من ورائه تحت التهديد بإلحاق أضرار جسيمة به تفوق المزايا المتوقعة من وراء الأقدام على مثل هذه التصرفات ، و الردع في نظر الكثير من الباحثين يعتبر بمثابة المحصلة النهائية للتفاعل في العديد من العوامل و المتغيرات العسكرية و السياسية و الدعائية التي تضع الخصم في حالة نفسية يحجم معها عن تقبل المخاطرة و من ثمة فإن الردع الفعال هو المتعدد العناصر و الاشكال .

و هناك ثلاث عناصر رئيسية تشكل في مجموعها ما يمكن ان يعطي للردع فعالية و قابلية للتصديق و بالتالي تدعيمه

1 – توافر المقدرة على الثأر : من خلال الدعاية لهذه المقدرة لتأكيد فعاليتها للطرف الأخر كما يستطيع الكشف عن تفاصيل هذه القوة أو كشف النقاب عن أمور معينة تفيد الطرف الأخر بشكل مباشر أو غير مباشر في بناء تصور عنه ولان الردع لا يجوز أن يبقى سرا فهو يحتاج لنقل بعض المعلومات للطرف الآخر شريطة أن لا تخدم الخصم .

2 – التصميم على استعمال هذه القدرة الثأرية في ظروف معينة بعيدا عن أي استعداد للمساومة أو التخاذل أو التراجع ذلك انه إذا أحس الطرف الثاني باستعداد الطرف الرادع للتراجع أو المساومة فانه يعتمد إلى ممارسة بعض الضغوطات و التصرفات التي لن تكون في مصلحة الرادع و من هنا يكون تأثير الردع ضعيف .

و هناك من الدول من تمتلك القدرة الثأرية لكنها تفتقر إلى التصميم في استخدامها نتيجة إيمانها بان الاذعان و التراجع للخصم اقل خسارة من المخاطرة في حرب انتحارية، إضافة إلى ضغط الحركات و التجمعات الوطنية المنادية لعدم استخدام الأسلحة النووية و عدم حل الصراعات بوسيلة الحرب المسلحة ( المواجهة المباشرة ) و هذا العنصر يمكن تطبيقه على علاقات الإتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة الأمريكية خاص من جانب USSR الذي لجأ إلى المساومة للحصول على اتفاقيات الحد من التسلح .

قوة المقدرة الثأرية بحيث يكون باستطاعتها إلحاق الضرر بالخصم بدرجة تفوق ما قد يتوقعه من مزايا نتيجة لمبادلته بالضربة الأولى حيث أن رد الفعل هذا سيكون ساحقا بدرجة غير محتملة و هذا ما يسمى بالقدرة على التدمير بالضربة الثانية.(25)

أن الردع لم يصل إلى مستوى استخدام القوة و إنما يركز على أساس حشد عناصر القوة و التلويح أو التهديد بها لذلك هناك من يرى ان الردع هو تهديد جدير بالتصديق في تنفيذه .(26)

و قد اخذ الردع أهميته في إطار وجود السلاح النووي و هو ما يعرف الردع النووي أو توازن الرعب النووي balance of nuclear teror في ظل التطور الملحوظ كما و كيفا مع استبدال القنبلة الذرية إلى القنبلة النووية ، القاذفات الاستراتيجية و الصواريخ العابرة للقارات و الغواصات النووية .(27)

ظهور هذه الاستراتيجية و تطبيقها كان مرتبط بتطوير الأسلحة النووية و وفقا لوجهة نظر الإستراتيجيين السياسيين الغربيين ، كان الموقف في نهاية الحرب العالمية الثانية جديد فالمفهوم الذي تبناه الشيوعيون ( المعسكر الشرقي ) شكل هام من أشكال التحدي و في ذلك الوقت كانت التقنية(التكنولوجية) العسكرية قد دخلت في الوقت ذاته المرحلة النووية و لم تكن واضحة مما أكدت الحاجة على إيجاد إستراتيجية للغرب و لم يلبث أن ظهرت إستراتيجية الردع restraint stratigy .(28)

لقد احتلت هذه الاستراتيجية مكانها البارزة و تعرضت منذ ظهورها في نهاية الحرب العالمية الثانية و حتى هذا التاريخ إلى تغيرات جذرية نظرا للتحولات السياسية و العسكرية التي طرأت على علاقات الدول خاصة الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد السوفيتي .

3- نظرية الاحتواء : theory of containment 1945 – 1953

تعد هذه النظرية من النظريات الأولى لإستراتيجية الأمريكية في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية و قد أسسها و بلورها جورج كنان الدبلوماسي الأمريكي المتخصص في الشؤون السوفيتية و نفذتها حكومة الرئيس هاري ترومان .(29)

و تعني في نظر صاحبها التعهد الشامل لمقاومة الشيوعية انى وجدت و يراها العالم الاشتراكي مخططا لسيطرة العالمية أعدته الامبريالية الأمريكية و تفويضا من النظام الذي انبثق عن الحرب العالمية الثانية الذي يقوم على توازن في العالمية الرأسمالي و الاشتراكي و نبذهما للحرب و تأكيدهما على مبادئ التعايش السلمي و جاء تعبير الاحتواء لأول مرة في مقالة كتبها جورج كيان في مقالة نشرت في مجلة الشؤون الخارجية forign afairs لسنة 1947 و جاءت في وقت حل التوتر عن العلاقات الأمريكية / السوفيتية محل التحالف فكانت الحاجة لإعادة تقويم السياسية التي يجب على الولايات المتحدة الأمريكية إتباعها إزاء الاتحاد السوفيتي سابقا .

كما ارتبطت سياسة الاحتواء بالتطورات الجذرية التي حدثت في موازين القوى الدولية نتيجة الهزيمة التي ألحقت بالنازيين و حدة مزاج السياسي في أوروبا و هو ما سمح للتنظيمات النوعية بالتواجد بين مختلف دول المجتمع الدولي و فرض روسيا الشمالية سيطرتها المباشرة على تلك الدول بوسائل القوة المسلحة من شرق أوروبا كما دفعت هذه المخاوف الكثيرة من دول أوروبا إلى الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية التي تمتعت باحتكار الأسلحة النووية آنذاك و محاربة المخططات التوسعية الجديدة للاتحاد السوفيتي في القارة الأوروبية .(30)

و تمثل الإطار النظري لسياسة الاحتواء على اجراء تحليل شامل للأهداف الاستراتيجية السوفيتية و تحليل الطرق التي من خلالها ينظر الإتحاد السوفيتي للغرب الذين يعتبرونه العائق الرئيسي في وجه الشيوعية حيث يقول كنان : ان الاستراتيجية السوفيتية كانت في حالة جس النبض دائم و في مختلف الاتجاهات للحلقات الضعيفة مركز الغرب أو تلك التي كانت تشكل نزاعات قوى يمكن النفاذ منها و استخدامها كنقطة وثوب نحو إحداث التغيرات تتواءم و الأهداف البعيدة المدى لهذه الاستراتيجية و يضيف أن هذه الاستراتيجة كانت مرنة و لم تكن مقيدة بوقت محدد لبلوغ أهدافها و لم يكن لها تقييد في الوسائل التي يجب استعمالها لتحقيق الاهداف. (31)

و قد عزى كينان أسباب عداء الإتحاد السوفيتي للغرب عامة و للولايات المتحدة الأمريكية خاصة على الأخص إلى ما كان يراود زعماء الكرملين من حسن دفين و متأصل بافتقار الأمن على وطنهم من العالم الخارجي الذي نشأ من افتقاد الحواجز الجغرافية المنيعة التي تصون سلامة الروس الإقليمية فضلا عن الغزوات المتكررة التي مرت بها بلادهم مما جعل هدفهم الحقيقي عن رأيه توسيع النفوذ السوفيتي وراء الحدود .

لذلك استنتج أن نزعه السوفيت أسهل معالجة مما كانت عليه مطامع نابليون أو هتلر لأن هذه النزعة لا ترتبط بتوقيت معين أو برامج منظمة لذلك أكد على احتواء هذه النزعة بسياسة طويلة الأمد بقوله إن الضغوط السوفيتية على المؤسسات الغربية الحرب هي ظاهرة يمكن احتوائها بإيجاد قوة معاكسة في سلسلة من المواقع الجغرافية و المواطن السياسية تتحول و تنتقل باستمرار تبعا لمتغيرات السياسية السوفيتية و مناورتها .

و اعتبروا أن الاحتواء الإتحاد السوفييتي كان من الممكن أن يضيف أمرين :
1 – مقاومة التوسع السوفيتي و الحيلولة دون امتداده ليستقطب دول جديدة .

2 – تحت الضغط الغربي سيضطر الشيوعيون التخلي عن استراتيجياتهم التوسعية .

و يضيف الرئيس ترومان عنصرا آخر إلى سياسة الاحتواء هو التبرير الإيديولوجي فيما ركز كنان على فعالية القوة بالقوة.

و اعتبر ترومان أن هذه السياسة ضرورة أساسية للدفاع عن الحرية و الديمقراطية ضد محاولات التسلل الشيوعي الذي لا يهدد امن الولايات المتحدة الأمريكية فقط و إنما يتعداها إلى كل القيم الأساسية التي تدين بها .(32)

و قد اعتمدت سياسة الاحتواء عن تحقيق أهدافها التدميرية لإتحاد السوفيتي أربع افتراضات و استراتيجيات :

أ- الحرب الشاملة في حال هجوم على الولايات المتحدة أو أوروبا الغربية

ب- التفوق الجوي و مقدرته التدميرية تفوق تنفيذ أي استراتيجيه هجومية للاتحاد السوفيتي

ج – افتراض عدم المخاطرة باستعمال القوة .

د – الاقتصار من جانب الاعتماد على فرع واحد من فروع القوات المسلحة. (33)

وبقيت فكرة استخدام القوة مرتبطة في أذهان الولايات المتحدة الأمريكية بالحرب الشاملة سواء للدفاع عن أوروبا الهجوم الشيوعي و للدفاع عن الولايات المتحدة الأمريكية من الهجوم المباشر و قد اتخذ التطبيق الفعلي لسياسة الاحتواء الكثير من الأحلاف و القواعد العسكرية في كل مكان و خلق الحلف الأطلسي الذي يعتبر القوة الضاربة و الرادعة للاتحاد السوفيتي أما في آسيا بدأ تطبيق سياسة الاحتواء بعد سلسلة من مواثيق التحالف و ترتيبات الأمن الإقليمي و قد ظهر ذلك جليا بعد الحصار الذي فرضته الاتحاد السوفيتي على برلين و الانقلاب الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا و الغزو الشيوعي لكوريا علما أن الولايات المتحدة الأمريكية سبق لها و أن أقامت ميثاق تبادل مع اليابان و كوريا الشمالية في 1953 و تعهدوا بالدفاع عن أي هجوم يقع من طرف الشيوعية و قام حلف جنوب شرق آسيا 1959 و حلف بغداد في الشرق الأوسط

و عموما تعتبر هذه الأحلاف بمثابة تطويق و احتواء للمد الشيوعي إضافة إلى أن مشروع مارشال كان في إطار سياسة الاحتواء ، وما المشاريع السوفييتية إلا كردود أفعال لهذه السياسة

* مشروع مارشال ← منظمة الكوميكون

* حلف الأطلسي ← حلف وارسو (34)

نقد نظرية الاحتواء :

من اكثر الانتقادات التي تعرضت لها نظرية كنان كانت نتيجة إلى

- قصورها بعد إفلاح صنع القنبلة النووية الذرية 1949 و الهدروجينية 1953 و مما انشأ في العالم وضع جديد من التوازن أصبح ينتفي معه إمكان وقوع حرب نووية تدمر الجميع على السواء و هي بذلك لم تعد كافية لمعالجة الموقف الجديد .

نظرية لم توضح ما إذا كانت جذور السلوك السوفييتي إيديولوجية أو قومية و لم تفرق بين مبادئ الشيوعية الدولية و النزعات التوسعية السوفيتية ذلك أن الجيش الأحمر و ليس إيديولوجية ماركس هي التي مكنت روسيا من التوسع وراء حدودها و قد اعتبرت عنصرا في تكوين الخلفية السياسية السوفيتية .

- قضت على إمكانية تسوية الخلافات بين العملاقين عن طريق المفاوضة .

- تعتبر المسؤولة عن انقسام إلى معسكرين و ألمانيا إلى دولتين و إنشاء أحلاف متخاصمة و حلول الحرب الباردة محل التعاون .

- سوء تفسيرها من طرف السياسيين و صناع القرار أدى إلى تورط الولايات المتحدة في حرب الفيتنام حيث افقدها هذا العمل المصداقية في تصرفاتها على اعتبار أنها حاملة لواء الأمن و السلم الدولي .(35)

يبدوا ان سياسة الاحتواء قد فقدت معظم مصوغاتها الأساسية خاصة مطلع التسعينيات من القرن العشرين بعد التطورات المهمة التي حدثت في أوروبا الشرقية و في الاتحاد السوفيتي و توحيد ألمانيا و انفراط عقد حلف وارسو وتغيير معظم هذه الدول موقفها من الإيديولوجية الشيوعية و السوفييتية و تفكك الاتحاد السوفيتي و غياب قوته .

على هذا الوضع دفع الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في أسس و مفاهيم استراتيجياتهم المعتمدة و هي إستراتيجية الرد الشامل أو الانتقام الشامل .

4- نظرية الانتقام الشامل : Massive Retaliation

هي نظرية بلورها جون فوستر دلاس ووزير خارجية الولايات المتحدة المريكية في الخمسينات و التي اعتقد أنها ستكون بمثابة التصحيح لكل الأخطاء و نقاط الضعف التي أسفر عنها تطبيق سياسة الاحتواء ضد الإتحاد السوفييتي في مرحلة التالية على انتهاء الحرب المباشرة .

و تقوم هذه النظرية على أن الطريقة الوحيدة لردع أي معتد هي أن يقنعه مقدما بان أعماله العدوانية ستجلب عليه انتقاما مروعا يجعله يخسر أكثر مما يكسب و من ثمة فان الهدف من تطبيق إستراتيجية الانتقام الشامل لن تقتصر على مجرد محاصرة الكتلة الشيوعية و تطويقها ( كما كان الهدف من سياسة الاحتواء ) و إنما كان يتجاوز ذلك إلى العمل على تحرير هذه الكتلة و تدميرها ، و هدفها هو حمل الخصم على الاستسلام و فرض إرادة النصر عليه .

و قد اخذت الاهتمام من طرف الرأي العام الأمريكي الذي رفض مبدأ الحرب المحدودة في مقابل تأكيد المبدأ الأمريكي الامتناع عن حرب أو الدخول في حرب شاملة و كان ذلك ناتجا من تجربة الحرب الكورية ( 1950 – 1953 ) الفاشلة (36)

و قد قامت هذه النظرية على ثلاث مقومات:

1 – تخفيض للقوات البرية الأمريكية و تقليص حجم الانفاق العسكري

2 – بناء جدار عازل للكتلة الشرقية عن طريق الأحلاف – حلف بغداد وحلف جنوب شرق آسيا

3 – أي محاولة لانتهاك الشيوعيين( الإتحاد السوفييتي) لخط التقسيم الفاصل بين الكتلتين يشكل مبررا كافيا لدخول الولايات المتحدة في حرب شاملة ضدها .(37)

لقد تعرضت نظرية الانتقام الشامل لأول اختبار عنيف لها أثناء حرب الهند الصينية 1954 و هو الاختبار الذي ثبت بعده أن التهديدات الأمريكية باللجوء إلى شن حرب شاملة بالأسلحة النووية لم تكن إلا من قبيل التهويش لذا فقدت قابليتها للتصديق كما أنها برهنت عدم قابليتها للحركة و التصرف في مواجهة الحروب المحدودة و النزاعات المحلية و أنها بالتجائها إلى التهديد بالحرب أذعرت حلفاء أمريكا حين أخفقت في إرهاب أعدائها و انتهت إلى حالة يرثى لها .(38)

كما لم يحظ بالنجاح نتيجة إطلاق السوفيت لأول صاروخ 1357 يحمل قمرا اصطناعيا ( سبوتنيك ) إلى مدار حول الأرض مما اعتبرته القيادة الأمريكية قدرة السوفيت على استخدام هذه الصواريخ الحاملة للرؤوس النووية إلى أي مكان و هو ما يعني تفوق القوة الاستراتيجية السوفيتية العابرة للقارات و قدرتها على توجيه الضربة الأولى دون عقاب مما أدى الى ظهورالحرب الشاملة حيث تعني الضربات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا فيما أصبحت الحرب المحدودة هي أعمال العسكرية التقليدية .(39)

5- نظرية الرد المرن : Flexible Résponse

ساهم في وضعها كل من داويت ايزنهاور و رئيس الأركان ماكسويل تايلور شاع استعمال هذا المصطلح خلال فترة الحرب الباردة و قد إتخذ إسم الاستجابة المرنة، الرد تحت السيطرة ،نظرية التدرج في الهجوم الانتقامي .

وبالمعنى الاستراتيجي نشأ الرد المرن من الحاجة الى التخلي عن الرد الانتقامي الشامل و استبداله بشيء مرن و أكثر عرضة للسيطرة و ذلك انه لا يجب الرد على العدوان بحرب عنيفة تستخدم فيها كل الوسائل حتى الذرية و إنما يجب الرد بطريقة مرنة و بقدرات تتناسب مع ما حدث من عدوان(40) ، حيث أقنعت أزمة برلين الثانية و الوضع في الفيتنام الإدارة الأمريكية أن أمريكا بحاجة إلى توسيع قدراتها التقليدية لمواجهة المزيد من الأوضاع الطارئة .

و قد إقتنع كندي و دافع عنها لأنها نظرية مرنة في الوقت و هي توفر المقدرة على التصرف إزاء أي نوع من أنواع الحرب سواء كانت عالمية ،محدودة،نووية، تقليدية،كبيرة أو صغيرة و لان الرد المرن ليس الرد المماثل فقد يكون الرد على الهجوم دفاعا نوويا تكتيكيا أو عملا نوويا محدود خشية تحول النزاع من محدود إلى شامل و أن يحافظ الردع على مصداقيته .(41)

و بهذا اتضح بان الأساس في إستراتيجية الرد المرن هو وجود خيارات متعددة يمكن اعتماد احدها و أن الرد على الهجوم الشيوعي يجب أن يتلاءم مع الخيار الاستراتيجي المعتمد . انتقدت لأن من غير الممكن أن تكتفي دولة ما بانتقام مماثل للهجوم الذي تعرضت له و إنما ترد بقسوة(42) ، أما فيما يخص إستراتيجية الرد المتدرج تضمنت بعض خصائص الرد المرن و بعض خصائص الرد الشامل و تقضي هذه الاستراتيجية بدأ الأعمال القتالية و تنفيذها من الأصغر إلى الأكبر و من البسيط إلى المعقد وفق ثلاث مراحل :

1 – الدفاع المباشر : في حال وقوع هجوم سوفيتي تقليدي ( الضربة الأولى ) حيث ستكون الجهود الأولية وقف السوفيت إذا ما حاولوا الهجوم على الغرب باستخدام NATO .

2 – التصعيد المتعمد : كانت تقليدية عندما دخلت قوات الشمال الأطلسي مما أدى إلى الاستسلام الإتحاد السوفييتي و تدخل NATO و استخدامه للأسلحة النووية .

3 – الرد بالعمل النووي : و هي المرحلة الاخيرة و هي اكثر سيناريو للتدمير المتبادل و تعني مجموع الهجوم على العالم الشيوعي إذا لم يفعل السوفيت ذلك . (43)



6- نظرية الدومينو:

تقوم على افتراض وقوع دولة ما في يد قوة كبيرة سوف يؤدي إلى التوالي سقوط الدول المجاورة و كأنه بناء أقيم رأسيا ، فإذا أزيح جزء منه انهار باقي البناء على التوالي .(44)

الهوامش :

19- زايد عبيد الله مصباح : مرجع سبق ذكره ص 183.

20- اسماعيل صبري مقلد: مرجع سبق ذكره ص248.

21- نظرية توازن القوى و توازن المصالح مرجع سابق.

22- اسماعيل صبري مقلد: مرجع سبق ذكره ص249.

23- زايد عبيد الله مصباح : مرجع سبق ذكره ص186.

24- اسماعيل صبري مقلد: مرجع سبق ذكره ص251.

25- محاضرات الدكتور جندلي عبد الناصر لجامعة الحاج لخضر- باتنة.

26- زايد عبيد الله مصباح : مرجع سبق ذكره ص179.

27- المرجع نفسه ص179-180.

28- مجلة الدفاع : الجديد في عالم السلاح : استراتيجية (الردع النووي).. ظهورها وتطورها، وآفاقها المستقبلية


http://www.al-difaa.com/detail.asp?InNewsItemID=56616&InTemplateKey=print تاريخ: 01/08/2001

29- اسماعيل صبري مقلد: مرجع سبق ذكره ص252.

30- سياسة الإحتواء : policy of containtment

www.asmar 2.com/vb/show thread.php ?95224

31- اسماعيل صبري مقلد: مرجع سبق ذكره ص252.

32- محاضرات الدكتور جندلي عبد الناصر لجامعة الحاج لخضر- باتنة.

33- 30- سياسة الإحتواء : policy of containtment مرجع سابق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النظريات الإستراتيجية للصراع الدولي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موقف النظريات السياسية في العلاقات الدولية من التدخل الدولي الإنساني
» قلاع العولمة - عن صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والمقترضين
» الأبعاد الفكريّة والعلميّة – التقنيّة للصراع العربي –الصهيوني
» مفهوم الإستراتيجية
» الإستراتيجية كعلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** ماســـــتر (Master) ******* :: السنة الأولى ماستار ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1