ب ـ على الجانب العربي:تحدّثنا في بداية البحث عن توزّع المشاعر والرغبات والاتجاهات إزاء الخيار النووي بين الأكاديميين والكتّاب والصحفيين العرب، واستنتجنا أنَّ هذه الآراء والأطروحات على اختلافاتها كانت تدعو إلى الاستفادة القصوى من المنجزات الكبيرة للتطور العلمي ـ التكنولوجي المعاصر، وبناء قاعدة اقتصادية متطورة تحميها قوة ذاتية رادعة. وأنه للوصول إلى هذه الغاية، لابدّ من مراجعة شاملة وجديّة لإمكاناتنا وقدراتنا المبعثرة، والمفتقرة إلى التجميع والحشد العقلاني والتخطيط العلمي، والرؤية الاستراتيجية المستقبلية للبحث العلمي والتقانة المتقدمة، لمواجهة الاحتمالات القادمة، السلمية أو غير السلمية. وإن الاعتماد على الذات والقدرات العربية الفعلية القائمة والممكنة، والتي يجب أن تتكامل، هو خيارنا الاستراتيجي، الذي يجب أن يقوم على معرفة تامة ودقيقة لواقع قدراتنا الراهنة في ميدان البحث العلمي والتطوير والتقانة العالية.
وقد يكون من الصعب وغير المجدي المطالبة باستراتيجية عربية قومية في مجالات البحث العلمي والتطوير والتقانة في ظلّ التعثر الحالي في مسيرة العمل العربي المشترك، بل يمكن التأكيد أنّ مثل هذه الاستراتيجية شبه غائبة على الصعيد القطري أيضاً، وإن بدأت الدول العربية تولي اهتماماً لابأس به لهذه المسألة في العقد الأخير بصفة خاصّة. والحقيقة إنَّ عدداً لا يستهان به من الدول العربي لا يهتم بالتخطيط طويل المدى، وحتى إذا اهتمت بعض الدول وأصدرت خططاً طموحة، فإنها عادة لا تنفذ أو يخضع تطبيقها لأهواء السياسة وتقلّباتها(43).
وفي ما يتصل بالقدرة النووية هناك إشكالية تتعلّق بضعف الإمكانيات الاقتصادية. فالدخول في مشروع لإنتاج الكهرباء (من الطاقة النووية) أو لإنتاج أسلحة نووية يتطلب عدة مليارات من الدولارات، وهي تكلفة لا تعوض إلا بعد سنوات طويلة. إضافة إلى نقطة هامة جداُ تتمثّل في أن الاعتماد (في إقامة محطّة نوويّة) على الخبرات والمساعدات الأجنبية سيعرّض المشروع كلّه إلى مخاطر كثيرة، في طليعتها سحب الخبراء وإيقاف المساعدات وغير ذلك من مخاطر وضغوط.
ولعلّ حالة مصر ومشروعها الطموح الذي بدأ في أواخر الخمسينيات، تشكّل نموذجاً لما أشرنا إليه من مخاطر(44)، فقد حصلت مصر على مفاعل أبحاث صغير من الاتحاد السوفييتي عام 1961 طاقته 2 ميجاوات، أقيم في "أنشاص" بالقرب من القاهرة، والتحق بالعمل فيه عدد كبير من الباحثين المصريين الشباب الذين راكموا خبرات ممتازة، إلاّ أنّ الاتحاد السوفييتي حرم مصر من الوقود النووي المستخدم، والذي يمكن استعماله في إنتاج القنبلة النووية.
وطبقاً لاستنتاجات الأستاذ محمّد حسنين هيكل، فإنّه في أواخر سنة 1965 وأوائل سنة 1966 كانت المسافة بين المشروع النووي الإسرائيلي وبين المشروع النووي المصري ثمانية عشر شهراً (وفق تقديرات دولية وأميركية كما يؤكّد)(45).
وحاولت مصر في أواخر الستينيات الحصول على مفاعل أكبر من فرنسا أو ألمانيا، إلاّ أن محاولاتها هذه لم تنجح، وقدمت بالفعل "شركة وستنجهاوس" الأمريكية خطاب نوايا لمصر في هذا الاتجاه عام 1966 ثم توقف المشروع بسبب حرب 1967.
وفي السبعينيات، وتحديداً بعد حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 واستعادة العلاقات المصريّة الأمريكية، جرى الحديث عن مشروع طموح لتزويد مصر وإسرائيل بمفاعلات نووية، تستخدم في تحلية مياه البحر وإنتاج الكهرباء(46)، وصدر مرّة أخرى خطاب نوايا من شركة "وستنجهاوس"، لكنّ الولايات المتحدّة تراجعت في عام 1978 عن اتفاقية التعاون في هذا المجال "وفرضت شروطاً اعتبرتها مصر ماسّة بالسيادة.. ورفضتها.. ففشلت المحاولة الثانية"(47).
وعندما وقّعت مصر على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية عام 1981 أصبح الخيار النووي المصري محدّداً في أغراض الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وبالتالي اختفت القيود ـ الفنية أو المخاوف المباشرة من إنتاج مصر للأسلحة النووية، لكن ظهرت قيود اقتصادية، ولم تختف القيود السياسية. فقد ذكر الدكتور علي الصعيدي رئيس هيئة المحطات النووية المصرية أن "بنك التصدير والاستيراد" الأمريكي أوصى بعدم تمويل المحطة النووية المصرية،كما امتنع "صندوق النقد" و"البنك الدولي" عن مساندة المشروع، ثم جاءت حادثة "تشرنوبيل" والحملات الدعائية الغريبة لتخويف دول "العالم الثالث" ومن ثم لتجمّد المشروع المصري. (علماً أن المحطات النووية زادت في العالم 420 مفاعلاً بعد تشرنوبل).
وكان تقرير "لمجلس الشورى" صدر في يوليو (تموز) 1987 قد نفى أنّ الأوضاع الاقتصادية أو تكلفة المشروع هي سبب تعثّر المشروع المصري، وأشار إلى قوى خارجية محددة تمنع مصر من الوصول إلى التكنولوجيا النووية(48).
لكنّ رغم حالة التعثّر التي مرّ بها المشروع المصري، أو ما جرى للمفاعل النووي العراقي (تموز)، فإنّه بإمكان العرب التغلب على كل المعوقات، وامتلاك قدرات نووية إذا امتلكوا الإرادة السياسية، والرؤية الاستراتيجية الواضحة، والعمل الحقيقي للتعاون لتوفير التمويل اللازم وتبادل الخبرات المتوافرة. ودليلنا على ذلك إقامة جمهورية مصر العربية المفاعل النووي البحثي بالتعاون مع الأرجنتين في عام 1998 وقدراته 22 ميجاوات، والذي افتتحه الرئيس محمّد حسني مبارك، وبرفقته الرئيس الأرجنتيني كارلوس منعم في 4فبراير/ شباط 1998، بتكلفة مقدارها 38 مليون دولار، وبإدارة جيل جديد من الشباب الذين امتلكوا ناصية التكنولوجيا النووية الحديثة. وقد وصف السيّد الرئيس محمّد حسني مبارك، المشروع بأنه "يُعدّ مثلاً للتعاون البنّاء والمثمر بين دول الجنوب في مجال العلوم والتكنولوجيا"(49). ويقول الدكتور إبراهيم داخلي ـ رئيس قسم الفلزات بهيئة الطاقة الذرية ـ المشرف على المفاعل الجديد بأنه: "سيحقّق لنا تقدماً ملحوظاً، وسيكون له دور في تنمية القاعدة العلمية التي سيكون لها نصيب من المشاركة في الإنشاء. هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى فإنه سينتج النظائر المشّعة التي تستخدم في الطب والصناعة والزراعة والبحوث"(50).
وتجدر الإشارة إلى وجود مئات من العلماء والباحثين العرب المؤهلين للعمل في منشآت نووية، إضافة إلى العلماء والخبراء الذين كانوا يعملون في منشآت الاتحاد السوفييتي النووية ويبحثون عن فرص للعمل في أي بلد في العالم.
وفي حين يقدّر الدكتور هشام فؤاد عدد علماء الذّرة المصريين المتسربين إلى الخارج بالعشرات (والطريف أن منهم من يحضر إلى مصر في إطار تبادل الخبرات مع بعض الدول الغربية.. كالدكتور عبد الرحيم عثمان بكندا)، يؤكد الدكتور عزت عبد العزيز أنّ عددهم يصل إلى آلاف، أغلبهم في أمريكا.
وبالمقابل استقطبت إسرائيل أربعة آلاف عالم نووي من الاتحاد السوفييتي السابق، يعملون بإمكانات هائلة في "معهد وايزمان"، بتل أبيب، وفي غيره من المعاهد والمنشآت الإسرائيلية"(51).
ومن ناحية أخرى تُظهر الإحصاءات والمعلومات الخاصة في مجال البحث العلمي العربي (رغم قدمها النسبي وعدم دقتها في الغالب)، أن نتاج البحث العربي ازداد بانتظام خلال الفترة الممتدة من عام 1967 إلى 1995. وكان إجمالي الإنتاج العلمي قد بلغ حوالي ستة آلاف بحث في عام 1995 من مختلف أرجاء الوطن العربي من أكثر من 175 جامعة وأكثر من ألف مركز للبحث والتطوير(52).
وقد حصل خلال الفترة (1967-1995)، عدد من التغييرات المثيرة للاهتمام. فقد كان هناك توسّع سريع في عدد معاهد التعليم العالي، وهذا التوسّع رافقه في عدد قليل من البلدان توسّع في البحث العلمي والمنشورات العلمية؛ وفي عام 1967 كان نصيب مصر بسكّانها البالغين 25 بالمئة من سكان الوطن العربي، 63 بالمئة من الإنتاج، وبحلول 1995 انخفضت حصة مصر بانتظام إلى 32 بالمئة ولكنها لا زالت تنتج بحوثاً أكثر من نسبتها السكّانية في الوطن العربي(53).
يُعَدّ مؤشّر عدد العلماء والمهندسين المشتغلين في البحث والتطوير
(R and D ) لكل مليون نسمة من أهم المؤشرات المعتمدة من قبل منظمة "اليونسكو" في تقويم الواقع التكنولوجي. وتشير بيانات "اليونسكو" إلى أنّ هذا المؤشر قد ارتفع في الوطن العربي من 124 عالماً ومهندساً لكل مليون نسمة عام 1970، إلى 363 شخصاً عام 1990. ورغم هذا الارتفاع إلا أننا نجد أن هذا الرقم لا زال متخلّفاً مقارنة بالمناطق الدولية الأخرى، والتي بلغت عام 1990 ـ 3359 في أمريكا الشمالية، 2206 في أوروبا، و3600 في الدول المتقدمة(54).
أمّا بخصوص مساهمة الوطن العربي في إجمالي عدد العلماء والمهندسين المشتغلين في البحث والتطوير على الصعيد العالمي، فقد ارتفعت من 0,58 بالمئة عام 1970 إلى 1,47 بالمئة عام 1990. ولكن تبقى هذه النسبة منخفضة جداً مقارنة بمساهمة المناطق العالمية الأخرى. ويستنتج من تحليل عدد العاملين المشتغلين في البحوث العلمية والتطوير، بالنسبة لمؤشّر عدد الباحثين لكل مليون نسمة ـ تفاوت الأقطار العربية فيما بينها، حيث تراوح المعدل مابين "190" باحث لكل مليون في الكويت كحد أقصى، و"22" في اليمن. وعموماً فإن هذا المعدل مازال منخفضاً قياساً للأقطار المتقدمة، والذي بلغ فيها المعدل "3600" باحثاً لكل مليون نسمة.
وتحتل مصر المرتبة الأولى في أعداد حاملي شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه العاملين في مجال البحث والتطوير، حيث كان العدد نحو "27499"، ويأتي بعد ذلك العراق نحو "2011"، ثم السعودية "1878"، أما في قطر فقد بلغ "74" فرداً، ومن تحليل البيانات الخاصّة بمحاور الأبحاث يتضح أنّ الزراعة تستحوذ على حصة الأسد من الباحثين من حملة الشهادات العليا في الأقطار العربية، يليها في ذلك العلوم الهندسية والأساسية، ثم بعد ذلك العلوم الاجتماعية والإنسانية. أما بالنسبة للحقل الصناعي المهم في بناء القاعدة الإنتاجية، فلا يزال عدد الباحثين فيه قليلاً جدّاً.(55).
وفي ما يتصل بالإنفاق على البحوث العلمي والتطوير ورفع مستوى التكنولوجيا الموجودة، والذي يستخدم في قياس فاعلية عمليات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي لعملية التنمية، يتضح أنّ نسبة ما ينفق على البحث والتطوير قياساً إلى الناتج المحلّي الإجمالي، شهد ارتفاعاً في الأقطار العربية من 0,31 بالمئة عام 1970 إلى 0,67% بالمئة عام 1990. وعلى الرغم من هذا الارتفاع ماتزال هناك فجوة كبيرة بين الأقطار العربية والمجموعات الدولية في هذا المجال.
وتختلف الأقطار العربية فيما بينها من حيث حجم الإنفاق على البحث والتطوير. والملاحظ أنّ نسبة الإنفاق على البحث والتطوير بالنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي لم تتعد بالمئة في الأقطار العربية كافة لعام 1992. وهي نسبة تبدو ضئيلة عند مقارنتها بمثيلاتها في السويد وفرنسا حيث بلغت 2,9 بالمئة، و2,7 بالمئة على التوالي (63)، في حين كنّا قد لاحظنا في صفحات سابقة أنّ الإنفاق على البحث العلمي والتطوير في إسرائيل (ماعدا العسكري) حوالي 9,8 مليارات شيكل، أي مايوازي 2,6 في المئة من حجم إجمالي الناتج القومي.
ويبلغ حجم إنفاق إسرائيل على البحث العلمي بشكل عام مايزيد عن مليار شيكل. ووصلت نسبة الزيادة في الإنفاق في هذا المجال إلى حوالي 9 بالمئة في سنة 1999 بسبب تطور الإنتاج (67).
ويُعدّ القطاع الحكومي الممّول الرئيس لنظم البحث والتطوير في الدول العربية، حيث يبلغ حوالي 80 في المئة من مجموع التمويل المخصّص للبحوث والتطوير مقارنة بـ3 في المئة للقطاع الخاص و8 في المئة من مصادر مختلفة، وذلك على عكس الدول المتقدمة وإسرائيل، حيث تراوح حصة القطاع الخاص في تمويل البحث العلمي 70 بالمئة في اليابان و52 في المئة في إسرائيل والولايات المتحدة والدول الأخرى.
ومن جهة ثانية فلقد غلبت مهمات التدريس على حملة الشهادات العالية (ماجستير ودكتوراه) في الدول العربية، وانعكس المستوى المنخفض للدعم المالي للبحوث والتطوير في موازنات الجامعات العربية على إنتاج البحوث، التي لم تستنفد سوى 31 في المئة من مجموعة وقت عمل الباحثين كافة. علماً أن الجامعات تستخدم مايزيد عن 19 في المئة من مجموع الاختصاصيين وحملة الشهادات العليا في الدول العربية. يضاف إلى ذلك العلاقة الهزيلة أو المعدومة بين قطاع الصناعة وعالم الأعمال من جهة، ومؤسسات البحوث الجامعية وغير الجامعية من جهة أخرى. مع تركيز اهتمام الأساتذة على القيام بأبحاث بهدف الحصول على الترقيات الأكاديمية، التي لا علاقة لها بأسواق العمل58-.
والواقع أنّ البلدان العربية ـ بصورة عامة ـ تفتقر إلى سياسة علمّية وتكنولوجية محدّدة المعالم والأهداف والوسائل.. وليس لدينا مايسمّى بصناعة المعلومات، ولا توجد شبكات للمعلومات وأجهزة للتنسيق بين المؤسسات والمراكز البحثية، وليس هناك صناديق متخصّصة بتمويل الأبحاث والتطوير. إضافة إلى البيروقراطية والمشكلات الإدارية والتنظيمية، وإهمال التدريب المستمر سواء على الأجهزة الجديدة، أو لاستعادة المعلومات العلمية ورفع الكفاءة البحثية. ولاشكّ أنّ بلداناً عربية عديدة لديها كل الإمكانات البشرية والبنيوية والأكاديمية والعلمية للتقدم في هذا الميدان، شرط أن تمتلك الاستراتيجية الواضحة للبحث العلمي، وأن تخصّص نسبة معقولة من دخلها الوطني على الإنفاق في مجالات البحث والتطوير، وأن يكون الإنفاق موجهاً بشكل خاص على البحوث القابلة للتطبيق، وإيجاد آليات تنسيق وتعاون بين رجال المال والأعمال والقطاع الخاص من جهة، ومراكز البحث العلمي والتطوير من جهة أخرى(59).
أمّا بالنسبة إلى الإنتاجية العلمية في الوطن العربي، فالملاحظ هو حجم التفاوت في المساهمة من قطر إلى آخر. ومن المعايير الهامة التي تساعد على إعطاء صورة عن مدى تقدم أو تخلّف البحث العلمي، نشير إلى عدد البحوث وإنتاجية الباحث. علماً أنّ الإحصاءات المتاحة في هذا المجال مازالت قليلة، فقد أظهرت إحدى الدراسات أن ماينشر سنوياً من البحوث في الوطن العربي لا يتعدى "15" ألف بحثاً. ولما كان عدد أعضاء هيئة التدريس نحو "55" ألفاً، فإنّ معدّل الإنتاجية هو في حدود "0,3" وهو وضع يرثى له من حيث الإمكانات العلمية والتكنولوجية في مجال الإنتاجية العربية، إذ يبلغ "10 بالمئة من معدلات الإنتاجية في الدول المتقدمة"(60).
وقد أشار الباحث العربي المعروف أنطون زحلان(61)، إلى أنّ العلماء العرب أسهموا في الأقطار العربية بنحو ثمانية آلاف بحث علمي في عام 1996 للمجلات الدولية المحكمة. وهو رقم يزيد عمّا أنتج في البرازيل،ويبلغ "60" بالمئة مما أنتج في الصين، و"50" بالمئة مما أنتج في الهند، ويزيد بنسبة "30" بالمئة عمّا نشر في كوريا الجنوبية خلال العام نفسه. في حين كان إجمالي البحوث العلمية العربية في عام 1967 "465" بحثاً، أي أن زيادة حصلت قدرها تسعة عشر ضعفاً في عدد البحوث خلال الثلاثين سنة الماضية. أمّا في الكويت والسعودية ـ على سبيل المثال ـ فقد بلغت الزيادة حوالي مئتي ضعف، وإنّ معدّل البحوث المنتجة بالنسبة إلى الفرد الواحد في كلا القطرين يضاهي الآن هذا المعدّل في دول "النمور الآسيوية". كما أن أقطار مجلس التعاون الخليجي (التي يبلغ سكانها نحو 5 بالمئة من سكان الوطن العربي)، هي الآن في المقدمة في ميدان النشر في الوطن العربي، بل إنّ هذه الأقطار فاقت مصر في عام 1989 (والتي يبلغ سكانها 20 بالمئة من سكان الوطن العربي) وذلك للمرة الأولى. وإن إنتاج السعودية وحده ازداد من نحو "5" بالمئة من إنتاج مصر في عام 1975 إلى "70" بالمئة منه في عام 1995.
وعموماً يبلغ الإنتاج العلمي للوطن العربي الآن "72" بالمئة من إنتاج إسرائيل، وكان يبلغ "40" بالمئة منه في عام 1967. ومع أنَّ هذا يمثّل تحسّناً، إلا أنه جرى على مدى ثلاثين سنة تقريباً؛ ومثل هذا التقدّم العربي البطيء يشير إلى تعثّر واضح في هذا المجال حالياً، ورّبما كذلك بالنسبة إلى المستقبل.
وباستثناء بعض الزيادة في تنقل العلماء المصريين وعدد محدود من أساتذة الجامعات السورية في بلدان مجلس التعاون الخليجي، فإنه لا توجد درجة محسوسة من التعاون الحقيقي بين العلماء العرب، كما لا يوجد أي نقل جدّي للعلم والتقانة إلى الأقطار العربية أو فيما بينها.
والفارق الرئيس بين النشاط العلمي في الوطن العربي وفي أقطار متقدمة في "العالم الثالث" كالصين والهند وكوريا الجنوبية والبرازيل، يكمن في أنّ الأخيرة قد قامت بإنشاء منظومة قومية لنشر المعرفة في أرجاء القطر؛ ولم يتم بعد تطوير مثل هذه المنظومة في الوطن العربي. بمعنى آخر أنّ الأقطار العربية لم تنتفع بعد من قوى العلم والتقانة المتقدمة إلا على نطاق ضيّق، بالرغم من الموارد المتنوعة والكثيرة التي يمكن استثمارها في هذا المجال.
بل إنّ وجود اثنين وعشرين قطراً عربياً أصبح يعني أن هناك اثنين وعشرين حاجزاً أمام انتشار تقدم علمي تحقق في أحد هذه الأقطار إلى أقطار أخرى. والمشكلة حتى أكثر خطورة من ذلك، فغالباً ما لا يجد الباحث طرقاً مناسبة لنشر نتيجة ما توصل إليه حتى في قطره، أو القطر الذي أجرى فيه بحثه.
ليست هناك قاعدة بيانات عربية عن النشاط العلمي الجاري، وليست هناك قاعدة بيانات عن هذه المعاهد أو المراكز والهيئات التي تجري البحث والتطوير، وليست هناك وسائل مناسبة أو متوفرة بيسر لنشر النتائج التي يتوصل إليها العلماء أو نشر خبراتهم، وليس هناك وسائل مباشرة وفعّالة لنقل الخبرة إلى المؤسّسات الصناعية العربية، أو مكاتب الاستشارات، أو شركات المقاولات العربية(62).
وقد توقفنا في الفصل الثالث عند "هجرة الأدمغة العربية" وتأثيراتها الكبيرة على عملية التنمية العربية، ولاسيّما ما تسببه من خسائر مادّية وعلمية للأقطار العربية.
ونضيف هنا مثالاً واحداً وحسب على نوعية الكفاءات العربية المهاجرة إلى الغرب، فهناك حوالي عشرة آلاف مهاجر مصري يعملون في مواقع حسّاسة بالولايات المتحدة الأمريكية (63)، من بينهم ثلاثون عالم ذرّة يخدمون حالياً في مراكز الأبحاث النووية، ويشرف بعضهم على تصنيع وتقنية الأسلحة الأمريكية الموضوعة تحت الاختبار، مثل الطائرة"ستيلث 117" والمقاتلة "ب2" و "تي 22" كما يعمل 350 باحثاً مصرياً في الوكالة الأمريكية للفضاء (ناسا) بقيادة العالم الدكتور فاروق الباز، الذي يرأس حالياً "مركز الاستشعار عن بُعد" في "جامعة بوسطن". إضافة إلى حوالي ثلاثمائة آخرين، يعملون في المستشفيات والهيئات الفيدرالية، وأكثر من ألف متخصّص بشؤون الكومبيوتر والحاسبات الآلية، خاصة في ولاية "نيوجرسي" التي تضم جالية عربية كبيرة.
ويُشار هنا إلى مساهمة عدد من أساتذة الجامعات المصريين في تطوير العديد من الدراسات الفيزيائية والهندسيّة في الجامعات ومراكز الأبحاث الأمريكية، وخاصّة في جامعة كولومبيا في نيويورك وجامعتي بوسطن ونيوجرسي. وهنا أوجه أعظم التهاني للعالم المصري الكبير أحمد زويل، الذي منح جائزة نوبل للكيمياء في هذا العام 1999، وهو الذي يعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وفوزه بهذه الجائزة شرف لنا جميعاً.
وعموماً فإنّ خسارة القدرات البشريّة المتخصّصة، تفقد العرب للتكنولوجيا، وفوزه بهذه الجائزة شرف لنا جميعاً.
وعموماً فإنّ خسارة القدرات البشريّة المتخصّصة، تفقد العرب مورداً حيوياً وأساسياً في ميدان تكوين القاعدة العلمية للبحث والتكنولوجيا، وتبدّد الموارد المالية العربية الضخمة التي أنفقت في تعليم هذه المهارات البشريّة وتدريبها، والتي تحصل عليها البلدان الغربية بأدنى التكاليف. ففي وقت هاجر فيه أو أجبر على الهجرة، أو جرى "تطفيش" مئات ألف الكفاءات العربية إلى الولايات المتحدة وكندا وأوروبا الغربية، تدفع البلدان العربية أموالاً طائلة للخبرات الدولية. الأمر الذي يحمّل المشروعات الصناعية العربية تكاليف إضافيّة (للخدمات الاستشاريّة والعمولات والرشاوى والتلاعب بالأسعار)، بنسبة تتراوح بين 200-300 بالمئة مقارنة بالتكاليف الدوليّة، وأنّ قيمة الارتفاع في هذه التكاليف خلال خمس سنوات فقط (مابين 1975 و1980)، بلغت 25 مليار دولار، أي أكثر من إجمالي الإنفاق العربي في مجالات التعليم والبحوث والتقانة في المدّة من 1960 إلى 1984 (64).
ثالثاً:ما العمل من أجل تأسيس قاعدة عربيّة
للبحث العلمي والتكنولوجيا؟!1 ـ تنفيذ الاستراتيجية العربيّة الموحّدة في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا، ويمكن البدء بمشروعات بحثيّة مشتركة في تخصّصات وميادين، تهمّ الأطراف بصورة شبه عامّة وتحتاج إلى تضافر جهود العلماء والإمكانات الجماعية، مثل مشكلة الموارد المائية والتصحّر والأمراض البيئية.. الخ. فقد شدّدت "استراتيجيّة تطوير العلم والتقانة في الوطن العربي" المُقرّة في عام 1988 65-، على التعاون بين شبكات ومؤسسات البحث العربية، وضمّ هذه القدرات في هيئات بحثية مشتركة ذات اختصاصات متنوعة.وعلى سبيل المثال، فإنّ خمسين ألف عالم بحث وتطوير ينضوون تحت لواء منظومة علم وتقانة متطورة سينشرون سنوياً حوالي مائة ألف ورقة بدلاً من ستة آلاف ورقة التي سينشرونها في الوطن العربي. ومستوى الناتج القومي الإجمالي المرتبط باقتصاد يملك منظومة علم وتقانة وخمسين ألف عالم بحث تطوير سيكون على الأرجح أكبر بخمسة أضعاف إلى عشرة من معدل الخمسمائة مليار تقريباً الذي وصل إليه إنتاج البلدان العربية.
وإنّ مواجهة الأخطار والتحدّيات لن تكون مثمرة وجذرية إنْ بقيت على مستوى قطري منفرد. ونشير هنا إلى أن "السوق الشرق أوسطية" التي تروّج لها إسرائيل والدوائر القريبة منها، تعني التخطيط للهيمنة الاقتصادية والسياسية والثقافية والعلمية والتقنية الإسرائيلية على المنطقة العربية، بدءاً من ربط عدد من الدول العربية بجملة من الاتفاقيات والمشاريع المشتركة مع إسرائيل. وبذلك يتم تفتيت الكيان العربي إلى مناطق وجزر معزولة عن بعضها.
2 ـ زيادة حصة الإنفاق على البحث العلمي والتطوير في موازنات الأقطار العربية، بحيث ترتفع نسبتها إلى 2 بالمئة من الناتج القومي الإجمالي لكل قطر عربي، وعدم إخضاع البحث العلمي والتطوير للخطط التقشفية للأقطار العربية.
وليس من الحكمة والصواب أن تدخل البلدان العربية في منظمات واتفاقيات دولية، مثل "الجات" و"الشراكة الأوروبية ـ المتوسطية" وغيرها دون رفع مستوى المنظومات العربية القائمة حالياً في مجال العلم والتقانة، وهو أمر ستكون له عواقب وخيمة على الاقتصادات العربية الضعيفة والهشّة والتابعة أصلاً.
ومن المعروف اعتماد الغالبية العظمى للأقطار العربية على سياسات التواكل التقاني شبه الكلّي، فهي تستورد المعدّات وقطع الغيار (التي تتزايد مع مرور الزمن حتى تتجاوز بكثير ثمن المعدّات والمصنع كلّه). والخدمات الاستشارية وخدمات المقاولة.. الخ. والتأثير الاقتصادي لهذا الاعتماد شبه الكلّي يشكل كارثة حقيقية على الاقتصاديات العربية، في وقت تعصف البطالة بآلاف الكوادر البشرية العربية، أو وجود قدرات عربيّة في أقطار عديدة لحلّ أغلب المشكلات في هذا المنحى.
إنّ زيادة حصة الإنفاق على العلم والتقانة ليس أمراً مقصوداً بذاته، بل يجب أن تحصل وفق استراتيجية أو "سياسة علم"، تقوم على تحرير اقتصاداتنا من وضعها الراكد والتواكلي والمضطرب. فمستقبل الوطن العربي سيتقرر تبعاً لقدراته على الانتقال من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد ذي عناصر متكاملة، تدعمه سياسة واضحة ومؤثرة في مجال العلم وتكوين قاعدة عربية للبحث العلمي والتكنولوجيا المتقدمة. ويمكن للعرب الاستفادة من تجارب البلدان المصنعة في جنوب شرق آسيا، التي ركّزت على التوسع السريع في المشاريع المتوسطة والصغيرة في تطوير قاعدة جيدة للتكنولوجيا العصرية، وتشكيل قاعدة بشرية عالية الكفاءة بإمكانات وطنية، وبدعم من الحكومات عن طريق الإعفاءات من الفوائد وخفض الضرائب وغير ذلك من إجراءات.
3 ـ الاهتمام بالعلماء والباحثين في الجامعات ومراكز البحوث، وتقديم الحوافز الماديّة والمعنوية لهم، وعدم إخضاعهم (والمؤسّسات البحثية والعلمية)، للبيروقراطية، واللوائح التنظيمية ـ الإدارية المتخلفة. فلابدّ ـ إذا ما أردنا تسريع وتأثر البحث العلمي والتطوير التكنولوجي ـ من منح تسهيلات وامتيازات وحوافز تشجيعية للمرافق البحثية وللعاملين فيها، بغية دفع عجلة الإنتاج في هذا المجال، وإيقاف النزيف الخطير في "الأدمغة" والكفاءات العربية إلى الدول المتقدمة.
إنّ ذلك يعني ضرورة خلق بيئة ملائمة لربط العلم وأطره البشريّة المؤهّلة بسياسات تنموية شاملة، تقوم على الاستفادة القصوى من الطاقات والكفاءات العربية، ومنحها الفرصة الحقيقية للمشاركة في جهود التنمية كي لا تلحق بالكفاءات العربية التي هاجرت إلى البلدان المتقدمة.
وبرأينا فإنّ البُعد القومي للنهضة المجتمعيّة ـ الاقتصادية، والاستثمار العربي المشترك لمواردنا الهائلة (المشتَّتة)، يشكّلان الأرضية، التي تمهّد لإبداع عربي كبير في المجالات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية، وبذلك نواجه التحدّي العلمي ـ التكنولوجي كجزء من التحدّي الحضاري الشامل، وهو ما يستدعي ربط الجامعات والمراكز البحثية بالمؤسسات الإنتاجية، بحيث يكون لأبحاثها دور عملي ملموس وتطبيقي في المصانع والمزارع وفي الوحدات الإنتاجية، وفي معالجة أمراض البيئة المستوطنة، وإيقاف زحف الصحراء.. والأميّة وشحّ المياه.. الخ.
4 ـ فتح قنوات التفاعل والتنسيق وتبادل الخبرات بين مراكز البحوث العربية والمراكز المماثلة لها في الدول المتقدمة علمياً وتكنولوجياً، والتركيز على الاستفادة من خبرات المجتمعات النامية، التي قفزت إلى مصاف البلدان المُصنِّعة، واقتباس منها مايناسب بيئتنا الاجتماعية والاقتصادية والعلميّة.
ونشير هنا إلى ضرورة الاستفادة من الكفاءات والأُطر البشريّة العلمية العربية المهاجرة، من خلال تنظيم مؤتمرات للعلماء والخبراء والباحثين العرب المغتربين في الأقطار العربية، وطلب مساعدتهم وخبراتهم، وتبادل المشورة الدائمة معهم للإطلاع على أحدث الابتكارات والاختراعات والتطبيقات الحديثة في مجالات البحث والتطوير. ونقترح إقامة مشاريع مشتركة مع رجال الأعمال من أصل عربي، وإعادة ربطهم بوطنهم وقضايا أمتهم. فالعرب ـ مجتمعين ـ يملكون طاقات بشرية ومادّية وإبداعية هائلة، ينقصها التنسيق والعقلانية والتخطيط والحشد والتوجيه الصحيح، والإرادة الجماعية الصادقة والحرة. فليس من المعقول أن يستثمر العرب خارج الوطن العربي "65" دولاراً مقابل دولار واحد داخل الوطن العربي. وعندما نقول إنّ إمكاناتنا هائلة، فإنّ الواقع يؤكّد هذه الحقيقة. فكليّة الهندسة في جامعة القاهرة وحدها يعمل فيها سبعمائة أستاذ من حملة الدكتوراه ومن ذوي الخبرات العالية. ومع ذلك فإنّ أقطار عربيّة تستقدم أعداداً كبيرة ممّن يُطلق عليهم لقب "الخبراء" من الدول الأجنبية (وقد يكونون من آسيا وغيرها)، حيث يتقاضون بساعات أكثر ممّا يُدفع لأمثالهم من العرب لأشهر؟!1 (فالمثل يقول "زامر الحيّ لا يُطرب!!). والأمر نفسه ينطبق على أوضاع وحالات "عجائبية" عربية لا حصر لها.
فالمشكلة الحقيقية ليست مشكلة علم وتكنولوجيا، بل هي مشكلة عقلية تحكمها مفاهيم القبلية والريعية، والخوف من القريب.. والشكّ بكلّ مايمتّ إلى العرب بصلة. يقابل ذلك ـ في الوقت نفسه ـ الاستسلام التام للغريب، والثقة المطلقة بنواياه ومخططاته، وتسليمه مقاديرنا الاستراتيجية والاقتصاديّة والمالية والمستقبلية.
فلابدّ من تغيير لهذه العقلية المتخلّفة ومفرزاتها، في إطار تغيير مجتمعي بنيوي قائم على دراسات تنبؤيّة ذات طبيعة مستقبلية استراتيجية شاملة، تأخذ بحسبانها التكامل العربي، والاستغلال العقلاني الأمثل لمواردنا العلمية والمالية والطبيعية، والبشرية بوجه خاص.
x
n الهوامش:1 ـ انظر في هذا المجال: جريدة "البيان"، الصادرة في "أبو ظبي"، العدد رقم "6570"، 19 صفر 1419 هـ/ 14 حزيران (يونيو) 1998، ص 21.
2 ـ زكريا نيل، "العرب… في مفترق طرق.. فإلى أين؟؟".. في "الأهرام"، 13 يونية (حزيران)، 1998، ص 11.
3 ـ المصدر نفسه.
4 ـ انظر: د.عبد المنعم سعيد، "مصر والسلاح النووي" ـ في "الأهرام" 8 يونيو (حزيران) 1998، ص 27.
5 ـ نوقشت هذه المسألة الإشكالية بصورة دقيقة وتوثيقية مفصّلة في ملف خاص نشرته مجلّة "السياسة الدوليّة"ن الصادرة عن مؤسسة الأهرام، السنة الواحدة والثلاثون، العدد "120" أبريل (نيسان) 1995، القسم الخاص بمناسبة مؤتمر التمديد والمراجعة لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية (NPT) ص 47-106. كما أنّ هذا المؤتمر سيناقش في محاوره العديدة جملة من القضايا المتصلة بالمبادرة المصرية بإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، حول عدم انتشار الأسلحة النووية.. واحتمالات ومحاذير استخدام السلاح النووي في الشرق الأوسط، ومستقبلاً لخيار النووي في المنطقة…الخ.
6 ـ انظر: أمين هويدي "نزع السلاح النووي والأمن القومي العربي"، ـ في جريدة "الحياة"، 3 كانون الأول/ ديسمبر 1996، الموافق 22رجب 1417هـ/ العدد "12335"
ص 17.
7 ـ انظر: أمين هويدي "نزع السلاح النووي والأمن القومي العربي"، ـ في جريدة "الحياة"، 3 كانون الأول/ ديسمبر 1996، الموافق 22رجب 1417هـ/ العدد "12335"
ص 17.
8 ـ انظر: الدكتور أمين إسبر، السلام والتسلّح النووي (دمشق:منشورات اتّحاد الكتّاب العرب، 1995)، ص 120 ـ 124.
9 ـ لمزيد من المعلومات عن التجربة الإسرائيلية على الصاروخ (آرو ـ 2)، انظر: اللواء أركان حرب متقاعد حسام سويلم، "تصاعد التجربة الصاروخيّة من حولنا"، ـ في صحيفة "الأهرام"، 16 أكتوبر/ تشرين الأول 1998، ص 10.
10 ـ انظر له أيضاً: "الصاروخ الإسرائيلي يدخل الخدمة"، ـ في صحيفة "الحياة"، 27 تموز "يوليو"، 1998، الموافق 3 ربيع ثاني 1419هـ/العدد"12928"، ص 8.
11 ـ كاظم نوري، "إسرائيل تتربّع على بحيرة من الأسلحة الجرثومية والكيماوية"، ـ في صحيفة "الشرق الأوسط"، 16/10/1998، العدد "7262"، ص 10.
12 ـ انظر: جيفري أرونسون، "تعهّد أمريكي بضمان التفوّق العسكري الإسرائيلي"، ـ في مجلّة "الوسط" الأسبوعية، الصادرة في "لندن" العدد "400" 27/9/1999، ص 22-23.
13 ـ المصدر نفسه.
14 ـ ألوف بن، "لا ولن تدخلوا المخزن"، ـ في صحيفة "هآرتس"، عدد 14/9/1999.
15 ـ حول هذه المسألة، انظر:اللواء عبد المنعم كاطو: "نفقات الدفاع في منطقة الشرق الأوسط"، ضمن "سلسلة دراسات شهرية"، التي يصدرها "المركز العربي للدراسات الاستراتيجية"، (المقرُّ الرئيس بدمشق)، السنة الرابعة، العدد "19" لعام 1999.
16 ـ صلاح الدين حافظ، "وكيف نمنع نشوب حروب جديدة؟!"، في صحيفة "الأهرام" 14/ أكتوبر/ تشرين الأول / 1998، ص 11.
17 ـ للاطلاع على مزيد من المعلومات التفصيلية حول هذه المسألة، انظر: د.سلمان رشيد سلمان، الاستراتيجية النووية الإسرائيلية (بيروت: دار الطليعة، 1988)، الذي استقينا منه معظم معلوماتنا في هذا المجال.
18 ـ د.سلمان رشيد سلمان، السلاح النووي والصراع العربي الإسرائيلي (بيروت: دار ابن خلدون، 1978)، ص 42.
19 ـ نقلاً عن د.سلمان رشيد سلمان؛ الاستراتيجية النووية الإسرائيلية، مصدر سابق،
ص 38.
20 ـ عن المصدر السابق، ص 39.
21 ـ د.أنطوان زحلان، العلم والتعليم العالي في إسرائيل (بيروت: مؤسّسة الدراسات الفلسطينية، 1970)، ص 41.
22 ـ المصدر نفسه.
23 ـ د.سلمان رشيد سلمان، الاستراتيجية النووية الإسرائيلية، ص 40.
24 ـ نقلاً عن المصدر السابق، ص 41؛ وكذلك "شؤون فلسطينية"، العدد "43" آذار 1975.
25 ـ د.سلمان رشيد سلمان، الاستراتيجية النووية الإسرائيلية، ص 42-53.
26 ـ صحيفة "هآرتس"، 19/7/1980.
27 ـ نقلاً عن صحيفة "التايمز" اللندنية، 3/12/1974.
28 ـ نقلاً عن صحيفة "التايمز" اللندنية، 3/12/1974.
29 ـ انظر: اللواء الدكتور ممدوح حامد عطية (مدير الحرب الكيماوية الأسبق بجمهورية مصر العربية)، "القدرة النووية الإسرائيلية وتأثيرها على الأمن القومي العربي" ـ، ضمن كتاب "تحديات العالم العربي في ظل النظام العالمي الجديد"، أعمال المؤتمر الدولي الأول الذي نظمه مركز الدراسات العربي ـ الأوروبي في 25/1/1993، في باريس (بيروت، ط2، 1997)، ص 502.
30 ـ مجلّة "نيويورك تايمز"، 12/4/1976.
31 ـ ل.د. ممدوح حامد عطيّة، "القدرة النووية الإسرائيلية وتأثيرها على الأمن القومي العربي"، في مصدر سابق، ص 503.
32 ـ نقلاً عن حامي شيلوه في صحيفة "معاريف"، 5/6/1998؛ وكذلك مقالة شمعون بيريس، "بين الهند وباكستان"، في صحيفة "يديعون أحرونوت"، 7/6/1998.
33 ـ نقلاً عن ل.د.ممدوح حامد عطية، "القدرة النووية الإسرائيلية وتأثيرها على الأمن القومي"، في مصدر سابق، ص 503 ـ 511.
34 ـ انظر: نص "التقرير السنوي لوزارة العلوم الإسرائيلية"، في صحيفة "النهار" أعداد 7 و8و9/أيلول/ سبتمبر 1999، ص 12.
35 ـ لمزيد من المعلومات التفصيلية حول هذه الاتفاقات والدول المعنية بالتعاون العلمي مع إسرائيل، انظر صحيفة "النهار"/سبتمبر 1999، ص 12.
36 ـ المصدر نفسه.
37 ـ المصدر نفسه.
38 ـ انظر: رندة حيدر، "المواجهة العلمية أقسى من المواجهة العسكرية"، في صحيفة "النهار"، 7 أيلول/سبتمبر/ 1999، ص 12.
39 ـ انظر: عبد الحسن الحسيني، "الأبحاث في القطاعات المدنيّة الإسرائيلية والعربية"، ـ في صحيفة "النهار"، 23 أيلول/ سبتمبر/ 1999، ص 12.
40 ـ انظر بهذا الشأن الجداول: 2 و 3و 4 الملحقة بالمصدر السابق (مقال عبد الحسن الحسيني).
41 ـ انظر: نص المقال المترجم عن الألمانية من قبل الدكتور عصام الجوهري تحت عنوان: "تحقيق.. عن التكنولوجيا المتقدمة في إسرائيل" ـ في صحيفة "النهار"، 15 أيلول/ سبتمبر 1999، ص 12.
42 ـ انظر: نيسو كوهين، "صناعة التكنولوجيا المتقدّمة في إسرائيل"، ـ في "النهار"، 16 أيلول/ سبتمبر 1999،/ ص 12.
43 ـ انظر: الدكتور محمد شومان، "لماذا تأخّر العرب عن العصر النووي؟"، ـ في "الملف السياسي" الأسبوعي، الصادر عن صحيفة "البيان"، (الإماراتية)، العدد "204"، 144 أبريل/ نيسان 1995 ـ 15 ذو القعدة 1418 هـ / ص 4.
44 ـ المصدر نفسه.
45 ـ انظر: نصّ المحاضرة، التي ألقاها الكاتب الصحافي الأستاذ محمّد حسنين هيكل في نقابة المحامين في بيروت ونشرت في مجلّة "الشراع"، الأسبوعيّة، السنة السابعة عشرة، العدد "839" 6 تموز/ يوليو 1998، ص 24-33.
46 ـ الدكتور محمد شومان، "لماذا تأخّر العرب عن العصر النووي؟". مصدر سابق.
47 ـ انظر: عبد الله كمال وفاطمة سيّد أحمد، "القنبلة العربية.. متى؟"، ـ في مجلّة "روز اليوسف"، العدد "3652"، 8/6/1998، ص 10.
48 ـ الدكتور محمد شومان، "لماذا تأخّر العرب عن العصر النووي؟"، مصدر سابق.
49 ـ انظر: الدكتور فوزي حماد، "أنشاص.. ونقلة تكنولوجية جديدة نحو العصر النووي"، ـ في صحيفة "الأهرام"، 29/يونيو/ حزيران 1998، ص 10.
50 ـ انظر: مجدي دربالة، "هروب علماء الذرّة من مصر"، ـ في مجلة "روز اليوسف"، العدد "3389"، 24/5/1993، ص 25-26.
51 ـ المصدر نفسه، ص 26.
52 ـ الدكتور أنطوان زحلان، العرب وتحديات العلم والتقانة: تقدم من دون تغيير (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، ط1، 1999)، ص 62.
53 ـ المصدر نفسه، ص 68.
54 ـ طه النعيمي، "البحث العلمي والتنمية المستدامة في الوطن العربي"، ـ في "مجلّة أبحاث البيئة والتنمية المستدامة"، المجلد الأول، العدد صفر، 1997، ص 12.
55 ـ الدكتور نوزاد الهيتي، "دور مركز البحوث في التنمية في الوطن العربي"، ـ في مجلّة "شؤون عربيّة"، العدد "99" سبتمبر/ أيلول 1999، جمادى الأولى 1420 هـ/ص 140 ـ 142.
56 ـ المصدر نفسه، ص 142.
57 ـ انظر: عبد الحسن الحسيني، "الأبحاث في القطاعات المدنيّة الإسرائيلية والعربية"، مصدر سابق.
58 ـ المصدر نفسه.
59 ـ لمزيد من الاطلاع على آراء عدد من الباحثين والمختصين في هذا المجال، انظر: تحقيق وجيه الصقار، "أبحاث لا تقبل التطبيق"، ـ في "الأهرام"، 4 أغسطس/آب1998، ص 3.
60 ـ مكتب التربية لدول الخليج العربي: "واقع البحث العلمي في الوطن العربي"، وقائع ندوة: "تطبيق نتائج البحوث لتنمية المجتمع العربي"، مكتب التربية العربي، الرياض، 1990، ص 88.
61 ـ انظر: أنطوان زحلان، "حال العلم والتقانة في الأمة العربية"، ـ في حال الأمة العربية ـ المؤتمر القومي العربي السابع"، (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، ط1، 1997)، ص 365 ـ 383.
62 ـ انظر: الدكتور معين القدومي، "الأدمغة العربية بين الهجرة والتهجير"، ـ في صحيفة "البيان"، الصادرة في "أبوظبي"، 8 ذو الحجّة 1419هـ/25 مارس (آذار) 1999، العدد "6854" ص 10.
63 ـ نقلاً عن صحيفة "المجد" الأردنية، العدد "150" 17 شوّال 1417هـ/ 24 شباط/ فبراير 1997، ص 1.
64 ـ "الدكتور محمد رضا محرّم، "تعريب التكنولوجيا"، ـ في مجلّة "المستقبل العربي"، السنة 6، العدد "61" (آذار/ مارس 1984)، ص 77.
65 ـ انظر:لجنة استراتيجية تطوير العلوم والتقانة في الوطن العربي، استراتيجية تطوير العلوم والتقانة في الوطن العربي: التقرير العام والاستراتيجيات الفرعية، سلسلة وثائق استراتيجية تطوير العلوم والتقانة في الوطن العربي (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1989).
***