منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
المحاضرة الخامسة عشرة في مادة تاريخ العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
المحاضرة الخامسة عشرة في مادة تاريخ العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
المحاضرة الخامسة عشرة في مادة تاريخ العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
المحاضرة الخامسة عشرة في مادة تاريخ العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
المحاضرة الخامسة عشرة في مادة تاريخ العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
المحاضرة الخامسة عشرة في مادة تاريخ العلاقات الدولية Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
المحاضرة الخامسة عشرة في مادة تاريخ العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
المحاضرة الخامسة عشرة في مادة تاريخ العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
المحاضرة الخامسة عشرة في مادة تاريخ العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
المحاضرة الخامسة عشرة في مادة تاريخ العلاقات الدولية Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 المحاضرة الخامسة عشرة في مادة تاريخ العلاقات الدولية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

المحاضرة الخامسة عشرة في مادة تاريخ العلاقات الدولية Empty
مُساهمةموضوع: المحاضرة الخامسة عشرة في مادة تاريخ العلاقات الدولية   المحاضرة الخامسة عشرة في مادة تاريخ العلاقات الدولية Emptyالسبت ديسمبر 15, 2012 9:30 pm

المحور الرابع: العلاقات الدولية من الحرب الباردة إلى هيمنة القطب الواحد1945-1991م
المحاضرة الخامسة عشر
الأمم المتحدة وتطلعات الأمن الجماعي في العلاقات الدولية
يعد مفهوم الأمن الجماعي Collective security ، شأنه في ذلك شأن عصبة الأمم التي يقترن بها اقتراناً وثيقاً، ابتكاراً هاماً في علاقات القرن العشرين الدولية، يؤكد أن أفضل وسيلة للتغلب على معضلة الأمن ليست من خلال المساعدة الوطنية الذاتية وميزان القوى، بل من خلال إرساء قواعد التزامات جماعية تتعهد بموجبها كل دولة بالانضمام إلى الجهود المشتركة ضد أولئك الذين يهددون سلامة أراضي الدول الأخرى أو استقلالها السياسي، ومنطلقه الأساسي هو شعار الفرسان "الجميع للفرد والفرد للجميع". وليست فكرة الدفاع المشترك بالجديدة. فهي معروفة في التاريخ الدولي على الأقل منذ اليونان القدماء فصاعداً، وتتجلى عناصر منها في كتابات المصلحين والراديكاليين مثل بيير دوبوا (Pierre Dubois) (1306)، ودوق سولي (duc de Sully) (1638)، وكانط (Kant) (1795) وبنثام (Bentham) (1789). غير أن المثل الأعلى للأمن الجماعي لم يكتسب قوة الزخم حتى الحرب العالمية الأولى.
لذا فقد تكرست فكرة الالتزام العالمي والدائم والجماعي بمقاومة العدوان وضمان الأمن في ميثاق عصبة الأمم (المادة 10) وعاد إلى الظهور بشكل معدل في ميثاق الأمم المتحدة (الفصل السابع). وتعتمد فعاليته على كون كل دولة مستعدة، بصرف النظر عن مصالحها الخاصة أو المباشرة، لكي تتعهد بالأخذ على أيدي المعتدين، حيث يفترض أنه من الممكن بهذه الطريقة تنظيم تحالف غالب من الدول المتوافقة في الرأي ضد أي معتد بصرف النظر عن هويته. فكان الردع والعقاب وإعادة النظام جزءاً من أسبابه المنطقية. ويذكر الفشل المعيب للعصبة في توفير الأمن الجماعي (منشوريا 1931، اثيوبيا 1935، راينلاند 1936، النمسا 1938، تشيكوسلوفاكيا 1939، وفنلندا 1940) بالاستمرار الشاذ للمنظور الفردي بدلاً من الجماعي في صياغة إدارة السياسة الخارجية.
1- الخلفية التاريخية لنشأة الأمم المتحدة

في بداية الحرب العالمية الثانية هرب ممثلو تسع دول أوروبية إلى لندن، بعد أن طردوا من بلادهم، نتيجة لسقوط أجزاء كبيرة من أوروبا، واستيلاء ألمانيا النازية عليها. واجتمع ممثلو بريطانيا ودول الكومنولث مع رؤساء بلجيكا وتشيكوسلوفاكيا السابقة وفرنسا واليونان ولوكسمبرغ وهولندا والنرويج وبولندا ويوغوسلافيا سابقًا، وفي 12 جوان 1941م قامت جميع تلك الدول بتوقيع إعلان تعاهدت فيه على العمل من أجل عالم حر يعيش فيه الناس في أمن وسلام. ويعرف هذا التعهد عادة باسم إعلان الحلفاء وكان هذا الإعلان هو الخطوة الأولى نحو إنشاء الأمم المتحدة.
صدر ميثاق الأطلسي بعد شهرين من إعلان الحلفاء، وقام بتوقيعه فرانكلين روزفلت رئيس الولايات المتحدة وونستون تشرتشل رئيس وزراء بريطانيا، وعبر الميثاق عن أملهما في عالم يتحرر فيه البشر من الخوف والحاجة.كما عبر عن رغبتهما في العمل على نزع السلاح والتعاون الاقتصادي.
وفي أول جانفي 1942م، قام ممثلو 26 دولة بتوقيع إعلان الأمم المتحدة وكان هذا أول استعمال رسمي لتعبير الأمم المتحدة، ودعم هذا الإعلان من أهداف ميثاق الأطلسي وقامت 21 دولة أخرى بتوقيعه لاحقًا،وفي 30 أكتوبر 1943م قام ممثلو الصين وبريطانيا والاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة الأمريكية بتوقيع إعلان موسكو للأمن العام. ووافق هذا الإعلان على فكرة إنشاء هيئة عالمية للمحافظة على السلم العالمي. وبعد شهر من ذلك اجتمع روزفلت وتشرتشل وجوزيف ستالين، رئيس الاتحاد السوفييتي السابق، في طهران ـ بإيران. وأعلن ثلاثتهم عن اعترافهم بمسؤولية جميع الأمم المتحدة عن تحقيق السلام الدائم.
في الفترة بين أوت وأكتوبر 1944م عقد ممثلو الصين وبريطانيا والاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة عدة اجتماعات في دمبارتون أوكس ـ بواشنطن ـ بالولايات المتحدة. وكان هدف تلك الاجتماعات وضع خطة لتشكيل منظمة لحفظ السلام. وقد نجحت الدول الأربع في وضع خطة أساسية رغم اختلافها في بعض المسائل المهمة. ومن السمات الرئيسية لتلك الخطة وضعها لمجلس أمن تُمثل فيه بصفة دائمة كلٌ من الصين وفرنسا وبريطانيا والاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة. ولكن لم تحسم مسألة حقوق التصويت وإجراءات المجلس.
في فيفري 1945م اجتمع روزفلت وتشرتشل وستالين في يالطا في القَرْم. وفي هذا الاجتماع تم الاتفاق بينهم على بعض الإجراءات ذات الأهمية الضئيلة التي لا يجوز للأعضاء الدائمين استعمال حق الاعتراض الفيتو بشأنها،وأعلن الرؤساء الثلاثة عن افتتاح مؤتمر للأمم المتحدة في سان فرانسيسكو في 25 أفريل 1945م. وقد استفاد هذا المؤتمر من الخطة التي وضعت في مؤتمر دمبارتون أوكس لإعداد ميثاق للأمم المتحدة.
2- نشأة الأمم المتحدة
أُنشئت هيئة الأمم المتحدة في 24 أكتوبر 1945م- وهو التاريخ الذي يتم الاحتفال به سنويًا بصفته يوم الأمم المتحدة- بعد الحرب العالمية الثانية بفترة وجيزة،فبينما كانت الحرب تقترب من نهايتها، قررت الدول التي وقفت ضد ألمانيا، وإيطاليا، واليابان ألاّ يتكررَ حدوث مثل تلك الحرب مرة أخرى.. فاجتمع ممثلو تلك الدول في سان فرانسيسكو ـ كاليفورنيا ـ الولايات المتحدة في أفريل 1945م، وتوصلوا إلى خطّة لإنشاء منظمة تساعد على حفظ السلام في العالم. ثم أُدرِجت تلك الخُطّة في وثيقة سُمِّيت ميثاق الأمم المتحدة قامت بالتوقيع عليه 50 دولة في جوان 1945م، فصارت من أوائل الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة. ومنذ ذلك التاريخ انضمت أكثر من 100 دولة أخرى كان معظمها لا يزال مستعمرًا عند إنشاء هيئة الأمم المتحدة. وباستثناء دول صغيرة جدًا فإن الدولة المستقلة الوحيدة التي لم تنضمَّ للأمم المتحدة هي سويسرا.
وهناك تشابه، في بعض السِّمات، بين الأمم المتحدة وعصبة الأمم التي أُنشِئت بعد الحرب العالمية الأولى، فقد شاركت كثير من الدول التي أسست هيئة الأمم المتحدة في تأسيس عصبة الأمم المتحدة أيضًا. كما أن منظمة الأمم المتحدة قد أنشئت مثل عصبة الأمم بهدف المحافظة على السلام بين الدول.
وتتشابه الهيئات الرئيسية التي تَتَكوّن منها الأمم المتحدة مع تلك التي كوَّنت عصبة الأمم، إلاّ أن هناك اختلافين أساسيين بين الأمم المتحدة والعصبة. أولاً، جميع الدول العظمى باستثناء الصين الشيوعية كانت أعضاء في الأمم المتحدة منذ البداية، ونالت الصين الشيوعية عُضويتها عام 1971م. وبالمقابل فإنَّ كثيرًا من الدول العظمى بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية لم تشارك في العصبة أو انسحبت منها. ثانيًا، تضطلع الأمم المتحدة بمسؤوليات أوسع من مسؤوليات العصبة وذلك لانشغالها بمشاكل اقتصادية واجتماعية.
وتضطلع فروع الأمم المتحدة الرئيسية الستة بأعباء المنظمة وهذه الفروع هي: 1- الجمعية العامة. 2- مجلس الأمن. 3- الأمانة العامة. 4- المجلس الاقتصادي والاجتماعي. 5- محكمة العدل الدولية 6- مجلس الوصاية. وهناك عدة وكالات مختلفة مُتخصصة تابعة للأمم المتحدة، تتولى مسائل مُعَينة، كالمواصلات والتربية، والأغذية والزراعة والصحة، والعمل.
يتكوَّن المركز الرئيسي للأمم المتحدة من عدة مبانٍ تقع محاذية لإيست ريفر، في مدينة نيويورك. والمباني الرئيسية الثلاثة هي مبنى الجمعية العامة، مبنى الأمانة العامة، مبنى المؤتمرات. وفي مبنى أصغر، بجوار مبنى الأمانة العامة توجد المكتبة، وقد تبرعت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالعديد من التجهيزات والأعمال الفنية لمباني الأمم المتحدة، وترفرف أعلام جميع الدول الأعضاء أمام المركز الرئيسي.
افتُتحت الدورة الأولى للجمعية العامة في لندن ـ في بداية عام 1946م حيث تناول الأعضاء مسألة مقر المركز الرئيسي. وبعد أخذ الدعوات المقدمة من مختلف الدول في الاعتبار، استقر الرأي على أن يكون مقر المركز الرئيسي في الولايات المتحدة. وفي 14 ديسمبر 1946م قبلت الجمعية العامة مبلغ 5,8 مليون دولار أمريكي هديةً من الأمريكي جون روكفلر، لشراء 7 هكتارات من الأرض على شاطئ إيست ريفر في مدينة نيويورك التي تبرعت هي أيضًا بقطعة أرض إضافية في تلك المنطقة. وفي عام 1947م وافقت الجمعية العامة على تصميم بناء المقر الرئيسي. وفي العام الذي تلاه وافق الكونجرس الأمريكي على منح 65 مليون دولار أمريكي كقرض بدون فوائد لإنشائها. وتم إنجاز المباني في خريف 1952م.
الميثاق هو دستور الأمم المتحدة، ويشتمل على الخُطة التي تُنظمها، والقواعد التي تحكمها. ويوافق جميع الأعضاء على تنفيذ متطلبات الميثاق الذي يحتوي على 19 فصلاً مُقسمة على 111 مادة تُوضِّح الغايات والمبادئ والمعتقدات الأساسية والطرق التي تعمل الأمم المتحدة بموجبها.
تسبق فصول الميثاق ديباجة كلمة تُّعَبِّرُ عن الروح التي توجّهُ الهيئة. وكان لجان كريستيان سمطس (1870-1950)، وهو من جنوب إفريقيا، شرف صياغة الديباجة. وتنص الديباجة الكاملة على ما يلي:
نحن شعوب الأمم المتحدة، قد آلينا على أنفسنا
أن نُنقذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب التي جلبت على الإنسانية مرتين، في خلال جيل واحد، أحزانًا يعجز عنها الوصف. وأن نُؤكد من جديد إيماننا بحقوق الإنسان الأساسية، وبكرامة الفرد وقيمته، وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية. وأن نُوفر المناخ الملائم الذي يمكن في ظله تحقيق العدالة والاحترام للالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي. وأن ندفع بالرُّقي الاجتماعي قدمًا ونرفع مستوى المعيشة تحت ظل حرية أرحب.
وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا
أن نأخذ بالتسامح ونعيش معًا في سلام وحسن جوار. وأن نوحِّد قوتنا للمحافظة على السلام والأمن الدوليين. وأن نضمن، بقبولنا لمبادئ ووضعِنا لوسائل، عدم استعمال القوة المسلحة إلا في سبيل المصلحة المشتركة. وأن نُوظف طرقًا دولية لدفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي لجميع الشعوب.
قد قررنا توحيد جهودنا لتحقيق هذه الأهداف
ولهذا فقد ارتضت مختلف حكوماتنا، عبر مندوبين اجتمعوا في سان فرانسيسكو، وأبرزوا وثائق تفويض كامل مستوفية للشروط، ميثاق الأمم المتحدة هذا، وأنشأت بموجبه هيئة دولية تسمى الأمم المتحدة.

3- أهداف ومبادئ الأمم المتحدة
حدَّد الميثاق أربعة أهداف وسبعة مبادئ للأمم المتحدة، الهدف الأول هو حفظ السلم والأمن الدوليين، والثاني هو تشجيع الدول على توخي العدالة في تصرفاتها تجاه بعضها بعضًا. والثالث مساعدة الدول على التعاون في محاولة حلِّ المشكلات الدولية. والهدف الرابع أن تكون مرجعًا لتنسيق أعمال الأمم وتوجيهها نحو إدراك هذه الغايات.
وأول مبادئ الأمم المتحدة هو المساواة في الحقوق بين جميع أعضائها. ثانيًا، قيام جميع الأعضاء بواجباتهم وفقًا للميثاق. ثالثًا، يوافق جميع الأعضاء على مبدأ فضِّ منازعاتهم بالوسائل السلمية. رابعًا، يوافق جميع الأعضاء على عدم استعمال القوة ضد الدول الأخرى إلا دفاعًا عن النفس. خامسًا، يوافق جميع الأعضاء على تقديم العون إلى الأمم المتحدة، في كل عمل تتخذه تنفيذًا لأهداف الميثاق. سادسًا، توافق الأمم المتحدة على العمل وفقًا لمبدأ تحمل الدول غير الأعضاء نفس واجبات الدول الأعضاء في المحافظة على السلم والأمن الدوليين. سابعًا، تقبل الأمم المتحدة بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عضو على ألا يضرَّ ذلك بالدول الأخرى.
متطلبات العضوية: أول أعضاء الأمم المتحدة هي تلك الأمم التي قامت بالتوقيع على الميثاق عام 1945م. ومنذ ذلك التاريخ طلبت كثير من الأمم الانضمام إلى المنظمة.
وينص الميثاق على أن العضوية مُتاحةٌ لجميع الدول المحبة للسلام التي تكون قادرة وراغبة في تنفيذ الالتزامات الواردة في الميثاق. ويجب أن يُوافِق على طلب العضوية كلٌّ من مجلس الأمن والجمعية العامة. وأي عضو ينتهك الميثاق يجوز أن تُعَلق عُضويته أو يُفصل من الهيئة.
فروع الأمم المتحدة الرئيسية الستة. تقرر في الميثاق إنشاء ستة فروع رئيسية لهيئة الأمم المتحدة، وتم تحديد واجبات وسلطات وطرق مباشرة كلٍّ منها لأعمالها. فالجمعية العامة هي الفرع الرئيسي الوحيد الذي يتألف من جميع أعضاء الأمم المتحدة ويجوز لها بموجب الميثاق أن تناقش مسألة أو أمرًا يدخل في نطاق أعمال الهيئة، وأن تقدم توصياتها بالإجراء الذي ترى اتخاذه بوساطة الأعضاء أو بوساطة الفروع الأخرى.ويضطلع مجلس الأمن بأهمِّ مسؤوليات الأمم المتحدة للمحافظة على السلام. وقد خَّول له الميثاق سلطات خاصة لمباشرة هذه المسؤولية. وتقوم الأمانة العامة بمسؤولية معاونة الفروع الأخرى في أداء واجباتها بأعلى كفاءة ممكنة. وقد ألقى الميثاق على عاتق المجلس الاقتصادي والاجتماعي عدة أعباء كالنُّهوض بحقوق الإنسان ومعاونة الشعوب لتحقيق مستوى أعلى للمعيشة. وتباشر محكمة العدل الدولية مسؤولية النظر في المنازعات القانونية الدولية. ولقد تم إنشاءُ مجلس الوصاية بموجب الميثاق للإشراف على عدة أقاليم لم تكن تتمتع بالحكم الذاتي عند إنشاء الأمم المتحدة.
وقد أنشأت الأمم المتحدة العديد من الوكالات واللجان والهيئات الأخرى منذ صدور الميثاق، إلا أن الفروع الرئيسية الستة هي أجهزة الأمم المتحدة الوحيدة التي تعمل وفقًا لأحكام ورد النصُّ عليها في الميثاق.
وقد تم تعديل الميثاق عام 1965م لزيادة عدد أعضاء مجلس الأمن من 11 إلى 15 عضوًا، وتم ذلك دون الدعوة إلى مؤتمر عام.
أدى استعمال حق الفيتو في مجلس الأمن إلى فشل الأمم المتحدة في معالجة العديد من المشاكل الكبرى. ويكاد عدد المرات التي قام الاتحاد السوفييتي السابق باستعمال حق الفيتو إلى حين تفككه سنة 1991م (أكثر من مائة مرة)، يُعادِل عدد المرات التي استعمله فيها الأعضاء الأربعة الآخرون مجتمعين.
شغل تريجفي لي النرويجي منصب أول أمين عام، وتولى مهامه عام 1946م، وأُعيِد انتخابُه مرةً أخرى، إلا أنه استقال في آخر عام 1952م. وترك المنصب في عام 1953م، وتكلم علنًا في مسائل مهمة منتقدًا سياسات بعض أعضاء الأمم المتحدة.
وبعد استقالة لي خلفه داغ هَامْرشُوْلد السويدي الذي دعم حق الأمين العام في التصرف نيابة عن الأمم المتحدة حسب تقديره في المواقف التي تهدد السلام. وأُعيد انتخابه لدورة ثانية عام 1958م، إلا أنه توفي في حادث سقوط طائرة عام 1961م، فانتخب يو ثانت من بورما، لاستكمال فترة هامرشولد. وفي عام 1962م تم تعيينه لفترة خمس سنوات كاملة اعتبارًا من عام 1961م. وأُعيد انتخابه للمنصب عام 1966م. وخلفه عام 1972م كورت فالدهايم من النمسا لفترتين، وفي عام 1982م خلفه خافير بيريز دي كويار، من بيرو، الذي أُعيد انتخابه لدورة ثانية عام 1987م. وفي عام 1992م تم انتخاب بطرس بطرس غالي من مصر ليصبح أمينًا عامًا. وخلفه كوفي عنان من غانا عام 1996م، ثم خلفه با كي موون من كوريا الجنوبية سنة 2006م
في عام 1960م طلب الاتحاد السوفييتي السابق أن تقوم الأمم المتحدة بتعيين ثلاثة أشخاص للعمل في منصب الأمين العام، أحدهم لتمثيل الدول الشيوعية وآخر لتمثيل الدول الغربية والثالث لتمثيل دول عدم الانحياز، وأطلق السوفييت اسم ترويكا على رئاستهم المُقْتَرحة. وترويكا كلمة روسية تعني مجموعة الثلاثة، إلا أن محاولاتهم فشلت، لكن بعد أن تولى يو ثانت المنصب قام بتعيين عدة نواب للأمين العام، وتم تمثيل الدول الشيوعية والغربية ودول عدم الانحياز.
يحتفظ أغلب أعضاء الأمم المتحدة ببعثة دائمة في مركزها الرئيسي تتكون من عضو واحد أو أكثر. والبعثة الدائمة تساعد على المشاركة في المشاريع طويلة المدى ومتابعة التطورات الجارية، ويتكلم مندوبو الأمم المتحدة عشرات اللغات، لكن عند مباشرة الأعمال الرسمية تستعمل الأمم المتحدة ستَّ لغات فقط، وهي العربية والصينية والإنجليزية والفرنسية والروسية والأسبانية. ويجوز للمندوبين مخاطبة الجمعية العامة بأيِّ لغة إذا قدموا ترجمة بواحدة من اللغات الرسمية.
4- الأمم المتحدة ورهانات التنمية
بازدياد عدد الدول الفقيرة التي انضمت للأمم المتحدة بدأت الهيئة في تقديم المساعدة لها. وكانت موارد تلك الدول متخلفة أو تنمو ببطء، والكثير منها نال استقلاله بعد الحرب العالمية الثانية.
خصّصت الأمم المتحدة الفترة بين عامي 1961م و1970م أول عقود الأمم المتحدة العشرية للتنمية. وكان هدف الأمم المتحدة خلال العقد العشري للتنمية هو مساعدة الدول النامية على زيادة دخلها القومي بنسبة 5% كل عام. وطلب من الدول الصناعية التبرع للبرنامج بنسبة 1% من دخلها القومي السنوي.
لم يُحقق عقد التنمية العشري الأول جميع أهدافه، إلا أنه حقق بعض التطور. فقد زاد البنك الدولي من عدد قروضه وحجمها لتشييد الطرق والمصانع والمشاريع المشابهة. وفي عام 1964م عقدت الأمم المتحدة مؤتمر التجارة والتنمية (أنكتاد)، وكان القصد الأساسي من هذا المؤتمر هو تشجيع التجارة الدولية خاصة بين الدول الغنية المتقدمة والدول الفقيرة النامية، وفي عام 1965م قامت الأمم المتحدة بتوحيد برامجها للعون الفني لتكوين برنامج الأمم المتحدة للتنمية ، ويقوم البرنامج بمساعدة الدول لإجراء دراسات عن مواردها الطبيعية غير المُستَغلة، بهدف إيجاد طرق لاستغلالها. فهو يقترح للدول ـ مثلاً ـ طرقًا لإنشاء مزارعها ومناجمها، ولتحسين إنتاجية موارد المياه فيها، كما يساعد الشعوب على تعلم المهارات اللازمة لتنمية الموارد في بلادها. وقد ساعدت الأمم المتحدة حوالي نصف مليون رجل وامرأة لتعلم طرق الإدارة والعمل في صناعات تعود بالفائدة على بلدانهم.
وفي عام 1966م أنشأت الجمعية العامة منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية ، لتشجيع الصناعة في الدول النامية.
خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين ضاعفت الأمم المتحدة من مجهوداتها لتوسيع التجارة الدولية وتوفير العون الاقتصادي والفني، كما عملت كذلك على مساعدة الدول النامية لتنظيم الزيادة في عدد السكان، ودعمت الخطط التي ترمي إلى نزع السلاح في العالم، كما عنت الأمم المتحدة اللاجئين بحماية حقوقهم القانونية، وتزويدهم بالغذاء والمأوى، وتوطينهم.
حظيت قضايا التفرقة العنصرية باهتمام الأمم المتحدة أكثر من أيِّ موضوع آخر طرِح أمامها. كانت تلك المسائل، بالإضافة إلى الاستعمار والتنمية الاقتصادية، هي الشاغل الأساسي للمندوبين الإفريقيين والآسيويين الذين يُمثلون أغلبيةً في الأمم المتحدة. وفي عام 1965م، أجازت الجمعية العامة اتفاقية تُعرف بالاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، وأصبحت هذه الاتفاقية سارية عام 1969م، بعد أن وافقت عليها حكومات 27 دولة. وهناك اتفاقيات مشابهة ُتعالج الرق وحقوق اللاجئين وجرائم الإبادة الجماعية لشعب أو طائفة دينية أو عرقية.
وفي عام1998م، وافقت 139 دولة على إنشاء المحكمة الجنائية الدولية. وتنظر المحكمة في القضايا المتعلقة بالابادة الجماعية و جرائم الحرب والجرائم في حق الإنسانية. وبدأت المحكمة أعمالها في جويلية 2002م في لاهاي بهولندا.
في عام 1957م أنشأت الأمم المتحدة الوكالة التي اقترحها أيزنهاور، وأطلقت عليها اسم وكالة الطاقة الذرية الدولية وهي مستقلة عن الأمم المتحدة، ولكنها تعمل بالتنسيق معها، ومسؤوليتها الأساسية هي تشجيع الاستعمال السلمي للطاقة النووية. وتحاول الوكالة أن تتأكد كذلك من أن المواد النووية التي توفرها الدول الأعضاء أو تكون في حوزتها لا تُستعمل في ُصنع الأسلحة. وقد طوَّرت رقابتها على المواد النووية التي في حوزة أعضائها وتقوم بإجراء تفتيش سنوي على المواد والأجهزة النووية في كثير من الدول. وجميع المشاريع النووية التابعة لوكالة الطاقة الذرية في أمريكا اللاتينية وآسيا ومنطقة المحيط الهادئ تعمل وفقًا لإجراءات السلامة التي اعتمدتها الوكالة. وهناك اتفاقية تمنع نشر الأسلحة النووية أصبحت ساريةً اعتبارًا من مارس 1970م، إلا أن إسرائيل لم توقع على هذه الاتفاقية حتى الآن. والوكالة مسؤولة عن التفتيش إلى الحد الذي يؤكد عدم الإخلال بالاتفاقية.

5- عينات من جهود الأمم المتحدة في العمل من أجل السلام
- النزاع الإندونيسي:
في جويلية 1947م، اندلع قتال في إندونيسيا بين جمهورية إندونيسيا وهولندا، وقد كانت إندونيسيا مستعمرة هولندية قبل احتلال اليابان لها خلال الحرب العالمية الثانية، كان هدف الهولنديين إعادة سيطرتهم بعد الحرب، إلا أن الإندونيسيين طالبوا بالاستقلال، وفي 28 جانفي 1949م وافق مجلس الأمن على خطة لاستقلال إندونيسيا ، وبعد ذلك منح الهولنديون الاستقلال لإندونيسيا في ديسمبر 1949م.
- الحرب الهندية الباكستانية
في جانفي 1948م بعث مجلس الأمن لجنةً لمحاولة تسوية الحرب التي نشبت عام 1947م بين الهند وباكستان بسبب منطقة كشمير التي تدعي كل منهما تبعيتها لها، وبعد مجهودات اللجنة الدولية ، وافقت كلٌّ من الهند وباكستان على السماح لسكان كشمير بحسم المسألة بالتصويت، كما وافقا على خط وقف إطلاق النار في جويلية 1949م. ولكن الأمم المتحدة فشلت في إقناع أي من الطرفين لسحب القوات الكافية من المنطقة لضمان إجراء تصويت سلمي فيها.
اندلع القتال مرة أخرى بين الهند وباكستان في أوت 1965م وكان من ضمن أسباب هذه الحرب أيضًا مسألة كشمير. ، وفي النهاية تم اتفاق على وقف اطلاق النار في 20 سبتمبر 1965م، وأُرسِلَت مجموعتان من قوات مراقبة دولية لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار.
- الحروب العربية الإسرائيلية
في عام 1947م وافقت الجمعية العامة على خطة لتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية على أن تقوم الأمم المتحدة بإدارة القدس. رفض العرب الخطة الظالمة فاندلع القتال بين العرب واليهود. وقد مكّنت بريطانيا المنتدبة على فلسطين وصاحبة وعد بلفور من قبل، إسرائيل من إعلان دولتها في 14 ماي 1948م. وفي اليوم التالي قامت الجيوش العربية من مصر والعراق ولبنان وسوريا والأردن بمحاولة استرداد أرض فلسطين.
سعت كلٌّ من الجمعية العامة ومجلس الأمن إلى إيقاف القتال. ففي 20 ماي 1948م أرسلت الجمعية الكونت فولك برنادوت السويدي في محاولة لتحقيق السّلام، إلا أن العصابات الصهيونية قتلته بطلق ناري في القدس بعد أشهر قليلة، وخلفه رالف بنش في الأمانة العامة الذي استطاع في جويلية1949م ترتيب وقف إطلاق النار بين إسرائيل والعرب. ونال على ذلك جائزة نوبل للسلام عام 1950م.
لم تضع اتفاقيات وقف إطلاق النار حدودًا بين إسرائيل والدول العربية إذ نصّت فقط على ألا يتجاوز أيٌّ من الطرفين حدود الأراضي التي احتلها عند توقف القتال. ولكن إسرائيل استغلت وقف إطلاق النار واحتلت مناطق أكبر مما وافقت عليه الأمم المتحدة عام 1947م، وتم تقسيم القدس، واضطر حوالي 700,000 من العرب إلى اللجوء إلى الدول العربية المجاورة حيث أصبحوا لاجئين، وتقتضي اتفاقيات وقف إطلاق النار أن تقوم مجموعات المراقبة التابعة للأمم المتحدة التي تُمثل كلاً من العرب وإسرائيل بالتبليغ عن نشوب قتال جديد، وشكلت الأمم المتحدة هيئة للهدنة لدراسة تلك التقارير.
عملت هيئة الهدنة بفاعلية لعدة سنوات، إلا أنها لم تُحرِز تقدمًا لإحلال سلام دائم بسبب تعنت إسرائيل وإصرارها على احتلال فلسطين واستمرار اعتداءاتها على الدول العربية، لذا فقد اعترض العرب السفن الإسرائيلية في قناة السويس وخليج العقبة وبدأوا عام 1955م هجمات فدائية من مصر، ضد إسرائيل، ورد الإسرائيليون على هذه الهجمات. وفي يوليو 1956م استعادت مصر قناة السويس من الإنجليز والفرنسيين.
طلبت بريطانيا وفرنسا من مجلس الأمن التدخل، إلا أن المجلس لم يبرهن على مقدرته في إثناءِ مصر عن عزمها. فقامت إسرائيل وبريطانيا وفرنسا بمحاولة غزو مصر في 29 أكتوبر 1956م، كما استعملت كلٌّ من الأخيرتين حق الاعتراض الفيتو لمنع مجلس الأمن من التدخل، وقامتا بإرسال قوات لحماية قناة السويس. دعت الجمعية العامة إلى وقف إطلاق النار، ولم يتحقق إلا في 6 نوفمبر 1956م. ثم وافقت الجمعية العامة على إرسال قوات دولية لحراسة الحدود بين إسرائيل ومصر. وتم تشكيلُ قوة طوارئ دولية شاركت فيها عشرٌ من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وقامت إسرائيل بسحب قواتها في مارس 1957م إلى ما وراء خطوط الهدنة التي تحددت عام 1949م.
لم يتمخّص وقف إطلاق النار عام 1956م عن سلام، واستمرت الدول العربية في مطالبتها باستعادة حقوقها المشروعة.
في صباح الخامس من جوان عام 1967م هاجمت إسرائيل كلاًّ من مصر وسوريا والأردن ، وطالبت الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، وقد احتلّت إسرائيل الضفة الغربية من الأردن والقدس بكاملها، وصحراء سيناء المصرية وقطاع غزة، ومرتفعات الجولان من سوريا،كما استطاعت إسرائيل السيطرة على منفذ خليج العقبة.
في نوفمبر 1967م طالب مجلس الأمن إسرائيل بالانسحاب من جميع الأراضي العربية التي احتلتها في جوان في مقابل وعد بحدود آمنة. ولكن إسرائيل استمرت في احتلال الأراضي العربية، ورفضت قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن .
في أكتوبر 1973م قامت القوات المصرية بهجوم مفاجئ على إسرائيل لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، في جانفي 1974م اتفقت كلٌّ من مصر وإسرائيل على فصل قواتهما في صحراء سيناء، كما توصلت كلٌّ من سوريا وإسرائيل إلى اتفاق مشابه في مرتفعات الجولان في ماي، وأنشأت الأمم المتحدة قوتين دوليتين جديدتين لحفظ السلام والإشراف على الجبهتين، وهما قوة مراقبي الأمم لفصل القوات في مرتفعات الجولان وقوة الطوارئ الدولية الثانية في صحراء سيناء.
في 14 مارس 1978م عبرت القوات الإسرائيلية الحدود اللبنانية وأنشأت حزامًا أمنيا يتكون من معظم ثلث لبنان الجنوبي.
طلبت كلٌّ من الولايات المتحدة ولبنان من مجلس الأمن التّدخل فطلب المجلس من إسرائيل الانسحاب من الأراضي اللبنانية لتستبدل بها قوة جديدة لحفظ السلام وهي قوة الأمم المتحدة لفصل القوات في لبنان (يونيفيل) ، وفي عام 1982م قامت إسرائيل بغزو كامل للبنان وأجلت قوات منظمة التحرير الفلسطينية من قواعدها القوية في الجنوب وبيروت.
- الحرب الكورية
في نهاية الحرب العالمية الثانية قام الاتحاد السوفييتي السابق باحتلال كوريا شمال خط عرض 38 كما قامت القوات الأمريكية باحتلال جنوبها. وفي عام 1947م شكلت الأمم المتحدة لجنةً لإيجاد وسائل لتوحيدها وتكوين حكومة وطنية، إلا أن الجزء الشمالي رفض هذه الخطة. وبالرغم من ذلك، جرت انتخابات في الجزء الجنوبي وأُنشِئَت جمهورية كوريا. وفي عام 1948م أعلنت الجمعية العامة أن حكومة جمهورية كوريا (كوريا الجنوبية) هي الحكومة الشرعية الوحيدة في كوريا،وفي 25 جوان 1950م قامت الجيوش الشيوعية من كوريا الشمالية بغزو جمهورية كوريا. وبعد يومين صوّت مجلس الأمن مطالبًا أعضاء الأمم المتحدة بإرسال قوات لمساعدة كوريا الجنوبية. ولم يستطع الاتحاد السوفييتي السابق استعمال حق الفيتو أو الاعتراض على قرار المجلس لأن مندوبه في المجلس انسحب مؤقتًا لاعتراضه على عضوية الصين الوطنية في المجلس،وفي 7 جويلية 1950م كوّن المجلس قوةً عسكرية تحت قيادة الولايات المتحـدة. ومن بين أعضــاء الأمم المتحــدة الـ 60 اشترك 16 عضوًا في إرسال قوات و41 عضوًا بإرسال إمدادات إلا أن الولايات المتحدة شاركت بأكثر من 95% من القوات والإمدادات.
وفي أكتوبر 1950م دخلت القوات الشيوعية الصينية الحرب، فاجتمع مجلس الأمن لمناقشة الموقف، إلا أن مندوب الاتحاد السوفييتي السابق كان قد عاد واستعمل حق الفيتو لإجهاض محاولات مجلس الأمن لاتخاذ أي قرار. ولم تتوقف الحرب إلا في 27 جويلية 1953م عندما تمّ توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين كوريا الشمالية والأمم المتحدة.
- النزاع في قبرص
في الخمسينيات من القرن العشرين، طالب القبارصة اليونان بضمِّ جزيرة قبرص لتكون جزءًا من اليونان. وكانت الجزيرة في ذلك الوقت خاضعة للحكم البريطاني ويشكّل اليونانيون حوالي 80% من عدد سكانها، بينما كانت غالبية باقي السكان من الأتراك، وكان الخلاف عميقًا بين الفئتين ،وفي 16 أوت 1960م صارت قبرص جمهورية مستقلة وضمن لها هذا الاستقلال كلٌّ من بريطانيا واليونان وتركيا.
اندلع القتال بين القبارصة الأتراك واليونانيين، فأرسلت الأمم المتحدة قوةً لحفظ السلام في الجزيرة عام 1964م وساعدت هذه القوة، التي تبرع بتمويلها أعضاء من الأمم المتحدة، في منع الصِّدام داخل الجزيرة خلال الستينيات وبداية السبعينيات.
- الكونغو
نالت الكُونغو ـ الكونغو الديمقراطية الآن ـ استقلالها في 30 جوان 1960م، بعد 55 سنة من الحكم البلجيكي. وبمجرد انسحاب الإدارة البلجيكية والجيش اندلعت المظاهرات بصورة خطيرة شكلت تهديدًا للبلاد؛ مما جعل القوات البلجيكية تعود لحفظ النظام.
تقدمت الحكومة الكونغوليّة إلى الأمم المتحدة بطلب مساعدة عسكرية فوافق مجلس الأمن على مساعدات مدنية وتشكيل قوة دولية خاصة لإعادة النظام للبلاد. وخلال الشهور التالية قام الاتحاد السوفييتي السابق باستعمال حقِّ الاعتراض (الفيتو) لمنع مجلس الأمن من اتخاذ إجراءات أخرى، مما جعل الجمعية العامة تتولى العملية. وقامت قوات الأمم المتحدة بمساعدة الحكومة الكونغولية لإعادة سيطرتها على البلاد وضبط النظام، ثمّ سحبت قواتها في 30 جوان 1964م.
وبلغ الحد الأقصى لقوة الأمم المتحدة 20,000 جندي، وبلغت تكاليفها حوالي 400 مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى 50 مليون دولار أمريكي أخرى قُدِّمَت كمساعدات اقتصادية للكونغوليين. ولكن كلاً من فرنسا والاتحاد السوفييتي السابق وعدة دول أخرى من أعضاء الأمم المتحدة، رفضت المشاركة في تحمّل تلك المصاريف بحجة أن سلطة تقدير تكاليف حفظ السلام يتمتعُ بها مجلسُ الأمن فقط. وكانت الجمعية العامة هي التي قامت بتقدير تكاليف عملية الكونغو. وبعد فترة وجيزة أضحت الأمم المتحدة مُثْقَلةً بالديون مما أضعف من مقدرتها على مواجهه أي مسائل طارئة في المستقبل.
6- صعوبات حفظ السّلام
تعاني الأمم المتحدة من صعوبات في حفظ السلام، إذ لم يتفق أعضاؤها في أيِّ وقت على قوة أمنية دائمة لمعالجة النزاعات الدولية. وكلُ ما تستطيعه في هذا الصّدد هو إرسال قوة لحفظ السلام إلى مناطق النّزاع إذا وافق طرفا النزاع على ذلك. ولكن بازدياد التعاون بين الأعضاء، في السنوات الأخيرة، أصبح بإمكان الأمم المتحدة أن تلعب دورًا أكثر فعالية في حماية الأمن والسلام في العالم
يجب على كل عضو المشاركة في تحمل المصاريف اليومية للهيئة. ويعتمد المبلغ الذي يشارك به العضو على مقدرته على الدفع. وتنص لوائح الأمم المتحدة على أنه لا يجوز لأي عضو أن يدفع أكثر من 25% أو أقل من 0,01% من المصروفات العادية للهيئة.
لقد عانت الأمم المتحدة من حالة ضعف شديدة بسبب ديونها التي بلغت 690 مليون دولار أمريكي عام 1988م.
وكانت محكمة العدل الدولية قد قضت عام 1962م أن يتحمّل جميع أعضاء الأمم المتحدة تكاليف عمليات حفظ السلام في الشرق الأوسط والكونغو. ويلاحظ أن الجمعية العامة هي التي حددت التمويل اللازم لتلك العمليات إلا أن الاتحاد السوفييتي السابق والدول الشيوعية ومعها فرنسا رفضت المشاركة بحجة أنّ تحديد التمويل اللازم من مسؤوليات مجلس الأمن فقط.
وفي أوائل تسعينيات القرن العشرين كان كثير من أعضاء الأمم المتحدة قد تأخروا في دفع المبالغ المطلوبة منهم، أو سددوا جزءًا من تلك المبالغ فقط. وكانت الولايات المتحدة مدينة بمبلغ 555 مليون دولار عن الدفعات المنتظمة المطلوبة، و110 ملايين دولار عن تكاليف عمليات حفظ السلام. وبلغت مديونية روسيا 160 مليون دولار عن تكاليف تلك العمليات.
أدى وجود عدد كبير من الدول الصغيرة في المنظمة إلى بعض المشاكل. ففي الجمعية العامة يتساوى صوت أصغر دولة مع صوت أكبر دولة، لذلك اقترحت بعض الدول ألاّ يكون للدول الصغيرة صوت كامل.
لم تنسحب من الأمم المتحدة سوى دولة واحدة هي إندونيسيا، إلا أنها استأنفت عضويتها بعد أقل من سنتين. وتبدو معظم الدول غير راغبة في الاستمرار بدون هيئة الأمم المتحدة، كما تفهّمت قيمة المجهود الدولي في معالجة بعض المشاكل الاقتصادية والاجتماعية. وفوق كل شيء، تفهّم الأعضاء أن مجهودات الأمم المتحدة في حفظ وإعادة السلام يمكن أن تساعد في منع حرب عالمية ثالثة.
بالنظر للسجل الهزيل للأمم المتحدة قد يبدو من العجب أن نجدها تسير على خطى عصبة الأمم في مؤتمر الميثاق عام 1945. فقد أعطيت دول الفيتو الخمس وضعاً خاصاً – ومسؤولية متناسبة مع مركزها – في نظام الأمم المتحدة حيث يتضمن الفصل السابع مخزناً مليئاً بالتدابير القسرية لتقوم المنظمات الحكومية الدولية باستعمالها في حال تهديد محتمل أو واقع للسلام، وقد تم تفعيل هذه السلطات في مناسبتين منذ 1945: في حالة الحرب الكورية لعام 1950 وفي أزمة الخليج عام 1990. ففي الحالة الأولى تم "تمرير" القرارات المخوِّلة في مجلس الأمن في غياب الاتحاد السوفياتي السابق واستبعاد الجمهورية الشعبية من مقعد الصين. وكانت الحرب الباردة في ذلك الوقت في أوجها وكانت إدارة ترومان مصممة على توسعة منظورها للاحتواء ليشمل السياق الآسيوي. وقد أدت هذه الممارسة المثيرة للجدل إلى تعريض حياد الأمم المتحدة للفضيحة وكان لها أثر بالغ الضرر على مركز الأمين العام القائم في نظر قطاعات هامة في المنظمة.
وقد اعتبر الكثيرون النشر الدرامي للقوة العسكرية من قبل تحالف 28 دولة ضد العراق عام 1990 دليلاً على أن الأمن الجماعي قد بلغ سن الرشد في العلاقات الدولية وأن العوائق في الفترة التالية للحرب الباردة التي سبق أن حالت دون تحقيق الأمم المتحدة لأهدافها في مجال السلام والأمن قد أزيلت، ولقد كان التضامن واسع النطاق في إدانة ضم العراق للكويت، والسرعة التي استجاب بها مجلس الأمن هو بالضبط ذلك النوع من السيناريو الذي توخاه الآباء المؤسسون في 1945. على أن هذا التفاؤل المبكر بشأن الأمم المتحدة والأمن الجماعي تبين أنه سابق لأوانه حيث إن العديد من الصراعات التي دعيت الأمم المتحدة بعد ذلك لمعالجتها كانت صراعات ضمن حدود الدولة الواحدة وليس عبر حدود الدول. وكانت حرب الخليج فريدة في سياسة ما بعد الحرب الباردة الدولية بمعنى أنها كانت الحالة الوحيدة التي تم فيها احتلال كامل أراضي دولة عضو من قبل دولة أخرى. ثم انه وجدت شكوك مشروعة فيما إذا كانت هذه العملية حقاً مثالاً على عمل الأمم المتحدة. فالحرب لم تكن تدار في الواقع تحت رعاية الأمم المتحدة، بل كانت بقيادة الولايات المتحدة وبوحي منها. فكانت سلسلة القيادة طيلة الحرب تؤدي إلى المكتب البيضاوي في واشنطن وليس إلى الأمم المتحدة في نيويورك. ومن غير المحتمل أن تتكرر الظروف التي ساهمت في نجاح هذه العملية في المستقبل.
من الناحية التحليلية نجد أن الحالتين المشار إليهما أعلاه هما عبارة عن نسخ إرغام وليس ردعاً في استخدام القوة، مع أنه يتعذر معرفة عدد المتمردين الذين تردعهم مثل تلك التدابير الصارمة. ثم إن الخطر الذي ينطوي عليه تنفيذ الأمن الجماعي واضح أيضاً، أن يأخذ الأمن الجماعي، في حال وجود نظام يفتقر إلى التماسك والوحدة الثقافية، مظهر وخصائص تلك الدول الأكثر التزاماً بتطبيقه في حالة معينة. ولعل الافتراض بأن لجميع الدول أهدافاً واحدة وأنها مستعدة لشن الحرب لتحقيقها غير مضمون. ومن جهة أخرى، إذا كان هذا الافتراض غير وارد فعندئذ قد يصبح الأمن الجماعي محدداً بشكل محتوم وفق أفضليات سياسة الفاعلين الطليعيين وليس وفق أعضاء الأمم المتحدة ككل. وبذلك فقد يصبح أداة للمحافظة على الوضع الراهن. وفي فترة ما بعد الحرب الباردة أخذ المحللون يتحدثون عن "الأمن التعاوني" بدلاً من الأمن الجماعي. وهذا أيضاً يقوم على أساس أن السلام لا يمكن تجزئته. فهو ينطوي على ظلال من المعاني تفوق ما يقترن بالأمن الجماعي بمعنى أنه لا يعتمد على تقنيات عفوية لتوازن القوى، التي لا يحتمل أن تحدث إلا حين يتعلق الأمر بالمصالح الحيوية. فالأمن التعاوني يتوخى عملاً جماعياً عبر مؤسسات إقليمية. وقد قامت توسعة الناتو استناداً إلى تلك الفكرة.

نشاطات الأمم المتحدة
المحاضرة الخامسة عشرة في مادة تاريخ العلاقات الدولية An3m1.com_13555962211
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المحاضرة الخامسة عشرة في مادة تاريخ العلاقات الدولية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: عـــلاقــــــــات دولــــيــــــة ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1