هامور باشا:
البشرية حققت خلال الخمسين او الستين سنة الماضية ازدهارا لم يسبق تحقيقه منذ عهد سيدنا آدم..واحد أهم الاسباب كان تطور التعاملات النقدية والمصرفية وتسهيل عمليات التجارة الدولية والتي لم يكن من الممكن تحقيقها لو بقينا نستعمل الذهب
فيه ناس اشتروا الدهب عام 82 او 83 بأكثر من 800 دولار وباعوه بعد حوالي 20 سنة بـ 250 دولار ….لو كان معهم عملة ورقية كان أحسن خلال تلك الفترة … وهل يعني أنه خلال الـ 20 سنة ان الدهب فقد قيمته؟؟؟
هناك بنوك أفلست ورجال أعمال كبار افلسوا في الثمانينات نتيجة لشراء الدهب والفضة في بداية الثمانينات والموضوع ليس قصة فردية أو عملية نحس
المستثمر اللي اشترى ذهب في ١٩٨٠ لم يعوض خسارته الى بعد ٣٠ سنه!! هذا بعد الارتفاع في السبعينات
يعني اللي يشتري الان قد لا يعوض خسارته بعد ٣٠ ولا حتى ٥٠ سنه اذا كرر التاريخ نفسه
الحقائق التاريخية عن الذهب …….
الذهب عام 1980 وصل الى قمته التاريخية الاولى وصلت قيمة اونصة الذهب الى 850 دولار ثم حدث انهيار سعري بعد هذه القمة لمدة اربع سنوات متتالية الى وصل السعر الى تحت 300 دولار للاونصة عام 1985 و من ذلك التاريخ اخذ الذهب يتذبذب بين 250 دولار الى 450 دولار للاونصة مدة 17 سنة من 1985 الى 2001
ثم حدث له ارتفاع كبير من 2002 الى الان …. تضاعف السعر خمس مرات .
الذي اريد ان اقوله ليس الذهب دائما في ارتفاع و ليس دائما الذهب هو الرابح امام العملة الورقية و ان هناك عوامل سياسية و اقتصادية و عوامل العرض الطلب تحرك اسعار الذهب صعودا و هبوطا و التاريخ خير شاهد على ذلك .
من ناحية اخرى لا يمكن من الناحية العملية استخدام الذهب كعملة او كغطاء للعملة الورقية في الوقت الحالي لان مناجم الذهب و مخزون الذهب في الارض لا يستطيع ان يلبي النمو العالمي و اصدار النقود الجديده .
طبعا هناك امل ان نعود لغطاء الذهب للعلمة الورقية بشرط ان يتم التنقيب عن ذهب جديد ليس سطح الارض بل على سطح الكواكب المجاورة للارض …….
د. محمد السقا:
الدولار الكندي رمزه CAD على الرغم من انه وفقا للموقع فان الدولار الكندي بلغ أقل من 90% من قوته الشرائية مقارنة بعام 1971. أي أن القوة الشرائية للدولار الامريكي كانت افضل بمرتين من القوة الشرائية للدولار الكندي.
الجنيه الاسترليني (رمزه GBP)، والذي بلغت قوته الشرائية 7% تقريبا مقارنة بعام 1971، أي أن القوة الشرائية للدولار الامريكي كانت افضل بحوالي ضعفين ونصف الجنيه الاسترليني.
الدولار الاسترالي (رمزه AUD)، وقد بلغت قوته الشرائية 5% اليوم مقارنة باسعار 1971، أي أن القوة الشرائية للدولار الامريكي كانت افضل بحوالي اربع اضعاف القوة الشرائية للدولار الاسترالي.
يبقى إذن عملة واحده هي الفرنك السويسري (ورمزة CHF)، وقد بلغ التدهور في قوته الشرائية نفس مستوى الدولار تقريبا.
إذا ما استثنينا الين الياباني بسبب ظروف الانكماش التي يعاني منها الاقتصاد الياباني منذ اندلاع الازمة الآسيوية تقريبا فإن صورة الدولار الامريكي هي من افضل العملات محافظة على قوته الشرائية بين عينة العملات...
ما هي الخلاصة التي يمكن ان نتوصل اليها من تحليل الصور البيانية؟ الخلاصة هي ان الدولار الامريكي كان أفضل عملة بين العملات المعروضة في الصفحة محافظة على قوته الشرائية.
الشكل البياني مكون من محورين المحور الرأسي (من اليسار) يقيس القوة الشرائية للدولار باسعار 1971، أي أن سنة 1971 سوف تستخدم كسنة أساس، والمحور الأفقي يمثل السنوات. ومن المعلوم أن قيمة سنة الاساس تكون 100، أي أن القوة الشرائية للدولار في سنة 1971 تساوي 100. خلال الفترة من 1971 حتى 1982 فقد الدولار الامريكي 60% من قيمته (حيث انخفضت القوة الشرائية للدولار من 100 الى 40)، ما هو السبب، السبب هو التضخم الكبير الذي حدث خلال فترة السبعينيات وأوائل الثمانينيات مع تضاعف اسعار النفط لأكثر من خمس عشر ضعفا تقريبا.
خلال الفترة من 1982 حتى 2009، أي حوالي 27 عاما انخفضت القوة الشرائية للدولار من 40 الى حوالي 20، معنى ذلك أن الانخفاض الاساسي في القوة الشرائية للدولار كان راجعا لفترة السبعينيات وأوائل الثمانينيات (فترة التضخم المرتفع)، وأن الربع قرن الاخير لم يشهد تراجعا كبيرا في القوة الشرائية للدولار.
الشكل يوضح بجلاء أنه على مدى الفترة من 1971 حتى 2009 انخفضت القوة الشرائية للدولار من 100 الى 20، أي أربع أخماس تقريبا (خلال اربعين عاما) 4 من 5، خلال اربعين عاما، وليس خلال عشر سنوات.
.....
نظام الذهب، أو نظام الصرف بالذهب، سوف تجد أن نظام الذهب له مزايا، بالطبع هو أفضل نظام لأنه يضمن استقرار معدلات صرف العملات حيث ستعتمد قيمة العملة على وزنها المعدني (أي ما تحتويه العملة من معدن: ذهب أو فضة). ولكن لاحظ الاتي:
أولا: لا يمكن بأي حال من الاحوال أن نجد في باطن الارض من ذهب أو فضة ما يكفي لاحتياجات الاصدار من العملات في كافة دول العالم من النقود، وهو مقدار هائل جدا. ببساطة شديدة لا يمكن أن يساير الانتاج العالمي من الذهب احتياجات الاصدار من النقود في العالم. هذه حقيقة علمية.
ثانيا: من ناحية أخرى، إذا عدنا الى نظام الذهب فان النمو في الناتج القومي في العالم سوف يعتمد على الزيادة في معدل استخراج الذهب. لماذا؟ ببساطة شديدة لو زاد النمو في الناتج بعشرة ريالات، فإننا نحتاج الى اصدار عشرة ريالات جديدة نستخدمها في شراء هذه الزيادة في الناتج، وهو ما يطلق عليه في علم النقود والبنوك وظيفة النقود كوسيط للتبادل. إذن أي زيادة في الناتج تحتاج الى زيادة في كمية النقود، (أو في ظل نظام الذهب الى زيادة انتاج الذهب) تكفي لتمويل عمليات شراء الناتج الذي يتم انتاجه. ماذا يعني ذلك، ماذا يعني ذلك، من الناحية الفنية يعني ذلك أن العودة لنظام الذهب سوف تقيد نمو الناتج في العالم بشكل كبير.
ثالثا: هناك دلائل الان تشير الى قرب الانتاج العالمي من الذهب الى الوصول الى مرحلة الذروة، وهو ما يطلق عليه فنيا ذروة الذهب peak ماذا يعني ذلك، إن ذلك يعني أن النمو في الانتاج من الذهب سوف يكون أقل من النمو في الطلب عليه. إذا بلغنا مرحلة ذروة الذهب واصدرنا النقود من الذهب فان الطلب الكلي العالمي سوف ينخفض لأن عرض النقود سوف ينخفض، ببساطة شديدة العودة لنظام الذهب سوف يقلل الرفاهية الاقتصادية للعالم!!!
الموضوع باختصار شديد علم له اسس وقواعد. هذا باختصار ما أقصدة من الناحية الفنية باستحالة العودة الى نظام الذهب بغض النظر عما يقال في الموضوع.
من قال أن كلامي مبني على الاقتصاد الغربي الربوي الذي أذلوا به شعرب الارض، وقد انتهي. على أي اساس بنيت هذا التصور. أخي راجع أي كتاب في علم النقود والبنوك. ثم من قال أن الاقتصاد الغربي الربوي انتهي الى غير رجعة، أين قرأت هذا الكلام. وما هو النظام البديل له حاليا.
لكي تتأكد من كلامي حول القيود على الكميات المنتجة من الذهب يمكنك مراجعة التقارير الدولية عن الانتاج العالمي من الذهب، وبالمناسبة هناك رسوم بيانية واحصاءات جميعها تؤكد تراجع النمو في الانتاج العالمي من الذهب. وربما أكتب مقالا عن ذلك اوضح فيه هذه الحقائق بالارقام.
من قال ان كبار لاعبي الاوراق النقدية بدءوا يجمعون الذهب. المؤسسات النقدية التي تشتري الذهب حاليا في العالم هي الصين والهند وبعض دول اسيا ببساطة لأن هذه الدول لديها فوائض مالية ضخمة، وشراء الذهب بالنسبة لها هو احد سبل تنويع الاحتياطيات لديها، وليس لأن لديها نية الى العودة الى نظام الذهب.
الذهب اليوم لم يعد اساس للنقد، ولايصلح أن يكون اساسا للنقد، لانه ببساطة تحول الى اداة مضاربة، مثلما تدعو القراء الى ذلك بنصيحتم بشراء الذهب. كيف يمكن تحقيق استقرار نقدي في ظل استناد عملية اصدار النقود الى اداة للمضاربة.
باختصار شديد وبعبارات بسيطة جدا، معنى تعليقي أن العالم لا يمكن أن يرجع مرة أخرى لنظام الذهب (أي أن يصدر عملات بالذهب أو أن يغطي عملاته بالذهب)، فالذهب خرج عن نطاق أن يكون قاعدة للنظام النقدي في أي دولة في العالم. وبالتالي الدعوة الى العودة الى الجنيه العربي السعودي قبل فوات الاوان كلام ليس بصحيح. كيف نعود الى الجنيه العربي القديم ونحن لا نستطيع ان تفك الريال من الدولار، ناهيك عن ربطه بالذهب أو اصداره بالذهب.أذا رجعت الى نظام الذهب، تجد أن أحد الشروط الاساسية لنجاحه هو استقرار اسعار الذهب، ولذلك كان هناك شرطا أساسيا في معاهدة بريتون وودز التي يتحدث المقال عنها وهو أن تحافظ كل الدول (أمريكا صاحبة عملة الغطاء، وباقي دول العالم التي ستستخدم الدولار بدلا من الذهب كغطاء لاصدار عملاتها)، على سعر الذهب، وألا تتكالب الدول عليه. عندما افرطت الولايات المتحدة في اصدار الدولار بحيث تجاوزت الكميات المصدرة منه رصيد امريكا من الذهب، كان لا بد وأن يرتفع سعر الذهب حتى يعبر عن العلاقة بين الكميات المصدرة من الدولار والرصيد الذهبي للولايات المتحدة، ارتفاع سعر الذهب يعني ضمنا تخفيض قيمة الدولار. لا يمكن ان يستمر النظام في ظل استمرار ارتفاع سعر الذهب وانخفاض قيمة الدولار، لأن ذلك يعني ببساطة انخفاض القيمة الحقيقية للغطاء الذي تستخدمه دول العالم في هذا الوقت، لذلك فشل نظام بريتون وودز.
لو رجعت الى تاريخ البريتون وودز سوف تجد أن كل الدول الاعضاء في الاتفاقية حرصت على تثبيت سعر الذهب حتى يستمر النظام يعمل بسلام، لدرجة أنها كونت ما يسمى بمجمع الذهب لتختفيف الضغوط على سعر الذهب حتى يستمر النظام بأمان.
ما هي خلاصة ذلك، لا يمكن أن نصدر عملات ورقية غطاءها ذهبي مع السماح لهذا الغطاء في الارتفاع في القيمة، لماذا لأن ذلك يعني حدوث تضخم، بسبب انخفاض القوة الشرائية للنقود الورقية بفعل ارتفاع قيمة الرصيد الذهبي.
هل وضحت الفكرة.
نعم النظام المالي الاسلامي هو بديل للنظام الوضعي ولكن أين هم المسلمون وأين هي دولهم التي تطبق هذا النظام، وأين هي قوتهم التي تمكنهم من أن يفرضوا نظامهم على العالم.
لا اشكك في أنه لو تم تغطية النقود بالذهب فان ذلك لن يؤثر على النقود حتى لو انهار العالم، ولكن محور نقاشي من أين لنا بهذه الكميات من الذهب التي تكفي لكي تكون غطاءا للنقود، هذا هو جوهر النقاش. لا تقل لي يمكن أن نصدر نقودا اكثر في مقابل نفس الكمية من الذهب، هذا هو الخراب الاقتصادي بعينه.