منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
المحافظون الجدد والشرق الأوسط الكبير( رؤية إيرانية) Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
المحافظون الجدد والشرق الأوسط الكبير( رؤية إيرانية) Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
المحافظون الجدد والشرق الأوسط الكبير( رؤية إيرانية) Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
المحافظون الجدد والشرق الأوسط الكبير( رؤية إيرانية) Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
المحافظون الجدد والشرق الأوسط الكبير( رؤية إيرانية) Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
المحافظون الجدد والشرق الأوسط الكبير( رؤية إيرانية) Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
المحافظون الجدد والشرق الأوسط الكبير( رؤية إيرانية) Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
المحافظون الجدد والشرق الأوسط الكبير( رؤية إيرانية) Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
المحافظون الجدد والشرق الأوسط الكبير( رؤية إيرانية) Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
المحافظون الجدد والشرق الأوسط الكبير( رؤية إيرانية) Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 المحافظون الجدد والشرق الأوسط الكبير( رؤية إيرانية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

المحافظون الجدد والشرق الأوسط الكبير( رؤية إيرانية) Empty
مُساهمةموضوع: المحافظون الجدد والشرق الأوسط الكبير( رؤية إيرانية)   المحافظون الجدد والشرق الأوسط الكبير( رؤية إيرانية) Emptyالأربعاء مارس 27, 2013 11:50 pm

رسالت (الرسالة) 16/3/2004

حوار مع د. دهقاني فيروز ابادي - عضو هيئة التدريس بكلية العلوم السياسية بجامعة العلامة طباطبائي
لقد تشكلت جماعة المحافظين الجدد في عام 1973، وكانت لها ارتباطات فكرية وعملية مباشر مع إسرائيل خاصة خلال فترة إدارة رونالد ريجان حيث أعلن عدد من هؤلاء الأفراد أصحاب هذا التوجه عن هذا التيار الجديد. كما كان للمحافظين الجدد حضور داخل إدارة بوش الأب، لكنهم لم يتمكنوا من تطبيق أفكارهم بشكل عملي نظرًا للتطورات الدولية التي طرأت على الساحة الدولية في تلك الفترة. ومع بداية فترة رئاسة كلينتون انزوى المحافظون الجدد لمدة ثماني سنوات هي مدة رئاسة كلينتون للولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن المشروع الجديد للشرق الأوسط كان موجودًا منذ عام 1992، إلا أن أصحاب هذا المشروع لم يتمكنوا من اتخاذ أي خطوة من أجل تنفيذه إلى أن جاء بوش الابن حيث أخذت قوتهم في التصاعد من جديد، كما استطاع بعضهم وتمكن من الوصول إلى السلطة في إدارة بوش مثل جون بولتن بول وولفوتيز، ريتشارد بيرل وغيرهم. هؤلاء المحافظون الجدد يتبنون أيديولوجية فكرية خاصة ترتبط في جزء منها بالشرق الأوسط. وتتمثل أهم خصائص هؤلاء المحافظين الجدد في انتقادهم لليبرالية والليبراليين، ويستندون في ذلك إلى إدارة كلينتون حيث يعتقدون أن الفكر الليبرالي والليبراليين لا يستطيعون ولا يمكنهم ضمان وتأمين المصالح القومية الأمريكية، ويتبلور نقدهم في عدة محاور هي كالتالي.

أ إن الليبراليين لم يهتموا بقوة الولايات المتحدة بالشكل الكافي، بعبارة أخرى لم يستفيدوا من جميع القدرات والإمكانات المتاحة للولايات المتحدة لتحقيق مصالحها.

ب أنم يعتقدون أن الليبراليين يبدون اهتمامًا زائدًا عن الحد بالمعاهدات والأحلاف العسكرية، وهي الأحلاف التي تقيد أيدي الولايات المتحدة ولا تساعد في الوقت نفسه على ترسيخ الهيمنة الأمريكية على الساحة الدولية.

ج الاعتقاد والإيمان الخاص بوجود نوع من الرسالة والمهمة الخاصة التي يجب أن تقوم بها الولايات المتحدة في النظام الدولي وهو الفكر القائم والموجود بالفعل منذ نشأة الولايات المتحدة نفسها، وقد وضعه أصحاب هذا الفكر كشعار" جهادي" لهم، حيث يعتقدون أن القيم الأمريكية هي قيم لا تقتصر ولا تنحصر في الفرد الأمريكي فقط، وأن للولايات المتحدة رسالة ومهمة إلهية، وطالما أن هذه القيم غير منحصرة في الفرد الأمريكي، فإنه يكون من الضروري نشرها في العالم حتى تحظى بنوع من العالمية وهذه النقطة – بكل تأكيد – هي المحور الأساسي للمحافظين الجدد فيما يخص الشرق الأوسط.

خاصية أخرى ترتبط بفكر المحافظين الجدد وهي وجوب وضرورة أن تستفيد الولايات المتحدة من قدراتها العسكرية أقصى استفادة، وذلك فيما يخص مواجهة التهديدات الاقتصادية، العسكرية والأيديولوجية. هذا الفكر نفسه هو الذي أدى في النهاية إلى بلورة استراتيجية الضربة الاستباقية لحماية المصالح الأمريكية. كذلك يعتقد المحافظون الجدد أن الأمن القومي الأمريكي يواجه تهديدات غير متوازنة مثل الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، والدول المعادية للولايات المتحدة وهذه كلها من الموضوعات المتحققة أيضًا في الشق الأوسط. من هنا يجب عليهم – كما يعتقدون– أن يعملوا على القضاء على هذه التهديدات، ومعرفة الظروف المشكلة لها، وكذلك التعرف الصحيح على البيئة التي تنمو فيها هذه التهديدات ليقرروا في النهاية كيفية وتوقيت مواجهتها، الأمر الذي نتج عنه ضرورة التصدي للأفكار والتوجهات المعادية للولايات المتحدة، وكثير من ذلك يوجد في منطقة الشرق الأوسط.

من أهم الخصائص الأخرى للمحافظين الجدد اعتقادهم في ضرورة إعادة هيكلة النظم القائمة، بعبارة أخرى يعتقد المحافظون الجدد في ضرورة إسقاط النظم والهياكل القديمة والكلاسيكية، وإيجاد نظم جديدة تتفق مع توجهاتهم من أجل تحقيق أهدافهم. وهو ما سيؤدي في النهاية إلى التغيير عن طريق الآلة العسكرية، وهو ما يتحقق بالفعل في منطقة الشرق الأوسط.

ولهذا فإنهم يصنفون الحكومات والنظم القائمة إلى حكومات معادية وأخرى صديقة، وفي كل الأحوال يجب تغيير هذه الحومات سواء من خلال تغيير النظام السياسي بالنسبة للنوع الأول أو من خلال تغيير السلوك في النوع الثاني.

أخيرًا من الخصائص الأخرى لهم: اعتقادهم بضرورة بلورة نظام دولي جديد. وفي اعتقادي أن مركز نقل هذا النظام الدولي الجديد يتمثل في الشرق الأوسط، مرجع ذلك الأهمية الكبيرة التي تتمتع بها هذه المنطقة في استراتيجية المحافظين الجدد.

من خلال ما سبق يتضح لنا أن مجموعة العناصر والخصائص التي تشكل فكر هؤلاء تحتل بدورها مكانة متقدمة في صميم نظريتهم وهو ما يفرض عليهم ضرورة العمل على وضع إطارًا تنظيري وعملي وتطبيقي من أجل تطبيقها على أرض الواقع وهو ما بدأنا نراه بعد الحادي عشر من سبتمبر.

حول أية موضوعات ومحاور يدور الموضوع الخاص بإحداث تغييرات في الخريطة الجديدة للشرق الأوسط؟

التغييرات التي تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقها لها أبعاد عدة هي:

أولاً: إحداث تغيير في سلوك الدول سواء ارتبط هذا السلوك بالمستوى الداخلي أم امتد ليشمل السياسة الخارجبة أيضًا. تسعى الولايات المتحدة أيضًا إلى أن تشمل هذه التغيرات الدول المعادية للولايات المتحدة أو بتعبير أفض، الدول المستقلة في سياستها عن الولايات المتحدة وذلك بالإضافة إلى الدول الصديقة لها، ذلك لأنه لابد – طبعًا من وجهة نظر الأمريكيين– من حدوث تغييرات في سلوك وممارسات هذه الدول أو في سياساتها بشكل عام.

ثانيًا: تغيير النظام السياسي. وهذا التغيير يقوم على فكرة إحداث وتشكيل حكومات حديثة في العالمين الإسلامي والغربي. بعبارة أخرى، ثمة طرح جديد أو فكرة جديدة صارت مسيطرة على الأمريكيين بعد 11 سبتمبر مفادها: أنه من أجل ضمان وتأمين الأهداف الأمريكية تأتي ضرورة أو وجوب إيجاد حكومات حديثة في العالم العربي والإسلامي، وأنه يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال أحد طريقين هما:

1 نشر الديمقراطية الليبرالية:

أي تحقيق الديمقراطية وفقًا للمفهوم الليبرالي والتي هي في حقيقتها ديمقراطية وافدة قائمة على الأفكار والمفاهيم الليبرالية. فهم عندما يتحدثون عن الديمقراطية يكون هدفهم هو الليبرالية الديمقراطية القائمة على الفكر الليبرالي، وهو الأمر الذي ترفضه النظم السياسة المحافظة في الشرق الأوسط، حيث أنهم لا يفضلون مثل هذا النمط من النظم السياسية الليبرالية – الديمقراطية، وإن تم نسجها في إطار من القيم والثقافة السائدة في المنطقة.

2 تحقيق الإصلاح السياسي في الدول العربية المحافظة:

وذلك من خلال إحداث نوع من الإصلاحات السياسية عن طريق الانتخابات الحرة –على حد قولهم – وتشكيل مجالس تشريعية قومية وفق هذا الأساس في كل دول المنطقة.

3 التغيير بطرق أو أشكال آخرى:

في اعتقادي أن هذا التغيير يمكن أن يتم من خلال تغيير في المعادلات وفي التكتلات الإقليمية القائمة الآن، حيث من المرجح أن تعمد الولايات المتحدة – بعد إحداث الإصلاحات السياسية التي تسعى إليها وتبتغيها – إلى نوع جديد من المعادلات والتكتلات الإقليمية القائمة الآن، حيث من المرجح أن تعمد الولايات المتحدة بعد إحداث الإصلاحات السياسية التي تسعى إليها وتبتغيها إلى نوع جديد من المعادلات والتكتلات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط بما يضمن لها تحقيق عوامل الاستقرار والدوام لما تنشده من إصلاحات، وفي هذا الصدد نعتقد أن لديها مشروعين لتحقيق ذلك هما:

الأول: هو طرح مشروع تكتل جديد لمنطقة الشرق الأوسط يمكن أن يحدث على مرحلتين هما: تحقيق الإصلاحات الديقراطية السابق ذكرها والتي تؤدي في النهاية إلى تشكيل مجالس نيابية قومية قائمة على انتخابات حرة، ثم تنمية وزيادة فعالية ونطاق مجلس تعاون الخليج (الفارسي) ليضم بعد ذلك العراق الجديد الحر – وفقًا لرؤيتهم – ثم دولاً أخرى مثل اليمن وبعد ذلك يمكن ضم مصر والأردن للمجلس، وهو ما سوف يسفر في نهاية الأمر عن تحقيق وقيام تكتلات أو تحالفات جديدة في منطقة الشرق الأوسط يكون الهدف الأساسي لها هو تأمين المصالح والأهداف الأمريكية.

في إطار هذا الهدف نفسه من الممكن أن يتم إنشاء مجلس الدفاع المشترك لدول منطقة الشرق الأوسط، والذي يمكن تشكيله أيضًا بعد تحقيق التغييرات التي تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقها في المنطقة بحيث يصبح مثل هذا الهيكل الأمني الجديد في الشرق الأوسط – والذي سيضم دول الخليج (الفارسي) ومصر والأردن والعراق الجديد وكذلك إسرائيل وتركيا بمثابة حلف أو تحالف جديد في المنطقة من جانب ويكون للولايات المتحدة وجود مباشر فيه من جانب آخر.

هل يمكن – في اعتقادكم – تشخيص نوع التهديدات التي تواجه دول منطقة الشرق الأوسط؟

تأتي التهديدات الموجهة ضد إسرائيل من جملة التهديدات القائمة في المنطقة. وفي اعتقادي فإن أحد أهداف السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط – منذ تشكيل الكيان الإسرائيلي المختلف وحتى الآن – يتمثل في المحافظة على أمن إسرائيل. ومن الطبيعي أنه مع الوضع في الاعتبار فكر المحافظين الجدد الذي يعني أن أمن إسرائيل يدخل ضمن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، والعكس صحيح نكون قد أدركنا أن مجلس الدفاع المشترك لدول الشرق الأوسط يكون الهدف منه هو المحافظة على أمن إسرائيل والولايات المتحدة في مقابل التهديدات التي ترددها وتضعها كل منهما مثل الإرهاب، وأسلحة الدمار الشامل، والدول التي يسمونها محور الشر، أو بعبارةٍ أخرى أفضل الدول المعارضة والمعادية للولايات المتحدة. إنني أعتقد أن الولايات المتحدة بصدد إنشاء وتشكيل نظام أمني في المنطقة يكون لها فيه وجود مباشر، وذلك في المستقبل المنظور. ثم بعد ذلك تسيطر على المنطقة عن بعد، أي بنظام التحكم عن بعد. بعد ذلك وفي المستقبل – أي على المدى المتوسط – سوف تسعى إلى إحداث نوع أو نظام أمني إقليمي يقوم على مبدأ توازن القوى وهو ما سوف يسفر في النهاية عن تشكيل تكتل جديد في الشرق الأوسط يقوم على محورين هما: المحور الأول والذي قد سبق ذكره يضم دول الخليج "الفارسي" ومصرن والأردن، والعراق الجديد، وإسرائيل وتركيا. أما المحور الثاني فيضم إيران، لبنان، وسرويا ثم يتطور الأمر في المدى البعيد إلى نظام أمني يشمل منطقة الشرق الأوسط في شكل الأوركسترا بقيادة الولايات المتحدة. ثمة تغيير آخر موضع اختلاف بين الخبراء والمختصين، والذي يمكن أن يكون الأمريكيون بصدد إحداثه يتمثل في سعيهم لتغيير الخريطة السياسية لمنطقة الشرق الأوسط مع التأكيد على أنه – كما أعتقد – لا يمكن أن يحدث مثل هذا التغيير في الأمدين المنظور والمتوسط، ذلك أن الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية أمرٌ يحظى بأهمية خاصة لدى الولايات المتحدة نفسها، وبالتالي فإن العبث بوحدة أراضي الدولة العراقية أمرٌ لا يمكن القبول به على الأقل في المستقبل القريب، وربما يحدث – على الأمد البعيد – مثل هذا المشروع ومثل هذه الاستراتيجية. وعلى أية حال، إذا ما قبلنا بالافتراض الخاص بتغيير الخريطة السياسة للشرق الأوسط فإن عدة عواقب وخيمة سوف تلحق بإيران.

ما هي التداعيات التي يمكن أن يؤدي إليها تقسيم العراق وتكون مؤثرة على إيران؟

من الطبيعي أن يكون لتقسيم العراق تداعيات سلبية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أقلها أنه في حالة حدوث ذلك فعلاً فسوف تصبح إيران القوية بلد جوار لعدة دول صغيرة على حدودها الغربية وهو ما سوف يخل بالتوازن في المنطقة.

إلى أي مدى يصبح تغيير الخريطة الحدودية للحدود القومية القائمة الآن في منطقة الشرق الأوسط لصالح إسرائيل؟ وإلى اي مدى يخدم ذلك مصالحها القومية؟ ومع الوضع في الاعتبار التصور الوهمي الخاص بالنظام الإسرائيلي تجاه العراق، ما هي النتائج التي يمكن أن تتحقق بالنسبة للمصالح الإسرائيلية في حال تشكيل حكومة ديمقراطية ذات أغلبية شعبية في المنطقة؟

في اعتقادي أن تقسيم العراق يكون لصالح النظام الإسرائيلي إذ ان هذا التقسيم للعراق سوف يدعم من إمكانية ظهور النزعات الانفصالية داخل الدول الثلاث: إيران، تركيا، وسوريا، ونظرًا لهذا السبب فإن الأمريكيين – على المدى القريب – سيبقون داعمين لهدف المحافظة على وحدة الأراضي العراقية شريطة أن تكون لهم السيطرة على العراق، لكن إذا تم حل المشكلة التركية ففي اعتقادي أن الأمريكيين سيسعون إلى تشكيل دولة فيدرالية في العراق بحيث تكون – على الأمد الطويل – في صالح إسرائيل.

ولما كان الإسرائيليون يريدون إضعافًا وتفتيتًا للمنطقة، ولأن العراق تعد واحدة من الدول التي يمكن أن تحدث توازنًا في مواجهة إسرائيل، وكذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية فمن الطبيعي إذًا أن يصبح إضعاف هاتين الدولتين لمصلحة إسرائيل.

في رأيكم ألا يمكن أن تواجه الولايات المتحدة قيمًا وأفكارًا معادية "للأمركة" طالما أنها مصرة على وضع دول المنطقة تحت ضغوط؟ أليس من المحتمل أن تقوى وتتزايد العمليات الفدائية والانتحارية ضد المصالح الأمريكية في المنطقة؟

نعم، إن الأمريكيين اليوم صاروا يعانون تناقضًا في المنطقة فسياستهم سواء في أفغانستان أو في العراق تأخذ النمط والطابع العسكري وبدلاً من أن تقلل هي من المشاعر المعادية للولايات المتحدة والغضب ضدها في المنطقة نجدها تفعل ما تفعله في العراق وأفغانستان وهو ما يزيد من تصاعد مشاعر العداء ضدها، ومن الطبيعي أن يعتقد الكثيرون أن العمليات العسكرية الأمريكية قبل ان تكون سببًا لتجذير وترسيخ الإرهاب فهي أيضًا صارت سببًا لنموه وتصاعده.

دليل ذلك أن الأمريكيين الآن باتوا يتحدثون عن نشر وبسط الديمقراطية حتى أننا نجد رامسفيلد – وهو شخص عسكري – قد بات يتحدث عن الاستفادة من الطرق والأساليب غير العسكرية لحل التناقض القائم الآن.

وقبل بدء الهجوم الأمريكي على العراق أعلن كولن باول عن مشروع بشأن العراق والمنطقة يهدف إلى إصلاح دول الشرق الأوسط ويتمحور في خطين متوازيين هما النظام التعليمي والاقتصادي من جانب، والإصلاحات السياسية من جانبٍ آخر وأنه يجب تنفيذ هذا المشروع.

إن رامسفيلد والعسكريين الآخرين خاصة بول وولفوتيز والذين خططوا للهجوم العسكري على العراق يعتقدون جميعًا في ضرورة الاستفادة من القدرة العسكرية والاستفادة منها، لكن الولايات المتحدة تواجه بالفعل مشكلة في العراق باتت مؤكدة وهي أن إجراءاتها العسكرية المتمثلة في الهجوم على العراق لم تحقق النتائج المطلوبة، لذلك يجب عليها أن تعيد النظر في استراتيجية احتلال العراق لأنها لا تستطيع الانسحاب من العراق بشكل هادئ أو بسيط هكذا وفجأة؛ لأنهم قالوا منذ بداية المر أنهم بصدد إيجاد وتشكيل نظام جديد في العراق بهدف الإصلاح الديمقراطي وتحقيق الديمقراطية وهو ما تعتبره تدريبًا أو نموذجًا أوليًا يجب تنفيذه في سائر الدول الأخرى بمنطقة الشرق الأوسط.

إذن أعتقد أن الصدمة الكهربائية التي نتجت عن العمل العسكري قد انتهت، وأعتقد أيضًا أن الأمريكيين يسعون الآن إلى إحلال السلطة السياسية محل السلطة أو القوة العسكرية وهم في الوقت نفسه يسعون بهدف كسب المشروعية لتلك السلطة السياسية. يوجد في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي عدة تهديدات متباينة في طبيعتها تهدد بالفعل الأمن القومي الأمريكي من جملتها التكاليف الباهظة التي تدفعها بسبب دعاوى القضاء على أسلحة الدمار الشامل، والإرهاب، والأصولية. في هذا الصدد يعتقد المحافظون الجدد أن ظروف الشرق الأوسط قد بلغت مرحلة متقدمة من التعقيد التي أدت في النهاية إلى "نمو الإرهاب"، ولهذا فهم يقولون بضرورة الكشف عن – ومعرفة – العوامل التي توسع من دائرة الإرهاب. هم يعتقدون بوجود علاقة بين الأصولية والإرهاب، ولما كانت الدول العربية المحافظة غير ديمقراطية فإنها صارت بالتالي مكانًا ملائمًا لتنامي نوع من القيم الإسلامية المتشددة، وهذا النوع من الإسلام – كما يعتقدون أيضًا – يتعارض مع الليبرالية فالأسلحة والأصولية بمثابة أيديولوجية معادية (للأمركة)، ولذلك فإنه من أجل اقتلاع جذور الإرهاب يجب إنجاز وتحقيق إصلاحات سياسية وهو ما يمكن الوصول إليه عن طريق نشر الديمقراطية في تلك الدول، ومن ثم فقد وصلوا بأنفسهم إلى نتيجة مفادها: أن الخطوات والأعمال العسكرية ليست هي طريق الحل النهائي ولن تكون هكذا.

وكما ذكرت من قبل فإن رامسفيلد يقول: إن الخطوات والأعمال العسكرية لا تكفي وحدها وأنه يجب مواجهة القيم والأفكار التي تؤدي إلى الأعمال العدائية والمعادية (للأمركة) والتي تسبب الإرهاب في الوقت نفسه، وأن طرق اجتثاث جذور هذه الأفكار والرؤى هو التعليم، والاقتصاد الحر والإصلاحات السياسية في دول الخليج (الفارسي) الصديقة للولايات المتحدة الأمريكية.

أيضًا الضغط على الدول التي تتبنى سياسات معادية للولايات المتحدة يأتي على جدول أعمال الولايات المتحدة وهو ما يفرز بدوره إحساسات ومشاعر العداء تجاهها، من هنا فإني أعتقد أن مشروع نشر الديمقراطية في الشرق رغم أنه يتضمن ويشتمل على تهديدات باتجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلا أنه – في مقابل ذلك – يخلق لنا فرصًا متعددة يمكن ذكر بعضها على النحو التالي:

أولا: معروف أن نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية نظام قائم على حاكمية الشعب، بل إن الأمريكيين أنفسهم في الكثير من المواضع يسلمون بذلك. من هنا يكون من الطبيعي إذا ما قامت دولتنا بتقوية ودعم الديمقراطية وحاكمية الشعب أكثر و أكثر، فإنها بذلك تكون قد شكلت قوة مجابهة لطموح (الأمركة) من جانب، وقوة إقليمية من جانب آخر. ذلك لأنه إذا ما بدأت السياسات الأمريكية تفرز تداعياتها السلبية على دول المنطقة فسوف تكون لدينا بالفعل حكومة قائمة على الحاكمية الشعبية وعن طريقها سوف نصبح قوة هامة بالفعل. بعبارة أخرى، ستكون الحاكمية الشعبية ميزة لإيران، وكما سبق القول فإنه فضلاً عن ذلك يمكن أن تكون الحاكمية الشعبية الإيرانية نموذجًا وقدوة لسائر الدول الإقليمية في الشرق الأوسط.

فكما سبق القول، يسعى الأمريكيون من أجل تحقيق الديمقراطية الليبرالية فإذا ما تمت الاستفادة فعلاً من نموذج الحاكمية الشعبية الإيرانية في سائر الدول بالمنطقة فإن الديمقراطية الليبرالية الأمريكية – المطابقة لمطالب الأمريكيين وطموحاتهم – لن يكون مقدرًا لها أن تتحقق في المنطقة.

ثمة فرصة أخرى للجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي أن نشر الديمقراطية في الدول العربية سوف يخلق نوعًا من الإحساس بالهروب من الولايات المتحدة وهو ما يعني بالطبع تهيئة المناخ اللازم للتعاون بين هذه الدول وبين الجمهورية الإسلامية.

من الطبيعي أيضًا أن نشر الديمقراطية في المنطقة يتضمن ويشتمل في داخله على مخاطر وتهديدات للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مرجع ذلك أن ديمقراطيتنا تختلف عن الديمقراطية الأمريكية، وبناء على ذلك فهم يسعون إلى إشاعة هذا النمط من الديمقراطية الأمريكية فيكون من الطبيعي أيضًا أن نسعى ونجتهد لكي نحفظ ونحمي حاكميتنا الشعبية في مواجهة ضغوطهم، وهنا يكون من المحتمل حدوث أو وقوع نوع من حالة عدم الاستقرار الداخلي الناتجة عن التدخلات الأجنبية، فالولايات المتحدة تسعى إلى إحداث حالة من عدم الاستقرار في إيران حتى تستطيع من خلال ذلك ممارسة ضغوطها على الجمهورية الإسلامية؛ لكي تغير من سلوكياتها وممارستها. تهديد آخر يمكن للجمهورية الإسلامية أن تواجهه، وهو أن الليبرالية الديمقراطية نظرًا لاعتمادها – في الأساس – على الليبرالية، ونظرًا لأن الأمريكيين أنفسهم يقولون: إن الإسلام والليبرالية ليسا شيئًا واحدًا، فإن ذلك يعني أن الأبعاد الثقافية والاجتماعية والقومية الإيرانية من الممكن أن تتعرض للتهديد والخطر.

هل الهجوم العسكري على الجمهورية الإسلامية متوقعًا أم لا؟

في حالة ما إذا كان الهجوم العسكري الأمريكي على إيران مرتبطًا ببرنامج الأمريكيين السابق ذكره فإن الإقدام على هذه الخطوة العسكرية سوف يكون آخر خطوة يقدم عليها الأمريكيون لتحقيق أهدافهم، وبشكل عام يمثل أي إجراء عسكري على إيران مشكلة بالنسبة للولايات المتحدة.

لماذا يعد العمل العسكري ضد إيران مشكلة؟

لأن إيران تعد من الدول الإقليمية القوية والمختلفة عن غيرها من الدول المجاورة في المنطقة، لأن فيها حكومة شعبية، ولنفس هذا السبب يكون الهجوم العسكري عليها مشكلة شديدة بالنسبة للأمريكيين، كما أن موقع ووضع إيران يختلف عن العراق وأفغانستان. فعلى الأقل كانت الحكومة العراقية تفتقد للتأييد والحماية الشعبية، ولهذا فإنني أعتقد أن أهم قوة تتمتع بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهتها للولايات المتحدة الأمريكية هي "الحاكمية الشعبية"، وحفظ العلاقة بين الحكومة وبين الأمة، وهذا الأمر تحديدًا هو ما تسعى الولايات المتحدة للقضاء عليه؛ حيث تحاول إحداث فجوة بين الحكومة والشعب ويجب علينا أن نجتهد دومًا لملء هذه الفجوة؛ لأن أهم عنصر لوحدتنا القومية منذ اليوم الأول للثورة وحتى الآن يتمثل في الحضور والدعم الشعبي لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولهذا فإن المشروع الأول للأمريكيين هو إضعاف عنصر الشعور بالقومية بل والوحدة لدى الإيرانيين.

ما هي ردود فعل الدول العربية خاصة السعودية، ومصر، والأردن، والتي لها علاقة قديمة على التعاون مع الولايات المتحدة وذلك تجاه عملية التغيير المتوقعة في خريطة الشرق الأوسط؟

أعتقد أن الدول العربية لا حيلة لها سوى الإصلاحات السياسية. ولو أننا دققنا النظر في مرحلة وتوقيت الهجوم الأمريكي على العراق فسنرى أن الإصلاحات السياسية قد بدأت منذ تلك اللحظة التاريخية في البحرين وفي قطر وفي السعودية أيضًا. الخلاصة أن الدول العربية سوف تمضي نحو نوع من الديمقراطية الوطنية الخاصة بها والمتلائمة معها، وما ذكرته من أن إيران يمكن أن تكون نموذجًا طيبًا وملائمًا لدول المنطقة يتفق والسياق الذي يمكن أن تتجه إليه المنطقة، سبب ذلك أن إيران قد استطاعت منذ فترة أن تخلق لنفسها ديمقراطية حكومية، وإجمالاً نجحت إيران في إحداث ديمقراطية خاصة بها تقوم على أساس قيمها وتقاليدها وثقافتها الخاصة. من هنا فإن الدول العربية المحافظة تدرك أن الليبرالية الديمقراطية من الممكن أن تحل مشكلة الولايات المتحدة، ولكن ليس من الممكن أن تحل مشكلة العرب وذلك لأن الليبرالية الديمقراطية تسبب ظهور القوى المعارضة لوجود نظم الحكم القائمة، وأنها سوف تؤدي في النهاية إلى ثورات سياسية عميقة بها، أي أننا لو افترضنا أن الحكام العرب يريدون نوعًا من الإصلاحات القائمة على الليبرالية الديمقراطية. إلا أنه نظرًا لكون المجتمعات العربية هي مجتمعات إسلامية محافظة. فإن مثل هذه الإصلاحات من شأنها أن تحدث انقلابًا واسعًا وعظيمًا في داخل المجتمعات. وفي اعتقادي أن ذلك من شأنه أن يضاعف من القوى المعادية للولايات المتحدة ويمهد المناخ اللازم لذلك، بناء على ذلك لايوجد حل أو حيلة سوى إحداث نوع من الديمقراطية الوطنية وفي هذا الصدد يمكن أن تكون إيران نموذجًا طيبًا.

إن وجود ديمقراطية إيرانية طبقًا لنموذج الحاكمية الشعبية الإيرانية يتعارض مع الأهداف الأمريكية، بل ويتناقض معها. ونحن نرى في المقابل دولة مثل تركيا والتي توصف من جانب الأمريكيين بأنها دولة ديمقراطية وعلمانية ومع ذلك نرى أنها لا ترعى المصالح الأمريكية بالشكل المطلوب إذًا كيف يمكن للديمقراطية الوطنية النابعة من الداخل أن تضمن التأمين المناسب للمصالح الأمريكية؟

نعم الولايات المتحدة – أو لنقل الأمريكيين – بصدد نشر الليبرالية الديمقراطية، لكن الدول العربية لا تستطيع – في المدى القريب – أن تسلم بها أو تقبلها، ولهذا نرى اختلافًا بين الدول العربية المحافظة والولايات المتحدة حول هذا الأمر، إن دولاً مثل مصر، والسعودية والتي تمضي نحو الإصلاح نجدها وهي تفعل هذا تعمل على تحقيق إصلاح يحفظ لها قدرتها واستقرارها في حين يسعى الأمريكيون – من خلال العراق – إلى نشر الديمقراطية الليبرالية وهو ما يجعلنا نرى التضاد أو التباين القائم الآن في منطقة الشرق الأوسط. صحيح أن الأمريكيين يسعون إلى فرض الديمقراطية ولكن هذه المطالبة لا تعني بالضرورة تنفيذ أهدافهم، ولهذا فإن الوضع الحالي يعد مناخًا مناسبًا من أجل تعاون الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الدول العربية المذكورة. وكما أوضحنا من قبل فإننا نستطيع أن نمارس نوعًا من التعاون والتناغم في داخل المنطقة وأن نساهم في تشكيلها. ومع الوضع في الاعتبار أن هناك تهديدًا مشتركًا يطاول كلاً من إيران والدول العربية المحافظة فإنه من الممكن أن يسفر ذلك عن نوع من التفاهم والتعاون، وفي هذا الصدد تأتي الرغبة المصرية للتعاون مع إيران وتطبيع العلاقات معها كدليل فعلي على ما نذهب إليه. ما نراه أيضًا من تعاون متصاعد مع السعودية وما يؤدي إليه من نتائج يدخل في هذا الصدد وهو ما يعني ضرورة أن تمضي السياسة الخارجية لنا نحو هذا النوع من الائتلافات والتحالفات.

هل يوجد احتمال بشأن تعرض دولة أخرى في المنطقة إلى العدوان... سوريا على سبيل المثال؟

في اعتقادي إن حدوث اعتداء على دولةٍ ثالثة في المنطقة يعد أمرًا بعيدًا في المستقبل القريب؛ إذ يجب على الولايات المتحدة أن تعمل على إقرار الأمن داخل أفغانستان، وبالنسبة لهم يأتي الوضع في العراق في مكانة أهم وأكثر تقدمًا، ولهذا إن لم يستطع الأمريكيون أن يثبتوا وضعهم في العراق، فإن القدرة على عمل هجوم على جبهة ثالثة لن تكون متاحة لهم بالشكل المطلوب أو الكافي. صحيح أيضًا أنه إذا ما فاز بوش الابن في انتخابات الرئاسة القادمة في نوفمبر 2004 فإننا سوف نرى تصاعدًا أو تصعيدًا في اللهجة والخطوات التي ستقوم بها الولايات المتحدة ضد الدول المارقة (على حد وصفها)، لكن توقعي ليس هذا، فلا توجد عمليات عسكرية متوقعة يمكن أن تقوم بها الولايات المتحدة على دولة ثالثة.

مفهومكم عن الدول المستقلة غير واضح بالقدر الكافي.. ماذا تقصدون بهذا؟

المقصود بهذه الدول: هي تلك الدول التي تعادي الولايات المتحدة وتنتهج سياسة مستقلة عنها مثل سوريا وإيران، وهو ما سوف يعني تصعيدًا للضغوط على هاتين الدولتين، وفعلاً يسعى بوش إلى الاستفادة فعليًا من موضوع الشرق الأوسط في الانتخابات القادمة.

ماهو تأثير النظام الصهيوني على التطورات الإقليمية وما هو دوره في الخطة الجديدة للشرق الأوسط؟

إن دور إسرائيل محدد وأساسي ولهذا فإن الشرق الأوسط الجديد كما يبدو للجميع يدور في أصل فكرته على محورية الدور الخاص بالنظام الصهيوني. من هنا نجد أن الأمريكيين دائمًا يهدفون إلى استئصال جميع القوى التي يمكن أن تتوازن مع إسرائيل أو تقوم بالقضاء عليها أو إضعافها؛ لأن النظام الصهيوني كما سبق القول هو الوجه الآخر للعملة، وهو أيضًا كان ولا زال يمثل أحد الأهداف التي تسعى الولايات المتحدة للمحافظة عليها خاصة، وأن المحافظين الجدد يرون أن المصالح الأمنية لنظام الصهيوني هي نفسها المصالح الأمريكية. منها فإن الولايات المتحدة ترى أن تثبيت وتدعيم وصيفتها إسرائيل في المنطقة، ومن ثم في العالم يعد نوعًا من تثبيت وجودهم أنفسهم في المنطقة والعالم. وحتى إذا ما حدث وانسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط فإن الطبيعي أنها سوف تحتاج إلى من ينوب عنها.

مثل هذا الأمر رأيناه بوضوح في كلام شيمون بيريز في عام 1991 عندما دعا إلى إنشاء الشرق الأوسط الجديدة الذي يقوم حول محور أساسي هو "السيادة الاقتصادية الإسرائيلية" وهو الأمر الذي افترض تحققه بيسر وسهولة في حالة ما إذا حلت المشكلات العسكرية القائمة في المنطقة.

إن المطالبة الأمريكية بضرورة القضاء على أسلحة الدمار الشامل تهدف بالأساس إلى أن تظل إسرائيل القوة النووية الوحيدة والأعلى في المنطقة. فالولايات المتحدة في النهاية تريد القضاء على أية قوة عسكرية غير تقليدية في المنطقة وقد قررت لذلك استراتيجية مرنة تتفاوت بين استخدام – أو اللجوء – إلى الهجمات أو الإجراءات الاستباقية وبالطبع يكون لإسرائيل دور بارز في تنفيذ السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

فضلاً عن أن المصالح الإسرائلية قد وضعت في الاعتبار في الخريطة الجديدة للشرق الأوسط وبغض النظر عن الإصرار على ذلك، فلماذا تم إدارج مثل هذا المشروع لمنطقة الشرق الأوسط في أن هناك دولاً أخرى معارضة للولايات المتحدة مثل كوريا الشمالية وكوبا وغيرهما، وليست لها علاقات سلمية مع الولايات المتحدة الأمريكية ورغم ذلك لم توضع في نفس المنظور الأمريكي؟

أعتقد أنه على العكس من الحرب العالمية الثانية والتي كان مركز ثقلها هو أوروبا، أعتقد أن مركز ثقل النظام الدولي بعد الحادي عشر من سبتمبر هو الشرق الأوسط. لهذا السبب فإن الولايات المتحدة – أو لنقل أيضًا الأمريكيين – تواجه نوعين من التهديدات: الأولى تهديدات متوازنة والثانية تهديدات غير متوازنة، وبالنسبة للنوع الأول يمكن ذكر الصين وروسيا كمصادر أو كمراكز لهذا النوع من التهديدات، وحتى الآن يمكننا القول بأن الولايات المتحدة قد نجحت في السيطرة على هذا النوع من التهديدات، وذلك عن طريق المساومة والتحجيم والتطويق. أما بخصوص التهديدات غير المتوازنة فلا زالت تشكل حتى الآن مصدر التهديد – الذي يبدو غير متوقع بشكل دائم – للأمن القومي الأمريكي، ومعقل هذا التهديد هو الشرق الأوسط الذي يضم خليطًا من عناصر هذا النوع من التهديد مثل أسلحة الدمار الشامل، والإرهاب والنظم المعادية للولايات المتحدة، وهو ماجعل من منطقة الشرق الأوسط بيئة صالحة ومرتعًا خصبًا لهذا النوع من التهديدات التي تقصد – بالدرجة الأولى – الأمن القومي الأمريكي – هم يعتبرون أن أسامة بن لادن هو نتاج وحصاد طبيعي لمثل هذه الظروف القائمة في الشرق الأوسط، من هنا يريد الأمريكيون أن يثبتوا شأنهم في منطقة الشرق الأوسط لكي ينجحوا في النهاية في تحقيق الهدف الأكبر، وهو تثبيت شأنهم في النظام الدولي كله، من هنا نرى ممارساتهم وسياساتهم الخاصة بقضية فلسطين أيضًا حيث يعمدون إلى حلها بشكل يؤدي في النهاية إلى تحقيق مصلحة إسرائيل، ويصرون على إجبار الدول المعارضة للولايات المتحدة والموجودة في المنطقة سواء بالتهديد أو بالترغيب لكي تقبل بسيادتها وسيطرتها، ومن هنا أيضًا ندرك أن الهجوم الأمريكي على العراق له أهداف أوسع وأشمل من العراق ذاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المحافظون الجدد والشرق الأوسط الكبير( رؤية إيرانية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: عـــلاقــــــــات دولــــيــــــة ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1