منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
نهاية الجغرافيا Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
نهاية الجغرافيا Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
نهاية الجغرافيا Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
نهاية الجغرافيا Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
نهاية الجغرافيا Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
نهاية الجغرافيا Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
نهاية الجغرافيا Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
نهاية الجغرافيا Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
نهاية الجغرافيا Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
نهاية الجغرافيا Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 نهاية الجغرافيا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

نهاية الجغرافيا Empty
مُساهمةموضوع: نهاية الجغرافيا   نهاية الجغرافيا Emptyالخميس فبراير 28, 2013 1:50 pm

تقديم



نهاية الجغرافيا تعني نهاية الحدود بين الدول، وتأسيس عالم مفتوح، تضعف فيه سلطة الدولة-الوطن، وتبرز قوى عبر وطنية . فالكثيرون يعتقدون أن مستقبل العالم هو في نهاية الجغرافيا الأنتربولوجية، وهدم الحدود لتسهيل المبادلات والإنتاج من أجل تحقيق تلاقي اقتصادي يكون الممهد لتلاق حضاري أوسع وعالم بدون حروب ونزاعات. عالم متسامح تتحاور فيه الحضارات. فما هي الدلائل والبراهين التي يعتمدها أصحاب هذا الطرح؟ و ما هي براهين المشككين في هذا الطرح ؟ و إلى أي حد يمكننا الاتفاق مع هذا الطرح في ظل الأزمة الإقتصادية العالمية؟

المؤيدون

"ذات مرة كان هناك ذلك الرجل البلجيكي الأصل الذي يعمل في إحدى مكاتب الشركات المتعددة الجنسيات التي يقع مقرها في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد قاد سيارته الصينية الصنع ذات مساء عائدا إلى منزله وكانت زوجته الإيطالية التي تعمل في شركة تستورد معدات الطبع الألمانية، قد عادت إلى المنزل بالفعل، فكثيرا ما كانت سيارتها اليابانية الصغيرة أسرع حركة عبر حركة المرور، وبعد تناول وجبة الطعام التي كانت تشتمل على لحم الخنزير الميكسيكي، والجبن الهولاندي والخبز الفرنسي والنبيذ التركي، جلسا وهما يحتسيان قهوة برازيلية الصنع لمشاهدة أحد البرامج على جهاز التلفاز المصنوع في الصين، كان البرنامج حول إقصاء الفريق الوطني الايرلاندي من نهائيات كأس العالم لكرة القدم بجنوب إفريقيا، على يد الفريق الفرنسي بفضل هدف مشكوك في شرعيته بعدما مرر اللاعب الفرنسي تيري هنري كرة الهدف المؤهل بيده، لقد تعاطف الزوج مع الفريق الايرلاندي، شعور الاستياء هذا رافقهما منذ مشاهدتهما لهذه المباراة التي جرت بإيرلاندا مباشرة."

لقد اعتمدنا هذه الصورة الوصفية الأدبية لاستهلال مناقشتها لنهاية الجغرافيا مع الصعود المتنامي للعولمة. لقد أضحت حياتنا اليومية تتشابك أكثر فأكثر إلى درجة أنه يصعب عليك تحديد الجغرافيا التي يتمركز فيها هذا الزوج. بل الأكثر من ذلك فحتى الاحتفاظ بحس ثابت بالهوية الثقافية والهوية الوطنية ،على حد سواء، أصبح أمرا صعبا مع نهاية الجغرافيا.

العولمة قللت من أهمية الجغرافيا عندما قضت على الحواجز والقيود التي كانت تحدد التبادل التجاري العالمي وخلقت أسواق عالمية مفتوحة أبوابها أمام كل الأسواق العالمية التي اجتثها العولمة من انتمائها الجغرافي والثقافي. فهناك عدد هائل من البضائع التي تنتج أو تزرع في مجموعة من البلدان بغض النظر عن خصوصيتها الجغرافية ولا حتى الثقافية.

لقد غيرت العولمة هيئة وملامح العالم في أنظارنا، وتغيرت نظرتنا العظيمة للعالم الذي أضحى لا يختلف في أعيننا عن خريطته الكارتونية. إنه عالم بلا حدود ولا قيود خاصة مع انتشار وسائل النقل المتطورة وتكنولوجيا التواصل والمعلوميات الحديثة.

إن عولمة القرن الواحد والعشرين مختلفة تماما عن باقي العولمات التي عرفتها القرون الماضية، فالحدود التي أقامتها الدول بدأت بالذوبان المتسارع : تقريب المسافات، تطور تكنولوجيا الاتصالات، تطور تقنيات المعلوميات وانتشارها، إزالة الأداءات الجمركية بين مجموعة من الدول، إزالة الحواجز أمام المبادلات في السلع والخدمات، التنقل السريع لرأس المال حرية الاستثمار...الخ. كل هذا وأكثر هو من تجليات عولمة القرن الواحد والعشرين التي تجهز على الجغرافيا تدريجيا وربما ستقضي عليها نهائيا.

فرأس المال مثلا، أضحى ينتقل دون قيود كبرى، ليحط في أفضل فضاءات الاستثمار، وبإمكانه التنقل من اقتصاد وطني إلى آخر، بصورة حينية ومفاجئة، زد على هذا إحكام الخواص قبضتهم على الاقتصاد. فهناك شركات كبرى أضحت تنافس وتتحدى نفوذ الدول، إنها بالطبع، الشركات العبر وطنية. الشركات العابرة للقوميات و ذات الجنسيات المتعددة، هي شركات تخلت عن جغرافيتها، تعدت وتجاوزت حدود البلدان التي نشأت فيها بحثا عن أسواق عالمية وأرباح عالمية، كشركة كوكا كولا، جنرال موتورز، وشركات أخرى كثيرة أضحت من العناصر الجوهرية في صلب عملية الحركة الاقتصادية.

عولمة اليوم فتحت الاقتصاد بمصراعيه أمام تكنولوجيات متطورة، كالانترنيت التي تستثمر بقوة في المبادلات والمعاملات التجارية. هذه التقنية قضت على الفوارق المكانية بينما قضت وسائل التنقل الحديثة على فكرة الزمان. لقد كان وراء قتل الجغرافيا إرادة سياسية قوية عكستها جولات "الجات"، الهادفة بالأساس للحد التدريجي من الحواجز و التي انتهت في مراكش بتأسيس المنظمة العالمية للتجارة كإطار مؤسساتي جديد حرر التجارة من الجغرافيا . جل دول العالم منخرطة في هذه المنظمة ،أي متفقة على إنهاء الجغرافيا.

ما يميز عولمة اليوم أيضا، هو عولمة الإنتاج ذاته. لم يعد هناك إنتاج وطني وتسويق عالمي فكلاهما أصبحا عالميين. فأمام اتساع ظاهرة العولمة الاقتصادية، ضحت مجموعة من البلدان بحدودها. لم تعد الدولة هي المهيمنة في العمل الاقتصادي حيث انتقل جانب هام من القرارات الاقتصادية وكذا السياسية إلى الخواص، أي مؤسسات عالمية كبرى مجهولة الهوية، ولا متوطنة ومقتلعة من جذورها التاريخية والجغرافية.

لنهاية الجغرافيا وجه ثقافي بارز أيضا، لقد أضحى الكثير من المنظرين يستخدمون مصطلح اللاتوطين، أي فقدان العلاقة الطبيعية بين الثقافة والأقاليم الجغرافية والاجتماعية.

لقد حررت العولمة العلاقات الاجتماعية من طابعها الجغرافي، هذا لا يعني أن الأشخاص لم يعودوا يعيشون على سطح الأرض أي في مجالات جغرافية حقيقية، بل نقصد بتحرير العلاقات الاجتماعية من طابعها الجغرافي تنامي الأماكن الافتراضية و تشابه المجالات الجغرافية. فالمتاجر التابعة للمؤسسات المتعددة الفروع يمكننا أن نجدها في أي مدينة أو دولة. فتصميم مبنى "ماكدونلدز" بالمغرب هو نفسه في فرنسا مثلا. فالأماكن الانتربولوجية انتهت مع العولمة. حيث لم يعد المكان مخزنا للهوية الثقافية والذاكرة. فالمطارات لا مكان، متاجر السوبر ماركت أيضا، زد على ذلك الطرق السريعة والقطارات الفائقة السرعة. فالمتاجر الكبرى، إحدى تجليات عولمة القرن الواحد والعشرين، هي لا مكان حيث لا جنسية لها ولا جغرافية ثقافية، ففي أقسام الخضروات والفواكه بالمتاجر الكبرى، ستجد نفسك أمام العالم كله، خضار وفواكه قادمة من كل أقطار العالم ، قد تكون قريبة أو مجاورة أو بعيدة عنك، والأكثر من ذلك قد تجد على بعض السلع شروحات وإيضاحات بعدة لغات.

إن وسائل التنقل المتطورة كالقطارات الفائقة السرعة TGV مثلا، أضحت تعبر المكان بسرعة البرق حيث يصعب عليك رؤية المناظر الطبيعية-الجغرافية بوضوح، هذا إذا كان عندك فضول أو وقت للنظر من نوافذ القطار التي زودت بأحدث التقنيات المعلوماتية (WIFI )، حيث تنقل الانترنيت المسافر من لا مكان إلى لا مكان آخر- افتراضي نافذته تطل على كل العالم.

تساهم وسائل الإعلام هي الأخرى في الفصل بين الجغرافية والثقافة المحلية، فإنسان القرن الواحد والعشرين وبفضل العولمة أضحى يمتلك كثيرا من تقنيات الاتصال المتطورة: القنوات الفضائية (التلفاز)، الهواتف النقالة، أجهزة الفاكس، أجهزة الكمبيوتر الثابتة والمحمولة، أجهزة المودم للاتصال بالانترنيت...الخ. أن تتوفر على هذه التقنيات أو البعض منها، يجعلك أكثر اطلاعا على ما يقع محليا ودوليا، وقد يغلب الطابع الدولي على وجهات نظر الأفراد بفضلها، وبالتالي تطوير نزعات ثقافية كونية. لتصبح بذلك معنيا بما يصرح به أوباما أو ساركوزي أو بما يحدث في إيران أو أفغانستان أو هايتي مؤخرا. إن العولمة في توسيعها للآفاق الثقافية ضيقت المساحات الجغرافية. فكل الأحداث أضحت لا جغرافية، لا هوية لها سواء أكانت سياسية، اقتصادية، ثقافية، رياضية، بيئية. لقد ظهرت مثلا، ثقافة غذائية عالمية، فبعض المتاجر أو المطاعم يمكننا نعتها بأماكن جمع بها مطبخ العالم بأكمله.

لا جغرافية عالمنا الحالي، تؤكد اعتمادنا المتبادل على بعضنا البعض أكثر من أي وقت مضى، حتى لو كانت الأطراف الأخرى في هذا التعامل المتشابك و المتبادل تعيش على بعد آلاف الأميال منا. نافذة منزل المغربي لم تعد تطل على نافذة الفرنسي فقط، بل على كل نوافذ العالم. لقد أضحت لأفعال الآخرين وأقوالهم أثر علينا، كما لأفعالنا وأقوالنا أثر على الآخرين. لم تعد سلوكاتنا وأقوالنا ذات طابع محلي مرتبط بجغرافية معينة، فأن يقول الرئيس الفرنسي لأحد المواطنين الفرنسيين "pousse toi pauvre con" هي قضية ذا أبعاد عالمية، فقدت جنسيتها (الفرنسية) وجغرافيتها بمجرد ولوجها شبكة الأنترنيت . طريقة مصافحة الرئيس الأمريكي، قتله لذبابة، الأزمة الاقتصادية و البيئية ، الأوضاع السياسية الإيرانية و الأفغانية و مأساة هايتي..، كل هذه قضايانا، قضايا عالم بلا جغرافيا أنتربولوجية.

إن العولمة بكل تجلياتها: الأنترنيت، الأسواق العالمية، وسائل النقل المتطورة، الشركات العابرة للقوميات أعلنت عيشنا في عالم واحد، في عالم بلا جغرافيا، بلا وطن، بلا هوية. فحتى المنظمات وبفعل العولمة أضحت لا جغرافية، فالمنظمات الغير الحكومية لا ترتبط بأي مؤسسة حكومية: كمنظمة الصليب الأحمر، أطباء بلا حدود، منظمة العفو الدولية. فحتى مناهضوا العولمة هم في حد ذاتهم معولمون كون انهم بلا جغرافية بلا هوية جغرافية. زد على ذلك المؤسسات الدولية كالامم المتحدة و البنك الدولي...الخ.

إن نهاية الجغرافيا مع العولمة تستشعر أكثر، من خلال البقاء في المنزل وليس عن طريق السفر، بإمكانك اليوم السفر إلى مناطق بعيدة عن طريق التحدث عبر الهاتف أو الانترنيت، أو مشاهدة التلفاز. لقد أصبحت الجغرافيا مع تطور وسائل الإعلام أقل أهمية. فالعلاقات الاجتماعية فقدت الكثير من طابعها الجغرافي. فالصداقة كعلاقة اجتماعية فقدت الكثير كعلاقة تفاعلية مباشرة وجها لوجه من دون وسائط إعلامية. و هذه حقيقة تؤكدها بوابات التعارف الإلكترونية كالفايس بوك، حيث بإمكان شخص مسجل على هذه البوابة الوصول إلى قائمة تضم ألف صديق، لكن دون أن تكون له حتى تجربة جغرافية حقيقية مع ثلاثين صديق من هذده القائمة. وفي هذا الإطار يمكننا الحديث أيضا عن الحميمية وفقدانها هي الأخرى للطابع الجغرافي، فهناك انتشار مهم للعلاقات الجنسية الإفتراضية إما عبر الهاتف أو عبر كاميرات الانترنيت. فحتى المدرسة هي الأخرى بدأت تفقد طابعها الجغرافي- المادي كالمباني وقاعات المحاضرات والمختبرات وغيرها، لقد أعلنت المدارس الالكترونية انفصال الطالب عن المؤسسة كجغرافية حقيقية، لقد شيدت هذه المدرسة الإلكترونية بفضل الانترنيت. فللوصول لهذه المدرسة الافتراضية لن تلزمك حافلة أو المشي لمئات من الأمتار، حاسوب مرتبط بشبكة الانترنيت يكفيك لولوج حجرة الدرس الافتراضية وإلتقاء رفاق الدراسة والأساتذة الافتراضيين.

كما أن الأوبئة مع نهاية الجغرافيا لم تعد مسألة محلية بل هي دولية، وهذا ما يؤكده الوباء الأخير H1N1 فالعولمة سهلت مأمورية تنقل الفيروسات من جسد لآخر، لقد ظهر الفيروس لأول مرة بالمكسيك وما فتئ أن انتشر عبر أنحاء العالم كله. ما يقال عن الأوبئة يمكن تعميمه على التلوث و الدليل على ذلك مؤتمر كوبانهاك و عدد الدول المشاركة فيه. و سخرية الفرنسيين من ساركوزي عندما أقر ضريبة إيكولوجية على انبعاث ثاني أوكسيد الكاربون من سيارات المواطنين الفرنسيين، فتلوث جو ألمانيا أو بلجيكا يعني بالضرورة تلوث فرنسا أو الأحرى تلوث القارة الأوروبية ككل.

المشككون.



مما سبق يمكننا القول أن العولمة حررت كل المجتمعات، الشركات، الأفراد، من القيود الجغرافية، وبهذا فقد أعلن الكثير من الباحثين المهتمين بالعولمة نهاية الجغرافيا، كالفرنسي "بول فيرليو"، بعدما أعلن البعض الآخر، نهاية التاريخ ، نخص بالذكر هنا "فوكوياما"، المستوحات من نهاية الحرب الباردة وسقوط حائط برلين. كل هذه الشعارات المتفائلة تمتنح من تطور تكنولوجي حول جذريا طريقة فهمنا للمجال، ولكنه لم ينهي الجغرافيا. النظام العالمي في تحول مستمر هذا ما في الأمر، المعرفة والمعلومة، تنتشر بسرعة إذا كان هناك بنيات تحتية تسمح بذلك.

إن القرن الواحد والعشرين قائم على وهم الاقتصاد الحديث. هذا الأخير بدوره قائم على وهم العولمة الفعلية والشاملة للعالم بفضل الأنترنيت. لكن يجب العلم أن وسائل الإعلام المتطورة مهيمن عليها من طرف المقاولات الغربية، التي لا تنشر سوى المعلومات التي ترى أنها قابلة للبيع. وبهذا فهم لا يغطون كل أنحاء العالم. هناك وهم آخر مرتبط هذه المرة بالانترنيت و تعميمها. حيث يجب الانتباه إلى كون الأنترنيت ظاهرة بالدرجة الأولى حضرية ومرتبطة أكثر بالدول المتقدمة، والأكثر من ذلك، هناك فوارق شاسعة في معدلات الارتباط بين الدول OC DE نفسها، فمثلا في نهاية 1999 كان معدل ارتباط فرنسا بالانترنيت 14% بينما كان 39% بالنسبة لكندا. فما بالك بدول العالم الثالث.

ف Amazon.com البوابة التجارية الإلكترونية المتخصصة في بيع الكتب و التي فازت مؤخرا بلقب الشركة النموذجية للقرن الواحد والعشرين ، كانت مجبرة على فتح مكتبات كلاسيكية في الولايات الأمريكية المتحدة،لأنها وصلت لفكرة أن الزبناء ورغم اهتمامهم بالتجارة الالكترونية يفضلون لمس و رؤية الأشياء المادية عوض رؤيتها على شاشة الحاسوب قبل شرائها.

هل نهاية الجغرافيا أعلنت مع نهايتها، نهاية الأنظمة البريدية الكلاسيكية، كقطاع خدماتي تقليدي أنشطته متجذرة في المجال، لأن الأمر متعلق بتوزيع منتوجات مادية داخل مجال ترابي معين باستعمال وسائل نقل كلاسيكية؟ هناك اعتقاد بأن البريد الكلاسيكي قد انتهى مع ظهور البريد والتجارة الالكترونيان. لقد أصبحت الشركات البريدية تمثل صورة الاقتصاد التقليدي، شركات تمثل نموذج المقاولات التي تصارع المجال أثناء عملها . لكن أمام ظهور تكنولوجيا حديثة محت المسافات الجغرافية، هل لا زال لهذا النوع من الشركات وجاهة؟

نعم، لازال لهذا النوع من الشركات أهمية، فمجموعة من الشركات الجوية المتخصصة في التوزيع المنزلي والسريع للبضائع، لا زالت تحقق أرباحا مهمة. ولها مكانتها الوازنة في البورصات العالمية ك DHL ، فالكثير من الشركات المتخصصة في الميكرو-إلكترونيك تتموقع بمقرية مطارات ذات قدرة استيعابية كبيرة لأن الزبناء يشترطون التوصل بمشترياتهم في أسرع وقت ممكن، وعلى هذا الأساس يمكننا القول أن الشبكات الرقمية لم تقضي على الشبكات الواقعية. فالاقتصاد الحديث لازال في حاجة ماسة لنشاطات النقل الكلاسيكية المرتبطة بالمجال، فالشركات الالكترونية نفسها لازالت تعمل بمنطق جغرافي.

يقول « Jim keane » "الناس الذي يؤمنون بأن العمل المحلي قد مات، يعملون في مصانع محددة بمكان مثلا كـ "سيليكون فالي"، هذا يعني أن الجغرافيا لازالت مهمة وهي من أهم عوامل التقدم الإقتصادي". لقد تحدث Jim keane عن "سيليكون فالي" لأن تطور قيمة المنتوجات ذات الطبيعة التكنولوجية المتطورة في الاقتصاديات الحديثة زادت من أهمية إختيار الجغرافيا، فتكلفة وكفاءة اليد العاملة تختلف من جغرافية إلى أخرى. فوجود صناعة تكنولوجية متطورة، يشجع على استقطاب الاقتصاد العالمي حول بعض المدن، عوض نشر النشاطات الاقتصادية عبر كل أنحاء العالم. فلكل مقاولة معايير معينة للتمركز في جغرافية ما، فاختيار Motorola وEricson إقامة مراكزهم المهتمة بالبحث العلمي والتكنولوجي بـ Montréal لم يكن صدفة، بل نظرا للمراكز العلمية المحلية الممتازة وسياسة ضرائية مشجعة للبحث العلمي. إن المقاولات تختار أسواقها الجديدة حسب تكلفة الإنتاج، فرساميلها قابلة للانتقال من جغرافية مالية إلى أخرى عبر أنحاء العالم. اليوم في Tokyo و New York وLondres ، و غدا في paris وFrankfort و.....الخ. هذا الانتقال السريع من جغرافية إلى أخرى ليس بالإعتباطي، فالشركات العابرة للقوميات تستثمر أموالها في مدن ذات امتياز على مستوى البنيات التحتية، الموارد البشرية، الاستقرار السياسي، الموارد الطبيعية، ولهذا نجد مجموعة من المجلات أو البوابات الالكترونية المتخصصة في توجيه المستثمرين نحو أجود المواقع الجغرافية Area developments، Global business، Facilities magazine.

Profit location. Com. كل هذا يترجم لنا المعايير الاقتصادية والجغرافية المأخوذة بعين الاعتبار قبل أي اختيار استثماري: الامتيازات الضريبية، القرب من بعض المناطق الإستراتيجية، بنية الأسواق، حالة البنيات التحتية...

هناك بعض المناطق التي تقدم مجموعة من الامتيازات وأبرزها عامل القرب، الذي يمثل ظاهرة جغرافية واقتصادية كلاسيكية لازال لها وزنها والدليل على ذلك المدن الصناعية بشمال المكسيك و المنتشرة على المقربة من الحدود الأمريكية، ميزتها إنتاج موجه للولايات المتحدة الأمريكية بأقل تكلفة. فعامل القرب هو من دفع مجموعة من الشركات الأسيوية للتمركز بالمكسيك و أروبا الشرقية للاقتراب أكثر من الأسواق الأروبية والأمريكية.

فحتى في مجال المعلوميات والإنترنيت ، أي القطاعين البارزين في الاقتصاد الحديث والبرهانين المفضلين في الإستدلال على "نهاية الجغرافيا" ، الجغرافيا لازالت حاضرة وبقوة. فمن المعلوم أن أي شخص عبر العالم بإمكانه الولوج إلى إحدى البوابات الالكترونية بشرط التوفر على ارتباط بشبكة الأنترنيت، طاقة كهربائية، وحاسوب، هذا الأخير له طابع مادي ومتواجد في جغرافية ما. كما أن برامجه تحتاج للتحيين والتجديد وهذه مهمة منوطة بشركات متخصصة، تموقعها الجغرافي لا يتم صدفة، بل يتم حسب ما يتمتع به الموقع من موارد بشرية متمكنة من المعلوميات، كالمعلوماتيين الهنديين ذووا الشهرة العالمية في هذا المجال. فSwissair تفوض تدبير معطياتها المعلوماتية لمقاولات كائنة بـ Bombay.

كما أن سهولة المبادلات التجارية على شبكة الأنترنيت قوت من رغبة الزبناء في التسليم السريع لمشترياتهم سواء أتعلق الأمر بمقاولات أو مستهلكين، ماذا يعني هذا؟

هذا يعني أن العولمة لم تقضي على الجغرافيا بل على العكس أحيتها وانعشتها، حيث زادت من أهمية ضبط المجال والقدرة على التحكم فيه، من أجل نقل البضائع من منطقة إلى أخرى عبر العالم، هذه الضرورة الجغرافية أثمرت شركات كبرى متخصصة في النقل واللوجيستيك، انتشار عمليات الشراء على شبكة الأنترنيت زادت من حجم الحزم المتنقلة من مكان إلى آخر.

إن نظام البيع والمبادلات الذي تفرضه العولمة بمعية الانترنيت زاد من أهمية وسائل النقل والتوزيع. هاتان المهمتان تتكلفان بهما شركات كبرى تعد الجغرافيا من أبرز تحدياتها. لأن عليها ضبط المجال عن طريق التمركز بالقرب من الأسواق العالمية أو المطارات أو المناطق الجغرافية الإستراتيجية، فكلما كان التوزيع أسرع كلما زادت ثقة الزبناء ورضاهم على خدمات هذا النوع من الشركات. و على هذا الأساس بإمكاننا القول أن العولمة جعلت من الجغرافية رأسمالا.

الهجرة الدولية هي الأخرى يستعان بها للدفاع عن أطروحة نهاية الجغرافيا، فبعد المسافات لم يعد عائقا أمام تنقل الأشخاص من مكان إلى آخر.

فوسائل التنقل الحديثة قضت على الاعتبارات الجغرافية، وهذا واقع تؤكده وسائل التنقل الحديثة و التنوع الثقافي الذي يميز مجموعة من المجتمعات. كما أن تحرر رأس المال وتنقله السريع، زاد من حركة الهجرة الخارجية. فأينما رحل رأس المال ترحل وراءه اليد العاملة، لذا عاد من الصعب على الدول مراقبة حدودها. كما أن القوانين الدولية منحت المهاجرين الحق في التنقل والتجمع العائلي. لكن هناك مجموعة من المتخصصين في الهجرة الدولية يفندون هذا الطرح، رغم أنهم يؤكدون أن المسافات الفيزيقية لم تعد تلعب دورا كبيرا، لكن المجال لازال محافظا على أهميته، إن المجال منتوج اجتماعي، لولوجه هناك مجموعة من الشروط والقوانين، فالمسافة التي تجمع بين البلدان قد تتقارب أو تتباعد حسب المصالح السياسية والاقتصادية.

كما أنه في مجال الهجرة الدولية هناك نوع من الحيف والامساواة الاجتماعية، فالبنسبة لأستاذ جامعي أو مهندس معلوميات الحدود التي تفصلهما عن أوربا جد قصيرة، خطوة بسيطة ستمكنهما من العبور إلى الضفة الأخرى والاستقرار بها إذا رغبا بذلك مع تمتيعهما بالحق في التجمع العائلي. أما بالنسبة للطلبة و المواطنين البسطاء. فنفس الحواجز ستصبح عالية جدا، يصعب تجاوزها، إن الجغرافية هنا لا زالت حاضرة و تعبر عن لامساواة العالم. فمن السهل على ياباني أو فرنسي الهجرة للمغرب، ومن المستحيل على مغربي بسيط الهجرة إلى اليابان أو فرنسا، إذا لم تتح له فرصة المخاطرة بحياته(ركوب قوارب الموت) او التضحية بشبابه(الزواج المصلحي بامرأة أجنبية تفوقه سنا بكثير) .

الأزمة الإقتصادية و "نهاية أسطورة " نهاية الجغرافيا و العودة للتاريخ.

في نظرنا القصد من القول بنهاية الجغرافيا هو شرعنة عولمة تقودها قوى رأسمالية تحاول المحافظة على مكتسباتها وما تجنيه من خيرات على حساب القوى المهيمن عليها، إن مقولة نهاية الجغرافيا لا تحتاج لدحضها تفكيرا فلسفيا عميقا لأنها ببساطة ليست نتاج عقل فلسفي، بقدر ما هي نتاج عقل سياسي إنها إرادة تثبيت المرحلة الحالية.

نهاية الجغرافيا لا تختلف في جوهرها الإيديولوجي عن نهاية التاريخ، فكلاهما يعبران عن موقف الطبقة المهيمنة التي لا ترى عصرها الذهبي في الماضي وخصوصياته المحلية. نهاية الجغرافيا ستلقى ضربة قاسية مع الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث نلحظ نهاية لوهم نهاية الجغرافيا و العودة إلى التاريخ إلى اقتصاد واقعي، إلى شركات وطنية. لقد أعادت الأزمة الاقتصادية الشعوب إلى جغرافيتها إلى هويتها إلى أنانيتها، إلى البحث عن التميز. كأن الأزمة رأت نهايتها في عودة الصراع الاقتصادي المغلف بما هو ثقافي، والعودة للتاريخ تظهر اليوم جليا في المجال السياسي والصراعات الجيوسياسية. أمريكا- الصين نموذج حي عن العودة للتاريخ، بعدما تعقدت الخريطة السياسية التنافسية وقنع الصراع الاقتصادي بصراع الهويات الذي أخد عدة أشكال عرقية وعقائدية: الحرب ضد الإرهاب، محاربة الديكتاتورية.

العودة إلى التاريخ هي عودة لحروب دموية وعالمية إنها لا تختلف بكثير عن عودة 1929 و الحرب العالمية الثانية. عودة لا تختلف عن عودة أمريكا للعراق تحت ذريعة حماية أمريكا من الإرهاب و نشر الديمقراطية. إن العودة خيار مصيري من الممكن أن تتخده القيادات الوطنية العظمى لصيانة الوطن اقتصاديا وسياسيا، و لإيجاد موقع في اللعبة التنافسية الكبرى. فهل حل الأزمة الإقتصادية اليوم متوقف على عودة لتاريخ دموي أي حرب عالمية ثالثة؟



المراجع المعتمدة

جون توملسون ،العولمة و الثقافة، تأليف ترجمة إيهاب عبد الرحيم محمد، عالم المعرفة،2008.

عباس برادة السني، العولمة الإقتصادية، منشورات رمسيس، 200
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نهاية الجغرافيا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نهاية قارون
» حرب نهاية العالم
» نهاية عصر البترول
» اتفاقيات إيفيان : نهاية حرب الجزائر
» كتب في الجغرافيا السياسية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: ملتقى حول العولمة والسيادة-
انتقل الى:  
1