منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
العلاقة الصينية الأمريكية Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
العلاقة الصينية الأمريكية Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
العلاقة الصينية الأمريكية Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
العلاقة الصينية الأمريكية Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
العلاقة الصينية الأمريكية Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
العلاقة الصينية الأمريكية Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
العلاقة الصينية الأمريكية Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
العلاقة الصينية الأمريكية Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
العلاقة الصينية الأمريكية Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
العلاقة الصينية الأمريكية Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 العلاقة الصينية الأمريكية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

العلاقة الصينية الأمريكية Empty
مُساهمةموضوع: العلاقة الصينية الأمريكية   العلاقة الصينية الأمريكية Emptyالسبت فبراير 16, 2013 2:02 pm

العلاقة الصينية الأمريكية .. " لا صداقة ولا عدواة "
Niu Xin Chun
باحث في معهد العلاقات الدولية الحديثة

إننا نجد مصادفة قيمة عندما نتخذ من عام 1984 نقطة انطلاق للعودة إلى العلاقات الصينية الأمريكية ، فقد جاء هذا التاريخ معلما هاما على طريق تطور العلاقات الثنائية . اذ أن الاتفاقية الصينية الأمريكية الخاصة بالاستخدام السلمي للطاقة النووية التي تم التوقيع عليها بالأحرف الأولى بين البلدين في هذا العام ، أثبتت مدى ما وصلت اليه العلاقات من ثقة عالية بينهما . فيعتبر هذا العام بداية لأحسن مرحلة من مراحل العلاقات الثنائية منذ إقامة العلاقة الدبلوماسية بينهما ، وعلى الرغم من مرور فترة طويلة على العلاقات الثنائية الا انها لم تستطع العودة الى ما كانت عليه في تلك المرحلة .

1984 بداية لافضل مرحلة
من مراحل العلاقات الثنائية منذ اقامة العلاقة الدبلوماسية

وقد جاء البيان الصيني الأمريكي المشترك حول إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1979 نتيجة للتفاهم والوفاق الذي تم التوصل اليه بين البلدين ، إذ كانت مسألة تايوان هي أكبر المشاكل المتبقية . إن الصين والولايات المتحدة قد شهدتا علاقات دبلوماسية فعلية عام 1979 ، أي قبل توقيع بيان " 17 / 8 " حول بيع الأسلحة الأمريكة لتايوان عام 1982 ، غير أن العلاقات الثنائية بينهما كانت متأزمة الى حد كبير بسبب بيع الأسلحة لتايوان . وفي الفترة ما بين العاشر والسادس عشر من يناير/ كانون الثاني عام 1984 ، قام رئيس الوزراء الصيني جاو تزي يانغ بزيارة للولايات المتحدة ، وهي الزيارة الاولى التي يقوم بها قائد صيني كبيرللولايات المتحدة بعد زيارة دنغ شياو بينغ لها عام 1979 . وفي الفترة من السادس والعشرين من أبريل / نيسان إلى الاول من مايو / أيار من العام نفسه قام الرئيس الأمريكي رونالد ريغن بزيارة للصين ، حيث فتحت الزيارات المتبادلة عالية المستوى بوابة تقدم العلاقات الصينية الأمريكية تقدما بناء . ففي فترة زيارة ريغن للصين تم التوقيع على اتفاقية الاستخدام السلمي للطاقة النووية بين البلدين . إن التوقيع على مثل هذه الاتفاقية يعكس مدى ما وصلت اليه العلاقات الثنائية من تقدم غير اعتيادي ، وعلى مدى الثقة المتبادلة الكبيرة بينهما حينذاك ، إذ أن استخدام الطاقة النووية سلميا ، من شأنه أن يشمل بشكل طبيعي التكنولوجيا النووية الحساسة إلى حد كبير . وعلى الرغم من طابع الاستخدام المدني للتكنولوجيا النووية ، الا ان امكانية تحويلها للاستخدام العسكري واردة وممكنة . لذا يمكن القول إن العلاقات الصينية الأمريكية عام 1984 تضمنت إلى حد معين شكلا من اشكال التعاون الإستراتيجي . من ذلك التاريخ وحتى عام 1989 ، كانت العلاقات الصينية الأمريكية تتصف بالتقدم والتطور بشكل اجمالي . وفي هذه المرحلة ، كان كل جانب من الجانبين يعتبر الاتحاد السوفيتي خطرا استراتيجيا علىيه ، الأمر الذي شكل شرطا أساسيا للتعاون بين الجانبين . وعلى مستوى السياسة المحلية ، كانت الصين التي تعيش بداية تنفيد سياسية الإصلاح والانفتاح تواقة التخلص من حالة العزلة التي هي فيها منذ ستينات القرن العشرين ، والسعي لجلب الاستثمارات الدولية والتكنولوجيا الجديدة ، فمن الطبيعي أن تكون الولايات المتحدة هي الرديف الافضل . اما من الجانب الامريكي ، كان ريغن ، يرى الصين حجرا على رقعة شطرنج العلاقات الثلاثية الصينية الامريكية الروسية ، ولا يرغب ايضا في تفويت سوق الصين الكبير الذي يشهد نموا سريعا ؛ وفي الوقت نفسه كان يترقب أن تدفع سياسة الإصلاح والانفتاح في نهاية المطاف بالصين نحو " الديمقراطية " . ونتيجة للدواعي الإستراتيجية المتبادلة لدى الجانبين ، ومواجهتهما لعدو مشترك ، لا لغيرهما ، عاشت العلاقات الصينية الأمريكية حالتها الفضلى في هذه الفترة .

" عامل حقوق الإنسان " و" انهيار الاتحاد السوفيتي "
هبطا بالعلاقات الى الحضيض

وعقب وقوع " حادثة تيان آن مين " عام 1989 ، أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش في خامس يونيو / حزيران عن تبنيه لسلسلة الاجراءات العقابية ضد الصين ، بما في ذلك وقف جميع الزيارات والتبادلات بين كبار المسؤولين ، ووقف جميع الصفقات العسكرية والتجارية بين البلدين ، وإعادة النظر في مسألة اقامة الطلبة الصينيين في الولايات المتحدة . وبعد ذلك ، اتخذ البيت الأبيض والكونغرس تباعا مشاريع عقابية اكثر دقة ضد الصين ، حيث كادت الاتصالات جميعها ان تتوقف بين البلدين ، حتى التبادلات العلمية وعلاقات التوأمة بين واشنطن وبكين هي الأخرى انقطعت ، فدخلت العلاقات الصينية الأمريكية في فترة شتاء قارس ( صعبة للغاية ) . أوقفت إدارة بوش عقارب ساعة العلاقات الصينية الأمريكية تحت شعار حماية " حقوق الإنسان " ، مما دل دلالة تامة على أهمية " حقوق الإنسان " في هذه العلاقات . وبسبب الهوة الواسعة بين الأنظمة الثقافية والسياسية ، فان القادة الامريكان لم يرتاحوا الى النظام السياسي في الصين ، وهذا ما جعل العلاقات الصينية الأمريكية تحيد بعيدا عن سكة المصالح . وقد سبق للعديد من الرؤساء الأمريكان أن قالوا : " طالما الصين دولة اشتراكية ، لا يمكن أن تعود العلاقات الصينية الأمريكية إلى حالتها الطبيعية تماما .

غير أن مسألة حقوق الإنسان " كانت فقط عامل من العوامل التي أدت إلى هبوط درجات حرارة العلاقات الصينية الأمريكية . ففي عام 1989 شهد العالم حدثا هاما ، ألا وهو سقوط " جدار برلين " ، وهو في نظر الكثير من العلماء والباحثين على الصعيد الدولي يرمز إلى انتهاء الحرب الباردة . إن انتهاء الحرب الباردة غيّر التشكلية الإستراتيجية الدولية ، حيث زال الاتحاد السوفيتي العدو المشترك للصين والولايات المتحدة ، ولم تعد قاعدة التعاون الإستراتيجي بين الصين والولايات المتحدة قائمة ، فشهدت تغييرات على طبيعة العلاقات بين الدولتين ، ومنذ ذلك الحين دخلت العلاقات مرحلة من التعرجات والاضطرابات . إن حاصل قوى " عوامل حقوق الإنسان " و" تفكك الاتحاد السوفيتي " دفع بهبوط وتدني العلاقات الصينية الأمريكية . فعلى الرغم من احتياج واعتماد الصين والولايات المتحدة بعضهما على بعض في المجال الاقتصادي ، ووجود الكثير من المصالح المشتركة بينهما ، الا أن ذلك لا يقارن مع القاعدة الإستراتيجية المشتركة التي كانت تقوم عليها العلاقات في ثمانينات القرن العشرين .

في احلك الايام يتطلع لجانبان
إلى الابقاء على بصيص من الاضواء

وعلاوة على العقوبات والعقوبات المضادة التي وقعت بين الصين وامريكا عام 1989 ، حدث حدث آخر جدير بالاهتمام ، وهو الزيارة السرية التي قام بها مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي الأمريكي سكوكلوفت للصين . وعندما رأى بوش الاب احتمال رفض الكونغرس منح الصين مكانة الدولة الأولى بالرعاية ، راح يروج موقفه منها عبر مكالمات تلفونية اجراها بنفسه مع أعضاء الكونغرس واحدا تلو آلاخر . لم يتوقف عند ذلك الحد فقط ، بل عرّض نفسه لخطر سياسي كبير في ارساله لسكوكلوفت للصين كمبعوث خاص له في مطلع ديسمبر من اجل المحافظة على الحد الأدنى من الاتصالات . وفي لقاء عقده معه ، قال دنغ شياو بينغ " إن العلاقات الصينية الأمريكية على الرغم من انها تشهد الان مشاكل من هذا اللون أو ذلك ، الا انها ستصح في نهاية المطاف " وهذا ما يدل على أن كلا الجانبين كانا يتطلعان إلى الحفاظ على بصيص من الأضواء في أحلك الأيام التي تعيشها العلاقات الصينية الأمريكية . فمنذ لقاء رئيس مجلس الدولة لي بنغ بالرئيس بوش الاب في مؤتمر هيئة الأمم المتحدة عام 1992 ، بدأ جليد العلاقات الصينية الأمريكية في الذوبان ، مع وجود تردد على المستويات الدنيا .

مسألة تايوان على رأس اولويات العلاقات الصينية الأمريكية

إن أزمة مضيق تايوان التي وقعت عام 1996 وأزمت العلاقات العسكرية بين البلدين ، أبرزت بشكل واضح أهمية مكانة مسألة تايوان في العلاقات الصينية الأمريكية . وفي ظل الضغوط التي مارسها الكونغرس الأمريكي بمجلسيه النواب والشيوخ ، أعلنت وزارة الخارجية في الثاني والعشرين من مايو/ ايار عام 1995 عن " الزيارة الشخصية " التي سيقوم بها لي دنغ خوي التايواني لامريكا ، والتي قد تمت المصادقة عليها من قبل الرئيس كلينتون . وفي اليوم السابع من يونيو / حزيران زار لي دنغ خوي الولايات المتحدة ، وألقى خطابا في جامعة كورنيل روّج فيه تعابير كـ " جمهورية الصين في تايوان " وغيرها من الاقوال الانفصالية . أعارت الحكومة الصينية بالغ اهتمامها بتصرفات قوى " استقلال تايوان " ، ووقفت موقفا حذرا جدا من رفع مستوى العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان . ففي الفترة الواقعة ما بين النصف الثاني من عام 1995 والنصف الأول من عام 1996 قامت الصين بعدة مناورات عسكرية في مضيق تايوان . غير أن الولايات المتحدة ورغبة منها في إظهار مصداقيتها للوعود التي قطعتها على نفسها في (( قانون العلاقات مع تايوان )) حركت ، في نفس الفترة ، أسطولين من حاملات الطائرات للقيام بدوريات مراقبة ولاستطلاع قرب مضيق تايوان . مما جعل الاحتكاكات العسكرية بين الجانبين عرضة للانفجار في اي لحظم من اللحظات ، لتبلغ درجة تأزم العلاقات بين البلدين اقصاها منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية . وقد جاء هذا الحادث دلالة تامة على أن مسألة تايوان تشكل المسألة الجوهرية في العلاقات الصينية الأمريكية ، كما جاء في القول الصيني المأثور " إن شدت شعرة منه ، اهتز البدن كله " . وفي هذا المجال وصف أحد الباحثين الأمريكان العلاقات الثنائية قائلا : " ما هو مبشر فيها هو عدم وجود إلا مسألة فعلية واحدة ( يقصد بها مسألة تايوان ) ، بينما السيء فيها هو عدم امكانية حل هذه المسألة " . إن مسألة تايوان مسألة بقيت دون حل منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين . إن الولايات المتحدة لا تزال تتمسك حتى الآن بـ " سياسة الصين الواحدة " المنصوص عليها في البيانات المشتركة الثلاث ، غير أنها ترى بأن هذه السياسة قائمة على أساس نوع من التفاهم ، أي أن السياسة الاساسية لكلا البلدين تسعي وراء حل سلمي لهذه المسألة ؛ حيث أن الولايات المتحدة متمسكة بشرط الحل السلمي لاي مشروع خاص بالمسألة تايوانية ، كما ترى أن إمدادها لتايوان بالأسلحة الدفاعية بمقتضي (( قانون العلاقات مع تايوان )) يتوافق مع روح البيان المشترك عام 1982 . وعلى ضوء هذه العقلية وقع العديد من الاحتكاكات بين الصين والولايات المتحدة بسبب مسألة تايوان ، بينما شهد مستوى المبيعات العسكرية الأمريكية لتايوان ارتفاعا سواء من حيث الكمية أو الكيفية ، كما كانت العلاقات السياسية بين امريكا وتايوان تشهد بعض الاختراقات بين فترة واخرى .

ومن جانب اخر تخشى الولايات المتحدة من شدة تضخم قوى " استقلال تايوان " ، بما يزجها في اشتباكات عسكرية واسعة مع الصين . اضافة الى ان أهمية العلاقات الصينية الأمريكية في نظر امريكا اكثر أهمية من مسألة تايوان . وخلال الأعوام الطويلة الماضية ظلت وجهات النظر الرئيسية في الولايات المتحدة ترى أن العلاقات البناءة بين البلدين هي العنصر الحاسم للسياسة الأمريكة إزاء آسيا والباسفيك ، وان المجابهة والمعاداة بين الصين وامريكا ، سترغم حلفاء الولايات المتحدة في آسيا والباسفيك إلى خيار بين هذا وذاك . الصين وامريكا كعضوين دائمين في مجلس الامن يمتلكان اسلحة نووية وتتحملان مسؤوليات والتزامات عالمية ، لهما مصالح مشتركة في مكافحة الإرهاب واحتواء أسلحة الدمار الشامل وزيادة الامن والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية والحفاظ على الأمن في اسيا واباسيفيك وفي غيرها من المسائل العالمية والاقليمية الاخرى . فعلى الرغم من وجود خلافات واضحة بينهما في بعض المسائل الهامة ، إلا أنه من الضروري محافظة الطرفين على علاقات بناءة ، وليس على علاقات مجابهة . وهذا سيكون عاملا حاسما للسياسة الأمريكة الخاصة بآسيا والباسفيك ، كما يشكل الخلفيات الكبرى للسياسة الأمريكية تجاه تايوان .

علاقة الشراكة الإستراتيجية مرت مرور الشهاب

ومن أجل الرد على سياسة " العقوبات الشاملة " التي تمارسها الولايات المتحدة ضد الصين منذ 1998 ، اتخذت الصين من الدول المحيطة ثغرة لها ، لتخلق بشكل تدريجي وضعا جديدا يزيد من مدى تأثيرها الدولي . فباءت تطلعات الولايات المتحدة في وقوع تقلبات في الصين على غرار ما حدث في الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية بالخيبة والفشل . وإذا ما استمرت الولايات المتحدة في سياسة العقوبات ضد الصين ، قد توقع نفسها في عزلة ، وليست الصين . وفي هذه الظروف رفعت امريكا معظم العقوبات على التوالي عن الصين ، فعادت الاتصالات بين البلدين تزداد تدريجيا ، خاصة بعد أزمة مضيق تايوان عام 1996 حيث أدركت إدارة كلينتون بشكل افضل مدى اهمية تحسين العلاقات الصينية الأمريكية البالغة على الأمن الآسيوي الباسيفيكي ، طرحت اخيرا سياسة " الاتصال " بالصين بديلا عن سياسة الضغط العالي التي قد فقدت فاعليتها .

ومن اليوم الثاني من نوفمبر إلى اليوم السابع والعشرين من أكتوبر عام 1997 ، قام رئيس الجمهورية جيانغ تزى مين بزيارة رسمية للولايات المتحدة ، حيث تم اقرار اقامة خط تلفوني ساخن بين الرئيسين لزيادة التبادلات بينهما . وقد كان جيانغ تزي مين هو الرئيس الثاني لجمهورية الصين الشعبية ، الذي يزور الولايات المتحدة بعد زيارة الرئيس لي شيان نيان لها ، وأول قائد صيني يقوم بزيارة للولايات المتحدة بعد عام 1989 . وفي يونيو/ حزيران عام 1998 قام الرئيس كلينتون بزيارة رسمية للصين استغرقت تسعة أيام ، حيث تم التوصل الى اتفاقية بعدم تصويب الصواريخ الموجهة لاي جانب باتجاه الاخر ، هذا وقد كان أول رئيس أمريكي على رأس عمله يقوم بزيارة للصين منذ عام 1989 . بذلك تكون العلاقات الصينية الأمريكية قد فتحت صفحة جديدة ، وتحقق على الاقل تطبيع الزيارات المتبادلة عالية المستوى بعد ان ظلت العلاقات تعيش حالة غير طبيعية ومتدنية منذ عام 1989 .

وخلال الزيارات المتبادلة بين الرئيسين وقع في تاريخ العلاقات الصينية الأمريكية حدث يستحق تسجيله بحروف من الذهب ، وهو مسألة " الشراكة الإستراتيجية " الصينية الأمريكية . ففي فترة زيارة الرئيس جيانغ تزي مين للولايات المتحدة بادرت إدارة كلينتون الطلب في ادخال عبارة " سعي الطرفين الصيني والامريكي الى اقامة علاقة شراكة استراتيجية بناءة " في مضمون البيان المشترك . من الواضح أن إدارة كلينتون قد أدركت أن العلاقات الصينية الأمريكية ينقصها منذ عام 1989 أساس إستراتيجي ، ولم تكن " علاقة تعاون استراتيجي " ، لذا أرادت اعادة بناء بهاء العلاقات الصينية الأمريكية من جديد . ومهما كان منطلق هذا الطرح ، فقد دل التاريخ على " صبيانيته " ، حيث لعبت دور إفساد للعلاقات الصينية الأمريكية . ونظرا لعدم وجود أساس للتعاون الإستراتيجي معترف به بين الصين والولايات المتحدة ، رأى أعضاء الكونغرس والباحثون الأمريكان أن سياسة كلينتون إزاء الصين طائشة للغاية ، عند ذلك ادت عبارة " الشراكة الإستراتيجية الى ارتدادات وانتكاسات ، وتعرضت سياسة كلينتون إزاء الصين الى التجريح والانتقاد ، واصطنع الكونغرس ما يسمى بـ " تقرير كوكس " . وإلى جانب ذلك لم يعد في إمكان كلينتون ، الذي وقع شخصيا في متاعب فضيحة جنسية في فترة متأخرة من حكمه ، تسخير طاقته السياسية في العلاقات الصينية الأمريكية . في الواقع إن العلاقات الصينية الأمريكية قد بدأت تتفاقم مع فترة انتهاء رئاسة كلينتون . ففي اليوم الثامن من مايو/ ايار عام 1999 ، تعرضت السفارة الصينية في يوغسلافيا لقصف جوي أثناء غارات حلف الناتو بزعامة الولايات المتحدة ، فعادت العلاقات الصينية الأمريكية لتهبط الى ادناها .

" علاقة لا صداقة ولا عداوة "

وفي عام 2001 ، حدد بوش الابن مكانة العلاقات الصينية الأمريكية على انها " منافسة استراتيجية " ، وقد مر ذلك مرور الشهاب مثل " علاقة الشراكة الإستراتيجية " . وخلال الحملة الانتخابية وجّه بوش الابن انتقادات عنيفة ضد نظرية " علاقة الشراكة الإستراتيجية " لكلينتون ، طارحا نظرية " المنافسة الإستراتيجية " ، واضعا بذلك فاتحة غير حميدة للعلاقات الصينية الأمريكية لفترة رئاسته . إلا أن الولايات المتحدة ، بعد تعرضها لأحداث " 11 / 9 " عام 2001 عادت بحاجة إلى مناصرة الصين لقضيتها في مكافحة الإرهاب الدولي ، مما اعاد العلاقات الصينية الأمريكية إلى " حالتها الطبيعية " مرة أخرى ؛ حتى وصفها باول بأنها " أحسن الفترات على امتداد الثلاثين سنة الماضية " . إن العلاقات العسكرية تمثل دليلا هاما على حسن العلاقات بين دولة وأخرى ، كما هي جانب من الجوانب اللازمة في إتمام تطبيع العلاقات بينهما . وبعد حادثة اصطدام الطائرتين الصينية الأمريكية في أبريل / نيسان عام 2001 قطعت الولايات المتحدة جميع التبادلات العسكرية مع الصين ، وتوقفت الزيارات المتبادلة بين القادة العسكريين لفترة من الزمن ، الا انها عادت على اثر احداث الحادي عشر من سبتمبر ، وقد جاءت زيارة السيد تساو كانغ تشوان وزير الدفاع الصيني للولايات المتحدة في نهاية اكتوبر 2003 علامة على اعادة تطبيع الزيارات المتبادلة عالية المستوى بين قيادة الجيشين .

فتأكد من خلال ذلك كله أن " علاقة الشراكة الإستراتيجية " بين الصين والولايات المتحدة غير عملية ، و أن " المنافسة الإستراتيجية " غير واقعية ايضا . وربما من المستحسن تحديدها على انها علاقة " اللا صداقة ، وللا عداوة " و " ذات مصالح مشتركة وصراعات متعددة " . وفي هذه الحالة قد لا تشهد العلاقات الصينية الأمريكية كثيرا من التقلبات الهائلة . المصدر : (青年参考) مراجع الشباب الصادرة بتاريخ 19 / 11 / 2003
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

العلاقة الصينية الأمريكية Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ العلاقات الصينية العربية .. حاضرها ومستقبلها   العلاقة الصينية الأمريكية Emptyالسبت فبراير 16, 2013 3:09 pm

الكاتب : لي رونغ جيان من مدينة شيانغ فانXIANG FAN بمقاطعة خو بيه HU BEI مواليد عام1955.. انتهل العلم في كل من مصر والعراق على التوالي ، وعمل كسكرتير اول وكنائب للقسم السياسي في السفارة الصينية لدى سوريا من يناير عام 2001 الى اّذار عام 2003 .. معني بشكل اساسي في دراسة وبحث التاريخ العربي والتعليم الثقافي ..

( المركز العربي للمعلومات : البريفيسور لي رئيس معهد البحوث العربية في جامعة ووخان .. له العديد من الاعمال الادبية والترجمية وتنقل في العديد من المناصب الهامة .. ونظرا لما قدمه من مساهمات بارزة في دفع وتطوير علاقات التعاون والتبادل السياسي والثثقافي العربي الصيني ، سنقوم لاحقا بتعميم نبذة عن سيرته الذاتية بشكل مستقل .. )

المضمون : التبادلات العربية عريقة وعميقة الجذور ، ففي السنوات الاخيرة الماضية ظهر في التعاون الصيني العربي توجه خرق المراحل في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها من مجالات التعاون ألاخرى .. ان اسس التعاون الصيني العربي في غاية المتانة ، وطاقاته الكامنة ضخمة ومستقبله واعد .. فعلى كل جانب من الجانبين ، الصيني والعربي ، مواصلة احترام المصالح السياسية والاهتمامات لدى الطرف الاّخر ، والعمل على توسيع التبادلات الثقافية والتقنية الى جانب الاتصالات الاقتصادية والتجارية بشكل ايجابي ونشط ، بما يضمن استمرارية تطور العلاقات الصينية العربية نحو الافضل ..

الكلمات المفصلية : الصين ؛ العالم العربي ؛ التبادلات ؛ التعاون

يقع الوطن العربي في منطقة استراتيجية عالمية هامة بغرب آسيا وشمال إفريقيا ، يتمتع بتاريخ عريق وحضارة مشرقة ، وموارد طبيعية وافرة .. ان التبادلات العربية الصينية عريقة وعميقة الجذور ، ويرجع تاريخها الى ما قبل اكثر من الفي سنة ، حيث كان " طريق الحرير " المعروف عالميا يربط الصين بالعالم العربي البعيد جدا عنها .. تأسست العلاقات الدبلوماسية بين الصين والعرب في عهد الخلافة الاسلامية بمنتصف القرن السابع عشر ، حيث كانت أسرة تانغ الصينية تعيش فترة ازدهار وشبه الجزيرة العربية تعيش فنرة نهوض .. كانت الاتصالات التجارية اّنذاك مزدهرة والتبادلات الثقافية نشطة بين الطرفين .. أما في السنوات الأخيرة الماضية فقد شهدت العلاقات الصينية العربية توسعا مستمرا في مجال التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي والتعليمي وغيرها من المجالات ..كل من الدول العربية والصين ينتميان إلى الدول النامية .. وتعتبر الدول العربية المصدر الرئيسي للنفط الصيني المستورد ، كما انها تشكل سوقا كبيرا للصادرات الصينية من المنتجات والتيكنيلوجيا .. فإن تطوير علاقات الشراكة من نمط جديد بين الصين والدول العربية ، وتوطيد التعاون الودي بينهما ، لا يتفق والمصالح الأساسية للطرفين فحسب ، بل ويساعد ايضا على حماية السلام الآسيوي والعالمي ، وتعزيز ازدهار الاقتصاد العالمي ..

أولا، العلاقات التاريخية بين الصين والوطن العربي .. الصينيون عرفوا العرب منذ وقت مبكر ، ففي عهد أسرة خان كانوا يسمون العرب بـ " تياو جي TIAO ZHI " ( جاءت من لفظ TAJIK وهي اسم عشيرة عربية في الشمال ) .. يعتبر " طريق الحرير " و " طريق العطور " طريقين رئيسيين يربطان الصين والوطن العربي بعضهما ببعض .. يبدأ طريق الحرير من تشانغ آن CHANG AN ( شي آن SHI AN اليوم ) ويمر بغرب النهر الأصفر ليقطع ممر خا شي HE XI ( مقاطعة كانسو GAN SU ) ليصل الى دون خوانغ DONG HUANG ( مدينة معروفة تقع في مقاطعة كانسو ) ، ثم يخرج من معبر يوي من YU MEN ( في كانسو ، نقطة انتهاء سور الصين العظيم ) ، ليقطع هضبة بامير PAMEER( في منطقة شينجيانغ ) ويسير غربا في وسط أسيا الوسطى ويخترق بلاد فارس ليصل الى العراق وسوريا .. فكميات كبيرة جدا من حرير القز والمنتجات الحريرية وغيرها من البضائع الصينية كانت تنقل الى البلدان العربية وحتى الى المناطق الغربية الابعد منها عبر هذا الطريق .. اما طريق العطور او ما يسمى بـ " طريق الفخار " و " طريق الحرير البحري " ، فينطلق من الخطوط البحرية الجنوبية لقوانغجو GUANG ZHOU و تشوانجوCHUAN ZHOU ومينغجو MING ZHOU ( نينبو NIN PO اليوم ) ويانغجوYANG ZHOU ويخترق مضيق ملقا و جينغ شي لان ( سيريلانكا اليوم ) ويسير إلى الجنوب في البحر ثم يمر بمضيق ملقا وسريلانكا وباقصى جنوب شبه الجزيرة الهندية حتى يصل إلى الخليج العربي أوالبحر الأحمر ، فكميات كبيرة جدا من منتجات الخزف والفخار واصناف عديدة من حرير القز والستان والقطن غيرها من البضائع الصينية كانت تنقل لى البلدان العربية ومناطق أخرى عبر هذا الطريق البحري .. وصلت السفن الصينية إلى الخليج العربي في عصر أسرة تانغ ، بينما وصلت ميناء عدن اليمني ، و زينجبار شرق إفريقيا في عصر أسرة سونغ .. أما السفن التجارية العربية فقد سلكت طريق العطور أيضا للوصول الى الموانيْ الصينية .. ففي ذلك الوقت كانت حركة التجار على الجمال لا تنقطع على طول " طريق الحرير " البري ، بينما حركة السفن التجارية على " طريق الحرير البحري " مزدهرة جدا .. هذان الشريانان الكبيران ربطا الصين بالعالم العربي ، وهما اللذان سهلا الاتصالات التجارية و التبادلات الثقافية بين الجانبين ..

ومع تأسيس الدولة الإسلامية العربية ، وتطور التبادلات الخارجية في اواسط القرن السابع ، تكثفت العلاقات الصينية العربية .. ففي السنة الثانية من عهد الامبراطور يونغ خوي YONG HUI لاسرة تانغ TANG ، ( عام 651 ميلادي ) ، أوفد الخليفة الثالث عثمان بن عفان مبعوثا رسميا إلى تشانغ آن CHANG AN عاصمة أسرة تانغ ، فمنذ ذلك التاريخ وحتى عهد الامبراطور تانغ يوان ZHEN YUAN الرابع عشر لاسرة تانغ كان العرب قد اوفدوا 37 مبعوثا دبلوماسيا للصين .. بينما وصل عدد المبعوثين العرب للصين في عهد اسرة سونغSONG الى 39 مبعوثا .. وفي عهد اسرة يوان YUAN وصل الى الصين العديد من المبعوثين العرب .. اما في عهد اسرة مينغ MING فقد وصل عدد المبعوثين الرسميين العرب للصين 40 مبعوثا ..

اما احوال المبعوثين الدبلوماسيين العرب للصين فقد وردت بشكل واضح في (( سلسلة التواريخ )) ( النسخة الصينية المترجمة بعنوان (( رحلات سليمان الى الشرق )) و (( الكامل في التاريخ )) وغيرهما من السجلات والكتب العربية .. كما وردت ايضا في (( مجلد تانغ القديمة )) ومجلد اسرة يوان (( مختارات المصادر)) و(( تاريخ اسرة مينغ )) و (( التاريخ مراّة )) وغيرها من الكتب والسجلات الصينية التاريخية .. والجدير بالذكر أن الغالبية العظمى للمبعوثين العرب كانوا يوفدون من قبل الحكومة المركزية للدولة الاسلامية ، والاقلية منهم كانوا يوفدون من قبل الحكومات المحلية ، حتى ان هناك بعض التجار الذين كانوا ينتحلون صفة " المبعوثين " للحصول على الهدايا النفيسة والوافرة من الإمبراطور الصيني .. فعلى الرغم من ذلك ، فأن المبعوثين والتجار العرب أتوا إلى الصين يحملون النوايا الطيبة للشعوب العربية ونقل رغباتها الصادقة في اقامة علاقات ودية مع الشعب الصيني ، كما ويحملون معهم الاشياء النادرة والنفيسة كالزرافة ( الغزال ذو العنق الطويل ) مثلا التي لم تكن اّنذاك موجودة في الصين .. كما واحضروا معهم القرآن الكريم وغيره من الكتب الدينية ، مما ادخل الديانة الاسلامية والثقافة العربية الى الصين ..

بدأت تتحول العلاقة التجارية بين الوطن العربي والصين من التبادل غير المباشر إلى التبادل المباشر منذ عهد أسرة تانغ ، حيث ازداد عدد التجار العرب القادمون للصين لمزاولة الاعمال التجارية .. ففي عهد اسرة تانغ كان يتجمع التجار العرب في مدن الموانيء الدولية الصينية الهامة ،كمدينة كوانجوGUANG ZHOU الساحلية جنوب الصين والعاصمة تشانغ اّن CHANG AN .. وان " المقيمون الاجانب " الذي كان يطلق على الاجانب الذين يمكثون فترة طويلة في الصين واخلافهم قد تحول فيما بعد الى " الصينيون من اصول اجنبية ".. كما كان في يانغجوYANG ZHOU وتشوانجو QUAN ZHOU الكثير من التجار العرب المقيمين ,,

كان التجار العرب يسافرون شرقا باتجاه شواطيء الجنوب الشرقي للصين ، والكثير منهم يرسون في مدينة كوانجو او مدينة يانجو الوقعة في الشمال منها ، حيث كانوا ينقلون المئات من اصناف البضائع كالعطور ( اللبان، الصمغ ، الكافور ،العنبر، الفلفل ، عود الند/ عود هندي/ عود البخور وماء الورد .. الخ ) و المجوهرات ( عاج الفيل ، قرن الكركدن، ذبل اللجأة السهفية، اللؤلؤ ، العقيق ، المرجان، الكهرمان ) و الادوية (العرّ، الليلك ، والقرنفول الخ ) والمنتجات الزجاجية بمختلف الاشكال والانواع ، ويعودون محملين بالبضائع الصينية كالخزف والحرير والشاي والمسك وغيرها من البضائع الصينية واسعة الشهرة .. بينما السفن التجارية الصينية فكانت تبحر بعيدا لتصل عمان والبحرين و والبصرة وبغداد العراقيتين وغيرها ، لمزاولة التجارة مع التجار المحليين هناك.

سبق وان اشار المنصور ، الخليفة الثاني في الحكم العباسي ، عند اقراره لبناء عاصمة جديدة له في بغداد الى ان " نهر دجلة سيربط بيننا وبين الصين البعيدة " ، وكما هو متوقع ، لم يمض إلا وقت قصير على تأسيس بغداد حتى فتحت " سوق صينية " يباع فيها الحرير والخزف وغيرهما من البضائع الصينية .. كما وصف الرحال العربي المعروف سليمان ميناء كوانجو ، اكبر الموانيء الصينية في عهد اسرة تانغ بأنه "مجمع البضائع العربية " .. وبالإضافة إلى ذلك فتحت أسواق خاصة في بيع المنتجات العربية والفارسية في كل من تشانغ آن العاصمة و مدينة يانغجو وغيرهما من المدن الأخرى.

ظلت التبادلات الودية هي اللحن الاساسي في تاريخ العلاقات الصينية العربية ، الا انه ظهر أيضا لحنا فرعيا من الصدامات العسكرية .. ففي عام 751 ، انتصرت القوات العربية على قوات تانغ الصينية التي كان يترأسها قاو شيان جي GAO XIAN ZHI والى آنشيAN XI ، الذي اصابه الغرور والاستخفاف بالعدو ، في معركة دالواس باّسيا الوسطى ، حيث اعتقلت القوات العربية في تلك الواقعة اكثر من عشرين ألف من جنود تانغ ، وكان من بينهم الكثير من صانعي الورق الذين قاموا بعد اسرهم ، على اثر معاملتهم الانسانية والجيدة ، بمساعدة العرب على انشاء مصنع للورق في سمرقند ، وبذلك انتقلت التقنية الصينية لصناعة الورق الى العرب ومن ثم الى أوروبا عبر بغداد وغيرها من المدن العربية الاخرى ..

وعلى الرغم من وجود صدامات عسكرية بين الجانبين ، الا ان هناك تعاون عسكري ايضا .. ففي اواسط فترة حكم اسرة تانغ قام البلاط الامبراطوري بطلب المساعدة العسكرية من الجانب العربي .. ففي عام 755 ، وعلى اثر " تمرد أن شي AN SHI " ( الذي قام به كل من أن لو شان AN LU SHAN و شي سي مينغ SHI SI MING ) ، قام البلاط الامبراطوري في الاستغاثة بالخليفة العباسي ، فقام المنصور على الفور بارسال قوة عسكرية قوامها اربعة الاف جندي ، لمساعدة قوات تانغ العسكرية على استعادة تشانغ آن العاصمة ومدينة لو يانغ .. وبعد اخماد التمرد وهدوء الاوضاع عاد البعض من افراد القوة العربية الى بلادهم محملين بالهدايا الثمينة ، بينما بقي البعض في الصين وسكنوا فيها ، حيث تزوجوا من الصينيين وصاهروهم ، حيث ابلوا بلاء حسنا في اخماد التمرد في بادء الامر ومن ثم قاموا بتقديم مساهمات جليلة في نشر الثقافة العربية بالصين ..

ففي عهد اسرة تانغ ، اشتهر فن " اكسير الخلود " او " فن الحياة الدائمة " الذي اخترعته الصين في القرن الثاني قبل الميلاد .. فقد الف عالم اكسير الخلود الطبيب المشهور سون سي مياو SUN SI MIAO ( 581 - 682 م ) مؤلفه المعروف ((DAN JING )) .. فهذا العلم الذي صنع هذا النوع من الدواء الذي يخلد الناس الاساليب الكيماوية ويبحث في " تحويل الحديد الى ذهب " ، قد دخل الوطن العربي من خلال التجار العرب .. قامت دار الحكمة في بغداد بترجمة المؤلفات المعنية باكسير الخلود في القرن التاسع .. فقد اطلع العالم الكيماوي العربي جابر بن حيان على هذا الفن واستفاد منه .. كما ان العالم الطبي العربي الرازي على دراية تامة واطلاع كامل على هذا الفن .. ان الجزء العلمي المعقول لفن اكسير الخلود الصيني هو احدى المصادر والمراجع الاساسية لابتكارهما المعارف الكيماوية المعاصرة ..

وفي القرن السابع اخترعت الصين فن الطباعة المحفورة على الالواح .. وفي الفترة ما بين القرنين الثامن والعاشر تم نقل هذا الفن الى في منطقة الرافدين ومصر عبر الطريقين البحري والبري .. ثم انتشر هذا الفن في اوروبا عن طريق العرب ..

وفي عهد أسرة سونغ ، كانت منطقة الشمال الغربي قد خضعت على التوالي لسيطرة اسرة لياو LIAO (907-1125) ودولة شي شيا XI XIA (1032-1227) ، مما ادى الى اغلاق ممر خا شي HE XI ، حيث عادت التبادلات تعتمد على الطريق البحري .. الا ان ذلك لم يمنع تدفق المبعوثين العرب الى الصين ، فقد كانت المملكة الفاطمية بمصر(909-1171) نشطة جدا في هذا المجال ، حيث ارسلت العديد من المبعوثين لها الى الصين ، واستمرت التبادلات اتجارية بين الطرفين .. وقد كانت الموانيء الصينية في كوانجو، وتشوانجو ، وخانجو ، ومينجو ( نينغ بو حاليا) مزدحمة بالتجار الاجانب ، ويشكل التجار العرب الاغلبية .. وفي هذه الفترة قام التجار العرب والمسلمون المقيمون في الصين ببناء أو إعادة تشييد العديد من المساجد .. ومن المساجد المشهورة والباقية حتى يومنا هذا : مسجد خواي شنغ HUAI SHENG والذي شيد في عصر اسرة تانغ بكوانجو ( ويسمى ايضا بـ " مسجد كوانغ تا GUANG TA " اي المنارة المضيئة ) ؛ ومسجد شارع البقر الذي بني في السنة الثانية من حكم جي داو ZHI DAO امبراطور اسرة سونغ ( عام 996 م ) ؛ ومسجد تشينغ جينغ QIN JING الذي بني بتشوانجو في السنة الثالثة لحكم جونغ شيانغ فوZHONG XIANG FU لاسرة سونغ ( 1010 م ) ؛ ومسجد شيان خهXIAN HE الذي بني في يانغجو عام 1275 ؛ ومسجد فنغ هوانغ الذي بني في خانجو مع نهاية حكم اسرة سونغ وبداية حكم اسرة يوان وغيرها من المساجد المشهورة الاخرى .. وخلال هذه الفترة انتقلت البوصلة من الصين إلى الوطن العربي..

فقد اكتشف الصينييون الحجر المغناطيسي وامتصاصه للحديد في القرن الثالث ق.م. ، فقد أشار العالم الصيني وانغ يون WANG YONG ( 27-حوالي عام 100) في مؤلفه (( حول التساوي والتوزن )) الى طبيعة للحجر المغنطيسي في منتصف القرن الأول الميلادي .. ثم اكتشف العالم العظيم شن كوه SHEN KUO (1232-1296) في عهد اسرة سونغ أن الابرة المغنطيسية لا تشير ، كما هو مكتشف ، إلى الشمال إشارة دقيقة بل تنحدر إلى الشرق قليلا .. وقد بدأ البحارة الصينييون استخدام الإبرة المغنطيسية منذ القرن الحادي عشر ، وكان " أحاديث من بينغجو PING ZHOU " الذي ألفه العالم الصيني جو يويZHU YU أول كتاب سجل استخدام الإبرة المغنطيسية في العالم.. اشار في كتابه الى ان " ربان السفن يعرفون المواقع الجغرافية حق المعرفة ، حيث يعتمدون ليلا على مدار النجوم ، وفي النهار على مدار الشمس ، بينما في الاجواء الملبدة في الغيوم لا بد من الاعتماد على الابرة المغناطيسية " .. لقد سهلت الابرة المغناطيسية بعد انتشارها في الوطن العربي قضية الابحار للعرب ، كما نقل العرب عام 1180م البوصلة الى اوروبا ..

ففي وقت مبكر يعود الى عهد اسرة تانغ ، استخدم العرب ملح البارود الصيني ( مادة اولية لصناعة البارود ) لصهر الذهب وصناعة الزجاج .. الفارسيون يسمون هذه المادة ب"الملح الصيني" ، أما العرب فكانوا يسمونها ب " السرجوان " اي "الثلج الصيني" لأن المادة لونها أبيض كلون الثلج وطعمها مالح كملوحة الملح .. وانتشر فن صناعة المفرقعات والبارود الصيني في الوطن العربي في النصف الأول من القرن الثالث عشر ، وتبعها دخول الاسلحة النارية اثر غزو بغداد على يد سيوليوو المنغولي عام 1258 ، ثم تعلم الأوروبيون استخدام المفرقعات وصناعة الاسلحة النارية من خلال ترجمتهم للكتب العربية المتعلقة بمعلومات البارود ك (( لجم العدو واشعال النيران به )) ، (( 88 نوعا من التجارب الطبيعية )) ومن خلال المعارك التي وقعت بين الطرفين العربي والاوروبي ..

وفي القرن الحادي عشر انتشر فن صنع الأوان الخزفية الصينية إلى الوطن العربي ، ومنه إلى فينيسيا الإيطالية عام 1470 ولم يبدأ الأوروبيون إنتاج الأوان الخزفية إلا بعد ذلك التاريخ ..

وفي عهد اسرة يوان ، فتحت الطرق البرية والبحرية ثانية بين الشرق والغرب ، وشهدت التبادلات التجارية الصينية العربية تطورا كبيرا .. حيث السفن الراسية تغطي موانيء كل من تشوانجو وكوانجو .. كما ذكر إبن بطوطة (1304-1377) الرحال العربي المشهور الذي زار جنوب الصين في القرن الرابع عشر في كتابه أن تشوانجو "من أكبر المواني التجارية ، ويمكن القول انها اكبر ميناء تجاري في العالم " ، حيث شاهدت اكثر من مائة سفينة راسية في مينائها ، بينما السفن والقوارب الصغيرة لا تعد ولا تحصى " ، بينما كوانجو فهي من " اكبر مدن العالم ، وفيها أفضل سوق في العالم" .. لقد شاهد هذا الرحال العربي عمق التبادلات التجارية العربية بام عينيه .. وان كل ما شاهده ووصفه وسجله هذا الرحال المشهور يتفق مع ما دون في السجلات التاريخية الصينية ..

وفى عهد اسرة يوان كان من بين افراد " القوات الصديقة فى المناطق الغربية " عدد غير قليل من العرب والفرس وابناء آسيا الوسطى , الذين تزاوجوا مع ابناء قومية الخان واالمنغولية واليغورية وغيرها من القوميات الاخرى بعد ان استقر ترحالهم فى انحاء الصين .. واما الاجيال التى خلفوها فقد شكلت مع ذرية " الاجانب صينيو الولادة " الذين ورد ذكرهم اّنفا ، ومع اؤلئك الذين ارتدوا عن معتقداتهم واعتنقوا الدين الاسلامي ، فى عهد اسرة مين قومية صينية اسلامية المعتقد تدعى -- قومية خوي ..

اثر تولي جو يوان جانغ ـ الامبراطور الاب(1368 - 1398 ) لاسرة مين و الذى ينحدر من اصل اسرة فلاحية ، لمقاليد الحكم ، راح يتبنى خطوات تقضى بحصر الحركة التجارية على " التجارة المسماة بـ CHAO GONG " فقط ( أى التجارة ذات العلاقة بتقديم الهدايا الى البلاط ) و " عدم السماح لسكان الشواطئ القيام برحلات بحرية بهدف التبادل التجاري مع الخارج دون اذن رسمى ، كما والغى مديرية التجارة العامة ، مما سبب انكماش في الحركة التجارية الصينية ـ العربية المزدهرة ..

ولما صعد جو دىZHU DI ـ الامبراطور الملقب ب CHENG ZU لاسرة مين (1403 ـ 1424 ) الى سدة الحكم ابطل سياسة حظر الخروج الى البحر ، وأعاد انشاء مديرية التجارة العامة .. كما أمر جنغ خه ZHENG HE ( 1371 ـ 1433 ) بان يقود اساطيل عملاقة ويتجه بها غربا حاملا رسالة سامية تتمثل في اقامة واعادة العلاقات الدبلوماسية بين الصين و الدول الاسيوية و الافريقية وتطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية معها ..

و قد قامت تلك الاساطيل تحت قيادة جنغ خه بسبع رحلات بحرية باتجاه المحيط الهندي خلال الفترة ما بين العام الثالث من عهد YONG LE ( 1405م ) حتى عودتها الى احضان الوطن في عهد XUAN DE ( 1433 ) .. كانت تنطلق اساطيل جنغ خه من الموانئ الصينية ، وتمر بمضيق ملقا فالمحيط الهندى لتصل الى غرب اّسيا وشواطئ شرق افريقيا .. فقد زارت على التوالي ما يزيد عن 30 بلدا و منطقة بما فيها CI SA ( الحسا اليوم ) وظفار ( ظفار اليوم ) و ADANG ( عدن اليوم ) و TIAN FANG ( مكة اليوم ) بالاضافة الى MUGUDUSHU ( مقديشو اليوم ) وغيرها , الامر الذى ادى الى تعزيز عرى الصداقة بين الصين و البلدان الاسيوية و الافريقية و زيادة تماسك العلاقات التقليدية التى تربط الشعب الصينى بالشعوب العربية .

هذا فان حركة التبادل التى جرت بين الصين و الدول العربية فى العصور القديمة هي صفحة مشرقة فى تاريخ العلاقات الصينيةـ العربية . و لم يقف الامر عند هذا الحد فحسب , بل و كان العرب الذين بنوا جسرا موصلا بين شرق العالم وغربه قد نقلوا الى العالم الغربى ما ابتكرته الصين من فنون في صناعة الورق و البوصلة والطباعة ، مما ساهم فى مسيرة الرقى الاجتماعى فى اوروبا .. و قد اشار كارل ماركس الى ان " البارود و البوصلة وفن الطباعة ـ هذه الاختراعات الثلاثة الرائعة ، قد أنذرت بميلاد المجتمع الرأسمالى ، حيث ان البارود قد مزق الطبقة الفروسية اربا اربا ، وفتحت البوصلة ابواب الاسواق العالمية و ساعدت على احداث المستعمرات ، بينما فن الطباعة اصبحت اداة لنشر البروتستانتية , و يمكن القول على الوجه الاعم انها اصبحت وسيلة للنهضة العلمية , و اقوى رافعة لتوفير شروط انماء الروح الخلاقة " ( الملاحظة 1 ) ..

فى اوائل القرن السادس عشر احتل البرتغاليون على التوالى جزيرة سوقطرة الواقعة قرب مدخل البحر الاحمر ، ومضيق هرمز الواقع على مدخل الخليج العربي , الامر الذى قطع الطريق بشكل شبه كامل امام حركة التجارة البحرية بين العالم العربى من جهة و بين الشرقين الادنى و الاقصى من جهة اخرى .. وبعد ذلك بفترة وجيزة ، خضعت الاراضى العربية الشاسعة لانتداب الامبراطورية العثمانية .. وعلى اثر استعادت الدول العربية استقلالها بعد الحربين العالميتين الاولى والثانية ، استأنفت الاتصالات والتبادلات الصينية العربية ثانية ..

( ملاحظة المركز العربي للمعلومات : لدينا كتاب قيم يؤرخ ويبحث في أدق التفاصيل لتاريخ العلاقات العربية الصينية القديمة " تاريخ العلاقات الصينية العربية " باللغتين الصينية والعربية )

ثانيا : الوضع الراهن للعلاقات الصينية العربية .. نالت العديد من البلدان العربية استقلالها تباعا في اربعينات القرن العشرين .. اقامت مصر وسوريا والعراق والجزائر وغيرها من الدول العربية علاقات دبلوماسية مع الصين الجديدة بعد مؤتمر باندونغ الاسيوي الافريقي الذي عقد في منتصف خمسينات القرن الماضي في اندونيسيا .. اقامت الصين علاقات دبلوماسية بشكل رسمي مع جميع الدول العربية التي تعد 22 دولة ، كما ظلت تحافظ على علاقات طيبة مع شعوب هذه الدول .. الصين والعالم العربي ظلا على الدوام يتعاطفان ويساندان بعضهما البعض .. ففي الخمسينات ، وخلال حرب 1956 ، حرب قناة السويس ، وقفت الصين حكومة وشعبا موقفا ثابتا في دعم النضال العادل الذي خاضته مصر من اجل استعادة قناة السويس ، وأدانت بشدة اعتداء القوى الخارجية على مصر .. ومن أجل دعم نضال التحرر الوطني العادل للشعب العربي ، قامت الصين بترجمة ونشر أكثر من 30 مؤلفا أدبيا عربيا، بما فيها (( نسيم السلام)) و(( أشعار مختارة جند السلام المصريين)) و(( صوت الشعب العربي)) و(( النصر حليف الجزائر)) .. كما وظلت الصين ، حكومة وشعبا ، تقف على الدوام داعمة مؤيدة لنضال الشعب الفلسطيني العادل والهادف الى استرجاع حقوقه الوطنية المشروعة . والأمر الاّخر الذي لا يمكن للشعب الصيني نسيانه ابدا ، مشاركة ثمان دول عربية هي الجزائر ، العراق ، اليمن ( الشمالية والجنوبية ) ، الصومال ، السودان ، سوريا ، ومورتانيا عام 1971 في التوقيع على مشروع استعادة جمهورية الصين الشعبية لجميع حقوقها في هيئة الامم المتحدة والاجهزة التابعة لها خلال الدورة السادسة والعشرين للجمعية العمومية لهيئة الامم المتحدة.. وعند التصويت ، صوتت معظم الدول العربية لصالح القرار .. منذ تسعينات قرن العشرين ، احبطت الصين احدى عشر مشروع قرار اوروبي معارض للصين في مجال حقوق الانسان ، وافشلت اثنى عشر مؤامرة لمشاركة سلطات تايوان في الامم المتحدة، وثمانية محاولات اخرى للانضمام الى منظمة الصحة العالمية .. لقد حظينا في كل ذلك على مساندة ثمينة من العالم العربي ..

يلعب العالم العربي ، كقوة هامة في الدول النامية، دورا هاما لا يمكن الاستغناء عنه او استبداله على المسرحين السياسي والاقتصادي الدوليين.. وظلت الصين محافظة على علاقاتها الطيبة مع العالم العربي، والاتصالات بين قادة الطرفين مكثفة ، ودائما ما يتبادلون الاّراء ووجهات النظر حول الاوضاع الدولية والاقليمية، وهناك تعاون وتنسيق بين الطرفين في بعض الشؤون الدولية والاقليمية .. فخلال الفترة ما بين ديسمبر 1963 ومارس 1964، قام جو ان لاي رئيس الوزراء الصيني الاسبق بزيارات الى اربع عشر دولة اّسيوية وافريقية بما فيها مصر والجزائر ، حيث اقترح خلالها خمس مباديء تنتهجها الحكومة الصينية لمعالجة علاقاتها مع كافة الدول العربية و الافريقية، هى:

اولا : دعم شعوب الدول العربية في نضالها ضد الامبريالية والسعي الى تحقيق وحماية الاستقلال الوطني .. ثانيا : دعم السياسة السلمية والعادلة غير المنحازة التي تنتهجها حكومات الدول العربية

ثالثا : دعم شعوب الدول العربية في تحقيق آمانيها وتطلعاتهما في الوحدة والتضامن بالاشكال والوسائل التي تختارها بنفسها .. رابعا : دعم الدول العربية في معالجة النزاعات فيما بينها من خلال المشاورات السلمية .. خامسا : تدعو الصين الى ضرورة ان تلقى سيادة الدول العربية احتراما من جميع الدول الاخرى ، وتعارض اي اعتداء او تدخل من اي جهة كانت ..

في اّب 1970، قام الزعيم السوداني اّنذاك جعفر النميري بزيارة للصين ، حيث حظي بلقاء الزعيم الصيني ماو تسي تونغ.. وفي الثاني والعشرين من مارس 1971، أقامت الصين علاقات دبلوماسية مع دولة الكويت بشكل رسمي .. في نوفمبر 1974، قام رئيس اليمن الجنوبية ربيع بزيارة للصين .. وفي اكتوبر 1982، قام الزعيم الليبي معمر القذافي بزيارة الصين .. وفي ابريل 1983 قام الرئيس المصري حسني مبارك بزيارة للصين .. وفي سبتمبر 1983، قام العاهل الاردني الحسين بن طلال بزيارة الصين .. وفي مارس 1984، قام الرئيس الصيني لي شيآن نيآن بزيارة الى الاردن .. في نوفمبر 1984، أقامت الصين علاقات دبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة .. وفي ديسمبر 1989، قام الرئيس الصيني يان شانكوين بزيارة الكويت .. وفي يوليو 1990، أقامت الصين علاقات دبلوماسية بشكل رسمي مع المملكة العربية السعودية .. وقام الرئيس المصري حسنى مبارك بخمسة زيارات على التوالي للصين في كل من عام 1990 و1992 و 1994 و 1999 و2002 .. في 1991 قام الرئيس التونسي زين بن علي بزيارة الصين .. وفي يوليو عام 1991، قام السيد لي بنغ رئيس مجلس الدولة الصيني بزيارة لمصر والدول الخليجية .. في 1993، قام الرئيس الموريتاني الطايع بزيارة الصين .. في عام 1995، قام الرئيس السوداني عمر البشير بزيارة الصين .. في يونيو 1996، قام السيد رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني بزيارة الصين .. في فبراير 1998، قام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بزيارة الصين .. في 1999، قام الرئيس الصيني جيانغ تزى مين بزيارة للملكة العربية السعودية والمغرب والجزائر .. وفي الخامس عشر من ابريل 2000، قام الرئيس الصني جيانغ تزى مين بزيارة فلسطين الاولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين البلدين .. وفي عام 2000 قام الرئيس الجزائري بوتفليقة بزيارة الصين .. وفي 2001، قام ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين بزيارته الرابعة عشر الى الصين . في ابريل 2001، قام الشيخ عبد الله بن خليفة رئيس الوزراء القطري بزيارة الصين .. في فبراير 2002، قام العاهل المغربي محمد السادس بزيارة الصين .. في ابريل 2002، قام الرئيس الصيني جيانغ تزى مين بزيارة الى ليبيا وتونس .. في 29 يناير حتى 1 فبراير عام 2004، قام الرئيس الصيني خو جينتاو بزيارة دولة الى مصر .. وفي الثلث الاخير من يونيو 2004، قام تزانغ تشينغ خونغ نائب الرئيس الصيني بزيارة رسمية الى تونس .. وفي يوليو نفس العام ، قام الرئيس السوري بشار الاسد والعاهل الاردني عبد الله الثاني ورئيس وزراء الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح وغيرهم من القيادات العربية بزيارات للصين ..

الصين والعالم العربي ظلا ، على الصعيد السياسي ، يتبادلان الدعم والتأييد والاحترام ؛ بينما على الصعيد الاقتصادي ظل كل منهما يسد احتياجات الطرف الاّخر ، ويجريا تعاون مثمر في المجال لاقتصادي والتجاري .. وقد اقامت الصين لجان اقتصادية وتجارية وفنية مشتركة مع كل من مصر والسودان وليبيا والعراق وسوريا والكويت ولبنان وتونس والمغرب والجزائر وغيرها من الدول العربية .. يتناول التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي قطاع الطاقة والعمالة والاتصالات والنقل وصناعة النسيج الخفيفة وغيرها العديد من المجالات ، بما تشمل بعض المشاريع الحيوية الهامة التي ساعدت الصين الدول العربية في تشييدها والتي اصبحت اليوم اصرحة معمارية وأنصبة رمزية وتذكارية في تاريخ التبادلات الودية بين الصين والدول العربية، بما فيها قاعة القاهرة للمؤتمرات الدولية في مصر ؛ وقاعة الخرطوم للمؤتمرات الدولية في السودان ؛ وجسر نهر النيل الابيض الكبير الذي يربط الخرطوم العاصمة في مدينة ام درمان ؛ والطريق العام الموصل بين 布-贝 البالغ طوله 960 كيلومترا في الصومال ؛ والسد العالي سينديا في العراق .. الخ . كما وأحرزت التعاون في العمالة لمقاولة المشاريع مع العراق والكويت وليبيا والجزائر وغيرها من الدول العربية نتائج مثمرة وغنية .. ولقيت الفرق الطبية التي ارسلتها الصين الى كل من اليمن والسودان وتونس والمغرب وليبيا والجزائر وموريتانيا وغيرها من الدول العربية ترحيبا حارا من قبل الشعوب العربية .. وفي الوقت نفسه قدمت الدول العربية معونات مالية ثمينة لبناء الاقتصاد الصيني .. فعلى سبيل المثال ، قام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بتقديم قروض مالية في الفترة ما بين 1982 حتى أواخر 2003، بلغت 7.40 مليار دولار اميركي استخدمت في 32 مشروع من المشاريع الضخمة والمتوسطة ، انجز منها حتى الاّن 24 مشروعا .. كما انشأ البنك الوطني المصري والبنك العربي الاردني وبنك التجارة الخارجية المغربي فروعا لها في الصين .. وقد احرز التعاون الصيني مع السودان وسوريا والكويت و السعودية والجزائر وغيرها من الدول العربية في مجال تجارة الاسلحة تقدما ملحوظا .. فبعد ان كان اجمالي الحجم التجاري بين الصين والعالم العربي عام 1990 لا يتعدا ال 1.66 بليار دولار اميركي ، ارتفع ليصل عام 2000 الى 15.2 بليار دولار .. وقد بلغ حجم استيراد الصين من النفط العربي عام 2000 ما يزيد عن 50% من مجموع حجم استيرادها النفطي للعام نفسه ..

وفي السنوات الاخيرة ، ظل التعاون والتبادل الاقتصادي والثقافي والتربوي والسياحي وغيرها من المجالات بين الصين والدول العربية يأخذ منحى بارزا من تطور تجاوز المراحل .. فقد بلغ اجمالي الحجم التجاري الصيني العربي عام 2003 اكثر من 25.4 مليار دولار اميركي اي بزيادة 43 في المائة بالمقارنة مع العام االذي سبقه ، لتصبح المجموعة العربية أكبر سابع شريك تجاري للصين .. وفي عام 2004، بلغ اجمالي الحجم التجاري بين الجانبين 36.6 بليار دولار .. وفي يوليو 2004، قام وزراء مالية الدول الست لمجلس التعاون الخليجي بزيارة جماعية للصين ، ووقعوا (( اتفاقية اطار للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والتقني )) مع الجانب الصيني ..

وفي المجال الثقافي ، قام بعض الادباء والمترجمين الصينيين بترجمة مئات من الاعمال الادبية العربية القيمة الى اللغة الصينية واطلاع شريحة واسعة من القراء الصينيين عليها .. كما قاموا بتعريف العالم العربي على بعض الاعمال الادبية الصينية ا كالعمل الكلاسيكي المعروف (( حلم القصور الحمراء)) ، الى جانب بعض القصص والاشعار الحديثة ا.. وفضلا عن ذلك، تم إدخال بعض الافلام الروائية العربية الرائعة الى الصين ، مثل (( المقهى)) و(( الانسان المنتصرعلى الظلام)) و((التوجه الى الهاوية)) وغيرها ، حيث لقيت ترحيبا كبيرا من جمهور المشاهدين الصينيين .. كما وقعت الصين العديد من اتفاقيات التبادل الثقافي بين الحكومات مع مصر واليمن وليبيا وسوريا وغيرها من الدول العربية .. وقد تم اقامة الاسبوع الثقافي الصيني في مصر والكويت وغيرهما من الدول العربية بكل نجاح .. وان الفرق الصينية للموسيقى والرقص والجمباز وغيرها قد قدمت العديد من العروض على خشبات المسارح العربية ، وبالمقابل قدمت الفرق العربية الكثير من عروض الموسيقى والرقص الجميل .. وفي الفترة من الثامن عشر اكتوبر عام 2003 ولغاية الخامس من يناير 2004 ، تم اقامة معرض " الدخول الى الاهرامات - التحف لمصر القديمة " الذي عرضت فيه الحكومة المصرية ولاول مرة هذا الحجم الكبير من التحف الاثرية ، في بكين وشنغهاي على التوالي بنجاح تام .. اما في مجال التعاون السياحي ، فقد منحت الصين مصر والمغرب وتونس وغيرها من الدول العربية مكانة " مقاصد سياحية للمواطنين الصينيين " من اجل خلق ظروف ملائمة لتوجه السواح الصينيين الى هذه الدول ذات المناظر الخلابة والحضارة العريقة .. فسيل لا ينقطع من السواح الصينيين الذين يقومون بجولات سياحية في الدول العربية بما فيها مصر ، واعدادهم في ازدياد يومي .. كما وعادت خطوط الطيران المدني لدولة الامارات العربية تسير رحلاتها المباشرة الى مدينة شنغهاي ، وكما شركة الطيران القطرية افتتحت خطا مباشرا ومنتظما لها يوصل الدوحة ببكين ، والدوحة بمدينة شنغهاي ..

ثالثا : العلاقات الصينية العربية واّفاق تطوراتها المستقبلية .. اشار الرئيس الصيني خو جينتاو خلال زيارته لمصر ، الى ان الصين والدول العربية تواجه في المرحلة الراهنة فرصا وتحديات جديدة ، مقترحا تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية : تعزيز العلاقات السياسية على اساس الاحترام المتبادل ؛ وتكثيف التبادلات الاقتصادية والتجارية الهادفة الى التنمية المشتركة ؛ وتوسيع التبادلات الثقافية القائمة على الاقتباس المتبادل ؛ وتعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية الهادف الى حماية السلام العالمي ودفع التنمية المشتركة .. وفي المؤتمر الاسيوي الافريقي الذي عقد في ابريل العام الحالي ، قدم الرئيس خو جينتاو اقتراحا من اربع نقاط هامة لاقامة علاقات شراكة استراتيجية اسيوية افريقية من نمط جديد هي " ان تصبح الدول الاّسيوية والافريقية على الصعيد السياسي شركاء تعاون يكتنفها الاحترام والدعم المتبادلين ؛ وان تصبح على الصعيد الاقتصادي شركاء تعاون في تكامل التفوق والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك ؛ وان تصبح على الصعيد الثقافي شركاء تعاون في الاقتباس المتبادل والسعي وراء الكمال وسد العجز ؛ وان تصبح على الصعيد الامني شركاء تعاون المتسم بالمساواة والثقة المتبادلة وبالحوار والتنسيق .. "

فعلى الصعيد السياسي ، ظلت الصين تدعم على الدوام القضايا العادلة للشعوب العربية ، وتدعم الحقوق والمصالح الشرعية للدول العربية ، وتدعم مبدأ " الارض مقابل السلام " ، وتدعم العملية السلمية في الشرق الاوسط ، كما وتعمل مع المجتمع الدولي على دفع هذه العملية .. الشعوب العربية تتفهم وتدعم المواقف المبدئية للصين في قضية التوحيد السلمي للبلاد ، وتثمن مواقف ووجهات نظر الصين في مسألة حقوق الانسان وغيرها ، وتأمل ان تلعب الصين دورا اكبر في الشؤون الدولية .. ظلت الصين والدول العربية مستمرة في المحافظة على الاتصالات والتبادلات الطبيعية فيما بينهما ، وقد استخدم الطرفان منابر التعاون الجديدة - منتدى التعاون الصيني العربي و منتدى التعاون الصيني الافريقي الذي انشأ في اكتوبر 2000 - بشكل مستفيض ، بحيث لعبت المنظمات غير الحكومية دورا ايجابيا ، حيث وسعا وعمقا العلاقات السياسية الممتازة القائمة اصلا بين الجانبين ..

وعلى الصعيد الاقتصادي ، فلكل منهما تفوقه ، والتكامل بينهما قوي جدا .. فالعالم العربي غني جدا بالبترول والغاز الطبيعي ، بما يمكنه من سد العجز الصيني الكبير في هذا المجال ؛ بينما المستوى الصناعي في الصين عال نسبيا و يتمتع بتفوق تقني وتفوق سلعي ايضا ، بما يمكنه تزويد العالم العربي بخدمات تقنية وكميات كبيرة من المنسوجات والمنتجات الكهربائية وغيرها .. ان توجه زحف المؤسسات الانتاجية الصينية نحو الاسواق العربية جيد جدا ، وان اّفاق التعاون الاقتصادي والتجاري مع الدول العربية رحبة جدا .. على الصين التفكير في طرق واساليب لترويج تقنياتها المتقدمة ومنتجاتها عالية الجودة للعالم العربي ، وذلك لكسب الفرص المسبقة وتوسيع تأثيرات منتجاتها في العالم العربي ، ورفع نصيب البضائع الصينية في الاسواق العربية .. وينبغي على الصين زيادة تعزيز التعاون مع الدول العربية في مجال الاعمار والانشاءات ، وتعبيد الجسور والطرق ، وخزانات المياه وصناعة ال IT وفي مجال تنمية الحقول البترولية والغازية وفي غيرها من المجالات ، واظهار تفوقها التقني بشكل مستفيض .. وعلى الصين العمل بأقصى الجهود لتسريع خطى التعاون الاقتصادي والتقني مع الدول العربية ، والسعي الحثيث وراء التحقيق التدريجي للتوازن التجاري بين الطرفين .. وعلى الجانبين الصيني والعربي تشجيع الاستثمار ثنائي الاتجاه ( المتبادل ) ، وتكريس الجهود لرسم واستكمال السياسات التفضيلية المعنية بالاستثمار .. الطرفان يرغبان في اقامة " منطقة تجارية حرة صينية – خليجية " و " منطقة تجارية حرة صينية – عربية " في الوقت المناسب وعن طريق المفاوضات والتشاور .. عدا ذلك ، ستقوم الصين عند نضوج الشروط بتقديم مكانة " الاهداف السياحية للسواح الصينيين " لعدد اكبر من الدول العربية ..

اما على الصعيد الثقافي .. ان الصين والدول العربية بصفتها من اعرق الدول واشهر الحضارات في مشارق الارض ومغاربها ، تتمتع بمضامين غنية للاقتباس المتبادل من حيث عراقة التاريخ والسعي وراء تعزيز التفوق وسد العجز لدى كل منها .. فالحضارة الصينية غنية المعارف واسعة العلوم والحضارة العربية المشرقة الباهرة متقابلتان في قمة الحضارات البشرية ، وفي العصر الراهن فان الثقافة الصينية المعاصرة المدهشة الرائعة والحضارة العربية غنية المضمين ومتنوعة الاشكال تتناغم مع بعضها البعض .. ان تجارب كل من مصر والاردن وتونس والمغرب وغيرها من الدول العربية الاخرى في مجال حماية الارث الثقافي جديرة الاقتباس من قبل الصين ، وان تطوير الصين وتنميتها لثقافة تقليدية ممتازة والاساليب التي اجرتها على النشاطات الثقافية للتجمعات تستحق الدراسة والتمعن من قبل الدول العربية .. ففي السنوات القليلة الماضية اجرت الصين تعاونا مثمرا مع مصر والسودان وتونس وسوريا وبقية الدول العربية الاخرى في مجال تعليم اللغة الصينية وتأهيل الطلبة الوافدين ، وان هذا التعاون القائم على المصالح والمنافع المتبادلة سيستمر ويتعزز اكثر فأكثر .. وفي الوقت نفسه على الجانب الصيني القيام بالبحث والدراسة حول كيفية رفع مستوى التعامل مع هذه الدول ، ومن ناحية اخرى على الصين التفكير الجدي بكيفية توسيع مجال التبادلات مع العالم العربي ، كاجراء التعاون والتبادلات مثلا مع المغرب وليبيا والمملكة السعودية وغيرها من الدول العربية في مجال التعليم والثافة والعلوم والتيكنيلوجيا والرياضة والصحة وغيرها من المجالات .. فمن خلال اجراء الصين والدول العربية للحوار والتبادلات بين الحضارتين ، جعل التقاليد المجيدة في التعلم المتبادل والاقتباس المتبادل اكثر نموا وتألقا ، والعمل المشترك على دفع تطور التنوع الثقافي العالمي ..

وعلى صعيد الامن والشؤون الدولية ، فان 21 دولة عربية من اصل 22 دولة ، كلها اعضاء في هيئة الامم المتحدة ( فلسطين عضو مراقب ) ، وتحتل ثقل عشر المجموع العام للدول الاعضاء في هذه الهيئة الولية التي تعد 191 دولة .. لكل دولة من الدول العربية مندوبها الخاص لدى الاجهزة التابعة لهيئة الامم المتحدة ، وللدول العربية منظمتها الاقليمية الخاصة بها – جامعة الدول العربية ، وتلعب الدول العربية دورا هاما في كل من حركة عدم الانحياز ، ومجموعة الدول ال 77 ، والاتحاد الافريقي وغيرها من المنظمات الاقليمية الى جانب منظمة الدول المصدرة للبترول وغيرها من الاجهزة التخصصية ..

الصين وكونها الدولة النامية الوحيدة ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن الدولي ، فان مواقفها ووجهات نظرها حيال سلسلة القضايا الدولية متشابهة او متقاربة مع الدول العربية المنتمية للدول النامية .. فان في تعزيز التشاور والتعاون بين الصين والدول العربية في الشؤون الدولية والاقليمية ما يخدم الجهود من اجل اقامة نظام دولي سياسيي واقتصادي عادل ومعقول .. لدى كل من الصين والدول العربية رغبة مشتركة في حماية السلام والاستقرار الاقليمي والعالمي ، وكلاهما يدعو الى دمقرطة العلاقات الدولية ، وتطوير تعددية النماذج ، ويتطلعان الى تحقيق نتائج وافرة وغنية من خلال التعاون القائم على المنافع المتبادلة بين الجنوب والجنوب ، والسعي وراء التنمية المشتركة .. ان كل هذه النقاط المشتركة تشكل في مجموعها لاسس المتينة للتعاون والتنسيق والتشاور الصيني العربي في المنظمات والشؤون الدولة .. الطرفان سيبذلان الجهود المشتركة لتطوير العلاقات الثنائية والعلاقات متعددة الاطراف على اساس النظرة الامنية القائمة على " الثقة المتبادلة ، المنفعة المتبادلة ، التكافؤ ، التنسيق والتعاون " ..

ففي الوقت الذي تحافظ فيه الصين على تطوير علاقات الصداقة مع الدول العربية ، عليها الاستمرار في المعالجة الملائمة لعلاقاتها مع اسرائيل وتركيا وايران وبعض الدول الاخرى التي على خلاف وصراع مع بعض الدول العربية ، وذلك بهدف المحافظة على علاقات جيدة مع جميع دول الشرق الاوسط ، علاقات تعاون بناء .. في نفس الوقت على الدول العربية استمرار المثابرة على مبدأ الصين الواحدة ، وعدم اقامة اي علاقات رسمية مع تايوان .. وعلى بعض الشخصيات الهامة في الدول العربية وقف اعمالهم الخاطئة في اجراء التبادلات الرسمية خفية مع تايوان ، لتجنب الاضرار في المصالح الجوهرية للامن السياسي للصين و الاضرار بالعلاقات الثنائية .. وعلى الصين والعالم العربي استمرار احترام اهتمامات والمصالح الاساسية لكل طرف ، وتوسيع التبادلات الثقافية والتقنية والاتصالات الاقتصادية والتجارية ، لجعل علاقات التعاون الودي بينهما تستمر السير نحو التطور الافضل ..

وباختصاراقول بان الاتصالات الودية الصينية العربية عميقة وعريقة .. وان اسس التعاون الصيني العربي في غاية المتانة والصلابة وامكانياته الكامنة ضخمة جدا .. ففي السنوات الاخيرة شهد التعاون العربي الصيني في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليم والصحة وغيرها توجها سريعا من التطور .. وسيبذلان الجهود المشتركة من اجل الاستمرار في تعزيز التفاهم والثقة المتبادلتين ، وزيادة تعزيز عرى الصداقة والتضامن بينهما ، واستمرار توسيع مجالات التعاون ، والمضي يدا بيد لخلق اّفاق رحبة للتطور من اجل غد اكثر اشراقا ..

1) (( الاستخدام العلمي للاّّّلات والموارد الطبيعية )) دار نشر الشعب لعام 1987 ، صفحة 67

2) (( التبادلات الثقافية الصينية مع الخارج )) ، " بحث وترجمة الادب العربي في الصين " .. العدد الاول لعام 1999 .. من تأليف : LI RONG JIAN و
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العلاقة الصينية الأمريكية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  السياسة الخارجية الصينية
» السياسة الخارجية الصينية
» السياسة الخارجية الصينية
» هل تستطيع واشنطن التأثير في الشراكة الصينية – الإيرانية ؟
» العلاقات الصينية الإفريقية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: عـــلاقــــــــات دولــــيــــــة ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1