منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
المحاضرة الثالثة عشر Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
المحاضرة الثالثة عشر Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
المحاضرة الثالثة عشر Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
المحاضرة الثالثة عشر Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
المحاضرة الثالثة عشر Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
المحاضرة الثالثة عشر Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
المحاضرة الثالثة عشر Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
المحاضرة الثالثة عشر Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
المحاضرة الثالثة عشر Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
المحاضرة الثالثة عشر Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 المحاضرة الثالثة عشر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

المحاضرة الثالثة عشر Empty
مُساهمةموضوع: المحاضرة الثالثة عشر   المحاضرة الثالثة عشر Emptyالأحد يناير 06, 2013 8:14 am

المحاضرة الثالثة عشر
العلاقات الدولية في حقبة مابين الحربين العالميتين
1- جهود إحلال الاستقرار في أوربا لفترة العشرين عاما1919-1939
1-1 استراتيجيات منع تكرار نمط الحرب العالمية الأولى
تم وضع ثلاث استراتيجيات لمنع تكرار نمط الحرب،ويمكن قرن هذه الاستراتيجيات الثلاث بثلاثة أشخاص مختلفين: لويد جورج ممثلاً لاستراتيجية بريطانيا العظمى، وكليمنصو لاستراتيجية فرنسا وويلسون عن استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية.
ترى استراتيجية بريطانيا العظمى إقامة نظام على طريقة "مترنيخ" أي إعادة دمج ألمانيا في منظومة الأمم، وهو ما يعبر عن مفهوم توازن القوى المفضل لدى بريطانيا التجارية منذ القرن التاسع عشر، وإعادة دمج ألمانيا من شأنه أن يسمح، ليس عودة إقلاع اقتصاد هذا البلد فحسب، بل اقتصاد أوروبا الوسطى أيضاً، كما من شأنه، في الوقت نفسه، أن يخفف حدة التوتر الذي تعيشه تلك المنطقة،وستستفيد إنجلترا اقتصادياً من عودة إقلاع ألمانيا باعتبارها أحد شركائها الأساسيين.
إن تحقيق هذه الإستراتيجية لابد أن ينبني على وجوب تقديم العون الاقتصادي لألمانيا، ثم التصدي للبلشفيين ومحاولة قلب نظام حكم لينين أو خلق مشاكل كافية له، ولابد من إيجاد قوة لألمانيا قادرة على التصدي للاتحاد السوفيتي الناشئ.
ترى الاستراتيجية الفرنسية ضرورة فرض منظومة على الطريقة "القرطاجية" أي تطبيق سياسة قمعية ضد ألمانيا، وذلك لأن الفرنسيين يشعرون بالنقص إزاء الألمان بسبب حرب 1870-1871، وبسبب الحرب العالمية الأولى ، والأربعين مليون فرنسي الذين لا يوازون الستين مليون ألماني. وهم (أي الفرنسيين) يظنون أن اندلاع حرب جديدة أمر محتوم، فبعد نهاية الحرب حث فِرْدِينَاند فوشْ Ferdinand Foch ((1929-1851 رئيس الوزراء كليمنصو على المطالبة بمنطقة الراين في مؤتمر باريس للسلام عام 1919م. وعندما رفض المؤتمر هذه المطالب قال فوش متشائمًا: إن حربًا جديدة ستندلع خلال 20 عامًا.
إن الوسيلة الوحيدة لتجنب هذا التوقع المشؤوم هو إزالة المشكلة الألمانية من خلال إبقاء هذا البلد في حالة ضعف دائم،، ولهذا، صادق الفرنسيون، في معاهدة فرساي، على مبدأ أن يفرض على ألمانيا تشكيل جيش رمزي تقريباً وتعويضات حرب باهضة، لا تسمح بنهوض الاقتصاد الألماني، وإجبار ألمانيا تسدد العجز المالي الفرنسي البالغ 7/8 من النفقات العامة في عام 1918.
رأى الإنجليز كما الأميركيون أن الفرنسيين كانوا يبالغون، فرأوا، خلافاً لرأيهم، أن الطريق الذي تقودهم إليه هذه الاستراتيجية هو طريق مسدود على المدى الطويل.
تتجسد الاستراتيجية الأمريكية المحافظة في رؤية الرئيس وودرو ولسون ، ، الذي رأى أن الحرب العالمية الأولى جاءت، بشكل خاص، نتيجة منظومة التحالفات التي كانت قائمة قبل الصراع، وهذه المنظومة تسببت بنشوب صراع محلي أدى إلى الصراع العالمي، والفكرة التي طرحها ويلسون منذ عام 1916، تقول أن لا أحد يستطيع الوقوف على الحياد إذا كان السلام العالمي مهدداً.
بناء على هذه الفكرة سيقوم ويلسون بإنشاء عصبة الأمم التي ينبغي أن تناقش فيها القضايا العالمية الشاملة والمحلية، وعصبة الأمم، بالأساس، منظومة مناوئة للعدوان، لأن العدوان مخالف للقانون وتجب معاقبته، وينطلق ويلسون من المبدأ القائل أنه إذا اطمأن العالم بأن المعتدي سينال عقابه فلن يكون هناك أي عدوان. والنتيجة المترتبة على هذا المبدأ من الناحية النظرية هي نهاية التحالفات، وهذا ما كان يصبو إليه ويلسون.
النقد النظري الذي يمكن أن نوجهه لهذه الاستراتيجية هو نقد نظرية العمل الجماعي والمنافع العامة. وتبين هذه النظرية سبب عدم فاعلية العمل الجماعي لأن المشاركين لا يفكرون إلا بمصلحتهم الخاصة. وبما أن المنفعة العامة هي عامة بالتعريف، فلابد من التساؤل عن كلفتها، أو بشكل أدق، عمن سيدفع تكلفة هذه المنفعة العامة.
ترتب على مواجهة هذه الاستراتيجيات المختلفة بعضها ببعض، وعلى هذه الرؤى الأساسية نتائج سلبية، ففي معاهدة فرساي عناصر تنتمي إلى كل واحدة من هذه الاستراتيجيات، وهذا يعني غياب الإرادة العامة، لذا شعرت ألمانيا بأنها مهانة فكرهت هذه المعاهدة المفروضة ،أما فرنسا وقد ضعفت، فقد انقسمت في العمق إلى يسار ويمين؛ وبريطانيا العظمى لم تعد القوة المهيمنة في أوروبا، والاتحاد السوفيتي انشغل بقضاياه الداخلية والولايات المتحدة اتجهت نحو الانعزالية لأنها لم تعد راغبة في التدخل إلى الشأن الأوربي.
1-2- إنشاء عصبة الأمم
عُصبة الأمم League of Nations رابطة دولية أنشئت للحفاظ على السلام بين أمم العالم، حيث صاغت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، وتضم فرنسا وإنجلترا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، ميثاقها في عام 1919م، وتأسست العصبة في يناير عام 1920م، واتخذت من جنيف بسويسرا مقرًا لها.
كان ودرو ولسون رئيس الولايات المتحدة المخطِّط الرئيسي للعصبة، ولكنه لم يتمكن من إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بالانضمام إليها.
ضم ميثاق العصبة موادا تلزم الدول الأعضاء بالمحافظة على استقلال وأرض جميع الأعضاء ضد الاعتداء. وقد اتفقت الدول الأعضاء على إحالة أية نزاعات يمكن أن تؤدي إلى الحرب إما إلى التحكيم (وهو قرار صادر عن طرف ثالث) أو إلى تحقيق يجريه مجلس العصبة، وقد تعاهدت على عدم شن حرب على أي من الدول الأعضاء التي توافق على توصيات مجلس التحكيم أو مجلس العصبة، وإذا شن أي من هذه الدول حربًا خلافًا لأي من هذه المواد، فقد اتفقت الدول الأعضاء على تطبيق العقوبات الاقتصادية، مثل وقف التعامل التجاري مع الدولة المعتدية. وإذا طلب منها مجلس العصبة، فسوف تقوم باستخدام القوة العسكرية ضد تلك الدولة.
ضمن العصبة في تركيبتها جملة من الأجهزة تتمثل فيما يلي:
- المجلس وهو الجهة الرئيسية للحفاظ على السلام. وقد تراوح حجمه بين ثمانية أعضاء و 14 عضوًا خلال تاريخ العصبة، و كان للدول الأعضاء الأكثر قوة في العصبة مقاعد دائمة في المجلس؛ حيث كانت فرنسا وألمانيا، وإنجلترا والاتحاد السوفييتي (السابق) تتمتع بمقاعد دائمة خلال سنوات عضويتهم في العصبة، أما بقية المقاعد فكانت بالتناوب بين الدول الصغيرة في العصبة.
الجمعية و تتألف من جميع الدول الأعضاء، لكل دولة عضو صوتٌ واحدٌ، وكانت الجمعية تراقب ميزانية العصبة، وتوافق على قبول أعضاء جدد، وتنتخب أعضاء المجلس المؤقتين، وتجري التعديلات على الميثاق. وبالنسبة لهذه الأمور فإن بإمكان الجمعية اتخاذ قرار بغالبية ثلثي الأصوات.
الأمانة وتوفّر الجهاز الإداري، وهناك أمين يرشحه المجلس وتوافق عليه الجمعية، ويرأس جهازًا من الموظفين ، وكانت الأمانة توفّر الموظفين لمختلف المنظمات الدولية التي تؤسسها العصبة لتعزيز التعاون في مجال التجارة الدولية، والتمويل، والنقل، والاتصالات والصحة والعلوم ، والدراسات الخاصة بنزع السلاح وشؤون المستعمرات.
كان ولسون وبقية السياسيين الذين أسسوا العصبة، يأملون أنها ستقود الأمم إلى الامتناع عن طلب الحماية عن طريق حلفاء خاصين. وكانوا يحبّذون بدلاً من ذلك إقامة نظام للأمن الجماعي، يتم فيه ضمان أمن كل دولة من الدول الأعضاء بحماية الجميع. ومن أجل أن ينجح الأمن الجماعي كان من الضروري أن تسارع جميع الدول الأعضاء، وخاصة الأقوى بينها، إلى نجدة أي دولة عضو تواجه اعتداءا.
لم يكن المجلس ولا الجمعية ليستطيعا إجبار الأعضاء على تقديم العون للدولة التي يقع الاعتداء عليها؛ إذ إن هذا العمل يجب أن يكون طوعيًا، وكان على كل دولة أن تعتقد أن تهديد أمن أي دولة، حتى ولو كانت دولة صغيرة نائية، هو تهديد لأمنها.
لم تتفق الدول الأقوى على أن الأمن الجماعي هو الهدف الرئيسي للعصبة، فقد رأت فرنسا في العصبة أداة رئيسية للمحافظة على التسوية الإقليمية المفروضة على ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، وقد استاء الألمان من العصبة؛ لأنهم شعروا أن هذا هو الهدف الحقيقي. أما القادة البريطانيون فقد اعتبروها ملتقى للأمم القوية، لكي تتشاور في حال حدوث تهديد للسلام. لكنهم لم يكونوا يريدون الالتزام مقدَّمًا بفعل أي شيء نتيجة لمثل هذه المحادثات، واعتقد الاتحاد السوفييتي أن العصبة كانت خدعة استعمارية؛ لأن الشيوعية كانت تعلم أن الحرب حتمية بين الدول الرأسمالية. أما اليابان وإيطاليا فقد أظهرتا ازدراءهما للأمن الجماعي، وذلك بمهاجمتهما الدول الأعضاء.
انسحبت اليابان من العصبة عام 1933م، لأنها رفضت الاعتراف باستيلائها على منشوريا،أما ألمانيا التي تم قبول عضويتها في العصبة عام 1926م، فقد انسحبت عام 1933م؛ لأن العصبة لم تغير قيود التسليح المفروضة على ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، وقد انسحبت إيطاليا من العصبة عام 1937م لتنضم إلى اليابان وألمانيا في التحالف ضد الاتحاد السوفييتي الذي انضم إلى العصبة عام 1934م، وطرد عام 1939م لمهاجمته فنلندا.
أخفقت العصبة بصورة واضحة، وقد اتضح ذلك، عندما هاجمت إيطاليا إثيوبيا في أكتوبر عام 1935م، وأعلن المجلس أن إيطاليا خرقت الميثاق، وقد ألزم هذا الإجراء الدول الأعضاء في العصبة بتطبيق العقوبات الاقتصادية وبدراسة استخدام القوة ضد إيطاليا.
وافقت الدول الأعضاء في العصبة بتطبيق العقوبات الاقتصادية، بوقف جميع الواردات من إيطاليا ومنع إرسال الأموال والمعدات العسكرية إليها. لكن الولايات المتحدة واليابان وألمانيا لم تكن أعضاء في العصبة ولذلك فإن جماعة القوة الساحقة التي كان ولسون يفكّر في استخدامها ضد المعتدي انخفضت إلى ثلاث دول هي فرنسا وإنجلترا والاتحاد السوفييتي، أما بقية الدول الأعضاء في العصبة فلم تكن تملك القوة الكافية للتأثير في السياسة الإيطالية. وحتى في هذه الحالة كانت فرنسا وإنجلترا والاتحاد السوفييتي تملك القدرة على إيقاف الهجوم الإيطالي لو أنها كانت يدًا واحدة وتملك التصميم على فعل ذلك.
لكن إنجلترا وفرنسا لم تكونا راغبتين في استخدام القوة أو اتخاذ إجراءات قد تؤدّي إلى الحرب، حتى إنهما أخفقتا في استخدام الإجراءات الاقتصادية، مثل فرض حظر على النفط، الأمر الذي كان سيلحق ضررًا بالغًا بجهود الحرب الإيطالية. وبحلول ماي عام 1936م، كانت إيطاليا قد استولت على إثيوبيا. وقد ألغت العصبة عقوباتها في شهر جويلية 1936.
كانت السياسة الفرنسية السبب الرئيسي وراء فشل عصبة الأمم. ولعل إنجلترا والاتحاد السوفييتي كانتا ستتخذان إجراءات أقوى ضد إيطاليا لو أن فرنسا أيدتهما، ولكن فرنسا كانت تخشى قيام حرب أخرى مع ألمانيا، وكانت تريد من إيطاليا أن تكون حليفتها، ولم يكن معقولاً بالنسبة للزعماء الفرنسيين أن يخسروا صداقة إيطاليا لمجرد حماية استقلال إثيوبيا. لقد أضعفت القضية الإثيوبية الثقة بالعصبة باعتبارها أداة لحفظ السلام.
استمرت إخفاقات العصبة في الخمس سنوات الأخيرة من عقد الثلاثينات ، وفشلت في منع اندلاع الحرب العالمية الثانية، وانحلت في أبريل عام 1946م، وحلّت محلها الأمم المتحدة.
2- العامل الإقتصادي وأثره على العلاقات الدولية في فترة العشرين عاما 1919-1939
2-1 العشرينات الصاخبة
العشرينيات الصاخبة Roaring Twenties اسم أطلق على الفترة من 1920م حتى 1930م في الولايات المتحدة وكثير من أقطار أوروبا حيث ارتبطت هذه الفترة أساسًا بحدوث تغيرات اقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية وتغيرات اجتماعية شاملة في معظم الأقطار الأوروبية. وقد سُميت كذلك عصر الجاز وعقد الدولار.
أدى التوسع الاقتصادي في الولايات المتحدة في العشرينيات من القرن العشرين إلى تحقيق أرباح هائلة في قطاعات الأعمال، خاصة في القطاع الصناعي، مما أدى إلى رفع مستوى المعيشة للعديد من الناس في العديد من الدول، وازداد الدخل الوطني الإجمالي مثلاً في الولايات المتحدة 40% خلال الفترة بين 1922م و1929م ، فارتفع من حوالي 61 مليار دولار سنويًا إلى 87 مليار دولار. ولقد أدى استخدام الآلات في الزراعة والصناعة إلى إنتاج بضائع بأسعار منخفضة، كما نزح كثير من سكان المناطق الزراعية إلى المدن.
توسعت كثير من الصناعات الجديدة الرئيسية خلال العشرينيات من القرن العشرين فقامت حملة إعلامية موسعة لترويج السيارات والهواتف السلكية والأدوات المنزلية ممّا جعل مبيعاتها تزداد بشكل كبير. وشجعت التسهيلات الائتمانية وبرامج الشراء بالتقسيط مشترين جددًا، فقد قفز رقم مبيعات السيارات مثلاً من أقل من سبعة ملايين سيارة عام 1919م إلى حوالي 23 مليون سيارة بحلول عام 1929م. وزاد حجم مبيعات أجهزة الراديو من 60 مليون دولار عام 1922م إلى حوالي 850 مليون دولار بحلول عام 1929م.
واشترى كثير من الناس أسهمًا وسندات،وكانوا يشترونها في الغالب على أساس هامش ضمان (بأموال تقترض أساسًا من السماسرة). وكذلك تدرجت أسعار الأسهم منذ بداية العشرينيات صعودًا إلا أنها قفزت قفزة كبيرة في عامي 1927م و 1928م؛ فقد تضاعف متوسط سعر السهم في بورصة نيويورك ثلاث مرات تقريبًا خلال الفترة من 1925حتى 1929م.
أدت تغيرات نظرة المجتمع الأمريكي إلى العلاقات الخارجية، والعلاقات الاجتماعية، والترفيه إلى ثورة في الحياة الأمريكية خلال تلك العشرينيات، فبعد الحرب العالمية الأولى طالب كثير من الأمريكيين بأن تبقى الولايات المتحدة بعيدًا عن الشؤون السياسية الأوروبية في المستقبل، ولقد رفض مجلس الشيوخ إجازة معاهدة فرساي التي أنهت الحرب مع ألمانيا. وبموجب تلك المعاهدة أقيمت عصبة الأمم، وقد احتج بعض الشيوخ بأن عضوية أمريكا في عصبة الأمم قد تجرها إلى مشاكل الحروب الأوروبية في المستقبل.
وعلى عكس ما هو قائم في الولايات المتحدة فإن التجارة الدولية والاقتصاد الأوروبي عانيا تراجعًا كثيرًا بعد الحرب العالمية الأولى. فبعد أن كانت الدول الأوروبية دولاً تقرض الأموال من أجل تطور رأس المال (المنتج للدخل) أصبحت دولاً مقترضة من الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت فإن الرسوم العالية التي فرضتها الولايات المتحدة ودول أخرى لحماية منتجاتها أضرّت بالتجارة الدولية، فتعرضت بريطانيا وألمانيا إلى بطالة حادّة.، كما أدّت نسبة التضخم العالية في ألمانيا إلى عدم الاستقرار، وفي بريطانيا عبر الإضراب العام الذي حدث عام 1926م عن درجة استياء العمال في بريطانيا من ظروف عملهم السيئة.
في دول أخرى كفرنسا وإيطاليا، اتجه العمال إلى بعض الحركات السياسية رغبة في تحسين أوضاعهم الاجتماعية، وقد اعتنق بعضهم حركات اشتراكية في حين تبنى آخرون الأفكار الشيوعية،إلا أن الاتحاد السوفييتي آنذاك المنشغل بمشاكله الاقتصادية العميقة، قد تراجع عن فكرة الشيوعية الداعية إلى فرض التأميم الكامل لوسائل الإنتاج (أي الصناعة والأرض) وقدم للعالم سياسة اقتصادية جديدة في عهد لينين في بداية عشرينيات القرن العشرين، ووفقًا للسياسة الاقتصادية الجديدة أصبح بوسع الفلاحين بيع منتجاتهم في الأسواق الحرة، كما أصبح بإمكان صغار المحلات أن تتاجر بحرية، وقد أدت هذه السياسة الاقتصادية إلى شيء من التحسن الاقتصادي في البلاد، إلا أن ستالين جاء فأعاد الاتحاد السوفييتي إلى السيطرة الحكومية الشديدة.
أما اليابان التي كانت حليفة المملكة المتحدة في الحرب العالمية الأولى فقد دخلت أسواقًا جديدة بمنتجاتها، وبدأ نجمها في الصعود باعتبارها قوة صناعية عالمية، مع أنها تأثرت بعض الشيء بزلزال طوكيو عام 1923م وبالهلع الاقتصادي عام 1927م.
أدى تحفظ الولايات المتحدة من الغوص في الشؤون الدولية والبعد عن التأثير الخارجي، إلى شيء من التخوف عرف في أمريكا بالخوف الأحمر. وصار كثير من الأمريكيين يفسرون ما تقوم به اتحادات العمال من احتجاجات وما يظهر في البلاد من رفض لبعض الأوضاع الاجتماعية بأن وراءه مؤامرة شيوعية.
بحلول عام 1929م أصبح الاقتصاد الأمريكي في وضع سيء بالرغم من الارتفاع الكبير في أسعار الأسهم. فقد انهارت أسعار المزارع وانخفضت أرباحها انخفاضًا شديدًا. وارتفعت كميات المنتجات الصناعية أربعة أضعاف الأجور تقريبآً. وصار العديد من العمال والمزارعين فقراء.
في أكتوبر عام 1929م توقفت المقولة الخادعة بأن أمريكا تعيش رخاء لاينتهي، وبدأ الذعر يعم سوق الأوراق المالية، فانخفضت الأسعار بحلول منتصف نوفمبر أكثر من 40% ثم تلا ذلك الكساد العظيم، كساد الثلاثينيات من القرن العشرين. قد كان ذلك كله ثمن سوء التقدير والاعتقاد بأن أمريكا تعيش رخاءً لا نهاية له أوحت به فترة العشرينيات الصاخبة.
2-2 الكساد العظيم Great Depression
الكسـاد العظيـم فترة من فترات الهبوط التجاري العالمي خلال عقد الثلاثينيات من القرن العشرين، ويأتي ترتيبها كأسوأ وأطول فترة بطالة وركود في النشاط التجاري في الأزمنة الحديثة. بدأ الكساد العظيم في أكتوبر 1929م عندما هبطت أسعار الأسهم والحصص في الشركات والمحال التجارية، في الولايات المتحدة الأمريكية وتركت الملايين بلا عمل ولا مال. واضطر الكثيرون للاعتماد في غذائهم على الحكومة أو المنظمات الخيرية.
أثَّر الكساد العظيم على كل بلد تقريباً وتسبب في انخفاض حاد في التجارة العالمية، لأن كل بلد حاول مساعدة الصناعات في بلده، بزيادة القيود على الواردات.
ساهمت أسباب كثيرة في الحدّة التي كان عليها الكساد العظيم، ففي أوروبا تسببت الحرب العالمية الأولى (1914ـ 1918م) في خراب وفوضى اقتصادية، وفي الولايات المتحدة أثناء العشرينيات ساعد إفلاس مصارف كثيرة مع الدخول المنخفضة بين المزارعين وعمال المصانع في تهيئة المسرح للكساد ، ففي جويلية 1929م ـ وهي أكثر فترات العشرينيات ازدهارًا ـ أفلس أكثر من 550 مصرفًا أمريكيًا، كذلك ساعد توزيع الدخل غير المتساوي بين العمال في حلول الهبوط. ويتفق أغلب الاقتصاديين على أن انهيار بورصة نيويورك الذي حدث في عام 1929م هو الذي بدأ الكساد.
زادت أسعار الأسهم في بورصة نيويورك بأكثر من الضعف في المتوسط خلال الفترة من 1925 إلى 1929م، وشجعت أسعار الأسهم المتزايدة الناس على المضاربة؛ أي شراء الأسهم بأمل جني أرباح كبيرة عندما ترتفع الأسعار مستقبلاً.
هبطت الأسعار بسرعة في 24 أكتوبر 1929م الذي صار يسمى الخميس الأسود، وبقي أغلبها معتدلاً في يومي الجمعة والسبت التاليين، إلا أن الأسعار هبطت مرة ثانية في يوم الاثنين التالي. وفي يوم الثلاثاء 29 أكتوبر، أصاب الهلع حملة الأسهم، وباعوا رقمًا قياسياً من أسهمهم وصل 16,410,030 سهمًا. وقد فقد آلاف الناس مبالغ ضخمة من المال، عندما هبطت الأسعار أدنى بكثير مما دفعوه عند شراء الأسهم، كذلك كان كثير من المصار ف والشركات قد اشترت أسهماً وخسرت الكثير، لدرجة أنها اضطرت إلى إغلاق محالها، وبعد ذلك أصبحت أسعار الأسهم تواصل انخفاضها لمدة ثلاث سنوات متتالية.
هبطت أسعار الأسهم الصناعية بما يقارب 80% في الولايات المتحدة من 1930 إلى 1933م وفقدت المصارف والمستثمرون في أسواق الأسهم مبالغ كبيرة من المال. كذلك كانت المصارف قد أقرضت أموالاً لأناس كثيرين لم يعودوا قادرين على السداد، ودفع الكساد المتزايد الكثيرين ليسحبوا مدخراتهم من المصارف، لكن المصارف واجهت صعوبات شديدة في مقابلة السحوبات التي حدثت في وقت لم تكن المصارف فيه قادرة على تحصيل مستحقاتها من ديونها على الآخرين. بذلك أنهت إفلاسات المصارف مدخرات ملايين الناس.
أدى إفلاس المصارف إلى تخفيض المال المتاح لإقراض الصناعة وتسبب الهبوط في حجم النقد المتاح إلى هبوط في الإنتاج، ومزيد من البطالة وبحلول عام 1932م هبطت القيمة الإجمالية للتجارة العالمية بأكثر من النصف، حينما بدأت البلدان تهجر غطاء الذهب وتمنع استيراد سلع من الخارج.
أثر انهيار سوق الأسهم في عام 1929م بسرعة على أوروبا،فقد أخرجت الولايات المتحدة كل أموالها من ألمانيا. وبحلول عام 1931م فشلت الصناعة مرة أخرى وأصبح الناس بلا عمل، عندئذ اتجه المستثمرون إلى إنجلترا، إلا أن مصارفها نفسها لم تتحمل استنزاف احتياطياتها الذهبية. وحاولت إنجلترا أن تقترض من الولايات المتحدة، وكان شرط القرض هو أن تساوي الحكومة البريطانية بين إيراداتها ونفقاتها، الشيء الذي كان ممكنًا فقط بتخفيض تعويضات العاطلين، وهو ما لم تكن الحكومة العمالية آنذاك على استعداد للقيام به، ونظرًا لعجز كل الأحزاب السياسية عن حل المشكلة منفردة، فقد كوَّن زعماؤها ائتلافًا يسمى بالحكومة الوطنية تمثل صلاحيات الحكومة من 1931 إلى 1939م
في الولايات المتحدة آمن الرئيس فرانكلين روزفلت بأن مسؤولية الحكومة الاتحادية الرئيسية هي محاربة الكساد العظيم ، لذا أنشأ برنامجاً لرفع الكساد، أسماه الصفقة الجديدة (السياسة الجديدة) New Deal.
كان للقوانين التي صدرت بموجب الصفقة الجديدة ثلاثة أهداف. أولاً، هيأت القوانين عوناً لذوي الحاجة. وثانياً ساعدت القوانين الانتعاش على مستوى البلاد بتوفير فرص العمل وتشجيع مشاريع الأعمال. ثالثاً، سعت القوانين لإصلاح العمل التجاري والحكومي حتى لا يحدث كساد حاد في الولايات المتحدة مر ة أخرى أبداً.
بدأت كثير من الحكومات في توفير إعانات اجتماعية أحسن للفقراء والمحتاجين، وغيرت كثير من الحكومات من فلسفتها الأساسية نحو الإنفاق الحكومي. قبل الكساد كانت الحكومات تسعى لأن تنفق مبالغ تعادل إيراداتها تمامًا. لكن ومن أجل دعم برامجها الاجتماعية، استخدمت الحكومات التمويل بالعجز؛ أي أنها أنفقت أموالاً أكثر مما تحصلت عليه كإيرادات.
أثر الاهتمام بأسباب الراحة المادية والأمان المالي الذي تأصل في نفوس الكثيرين من جيل الكساد على علاقتهم بأبنائهم، إذ لم يعرف أغلب من ترعرعوا في عقدي الخمسينيات والستينيات معنى أن تكون فقيرًا، ولم يعرفوا أي شيء عن الاضطرار للصراع من أجل العمل والمال، لذلك لم يفهموا لماذا يعلق آباؤهم أهمية كبيرة على الممتلكات المادية والأمان المالي، وانتقد كثير من الشباب نظرة آبائهم تلك، وأدى عدم الفهم وفقدان التفاهم والاتصال إلى بروز ما صار معروفًا بالفجوة بين الأجيال خلال عقد الستينيات وبداية السبعينيات من القرن العشرين.

3- ظهور الدكتاتوريات و تزايد النزعة العسكرية
جسدت النزعة الفاشية والشيوعية والقومية أهم غطاء للديكتاتوريات التي ظهرت في فترة مابين الحربين، وذلك على النحو التالي:
- الدكتاتوريات الفاشية
الفاشية Fascism شكل من أشكال الحكومات التي يرأسها دكتاتور، وغالبًا ما تنم عن سيطرة الحكومة سيطرة تامة على النشاطات السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية.
والفاشية شبيهة بالشيوعية. على أنها بخلاف الشيوعية ـ التي تملك فيها الحكومة كل الصناعات ـ تبيح الفاشية للصناعة أن تبقى ملكية خاصة، ولكن تحت سيطرة الحكومة. وتشمل المظاهر الأخرى للفاشية التطرف الوطني، والسياسات النازعة للعسكرية، والتوسّع، والغزو واضطهاد الأقليات.
وكلمة فاشية، صفة أيضًا لكل نظام حكم، أو مفهوم سياسي، يشبه حكم بنيتو موسوليني، وأدولف هتلر وسياساتهما.
تتصل كلمة فاشية في الأصل برموز السلطة الرومانية القديمة المسماة الحزيمة الرومانية Fasces، واستحدث بنيتو موسوليني المصطلح عام 1919م، لكن الفاشية نفسها أقدم بكثير من اسمها.
- الفاشية في إيطاليا
كانت إيطاليا منحازة إلى الجانب المنتصر حينما وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها عام 1918م. بيد أن الحرب أودت بالبلاد إلى حالة اقتصادية متردية، بالإضافة إلى ذلك، أسفرت معاهدات السلام عن منح إيطاليا أراضي أقل بكثير مما كانت تتوقع، فوعد حزب بنيتو موسوليني الفاشي بأن يجلب الرفاهية، ويسترد المجد الذي جمعت إيطاليا أطرافه في عهد الإمبراطورية الرومانية، وكسب موسوليني مساندة كثير من ملاك الأراضي، وكبار أصحاب الأعمال، والعسكريين ودوائر الطبقة الوسطى.
بحلول عام 1922م، قوي ساعد الفاشيين وزحف موسوليني مع أتباعه على روما ، وأرغموا ملك إيطاليا على تعيين موسوليني رئيسًا للوزراء، وسرعان ما بدأ موسوليني، الذي بات يعرف باسم القائد ـ الدوتشي ـ في إرساء قواعد الدكتاتورية فحظر كل الأحزاب السياسية باستثناء الحزب الفاشي، وسيطر على الصناعات والصحف والشرطة والمدارس.
- الفاشية في ألمانيا
انهزمت ألمانيا في الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م)، وفقدت الكثير من أراضيها بمقتضى معاهدات السلام. وأُجبرت ألمانيا على التخلي عن تسلحها، وتحمل عقوبات باهظة الثمن، بمثابة تعويضات عن خسائر الحرب؛ فآل اقتصادها إلى الخراب بسبب التضخم الحاد أثناء فترة العشرينيات من القرن العشرين الميلادي، والكساد العظيم الذي خيم على العالم أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي.
وفي أثناء فترة الأزمات في أعقاب الحرب، صعد إلى الصدارة سريعًا حزب فاشي سُمي ـ حزب عمال ألمانيا الوطني الاشتراكي، وبحلول عام 1933م، أضحى النازيون أقوى حزب في البلاد، وتسلم قائدهم أدولف هتلر منصب رئيس الوزراء تلك السنة. وبمجرد توليه السلطة عطل الدستور، وأخذ في تحويل ألمانيا إلى دولة فاشية، وقضت شرطته السرية الغستابو على أية معارضة له.
نادى هتلر، الذي كان يلقب بالقائد ـ الفوهرر ـ بأن الألمان شعب متفوق وأن اليهود، والسلافيين، والغجر، وغيرهم من الأقليات أدنى درجة. واستخدم أتباعه هذه المعتقدات لتبرير الاضطهاد النازي الوحشي. وقتل النازيون أعدادًا كبيرة من الأقليات العرقية.
كانت القومية صورة متطرفة للوطنية التي اكتسحت أوروبا خلال القرن التاسع عشر. لقد وضع مؤيدو القومية أهداف أمتهم فوق أي ولاء عام آخر، ونظر كثير من القوميين إلى الأجانب وأعضاء الجماعات الأجنبية نظرة دونية، وساعد هذا الاعتقاد الأمم في تبرير غزوها لأرض غيرها، ومعاملتها المزرية للأقليات في داخل حدودها، وكان استعار المشاعر القومية السبب الرئيسي للحرب العالمية الأولى، وقد نمت وصارت أكثر قوة بعد الحرب.
مضت القومية قُدُمًا مع مشاعر عدم الرضا بين القوميات، فكلما كان الناس محرومين من عزة قومية، رغبوا في أن يروا بلدهم قويًا وقادرًا على التمسك بحقوقه.
- الفاشية في البلدان الأخرى
حصل في المجر حزب فاشي يسمى أروكروس على تأييد واسع في أواخر الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي. وخلال نفس الفترة ظهرت حركة فاشية باسم الحرس الحديدي، كأقوى حزب سياسي في رومانيا، واكتسبت مجموعات فاشية قوة كبيرة في اليابان أيضًا خلال الثلاثينيات من القرن العشرين.
- الديكتاتورية الشيوعية
نجح الشيوعيون في إقامة حكومة شيوعية في روسيا سنة 1917م ، وفي الفترة ما بين سنة 1918م و 1920 اندلعت حرب أهلية بين الشيوعيين والجماعة المعارضة للشيوعية حول السيطرة على روسيا، وكانت الجماعة المعارضة للشيوعية قد تلقت دعمًا من عدة دول أخرى منها فرنسا وبريطانيا واليابان والولايات المتحدة. لكن الشيوعيين هزموا خصومهم وأسسوا حكمًا شيوعيًا في جورجيا وأوكرانيا وأرمينيا الشرقية وروسيا البيضاء وآسيا الوسطى وأسهمت الحرب الأهلية في جعل الشعب الروسي أكثر سخطًا مما كان عليه.
في ديسمبر عام 1922م أقامت الحكومة الشيوعية حكومة جديدة تدعى اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية، وكانت هذه الحكومة تتكون من أربع جمهوريات هي: الجمهورية الفيدرالية السوفييتية الاشتراكية الروسية، وروسيا البيضاء وترانسقوقازيا، وأوكرانيا.
مات لينين سنة 1924، واستطاع جوزيف ستالين الذي كان يتولى منصب السكرتير العام للحزب الشيوعي منذ سنة 1922م الاستيلاء على السلطة بسرعة، وأصبح مسيطرًا على الموقف، وأعدم أو سجن معظم الذين ساعدوه في الوصول إلى سُدَّة الحكم، لخشيته من أن يكونوا مصدر تهديد لحكمه، وعندما حل عام 1929م كان ستالين هو دكتاتور الاتحاد السوفييتي .
وفي نهاية العشرينيات من القرن العشرين بدأ ستالين برنامجًا اقتصاديًا اشتراكيًا، وكان هذا البرنامج يركِّز على تطوير الصناعات الثقيلة وجمع المزارع الصغيرة التي يملكها الأفراد في إطار مزارع كبيرة تديرها الدولة. وعارض كثير من مواطني الاتحاد السوفييتي سياسات ستالين. وفي أواخر الثلاثينيات بدأ ستالين عهد إرهاب سمي بالتطهير الكبير. وألقت شرطته السرية القبض على ملايين من المواطنين، وأعدم معظم السجناء رميًا بالرصاص أو أرسلوا إلى معسكرات العمل في السجون.
ركز الاتحاد السوفياتي السابق في فترة ما بين الحربين في سياسته الخارجية ،على ما سمي الكومنتيرن Comintern اختصار لعبارة تعني الشيوعية الأممية، وكثيرًا ما يطلق عليها اسم الأممية الثالثة، وقد أسسها الزعيم الشيوعي ف. إ. لينين عام 1919م، وذلك لتنظيم الثورات عن طريق الأحزاب الشيوعية في كل دولة. وبعثت الجماعات الشيوعية من مختلف الدول مندوبين عنها لحضور المؤتمرات التي عقدت في مدينة موسكو.
4- سياسات التوسع والعدوان
مضت ألمانيا إيطاليا واليابان في اتباع سياسة توسع إقليمي عدواني خلال ثلاثينيات القرن العشرين؛ فقد غزتا البلاد الضعيفة التي يمكن السيطرة عليها بسهولة. كانت الحكومات الدكتاتورية تعرف ما تريد وحصلت على مبتغاها، وتصدت الحكومات الديمقراطية برفق ولين للعدوان والاستبداد.
فقد كانت اليابان أول دولة تبدأ برنامج الغزو في سنة 1931م، حيث استولت القوات اليابانية على منشوريا، وهو إقليم في الصين غني بموارده الطبيعية، ويعد بعض المؤرخين أن غزو اليابان لمنشوريا هو البدء الحقيقي للحرب العالمية الثانية. لقد جعلت اليابان من منشوريا دولة تابعة سميت منشوكو. وفي سنة 1937م أقدمت اليابان على هجوم كبير ضد الصين، واحتلت معظم أراضي شرقي الصين في نهاية سنة 1938م رغم أن القطرين لم يكونا قد دخلا رسميا الحرب. وبدأ القادة العسكريون اليابانيون يتحدثون عن إخضاع كل شرقي آسيا تحت الحكم الياباني.
نظرت إيطاليا إلى إفريقيا لتشبع رغبتها في تكوين إمبراطورية. وفي سنة 1935م غزت القوات الإيطالية أثيوبيا، وكانت واحدة من الأقطار الإفريقية القليلة المستقلة، واستخدم الإيطاليون المدافع الآلية والدبابات والطائرات للتغلب على الجيش الأثيوبي الضعيف في عدته وعتاده، وغزوا البلاد في ماي 1936م.
بعد وصول هتلر للسلطة بدأ في بناء قوات ألمانيا المسلحة مخالفًا معاهدة فرساي. وفي 1936م أرسل هتلر قوات إلى أراضي الراينلاند، وهي منطقة من ألمانيا على طول شواطئ نهر الراين، وبموجب تلك المعاهدة كان المفروض أن يظل إقليم الراين خاليًا من القوات، وفي مارس 1938م توغلت القوات الألمانية في النمسا وضمتها إلى ألمانيا، ورحب كثير من الناس في ألمانيا والنمسا بهذا التحرك.
كانت أعمال العدوان انتصارات سهلة للدكتاتوريات، وبدت عصبة الأمم عاجزة عن وقفها. كان ينقصها الجيش والسلطة لوضع القانون الدولي موضع التنفيذ، ورفضت الولايات المتحدة أن تنضم إلى العصبة حتى لا تنشغل بالمنازعات الأوروبية، بينما كانت بريطانيا وفرنسا غير راغبتين في المخاطرة بحرب بعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الأولى، و كانت القوتان تعرفان أنهما ستتحملان عبء أي حرب.
كوّن المعتدون حلفًا؛ ففي سنة 1936م اتفقت ألمانيا وإيطاليا على أن تساند كل منهما الأخرى في سياستها الخارجية، وعرف التحالف بمحور برلين ـ روما، وانضمت اليابان إلى الحلف في سنة 1940م، وأصبح هناك محور برلين ـ روما ـ طوكيو.
5- فشل الترضية Appeasement policy
قرر هتلر أن يضرب ثانية بعد فترة قصيرة من ابتلاع ألمانيا للنمسا في مارس 1938 م، وكانت الأرض الألمانية تحيط بتشيكوسلوفاكيا من ثلاثة جوانب. لقد أصبحت تشيكوسلوفاكيا مستقلة بعد الحرب العالمية الأولى، وكان سكانها يتألفون من قوميات عدة تضم أكثر من 3 ملايين نسمة من أصل ألماني. تلهف هتلر للسيطرة على أراضي سدتنلاند (السوديت)، وهي منطقة تقع غربي تشيكوسلوفاكيا، حيث كان يعيش معظم الألمان، وبدعم من هتلر طالب ألمان سدتنلاند بالوحدة مع ألمانيا.
قررت تشيكوسلوفاكيا أن تدافع عن أراضيها، وأيدتها فرنسا والاتحاد السوفييتي، وعندما زاد التوتر حاول رئيس وزراء بريطانيا نيفيل تشمبرلين أن يعيد الهدوء. لقد رغب تشمبرلين في حفظ السلام بأي ثمن، وكان يظن أن الحرب يمكن أن تمنع بالاستجابة لمطالب هتلر، وعرفت هذه السياسة بالترضية.
كان لتشمبرلين لقاءات عدة مع هتلر خلال سبتمبر 1938م عندما كانت أوروبا تقترب من حافة الحرب، وزاد هتلر من طلباته في كل اجتماع،وفي 29 سبتمبر تقابل تشمبرلين وإدوارد دالادييه رئيس وزراء فرنسا مع هتلر وموسوليني في ميونيخ بألمانيا، ووافق تشمبرلين ودالادييه على أن يقتطع سدتنلاند لألمانيا، وأجبرا تشيكوسلوفاكيا على الموافقة، ووعد هتلر أنه ليس له طلبات إقليمية أكثر من ذلك. لقد كان اتفاق ميونيخ يمثل أعلى مراحل التسوية وكان تشمبرلين ودالادييه يأملان أن يرضي الاتفاق هتلر، ويمنع حربًا أو على الأقل يطيل من السلام حتى تصبح بريطانيا وفرنسا مستعدتين للحرب. لكن الزعيمين كانا مخطئين في حساباتهما.
بدا فشل سياسة الترضية واضحًا؛ فلقد نقض هتلر اتفاقية ميونيخ في مارس 1939 م واحتل باقي تشيكوسلوفاكيا، وبذلك أضاف قوات تشيكوسلوفاكيا المسلحة وصناعتها إلى قوة ألمانيا الحربية. وفي الشهور السابقة للحرب مضت استعدادات ألمانيا للحرب قدمًا بأسرع من بناء بريطانيا وفرنسا لقوتهما الحربية.
6- - مواثيق عدم الاعتداء Non- aggression pacts في فترة مابين الحربين العالمتين
ميثاق عدم الاعتداء كما يدل عليه الاسم، هو اتفاق بين دولتين أو أكثر بعدم الاشتباك في أعمال قتالية و تسوية خلافاتهما المشتركة بالوسائل السلمية، وألا تعتدي إحداهما على الأخرى. وبين الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، وقّعت العديد من الدول مواثيق عدم اعتداء لعدم وجود القوة الدولية القوية بما يكفي لمنع الاعتداء. ، وعادة يكون ذلك لمدة محددة. ويكون للأطراف المعنيين عادة حدود مشتركة أو قد يكون بينهم خلاف حول قضايا يمكن أن تنطوي على استخدام القوة المسلحة في حلها، ولا يتم حل القضايا الخلافية في الاتفاق. ويعتبر الحلف النازي – السوفياتي لعام 1939 مثالاً جيداً. فقد حددت مدته بعشر سنوات (لكنه لم يستمر أكثر من سنتين) وتضمن بروتوكولا سرياً تم بموجبه تقسيم أوروبا الشرقية إلى منطقتي نفوذ روسية والمانية. وقد مثل الحلف للطرفين فرصة مناسبة لالتقاط الأنفاس. فقد وفر لألمانيا الأمن على الجبهة الشرقية ومنح للاتحاد السوفياتي وقتاً ثميناً، وإن كان مؤقتاً، لإعادة التسلح وتعزيز دفاعاته الغربية.
وقّع الاتحاد السوفييتي السابق مواثيق عدم اعتداء مع العديد من جيرانه، لكنه خرق اتفاقياته مع استونيا، ولاتفيا، ولتوانيا عندما احتلها عامي 1939 و1940م.
لقد بينت مواثيق عدم الاعتداء صواب الاتجاه النظري في العلاقات الدولية الذي يركز على المصلحة كمفسر مهم لآليات التحالف وضرورات الحرب والسلم ، كما أن عبر عن انتكاسة شديدة لأراء الطروحات المثالية ، وحتى الساسة الأوروبيين الذين طالما راهنوا على الصدام النازي السوفياتي قبل أي صدام عسكري آخر.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المحاضرة الثالثة عشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  المحاضرة الثالثة:تداخل الفكر السياسي بالفكر الاقتصادي
» الحرب العالمية الثالثة على الأبواب !!!!!
» المحاضرة الحادية عشر : العلاقات الدولية في عصر التحالفات
» حضارة الموجة الثالثة - ألفن توفلر
» المحاضرة الرابعة عشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: عـــلاقــــــــات دولــــيــــــة ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1