منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
المحاضرة الحادية عشر : العلاقات الدولية في عصر التحالفات  Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
المحاضرة الحادية عشر : العلاقات الدولية في عصر التحالفات  Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
المحاضرة الحادية عشر : العلاقات الدولية في عصر التحالفات  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
المحاضرة الحادية عشر : العلاقات الدولية في عصر التحالفات  Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
المحاضرة الحادية عشر : العلاقات الدولية في عصر التحالفات  Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
المحاضرة الحادية عشر : العلاقات الدولية في عصر التحالفات  Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
المحاضرة الحادية عشر : العلاقات الدولية في عصر التحالفات  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
المحاضرة الحادية عشر : العلاقات الدولية في عصر التحالفات  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
المحاضرة الحادية عشر : العلاقات الدولية في عصر التحالفات  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
المحاضرة الحادية عشر : العلاقات الدولية في عصر التحالفات  Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 المحاضرة الحادية عشر : العلاقات الدولية في عصر التحالفات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

المحاضرة الحادية عشر : العلاقات الدولية في عصر التحالفات  Empty
مُساهمةموضوع: المحاضرة الحادية عشر : العلاقات الدولية في عصر التحالفات    المحاضرة الحادية عشر : العلاقات الدولية في عصر التحالفات  Emptyالثلاثاء ديسمبر 04, 2012 12:10 am

المحور الثالث: العلاقات الدولية من نسق متعدد الأقطاب إلى نسق الثنائية القطبية1870-1945
المحاضرة الحادية عشر : العلاقات الدولية في عصر التحالفات
نشأ عن المداولات التي جرت في مؤتمر فيينا عام 1815، نظام الائتلاف (التفاهم)Concert system
والذي يشير إلى نظام المؤتمرات الخاص التي عقدتها القوى الرئيسية بغية تسوية الأزمات الدبلوماسية في أوروبا بين 1815 و1854. ومع أنه ليست لهذا النظام بنية مؤسسية رسمية فقد كان مقصده إدارياً صريحاً من خلال التحكم – عبر التشاور المتبادل–، في ميزان القوى في أوروبا ما بعد نابليون. وقد ظلّت تسوية فيينا ومفهوم دبلوماسية المؤتمرات التي دشنتها، أساس السلوك الدولي طيلة القرن التاسع عشر، مع أن نظام الائتلاف بهذا المعنى انتهى جراء حرب القرم.
نشأة الأحلاف في أوروبا
التحالف الثلاثي Triple Alliance
كانت ألمانيا في قلب السياسة الأوروبية الأجنبية منذ سنة 1870م وحتى نشوب الحرب العالمية الأولى، حيث كون المستشار أوتو فون بسمارك رئيس وزراء ألمانيا سلسلة من التحالفات لتقوية أمن بلده، فبدأ بتحالف مع النسما ـ المجر. وفي سنة 1879م اتفقت ألمانيا والنمسا ـ المجر أن تشتركا في الحرب إذا ما هوجم أي بلد منهما من جانب روسيا، ثم انضمت إيطاليا إلى التحالف سنة 1882م، وأصبح هذا التحالف يعرف بالتحالف الثلاثي، واتفق أعضاؤه أن يساعد كل منهم الآخر في حال وقوع أي عدوان من بلدين أو أكثر، كما أن النمسا ـ المجر وألمانيا قد وافقتا أيضًا على مساعدة إيطاليا في حالة الهجوم الفرنسي. ووافقت إيطاليا على مساعدة ألمانيا إذا هاجمتها فرنسا. وقامت الدول الثلاث بتجديد هذا التحالف عدة مرات كان آخرها عام 1912م.
جعل بسمارك النمسا ـ المجر وألمانيا تدخلان في تحالف مع روسيا، وكان هذا التحالف الذي عرف بعصبة الأباطرة الثلاثة قد تكون سنة 1881م، حيث اتفقت القوى الثلاث على أن تظل على الحياد إذا اشتركت واحدة منها في حرب مع قطر آخر، وحث بسمارك النمسا ـ المجر وروسيا المتنافستين حول النفوذ في البلقان بأن تعترف كل منهما بنفوذ الأخرى في المنطقة، ومن ثم قلل من شأن خطر الاحتكاك بين البلدين.
ساءت علاقات ألمانيا مع البلدان الأوروبية الأخرى بعد ترك بسمارك السلطة سنة 1890م. لقد عمل بسمارك على أن يَحُول بين فرنسا جارة ألمانيا في الغرب، وبين أن تتحالف مع دولة أخرى من جيران ألمانيا في الشرق أي مع روسيا والنمسا.
الوفاق الثلاثي Triple Entente
اتحاد شبه رسمي في أول الأمر بين كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا، لكنه أصبح فيما بعد اتحادًا دبلوماسيًا ذا فعالية بين عامي 1912 و1914م
. اتبعت بريطانيا سياسة خارجية خلال القرن التاسع عشر عرفت بالعزلة المجيدة، لكن بناء ألمانيا لقواتها البحرية جعل بريطانيا تشعر بالحاجة إلى حلفاء، وأنهت بذلك عزلتها، وفي سنة 1904م سوت كل من فرنسا وبريطانيا خلافاتهما الماضية حول المستعمرات ووقَّعتا الاتفاق الودي، وعلى الرغم من أن الاتفاق لم يتضمن أية التزامات بمساعدة حربية، إلا أنَّ البلدين بدءا مناقشة خططهما الحربية المشتركة.
في سنة 1894م اتفقت روسيا وفرنسا على تعبئة قواتهما إذا ما عبأت أمة أخرى من دول التحالف الثلاثي قواتها، كما اتفقت فرنسا وروسيا على أن تساعد كل منهما الأخرى إذا ما هوجمت إحداهما من جانب ألمانيا.
في سنة 1907م انضمت روسيا إلى الحلف الودي وأصبح يعرف بالوفاق الثلاثي، ولم يرغم الوفاق الثلاثي أعضاءه أن يشتركوا في الحرب مثلما تضمن التحالف الثلاثي، لكن التحالفات قسمت أوروبا إلى معسكرات متنازعة.
وبعد اندلاع الحرب وقَّعت دول الوفاق إعلان لندن وفيه تعهدت كل قوة بعدم إجراء سلام منفصل. وحوَّلت هذه العملية الوفاق الثلاثي إلى اتحاد رسمي.
المسألة المغربية
في سنة 1900م، اتفقت فرنسا مع أسبانيا على اقتسام الأجزاء الجنوبية من المغرب الأقصى، فنالت أسبانيا الصحراء الغربية ونالت فرنسا موريتانيا، واضطر السلطان للقبول بالأمر الواقع. وفي نفس السنة عقدت فرنسا اتفاقية سرية مع إيطاليا نصت على إبعاد إيطاليا من المسألة المغربية مقابل إطلاق يدها للتصرف في طرابلس وبرقة. كما عقدت مع بريطانيا الاتفاق الودي سنة 1904م الذي سلمت فيه بريطانيا بأطماع فرنسا في المغرب الأقصى مقابل اعترافها بوضع بريطانيا في مصر. وعقدت فرنسا اتفاقًا آخر في نفس السنة مع أسبانيا على مقتضى ما جاء في اتفاقها الودي مع بريطانيا، الأمر الذي جعل السلطان عبد العزيز يرسل وفدًا إلى برلين يستحث حكومتها على مساعدته إزاء الدول الطامعة، فحضر الإمبراطور الألماني ولهلم إلى طنجة في 1905، ليؤكد صداقته للسلطان. وعقد مؤتمر الجزيرة سنة 1906م ، وقد أصدر قراراته في وثيقة عُرفت بميثاق الجزيرة نصت على الاعتراف بسيادة السلطان واستقلاله ووحدة أراضيه، مع المساواة التجارية لجميع الدول في المغرب الأقصى ومساعدة السلطان على تنفيذ برامج الإصلاح. كما نصت على تأسيس بنك مركزي في المغرب برأسمال دولي، وتشكيل شرطة أسبانية فرنسية بقيادة سويسيري للموانئ المغربية.
احتلت فرنسا فاس في 21 أبريل 1911م، وكذلك مكناس والرباط، كما أنزلت أسبانيا قواتها في العرائش والقصر واحتلتهما. فدخلت ألمانيا مساومة مع فرنسا بأن أرسلت سفينة حربية للتظاهر أمام أغادير، مما أحدث أزمة تدخلت فيها بريطانيا ووقع حلها بإرضاء ألمانيا بقطعة من الكاميرون، وأعلنت فرنسا حمايتها للمغرب الأقصى في 30 مارس 1912م، ووقَّع السلطان عبد الحفيظ معاهدة الحماية.
احتلال ليبيا ومواقف التحالفات الأوروبية
أخذت إيطاليا تحاول توسيع رقعة نفوذها في العالم بعد توحيدها، فاشتركت في الحلف الثلاثي سنة 1882م، وانضمت إلى إمبراطورية النمسا والمجر والإمبراطورية الألمانية. واستولت على إرتريا عام 1896م، وكانت إرتريا تابعة لمصر كجزء من السودان الشرقي. ثم حاولت أن تزيد من نفوذها في الحبشة، للاستيلاء عليها.
تفاهمت الدول الأوروبية فيما بينها عام 1906م في مؤتمر الجزيرة الخضراء بأسبانيا على تقسيم شمال إفريقيا، وقبلت بأن تأخذ إيطاليا البلاد الليبية من الدولة العثمانية، التي كانت في أوج ضعفها، وأن تبسط كل من فرنسا وأسبانيا يدهما على بلاد مراكش. بدأت إيطاليا تتغلغل تدريجيًا في ليبيا. فقام المنصرون الإيطاليون الكاثوليك مدعومين من قبل الحكومة كسلطة سياسية، ومن البابا كسلطة دينية كاثوليكية، بإنشاء المدارس التنصيرية والمستشفيات والمراكز الصحية، والمصارف، ونشطوا في العمل التجاري داخل مدن ليبيا، وأقاموا بنوك التسليف الزراعي لإمداد المواطنين الليبيين بالقروض، تمهيدًا لاغتصاب أرض المدينين في حال عدم قدرتهم على تسديد ما عليهم من قروض. أبلغت إيطاليا الحكومة العثمانية عن نيتها باحتلال ليبيا، وطلبت منها تسهيل الاحتلال بحجة حماية رعاياها من الاضطهاد العثماني، والمحافظة على المصالح الاقتصادية للإيطاليين. وكان الموقف العثماني في ظل عهد جماعة الاتحاد والترقي ضعيفًا جدًا أمام التهديد الإيطالي، فاكتفت بدعوة إيطاليا للجلوس إلى طاولة المفاوضات تجنبًا لاستخدام القوة، ولكن الحكومة الإيطالية رفضت ذلك لعدة أسباب من أهمها:
أ- ضعف الموقف الحربي العثماني في ليبيا. ب- الموقف الإيطالي المدعوم من قبل الدول الأوروبية باستثناء ألمانيا والنمسا. جـ- ما كانت تتمتع به إيطاليا من قوة بحرية وبرية. د- ضعف الموقف الداخلي في ليبيا، إذ إن المقاومة العسكرية في ليبيا تظل محدودة الطاقات والإمكانات بالنسبة للهجوم الإيطالي المركز.
أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية في سبتمبر عام 1911م، وهي الحرب التي عرفت بالحرب الإيطالية ـ الطرابلسية. فحاصر الأسطول الإيطالي مدينة طرابلس الغرب مدة ثلاثة أيام، بعدها سقطت المدينة بيد المستعمرين الإيطاليين. لم تتوفر للمقاومة الشعبية القوة اللازمة لقهر الإيطاليين وردهم على أعقابهم. كما لم تكن قدرة الدولة العثمانية القتالية بالمستوى المطلوب. ولم تكن القوة بين الطرفين متكافئة، ورغم المقاومة العثمانية المحلية التي قادها السنوسيون، تمكن الإيطاليون من احتلال ليبيا عام 1911م.
أثناء الحرب، وكوسيلة ضغط على الدولة العثمانية نقل الإيطاليون الحرب ضد مواقع عثمانية أخرى، فضرب الأسطول الإيطالي ميناءي بيروت والحديدة. واحتلوا جزيرة رودس في البحر الأبيض المتوسط، ثم احتلوا مجموعة جزر الدوديكانيز. وهاجمت السفن الإيطالية الحربية ممر الدردنيل وغير ذلك من المواقع العثمانية الأخرى. ورأت الدولة العثمانية أنها وقعت في حرب لا قدرة لها عليها، ولاحت في الأفق بوادر حرب جديدة ضد الدولة العثمانية في البلقان. فاضطرت الدولة العثمانية إلى قبول المفاوضات مع الإيطاليين. وقد أدت بريطانيا دورًا بارزًا في المفاوضات التي دارت بين الدولة العثمانية والحكومة الإيطالية. وتخلت جميع الدول الأوروبية عن الدولة العثمانية في محنتها أثناء هذه الحرب فأصدرت فرنسا بيانًا أعلنت فيه حيادها، ونهجت كل من روسيا وبريطانيا النهج نفسه. ووقفت كل من ألمانيا والنمسا موقف المتفرج. وبذلك خلا الجو السياسي والعسكري لإيطاليا لتنفرد بالدولة العثمانية.
أمام الأزمات الداخلية والعسكرية والاقتصادية التي مرت بها الدولة العثمانية رأت حكومة مختار باشا الغازي أن تصل بالمفاوضات مع إيطاليا إلى نتيجة حاسمة، فأرسلت وزير الزراعة العثماني وزودته بصلاحيات واسعة، وتم الاتفاق على عقد معاهدة صلح بين الدولة العثمانية والحكومة الإيطالية في 18 أكتوبر عام 1912م بعد توسط من قبل حكومة بريطانيا، وقد عرفت تلك المعاهدة باسم معاهدة أوشي لوزان. وقد حوت المعاهدة إحدى عشرة مادة. تعهدت فيها الدولتان بإيقاف حالة الحرب بينهما، وسحب القوات من جبهات القتال، فتسحب الدولة العثمانية قواتها من طرابلس وبرقة. وتسحب إيطاليا قواتها وسفنها من الجزر العثمانية التي احتلتها في بحر إيجة. كما أن الدولة العثمانية سحبت جميع الموظفين الإداريين العاملين في ليبيا. وأعلن السلطان العثماني منح ليبيا استقلالاً تامًا، أي أن السلطان العثماني جرّد الدولة العثمانية من كل أنواع السيادة على ليبيا. وبالمقابل أعلنت إيطاليا عملاً بقوانينها جعل ليبيا خاضعة تمامًا للسيادة الإيطالية، وأعلنت العفو العام في ليبيا تقربًا للسكان. ووعدت بالإبقاء على الخطبة باسم الخليفة العثماني، وأقرت بأن يكون في طرابلس نائب خاص للسلطان يضمن حكم البلاد على أسس الشريعة الإسلامية.
وقد جاء توقيع معاهدة أوشي لوزان، بعد أن احتل الفرنسيون الجزائر وتونس، واحتل البريطانيون مصر، وأصبحت الدولة العثمانية مطوقة في إفريقيا. وهكذا نفذ الأوروبيون اتفاقياتهم السرية الرامية إلى تقسيم شمال إفريقيا فيما بينهم.

شبه جزيرة البلقان وسياسات التحالف الأوروبي
تضم شبه جزيرة البلقان دول ألبانيا وبلغاريا واليونان والقسم الأوروبي من أراضي تركيا، والبوسنة والهرسك ومقدونيا وأجزاء من كرواتيا وسلوفينيا ويوغوسلافيا. وتبلغ مساحتها نحو 466,000كم²، ويُشكِّل نهرا الدانوب والسافا الحدود الشمالية لشبه جزيرة البلقان، ويَحُدُّها من الشرق البحر الأسود ومضيق البوسفور. أما حدودها الجنوبية فتتمثل في بحر مرمرة وبحر إيجة وممر الدردنيل، ويقع إلى غربها البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني. تُعَدُّ رومانيا جغرافياً جزءًا من شبه جزيرة البلقان، كما يعتبرها البعض من مجموعة دول البلقان بسبب روابطها التاريخية والسياسية مع الإقليم.
وتُغطِّي الجبال معظم أراضي شبه الجزيرة، حيث تمتد جبال الألب الدينارية من كرواتيا إلى خط الساحل الأدرياتي إلى اليونان، وتُدْعى هناك باسم جبال البندوس. وتمتد جبال البلقان من شرقي الحدود اليوغوسلافية عبر الأراضي البلغارية.
في أواخر القرن الرابع عشر ساد حكم الدولة العثمانية. وقد نما الشعور الوطني لدى سكان دول البلقان خلال القرن التاسع عشر، مُطالبين بِنَيل الاستقلال عن الأتراك، وقد ساعدهم في هذا دعم القوى الأوروبية (اليونان والجبل الأسود، وصربيا، ورومانيا وبلغاريا)، ونالت بالفعل جميع تلك الدول استقلالها في الفترة الممتدة بين عامي 1829 و1908م، واستقر الأتراك في مقدونيا وألبانيا حتى نشوب حروب البلقان.
حرب البلقان الأولى
عقدت بلغاريا وصربيا معاهدة سرية فيما بينهما سنة 1912م، ووفقاً للاتفاقية كان القسم الأكبر من ألبانيا من نصيب صربيا، وبدأت الحرب في 8 أكتوبر 1912م بين تركيا من جهة والجبل الأسود وبلغاريا وصربيا واليونان من جهة أخرى. وتكبَّدت تركيا خسائر كبيرة خلال الحرب، ووقَّعت اتفاقية عسكرية في 3 ديسمبر 1912م، بعد أن طلب الأتراك عقد هدنة لوقف القتال. وتبع ذلك عقد مؤتمر سلام في لندن حيث طلبت دول شبه جزيرة البلقان من تركيا التخلي عن الأراضي المحتلة ودفع تعويضات الحرب، غير أن تركيا رفضت تلك المطالب، مما أدَّى إلى استئناف الحرب بدءًا من 3 فيفري حتى 3 ماي 1913م. وسيطرت اليونان وبلغاريا والجبل الأسود على مزيد من الأراضي في شبه الجزيرة. عقد مؤتمر سلام ثان في لندن في 20 ماي 1913م تحت رعاية القُوى العُظمى، وتم توقيع معاهدة سلام في 30 ماي تم بموجبها تخلي تركيا عن معظم أراضيها الأوروبية.

حرب البلقان الثانية
شهدت دول البلقان خلافات جوهرية فيما بينها خلال الأيام الأولى من حرب البلقان، حيث أصرَّ البلغاريون على إرسال جنود إلى سالونيكا في اليونان، أما الجبل الأسود فلم تكن راضية عن معاهدة لندن، حيث إن القُوى العُظمى منحت شكودر لألبانيا، وذلك عكس ما تم الاتفاق عليه سراً قبل حرب البلقان الأولى.
أدركت كل من بلغاريا وصربيا أن معاهدة التقسيم غدت قديمة وتحتاج تعديلاً، وقد رغبت صربيا في مساعدة قيصر روسيا على تقسيم مقدونيا بين صربيا وبلغاريا، غير أنه لم يكن لبلغاريا ثقة قوية بقيصر روسيا، وقد أمِلت بلغاريا بأن النمسا والمجر اللتين تخشيان تزايد قوة صربيا، سوف تقدِّمان المساعدة لها. أما صربيا فقد عقدت معاهدة تحالف مع اليونان في 1 جوان 1913م.
بدأت حرب البلقان الثانية في 29 - 30 جوان 1913م، حين هاجمت جيوش بلغاريا كلاً من اليونان وصربيا. لقد كانت حرباً قصيرة غير أنها كانت أكثر دموية من الحرب الأولى، وقد انضم الأتراك في تلك الحرب إلى جانب اليونانيين والصربيين، ولم تستطع بلغاريا الصمود أمام ذلك التحالف، ومن ثمَّ طلبت ترتيب هدنة لوقف القتال، وبالفعل تم توقيع معاهدة بوخارست في 10 أوت سنة 1913م. وكان من نتائج تلك الحرب أن خسرت بلغاريا معظم الأراضي التي أخذتها من تركيا.
الإمبراطوريات التقليدية في عصر التحالفات الأوروبية

1- النمسا ـ المجر
النمسا ـ المجر Austria - Hungary وتسمى أيضًا المملكة النمساوية ـ المجرية والملكية الثنائية Dual Monarchy ، كانت ضمن بلاد أوروبا الوسطى من عام 1867 حتى عام 1918م. وقد تشكلت من الإمبراطورية النمساوية التي كانت تشتمل على مملكة المجر.
كانت النمسا قد سيطرت على المجر في أواخر القرن السابع عشر وفي أواسط القرن التاسع عشر الميلادي. ولكن ضعفت سلطة النمسا بعد أن توالت الهزائم التي مُنيت بها. وأدت مطالبة المجر بوضع مساو للنمسا إلى تشكيل مملكة النمسا ـ المجر. وحكمت البلاد عائلة هابسبيرج، وهي سلالة من الحكام ذوي النفوذ، شغلت كثيرًا من العروش في أوروبا منذ عام 1273م. في عام 1878م، سيطرت النمسا ـ المجر على إقليمي البوسنة والهرسك وضمتهما إليها عام 1908م.
بلغت مساحة المملكة نحو 670,000كم²، وعاش فيها نحو 50 مليون نسمة يتألفون من 23 مليونًا من السلاف، و12 مليونًا من الألمان، وعشرة ملايين من المجريين، وكثير من الجماعات الأقل عددًا، واحتفظت كل جماعة بعاداتها ولغتها.
2- الدولة العثمانية
استمرت عوامل الضعف تستشري في جسد الدولة العثمانية خلال القرن الثامن عشر الميلادي، حيث خسر العثمانيون حربهم ضد الروس، التي امتدت فترة ستة أعوام، مما أدى إلى إجبارهم على السماح للسفن الروسية بالمرور عبر المضايق المائية الواقعة في تركيا التي تربط البحر الأسود بالبحر المتوسط، وقد ضمت روسيا إلى أراضيها منطقة القرم، وهي شبه جزيرة في البحر الأسود، بعد أن فقدتها الدولة العثمانية في عام 1783م.
أصبح يطلق على الدولة العثمانية اسم رجل أوروبا المريض؛ حيث إنها فقدت المزيد من أراضيها خلال فترات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
ثار القوميون اليونانيون وتمردوا على الحكم العثماني، حيث ساندت كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا اليونانيين في ثورتهم؛ بإرسال القوات العسكرية لتحارب إلى جانب اليونانيين ضد العثمانيين. وقد وضعت اتفاقية أدريانوبل (أدرنة) حدًا للقتال في عام 1829م. كما أقرت الاتفاقية باستقلال اليونان ومنحت روسيا الحق في السيطرة على مدخل نهر الدانوب. وفقد العثمانيون المزيد من أراضي البلقان على أثر الدخول في سلسلة من الحروب مع روسيا، ولكن القوى الأوروبية أجبرت روسيا على التنازل عن معظم المكاسب التي غنمتها في الحرب من خلال مؤتمر برلين المنعقد في عام 1878م. ولكن على الرغم من ذلك فإن أسباب الضعف والانحلال ظلت تنخر في جسد الدولة العثمانية. وفقد العثمانيون الجزائر حينما ضمتها فرنسا إليها في عام 1830م، كما استولت فرنسا على تونس عام 1881م. أما بريطانيا، فقد ضمت كلاً من قبرص في عام 1878م، ومصر في عام 1882م. حاول العثمانيون إيقاف التدهور الذي اعترى دولتهم بانتهاج برنامج تغيير وإصلاح، حيث أعادوا تنظيم الجيش، وقاموا بتحسين نظام التعليم. وتمت المصادقة على أول دستور في الدولة العثمانية في عام 1876م. ونص هذا الدستور على قيام حكومة تمثل الشعب ومنح أفراد الأمة المزيد من الحريات. ولكن السلطان عبدالحميد الثاني الذي اعتلى عرش البلاد في العام الذي تمت فيه المصادقة على الدستور قام بطرح الدستور جانبًا، وحكم البلاد حكمًا فرديًا.
في أواخر التسعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، قامت مجموعة صغيرة من الطلاب وضباط الجيش الأتراك من المعارضين لسياسات السلطان عبدالحميد بتكوين رابطة سرية تجمع بينهم. وقد كانت أكثر المجموعات تأثيرًا في أوساط هذه الرابطة هي جمعية تركيا الفتاة، حيث قادت في عام 1908م نزاعًا مسلحًا ضد السلطان عبدالحميد، وأجبرته على استعادة العمل بأحكام الدستور في إدارة شؤون البلاد. ولكن في فترة لاحقة قام السلطان عبدالحميد بشن ثورة مضادة، انتهت بالإخفاق والفشل. ثم أجبرته جمعية تركيا الفتاة على التنازل عن العرش في عام 1909م.
حكمت جمعية تركيا الفتاة البلاد بعد ذلك من خلال محمد الخامس شقيق السلطان عبدالحميد. وقد أرادت جمعية تركيا الفتاة استعادة مجد وعظمة الدولة العثمانية، ولكن أصبح العديد من الأتراك لايأبهون بفكرة الحفاظ على الدولة العثمانية. هذا بالإضافة إلى أن الأقليات النصرانية في ظل الحكم التركي طالبت بالتحرر والانسلاخ من سيادة الدولة العثمانية. وبذلك استمرت الدولة العثمانية في التفكك والانهيار.
بعد وقوع الثورة في عام 1908م مباشرة أعلنت بلغاريا الاستقلال، بينما استولت النمسا على البوسنة. واستولت إيطاليا على ليبيا في عام 1912م. وفي عام 1913م قامت الدولة العثمانية بتسليم كل من كريت وجزء من مقدونيا وجنوبي آبيروس، والعديد من جزر بحر إيجه، إلى اليونان. وبحلول عام 1914م كانت الدولة العثمانية قد فقدت جميع الأراضي التابعة لها في أوروبا ماعدا مناطق تراقيا الشرقية.
3- روسيا القيصرية
علّمت الهزيمة التي حاقت بروسيا في حرب القرم القيصر ألكسندر درسًا، رأى فيه أنه على روسيا أن تلحق بالغرب إن كانت تريد أن تظل قوة عالمية رئيسية، فبدأ بسلسلة من الإصلاحات لتقوية الاقتصاد والحياة الروسية عمومًا، فحرر الفلاحين المستعبدين في سنة 1861م ووزع عليهم بعض الأراضي، ثم بدأ في بناء السكة الحديدية وإدخال نظام البنوك في روسيا، وجعل يطور التعليم ويقلل من السيطرة على الصحافة، كما أدخل نظام هيئة المحلفين وغيرها من الإصلاحات في المحاكم، كما قام بإصلاحات في الحكم الذاتي في بعض المدن والقرى، ولكنه قتل في عام 1881م على يد أحد الإرهابيين بقنبلة في سانت بطرسبرج.
أصبح ألكسندر الثالث ابن ألكسندر قيصرًا، وبدأ بسرعة في إعداد برنامج للحكم العنيف. قلص ألكسندر الثالث حرية الصحافة والجامعات، كما خفض من سلطات الحكم الذاتي المحلي الروسي، وأنشأ بنكًا خاصًا لمساعدة الأرستقراطيَّة لزيادة ممتلكاتهم، كما عين بعض المسؤولين الذين عرف الواحد منهم باسم الكابتن من بين الطبقة الأرستقراطية، ومنحهم كثيرًا من السلطات السياسية على الفلاحين المستعبدين، وبدأ ألكسندر بعض البرامج لمساعدة الفلاحين وعمال المصانع، غير أن أحوالهم العملية وظروفهم المعيشية تحسنت قليلاً جدًا خلال فترة حكمه.
أصبح نقولا الثاني قيصر روسيا التالي سنة 1894م كما كان آخر القياصرة الروس. وكانت الحركة الثورية قد قيدت حتى التسعينيات من القرن التاسع عشر، ولكن حدثت سلسلة من مواسم الحصاد الفاشلة أدت إلى حدوث مجاعة بين الفلاحين. وبالإضافة إلى ذلك فإنه مع تزايد الصناعة أخذ يظهر عدم الرضا بين الطبقة الوسطى والعمال في المدن. وشكل الروس الحانقون منظمات سياسية مختلفة تميزت ثلاث منها بالأهمية وهي: 1ـ الدستوريون الأحرار الذين كانوا يريدون استبدال الحكم القيصري بحكم برلماني على النظام الغربي. 2ـ الثوريون الاجتماعيون الذين أرادوا أن يُحدثوا ثورة بين الفلاحين والعمال في المدن. 3ـ الماركسيون الذين أرادوا أن يروجوا للثورة بين عمال المدن. وكان الماركسيون يتبعون التعاليم الاشتراكية التي وضعها كارل ماركس الفيلسوف الألماني الاشتراكي، وفي عام 1898م أنشأ الماركسيون حزب العمال الديمقراطي الاشتراكي الروسي.
ازداد السخط في أوساط الشعب الروسي بين سنوات 1899 و1904م، خاصة بعد الهزيمة المريرة أمام اليابان، وحدثت سلسلة من الإضرابات العمالية وغيرها من أنواع الاحتجاجات. وفي سنة 1903م انقسم حزب العمال الديمقراطي الاشتراكي الروسي إلى قسمين: البلاشفة (أعضاء الأغلبية) والمناشفة (وهم أعضاء الأقلية). وكان فلاديميرإليتش لينين هو زعيم البلاشفة الذين عرفوا فيما بعد باسم الشيوعيين.
في 22 جانفي سنة 1905م سار آلاف من العمال نحو قصر القيصر الشتوي في سانت بطرسبرج، ونالت هذه الحركة الثورية التي كان يقودها الحزب الدستوري تأييدًا عظيمًا وقوة أكبر. وفي فبراير وافق نقولا على إنشاء دوما (برلمان) منتخب ليسدي له النصح. ولكن مع ذلك اندلعت اضطرابات أخرى كثيرة خلال فصل الصيف، وثارت على الدولة جماعات من الفلاحين والعسكريين، وكان يعزو هذا الاضطراب إلى حد ما إلى كراهية الحرب اليابانية الروسية التي كانت تتزايد يومًا بعد يوم. وكانت هذه الحرب قد نشبت في فبراير سنة 1904م بعد هجوم ياباني على السفن الروسية، وانتهت الحرب بانهزام روسيا في سبتمبر عام 1905م.
في أكتوبر عام 1905م شل إضراب عام البلاد وشكل الثوار في سانت بطرسبرج مجلسًا عرف باسم سوفييت (مجلس) نواب العمال في سانت بطرسبرج، ثم منح نقولا الدوما الصلاحيات لسن كل القوانين أو رفضها. وكان كثير من الروس قانعين بهذا القدر، ولكن كان هناك أيضًا الكثيرون الذين لم يكونوا راضين عن ذلك. واستمرت الثورة في موسكو خاصة حيث سحق الجيش ثورة خطيرة في ديسمبر.
حُلّ كل من مجلسي الدوما (البرلمان) اللذين عقدا في عام 1906 و1907م بعد مضي أشهر قلائل من دعوتيهما للاجتماع. ولم يستطع هذان المجلسان العمل مع نقولا وكبار موظفيه المسؤولين الذين رفضوا التنازل عن الكثير من سلطاتهم. وقام نقولا بطريقة غير شرعية بتغيير قانون الانتخاب. وجعل اختيار أعضاء الدوما بطريقة أقل ديمقراطية،ومنح الفلاحين والعمال عددًا من النواب أقل بكثير مما أعطى للطبقات العليا.
تحولات السياسة الألمانية وأثرها على نظام التحالفات الأوروبي
إن التغيير الكبير في أوروبا حدث مع توحيد ألمانيا سنة 1870، حيث ظهر تحول في توزع القوى في وسط أوروبا ، فقبل ذلك التاريخ كانت ألمانيا تضم 37 دولة ، ولكن بعد الوحدة أصبحت عنصرا واحدا ، وفضلا عن ذلك فإن وقوعها في وسط أوروبا كان له أهمية جيوبوليتيكية كبرى ، فألمانيا كانت ستكون إما قوية جدا أو ضعيفة جدا ، فإذا كانت قوية بالقدر الذي يسمح لها بأن أن تدافع عن نفسها ضد روسيا وفرنسا في نفس الوقت ، تصبح قوية بحيث تستطيع أن تهزم روسيا وفرنسا منفردتين، وإذا لم تكن قوية إلى الحد الذي يسمح لها أن تهزم الدولتين في وقت واحد، فقد تبدو ضعيفة فتشجع روسيا وفرنسا على غزوها.
بُني نجاح بسمارك ( 1815م - 1898م ) Otto von Bismarckفي تحقيق الوحدة الألمانية والسيادة الوطنية، على القسوة والسياسة العسكرية الصارمة والحكمة السياسية الاستثنائية، وبراعة التنفيذ، والمهارة الدبلوماسية ، كما كرَّس عبقريته في عقد المعاهدات التي تحصِّن وضع ألمانيا في أوروبا، واستطاع تخفيف الإحساس بالخطر لدى الدول المجاورة لألمانيا، وعدَّ بسمارك السلام مع روسيا حجر الزاوية في سياسته، لأنه يمنع ألمانيا من خوض حرب على جبهتين.
اعتلى ولهلم Wilhelm العرش في 1888م، بعد فترة حكم والده، التي استغرقت 100 يوم، وكان بسمارك ما يزال مستشارًا ورئيسًا للوزراء، إلا أن ولهلم فصله في 1890م. وقد ازدهرت ألمانيا في عهد ولهلم؛ لأنه شجع الصناعة والتجارة. كما حصل على مستعمرات في إفريقيا والمحيط الهادئ، وبنى جيشه وقواته البحرية حتى صارا من بين القوات الكبرى في العالم. كما أدى برنامجه التوسعي في المستعمرات والقوات البحرية والتجارة الخارجية؛ إلى نشوب صراع بين ألمانيا وبريطانيا.
كان ولهلم أكبر أبناء الإمبراطور فريدريك الثالث والأميرة فكتوريا، ابنة الملكة فكتوريا ملكة إنجلترا.وكان جورج الخامس ملك إنجلترا، ونقولا الثاني ملك روسيا، اللذان حاربا ضده في الحرب العالمية الأولى، من أبناء خؤولته. وركز تعليمه على التدريب العسكري؛ مما جعله ودودًا مع الطبقة العسكرية الأرستقراطية.
في عام 1890م، أنهى ولهلم حلف بروسيا القديم مع روسيا. وقد أجبر هذا الخطأ الدبلوماسي ألمانيا في عام 1914م، على خوض حرب في جبهتين، مما أدى إلى الهزيمة النهائية لتلك الدولة.
أعطت التحالفات القوى الأوروبية إحساسا بالأمن قبل الحرب العالمية الأولى، وكان كل قطر يسعى إلى عدم تشجيع أعدائه بالهجوم عليه بالدخول في اتفاقيات عسكرية مع بلد أو بلدان أخرى، فمثل هذه الاتفاقية تضمن مساعدة أعضاء التحالف لهذا القطر، لكن هذا النظام خلق أخطارًا معينة. إذ إن اندلاع الحرب يضطر أعضاء التحالف الأخرى إلى الدخول في الحرب، وهذا يعني أن عددا من الأمم سوف تشترك في القتال الذي لن يقتصر على الطرفين المتنازعين. وكان التحالف يعني أن يضطر بلد ما إلى أن يعلن الحرب ضد بلد آخر أو الدخول في شأن لايهمه. بالإضافة إلى ذلك فإن بنود كثير من التحالفات ظلت سرا، وكانت السرية من شأنها أن تزيد من فرص إساءة حكم البلد على نتائج أعماله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المحاضرة الحادية عشر : العلاقات الدولية في عصر التحالفات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المحاضرة السادسة عشر في مادة تاريخ العلاقات الدولية
» المحاضرة السابعة عشر في مادة تاريخ العلاقات الدولية
» المحاضرة الخامسة عشرة في مادة تاريخ العلاقات الدولية
» المحاضرة الثانية عشر الحرب العالمية الأولى وتداعياتها على مسار العلاقات الدولية
» العلاقات الدولية في التاريخ الإسلامي مدلولات التحليل السياسي. للتاريخ الإسلامي ودراسة العلاقات الدولية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: عـــلاقــــــــات دولــــيــــــة ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1