منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» المحاضرة الثالثة لمادة تاريخ الفكر السياسي
الادارة العلمية  Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء أكتوبر 09, 2024 8:21 am

» المحاضرة الثانية لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
الادارة العلمية  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:37 pm

» المحاضرة الأولى لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
الادارة العلمية  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:29 pm

» برنامج محاضرات الفكر السياسي 1
الادارة العلمية  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:24 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
الادارة العلمية  Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:25 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي ماي 2024
الادارة العلمية  Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:19 am

» امتحان مادة علم الاجتماع السياسي ماي 2024م
الادارة العلمية  Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء مايو 15, 2024 9:33 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
الادارة العلمية  Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
الادارة العلمية  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
الادارة العلمية  Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 الادارة العلمية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد امين بويوسف
عضو فعال
عضو فعال
محمد امين بويوسف


تاريخ الميلاد : 05/09/1991
العمر : 33
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 153
نقاط : 469
تاريخ التسجيل : 15/11/2012
الموقع : mamino.1991@hotmail.fr
العمل/الترفيه : طالب + لاعب كرة قدم + عاشق للفيس بوك

الادارة العلمية  Empty
مُساهمةموضوع: الادارة العلمية    الادارة العلمية  Emptyالأربعاء نوفمبر 28, 2012 8:36 pm


لقد استلزم التطور السريع لقطاع الأعمال الخاص والعام، أن يتوفر لدى العاملين فيه من المعارف الإدارية الأساسية في حقل الإدارة.
كما أن الطالب الجامعي هو الأخر، ومهما كان تخصصه، سواء كان من طلبة كلية التجارة أو من خارجها، لا بد أن يتعرف على مفاهيم الإدارة وأساسياتها.
ولقد جاء هذا الكتاب كجهد متواضع، يركز على الوظائف الأساسية لإدارة الأعمال، وكيف يمكن للمدير الناجح أن يمارس الإدارة ويتعامل مع التطورات العالمية المتسارعة ويعزز قدرته التنافسية.
والكتاب مصمم بالأساس لتغطية متطلبات مقرر إلزامي لطلبة كلية التجارة، غالبا ما يكون باسم "مبادئ إدارة أعمال"، ولكن يمكن أن يستخدم هذا الكتاب كمرجع قيم للمدراء الممارسين ولغير المتخصصين في علم الإدارة. ويقع هذا الكتاب في سبع فصول، تكفل الفصل الأول بإعطاء مقدمة عامة لعلم الإدارة ومفاهيمها وأهميتها، وتناول الفصل الثاني تطور علم الإدارة والمدارس الإدارية، وتطرق الفصل الثالث إلى وظيفة التخطيط وكيفية القيام بها وماهيتها، وتضمن الفصل الرابع التنظيم كوظيفة من وظائف الإدارة حيث تطرق الكتاب إلى خصائص التنظيم الجيد والخطوات العملية لاعداد هيكل تنظيمي للمنشأة، أما الفصل الخامس فقد ركز على القيادة وعملية الاتصال الفعال، وأشتمل الفصل السادس على وظيفة الرقابة وأهميتها وأدواتها، واختتم الكتاب بالفصل السابع الذي تناول بيئة الإدارة وعناصرها والممارسات الإدارية في قطاع غزة.
ولقد قام بإعداد الفصل الأول والثاني الدكتور يوسف عاشور، والفصل الثالث الأستاذ يوسف بحر، والفصل الرابع الدكتور ماجد الفرا والأستاذ يوسف بحر، والفصل الخامس الدكتور فارس أبو معمر، والفصل السادس الدكتور رشدي وادي، والفصل السابع الدكتور ماجد الفرا.
المؤلفون





الفصل الأوَّل


مُـقـدِّمــة عـامَّــة

الفصل الأوَّل
مُـقـدِّمــة عـامَّــة
GENERAL INTRODUCTION

إذا أمعنا النظر في قصةِ آدم وحواء عليهما السلام، نجدهما قَدْ مارسا العملية الإدارية وهم في الجنةِ وقبلَ هبوطهما إلى الأرضِ، فالقرآن الكريم يخبرنا "فأكلا منها فبدتْ لهمُا سوءاتهما وطفقا يخصفانِ عليهما مِن وَرَقِ الجنَّةِ، وعصى آدمُ ربَّه فغوى (1)"، ماذا يُمكن لنا أن نستنتج مِن هذه الآية الكريمة؟ هُناك أمرٌ يُمكنُ لنا أن نستنتجه مِن موقعين مختلفين: وهو أنَّ آدم وحواء عليهما السلام اتخذا قرارين، الأوّل يتمثل في قرار الأكل من الشجرة، والثاني يتمثل في قرار القيام بعملية التغطية على العورة، وتعتبر عملية اتخاذ القرارات مِن صلبِ العملية الإدارية كما سنرى فيما بعد.
و قَدْ تركَ لنا الأوائل شواهدَ ودلائلَ على ممارستِهم للعمليةِ الإداريةِ، فمِن ذلكَ ما تركته الحضارات القديمة من معمار يدلُّ بحقٍّ على أنَّه لا يُمكن إنشاءها بدون الإدارة السليمة للموارد وعلى رأس هذه الشواهد الأهرامات، كما قامت امبراطوريات غطت مساحاتٍ واسعةٍ من المعمورة لا يمكن لها أن تعمر المدد التي عمرتها دون إدارة جيدة لجوانبها المتعددة كالجيش، والبريد، والولاة.
وقد شهد القرن الماضي من بداياته الانتباه إلى الإدارة كعلم يمكن دراسته ووضع أسسه ونظرياته، وزاد الاهتمام به بصورةٍ خاصة بعد الحرب العالمية الثانية؛ حيث زاد عدد البحوث والدراسات بشكلٍ ملحوظ.
هذا يطرح عدِّة أسئلة هامَّة، وعلى رأس هذه الأسئلة: ما المقصود بالإدارة والعملية الإدارية والوظائف الإدارية؟ وما أهمّ المحطات أو المنعطفات في التاريخ الإداري؟ وهلْ ممارسة الإنسان للإدارةِ يعني أنَّ علم الإدارة موجود منذُ مارسها الإنسان؟ وهلْ الإدارة التي مارسها الإنسان في العصور القديمةِ هي نفسها الإدارة التي يمارسها في وقتنا المعاصر؟ وهلْ تختلف الإدارة التي تمارسها المجتمعات عن بعضها؟
يحاولُ هذا الفصل الإجابةُ على هذه الأسئلة وغيرها ضمن ما يلي من مباحث:
المبحث الأوَّل: تعريف الإدارة وأهميتها.
المبحث الثاني: الإدارة: علم أم فن؟
المبحث الثالث: علاقة الإدارة بالعلوم الأخرى .
المبحث الرابع: مجالات الإدارة

المبحث الأوَّل
الإدارة
" تعريف وأهمية "

تعريف الإدارة:
منذُ بدأ الاهتمام بدراسة الإدارة كعلم يمكن تأطيره جرتْ محاولات عدّة لتعريفه، وقد انقسم مفكري الإدارة بين مدرستين1 ، حيث قام أصحاب المدرسة الأولى بتحليل العمل الإداري الذي يقوم به المديرون إلى وظائف ومهام محددة، وبنوا على ذلك تعريفاتهم، بينما قام أصحاب المدرسة الثانية بالتركيز على طبيعة الإدارة، وبنوا على ذلك تعريفاتهم.

ومن بين التعريفات في المدرسة الأولى ما يلي:
عرّف2 تايلور الإدارة بأنَّها: "المعرفة الصحيحة لما يراد أن يقوم الأفراد به، ثُمَّ التأكد من أنهم يفعلون ذلك بأحسن طريقةٍ وأرخص التكاليف".
وهذا التعريف رَكَّزَ على عملية الإعداد والتخطيط وتحديد الأهداف ثُمَّ التوجيه والرقابة ، كما وضَّح التعريف نقطتين هامتين : الأولى أنَّ الأعمال تتمّ عبرَ الآخرين، والثانية أنَّ الكفاءة في آداء هذه الأعمال ضرورية، وعبرَ عن معيار الكفاءة بأحسن طريقةٍ للأداء وأقلَّ التكاليف .

عرّفَ هنري فايول الإدارة بأنَّها:
To manage is to forcast and plan, to organize, to command, to coordinate, and to control.
أي "أن تدير هو أن تتنبأ وتخطط وتنظم وتصدر الأوامر وتنسق وتراقب"، وهذه هي الوظائف الإدارية المتعارف عليها.
وقام شيلدون بتعريف الإدارة في الصناعة بأنها الوظيفة التي تتعلق بتحديد سياسات المشروع، والتنسيق بين التمويل والإنتاج والتوزيع وإقرار الهيكل التنظيمي والرقابة النهائية على أعمال التنفيذ، وهذا قصر التعريف على مجال الصناعة.
وعرّفها جلوفر بأنَّها القوة المفكرة الَّتي تُحلِّل وتصف وتُخطط وتُحفز وتُقيم وتُراقب الاستخدام الأمثل للمواردِ البشريةِ والماديةِ اللازمة لتحقيقِ هدفٍ مُحدَّدٍ معروفٍ.
وفي المقابل فقَدْ رَكَّزَ أصحاب المدرسة الثانية على طبيعة الإدارة أكثرَ من تركيزهم على المهامِ والوظائفِ الإداريةِ في تعريفاتهم للإدارةِ ، ومِن هذه التعاريف ما يلي:
- عرّفها ليفنجستون بأنها عملية الوصول إلى الهدف بأحسن الوسائل وبالتكاليف الملائمة وفي الوقت الملائم .
- وعرّفها آبلي بأنَّها عملية تنفيذ الأعمال عَن طريقِ مجهوداتِ الأشخاص الآخرين ، وهذا يتضمن نشاطين أساسيين هما : التخطيط والرقابة .
- وهناكَ مَنْ عَرَّف3 الإدارة بأنَّها :
Management is the process of optimizing human, material, and financial contributions for the achievement of organizational goals.
أي أنَّها "عملية تعظيم للمساهمات البشرية والمادية والمالية لتحقيق أهداف المنظمة".
خلاصة تعريف الإدارة:
ويُمكن تعريف الإدارة على أنَّها: "عملية تحقيق الأهداف المرسومة باستغلال الموارد المتاحة، وفق منهج مُحدّد، وضمن بيئة معينة".
وهذا التعريف عامّ وشامل، يُمكن تطبيقه على الفردِ والمنظمةِ، سواء كانت منظمة خاصّة أو عامَّة، ويتضمن هذا التعريف العناصر التالية:
1. الأهداف: وهي النتائج المراد تحقيقها، وهنا يدخل عنصر القصد والإرادة في استغلال الموارد لتحقيق النتائج المرغوبة .
2. الموارد: وتشمل الموارد كلّ من الموارد البشرية والموارد الطبيعية، كالأرض وما يستخرج منها، ومورد رأس المال بصوره المتعددة المالية والمادية، وحتّى يكون هناكَ إدارة فلا بُدَّ من توافر بعض الموارد، وتشكل الموارد البيئة الداخلية للمنشأة، والتي يمكن لإدارتها التحكم بها.
3. المنهج: ويشمل استخدام كافّة الوظائف الإدارية من تخطيط وتنظيم ورقابة واتخاذ قرارات.
4. البيئة: لا يوجد كائن حيّ (سواء كان هذا الكائن شخص طبيعي كالفرد، أو كان شخص معنوي كمنشأة الأعمال التي تصنف بأنها نظام مفتوح) يعيش منعزل لوحده لا يؤثر ولا يتأثر بمتغيرات محيطة به، فعملية الاستفادة من الموارد التي تقع ضمن السيطرة وتحقيق الأهداف تتفاعل بعلاقات ذات اتجاهين مع البيئة المحيطة التي لا يمكن التحكم بها.
ومع شموليةِ هذا التعريف، وانطباقه على الإدارة في المنظمات العامَّة والخاصّة، إلا أنّ هذا الكتاب يهتم بالدرجةِ الأولى بدراسة وتحليل الإدارة في منشآت ومنظمات الأعمال الهادفة إلى تحقيق الربح.
* وظائف الإدارة:
تقوم الإدارة بوظائف أساسية، وأهمّ هذه الوظائف هي : التخطيط، التنظيم، التوجيه والرقابة.
وستكون كُلُّ وظيفة من هذه الوظائف موضع تحليل ومناقشة مفصلة فيما يلي من فصول من هذا الكتاب. وسيكون مدخل الوظائف الإدارية هو المستخدم في دراسة الإدارة.
* وظائف المنشأة (1):
تهدف المنشأة إلى إنتاج وتوزيع السلع والخدمات عبر القيام بوظائف متكاملة أساسية، وأهمّ هذه الوظائف ثلاثة وهي كما يلي :
1. التمويل.
2. الإنتاج.
3. التسويق.

وهذه الوظائف مجملة، ويعتمد التفصيل فيها على عوامل كثيرة أهمّها حجم المنشأة، وطبيعة منتجاتها، وانتشارها، وفلسفة الإدارة ، ويمكن أيضاً ذكر الوظائف التالية، والتي يمكن أن تكون تابعة للوظائف الرئيسة الثلاثة، مثل:
1. الأفراد .
2. المشتريات .
3. التخزين .
4. نظم المعلومات .
5. والعلاقات العامَّة.
وستكون كلُّ وظيفة من هذه الوظائف موضع تحليل ومناقشة مفصلة ومعمقة فيما يلي من فصول الجزء الثاني من هذا الكتاب .

* المستويات الإدارية:
تختلف المستويات الإدارية للمنشأة حسب العديد من العوامل مثل :
طبيعة عمل المنشأة ومنجاتها : زراعية ، صناعية أو خدمية .
حجم المنشأة ومدى انتشارها الجغرافي.
مدى الحداثة في أساليب العمل ووسائل الاتصال المستخدمة.
فلسفة الإدارة وأهدافها وقدرتها.
وغيرها من العوامل الأخرى.
ويقسم كتاب الإدارة المستويات الإدارية إلى ثلاث مستويات ، تختلف هذه المستويات من عدة وجوه من حيث السلطة والمسئولية ودرجة ممارسة الوظائف الإدارية. والمستويات الثلاثة هي :
وتأخذ هذه المستويات شكل الهرم كالتالي :












* أهمية الإدارة:
يُقسِّمُ بعض الاقتصاديون4 عناصر الإنتاج إلى أربعة(1) وهي كما يلي:
1. الموارد الطبيعية 2. الموارد البشرية
3. رأس المال 4. التنظيم
ويقصد بالتنظيم هنا الإدارة، وهي المعرفة بأساليب وطرق الإنتاج، وبدون توافر وتكامل هذه العناصر الأربعة لا يمكن للعملية الإنتاجية أن تكتمل، وحقيقةً أنَّ الإدارة هي أهمُّ هذه العناصر؛ لأنَّ الشعوب والمنظمات والأفراد يتمايزون بالدرجةِ الأولى بعنصرِ الإدارة وليس بباقي عناصر الإنتاج، وكي يتضح هذا المعنى، دعنا نضرب مثلين الأوَّل يخصُّ المجتمعات والدول والثاني يخصُّ الأفراد. خذ اليابان على سبيل المثال، استطاعت بفضل الإدارة أن تصبح من أغنى الدول، وأكثرها تقدماً ورقياً، وهي دولة تفتقر إلى الموارد الطبيعية، فهي تقوم باستيراد المواد الخام من خارج البلد، ثمَّ تقوم بتصنيعها، ثمَّ تصدرها لدول العالم سلعاً جاهزة للاستخدام، بينما هناك دولاً غنيةً جداً بالمواردِ الطبيعيةِ، ولكنها تفتقر إلى الإدارة القادرة على تحويل هذه الموارد إلى سلع جاهزة للاستخدام، وبالتالي فإنَّ الفيصل في تقدُّم المجتمعات هو الإدارة وليس توافر الموارد.
أمَّا على مستوى الأفراد فكم فرد ورث أموالاً طائلة فبددها في وقتٍ قصيرٍ، وكم فرد اغتنى بعد أن كان لا يملك درهماً ولا ديناراً.

* أهداف الإدارة:
تقوم الإدارة بالموازنة بين أهداف متعددة، وأحياناً متشابكة ومتصارعة ومتناقضة، فهناك أهداف تسعى الإدارة نفسها إلى تحقيقها، وأهداف للمنشأة، ولملاكها، والعاملين فيها، والمتعاملين معها من زبائن و موردين وممولين وحكومة، والمنظمات المدنية، وذلك كما يلي :

1. تحقيق أهداف الإدارة نفسها ، والَّتي يتمثل أهمّها فيما يلي :
أ. الاستمرار .
ب. النجاح.
جـ. تحقيق الذات .

2. تحقيق أهداف ملاك المنشأة ، والَّتي يتمثل أهمّها فيما يلي :
أ. زيادة قيمة المنشأة عن طريق زيادة القيمة السوقية للسهم .
ب. زيادة الأرباح المحصلة .

3. تحقيق أهداف العاملين في المنشأة ، والَّتي يتمثل أهمّها فيما يلي :
أ. الراحة في العمل .
ب. تقليل ساعات العمل .
جـ. زيادة في الأجور .
د‌. زيادة المزايا المالية والعينية التي يحصلون عليها .

4. تحقيق أهداف زبائن المنشأة ، والَّتي يتمثل أهمّها فيما يلي :
أ. وفرة السلع والخدمات.
ب. زيادة جودة السلع والخدمات .
جـ. خفض الأسعار .

5. تحقيق أهداف موردي السلع والخدمات المستخدمة كمدخلات للعملية الإنتاجية، والَّتي يتمثل أهمّها فيما يلي :
أ. زيادة الأسعار.
ب. الدفع النقدي.
جـ. الالتزام بمواعيد الدفع إن كان الثمن مقسطاً.
6. تحقيق أهداف ممولي المنشأة من المصارف وأصحاب القروض ، والَّتي يتمثل أهمّها فيما يلي :
أ. ضمان أصل التمويل .
ب‌. ضمان عوائد التمويل .

7. تحقيق أهداف الحكومة من خلال تطبيق وإطاعة القوانين الخاصة بالمنشأة ، والَّتي يتمثل أهمّها فيما يلي :
أ. الالتزام بالقوانين والأنظمة والتعليمات.
ب‌. تحصيل الضرائب .

8. تحقيق أهداف المجتمع الَّذي تعيش فيه المنشأة ، والَّتي يتمثل أهمّها فيما يلي :
أ. رفع مستوى المعيشة.
ب. حسن استغلال الموارد المتاحة وعدم تبديدها بدون فوائد .

9. تحقيق أهداف المنظمات المدنية في المجتمع ، والَّتي يتمثل أهمّها فيما يلي :
أ. حماية البيئة من التلوث.
ب. تبرعات.
جـ. مساهمات اجتماعية .




ويلخص الجدول التالي هذه الفئات وأهدافها :
الفئة الأهداف
الإدارة الاستمرار، النجاح، تحقيق الذات
الملاك زيادة قيمة المنشأة، زيادة الأرباح المحصلة
العاملين زيادة في الأجور والمزايا المالية والعينية التي يحصلون عليها
الزبائن وفرة السلع والخدمات، جودة أعلى، سعر أقلّ
الموردين زيادة الأسعار، الدفع النقدي، الالتزام بمواعيد الدفع
مموِّلين ضمان أصل التمويل وعوائده
الحكومة الالتزام بالقوانين والأنظمة والتعليمات، تحصيل الضرائب
المجتمع رفع مستوى المعيشة، حسن استغلال الموارد المتاحة
المنظمات المدنية حماية البيئة من التلوث، تبرعات، مساهمات اجتماعية

المبحث الثاني
الإدارة: علم أم فن؟

مقدمة:
المقصود بالعلم هنا هو المعرفة المنظمة ذات القوانين والعلاقات الثابتة، والَّتي يمكن تعميمها؛ وبالتالي لا تختلف باختلاف الأفراد والمجتمعات والأماكن، فمثلاً القول بأنَّ الماء يغلي عند درجة حرارة مائة. بينما يقصد بالفن المعرفة والسلوك المعتمد على الفرد بصفته الشخصية والنفسية والعقلية، وبالتالي لا يمكن تعميم هذه المعرفة مثل لوحة فنية أو القول بأنَّ الجو جميل.
تساؤل:
ما أن يُدْرَسَ موضوع من المواضيع الاجتماعية إلا وطرح سؤال هل هو علم أو فن، وكذا السؤال حول الإدارة، هل هي علم أم فن؟
ويقصد بهذا التساؤل :
هلْ للإدارة قوانين يمكن تحديدها وتعميمها مثل الفيزياء مثلاً؟
هلْ يمكن وضع الممارسة الإدارية في مختبر وتحديد وعزل المتغيرات عن بعضها وإجراء التجارب عليها؟
هلْ الإدارة نوع من الإبداع والموهبة الشخصية، والَّتي لا يمكن وضع أسس عامة لها وتعميمها على كافة المجتمعات والمواقف كالشعر والرواية ؟
هلْ الإدارة فلسفة تعتمد على قدرة الشخص في استنباط العلاقات والحكم عليها؟
والإجابة على السؤالين الأولين بالإيجاب يعنى أنَّ الإدارة علم ثابت له قوانين يمكن تعميمها والإجابة بالسلب يعني أنَّها فن تعتمد على الخبرة الشخصية. والعكس صحيح بالنسبة للسؤالين الأخيرين. ولكن لا يجب النظر إلى الإدارة من زاويةٍ واحدةٍ وحصرها فيها.
* الإدارة والعلوم الاجتماعية:
وحقيقةً أنَّ الإدارة management تصنف ضمن العلوم الاجتماعية social sciences وليس ضمن العلوم الطبيعية natural sciences، والعلوم الاجتماعية مرتبطة بالإنسان والمجتمع ويتمُّ تطبيق المنهج العلمي في دراستها ، لكن نتائجها لا تأخذ نفس درجة تعميم نتائج العلوم الطبيعية. فهي نتائج محدودة بزمانٍ مُحدَّدٍ وبمجتمعٍ مُحدَّدٍ وبظروفٍ مُحدَّدةٍ. فمثلاً يمكن تطبيق المنهج العلمي في تحديد معدل التضخم 5%؛ وهنا يجب تحديد زمن محدد وكذلك دولة محددة، وهكذا.
وهذا بالضرورة ينفي أن يكون للإدارة قوانين ثابتة يمكن تعميمها كقوانين الفيزياء والكيمياء.

* الإدارة كعلم:
الإدارة علم له أصوله وقواعده ونظرياته، ويمكن تطبيق المنهج العلمي في دراسته والتحقق منه؛ حيث يمتاز المنهج العلمي بمميزات ومن بينها: الموضوعية، وقابلية إثبات النتائج، والقابلية للتعميم، وإمكانية التنبؤ بالنتائج، والمرونة 5 . ويزيد في الناحية العلمية الموضوعية للإدارة أن هناك جوانب مادية تتعامل معها وبها الإدارة، وهذه يمكن دراستها وإخضاعها للتجارب تماما كما تخضع المواد في المختبرات العلمية للتجارب. كما قامت مدارس إدارية على تطبيق المنهج الرياضي والإحصائي في دراسة المشكلات الإدارية وهذا يعمق الجانب العلمي في الإدارة.

* الإدارة كفن:
وفي الجانب المقابل فإن للإدارة جانب فني فلسفي ، فهي تتعامل مع الإنسان والمجتمع، وهي تتعامل مع جوانب غير مادية في الإنسان والمجتمع، كما أنَّها تواجه مواقف كثيرة تحتاج فيها إلى الخبرة والحكم الشخصي والإبداع والمناورة واستنباط العلاقات، وهذا ما يجعل فيها لمسة فنية وضرباً فلسفياً لا يمكن لمدير ناجح الاستغناء عنها، وتؤثر الثقافة السائدة في المجتمع تأثيراً قوياً في هذا الجانب من الإدارة.
وعليه يمكن استخلاص أن الإدارة علم وفن وفلسفة في ذات الوقت.

* أسباب عدم الانتباه للإدارة كعلم:
وجدتْ الإدارة - كما سبق الإشارة - منذُ القدم، ولكنها لَمْ تُعرفْ كعلمٍ إلَّا متأخراً، وكان مِن أهمِّ العوامل الَّتي ساعدت على عدم الانتباه إليها ما يلي6 :
1. ساد خلال القرون القديمة والوسطى في أوروبا النظر إلى التجارة والأعمال التجارية كأعمال وضيعة (6) ، وقد عزّز هذا التوجه وصف الكتاب والفلاسفة لهذه الأعمال بأوصافٍ تحط من قيمتها كالفيلسوف أرسطو والكاتب الاقتصادي الأول آدم سميث الذي وصف التجار في كتابه ثروة الأمم بأنهم مجموعة من الخداعيين الذين لا تتفق مصالحهم مع المصالح القومية للمجتمع، وهذا أدّى إلى عدم الاهتمام بالإدارة كعلم يمكن دراسته، وأدَّى إلى عزوف المفكرين الاقتصاديين والسياسيين عَن الإدارة.
2. النظر إلى الإدارة بأنَّها فن يعتمد على الموهبة الشخصية، والقدرات الذاتية، وليس بحاجة إلى دراسة.
3. الاهتمام بالنواحي الفنية والتقنية في المشروع، وزيادة مقدرته الفنية.
4. ضآلة حدة المنافسة، والطلب الكبير على المنتجات.
* أسباب الانتباه للإدارة كعلم:
أمّا أهمِّ العوامل الَّتي ساعدتْ على الانتباه إلى أهمية الإدارة ما يُعرف في التاريخ الاقتصادي بالثورة الصناعية (1) industrial revolution الَّتي كانَ مِن أهمِّ نتائجها ما يلي:
1. استبدال الجهد البشري والحيواني بالجهد الآلي.
2. ضخامة حجم منشآت الأعمال وانتقالها إلى الإنتاج الكبير mass production
3. ضخامة حجم الأموال المستثمرة في منشآت الأعمال وظهور الشركات المساهمة العامَّة.
4. انفصال الملكية عن الإدارة وظهور طبقة مديرين ممتهنين للإدارة.
5. اتساع الأسواق من ناحية المدخلات والمخرجات وعدم قصرها على السوق المحلي.
6. تعقد وتشابك وتزايد المتغيرات البيئية التي تعمل ضمنها المنشأة.
7. ازدياد حدّة المنافسة والَّتي كانَ مِن أهمِّ نتائجها : زيادة في جودة وعدد المنتجات مع خفض تكلفتها؛ وبالتالي انخفاض أسعارها للمستهلك النهائي.
ثُمَّ جاءت الثورة الإلكترونية المعلوماتية في أعقاب الحرب العالمية الثانية(1) والَّتي ما زلنا نعيشُ آثارها وتطوراتها إلى هذه اللحظة، والتي أدَّت إلى تطورِ الكثيرِ من المفاهيم الإدارية.


المبحث الثالث
علاقة الإدارة بالعلوم الأخرى

مقدمة :
الإدارة أحد فروع العلوم الاجتماعية، وهي شائعة الاستخدام والتطبيق والممارسة في شتى مجالات الحياة وتنظيمات المجتمع، وهذا يجعل لها ارتباط بمعظم إن لم يكن كلِّ هذه المجالات، فلها علاقة بالنواحي الفنية في المنشأة، كما لها علاقة بالنواحي المادية، فوفق ذلك لها علاقة بالنواحي النفسية والاجتماعية للأفراد.
ولذلك نجد أنَّ للإدارة ارتباط بعلوم كثيرة ومتشعبة كالمحاسبة والاقتصاد والرياضيات والإحصاء والكمبيوتر والهندسة والعلوم وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم الانثروبولوجيا وغيرها. سنناقش علاقة الإدارة ببعض هذه المجالات كما يلي:

* الإدارة والاقتصاد:
يدرس علم الاقتصاد المشكلة الاقتصادية المتمثلة في مشكلة الندرة ، وهي ندرة الموارد المتاحة في مقابل حاجات إنسانية واجتماعية متعددة، ويدرس هذا العلم الاجتماعي كيفية توزيع الموارد النادرة على الحاجات المتعددة بأقصى كفاية، والسمة الغالبة على هذا العلم هو تناول الموضوع من الناحية الكلية macro . وإذا ما نظرنا إلى الإدارة فنجد أنَّ دورها مكمل لدور الاقتصاد وليس مستقلاً عنه أو مناقضاً له. فالاقتصاد عندما يعمل على حلّ المشكلة الاقتصادية فإنَّ أداته في ذلك هي الإدارة، كما أنَّ المفاهيم الاقتصادية تشكل أحد الأسس في العمل الإداري.
* الإدارة والمحاسبة:
المحاسبة نظام معلومات يهدف بالدرجة الأولى إلى تجميع ثم إعداد ثم تزويد متخذي القرارات بالمعلومات الأساسية اللازمة لتلك القرارات، ووفقَ جمعية المحاسبة الأمريكية American Accounting Association) (AAA)) فإنَّ المحاسبة هي : عملية تحديد وقياس وإيصال المعلومات الاقتصادية لاستخدامها في تقرير حكمٍ مبني على أسسٍ علميةٍ من قبلِ مستخدمِ المعلوماتِ :
"The process of identifying, measuring and communicating economic information to permit informed judgements and decisions by users of the information" 7
"The provision of information in financial terms that will help in decisions concerning resource allocation, and the preparation of reports in financial terms describing the effects of past resource allocation decisions" 8
فالمحاسبة تُعتبرُ في جانبٍ من جوانبِها إحدى الأدوات / المناهج / الطرق التي تستخدمها الإدارة في تزويدِها بمعلوماتٍ، خاصةً تلكَ المتعلقةُ بالمنشأةِ، وغالباً ما تكون هذه المعلومات كمية مالية، تساعدُ على إدارةِ المنظمةِ واتخاذُ القراراتِ المُسيّرة لها .
وتتعدَّد المجالات التي يتمُّ فيها استخدام المحاسبة؛ لذلك يُمكنُ تصنيفها إلى تصنيفات متعدِّدة حسب المعيار المستخدم، ومن بينِ هذه التصنيفات ما يلي :
1. محاسبة إدارية management accounting / managerial accounting، ومحاسبة مالية financial accounting، ومحاسبة تكاليف cost accounting.
2. محاسبة في المؤسسات العامة (محاسبة حكومية وقومية)، ومحاسبة في المؤسسات الخاصة، ومحاسبة في المؤسسات غير الحكومية NGOs.
3. محاسبة في المؤسسات التجارية، ومحاسبة في المؤسسات الصناعية، ومحاسبة في المؤسسات الخدمية. وهكذا تصنيفات مختلفة.

* الإدارة وعلم النفس والاجتماع :
أ. الإدارة وعلم النفس:
يقوم علم النفس بدراسة الإنسان كفرد من حيث سلوكه ورغباته ودوافعه وحوافزه ومثبطاته وطموحاته وشخصيته وما إلى ذلك من الخصائص الَّتي تعود إليه، فالجوانب غير المادية في الفرد هي بوجه العموم محور دراسات علم النفس.
وهذا يجعل علم النفس أداة هامةٌ جداً للإدارة في عمليه اختيار الأفراد لأداء الوظائف المختلفة ، وفي عملية تدريبهم وتوجيههم وحفزهم نحو تحقيق أهداف المنشأة بكفاءة وفعالية. فالإدارة حسب بعض التعريفات هي إنجاز الأعمال المطلوبة عن طريق الآخرين. كما أنّ علم النفس أداة هامَّة جداً للتعامل مع الأفراد كزبائن يشترون منتجات المنشأة الَّتي يشعرون بأنها تشبع حاجاتهم.
ب. الإدارة وعلم الاجتماع:
يقوم علم الاجتماع sociology بدراسة المجتمع من حيث مكوناته وخصائصه وتنظيمه ونموّه وتطوره، والعوامل المؤثرة فيه.
Sociology is the science of the nature and growth of society and social behaviour.
وتدخل المنشأة في علاقات متبادلة مع المجتمع : فالمنشأة جزءٌ من المجتمع.
تستمد المنشأة مدخلاتها من المجتمع بما في ذلك الموارد البشرية الَّتي يشكل المجتمع أقوى العوامل تأثيراً على سلوكها وأهدافها وحوافزها وقيمها وكيفية التعامل معها. والإدارة تتعامل مع الموارد البشرية بصفتها أهم الموارد.
تضخ المنشأة مخرجاتها في المجتمع بما في ذلك المنتجات الَّتي ببيعها تستطيع المنشأة العيش والاستمرار، وإلا فستموت وتندثر.
وبالتالي فإنَّ المنشأة تؤثر وتتأثر بالمجتمع ، وهذا يجعل الإدارة في حاجة مستمرة لمعرفة خصائص المجتمع المحيط بها ، والعوامل المؤثرة فيه ، والتطورات الَّتي تحصل فيه، والتغيرات في أنماط السلوك والذوق ومستوى المعيشة، وما إلى ذلك.
وعلى هذا يعتبر علم النفس وعلم الاجتماع علمان مكملان لبعضهما البعض في حاجة الإدارة لمعرفة السلوك البشري وتفسيره والتأثير عليه وتوجيهه بما يخدم تحقيق أهداف المنشأة.

* الإدارة والقانون :
يصدر القانون من مؤسسات الدولة التي تنظم سلطتها عن طريقه، وهي المسئولة عن تطبيقه في المجتمع، والقانون هو الَّذي يضع القواعد التي تنظم سلوك الأفراد والمجتمع، وهو الذي يخبرنا أي الأعمال مسموح بها وأيها غير مسموح به، كما أنه ينظم فض الخلافات بين أفراد المجتمع.
Law is the rule made by authority for the proper regulation of a community or society or for the correct conduct in life.
وما يجعل القانون مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالإدارة هو أنَّ هناك الكثير من القواعد القانونية (التشريعات) المنظمة لمنشآت الأعمال من حيث نشأتها وعملها وعلاقاتها الداخلية والخارجية وموتها (افلاسها). ومن الأمثلة على ذلك :
- قانون الشركات وهو الذي ينظم عمل الشركات بجميع أشكالها.
- قانون العمل وهو الذي ينظم العلاقة ما بين العامل وصاحب العمل ويوضح حقوق وواجبات كل طرف.
- القوانين والأنظمة الضريبية
- القوانين والأنظمة الجمركية
- القانون التجاري
- قانون الاستثمار
- قانون حماية البيئة
- قانون البنوك وغيرها الكثير من القوانين.
وهذا يجعل لكلِّ عملٍ تقوم به الإدارة وجهاً آخر هو الوجه القانوني الذي يجب على الإدارة مراعاته وإلا أصبحت قراراتها موضع تساؤل قانوني. ومن هنا تنبع أهمية القانون بالنسبة للإدارة.
* الإدارة والدِّين :
يعتبر الدِّين أحد مكونات الثقافة المؤثرة والمحددة للسلوك، وإذا ما نظرنا إلى الدِّين الإسلامي نجده يجمع ثلاث جوانب تكوِّن وتشكل في مجموعها أهمَّ العوامل المحددة للسلوك الفردي والاجتماعي، وهذه الجوانب الثلاثة هي : العقيدة والشريعة والأخلاق. وهذا يجمع بين علم الاجتماع والنفس والقانون ولكن بمنظور الدِّين الإسلامي، وهذا يعني أنَّ الإنسان والمجتمع المسلم متأثر بصورة مباشرة بالدِّين؛ وبالتالي يقع على الإدارة الَّتي تتعامل مع الأفراد كموارد وكزبائن فهم ومراعاة تأثير الدِّين عليهم .

المبحث الرابع
مجالات الإدارة
"إدارة الأعمال و الإدارة العامَّة"

مقدمة :
هناك الكثير من الأسئلة التي تطرح في مسألة الإدارة، فمثلاً يُطرَحْ عادةً السؤال عن الفرق بين إدارة الأعمال وإدارة المنظمات الحكومية أو ما يُعرف بالإدارة العامّة، هلْ هما شيئاً واحداً أم أنّ هناكَ اختلاف بينهما ؟.
وللإجابة على هذا السؤال يجب علينا بداية تحديد بيئة كلٍ منهما، فالإدارة العامّة ترتبط بالدولة ومؤسساتها، بينما إدارة الأعمال ترتبط مباشرة بمشاريع الأعمال الهادفة إلى تحقيق الربح، أي بإدارة المشاريع على أسس اقتصادية(1) .
وعليه فقد تأثر وارتبط مفهوم الإدارة العامّة وممارستها في الفكر الإداري الغربي الحديث بالنظر إلى دور الدولة وتطوره من مفهوم الدولة الحارسة(2) إلى مفهوم الدولة ذات الوظائف الاجتماعية والاقتصادية والذي بدأ يظهر في أعقاب الثورة الصناعية الَّتي أدَّت إلى فقدان الفرد للعائلة التي كانت تزوده بمجمل ما يحتاجه اجتماعياً؛ وبالتالي ظهرت الحاجة إلى قيام الدولة ببعض هذه الوظائف، أما على صعيد الفكر الإسلامي فقد قرَّر منذ البداية قيام الدولة بوظيفة اجتماعية واقتصادية بجانب الوظيفة السيادية.
وبغض النظر عن المشاركين في وضع الأهداف العامة، وهل تشترك فيه الإدارة العامة أم يضعها السياسيون فقط؟ فإنّ قيام الدولة بتحقيق أهداف عامّة يحتاج إلى جهاز إداري يحقق هذه الأهداف؛ وبالتالي تنشأ المنظمات العامة التي تهدف إلى تحقيق الأهداف العامة. ولقد زاد من أهمية الإدارة العامة الحربين العالميتين؛ حيث زادت الأعباء الملقاة على عاتق حكومات الدول لإعمار ما دمرته الحروب في ظلّ تحطم البنى الإنتاجية وندرة الموارد الطبيعية، وبعض الدول عانت من ندرة الموارد البشرية، كلّ هذا أدّى لإلقاء المزيد من الأهمية على الأسلوب الإداري المعتمد على العلم والمنهج العلمي الذي تتبعه الحكومات للتغلب على هذه الصعوبات. وقد قام الفكر الإداري في مجال الإدارة العامة9 في النصف الأول من القرن الماضي على تحليل طرق الأداء في العمل الحكومي، وإرجاعها إلى عنصرين متميزين وهما اتخاذ القرارات والتنفيذ. وكذلك اعتبار الإدارة العامة علماً يمكن تطبيق المنهج العلمي عليه. والسعي وراء تحقيق الكفاية في الوظائف العامة. أما في النصف الثاني من القرن الماضي فقد أخذ الفكر في مجال الإدارة العامة10 إلى الرجوع عن الفصل التام بين مجال السياسة والإدارة العامة. وخفت حدة السؤال فيما إذا كانت الإدارة العامة علم أم فن؟ وانه علم له قواعده التي تنطبق في جميع الأحوال والأزمان. وقد برزت أهمية التخطيط في هذه الفترة ووجدت دول كثيرة تأخذ بمبدأ التخطيط القومي.

* تعريف الإدارة العامّة:
يطلق مصطلح الإدارة العامّة ويراد به التمييز عن إدارة المشروعات الاقتصادية؛ حيث الهدف النهائي للإدارة العامة هو تقديم الخدمات اللازمة للحفاظ على المجتمع، وتتمثل الأهداف العامة في الأهداف الاقتصادية والأهداف الصحية والأهداف الجمالية.
وقد عرف عودة (1958م)11 الإدارة العامة بأنها العلم الذي يهتم بالكيف والكم الخاص بالحكومة، وعرفها الجمال (1952م)12 بأنها ذلك الضرب من النشاط الذي يهتم ببحث مجموع العمليات التي تهدف إلى تحقيق وتنفيذ السياسة العامة التي تؤمن بها الحكومة، كما عرفها بريزاس (1975م)13 بأنها علم وفن وضع وتنفيذ السياسة العامّة.

* الإدارة العامّة وإدارة الأعمال:
تتولى المنظمات العامة تحقيق أهداف عامة بينما تتولى منظمات الأعمال تحقيق أهداف خاصة بمالكيها، وهنا يجب علينا أن نفرق بين المنظمات العامة التقليدية (والتي غالباً تقوم على مفهوم الدور التقليدي للدولة والذي يحصرها في الدفاع والأمن والقضاء) ، وبين المنظمات العامّة لوظائف الدولة المستحدثة في المجال الاجتماعي والاقتصادي. فالظروف التي تعمل فيها كلا النوعين من المنظمات قد تختلف، ففي الحالة الأولى تكون الوظائف حكر على الدولة فمثلاً لا يستطيع الأفراد القيام بإنشاء وزارات للخارجية، أو إصدار عملة، أما في الحالة الثانية فيمكن للأفراد تأسيس منظمات تؤدي نفس مهام المنظمات العامة الاقتصادية كتقديم خدمة معينة (مياه أو كهرباء مثلاً). وحقيقة أنّ مدى اتساع أو ضيق وظائف الدولة سواء التقليدية أو المستحدثة يعتمد على تطور المجتمع ومدى اقترابه أو بعد من تطبيق فكرة الدولة الحارسة، فعلى سبيل المثال يمكن أن تكون الكهرباء مملوكة للدولة في مجتمعٍ معين بينما هي ملكية خاصة في دولة أخرى، أو ملكية مشتركة في دولة ثالثة وهكذا.
وعليه إذا ما قارنا بين المنظمات العامّة التقليدية ومنظمات الأعمال سنجد أنهما يختلفان في عوامل أساسية هامة، وعلى رأسها ما يلي:
1. احتكار الدولة لخدماتها كالجيش وإصدار النقود.
2. سلطة فرض القوانين والأنظمة والتعليمات المنظمة لسلوك أفراد المجتمع جميعاً سواء العاملين ضمن المنظمات الحكومية أو غير العاملين ضمنها.
3. سلطة فرض القوانين والأنظمة والتعليمات لجمع الأموال عن طريق الضرائب والرسوم والجمارك(1) .
وهناك عوامل أخرى اختلف الكتاب فيها، فالبعض اعتبرها فروقاً جوهرية بينما الآخرون لم يعتبروها كذلك، وأهم هذه العوامل ما يلي14 :
1. تهدف الإدارة العامة إلى تحقيق خدمة عامة، بينما تهدف منظمات الأعمال إلى تحقيق الربح.
2. تلتزم المنظمات العامة بقاعدة المساواة بين المواطنين.
3. يقوم الموظف في الإدارة العامة بتأدية عمله من خلال مركزه الوظيفي وليس الشخصي.
4. عمل الإدارة العامة من خلال المنظمات العامة ذات الحجم الكبير.
بينما انتقد الفريق الآخر هذه العوامل بأنها لا تمثل فروقاً جوهرية بين المنظمات العامة ومنظمات الأعمال ، حيث أنّ أي منظمة تهدف في الأساس إلى تقديم خدمة (أو سلعة) مفيدة للمجتمع الذي تعيش فيه وإلا فإنها ستموت ولا تستمر. كما أن المساواة مفترضة سواء في المنظمات العامة أو منظمات الأعمال. أمّا الحجم فنلاحظ أن هناك منظمات أعمال من الضخامة بمكان وأن موازنتها تفوق موازنة وزارة.

أسئلة:
1. ما تعريف الإدارة، وما الاتجاهات التي اتخذها هذا التعريف؟
2. ما وظائف الإدارة؟
3. ما وظائف المنشأة؟
4. ما أهداف الإدارة؟
5. ما أهمية الإدارة؟
6. ناقش مَنْ المستفيد من الإدارة .
1. هل الإدارة علم أم فن؟
2. لماذا تأخرت الإدارة كعلم في الظهور؟
3. ما دواعي ظهور الإدارة كعلم له أصوله؟
4. الإدارة علم لا علاقة له بالعلوم الأخرى، ما رأيك؟
5. ما الفرق بين علم النفس وعلم الاجتماع؟ هل لهما علاقة بالإدارة ؟
6. ما علاقة المحاسبة بالإدارة ؟
7. ما الفرق بين الاقتصاد والإدارة ؟ هلْ هناك علاقة بينهما ؟
8. ما الفرق بين المحاسبة والإدارة؟ هلْ هناك علاقة بينهما؟
9. هلْ ترى أي علاقة للدِّين بالإدارة؟
10. هلْ ترى أي علاقة للقانون بالإدارة؟
11. ما تعريف الإدارة العامة؟
12. ما الفرق بين إدارة الأعمال والإدارة العامة؟
13. ما الأسباب التي أدت إلى الاهتمام بالإدارة العامة؟

الهوامش
1- عساف، محمود: أصول الإدارة، مصر، 1982م، ص 11.
2- انظر:
Taylor, Fredrick W. : Shop Management, Harper and Brothers, New York, 1903.
3- Taylor, Fredrick W. : Principles of Scientific Management , New York, Harper & Brothers Publishing Co., 1911.
Pearce II, John A. and Robinson Jr., Richard B.: Management, Random House Inc., 1989, p. 4.
4- انظرْ على سبيل المثال:
Kohler, Heinz: Economics, D. C. Health and Company, Lexington, 1992, p. 3.
5- الرفاعي، أحمد حسين : مناهج البحث العلمي، ط1، دار وائل، عمان، 1998م، ص ص 19 - 21.
6- عبدو، علي عبد المجيد: الأصول العلمية للإدارة والتنظيم، ط11، دار النهضة العربية، مصر، 1980م، ص ص 36 - 41.
7- American Accounting Association: A Statement of Basic Accounting Theory, 1966, in Arnold, John and Hope Tony: Accounting for Management Decisions, Prentice Hall International, 1983, P: 5.
8- Lewis, Richard & Gillespie, Ian:Foundation in Accounting, Prentice Hall International, 2nd edition, 1986, P:1.
9- دوايت والدو، وردت في:عساف، محمود: أصول الإدارة ، 1982م، ص 77.
10- عساف، محمود: أصول الإدارة ، 1982م، ص 79.
11- ورد هذا التعريف في كتاب إدارة المنظمات العامة للدكتور علي شريف : 1987م ص 68 - 69.
12- ورد هذا التعريف في كتاب إدارة المنظمات العامة للدكتور علي شريف : 1987م ص 68 - 69.
13- ورد هذا التعريف في كتاب إدارة المنظمات العامة للدكتور علي شريف : 1987م ص 68 - 69.
14 - انظرْ :
شريف، على: إدارة المنظمات العامة، الدار الجامعية، مصر، 1987م، ص ص 71 - 76.
السلمي، علي: الإدارة العامة، مكتب غريب، بدون تاريخ.






الفصل الثاني


تطور علم الإدارة
والمدارس الإدارية
الفصل الثاني
تطور علم الإدارة
والمدارس الإدارية

مقدمة :
يحاول هذا الجزء من الدِّراسة إلقاء بعض الضوء على بعض المنعطفات الهامَّة في تطور الإدارة كعلم يمكن تحديده ودراسته ووضع النظريات له. ولا تهدف الدراسة هنا إلى شرح مفصل عن تطور الفكر الإداري والروَّاد الَّذين أسهموا في هذا الفكر.
وكأي علمٍ من العلوم فقَدْ مرَّت الإدارة عبر مراحل تاريخية متميزة؛ حيثُ كوّنت مدارس كان لكلِّ مدرسةٍ منها روّادها ومنهجها وتجاربها وأبحاثها ودراساتها وخصائصها الَّتي ميَّزتها عَن غيرها. وتجدرُ الإشارة هنا إلى أنَّ هذه الأفكار مكملة لبعضها البعض وليس متناقضة فيما بينها، فكلّ مدرسة ركَّزت على جوانب في الفكر والممارسة الإدارية.
ولعلَّ السؤال الأساس الَّذي حاول مفكروا الإدارة الإجابة عليه هو كيف نجعل العمل الإداري أكثر كفاءة وفعالية، هل ذلك يأتي عبر الرقابة والإشراف المباشر؟ أم يأتي عبر تحسين ظروف العمل؟ أم يأتي عبر تحفيز الأفراد والاعتراف بآدميتهم؟ هل يأتي ذلك عبر زيادة الإنتاج أم عبر رضى العاملين؟ وما إلى ذلك من الأسئلة .
وعند دراسة الفكر الإداري، فإنه لا يوجد تحديد جامد وفواصل قاطعة لدراسة المحطات الإدارية عبر التاريخ ، بل يمكن تكييفها حسب الأهداف المراد تحقيقها(1) ، وحيث أن الهدف هنا هو محاولة التعرف على أهم الإسهامات في الفكر الإداري، فقد جرى تقسيم الدراسة في هذا الفصل كالتالي :

المبحث الأول : الفكر التقليدي
المبحث الثاني : الفكر التقليدي المحدث
المبحث الثالث : الفكر التنظيمي
المبحث الرابع : علم الإدارة "بحوث العمليات"

المبحث الأول
الفكر التقليدي

* مدرسة الإدارةُ العلميةُ :
رغم وجود بعض الكتابات السابقة لمدرسة الإدارة العلمية والَّتي ظهرت في القرن التاسع عشر مثل :
شارل بابيج الَّذي عرض أفكاره الإدارية سنة 1833م في كتابٍ له بعنوان "اقتصاديات الآلات وأصحاب المصانع" .
هنري تاون الَّذي عرض أفكاره الإدارية سنة 1886م في مقالٍ له بعنوان " المهندس كاقتصادي" The Engineer as an Economist .
إلَّا أنَّ مدرسة الإدارة العلمية -من الناحية التاريخية- تعتبر أوَّل مدرسة في الإدارة تتناولها كعلم يمكن دراسته وتطبق المنهج العلمي عليها، وتقوم بإجراء التجارب على ممارستها.
وكان من أهم من أسهموا في حركة الإدارة العلمية هم فريدريك تايلور، وهنري جانت، وجلبرث وليليان، وسنحاول مناقشة إسهامات كل واحدٍ منهم في الفكر الإداري، وسيتمُّ التركيز بشكلٍ أساسيٍّ على رائدها وهو تايلور.

* فريدريك تايلور Frederick W. Taylor :
يعتبر فريدريك تايلور Frederick W. Taylor (1856م - 1916م) هو واضع جذور مدرسة الإدارةُ العلميةُ Scientific Management(1) في نهايةِ القرنِ الماضي في كتابه المعروف بعنوان " Principles of Scientific Management " 1 وأوائلِ هذا القرنِ.
نشأ تايلور في عائلة من الطبقة المتوسطة، وقد أعدّ ليمارس الطب، لكنّ مرضاً أصاب عيناه حال دون إكمال دراسة الطب، فعمل صبياً في ورشة بمصانع شركة "مدفال" للصلب Midvale Steel Company سنة 1878م، وتدرجَ فيها حتى وصل إلى رتبة كبير المهندسين سنة 1884م.
وهذا التدرج ابتداء من صبي معاون يقوم بأبسط الأعمال وأيسرها ثُمَّ التدرج والترقي في السلم الإداري والفني أكسبه معرفة وخبرة هامّة للغاية في دقائق الأمور، وكيف يتمُّ تأدية العمل سواء في المستويات الإدارية المختلفة، أو الأعمال التنفيذية اليدوية، وستظهر آثار هذه الخبرة في أعماله وتجاربه فيما بعد. ثم انتقل للعمل بمصنع للصلب آخر Bethlehem Steel Company سنة 1898م.
لاحظ تايلور من خلال احتكاكه المباشر بالعمال أنّ هناك مشكلة أساسية تتمثل في أن العمال وموظفي التشغيل يتآمرون على أصحاب الأعمال بأن ينتجوا أقلّ من قدرتهم الحقيقة، وذلك خوفاً من قيام أصحاب العمل بتسريح بعض العمال إذا كان معدل الإنتاج كبيراً ، وقد رأى تايلور بأن هذا السلوك مكلف جداً للاقتصاد القومي الأمريكي.
كما لاحظ تايلور بأنّ العمال يقومون بأداء العمل دون معرفة بالطريقة المثلى لأداء هذا العمل، ويتمثل ذلك بأداء حركاتٍ بطريقة غير سليمة، وكذلك تؤدى أخرى بدون فائدة مباشرة لإنجاز العمل. وهذا يعني أنه إذا ما تمّ تحديد الحركات الضرورية للعمل وكيفية أدائها وحذف الحركات غير الضرورية فإن مستوى الإنتاجية سيزيد.
وقد لاحظ تايلور أيضاً بأنّ المشكلة تكمن في عدم تحديد معايير واضحة للإنتاج، يمكن الاستناد إليها في محاسبة العمال، ومن هنا كانت الخطوة الأولى له في إجراء الدراسات وتطبيق الأسلوب العلمي لتحديد مستوى الإنتاج المطلوب إنتاجه من كلّ عامل ليكون معياراً لمحاسبة العامل عليه وقام بدراسته الشهيرة المعروفة بدراسة الحركة والزمن Motion and Time Study. بالإضافة إلى ذلك قام تايلور بدراسة التعب والعوامل المؤثرة على الإنسان أثناء تأديته للعمل؛ وبالتالي فإن تحسين ظروف العمل و إعطاء فترات للراحة سيؤدي إلى تحسين الإنتاجية.
ووفقاً لنظريةِ تايلور :
1. أن الإدارة علم له أسسه وقواعده وأصوله الواضحة والتي يمكن تطبيقه في كافة المجالات.
2. يوجدُ طريقةٌ واحدةٌ هي أفضلُ طريقةٍ لأداءِ أيِّ عملٍ، وقدْ توصَّلَ إلى هذه الطريقةِ عَن طريقِ " دراسةِ الحركةِ والزمنِ " . ودعا إلى تعاون الإدارة مع العمال لضمان إنجاز الأعمال بالطريقة السليمة.
3. قَدَّمَ تايور نظامَ الأجرِ بالقطعةِ مقروناً بنظامِ حوافزٍ يُركزُ على الجوانبِ الماديةِ والماليةِ، وفي سنةِ 1895م قَدَّمَ ورقتَهُ الشهيرةَ عَن نظامِ الأجرِ بالقطعةِ
4. " A Piece Rate System".
5. وقَدْ دَعَتْ مدرسةُ تايلور إلى تطبيقِ الأساليبِ العلميةِ في عمليةِ اتخاذِ القراراتِ بدلاً مِن طريقةِ المحاولةِ والخطأ " rule of thumb ".
6. ودعا تايلور الإدارة إلى تبني مفاهيم جديدة في تسيير العمل داخل المنشأة، ومن ذلك تحمل المسئولية في التخطيط والإشراف ووضع قواعد منظمة للعمل.
7. كما دعا تايلور إلى اختيار العمال بطريقة علمية ليشغلوا وظائفهم.
8. بالإضافة إلى تحمل المسئولية في تدريبهم على أسس علمية وتنميتهم.
9. إنَّ الأخذ بالأسس العلمية في الإدارة سيرفع الإنتاجية ويزيد الإنتاج ويقلّل التكاليف؛ وبالتالي يزيد في أجور العمال ويحقق مصلحة أصحاب العمل في نفس الوقت.
10. وجّه الأنظار إلى الخسارة القومية الفادحة الناتجة عن عدم تطبيق الأساليب العلمية في الإدارة والتي تؤدي إلى انخفاض الكفاية الإنتاجية.
11. عبَّرَ عن فكرة الإنصاف والعدالة بين الإدارة والعمال؛ حيث تقوم الإدارة بالتخطيط والعمال بالتنفيذ.
* صعوبات واجهت أفكار تايلور :
وجدت آراء تايلور ونظرياته تأييداً ومعارضة شديدة جداً، فمن ناحية عارضها العمال ونقاباتهم، ومن ناحيةٍ أخرى وفي نفس الوقت أيدها ورحب بها أصحاب العمل.
ومن أهم الانتقادات والصعوبات الَّتي واجهتها ما يلي:
أولاً: التناقض في تطبيق المبادئ:
لقد تطلبت الإدارة العلمية من جانب التعاون التام بين الإدارة والعمال وذلك عندما كانت تريد وضع المعايير، ولكنها في الجانب الآخر تطلبت رقابة صارمة ومعرفة كل طرف لدوره وما يطلب منه عند التنفيذ.
ثانياً : صعوبة تعميم النتائج:
الدراسات الَّتي تمتْ لَمْ يكن يسهل تعميم نتائجها كما طالبت الإدارة العلمية لعدّة أسباب منها على سبيل المثال، لسببين أساسيين وهما:
1. اختيار الأفراد لإجراء التجارب ؛ حيثُ أنَّ رجلاً صحيحاً ومعافى وقوي كان يتم اختياره لإجراء التجربة عليه؛ وبالتالي فإنَّ ما يحققه هذا الشخص يعتبر معياراً يجب أن يحققه بقية الأشخاص، ومعروف أن طاقات الأفراد على التحمل والتعب مختلفة؛ وبالتالي فإنَّ هناك فروقاً فردية يجب مراعاتها.
2. لم يتوافر لحركة الإدارة العلمية الأدوات والأجهزة الدقيقة للقياس والتحكم، وهذا جعل توفير معايير موحدة أمر صعب.

ثالثاً : التركيز على الجوانب المادية:
كما انتقدها بعض مفكروا الإدارة باعتبارها ركزت على الجوانب المادية في الحوافز وأنها تعامل الإنسان على أنه آلة إطاعة الأوامر وعمل ما يطلب منه ، ولم تراعِ الجانب الإنساني في العمل ونظام الأجر .

* نتيجة وخلاصة :
ويبقى القول – ومهما وجه تايلور من انتقادات في جزئية مما قال هنا أو هناك- بأنه استطاع أن يضع اللبنات الأولى في تطور النظرية الإدارية وتوجيه الأنظار إليها وتطبيق المنهج العلمي عليها.

* فرانك جلبرت :
وقَدْ تابعَ فرانك جلبرت Frank B. Gilberth وليليان جلبرت Lillian M. Gilberth دراسة الحركة والزمن، وقد اعتمدا على التصوير الفوتغرافي للعامل أثناء تأديته العمل. واستطاعا من خلال الدراسة الدقيقة للحركات التي يؤديها العمال، الوصول إلى أفضل طريقة يؤدى بها العمل.

* هنري جانت :
كما تابع هنري جانت Henry L. Gantt (والذي تتلمذ على يد تايلور) نظريةَ تايلور بإضافةِ بعضِ العواملِ الإنسانيةِ وذلك بالاهتمام بالجانب النفسي للعاملين من أجل زيادة إنتاجيتهم، وقد نظر للإدارة باعتبارها وظيفة اجتماعية، وكانَ مِن أهمِّ منجزاتِ جانت خرائطُ الإنتاجِ التي تفيدُ في تخطيطِ العملياتِ الإنتاجيةِ، وتوزيعُ المهامَ على الآلاتِ.
مثال على خريطة جانت:
إذا كان لدينا مشروع لصنع الكراسي الخشبية مكون من أربعة وظائف أساسية، مع تقدير وقت كل وظيفة، فخريطة جانت تبدو كما يلي :
يناير فبراير مارس إبريل
قطع الأشجار
نقل الأخشاب
تقطيع الأخشاب
صنع الكراسي

وهذه تعني أن قطع الأشجار يبدأ من أوَّلِ يناير وينتهي في فبراير ، بينما نقل الأخشاب يبدأ وينتهي في فبراير .
وقد فصل الخرائط في أربعة أنواع هي :
1. خريطة سجل الآلة التي توضح ساعات تشغيل الآلة وإنتاجيتها وأعطالها وأوقات فراغها.
2. خريطة سجل العامل التي توضح ساعات العمل والراحة للعامل وإنتاجيته والأعطال التي تحدث له .
3. خريطة التصميم : وهي التي توضح عدد العمليات وتسلسلها وعلاقاتها ببعض بغرض متابعتها.
4. خريطة تقدم العمل وهي التي توضح مركز العمليات جميعاً والعمليات التي اختصت بها كل آلة من الآلات وذلك حتى يت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الادارة العلمية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثانية علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1