يعبر مصطلح الجيوسياسة عن العلاقة الارتباطية بين علم الجغرافيا و التضاريس بعلم السياسة حيث تسهم جغرافية الأرض في العلاقات السياسية و التي تعتمد على محاولة الاستفادة من الموارد الطبيعية لتحقيق أهداف سياسية بينما يصفها البعض بأنها مصطلح يعبر عن مساحة الأرض تتم عليها أحداث سياسية متنوعة كما تتضمن عناصر التحليل الجيوسياسي تحديد أهم العوامل التي تتطلبها عملية النمو السياسي للدول من خلال قدرة الدولة على التأثير في مساحات كبيرة من الأرض و يتضمن التحليل الجيوسياسي كذلك تحديد الأسباب المؤدية للحروب و الصراعات و تأثير الأفكار و المباديء السياسية المتنوعة التي تؤثر على مجريات الحياة في المجتمعات في تحريك منظومة العمل السياسي و اتخاذ القرارات و التوازنات الدولية المتنوعة و يعمل التحليل الجيوسياسي على تحديد أهم العناصر التي تتحرك من خلالها الدول سواء لإدارة الصراعات المعلنة أو الخفية أو لإدارة المصالح المستقلة أو المشتركة بما يمكن الدول المتنوعة من تحقيق توازن في القوى التي تفرض سيطرتها على العالم.
و يشمل التحليل الجيوسياسي دراسة الدوافع التي تدفع الدول نحو اتجاهات سياسية محددة و تتنوع تلك الدوافع لتشمل دوافع عقائدية أو قومية أو عنصرية أو حتى دوافع استعمارية و بالتالي تكون التحركات السياسية من أجل تحقيق النفوذ و امتلاك قوة للتأثير في التعامل الدولي و الدفاع عن المصالح كما يتضمن التحليل الجيوسياسي دراسة تأثير التعددية الدينية و الثقافية على طبيعة العلاقات السياسية و الأفكار المرتبطة بقبول الآخر و التعرف على الأسباب المحركة للصراعات التي تنشأ بسبب تلك الاختلافات و اتفاقيات الحرب والسلام التي يتم التوصل إليها و ما تطرحه من استفسارات و ما يعقبها من نتائج بالإضافة لمناقشة الخطط المستقبلية و أساليب التفكير في الحفاظ على المكاسب و قوة الوضع السياسي للدول.
كما يتناول التحليل الجيوسياسي الاستراتيجيات الدفاعية التي تتخذها بعض الدول لإثبات القوة و دعم موقفها الاستراتيجي من خلال التوظيف المستمر لنتائج التطور التكنولوجي الفعال و الأدوات الاستراتيجية الفعالة التي تتخذها الدول من أجل القيام بأدوار سياسية محددة في بعض المجتمعات و الدول الأخرى منها العمل على نشر الفوضى الخلاقة على سبيل المثال في بعض المجتمعات بهدف ظاهري يتمثل في تحقيق الديمقراطية و التحرر الفكري و السياسي بينما يهدف في داخله لتحقيق عدد آخر من الأهداف التي تشمل الفوضى بصورها الأخرى التي تساعد على حماية مصالح تلك الدول و تخدم توجهاتها الاستعمارية و تحقق الاستقرار و لكن لمصالحها كما يتضمن التحليل الجيوسياسي تتبع مسارات السلام التي تعقب الحروب و بحيث يرى بعض المحللين أن الحروب هي التي تؤمن معاهدات سلام يمكن أن تكون طويلة الأمد بعكس السلام المريح الذي يمكن أن يؤدي لأن يكون خدعة و ستار وراء رغبات الأطراف الدولية المتنوعة في تحقيق أعلى مستوى متاح من التسلح و القوة العسكرية المطلقة و بالتالي يتناول التحليل الجيوسياسي العديد من العناصر و المكونات الأساسية التي تحدد و تفسر العديد من الظواهر السياسية ذات الطابع الجغرافي و المؤثرة في عالمنا المعاصر.