منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
مقالات في تاريخ الأردن Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
مقالات في تاريخ الأردن Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
مقالات في تاريخ الأردن Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
مقالات في تاريخ الأردن Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
مقالات في تاريخ الأردن Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
مقالات في تاريخ الأردن Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
مقالات في تاريخ الأردن Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
مقالات في تاريخ الأردن Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
مقالات في تاريخ الأردن Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
مقالات في تاريخ الأردن Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 مقالات في تاريخ الأردن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

مقالات في تاريخ الأردن Empty
مُساهمةموضوع: مقالات في تاريخ الأردن   مقالات في تاريخ الأردن Emptyالخميس أكتوبر 08, 2015 5:30 pm

مقالات في تاريخ الأردن .... الحلقة الرابعة والعشرون
عمر الروابده
http://www.history-jordan.com/2015/06/1976-1994.html
علاقة الهاشميين بالصهيونية العالمية
سادسا : علاقة الملك حسين بن طلال بالصهيونية 1976 - 1994 ( 1 )
ونبدأ في حديثنا عن هذه الفترة باقتباس كلمات للملك حسين بن طلال من كتابه " مهنتي كملك "  في حديثه عن القضية الفلسطينية والكلام في عام 1975م , حيث قال : " ونحن نعرف مقدار ما عاناه اليهود من عذاب في اوروبا خلال الحرب العالمية الثانية , ونحن نفهم تمام الفهم رغبتهم في البحث عن حياة أفضل " وقال أيضا " إنني رجل مسالم , والسلم في منطقتنا ممكن في كل وقت , كل شيء متوفر للعرب واليهود ليعيشوا سعداء في ظل سلام دائم " ( 2 )
ونعود لاتصالاته مع الصهاينة بعد قرار الجامعة العربية 1974م الذي اعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين , والذي أدى إلى وجود مخاوف وهواجس الملك حسين ، تزداد يوماً فيوماً ، في ما يتعلق بخسارته الضفة الغربية ، فاستنجد بأصدقائه الأمريكيين ، وبعض اليهود ، وأجرى اتصالات سرية عديدة مع عدد من المسؤولين في حكومة إسرائيل ما بين العامين ١٩٧٦ـ ١٩٧٧ , ففي العام ١٩٧٦ اتصل الملك حسين بوزير خارجية الولايات المتحدة هنري كيسنجر، وشكى له مأزقه ، وطلب منه التدخل لدى حكومة إسرائيل ، للموافقة على مشروع تسوية بين الجانبين ، بأقصى سرعة ممكنة.  ولم تمض ساعات على هذا الطلب ، حتى بادر كيسنجر إلى الاتصال ، مؤكداً أن حسين بات جاهزاً لتوقيع تسوية جزئية منفردة مع إسرائيل ، ونصح كيسنجر حلفاءه الصهاينة بأن لا يفوتوا الفرصة من يدهم , لكن انشغال الصهاينة في ترتيب صفقة كامب ديڤيد مع مصر في خريف العام ١٩٧٧ أجل البت في هذا الموضوع , ولولا خطوة السادات لكان لقاء موشي دايان وزير خارجية بيغن ، مع الملك حسين في صيف عام ١٩٧٧ في لندن ، قد أثمر عن حل وسط إقليمي بين إسرائيل ونظام الملك «.. صحيفة معاريف ٦ / ٤/  1980
هذا ويعتبر عاما ١٩٧٦ و ١٩٧٧ نهاية سلسلة من الاتصالات مع حكومة رابين ، كان أبرزها : اتصالات حسين مع عدد من المسؤولين الصهاينة في العام ، ١٩٧٦ لمنع تسلل المقاتلين الفلسطينيين من الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية المحتلة . وفي نفس العام ، استدعى حسين ، سفير إسرائيل في لندن ، غيدبون رافائيل ، وطلب منه موافقة حكومته في تل ابيب على وجود قوات سورية في نقاط معينة في لبنان , وفي 3 / 1977 عندما كان اسحق رابين عائداً من اجتماع له مع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ، جرى اتصال بين حسين ورابين ، لتدارس الالتفاف على نداء كارتر الذي دعا فيه إلى ضرورة وجود وطن قومي للفلسطينيين ، واتفق الاثنان على لقاء بعد الانتخابات الإسرائيلية التي كانت على الأبواب ، وكان الطرفان منزعجان لهذا التصريح ، لأنه يفقدهما ورقة سياسية مهمة ، ويجعل من الفلسطينيين حاجزاً بينهما , لذا قرر دايان إجراء لقاء سري مع الملك حسين في لندن في 22 / 8 / 1977 بمنزل الدكتور ايمانويل هيربيرت ، الذي بلغ من العمر آنذاك سبعين عاما ولم يكن في وضع صحي جيد , وكان ذلك آخر لقاء يستضيفه في منزله بين أصدقائه الأردنيين والإسرائيليين . وصف دايان اللقاء فقال : " جاء الملك حسين متأخراً ، ووجدت فيه تغييراً هاماً ، لم يكن نفس الرجل الذي رأيته في المرة السابقة ، إنه الآن يبدو منطوياً وهادئاً ، ولم تؤثر فيه المواضيع السياسية التي رفعتها للنقاش ، كانت لهجته منخفظة وأجوبته لأسئلتي كانت قصيرة , ربما كان ذلك بسبب وفاة زوجته المأساوية والتي كانت قد قتلت بحادث هليوكبتر، أو كان بسبب قرارات مؤتمر الرباط التي اتخذت في عام ١٩٧٤ التي كان حسين ينتقدها بمرارة ، فقد كان ذلك القرار الذي اعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين ، هو الذي سحب من حسين دوره وقد قال الحسين : إنه الآن يركز فقط على مسألة حكم الضفة الشرقية لنهر الأردن " وفي اللقاء شرح حسين أنه لم يعد مستعداً لطرح أية مبادرات بشأن الفلسطينيين ، وعندما عرض دايان إمكانية تقسيم الضفة الغربية بين إسرائيل والأردن ، رفض الملك وأكد أنه لو فعل ذلك سيتهم ببيع الأرض لليهود ، لصالح توسيع رقعة مملكته  وانتهى الاجتماع ، بطلب حسين أن يبقى الحوار متصلاً بين الجانبين ، غير أن دايان كان يرى أن هذا اللقاء يجب أن يكون الأخير بينهما ، لأن الملك فقد وظيفته ، وليس لديه ما يعطيه . ( 3 )
حاول الأمريكيون ، تطييب خاطر حسين ، وإشعاره أنه لم ينته ، ودوره ما زال مهماً في مسألة الصراع الشرق أوسطي ، وهو صديق وفي طالما قدم مساعدات لا يمكن أن تنسى , وبعد سقوط حكومة رابين ، ووصول أعضاء الليكود للحكم ، قدم اسحق شامير اقتراحاً يعرض فيه على حسين استخدام خط حديدي مشترك تنوي إسرائيل بناءه بين شط البحر الميت وخليج العقبة , وكان هذا الاقتراح مدار بحث طويل ما بين أعوام ١٩٧٤و ١٩٧٧بين الأردن وإسرائيل ، قدمت فيه عدة اقتراحات مشاريع , جاء عرض شامير هذا بمثابة تأكيد من جانبه ، بأنه رغم اختلافه مع حزب العمل بشأن الحوار مع الأردن وتفاصيله ، فإنه لا يمانع في أن تستأنف حكومة الوحدة الوطنية هذا الحوار وتنميه بطريقة تعود بالنفع المشترك على الجانبين, وكانت حكومة  الليكود قد عارضت لقاء بين شمعون بيريز بالملك حسين رسمياً في العام ١٩٧٨ كما عارضت ذلك في العام ١٩٨٠ لكن إحدى الشخصيات الأردنية كشفت النقاب بعد ذلك عن أن اتصالات سرية جرت بين الجانبين ، رعتها الولايات المتحدة الأمريكية ، عقب طرح مشروع الرئيس الأمريكي ريغان العام ١٩٨٢ سواء بشكل شخصي ، أو عبر أصدقاء مشتركين .
بعد فترة جمود قصيرة في الاتصالات المباشرة وغير المباشرة بين الأردن وإسرائيل ، أملتها بعض الظروف والأجواء السياسية التي سادت ما بين العام ١٩٧٨والعام ١٩٨٢عادت هذه الاتصالات لتقوى بعد عملية الاجتياح الصهيوني للبنان ، والتي أدت إلى دخول أول عاصمة عربية في أعقاب الاجتياح ظن الصهاينة أن بإمكانهم وضع الأسس الكاملة لعملية التسوية بين الأردن و إسرائيل ، بعد أن أبعدت المقاومة الفلسطينية آلاف الأميال عن الحدود مع فلسطين المحتلة فكانت جلسات الحوار السرية في عدد من العواصم الأوروبية ، ولكن يبدو من خلال الاطلاع على مجموعة الوثائق المتعلقة بالاتصالات بين الطرفين ، إن أول لقاء عمل صهيوني ـ أردني من نوعه عقد في الولايات المتحدة الأمريكية في منتصف العام ١٩٨٥حول هذا اللقاء ، تحدث مراسل صحيفة داڤار الصهيونية فقال:  إن وفداً يضم موظفين إسرائيليين ، كان في زيارة عمل لواشنطن قبل أسبوعين ، اجتمع إلى مساعدين للملك حسين ، وكان أعضاء الوفد الإسرائيلي أقاموا في فندق ماريوت ، وعلم أن الملك حسين أعرب عن أمله في أن يتجاوب رئيس الحكومة الإسرائيلية ، شمعون بيريز وبانفتاح كبير مع مبادراته السلمية ( مفادها الأرض مقابل السلام )«   وكان بيريز قد أوضح بعد ذلك ، أن قنوات الاتصال الأردنية ـ الإسرائيلية عادت إلى العمل بشكل طبيعي على امتداد العامين ١٩٨٥و ١٩٨٦ إذ أنه تم فتح طريق في هذه المرحلة يتصف بالدبلوماسية الهادئة ، التي تتسم بالتفاهم أكثر من الاتفاق«.. شؤون فلسطينية ، أيار / حزيران ١٩٨٦ نقلاً عن داڤار ١٨ / ٩ / 1985 وكذلك يراجع صحيفة دافار ٢٨ / ٤ / 1986
وأكد وزير التجارة والصناعة الإسرائيلي اربيل شارون ، أنه أجريت خلال الشهور السبعة الأخيرة بين أيار ـ تشرين الثاني /  ١٩٨٥ اتصالات سرية بين ممثلين لرئيس الحكومة الإسرائيلية ، وبين مصر والأردن وعرب فلسطينيين ، أجرى خلالها تبادل الآراء والاتفاق على مبادىء لم تكن المفاوضات مفصلة ، لكنها تمكنت من توضيح بعض النقاط , مثل الموقف من عقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط ، وتوضيح أن الأردن لا يستطيع دخول المفاوضات بمفرده ، بل جنباً إلى جنب مع سوريا ، ومحاولة إيجاد طريقة يستطيع بموجبها عرب فلسطينيون الاشتراك في المفاوضات , وأشار شارون أيضاً ، إلى أنه أجري حديث حول سلطات حكم إسرائيلية ـ أردنية مشتركة في الضفة الغربية ، ووقف الاستيطان ، وتجميد المستوطنات القائمة في يهودا والسامرة في الضفة الغربية عند حجمها الحالي ، والسماح للأردن بتولي مهام الأمن الداخلي في الضفة الغربية ، وتسيير دوريات إسرائيلية ـ أردنية مشتركة ، ووضع الأراضي ومصادر المياه في المناطق تحت سيطرة مشتركة« .  يديعوت احرونوت ١٢ / ١ / 1986
 وتؤكد معلومات كثيرة , أن هذه المحادثات أخذت طابعاً أكثر حيوية وقوة ، عندما ضم كبار الشخصيات الأردنية والصهيونية ، وصلت إلى مستوى القمة ، حيث التقى شمعون بيريز الملك حسين مباشرة ، فاستناداً إلى مصادر دبلوماسية في تل أبيب التقى بيريز سراً شخصية شرق أوسطية رفيعة المستوى«  وأوردت معلومات كلها تدور حول شخص الملك حسين وأعضاء من كتلة الليكود . صحيفة معاريف  ١6/  10/  1985م
إن اتصالات حسين السرية مع الصهاينة ، باتت على كل شفة ولسان في فلسطين المحتلة ، يتناولها عدد من الشخصيات الصهيونية وكأنها أمر روتيني وعادي ، وقد كتب أرييه تاءور في صحيفة هآرتس بتاريخ 11 / 3 / 1985م عن فحوى ذلك فقال  »إنه عندما تفتح الأرشيفات ، وتشير الوثائق المتعلقة بالمباحثات السرية الأردنية ـ الإسرائيلية ، يتضح أن الملك حسين انهمك ، أكثر من أي زعيم عربي آخر، في المفاوضات المباشرة مع إسرائيل ، وبدون شروط مسبقة ، وربما يزيد عدد الساعات التي قضاها زعماء إسرائيليون في المحادثات مع الملك ، على مجموع الساعات التي استغرقتها المفاوضات المباشرة ، التي أجريت مع الزعماء العرب الآخرين  .«                                                                                         لكن يبقى أن نشير إلى أن أهم وأبرز هذه الاتصالات في فترة الثمانينيات ، كان لقاء بيريز ـ حسين في باريس ، بسبب أهمية النقاط التي أثيرت فيه ، إذ أشارت المصادر الصهيونية ، إلى أنه جرى  » طرح مسألة تطبيق الحكم الذاتي الإدارة في الضفة الغربية لفترة ثالث سنوات ، تضمن إسرائيل خلالها ، تدخلاً فعالاً للأردن في المجالات الإدارية , على أن تتسلم هي قضايا الأمن في المنطقة ، وتضمن أن لا يتم تعيين رؤساء بلديات عرب في الضفة الغربية إلا بموافقة الملك حسين ، ومن خلاله , وقد أبدى الملك حسين ميلاً إلى هذه الخطة ، على الرغم من إبدائه بعض التحفظات تجاه حجم التدخل الإسرائيلي في مسألة الإدارة«  شؤون فلسطينية العددين ١٥٨ـ ١٥٩ نقلاً عن : معاريف 16 / 10 / 1985م

وأشارت المعلومات الواردة عن هذا اللقاء ، أن حسين أوضح لبيريز عدم استطاعته الدخول في مفاوضات بدون مظلة دولية ، وأكد أنه ينبغي على إسرائيل الموافقة على وجود هذه المظلة ، والموافقة كذلك على حل مرحلي في الضفة الغربية«.  وهكذا تولد لدى الصهاينة تفكير بأن هناك شيء الآن ، يمكن الحديث حوله ، وقد بدأ يتبلور شيئاً فشيئاً ، على أن يشمل قطاع غزة أيضاً ، وعلى هذا الأساس أعدت الحكومة الصهيونية خطة عنوانها كوندومنيوم أو السلطة المشتركة في الضفة الغربية ، شارك في وضعها الوزير عايزر وايزمن , حول هذا المشروع ، أكد غير مصدر صهيوني أن تقاسم السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة ، بين الأردن وإسرائيل لم يكن ثمرة لقاء حسين ـ بيريز ، إذ سبق وأن طرح هذا الموضوع بين الجانبين في العام ١٩٧٤ في لقاء رباعي ضم : حسين ، بيريز ، رابين  ويغال آلون ، عرض خلاله بيريز فكرة سلطة أردنية ـ إسرائيلية في الضفة والقطاع ، وهو تجسيد للحل الوظيفي الوسط الذي طرحه دايان وتبناه بيريز كمشروع مضاد للحل الإقليمي الوسط «.  صحيفة معاريف 30 / 10 / 1985م  وبهذه الطريقة تضمن إسرائيل أنها بدأت الخطوة العملية باتجاه تحقيق تسوية منفردة:  سلام الأمر الواقع , ولوضع الخطة في إطارها العملي تتم لقاءات مشتركة بين طواقم عمل إسرائيلية ـ أردنية وفلسطينية محلية ، من أجل إعداد مقترحات في مجالات السلطة كافة ، بما فيها موضوع الأمن ، وطرق عمل وإدارة السلطة المشتركة في هذه المجالات ، ويترافق عمل هذه الطواقم مع محادثات تجري على مستويات سياسية«. هآرتس 29 / 10 / 1985م
أما بخصوص الأمن في هذه الخطة فهو يقتضي الاتفاق على تسيير دوريات مشتركة من جانب الجيش الإسرائيلي والجيش الأردني ، في غور الأردن ، وأن يتعاون الجيشان في المحافظة على الأمن في المنطقة ، والحؤول دون تسلل عناصر معادية . ويبقى موضوع الأمن ـ في المرحلة الأولى على الأقل ـ ضمن معالجة ومسؤولية إسرائيل ، بالتعاون مع الشركاء الآخرين في السلطة المشتركة«. 
هذا المسعى الأردني ـ الصهيوني المشترك ، كانت غايته إيجاد تسوية هادئة في نهاية المطاف ، مستغلاً الأجواء السائدة في المنطقة التي تشجع على ذلك ، ومستفيداً كذلك من الرغبة الدولية لإنهاء ملف الصراع العربي ـ الصهيوني ، كي تتسنى لها ترتيب أوضاعها ومصالحها في المنطقة ، لكن هبوب عاصفة الصحراء على المنطقة في التسعينات ، أعادت تنظيم خانات الحركة السياسية في المنطقة ، فسرقت حرب الخليج الثانية الأضواء ، وتأجل معها كل نقاش أو اتصال بسبب وضع الأردن الحرج والصعب.                                                                                                          وما إن برد مناخ الاحتقان السياسي في المنطقة ، حتى تسارعت الأحداث ، وكان مؤتمر التسوية في مدريد وواشنطن ، بحضور وفد أردني ـ فلسطيني مشترك . غير أن الوقائع في ما بعد دلت أن الاتصالات السرية الفلسطينية ـ الإسرائيلية ، برعاية أمريكية وأوروبية قد قطعت شوطاً كبيراً ، مما أضعف دور الاتصالات الأردنية , وجعل الملك حسين كالمصاب بالدوار، فتنقل بين العواصم الأوروبية والعربية ، والتقى وفوداً صهيونية وأمريكية ، لإيجاد طاقة ضوء تسرب له بعض الأمل ، وتضعه على قدم المساواة مع الآخرين ، لأن خسارته للضفة الغربية ، جعلته يفقد ورقته في المساومة والدعم على حد سواء ، بل إن وضعه السياسي المستقبلي لا يحسد عليه . نتيجة احتمالات متغيرات قد تطاله ، بسبب كثافة الوجود الفلسطيني في الضفة الشرقية , لذلك نراه مرة يهاجم اتفاق غزة ـ أريحا أولاً ، لا لأنه ضد اللقاءات والتسويات المنفردة ، بل لأسباب شخصية ومصلحية بحتة ، تحت حجة خروج منظمة التحرير الفلسطينية عن سياسة التنسيق المشترك ، ومرة يلجأ إلى الرئيس المصري حسني مبارك ، الذي كانت علاقته قد ساءت أثناء حرب الخليج ، ومرات يبحث في واشنطن عن صيغة تحافظ على وجوده ، وماء وجهه.                                                                                     ما يهمنا هنا هو الجانب المتعلق بالاتصالات السرية الصهيونية ـ الأردنية ، فهذه الاتصالات في فترة التسعينات لم تتوقف ، فقد ذكرت الصحف الصهيونية إنه جرى منذ العام ١٩٩٠ما لا يقل عن ٢٠ لقاء بين الملك حسين والمسؤولين الإسرائيليين  . السفير ٢٨ / ٩/  1993
في بداية 1991 بادر افريم هاليفي نائب مدير الموساد بمحاولة الترتيب للاجتماع بهدف حرمان العراق من استخدام التسهيلات الأردنية للهجوم على إسرائيل في حالة نشوب حرب . وافق حسين على الاجتماع ، لكن انتابته الشكوك حول إمكانية مشاركة شامير نظرا للخلافات التي كانت قد ظهرت في لقائهما الوحيد في 7 / 1987. لكن شامير رحب بالفكرة عندما طرحها هاليفي . عقد اللقاء في حديقة بوكهيرس وهي مكان إقامته المعزول والحصين في آسكوت.  وصل المدعوون قبل مغيب يوم الجمعة 4 / 1 / 1991 وغادروا المكان نهاية اليوم التالي . رافق شامير كل من الياكيم روبنستاين وزير شؤون الحكومة ويوسي بن اهرون المدير العام لمكتب رئيس الوزراء والجنرال ايهود باراك نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي , أما الوفد الأردني فضم إلى جانب الملك حسين الشريف زيد بن شاكر وعدنان أبو عودة المستشار الخاص للملك حسين والكولونيل علي شكري مدير المكتب الخاص للملك , ذكر الملك حسين أن شامير هو الذي طلب الاجتماع للحصول على تأكيدات بألا يقوم الأردن بشن هجوم على إسرائيل . تمت تسوية موضوع التهديد المحتمل من الأردن على إسرائيل في نهاية الأمر بشكل أرضى الطرفين , والتزم الملك التزاما قاطعا بمنع أي استخدام عسكري لبلاده بأي شكل من الأشكال ضد إسرائيل , أما الموضوع الآخر المتعلق باحتمالات تعرض إسرائيل لهجمات صاروخية من خلال خرق عراقي للأجواء الأردنية وحق إسرائيل في الرد عبر الأردن ، فان الزعيمين افترقا من دون أن يتوصلا لاتفاق حول هذا الموضوع الذي يعتبر موضوعا حاسما.( 4 )
وأكدت مصادر أمريكية وصهيونية ، أن بيريز التقى حسين في عمان ، يومي الثلاثاء والأربعا ٢ ، ٣ و تشرين الثاني ١٩٩٣ طوال تسع ساعات ، وبحث معه خطوط اتفاق السلام ، ومستقبل التعاون الاقتصادي بين إسرائيل والأردن والفلسطينيين ، على أثر اللقاء صرح بيريز أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست : إن الأردن سيوافق على التوقيع على اتفاقية سلام شاملة مع إسرائيل من دون اشتراطها باتفاقية موازية مع سوريا أو مع الفلسطينيين , وعندما سئل حسين عن حقيقة الاتصال مع الصهاينة قال : قواعد اللعبة تقضي ألا يؤكد المرء أو ينفي شيئاً«  السفير 9 / 11 / 1993
وفي 27 / 9 / 1993م  تحدثت الإذاعة الإسرائيلية ، عن شائعات قوية حول لقاء الملك حسين واسحق رابين في إسرائيل ، وأوضحت صحيفة معاريف الصهيونية ، ان رابين لم يكن موجوداً في منزله ، وذكر بأنه اختفى مراراً في الماضي للقاء حسين أو شخصيات أخرى في الخارج « . وفي معلومات أخرى نشرتها معاريف : إن وفداً من رجال الأعمال الأردنيين يزور إسرائيل حالياً «  السفير 29 / 9 / 1993م ... و 12 / 11 / 1993م
كل هذه المعلومات والتصريحات والتلميحات ، تشير إلى أن ثمة شيء مازال في حقيبة الاتصالات السرية بين الملك حسين والحكومات الصهيونية المتعاقبة ، ففي 19 مايو 1994 عقد الملك حسين اجتماعا بمنزله في لندن مع اسحق رابين ، وكان المشاركون الآخرون في الاجتماع هم الأمير حسن والياكيم روبنشتاين وايفريم هاليفي . سأل الملك حسين رابين عما إذا كان مستعدا للتقدم فيما يتعلق بمسار المفاوضات الأردني ، وحصل على رد ايجابي , وفي هذا الاجتماع سمع الملك لأول مرة أن إسرائيل مستعدة لإعطاء الأردن موقعا متميزا في رعاية الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس في أي تسوية سلام مستقبلية. وكانت هذه بمثابة نقطة تحول في المحادثات. وافق الملك حسين على البدء في إعداد مسودة لاتفاقية سلام وان تنقل المفاوضات التفصيلية من واشنطن إلى المنطقة ثم يمكن أن يتم عقد اجتماع علني مع رابين في البيت الأبيض . ووعد رابين في المقابل بأن يوصي لدى الرئيس الأميركي والكونغرس بإعفاء الأردن من ديونه الأميركية وفي محنته هذه تحوّل الملك حسين إلى أصدقائه الإسرائيليين . أمر رابين كلا من هاليفي ورابينوفيتش أن يهرعا للإنقاذ , وأثناء اجتماع مع دينيس روس منسق عملية السلام ، جادل هاليفي بشدة لصالح موضوع الأردن ، بما في ذلك طلب سرب طائرات من طراز إف – 16 لتطوير قواته الجوية . التفت روس ناحية هاليفي وقال له « قل لي يا ايفريم من الذي تقوم بتمثيله هنا ؟ إسرائيل أم الأردن ؟ » فرد هاليفي من دون أي تردد , الاثنين . ( 5 )
............................
( 1 ) الاتصالات السرية العربية ـ الصهيونية ١٩٩٣ ـ ١٩١٨ , أمين مصطفى , دار الوسيلة  , الطبعة الأولى ١٩٩٤م , ملخص من صفحة ( 72 -  78 )
( 2 ) مهنتي كملك , أحاديث ملكية , نشرها بالفرنسية فريدون صاحب جم  1975 , ترجمة الدكتور غازي غزيل , مراجعة الدكتور محمد عزت نصر الله , صفحة 85 و 241 .
( 3 ) صحيفة الشرق الأوسط , لندن , أسد الأردن , للمؤلف آفي شليم , الحلقة التاسعة , 30 / 10 / 2007م 
( 4 ) صحيفة الشرق الأوسط , لندن , أسد الأردن , للمؤلف آفي شليم , الحلقة الثالثة عشر , 3 / 11 / 2007م
( 5 ) صحيفة الشرق الأوسط , لندن , أسد الأردن , للمؤلف آفي شليم , الحلقة الخامسة عشر , 5 / 11 / 2007م
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

مقالات في تاريخ الأردن Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقالات في تاريخ الأردن   مقالات في تاريخ الأردن Emptyالخميس أكتوبر 08, 2015 8:29 pm

مقالات في تاريخ الأردن ........ الحلقة السابعة عشرة
عمر الروابده
تعيين الأمير عبد الله على شرق الأردن
الوصول إلى معان
في الحجاز وبعد هزيمة الامير عبدالله في تربة صارت الانظار تتجه الى سوريا وبدأ الحسين يفقد الثقة بفيصل خشية أن يبادر الأخير الى عقد صفقة مع بريطانيا وفرنسا على حساب طموحه الشخصي الممثل بكونه ملكا للعرب وحين تم الاتفاق الانجليزي الفرنسي 1919م وبالمساعي التي أعد لها فيصل بغية الوصول الى اتفاق مع فرنسا , عندها شعر الحسين بأن شكوكه كانت مبررة , اما عبدالله فقد تابع نشاطات فيصل في اوروبا بقدر من الغيرة , لذا قام بالترتيب للذهاب الى مصر عشية مؤتمر سان ريمو وقابل اللورد اللنبي المفوض السامي البريطاني في مصر وكان قد حصل على موافقة من ابيه بأن يحل محل فيصل كممثل له في اوروبا , وكانت دوافعه الداخلية تتجه نحو العراق , وبالفعل طلب عبدالله من اللنبي بملك العراق , لكن اللنبي لم يوافق وأعاد عبد الله الى الحجاز , بعد أن منحه وسام الصليب الاعظم للامبراطورية البريطانية ( 1 )
عاد الأمير عبد الله إلى الحجاز , وبعد احداث الشام وخروج فيصل منها وطلب أنصار القضية العربية في سوريا إرسال من ينوب عن الملك فيصل من الشخصيات الملكية في البيت الهاشمي , استأذن والده الشريف حسين أن يحمل تبعات هذه الحركة شخصيا فتوجه من مكة الى المدينة ومنها بالخط الحديدي الى معان ووصلها في 21/11/1920م ووجد هناك غالب الشعلان القائد العثماني في المدينة المنورة , ووجد عبد القادر الجندي والرئيس محمد علي العجلوني , والسيد خلف التل , واحمد التل , والتحق به في معان عوني عبد الهادي وكامل البديري ونبيه العظمة وطلبوا منه 200 الف جنيه ليسودوا أقلام استخبارات ودعاية ولكن لم يكن يملك شيئا مما يطلبون ( 2 )
ذهب الأمير عبد الله باتجاه شرق الاردن , وبرفقته المئات من المناصرين وكتب كتاب لأهل سوريا من معان مخبرا إياهم أنه نائب للملك فيصل , وطلب حضور أعضاء المؤتمر السوري إلى معان , وأعلن نيته الهجوم على القوات الفرنسية في سوريا واستعادة سلطان شقيقه هناك , وكان الهدف من ذلك اجبار بريطانيا على أن تنتبه إليه ( 3 )
وفي موضع آخر يقول الملك عبد الله الأول : تلقيت من مظهر رسلان متصرف السلط كتابا يقول فيه " إنه بلغ الحكومة الوطنية عزمكم على زيارة شرق الاردن فإن كانت هذه الزيارة لمجرد السياحة فإن البلاد ستقابلكم بالترحيب , وإن كانت لأغراض سياسية فالحكومة ستتخذ كل الأسباب المانعة لزيارتكم " فأجبته " إنني سأزور شرق الاردن زيارة احتلالية وأنا عينت من الحكومة العربية الملكية بسوريا وإنني أنوب الآن عن جلالة الملك فيصل ويجب أن تعلم ذلك وأنه لمن واجبك تلقي الأوامر من معان وإلا فسيعين غيرك محلك " ( 4 )
وحسب كلام الملك عبد الله الأول , أنه جاء لاحتلال شرق الأردن , ممن ؟ لا نعرف . مع العلم أن شرق الأردن ما زالت تحت الحكم الفيصلي , وما زالت تابعة لسوريا الكبرى , ثم يقول أنه معين من قبل الحكومة العربية , وسوريا تحت سيطرة الاستعمار الفرنسي وكل رجالات الملك فيصل هربوا وتشتتوا في لبنان وشرق الاردن ومصر ومنهم هرب معه إلى اوروبا , فأي حكومة عينته .
الوصول إلى عمان
يوم الاثنين غادر الملك عبد الله الأول معان الى عمان ووصلها يوم الاربعاء 2/3/1921م , ويقول : " وبعد دخول عمان جرى احتلال المنطقة الاردنية بكاملها ( 5 )
بعث الأمير عبد الله رسالة إلى تشرشل الذي كان في القاهرة شرح له فيها الأسباب التي دفعته إلى المجيء إلى عمان وأكد أنه لا يحمل أية نية عدوانية ضد فلسطين ، وطلب منه مقابلته في فلسطين أو في أي مكان آخر “ ليعبر له عن إيمانه بالصداقة المتبادلة ، وليشرح له أماني الشعوب المتعلقة بمستقبل وطنهم ” . وقد وعده تشرشل بلقائه في القدس .
إذاً , ما زال الملك عبد الله الأول , يبحث عن البريطانيين ليساندوه في تحقيق طموحة , لذلك يطمئنهم أنه لا ينوي التدخل في فلسطين لعلمه أنها مهيئة لليهود , فهو يناور الآن على سوريا والعراق , ويريد مقابلة تشرشل لهذه الغاية .
في مؤتمر القاهرة , كان هناك ضغط من هربرت صموئيل لاحتلال عسكري لشرق الاردن والحاقها بفلسطين خوفا من تحركات الامير عبد الله , لكن وزارة الحربية البريطانية بقيت على رفضها السابق للحل العسكري و في الوقت الذي كان فيه عبد الله في معان يقوم بترتيب أموره , كان فيصل في لندن في مفاوضات كممثل لوالده , واعتبرت بريطانيا المفاوضات وسيلة لإشراك الملك حسين بن علي ليكون طرفا في القرارات التي اتخذتها في سان ريمو , بتقسيم البلاد العربية ولتحقيق الهدف كانت بريطانيا مستعدة لتقديم قيادة هذه الدول الى أبناء الحسين بن علي .( 6 )
كانت المنطقتان المطروحتان في مؤتمر القاهرة , هما العراق وشرق الاردن , وافق فيصل على القبول بعرش العراق , أما عبد الله فاعتبرت بريطانيا بقاؤه بدون منصب مشكلة لا بد لها من حل ومستقبل شرق الاردن هو الآخر مشكلة لا بد له من حل , فقررت أن تحل المسألتين معا , تم استبعاد شرق الاردن من بنود الانتداب لاسترضاء العرب عن طريق الوفاء بقدر مقبول من وعود زمن الحرب , أما شرق الاردن , وقد حصل خلافا حول عبد الله , فصموئيل شكك بمدى صلاحية عبد الله , وعارض ويندهام ديدز سكرتير حكومة فلسطين تعيينه , أما لورنس فكان مع تعيين عبد الله خوفا من أن تستدعيه فرنسا , وفي غياب أي مرشح آخر أرسل تشرشل لبريطانيا بالترتيبات التي تخص شرق الاردن وبإمكانية الاتفاق مع عبد الله , ولكن تم تأجيل البت في ترتيبات شرق الأردن لحين مقابلة الأمير عبد الله بن الحسين في القدس ( 7 )
لقاء تشرشل " مؤتمر القدس "
انتقل تشرشل الى القدس 26/3/1921م للقاء الامير عبد الله حيث ارسل لورنس الى السلط بسيارة عسكرية بريطانية لاحضار الامير , ودامت المباحثات بين تشرشل والامير عبد الله ثلاثة أيام وحضر المباحثات مع الامير عبد الله السيد عوني عبد الهادي , فقد طلب الامير توحيد شرق الاردن والعراق , فرفضت الفكرة , وانتهت المباحثات بقبول عبد الله اميرا لشرق الاردن لفترة ستة اشهر مقابل ابقاء شرق الاردن خالية من نشاطات الاثارة والمقاومة لفرنسا والصهيونية , مقابل حصوله على خمسة آلاف جنيه استرليني شهريا , على ان لا تنشر بريطانيا قواتها في شرق الاردن ( 8 )
وكان اقتراح تشرشل بأن عبد الله في حال نجاحه في لجم النشاط المعادي لفرنسا مدة الستة أشهر , فإنه سيقوم بتحسين فرصته الخاصة لتحقيق نوع من المصالحة الشخصية مع الفرنسيين , مما قد يفضي حتى إلى تنصيبه من قبلهم أميرا لسوريا ( 9 )
وافقت بريطانيا على خطة تشرشل , وأصر تشرشل على التعامل مع عبد الله بشيء من المرونة وقال " يجب منح عبد الله على صعيد الخطب التي يلقيها هامشا مساويا للهامش الذي يتمتع بع عضو البرلمان , مؤيد للحكومة ولكنه جالس على مقعد مهزوز " ( 10 )
ويقول الأمير عبد الله عن مؤتمر القدس : " كانت المقابلة تضم وزير المستعمرات تشرشل والمندوب السامي هربرت صموئيل والسكرتير العام لفلسطين ويندهام ديدس والكولونيل لورنس وكنت انا ومعي عوني عبد الهادي , تحدثنا عن الحرب وتعاون العرب وبريطانيا فيها , وقال تشرشل أن انجلترا محايدة في القضية بين العرب والفرنسيين فنصحني بلزوم انصراف الامير فيصل بن الحسين عن سوريا وسفره الى العراق ليرشح نفسه لملك العراق , وان أبقى أنا هنا في شرق الاردن على تفاهم معهم فأسير بالناس سيرة تبتعد عن تحدي الفرنسيين وبالنتيجة فإنه يعتقد الاستطاعة بعد ستة شهور في ان يهنينا برجوع الشام الى ايدينا , فقلت إن كنتم ترغبون ترشيح الامير فيصل لعرش العراق لانكم تعتمدونه فإنه يسرني تكييف ملك العراق وأن أخي كفء لذلك , وسأحض والدي على أن يسير على هذا النهج , اما فيما ينبغي أن أعمله هنا فإنني أوافق على وجاهة الرأي ولكن لا أستطيع قبوله حتى أعرضه على زعماء البلاد وأحزابهم وأجيبكم غدا , وأما أهل فلسطين فهم يرفضون وعد بلفور ويصرون على عروبة فلسطين ولا نستطيع أن نرضى بفناء اهل فلسطين من أجل يهود العالم . وقد اجتمعت بالذوات فوافقوا اجماعا , وأبلغت تشرشل بذلك , وتقرر أن يزور المندوب السامي عمان لوضع الأساس للإتفاق على تشكيل الإدارة في جميع نواحيها ( 11 )
فالأمير عبد الله سيجمع الأحزاب في شرق الأردن , وزعمائها , وسيشاورهم في أمر مفصلي كهذا في ليلة واحدة ليبلغ تشرشل في اليوم التالي بقبول وموافقة أهل شرق الأردن , على تنصيبه أميرا لشرق الأردن , وترك فلسطين تحت السيطرة البريطانية وتقديمها هدية لليهود .
في النهاية قبل الأمير عبد الله بشرق الأردن , اعتمادا على وعد تشرشل له باقناع فرنسا بتنصيبه ملكا على سوريا إذا التزم بالشروط ( 12 ) :
اولا : أن يعترف الأمير بالانتداب البريطاني على جميع فلسطين غربي الأردن .
ثانيا : أن يتخلى عن اطماعه ونياته في غزو سوريا , والحفاظ على أن تكون شرق الأردن خالية من أي نشاط معادي لفرنسا .
ثالثا : حماية الحدود بين شرق الأردن وفلسطين من أي نشاط معادي لبريطانيا .
ويذكر الأمير عبد الهح بنفسه أنه تلقى رسالة من أخيه فيصل وهو في معان - حيث كان الأمير فيصل يفاوض في لندن - يقول فيها " أنه قابل جلالة الملك جورج الخامس ووعدني بأن القضية العربية ستوضع على بساط البحث مجددا , وأنه لا ينبغي العمل على ما يهيج الفرنسيين لذلك , ورجاني لزوم الاعتدال ( 13 )
...............................
( 1 ) عبد الله وشرق الأردن بين بريطانيا والحركة الصهيونية , ماري ولسن , ترجمة فضل الجراح , مراجعة ماري ولسن , الطبعة الأولى , 2000م , شركة قدمس للنشر , صفحة 76
( 2 ) مذكراتي 153
( 3 ) ماري ولسن , صفحة 82 و راجع , مذكراتي , صفحة 154
( 4 ) ( 5 ) مذكراتي , صفحة 158
( 6 ) ماري ولسن , صفحة 90 – الملف البريطاني رقم co732/3
( 7 ) ماري ولسن , صفحة 93 – الملف البريطاني رقم fo371/6342
( 8 ) ماري ولسن , صفحة 94 – الملف البريطاني رقم co733/13
( 9 ) ماري ولسن , صفحة 95 - تقرير مؤتمر القدس الملف البريطاني رقم fo371/6343
( 10 ) ماري ولسن , صفحة 107
( 11 ) مذكراتي , صفحة 163-165
( 12 ) لورنس لغز العرب , انتوني ناتنغ ولويل ثوماس , 1987م , بيروت , صفحة 204
( 13 ) مذكراتي , صفحة 156
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقالات في تاريخ الأردن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أشهر 25 أعجوبة في العالم
» الأردن والحدود الخاسرة
» معالم سياحية من الأردن
» الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية
» 114 رسالة ماجستير قانونية بجامعة الأردن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: جسور العلوم السياسية :: قسم التاريخ-
انتقل الى:  
1