الفكر السياسي عند ابن الربيع

[rtl] جامعة 8 ماي 1945- قالمة
كلية الحقوق والعلوم السياسية
قسم العلوم السياسية
الأستاذ : حميداني سليم
المادة: تاريخ الفكر السياسي
المحور الأول:الفكر السياسي في العصور الوسطى- الفكر السياسي الإسلامي
عنوان المحاضرة: أعلام الفكر السياسي الإسلامي
المحاضرة رقم:03
01- الفكر السياسي لابن الربيع
         يعد شهاب الدين أحمد بن محمد بن أبي الربيع صاحب موسوعة هامة في السياسة، تجلت في كتابه سلوك المالك في تدبير الممالك، والذي يعد أول عمل سياسي في الإسلام
         يرى ابن الربيع أن حاجة الأفراد إلى بعضهم البعض، أدت إلى أن يجتمع الكثير منهم في موضع واحد، وأن يعاون بعضهم بعضا في المعاملات والأعباء، فاتخذوا المدن لتبادل المنافع عن قرب، ويقول: إن الله عز وجل خلق الإنسان بالطبع يميل إلى الاجتماع والأنس، ولا يكتفي الواحد من الناس بنفسه في الأشياء كلها، ولما اجتمع الناس في المدن وتعاملوا، وكانت مذاهبهم في التناصف والتظالم مختلفة، ووضع الله لهم سننا وفرائضا يرجعون إليها ويقفون عندها، ونصب لهم حكاما يحفظون السنن، ويأخذونهم باستعمالهم لتنظيم أمورهم واجتماع شملهم، ويزول عنهم التظالم والتعدي الذي يبدد شملهم ويفسد أموالهم
من هذا القول يمكن الإشارة إلى أن ابن أبي الربيع أضفى لمسة إلهية على نظرته السياسية.، ويعدد الشرور التي يتعرض لها الإنسان ويرى أنها ثلاثة:
- شر يقع من داخل الإنسان
- شر يقع من أهل مدينته
- شر يقع من أهل مدينة أخرى
النوع الأول يمكن دفعه بسلوك الإنسان الطريق الحمود وضبط النفس واستعمال العقل في كل الأمور
النوع الثاني يمكن دفعه باستعمال الشرائع والسنن الموضوعة للناس
النوع الثالث يمكن دفعه بإقامة الأسوار والتحصينات والحرب إذا اعتدى الآخرون
         يرى ابن أبي الربيع أنه لا يمكن أن تنشأ دولة دون حاكم، هو السائس أو المدبر الذي يدفع عن الناس الأذى الواقع على بعضهم من بعض، وينبغي أن يكون أفضل الناس
يؤكد ابن أبي الربيع أفضلية نظام الحكم الفردي، وذلك لاعتقاده أن كثرة الرؤساء تفسد السياسة وتوقع التشتت، لهذا احتاجت المدينة أو المدن الكثير أن يكون رئيسها واحدا، يعاونه جهاز يتولى التنفيذ فقط، حيث يقول: وأن يكون سائر من ينصب لتمام التأثير والسياسة أعوانا سامعين مطيعين منفذين لما يصدر عن أمره، حتى يكونوا كالأعضاء له يستعملهم كيف شاء، ويكون كالحاضر لجميع عمله بحضورهم واتقائهم أمره ونهيه
إن الأركان الأساسية التي تقوم عليها عند ابن أبي الربيع هي:
أ- المـــلـــــك:
يجب أن تتوفر له ستة عناصر هي:
الأبوة: بأن يكون من أهل بيت الملك، قريب النسب ممن ملك قبله
الهمة الكبيرة: وذلك بتهذيب الأخلاق وتعديل قوة الغضب
الرأي المتين: بالبحث والنظر في تدابير السلف وأخبارهم وتجاربهم
المثابرة على الشدائد: بإظهار الشجاعة واستعمال القوة لإقامة أمر الملك وقهر الأعداء
المال الجم: فيتم استعماله في العدل في الرعية ودوام العمارة
الأعوان الصادقون: ويضمنون بالتلطف بهم ودوام الإكرام
إن تدبير الملك في نظر ابن أبي الربيع لا يخلو من أمور أربعة: وهي طريق العقل وطريق الجود وطريق السياسة وطريق الحزم
ب- الــــرعيــــــــة:
         يقسم ابن أبي الربيع الرعية إلى أقسام سبعة:
الزهاد: المنشغلون بالشأن الديني والتعبد، وترك أمور الدنيا
الحكماء: العارفون بالعلوم كالطب والحساب
العلماء: من يرجع إليهم في التحرير والتحليل والتفسير والتأويل
ذوو الأنساب: هم أهل الشرف والجاه (النبلاء)
أرباب الحروب: بهم يتم دفع الأعداء وتفتح المدن
عمار الأسواق: بهم تتم أمور الناس وحوائجهم
سكان القرى: وهم مثمرو الحرث والزرع والغرس
ج- العــــــــدل:
هو ثلاثة أوجه:
ما يقوم به العباد من حق الله تعالى مثل الفرائض وما يتعلق بها
ما يقومون به من حق بعضهم على بعض.
ما يقومون به من حقوق أسلافهم مثل تكفين أمواتهم
د- التــــدبيــــــر:
يرى ابن أبي الربيع أن الحاكم محتاج دائما إلى من يعاونه في تدبير شؤون الدولة، ألا أن ابن أبي الربيع يحذر من ما يضر التدبير الحسن
وهو يرى أنه محتاج إلى وزير عالم وكاتب عارف، وصاحب عقل، وقاض ورع، وعامل جلد، ومال متوفر، ورب شرطة، وجند أقوياء، وحكيم مجرب، وجليس صالح وصاحب الطعام والشراب [/rtl]

» محاضرات في تاريخ الفكر السياسي:الفكر السياسي الليبرالي
» الفكر السياسي عند ابن خلدون
» الفكر السياسي الإسلامي
» الفكر السياسي عند مونتسكيو
» الفكر السياسي عند فيخته