التراكم على الصعيد العالمي: نقد نظرية التخلف - سمير أمين
حول الكتاب
عملية التراكم الأولى - بوصفها نتاجاً لدخول أنماط الإنتاج الرأسمالية في علاقة مع أنماط الإنتاج ما قبل الرأسمالية - أو السائرة على طريقها - ما زالت عملية معاصرة، هذه العملية التي تجري لصالح المراكز المتقدمة على حساب الأطراف "المتخلفة" هي التي تشكل الميدان الذي تخوض فيه نظرية التراكم على الصعيد العالمي، التي بوسعها وحدها أن تفسر "تخلف" بعض البلدان وتقدم بعض الآخر.
إن البلدان المتقدمة والمتخلفة على السواء تنتمي إلى منظومة عالمية واحدة تحكمها في عصرنا أو آليات محددة (التخصص الأممي غير المتكافئ، تحويلات القيمة من الأطراف إلى المركز، التبادل غير المتكافئ إلخ...) ينبغي رصدها وتحليلها للكشف عن أسباب "التخلف" ومعالجتها، هكذا لا تعود نظرية التخلف ممكنة ضمن إطار البلدان المتخلفة وحدها، وتسقط الدعامات الرئيسية التي قامت عليها "نظرية" التخلف الشائعة حتى الآن، كما تسقط العلاجات الموهومة لهذه المشكلة.
والتحليل في هذا الكتاب يتناول التاريخ والإقتصاد معاً، فيتتبع مراحل التخصص الأممي غير المتكافئ، ويكشف عن أن نظرية الإقتصادية الشاملة ليست - على ضوء هذا التاريخ - سوى إيديولوجيا - تتجاهل ما أورثته التجارة العالمية والتبادل غير المتكافئ من مفاعيل على البنى الإقتصادية الإجتماعية ضمن المنظومة العالمية.
إن المؤلف الدكتور "سمير أمين" (وهو عربي من مصر وقد عمل أستاذاً للإقتصاد في جامعات عالمية عديدة) يتوج بتحليله هذا عملاً استغرق حوالي خمسة عشر عاماً، وضع خلالها حوالي عشرين كتاباً ودراسة تتناول أوضاعاً عيانية في التشكيلات الطرفية من مصر والمغرب إلى السنغال وشاطئ العاج ومالي وغينيا والكونغو إلخ... كما يفتني - ويغنى في الوقت نفسه - بجبخانة من الكتابات التي تتصدى لمشكلة التخلف على ضوء التحليل الماركسي العلمي دون أن تكون أسيرة لحرفيته.
إذا كانت نظرية ماركس - في رأس المال - قد تبلورت عبر "نقد الإقتصاد السياسي" الشائع في عصره، فإن "نظرية" التخلف لا تتبلور إلا عبر نقد إيديولوجيات التخلف الشائعة في عصرنا، هذا ما يطمح إليه هذا الكتاب دون كبير إدعاء.
رابط التحميل