منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Empty
مُساهمةموضوع: المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي   المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Emptyالإثنين فبراير 24, 2014 3:05 pm

المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي




مقدمة

تعرَّض حقل السياسة في منتصف الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الحالي إلى نِزاعات "داخلية" مُتشعِّبة بين علماء السياسة، ويعود السببُ في هذا النزاع إلى التطور المنهجي للحقل نفسه، فلقد أدّى الاهتمام بالنسبيَّة والحتميَّة في مجال العلوم الاجتماعية إلى إرساء دعائم المنهج العلمي الاستقرائي الذي كان مقصورًا على دراسة الظواهر الطبيعية دون الاجتماعية، واهتمَّ (مونتسكيو) بالتحليل الوضعي التجريبي للظواهر الاجتماعية، وذلك بتركيزه على دراسة ما هو كائن لا ما يجب أن يكون، بالإضافة إلى إرسائه دعائم النسبيَّة بدراسته لتَبايُن الأنظمة الاجتماعية نتيجة لتباين ظروف الزمان والمكان؛ (بدوي، 9:1967)، ثم جاء (أوغست كونت) ليُعزِّز الفلسفةَ الوضعية بتحليلاته الاجتماعية؛ (بدوي، 11:1967)، وأتى ماركس بعده ليثبت الحتمية الفلسفية عن المادية الجدلية والمادية التاريخية؛ (بدوي، 1967: 12).

 

لقد مثَّل هذا الضرب من الدراسة منهجَ التفكير العلمي المُتَّبع لدراسة الواقع الاجتماعي للتوصل إلى حلول علميَّة، إما عن طريق "النظرة الكلية" أو عن طريق "التحليل الجزئي"، وظهرت في هذا الصدد ثلاثة اتجاهات منهجية علميَّة واقعية، ركَّز الاتجاه الأول منها على التصدي للواقع في ضوء "المشاهدة والتاريخ"، بينما لم يَكتفِ الاتجاه الثاني "النظري" بمجرد المشاهدة، وإنما لجأ "إلى عمليات عقلية معيَّنة تبدأ بالفرض العقلي في شأن واقع الظواهر لتنتقل إلى البرهان، وتنتهي إلى منطوق"، وظهر بعد ذلك الاتجاه العلمي التحليلي الذي يركِّز على دراسة "الظواهر باعتبارها مادة التحليل"، ومن ثَمَّ تحليلها والكشف عن "علاقة السببية فيما بينها (السبب وأثره)، ومن ثَمَّ ما تَجري عليه هذه الظواهر من حتميات، وتلك هي أقصى درجات الإمعان في (العملية) في مجال الظواهر السياسية" (بدوي، 1967: 201).

 

ولقد جمعت نماذجُ التحليل الأساسية في حقل السياسة بين المنهج الاستنباطي الفلسفي والمنهج الاستقرائي والوضعي، كما شمِلت المناهج أيضًا تحليلاً كَميًّا للظواهر السياسية على يد كل من "دوركهايم" و"فردريك لوبليه"، وكان التنظير في تلك المرحلة تنظيرًا كليًّا، بمعنى أنه هدف إلى استخلاص ومعرفة القوانين العامة التي تتحكَّم في الظواهر السياسية والعلاقات التي تربِط بينهما.

 

ومن ناحية أخرى كان تركيز مناهج التحليل السابقة يَنصَبُّ على التحليل التاريخي المقارن، ثم اتجهت مناهجُ السياسة إلى الدراسات الدستورية قبل الحرب العالمية الأولى، وأصبح المنهج المقارن يهتمُّ بدراسة الحكومات الأجنبية وبخاصة الأوربية، وأصبحت الدراسات المقارنة وصفيَّة ورسمية، وتركَّزت حول دراسة الحكومات المحلية (29- 30Greenstein &polsby, 1975:)، ومع التطور المنهجي للحقل ازداد الاهتمام في العشرينيات من القرن الحالي "بعملية السياسة" على يد تشارلز مريام، الذي انتقد في مقالٍ له عن "The Present State of The Study Of Politics"، وفي كتاب New Aspects Of Politics الذي صدَر عام 1925م - حقلَ السياسة؛ لافتقاره للأسس العلمية في تحليل السياسة (Greenstein &polsby, 1975: 48)، وانصبَّ اهتمامُ ميريام على ما سُمِّي فيما بعد بعلم التخطيط السياسي Policy Science، ثم أحرزتْ كاتلن، وبخاصة The Science And Method Of Politics تقدُّمًا باتجاه عِلم سياسة أمبيريقي صِرف، خالٍ من التأثيرات القِيَمية، على الرغم من أن الاتجاه نحو علمية السياسة في تلك الفترة لقي معارضةً شديدة، وبخاصة من قِبَل وليام إليوت، وإدوارد كوروين، وتشارلز بير (Greenstein &polsby, 49 :1975).

 

إلا أن ظروف الحرب العالمية الثانية أوجدت جوًّا مُشجِّعًا لإعادة تأكيد العلمية في السياسة، لا سيما وأن علماء العلوم السياسية المشتغلين بالسياسة في الحكومة الأمريكية قبل وخلال الحرب العالمية الثانية وجدوا أن مشوراتهم وآراءهم السياسية مُقارنةً بآراء الاقتصاديين وغيرهم، لم تكن تحظى باهتمام مُتَّخِذي القرارات السياسية؛ نظرًا لافتقارها إلى أدوات التحليل العلمي، ولاعتمادها على التأمل النظري دون محاولة التوصل إلى حلول عملية للمشكلات الواقعية، ولتعزيز مكانتهم، أو "حتى تُصبِح مشورة علماء السياسة ذات ثِقَل أكبر (لدى السياسيين)، دافَع السلوكيون عن استخدام المناهج العلمية لمعالجة المشكلات السياسية "Hass, 1970:13-14).

 

ولقد كان لظهور الاتجاه العلمي، ولتأكيد السلوكية على ضرورة إيجاد "نموذج" Paradigm.

 

للتحليل السياسي الذي يَستمِدُّ مُعطياته من الأسس العامة للمنهج السلوكي، أثرٌ بالِغ على التباين المنهجي والنظري بين المدرسة التقليدية والسلوكية وما بعد السلوكيَّة، وقد نشأ الخلاف أولاً نتيجة لتَبايُن طُرُق البحث العلمي، ثم امتدت جذوره لتشمَل كُنْهَ الفلسفة السياسية المتبنَّاة من قِبَل مدارس الفِكر السياسي المختلفة.

 

يَنطلِق هذا البحث من فرضٍ رئيسٍ مؤداه أنه بالرغم من تبايُن المُنطلَقات النظرية والأدوات البحثية لمختلف مدارس عِلم السياسة الغربي، وبالرغم من اتجاه معظم هذه المدارس إلى إعطاء التحليل السياسي طابَعًا "علميًّا" أساسه إمكانية التوصل إلى تعميمات مُحايدة علميًّا، فإن عِلم السياسة الغربي يتضمَّن مجموعة من الأبعاد الأيديولوجية المستمدة من واقع المجتمعات الغربية، كما أن هذا العلم يُقدِّم في التحليل النهائي للدول النامية ليس فقط نموذجًا منهجيًّا للتحليل السياسي، وإنما أيضًا نموذجًا أيديولوجيًّا للممارسة السياسية.

 

وبعبارة أخرى، فبالرغم من وجود تناقُضات جذرية بين نماذج التحليل المختلفة؛ فالملاحظ أن هذه المدارس تَنطلِق من قاعدة فكريَّة واحدة تعكِس تَصوُّرًا ماديًّا للممارسات السياسية، وتُقدِّم تحليلاً نظريًّا يستمد مُعطياته من الثقافة والحضارة الغربية، وإن كنا في هذا البحث نُفرِّق بين مناهج التحليل المختلفة، فإن ذلك ليس إلا بقصد شرْح خصائصها الرئيسية ومعرفة سِماتها العامة ومُنطلَقاتها الفكرية؛ ليَسهُل علينا بعد ذلك تتبُّع أهدافها الأيديولوجية العامة، ونقْد الأسس النظرية والعقائدية التي تقوم عليها.

 

ولكي نختبِر هذا الفرض، فإننا سنقوم بتحليل أبعاد الصراع الفكري بين علماء السياسة الغربيين وتتبُّع محاولات كلِّ مدرسةٍ تقديم نموذج تحليل نظريه مع إيضاح المنطلقات الأيديولوجية لهذه النماذج.

 

نستطيع باستخدام المعيار المنهجي Methodological Criterion التفرِقة بين المدرسة التقليدية بمناهجها التاريخية، والقانونية، والفلسفية، والوصفية، وبين المدرسة السلوكية بمناهجها العلمي التجريبي التحليلي، والمدرسة ما بعد السلوكية بمِنهاجها التوفيقي، أما إذا استخدمنا المعيار النظري Theoretical Criterion فإننا نُصبح أمام مدرستين رئيستين، الأولى منها تقليدية، والثانية راديكالية.

 

تحليل (كون) للنموذج وأثره على تطور المنهجية السياسية:

يمثِّل تحليل توماس كون Thomas Khun للنماذج Paradigms حجرَ الزاوية في محاولات هذه المدارس تقديم نموذج أَمثل لفَهْم وحَلِّ معظم المشاكل السياسية النظرية والتطبيقية.

 

يُعرِّف (كون) النموذج بوجهة نظرِ جماعة العلماء عن العالم الخارجي، وبذلك يكون النموذج مجموعة من الاعتقادات والالتزامات النظرية، والفكرية والتحليلية، التي توجِّه - بدورها - الباحث العلمي إلى اختيار المشكلة وتقويم المعلومات، وتأييد بناء النظريات المجرَّدة، ويركِّز كون على حقيقة مُفادها أن التوصل إلى النماذج العلمية لا يتم بطريقة علمية مجرَّدة؛ حيث إنها تبنى على الإجماع الضمني لجماعة العلماء الذين يُحدِّدون فيما بينهم الأسس العامة المكوِّنة للعلم، مثل الإجماع على أسس البحث العلمي، وعلى الأسئلة العلمية المطروحة، وعلى أفضل المناهج المستخدمة للتحليل، وعليه فحين يتحقَّق الإجماع التام حول هذه المفاهيم، تنشأ مرحلة تُسمَّى بالعلم العادي Normal Science، ولكن حين تَبرُز مشكلات معقَّدة يعجِز النموذج القديم عن التصدي  لها ومعالجتها يبدأ ذلك النموذج في التحلل، ويظهر على الأفق نموذجٌ آخر أكثر قدرة على معالجة المشاكل المطروحة، وتسمَّى هذه الدورة بالثورة العلمية Scientific Revolution، ويؤكِّد كون أيضًا بأن النموذج يوجِّه الباحثَ لطُرق الملاحظة العلمية، ويُقلِّل بالتالي من احتمال تصوُّر العلماء مُعطيات تُناقِض توقُّعاتهم حول القضية المطروحة للنقاش (Kuhn, 1977).

 

وقد ركز اندروا افرات في تحليله لتعريف كون للنموذج على أربع مراحل يمر بها العلم:

1- مرحلة ما قبل تكوين النموذج Pre-paradigmatical phase: وفي هذه المرحلة لا يوجد نموذج مُسيطر بالرغم من وجود تنافُس شديد بين العديد من النماذج.

 

2- مرحلة تكوين النموذج Paradigmatical Phase: وهنا تبدأ مَعالِم النموذج المسيطر في الظهور، حيث يبدأ في احتلالِ مركز الصدارة مُقارَنةً بغيره من نماذج التحليل.

 

3- مرحلة الأزمة Crisis Phase: وفيها يظهر التحدي واضحًا للنموذج المسيطر لا سيما حين يُدرِك جماعة العلماء بأن النموذج الحالي لا يُعالِج المشاكل المطروحة بصورة فعَّالة.

 

4- مرحلة الثورة العلمية Phase of Scientific Revolution وهذه المرحلة تظهر حين يبدأ العلماء، في البحث عن نموذج آخر للتحليل العلمي (4-3 :1972 Effrat).

 

ويمكننا القول: بأن مناهج تحليل السياسة المختلفة لا تَتطابق مع تعريف كون للنموذج، والذي ارتكز أساسًا على تطوُّر العلوم الطبيعية؛ وعليه فليس بالإمكان نقْل هذا التعريف بحذافيره لاستخدامه في تحليل تطور العلوم الاجتماعية، ولكن الجدير بالذكر أن تحليل كون لمرحلة تكوُّن النموذج قد حظي باهتمام بالِغ من قِبَل علماء السياسة، الذين بدؤوا البحث في ظل التحليل السابق عن نموذج أمثل يمكن استخدامه كمنارة يهتدون بها في تحليلاتهم السياسية، فقد دفع تحليلُ كون لتطور النماذج العلمية علماءَ السياسة للبحث عن إجاباتٍ وافيةٍ ومنطقيَّة لتساؤلات عديدة منها:

1- موضوعيَّة التحقيقات العلمية.

2- مصادر ومعايير البحث العلمي.

3- التطور التراكمي للمعرفة العلمية (1977:92، Kirn).

 

وسنتناول عرْض تطوُّر المنهجية السياسية في إطار هذه القضايا الثلاث.

 

النموذج التقليدي:

يُفرِّق (س. ب) فارما بين اتجاهين رئيسين في حقل السياسة، هما: الاتجاه المعياري (التقليدي)، والاتجاه التجريبي (السلوكي)، أما الاتجاه المعياري فيضم المنهج القانوني والتاريخي والفلسفي، بينما يَضُم الاتجاه التجريبي المنهج التحليلي العلمي - السلوكي، ويرتكِز الخلاف بين هذين المنهجين حول موضوعية السياسة كعلم، وحول فصل العلم عن القيم (1975:2،Varma).

 

ويؤمن النموذج التقليدي بتداخل الحقائق والقيم في التحليل السياسي، حيث يَصعُب فصْل الاعتبارات القِيَميَّة عن الحقائق الموضوعية، ويركِّز النموذج على ما يجب أن يكون؛ لذا يربِط بين تحليل الواقع والاتجاهات المستقبلية بِناءً على التقويم الأخلاقي والتجريبي للواقع (1970:115 ,Kartel).

 

ولأجل ذلك فدراسة السياسة تهدف - حسَب هذا المنظور - إلى بيان الطرق المُثلى الواجب اتباعها للتوصل إلى قراراتٍ سياسية تَخدُم المجتمع بصورةٍ أفضل، وذلك يعني ضرورة تقويم التجارِب المعاصرة ونقْد الواقع للتوصل إلى صيغة عملٍ مستقبليَّة يمكن من خلالها تقديم منظورٍ سياسي أكثر قدرة على التفاعل مع التغيرات الاجتماعية الجديدة (24 :1975 ,Varna).

 

ومن ناحية أخرى، يؤكد النموذج التقليدي على الاختلاف الجوهري في طبيعة التساؤلات بين العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية؛ ولذلك لا يمكن تطبيق معايير العلوم الطبيعية على السياسة:

1- فالعلوم الاجتماعية بصفة عامَّة والسياسة كفرع منها تُعالِج مشاكل الإنسان وقضايا المجتمع، ويَصعُب إخضاع الإنسان لطُرق التحليل العلمية المتَّبَعة في العلوم الطبيعية؛ لصعوبة التحكم في سلوك الإنسان وتحديده في قانون معين يُمكِّننا من تطبيق المعايير التجريبيَّة عليه؛ فمعتقدات الفرد ومُيوله تتغيَّر تَبَعًا لتغيُّر البيئة المحيطة، وللتطورات التي تحدُث في حياته من فترة لأخرى، وبخاصة ما يتعلَّق بمرور الفردِ بمرحلة الطفولة فالرجولة فالكهولة.

 

2- تختلف القِيم الاجتماعية باختلاف الثقافات والعادات في كل دولة؛ ولذلك فمن الصعب إضفاء صفة العمومية في تحليل الظواهر السياسيَّة، فما قد يصلُح لمجتمع ربما لا يصلُح لمجتمع آخر، أو قد لا يُوافِق الظروف الاجتماعية القائمة في ذلك البلد.

 

3- إن الموضوعية بمفهومها التجريدي المُتعارَف عليه في العلوم الطبيعية من كيمياء وفيزياء ونحوها لا تتوفَّر في حقل السياسة؛ نظرًا لتأثير المذاهب الفكرية المختلفة على الحقل.

 

4- يفتقر الباحث السياسي عادة لوسائل التحليل العلمية من إحصاءات وبيانات، إما لنُدْرتها أو لأن الحكومات تَعمد عادة إلى إخفاء البيانات والمعلومات اللازمة التي تُمكِّن الباحث من التحليل الموضوعي لأسباب أمنية أو إستراتيجية.

 

5- إن قوانين العلوم الطبيعية نفسها ليست ثابتة، وإن كانت أكثر ثباتًا من غيرها، ويُسهم التقدم العلمي والتكنولوجي عادة في تغيير قواعد العلوم الطبيعية (مهنا، 1981: 18-20).

 

النموذج السلوكي:

نشأ النموذج السلوكي كردِّ فِعْل للدراسات التقليدية غير المقارنة، والتي كانت تتَّسِم بالوصفية، وضيق الأفق، والتي ركَّزت على دراسة الجوانب الرسميَّة والقانونية للحكومات، وتَضمَّن النموذج السلوكي أيضًا نقدًا للتفكير السياسي التقليدي الذي ركَّز على وجود علاقة متبادَلة بين الحقائق والقيم (56 :1981 ،Chitcote)، ولقد كان للتقدم التكنولوجي ولظهور الأبحاث العملية بعد الحرب العالمية الثانية أثرٌ على تطوُّر الاتجاه السلوكي في حقل السياسية، فلقد تأثَّرت العلوم السياسية بطرق البحث العلمي الجديدة من مسْحٍ وجمعٍ للبيانات، واستخدام للإحصاء والرياضيات والكمبيوتر، وصاحَبَ ذلك أيضًا زيادة في التركيز على الفلسفة الوضعيَّة التي تؤكِّد على ضرورة فصْل القيم عن العلم (59 :1975 ,Greenstein&Polsby).

 

ويمكن تعريف السلوكية بأنها البحث المُنظَّم عن تعميمات أو قوانين عامة عن طريق صياغة النظريات التجريبية والتحليل التِّقَني وإثباتها من أجل تحقيق ذلك الفرض، وترتكِز السلوكية على قاعدتين، تدور الأولى منهما حول صياغةِ المفاهيم والفرضيات وشرْحها بطريقة منظَّمة، بينما تركِّز الثانية على طُرُق البحث التجريبية، ويُضيف الدكتور ملحم قربان بأن السلوكية:

"توجِّه اهتمامَها نحو دراسة السلوك السياسي دراسة علمية، وتستخدم المفاهيم السيكولوجية والذرائع الاختصاصية كوسائل تحليل، من أُوْلى صفاتها: الاعتقاد بأن وَحدة التحليل الاختباري أو التنظيري هي سلوك الأشخاص أو سلوك الجماعات، (قربان، ١٩٧٧: 291-292).

 

ويؤكِّد روبرت دال بأن الاتجاه السلوكي يُمثِّل احتجاجًا داخل حقل العلوم السياسية، نبَع من عدم الرضا بما قدَّمته المدرسة التقليدية بمناهجها التاريخية والفلسفية والوصفية من ناحية، ومن الرغبة في إيجاد منهج للبحث يركِّز على التجريب، ويسعى لبناء نظريات علميَّة تربِط حقل السياسة بحقول المعرفة الأخرى من عِلم نفس وعلم اجتماع واقتصاد وغيرها، (Dahl, 1969:118-119).

 

ولقد قام ديفيد إيستون أحد رواد المدرسة السلوكية بتحديد ثماني خصائص للسلوكية تتلخَّص في الآتي:

1- الانتظام Regularities: يؤمن أرباب المدرسة السلوكيَّة بأن هناك تَشابُهات ملحوظة في السلوك السياسي يُمكِن التوصل إليها بالتعميم أو التنظير القادر على التفسير والتنبؤ.

 

2- الإثبات Verification: ترى السلوكية أنه لا بد من اختبار صحة الفرضيات بمراجعة علاقتها بالسلوك؛ أي: بإخضاعها للاختبار التجريبي والملاحظة.

 

3- التقنية Technique s: تؤكِّد السلوكية بأنه لا يمكن التسليم بصحة طُرُق جمْع البيانات بصورة مطلَقة، فلا بد من فحْصها وتحسينها وإثبات نفْعها حتى يمكن التوصل إلى أمثل الوسائل لتسجيل وتحليل السلوك، وتَعتمِد المدرسة السلوكيَّة على طُرُق التحليل المعقَّدة، مثل: النماذج الرياضية، والمحاكاة، والمسح بالعينات وغيرها، ويعتقد السلوكيون بأن الاعتماد على التَّقنية سيُمكِّن الباحث من التجرد من القيم المؤثرة على طريقة التحليل.

 

4- القياس الكَمي Quantification: تتطلَّب دقة المعلومات الاعتماد على القياس الكَمي، وعليه فالطرق الرياضية في التحليل ستمكِّن الباحثَ من التوصل إلى معلومات دقيقة ومحدَّدة عن الحياة السياسية، بعكس ما لو استخدم الباحث الطرقَ النوعية غير الدقيقة في التحليل السياسي.

 

5- القيم Values: لا بد من فصْل التقويم الأخلاقي عن التفسير التجريبي، ولكن هذا لا يعني أن دارِس السلوك السياسي لا يتمكَّن من دراسة المعايير الأخلاقية طالما أن باستطاعته فصْل القيم عن الحقائق.

 

6- التنظيم المنهجي Systematization: لا بد من تنظيم التحليل لإدراك التداخل بين النظرية والبحث؛ فأرباب المدرسة السلوكية يؤكِّدون بأن العلم لا بد أن يركِّز على التنظير؛ فالبحث العلمي المنظَّم يهدف فقط إلى إيجاد نظريَّات علميَّة.

 

7- العلم الصِّرف Pure Science: يُعَد استخدام المعرفة جزءًا من العلم تمامًا كالمعرفة النظرية، ولكن معرفة وتفسير السلوك السياسي بالطرق العلمية لا بد أن يأتِيَا أولاً، ولا بد أن توضَع القواعد العلمية للانتفاع من المعرفة السياسية في حلِّ المشاكل الاجتماعية.

 

8- التكامل Integration: نظرًا لتداخل المفاهيم السياسية المعاصرة، ونظرًا لأن علم السياسة يُعالِج السلوكَ السياسيَّ للإنسان، فإن عُزِل هذا الحقل عن العلوم الأخرى يُعَد مؤشرًا خطيرًا يوحي بتدهور المعرفة العلمية ككل، وعليه فإن تَسابُق العلوم الاجتماعية لتأكيد ذاتها واستقلالها قد يؤدى في النهاية إلى تقويض دعائم العلم نفسه؛ (1975:7 ,Easton).

 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي   المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Emptyالإثنين فبراير 24, 2014 3:07 pm

كان المنهج السلوكي يسيطر إلى حدٍّ ما على حقل السياسة الأمريكي؛ وذلك لأن الفضل يَرجِع له في تحويل اهتمام الباحثين عن التحليل التقليدي عن ضِيق الأفق والمنهج الوصفي، مما ساعَد على تعزيز الدقة العلمية وعلى زيادة تراكُم المعرفة، هذا ولقد تطوَّرت المدرسة السلوكيَّة نفسها حتى انقسَم أنصارها في الستينيات إلى قِسمين:

1- سلوكيين نظريين Theoretical Behavioralists.

 

2- سلوكيين وضعيين Positivist Behavioralists.

 

وبينما اهتمت الفئة الأولى بالتنظير الجزئي، اهتمَّت الفئة الثانية بطرق ومناهج البحث العلمي وبخاصة بالطرق التِّقنية والرياضية والإحصائية (1975:96 Varma)، وبدراسة الحياة السياسية من خلال تحليلٍ مجرَّد للسلوك دون الاعتماد على التنظير كوسيلة لتقويم نتائج دراسة السلوك ومعرفة أثرها على البِنْية الاجتماعية والسياسة (21: 1970 Hass)، ونتيجة للتأثير البالغ للمدرسة السلوكية - ولا سيما السلوكية الوضعيَّة - أصبح حقل العلوم السياسة أكثر اعتمادًا على العلوم الطبيعية في تزويده بأدوات التحليل، والنماذج الرياضية في حلِّ الخلافات المنهجيَّة حول طبيعة التساؤلات السياسية، وقد أدى ذلك الاعتماد المتزايد إلى نُشوء وتعميق الهُوَّة بين الممارسات العلمية وبين انعكاساتها على المجتمع، وازداد الاستياء من تركيز المنهج السلوكي على التقنية على حساب الجوهر، وعلى التنظير التأملي بدلاً من التنظير الذي يَخدُم السياسات الاجتماعية، وبالحياد العلمي المحافِظ، بدلاً من الاهتمام بالتغيير الاجتماعي، وبالإضافة إلى ذلك، أدى التضارب الناتج عن تبنِّي المناهج التجريدية والمفاهيم المستخدَمة في العلوم الطبيعية إلى عَزْل العلوم السياسية عن الواقع الاجتماعي، وإلى فشلِ الحقل في معالجة المشكلات السياسية في التصدي لمشكلات التغيير الاجتماعي، وفي هذا الصدد يقول مايكل كيرون - في مقال له حول السلوكية: بأن حقل السياسة الأمريكي أصبح يُعاني من عُزْلة صرَفته عن الاهتمامات السياسية الرئيسة، كل ذلك في سبيل السعي وراء الإبقاء على منهجية علمية، ويُضيف (كيرن) كذلك أن الادعاء بخلوِّ حقل العلوم السياسية من التأثيرات القِيَمية vslue free يخدُم أهدافًا تَرمي إلى الإبقاء على الأنظمة القائمة، ومسانَدة الوضع الراهن في الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي أدى إلى إعطاء صورة مشوَّهة عن الحياة السياسية في الديمقراطيات الليبرالية الغربية (1977:82، kirn)، وفي الحقيقة فإن قُصور المنهج السلوكي من ناحية وأهدافه من ناحية أخرى تتَّضِح أكثر حين يُحلِّل المرء الميولَ الأيديولوجية للعلماء السلوكيين من أمثال آلموند وفيربا وبارسونز وغيرهم، فالمُنتظِم السياسي لديفيد إيستون مثلاً، والوظيفية البنائية لآلموند، والثقافة السياسية لكل من آلوندوفيربا، والمنتظم الاجتماعي لتالكوتبارسونز، يبدو فيها بوضوح الاهتمامُ المتزايد بالمحافظة على استقرار النظام، وبالتالي المحافظة على الوضع الراهن، إن تركيز هؤلاء الكتَّاب على التجانس والاستقرار والاجتماع والتوازن في المجتمعات الغربية يعكس تحيُّزًا أيديولوجيًّا، ويُقدِّم صورةً مُضلِّلة للواقع السياسي المعاصر في الوقت نفسه، يؤكِّد فارما بأن تطوُّر مفاهيم ومناهج التحليل السياسي في الغرب ارتبط بمحاولة التوصل إلى نظرية تواجه التحدي الشيوعي من الشرق، وعليه أصبح لِزامًا على هذه النظرية أن تكون محافِظة، وأن تسعى إلى الإبقاء على الوضع الراهن، وإلى الدفاع عن الديمقراطية الليبرالية الغربية (1975:7,Varma).

 

ويَذكر شتراوس في هذا الصدد أن "عِلم السياسة الجديد يبحث عن قوانين السلوك الإنساني التي يُمكِن اكتشافها بواسطة البيانات أو المعلومات الناتجة عن طريق البحث يجب أن تتَّصِف بأقصى حدٍّ من الموضوعية، إنها تضع - لذلك - عملية تقسيط على دراسة الأشياء التي تحدُث من آن لآخر في المجتمعات" الديمقراطية، فلا الذين في القبور ولا أولئك الذين خلف الستار يمكن أن يستجيبوا للاستفتاءات أو المقابلات (مهنا، ١٩٨١: ٧٦).

 

وقد قدَّم أنصار المدرسة التقليدية انتقادًا حادًّا للأساسية التي ارتكزتْ عليها المدرسة السلوكية، وأوضح كثير من الكتَّاب أن السياسية ترتكِز على العِلم والفن والفلسفة، وليس على العلم وحده؛ (عبدالمعطي، ومحمد، ١٩٧٦: ١٩٠١٤).

 

كذلك انتقدت المدرسة التقليدية الأسسَ التي تقوم عليها المدرسة السلوكية؛ فالمنهج أن الانتظام في معايير السلوك السياسي يَتعارَض مع الواقع السياسي، فالأحداث السياسية تختلف حسَب اختلاف ظروف الزمان والمكان، كذلك يَردُّ التقليديون على الإثبات المبني على الملاحظة التجريبية، بأن فَهْم الظاهرة السياسية يتعدَّى ملاحظة السلوك السياسي، فسلوك الأفراد يتأثَّر بالقيم والمعايير الاجتماعية والمؤسسات السياسية القائمة في المجتمع، ويؤكِّد التقليديون أيضًا، بأن البيانات التي يجمعها الباحث أمر صعب التحقيق، وأن التركيز على الموضوعية وعلى فصْل القيم عن الحقائق سيعزل حقل السياسة عن المشاكل الاجتماعية، ويُقلِّل من قيمة العلوم السياسية، ومن قدرتها على إبداء الرأي حول حقائق المجتمع وأخطائه والعمل على تصحيحها، كذلك انتقدت المدرسة التقليدية التنظير التجريدي أو (التنظير للتنظير)، ومحاولة التوصل إلى نظرية عامة تحكُم حقل السياسة، فالمدرسة التقليدية تؤكِّد بأن التنظير الذي لا يخدُم المشكلات الاجتماعية يُصبِح عقيمًا ولا قيمة له، كما تؤكِّد أيضًا استحالة التوصل إلى نظريَّة سياسية عامة، لا سيما وأن علماء السياسة لم يتَّفِقوا حتى على المفاهيم والنظريات الجزئية، ومن ناحية أخرى تُبدي المدرسة التقليدية تحفُّظًا على تركيز السلوكية على تداخُل السياسة مع غيرها من حقول المعرفة؛ وذلك لأن الشطط في التأكيد على تداخُل العلوم وتبادُل المنفعة قد يؤدي في النهاية إلى تمييع الأسس التي يقوم عليها حقل السياسية (90 - 84: 1975, varma).

 

ويؤكِّد روبرت دال، كذلك، بأن الخلاف الدائر بين السلوكية والتقليدية يتركز حول إمكانية التوصل إلى تحليل سياسي مُحايد، وحول وجوب حيادية أو موضوعية التحليل السياسي، ويلخِّص دال سلبياتِ السلوكيين كما صوَّرتها المدرسة التقليدية متمثِّلة في الآتي:

1- يؤكِّد التقليديون بأن السلوكيين ليست لديهم معايير ارتباطية واقعية، وهذا معناه أن المدرسة السلوكية في محاولتها تجريد العلم من القيم وفي التركيز على التنظير من أجلِ التنظير قد ابتعدت عن الواقع بموقفها السلبي تُجاه المشاكل الاجتماعية المعاصرة.

 

2- إن السلوكيين في محاولاتهم التركيز على الموضوعية العلمية والحيادية السياسية انغمَسوا في البحث عن مصطلحات معقَّدة وغير واضحة.

 

3- إن محاولة تَحاشي القيم قد دفعت السلوكيين نحو رفْض كل قواعد التقويم والنظر إلى جميع القيم نظرة متساوية.

 

4- إن معظم السلوكيين هم من مُناصري الديمقراطية الليبرالية، (104 :1983 ,Dahl).

 

ومن ناحية أخرى استخدم مايكل هاس وتيودور بكر الدياليكتيكية الهيغيلية الماركسية لتفسير تطوُّر حقل العلوم السياسية ولإيضاح القصور الذي اعترى المنهج السلوكي، فبالرغم من النجاح الذي حقَّقته السلوكية إلا أنها تَعرَّضت إلى هجوم كشَف عن أبرز تَناقُضاتها الجذرية مما أدى إلى خَلْق صراع منهجي حادٍّ داخل حقل السياسة (Hass Becker,1970:479).

 

ولحلِّ المشكلة القائمة بين المنهج التقليدي والمنهج السلوكي يَقترح الكاتبان تَعدُّد المنهجية multi - methodology الذي يدعو إلى دمْج مُعطيات كلا المنهجين، وهو يدعو على الأصحِّ "إلى إيجاد منظور تقليدي أكثر نضجًا من الناحية المنهجية ومنظور سلوكي أكثر رصانة من الناحية النظرية"، (Hass& Becker, 1970:479).

 

المنهج ما بعد السلوكي:

لم يقف الصراع الدائر في حقل السياسة عند حدِّ طلَب دمْج المنهج التقليدي والسلوكي، أو العودة إلى تبنِّي المنهج التقليدي، فلقد أثار الجدل المنهجي عدة تساؤلات حول إمكانية الإفادة من التجربة السلوكية في السياسة للتواصل إلى مفاهيم جديدة أكثر استجابة للواقع السياسي، وأكثر قدرة على معالَجة المشاكل الاجتماعيَّة والسياسية المعاصرة، وأمام هذا التحدي للمنهج السلوكي أعلن ديفيد إيستون مرة أخرى عن ميلاد ثورة جديدة في علم السياسة عام 1969م، أسماها "ثورة ما بعد السلوكية"، وحدَّد خصائصها بما يلي:

1- تقديم الجوهر على التقنية ليَنصبَّ اهتمام الباحث على دراسة مشاكل المجتمع الطارئة بدلاً من الاهتمام بأدوات البحث العلمي.

 

2- المدرسة السلوكية مُحافِظة ومحدودة بنظرتها التجريدية التي لا تَمُتُّ للواقع بصِلة، وبخاصة في أوقات الأزمات.

 

3- لا يمكن للعلم أن يلتزم الحياد كما تَصوَّر أرباب المدرسة السلوكية، وعليه فلا يمكن فصْل الحقائق عن القيم.

 

4- لا بد للمفكرين من تحمُّل مسؤولية مجتمعهم، والدفاع عن القيم الإنسانية والحضارية، بدلاً من حياة العُزْلة التي فرَضتها عليهم الاتجاهات السابقة.

 

5- يجب على المفكرين توظيف العلم والمعرفة في تحسين أوضاع المجتمع.

 

6- ينبغي على المفكرين الاشتراك في الصراع الحالي والمشاركة في تسييس المهنة وتسييس المؤسسات العلمية (Easton, 1969: 3).

 

ويشير إيستون إلى أن الرغبة في التواصل إلى تحليل علمي يَستمِدُّ مُعطياتِه من الدقة، والتعميم، والإثبات الذي أَمكن التواصل إليه في العلوم الطبيعية - دفعتْ علماءَ السياسة إلى البحث عن وسائل التحليل المعقَّدة المستخدمة في الحقول الأخرى، واستيرادها، والاستناد إليها كمعيار للتحليل السياسي، وعلى الرغم مما أدى إليه ذلك من زيادة في المعرفة العلميَّة وفي القدرة على التفسير والتحليل إلا أنه سَلَب علماء السياسة في الوقت ذاته القدرةَ على التحليل الأخلاقي الهادف (Easton, 1969:6-7)؛ ولذلك فشِلت السلوكية في تقديم تحليل واقعي لمشكلات العالم المعاصِر يُمكِّن علماءَ السياسة من التنبؤ بتلك المشكلات والعمل على بناء نموذج قادر على التفاعل معها وعلى حَلِّها (Easton, 1969:4)، وعلية فالثورة ما بعد السلوكية، والتي يَنصَبُّ اهتمامها على مجموعة الأبحاث تُعنى بدراسة الواقع دراسة موضوعية جادة بهدف وضْع تصورات علمية وعملية لحل المشكلات المعاصرة والرقي ببني الإنسان - تُقدِّم تعليلاتٍ أكثر موضوعية وأكثر واقعية لما يجب أن يكون عليه حقل السياسة، وذلك بتوجيه اهتمامه نحو خدمة المجتمع (Easton, 1969:5).

 

كذلك يؤكِّد إيستون أن الاهتمام المتزايد بالتقنية قد صرَف الأنظار عن تقويم التجرِبة الديمقراطية الأمريكية، إن المعرفة العلمية لكيفية عملِ النظام السياسي بالرغم من ازديادها، ظلَّت مُغلَّفة بإطار أيديولوجي يعكس الرضا التام بالممارسات الديمقراطية الغربية، وأصبحت محاولات الإصلاح بالتالي جزئيَّة وضيقة الحدود، الأمر الذي حدَّ من قدرة العلماء على طرْح التساؤلات المنطقيَّة الصحيحة حول طبيعة عملِ النظام السياسي وطُرُق اتخاذ القرارات، وهذا بدوره يؤكد ما توصَّل إليه العلماء من كارل ماركس، وماكس ويبر، وكارل مانهايم، وغيرهم، من ضرورة ربْط الأبحاث العلمية والعملية بالافتراضات الاجتماعية القِيَمية، مما ينفي كون العلم خاليًا من القيم المؤثرة (Easton 1969:11)، ولقد قام البروفسير رونالد تشيلكوت (Chilcote, 1981: 57) بتحديد الخصائص المميزة لكل المناهج السابقة كما يلي:


 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي   المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Emptyالإثنين فبراير 24, 2014 3:15 pm

المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Rv3gF0FjwQXva9M2tqQqLAlOx70FmZagvp9nCQFHNc0Lwd6Cx4JENk34POSikHsYWfHs2DzoKnst94XLc2A53dud4WQZo3DzoLnsr1cxs6u3O9LYJ019krYoYBLhJxEQG4IbifBQCArkBnAQCgLdBZAABoC3QWAADaAp0FAIC2QGcBAKAt0FkAAGgLdBYAANryf8bO45TutY5yAAAAAElFTkSuQmCC

المدرسة التقليدية والمدرسة الراديكالية:

تعرَّضنا في الجزء الأول من هذا الجزء للخلافات بين كل من المدارس التقليدية والسلوكية، وما بعد السلوكية، ونودُّ هنا تحليل الأسس النظرية لهذا الانقسام، فعلى الرغم من الجُهْد البنَّاء الذي قدَّمه إيستون لمعالَجة سلبيات السلوكية، لكسْر حِدة الجمود الذي أحاط بهذا الحقل رَدَحًا من الزمن، إلا أن محاولته تلك تُعَد "توفيقية" بحتة، هدف إيستون من ورائها إلى سدِّ بعض الثغرات الموجودة في النموذج السلوكي، وتَجاهَل في الوقت ذاته أن الهجوم على المدرسة السلوكية كان مدفوعًا برغبة مُلحَّة في إعادة صياغة العلم نفسه.

 

لقد تأثَّرت السلوكية إلى حدٍّ كبير بالنمط الحضاري والثقافي والرأسمالي الغربي، وبخاصة ما يتعلَّق منها "بالاتجاه التِّقني" الذي يعتمِد على التحليل الكمي الدقيق، مما جعلها تُصبِح أقل قدرة على التفاعل مع المجتمع (Reid &yanarella, 1975:303)، وحين جاءت الثورة ما بعد السلوكية حدَّدت موقفَها من المنهجية السلوكية محدودة التأثير، ولكنها أخفقتْ في تقديم تصوُّر اجتماعي يستمد مُعطياتها من التحليل النقدي للعِلم وللموضوعية كما تصوَّرته المدرسة السلوكية، ولقد فشِلت ما بعد السلوكية في أن تتَّخِذ طابَعًا راديكاليًّا؛ حيث اكتفتْ بنقد المنهج السلوكي، وقَبِلت في الوقت ذاته القالَب الفكري والقواعد النظرية التي استندتْ عليها السلوكية (Reid &yanarella, 1975:303).

 

ويؤكد مايكل كيرن - من ناحية أخرى - أن المدرسة ما بعد السلوكية اكتفت بنقد التطبيق العملي لعلماء السياسة السلوكيين دون التعرض لعملية السياسة كما تصورها أرباب المدرسة السلوكية، وهذه الحقيقة مستمدة من اعتماد كل من السلوكية وما بعد السلوكية على الأسس المنهجية والفلسفية للعلوم الطبيعية فيما يتعلَّق:

1- بصياغة المفاهيم والتصورات السياسية.

2- وفي حَلِّ الخلافات المنهجية.

3- في فَهْم طبيعة التساؤلات السياسية (kirn, 1977:84).

 

وعليه فإن كلتا المدرستين أخفقتا في بلورة مفهوم للعلوم السياسية يستمد معطياته من التساؤلات السياسية أو من النشطات السياسية؛ فالمدرسة ما بعد السلوكية استندتْ في نقْدها للسلوكية على تحليل (كون) للنموذج المعدِّ أصلاً لمعالجة مشكلة تَطوُّر العلوم الطبيعية (92 ،89،88: 1977 ، kirn).

 

ولقد نَتَج هذا العجزُ من تَطور السلوكية وما بعد السلوكية بأن معرفة المنهجية السياسية تعتمد على معرفة فلسفة العلم المفسِّرة للظواهر الطبيعية، وهذا ما يُعرَف بوَحدة العلوم التجريبية (Unity of empirical Sciences Kirm, 1977:98-99.

 

وعلى العكس من ذلك يؤكد كيرن أن فَهْم الظواهر السياسية والإلمام بالعملية السياسية يتطلَّب البحث الوافي في أصول التساؤلات الفلسفيَّة، والتاريخية، والاجتماعية (Kirm, 1977:100).

 

وفي هذا الصدد يقول إيوجينميللر بأن الاتجاه الجديد في عالَم السياسة يُناقِض تمامًا ما تعرفه المدرسة السلوكية للعلم ولطبيعة المعرفة الإنسانية، وهو بهذا يؤكد حقيقةً مُفادها أن هناك فَرقًا رئيسًا في الفلسفة التي ترتكِز عليها النماذج المختلفة، فالمدرسة السلوكية تأثَّرت بالفِكر الوضعي الذي أرسى دعائمه ديفيد هيوم وأوغست كونت، بينما تأثَّرت المدرسة الماركسية بالفكر التاريخي والنسبي الذي أرسى دعائمه هيغل وماركس وإنجلز (miller, 1972:796).

 

وعلى ذلك فهنالك - من الناحية النظرية - منهجان رئيسان هما المنهج التقليدي (الوَضْعي)، والمنهج الراديكالي (التاريخي)، يتأثَّر الأول بالفلسفة الوضعية، بينما يستقي الآخر أسسه النظرية من الأفكار الماركسية ومن المدرسة التاريخية.

 

يتجسَّد الفِكر الموضعي في التوجهين الأساسيين التاليين:

أولاً: "تأسيس المبادئ العلمية على الخِبرة الحسيَّة، وبالتالي فهي مستقلة عن الزمان والمكان، هذه المبادئ العلمية هي الأسس التي تُبنى عليها العلوم التجريبية، والتي تؤكِّد على القوانين والمفاهيم والنظريات التي تختلف عن التصورات الميتافيزيقية للعالم.

 

ثانيًا: لا يمكن التوصل إلى تعميمات عن العالم الخارجي إلا إذا استُنبِطت من الخبرة، واختُبِرت مصداقيتها من واقع الخبرة، فالمعرفة المبنيَّة على الخبرة هي معرفة موضوعية، فالإنسان لا يستطيع أن يعرف ما لا يراه أو يلمسه أو يسمعه"؛ (Chilcote, 1981:62-63).

 

وعلى العكس من ذلك:

"يَعترِض أنصارُ الفكر التاريخي على الفكر الموضوعي على أساس أنه لا يمكن الحصول على بيانات عن الإدراكات في المواقف المحايدة، فالعقل إيجابي وليس سلبيًّا، فهو يختار ويؤثر في الخبرة طبقًا للوعي السابق، ولا يستطيع المرء أن يُحدِّد ما إذا كان مصدر الخبرة متوافقًا مع الواقع الموضوعي للعالم أكثر من ذلك، يرى التاريخيون أن هناك وِجهات نَظرٍ متعدِّدة عن الواقع الموضوعي وليست وجهة نظر واحدة؛ فالحقيقة نسبيَّة بمعنى أنها تَعتمِد على النظرة الكلية المسيطرة على المرحلة أو الثقافة التي ينتمي إليها الفرد، ومن ثَمَّ فالنظرات الكلية زمنية ونسبية وليست مطلقة" (Chilcote, 1981:96).

 

وقد قام رونالد تشيلكوت بتحديد الأسس العامة لكل من النموذج التقليدي والنموذج الراديكالي؛ بُغية الوصول إلى معرفة الفروق النظرية الأساسية التي تَفصِل بينهما (Chilcote,1981:74).


 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي   المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Emptyالإثنين فبراير 24, 2014 3:17 pm

م
الخصائص
النموذج التقليدي
النموذج الراديكالي
1
السمات العامة
غير تاريخي
جزئي أو كلي
مجزأ
حدود منهجية
شامل
كلي
موحَّد
متداخل المناهج
2


وحدة التحليل
نظام في حالة استقرار وتوازُن
دولة في حالة صراع
3
الهيكل
الجماعات تفاعلاتها وثقافتها
الطبقات، الصراع بين البرجوازيين والطبقة العاملة
4
السلطة
لا مركزية النظام مع إرساء السلطة في وحدات متخصصة
مركزية النظام مع اتساع عمومية مجال السلطة
5
الحكام
موزعون على العديد من المراكز مع التنافس الجماعي في اتخاذ القرارات
مركزون وموحدون موقع مسيطرة للسلطة واتخاذ القرار
6
التطور
تدريجي، أحادي الاتجاه، مادي وتقدمي
ثوري، متعدد الاتجاهات، مادي، إنساني يعطي الاهتمام لاحتياجات كل الأفراد

 

وعليه، فهناك عدة فوارق جوهرية بين النموذجين التقليدي والراديكالي تتمثَّل في:

1- يمتاز النموذج التقليدي بصِبغته غير التاريخية، وهذا نابع من اهتماماته ومن نظرته الجزئية للمجتمع، ومن تركيزه على الترشيد، وبالعكس فإن النموذج الراديكالي يُقدِّم منظورًا شاملاً كليًّا للمجتمع يركِّز فيه على تداخُل المناهج.

 

2- بينما يركِّز النموذج التقليدي على الاستقرار والتوازن، ويركز النموذج الراديكالي على الصراع القائم بين الطبقات.

 

3- يَتصوَّر النموذج التقليدي إمكانية قيام ثقافة مدنيَّة تُبرِز المشاركة والتفاعل بين الجماعات المختلفة التي تتنافس فيما بينها على اتخاذ القرارات، بينما يُقدِّم النموذج الراديكالي تحليلاً طَبَقيًّا للمجتمع يُحدِّد فيه الطبقات والصراع القائم بينهما بعلاقتها بوسائل قُوى الإنتاج.

 

4- يقدِّم كلا النموذجين تحليلاً للسلطة يركِّز فيه النموذج التقليدي على لا مركزية السلطة، بينما يركِّز النموذج الراديكالي على مركزية السلطة.

 

5- بينما يركِّز النموذج التقليدي على التطور التدريجي أحادي الاتجاه، ويركز النموذج الراديكالي على التطور الثوري المُهتم بإشباع حاجات الأفراد: (Chilcote, 1981:74-75).

 

الخاتمة

بعد هذا الاستعراض الموجَز لنماذج تحليل السياسة وللاختلافات المنهجية النظرية بينها، يثور التساؤل الآتي: أيٌّ من هذه النماذج أفضل لتحليل الظاهرة السياسية في العالم العربي والإسلامي؟ ولعل هذا يقودنا إلى تساؤل آخر حول إمكانية تطبيق هذه المناهج أو بعضها في مجتمع يختلف فلسفيًّا وحضاريًّا ومنهجيًّا عن نظيره في الغرب الرأسمالي أو الشرق الاشتراكي.

 

ترتبِط نماذج التحليل السابقة بالأيديولوجية الغربية بشِقّيها الليبرالي والاشتراكي، ولذلك فهي تعكِس تصوُّراتٍ عقائديَّة وفلسفية تتلاءم والأوضاع الاجتماعية والسياسية في المجتمع الغربي.

 

هناك من الناحية النظرية تناقُض جذري بين الأسس التي تقوم عليها المجتمعات العربية والإسلامية وبين الأسس الغربية المادية، ترتكِز نماذجُ التحليل الغربية على أسس فلسفية مشتركة منها أن:

1- الوجود المعتبر علميًّا وعقليًّا هو الكون الحِسي المترامي الأطراف أو الطبيعة، وكل ما سواه إما أن تُنكِر هذه الفلسفة وجوده أصلاً، وإما أنها ترى إغفاله وإهماله واعتباره كأن لم يكن.

 

2- الاقتصار في الوصول إلى الحقائق على المِنهاج الحِسي التجريبي.

 

3- إنكار وجود الإله الخالق، كنتيجة لتصوُّر الوجود الذي أخذت به الفلسفة الغربية، وهذا ما أخذت به الفلسفات المادية الإلحادية كالماركسية، أو إغفال وجوده، أو إقصاء تدخُّله على الأقل، كما فعلت بعض الفلسفات الموصوفة بالعقلية.

 

4- إنكار كل طريق للمعرفة غير طريق المنهج الحِسي والتجريبي كطريق الوحي والنبوَّة؛ (المبارك، 1400هـ: 67-68).

 

إضافة إلى ذلك تُقدِّم النظريات الغربية تصوُّرًا ماديًّا للحياة، وتَبني أُسسَها الفلسفية على تَراكُمات ثقافية وحضارية تُؤمن بالوضعيَّة والنسبية التي تناقض المُنطلَقات الفكرية للمجتمع الإسلامي، يُحدِّد (ستالين) في كتاب المادية الديالكتيكية أسسَ النسبية الاجتماعية بقوله:

"إن كل نظام اجتماعي وكل حركة اجتماعية في التاريخ لا ينبغي الحكم عليها من ناحية (العدالة الأبدية) أو من ناحية أي فكرة أخرى مُقرَّرة سلفًا، بل ينبغي لنا أن نبني حُكمَنا على أساس الظروف التي وَلَدت هذا النظام وهذه الحركة الاجتماعية، إن نظام الرق يكون في الظروف الحاضرة خَرْقًا وبدعة مضادة للطبيعة، ولكن نظام الرق في الظروف المشاعيَّة البدائية الآخذة بالانحلال، هو حادث مفهوم ومنطقي؛ (قطب،1403 هـ: 277).

 

ويُضيف ستالين بأنه "إذا صَحَّ أن العالم يتطوَّر ويتحرك ويتطور دائمًا وأبدًا، وإذا صح أن اختفاء القديم ونُشوء الجديد هما قانون التطور، أصبح أن من الواضح أن ليس هناك أنظمة اجتماعية ثابتة غير قابلة للتغيير"؛ (قطب،1403 هـ:278).

 

أما المذهب العقلي أو الوضعي فيركِّز على:

"أن تحصيل الإنسان للحقائق الكونية ومعرفته بها لا يكون إلا بالتجرِبة الحِسيَّة وحدها، ومعنى ذلك أن الحِسَّ المُشاهَد لا غيره هو مصدر المعرفة الحقيقية اليقينية؛ ففي العالم الحسي تَكمُن حقائق الأشياء، أما انتزاع المعرفة مما وراء الظواهر الطبيعية الحسية، والبحث عن العِلَّة في هذا المجال، فأمر يجب أن يُرفَض، وبهذا تكون كل نظرية أو فكرة مستحيلة؛ (قطب،1403 هـ:263-262).

 

يتَّضِح من التحليل السابق أن استيراد نماذج التحليل الغربية يعني بالضرورة تقبُّل الأسس الفكرية والعقائدية التي تقوم عليها والتي تؤدي في النهاية إلى خَلْق تَبَعية فكرية وسياسية، واقتصادية في دول العالم الثالث، وتتمثَّل هذه التَّبَعية في تبني مجموعة الأفكار والمفاهيم، والمناهج السائدة في المجتمعات الغربية، وإلى التركيز على المنهجية الغربية، ليس فقط في البحث عن وسائل تحليل جديدة ومتطوِّرة، بل في تبنِّي الأسس الفلسفية الغربية والعمل على تطبيقها في مجتمع يختلف كليَّةً عن نظيره في الغرب.

 

المصادر العربية:

بدوي، م. ط.

1967 "أصول علوم السياسة، علم أصول السياسة: دراسة منهجية"، الإسكندرية، المكتب المصري الحديث للنشر، الطبعة الرابعة.

 

عبدالمعطي، ع، ومحمد، ع. م.

1976 "السياسة بين النظرية والتطبيق"، الإسكندرية، دار الجامعات المصرية.

 

قربان، م.

1977 "المنهجية السياسية"، بيروت دار العلم للملايين، الطبعة الثالثة.

 

قطب، م.

1403هـ "مذاهب فكرية معاصرة"، بيروت دار الشرق.

 

المبارك، م.

1400هـ "بين الثقافتين الغربية والإسلامية"، بيروت، دار الفِكر.

 

مهنا، م. ن.

1981 "مدخل إلى النظرية العلمية الحديثة، دراسة نقدية"، الإسكندرية، الهيئة العامة للكتاب.

 

المصادر الأجنبية:

 

Chilcote, R.C.

1981 Theories of Comparative Politics: The Search for aParadigm. Boulder, Colorado: Westview Press.

 

Dahl, R.A.

1963 Modern Political Analysis. Englewood Cliffs, N.J.: Prentice Hall.

 

Dahl, R.A.

1969 "The behavioral approach in political science." in J. Gould and V.V. Thursby (Eds.), Contemporary Political Thought: Issues in Scope Value and Direction. New York: Holt, Rinehart and Winston.

 

Easton, D.

1965 A Framework for Political Analysis. Englewood Cliffs, N.J.: Prentice Hall.

 

Easton, D.

1969 "The new revolution in political science. "American Political Science Review LXII (December).

 

Effrat, A.

1972 "Power to the paradigms: an editorial introduction. "Sociological Inquiry XLIL.

 

Greenstein, F.I. and Polsby, N.W. (Eds.)

1975 Handbook of Political Science. Vol. 1 Political Science: Scope and Theory. Massachusetts: Wesley Publ. Co.

 

Hass, M.

1970 "The rise of science of politics." in M. Hass and H.S. Kariel (Eds.), Approaches to the Study of Political Science. Scranton Pennsylvania: Chandler Publ. Co.

 

Hass, M. and Becker, T.L.

1970 "The behavioral revolution and after. "in M. Hass and H.S. Kariel (Eds.), Approaches to the Study of Political Science. Scranton Pennsylvania: Chandler Publ. Co.

 

Kariel, H.S.

1970 "Normative theory." in M. Hass and H.S. Kariel (Eds.) Approaches to the Study of Political Science. Scranton Pennsylvania: Chandler Publ. Co.

 

Kirn, M.E.

1977 “Behavioralism, post-behavioralism and the philosophy of science: two houses, one plague.” The Review of Politics 39 (January).

 

Kuhn, T.

1977 The Structure of Scientific Revolution (2nd ed.) Chicago: University of Chicago Press

 

Miller, E.F.

1972 "Positivism, historicism and political inquiry. "American Political Science Review LXVI (September).

 

Reid, H.G. and Yanarella, J.

1975 "Political science and the post-modern critique of scientism and domination. "The Review of Politics 37 (3).

 

Varma. S.P.

1975 Modern Political Theory: A Critical Survey, Charibad, India: Vikas Publ. Co.

 

المصدر: مجلة العلوم الاجتماعية، تصدر عن جامعة الكويت، المجلد الخامس عشر - العدد الثاني - صيف 1987



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/52683/#ixzz2uF0tIXil
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي   المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي Emptyالإثنين فبراير 24, 2014 3:19 pm

The Long FAQ on Liberalism
A Critique of the Chicago School of Economics:

[size=undefined]THE METHODOLOGY OF THE CHICAGO SCHOOL[/size]
المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي 2clorbar

The Chicago School is famous for its math-heavy approach to economics. At the height of its influence in the 70s and early 80s, Robert Lucas and his followers built one of the greatest mathematical edifices of all time with the theory of Rational Expectations. Indeed, calling it the "Taj Mahal of graphs and equations" would probably be an injustice. The School also emphasizes research into theory, rather than the practical application of economics to policy. Finally, the School is famous for primarily basing its theoretical and mathematical models not on realistic data, but on imaginary, ideal and incomplete starting assumptions.

All this is reminiscent of the old saying that "Theoretically, anything can be proven theoretically." To avoid this pitfall, most disciplines base their theories primarily on real-world data. The danger of "theorizing in a vacuum" is that you can theorize anything you want, even your pet political beliefs. But, for some reason, most economists have resisted grounding their theories in the real world. This problem has even been given a name in economics: the "Ricardian vice." This is not to say that all economists are guilty of this, or that economics isn't gradually becoming a more empirical science. Liberals have been leading reform efforts to bring more realistic assumptions to economics. New Keynesians, for example, operate on George Akerlof's key assumption that human beings are not perfectly rational, but nearly rational. And institutionalists long ago rejected the static equilibrium models favored by the Chicago School, instead viewing the economy as a process of continual change. Not surprisingly, these schools are better at explaining economic events in the real world, and that is why the Chicago School has lost clout in academia over the last several years.

To be sure, math is an important tool in economics. Thanks to the existence of prices, economics is one human activity that can be measured more mathematically than others. And on some occasions, math models have proven tremendously helpful in explaining economic events. But math should be only one tool among many in the economist's toolbox. The problem with the Chicago School can be found in Abraham Maslow's famous quip: "When the only tool you own is a hammer, every problem begins to resemble a nail."

This leads to the critical question of how economists view their field as a science. Is economics a science more like Newton's? Or Darwin's?

Newton described a world of physics governed by nice, tidy laws. An astronomer can predict almost exactly where a planet will be a year from now. A physicist can predict the paths and final positions of all the billiard balls on a pool table after hitting the queue ball. The simplicity of these systems allow physicists to describe them mathematically -- or, in economic jargon, to build mathematical models.

Darwin described a world of nature governed by messy, complicated laws. No biologist can predict what will happen after a new species of bees is introduced to a Brazilian rain forest. Will they thrive? Will they die? Will they stay in place or migrate? No mathematical model can predict their future because the number of factors needed to be entered into the equation is astronomical. Even worse, the smallest deviation in the subjects' behavior may set off a completely different chain of events. If the bees migrate north, finches might become extinct; if they migrate north-east, endangered irises might survive. And with so many actors setting off so many chains of events, the results are better described by chaos theory, not Newtonian physics. Biologists must therefore use methods other than math to discern the laws of ecosystems. They do use math, of course, but not exclusively, and not in the way that physicists use it.

The economy is like the ecosystem -- it is nonlinear, chaotic, messy and unpredictable. What makes it even more complicated is that it is a distinctly human activity, meaning that it is impossible to understand the economy without first understanding the human animal. True, people are rational, calculating and self-interested, but they are also unselfish, irrational, mistaken, self-destructive, ignorant and swept up by herd instincts. That economists would attempt to understand the economy through math alone, without studying human psychology, is an approach that will surely bring smiles to future economic historians.

Nonetheless, today's conservatives try. Economic journalist Robert Kuttner writes: "As a scholarly discipline, economics has always suffered from physics envy -- today more than ever." (1) The desire to be counted among the hard sciences runs astonishingly deep among economists. Alfred Marshall, who created the first elaborate math models in economics, was in fact a trained physicist, and his work was praised in those terms. His student, John Maynard Keynes, described it as "a whole Copernican system, by which all the elements of the economic universe are kept in their places by mutual counterpoise and interaction." (2)

Unfortunately, the physicist/economist can only cram a complex and exciting world into simplistic equations by doing violence to the data. First, the physicist/economist must assume away most of the complexities of the world. Economic actors are assumed to be 100-percent self-interested, have perfect information about the market, are perfect calculators, and are perfectly rational. Their competitors are assumed to sell products that are perfectly homogenous (that is, exactly the same as everyone else's). There are zero transaction costs, zero negotiation costs, zero barriers to market entry and bankruptcy. If an economist wants to study the costs of market entry, his model will include these costs, but all the other factors will be assumed away or held to be perfect.

Furthermore, many of these models assume, in effect, that time stands still. The economy is assumed to be one of static equilibrium, not dynamic change. There are no inventions, no innovation, and no fluctuation in supply and demand. Everything is held constant except the variables being studied.

Needless to say, these models do not describe the real world. In order to make them more realistic, economists would have to fill in the countless variables they're assuming away -- an overwhelming and impossible task. A good analogy of what they do instead is the physicist who studies a butterfly flitting across a meadow and tries to extrapolate where it will land. Of course, anything could alter its course -- the wind, a predator, a whiff of nectar -- so he assumes away all these complexities in order to let the equation give an answer. When the answer turns out to be wrong, he indulges in apologetics, like "Well, it's good to know these answers in principle," or "We have to simplify the equation if we are to study butterflies at all."

Sometimes there are ways to get around these difficulties, such as studying a problem with only a few variables, or filling in the most important ones to get a ballpark answer. But in general these approaches have significant limitations. Economists are quick to admit these shortcomings, yet they are extraordinarily reluctant to change their methods. As British economist John Eatwell once remarked, "If the world is not like the model, so much worse for the world." (3)

To most scientists, such a statement would be incomprehensible. The main purpose of science is to explain the real world, not engage in irrelevant intellectual puzzles. The gap between the real world and economic theory is why even economists refer to their field as the "the dismal science." Paul Krugman describes it this way:

    "It's a primitive science… If you want a parallel, think of medicine at the turn of the century. Medical researchers had, by that time, accumulated a great deal of information about the human body and its workings, and were capable of giving some critically useful advice about how to avoid disease. They could not, however, cure very much." (4)

But producing inaccurate science is not the only failure of math models. They also allow political bias. And this is where the Chicago School comes in for special criticism.

Math and bias

To the general public, both math and statistics carry an air of scientific authority. The fact that they can be abused for political ends is therefore disconcerting -- and explains why books like "How to Lie with Statistics" become classics. As Benjamin D'Isreali said, "There are only three kinds of lies: lies, damn lies, and statistics."

Math can be similarly abused. The trick is to select the right starting assumptions. The analysis flowing from these assumptions might be logically sound -- indeed, as perfect as math -- but the conclusions could still be entirely wrong. For example, adding two molecules of matter to two molecules of anti-matter is not going to yield four molecules. This conclusion is mathematically correct but factually wrong, for it is based on an (obvious) false assumption.

How do scientists identify the correct starting assumptions? There are two ways. The present scientific method is the most widely accepted. Scientists base their theories on real-world data; they then use these theories to identify yet more data for yet more theories. The accuracy of this cycle is verified by experiment and prediction. If data and theory diverge, then scientists know something is wrong; either the theory is bad, or the data is poorly collected or interpreted.

The other method is to base theories not on real-world data, but on axioms, postulates or other knowledge which we believe to be true without real-world confirmation. A notorious example of this method is the Austrian School of Economics. Ludwig von Mises claimed that the idea that "humans act" is a priori knowledge. He then used this knowledge as the basis for all his theories. Data from the real world did not inform his theories -- on the contrary, these theories were used to explain events in the real world.

This second method (deduction from first principles) is not scientific. Deduction does occur in science, but it is based primarily on other data, not first principles. This method is actually a relic of philosophical history called Rationalism. It was overturned in the 18th and 19th centuries by Empiricism, Positivism, and Immanuel Kant's Critique of Pure Reason. The reason why Rationalism fell out of favor was because philosophers realized that it turned the search for truth into a game without rules. Rationalists were free to theorize anything they want without having to worry about potentially contrary statistics, data, history or other evidence from the real world. Rationalism is what religions use when they argue the logical "proof" of their various beliefs. The fact that there are thousands of different religions in the world shows the fallibility of this method.

The method currently used by modern economists lies in a gray area between the scientific method and Rationalism. To be sure, mathematical models are tools of the scientific method, and economists would probably howl in protest if accused of conducting anything other than science. But how economists select and treat their starting assumptions bears more than a passing resemblance to Rationalism.

For example, take the assumption that economic actors are 100-percent self-interested. This is a conservative political belief, and one that defies the evidence: namely, the widespread existence of charity, favors, parental investment, martyrdom, and other sacrifices for cause or country. Rather than clarify this matter through research and hard data, many economists have simply chosen to treat self-interest as a given, as a first principle. On one hand, you could call this procedure "simplifying the assumptions," which does indeed occur in many scientific models. But when it becomes extreme enough, you could call it Rationalism.

Another example where "simplification" approaches Rationalism is the use of perfect starting assumptions. If you are an economist who believes that the government should not interfere with the market, then it is up to you to prove that the market does not fail or commit atrocities. One way of making the market perfect is to assume that all its participants are perfect. This is accomplished by endowing actors with perfect knowledge, perfect calculating ability, and perfect rationality. It is interesting to note that when economists do study market failures (like monopolies, pollution, and asymmetrical information), they assume that the other conditions are perfect, and this usually allows the market to solve the problem.

Another example occurs when economists select which factors will be included in their models. In the real world, there are countless hundreds, even thousands, of factors influencing any economic event. By picking the right ones to include in the model and leaving out all the rest (for "simplification" purposes), an economist can change the result. But why these factors, and not others? As we shall see, the Coase Theorem is guilty of just this sin.

The best way to avoid these pitfalls is to base theory not on idealistic assumptions or first principles, but on real-world evidence. Economists may object that the world is too complicated for such an approach. But this is the method that biology uses, and it has hardly prevented biologists from making scientific progress. In fact, biology has progressed far beyond economics -- and its more scientific method is why.

How widespread are these problems in economics? In 1982, at the height of Rational Expectations, Nobel economist Wassily Leontief surveyed four years' worth of articles in America's leading economics journal, The American Economic Review. He discovered that more than half of the articles were math models without any real-world data whatsoever, and nearly a fourth analyzed statistics gathered for some other purpose. Only one article analyzed data collected by the author -- and that article was about pigeons. (5)

Divorcing economic analysis from the real world actually contains another danger, other than allowing ideologues to theorize anything they want. And that is that we have no way to judge the correctness of these theories. They might be internally consistent, but many fallacies are internally consistent. The only sure way to verify them is to compare them to the real world. But if economists reject this sort of confirmation, or at least don't care very much about it, then how can we tell if a theory is correct?

This makes for some interesting selections when it comes time to award the Nobel prize in economics.

Next Section: A Review of Keynesian Theory
Return to Main Page

Endnotes:

1. Robert Kuttner, "The Visible Hand Guiding the Prize in Economics," Business Week, November 12, 1990, p. 20.

2. See Robert Heilbroner, The Worldly Philosophers, 3rd ed. (New York: Simon & Schuster, 1967), p. 188.

3. Quoted in Robert Kuttner, "The Poverty of Economics," Atlantic Monthly, February 1, 1985, p. 76.

4. Paul Krugman, Peddling Prosperity, (New York: W.W. Norton and Company, 1994), p. 9.
5. Michael Rothschild, Bionomics (New York: Henry Holt and Company, 1990), p. 52-3.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المنهجية السياسية الغربية: تحليل نقدي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تعليمية المواد في العلوم السياسية –الأسس المنهجية والمعارف النظرية
» تحليل السياسية العامة
» تحليل التغيرات السياسية – الاجتماعية في الجزائر
» «حقل المكيدة» عرض نقدي لكتاب «طرق التضليل السياسي»
» المنهجية في دراسة القانون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الأولى علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1