أهم العهود العثمانية (مراحل الحكم)

زائر

استمر الحكم التركي العثماني للجزائر من عام 1518-1830 حيت مرّ بأربعة عهود:-
المبحث الأول :عهد البايلربايات(1518-1587):-
ويمكن تلخيص عصر البايلربايات من خلال ابرز مميزاته وخصائصه كالتالي:- امتازت هذه المرحلة بالقوة وتوطيد ركائز الحكم وتوحيد رقعة البلاد والقضاء على توسعات اhghsfhkلكير من التمرد .واتخذ البايلر باي خير الدين مركز حكومة بمدينة الجزائر العامة ،وعين احمد بن قاضي الغبريني سلطان جبل كوكو (تبعد 18كم من نايت ايراتن ببلاد القبائل) حاكما على القبائل والناحية الشرقية.

*على المستوى السياسي :- تم إلحاق الجزائر بالخلافة العثمانية وغدا خير الدين يلقب بالبايلرباي اي باي البايات أو "خير الدين بك"وأصبحت الجزائر إحدى ولايات الخلافة مما اكسبها قوة في الداخل والخارج؛لان تلك ا لفترة التي امتازت فيها بالتفوق إنما تمثل عهد الأمجاد وعهود البطولات والانتصارات السياسية المرتبطة بها .
-استطاع البيلر بايات أن يحققوا الوحدة الإقليمية والسياسية لدولة الجزائر التي امتدّ نفوذها وسيطرتها إلى كل جهات الشرق والغرب والجنوب ؛إذ وصلت التخوم (الحدود) الجزائرية بصفة تقريبية حيث هي الآن .
*على المستوى العسكري :- وتمثل في رد الأتراك العثمانيين للهجمات الاسائية المتكررة على الجزائر ،فقد انشؤا رصيفا لحماية الميناء فأصبح ميناء الجزائر في غاية الروعة وأقاموا قرب البرج ثكنة عسكرية.
من أهم الحملات الاسبانية التي باءت بالفشل:-
-حملة اند ري دوريا الاسبانية على مدينة شرشال عام 1531م
- حملة شارلكان الاسبانية على الجزائر عام و1541 و قد باءت كسابقاتها بالفشل و قد شوهد الملك الاسباني _شرلكان_ يبكي لأول مرة في تاريخه على ما لحق بخسائر في جيشه و اسطوله .
-أهم ما أنجز في الجانب العسكري في هذا العهد هو فتح بجاية عام1555 على يد صالح رايس.(1).
* على المستوى الإداري : كان لجهود صالح رايس أثار حسنة على مستقبل الجزائر بحيث امتد نفوذ السلطة التركية إلى معظم المناطق بالبلاد الحالية في الجهات الثلاث :الشرقية والغربية و الجنوبية ومن اجل ذلك اهتم البايلر باي حسن باشا ابن خير الدين خلال ولايته الثانية بتنظيم إدارتها،حيت قسمها إلى أربع بايلكات (عملات):-
1-بأيليك الجزائر العاصمة (ومركزه مدينة الجزائر نفسها)أو دار السلطان .
2- بأيلك الشرق:ومركزه مدينة قسنطينة .
3- بأيليك التيطري :ومركزه مدينة المدية .
4- بأيليك الغرب :ومركزه مدينة مازونة ، تم معسكر ، تم وهران.(2)
*على المستوي الاقتصادي والعمراني:-
اهتم البايلربايات بتشييد المساجد وسخروا الأوقاف الطائلة على مشاريع البر والإحسان واجروا المياه للمنفعة العامة .وشهدت الجزائر العاصمة بصفة خاصة حركة عمرانية كبيرة بالإضافة إلى بناء الحصون والمدارس والقصور والحمامات ومستشفيات للمرضى وقلاع ضخمة لا تزال اتارها شاهدة على أصحابها إلى اليوم ،وكان لمهاجري الأندلس الدور الكبير في الازدهار العمراني بخبرتهم الفائقة في العمارة والزخرفة .
أما من الناحية الاقتصادية فقد امتازت البلاد بغنى اقتصادي كبير يرجع إلى ثروتها الزراعية والحيوانية وما يأتيها من أموال الزكاة على الماشية والحبوب والزيتون وأنواع المدخولات الأخرى التي تجمعها"المحلة"...أما الصناعة فقد كانت صناعة تقليدية كصناعة النسيج والبرانس و الزرابي ولحياك وغيرها ،وقد عرفت هي الأخرى تطورا كبيرا في حين كانت تصدر كميات وافرة من الحبوب و البضائع الأخرى و الصوف والجلود و الشمع و النسيج إلى الخارج إلا أن الحالة الاقتصادية عموما فقد كانت تتحكم فيها تلك الأوضاع التي سيطر عليها طابع الصراع مع الدول الأوروبية (3 ).
- المبحث الثاني:عهد الباشاوات(1587-1659م):-
قبل البدء في البحت عن خصائص هذا العهد لابد من البحت عن أسباب استبدال نظام البايلربايات بنظام الباشاوات :
1-الصراع الذي كان قائما بين طبقة الرياس وجنود الانكشارية ،منذ نشأة الدولة الجزائرية ،فقد قامت هذه الدولة وتأسست على أكتاف طائفة من الرياس امتال خير الدين ومن خلفه.فهذا الصراع كان من الأسباب الرئيسية لتغير هذا النظام.
2- ظلت الانكشارية طوال فترة حكم البايلر بايات تثير تخوفات وشكوك الباي العالي في نية البايلربايات هذه التخوفات والشكوك ،جعلت من رجال الدولة العثمانية يرون أن جمع السلطة في الولايات التلات الجزائر و تونس وطرابلس تحت حكم رجل واحد قد يشكل خطرا على الإمبراطورية العثمانية ،تقرر تقسيم الحكم بفصل هذه الولايات عن بعضها البعض و إسناد إدارة كل ولاية إلى باشا يعين لمدة تلات سنوات
3-كان نفوذ البايلربايات واسعا فامتدت سلطتهم إلى تونس وطرابلس لأنهم كانوا أصحاب فضل في فتح هذين البلدين وإلحاقها بالدولة العثمانية بالإضافة إلى مدة الحكم التي كانت غير محدودة حيت بلغت قترة حكم الواحد منهم عدة سنوات في منصبه ،لدرجة أن العثمانية بدأت تشتم رائحة التمرد ومحاولة الانفصال عنها والاستقلال بهذه البلاد خاصة وان الشقة كانت بعيدة بين القسطنطينية والجزائر ،من اجل ذلك فكرت في تغيير هذا النظام الباشاوات عله يحقق لها السيطرة الكاملة على البلاد ولكن يتضح العكس و إن عهد البايلربايات في الحقيقة كان العهد الممتاز بالقياس إلى كل العهود الركية بالجزائر ،لما امتازت به من قوة وجدارة في إدارة شؤون البلاد في الداخل و الخارج.(4 ).
*ابرز أحدات عهد الباشاوات:
إذا كان عهد البايلربايات يمثل عهد رجال البحر و الرياس الذين حموا الشمال الإفريقي و صانوه من الاحتلال الاسباني ،فان عهد الباشاوات كان موظفي الخلافة العثمانية ،وإذا كانت الوحدة بين الشمال الإفريقي تشكل عنصرا قويا تعتز بها الدولة العثمانية وتحافظ عليها فقد غدا الآن خطرا كبير يقلق الدولة العثمانية ويتيرمخاوفها من انفصال الجزائر.لان المبدأ الذي اعتمدته بتجديد مدة الباشا بتلات سنوات ،قد أثار في نفس الباشا مسألة الفصل بينه وبين الرعية الأمر الذي يدفعه لجمع المال وشراء المناصرين له طمعا في عهدة أخرى ،والباشا المعين مدرك تماما إن قضاء الفترة المحددة لن يتم إلا إذا زاد في تعميق الصراع ما بين العناصر الانكشارية وطائفة الرياس(5).
المبحث التالت :عهد الاغاوات(1659 -1671)
-كانت فترة الأغوات ،قد ازداد فيها الوضع سوءا اكبر من ذي قبل .فمن اهتزاز في نظام الحكم إلى الاغتيالات التي كثرت إلى التامرات التي تحاك ضد الحكام إلى الخسائر التي تتعرض لها الجزائر عن طريق أساطيل أوروبا إلى سيطرة الفوضى العارمة وعدم الاستقرار الذي عم ،فحكم الأغا شهرين تم عزته و الإتيان بأخر هو حكم لا محالة محكوم عليه من البداية بالسقوط والانهيار ،فكان معظم الاغاوات لا يموتون موتة طبيعية ،إما بالاغتيال أو بالقتل وإما بالإقالة عن طريق القوة .كما أن طائفة الرياس كانت تغذي اتارة الاضطراب والقلاقل ضد الأغوات بهدف استرجاع السلطة والحكم الذي انتزع منها.(1)
المبحث الرابع:عهد الدايات (1671-1830)
لقد كان عصر الدايات هو الأخر مليئا بالثورات والمؤامرات ولم تكن مدة حكمهم تستمر طويلا ،إذا ما استثنينا الداي محمد بن عثمان باشا الذي امتد حكمه من سنة 1766 إلى غاية سنة 1791 .
ومما يذكر أن الجزائر قد عرفت تحت حكم هذا الداي في النصف الثاني من القرن الثامن عسر استقرارا نسبيا و استطاعت أن تتغلب على العجز الذي كانت نعاني منه الميزانية العام ،ذلك أن الخزانة العامة قد تركت –تقريبا- خاوية قبل تولي الداي محمد بن عثمان .ولعل هذا راجع إلى سياسة التقشف التي درج عليها من جهة والى حسن تصرفه الذي لم يكن يستهدف من ورائه سوى ازدهار ولايته من جهة أخرى
كما أن الغرب الجزائري قد عرف في عهده حركة نشيطة في مختلف المجالات خاصة منها تحرير المرسى الكبير و مدينة وهران من الاحتلال الاسباني الذي جثم على هذين الموقعين الاستراتيجيين ما يزيد عن قرنين . فقد تم هذا الانجاز العظيم بفضل الله عز وجل أولا وبفضل إدارة الباي محمد الكبير والعلماء والطلبة ثانيا
وهكذا فقد اقترنت شخصية الداي محمد الكبير بن عثمان باشا بشخصيتين بارزتين في تاريخ الجزائر هما الباي محمد الكبير و صالح باي قسنطينة وكانت هده الشخصيات التلات على جانب كبير من الحنكة السياسية في إدارة شؤون البلاد داخلي و خارجيا .
غير أن حكومات الاوجاق قد بدأت منذ القرن الثامن عشر تسير نحو التدهور ،حيت بات هذا التدهور يزداد شيئا فشيئا سائرا بالولاية نحو الانهيار الكلي خاصة في اليوم الذي تتوقف فيه المنافسات الأوروبية بين بعضها البعض ....قد كانت الاضطرابات المتواصلة هي الطابع الذي ميز هذا العهد ،ذلك أن التناحر على الحكم وظاهرة الاستبداد جعلت من الشعب يعيش علي الهامش يتفرج على الاحدات والاغتيالات ،الأمر الذي أدى إلى نشوب الفتن الأهلية والشعور بعدم الأمن والاستقرار
لقد كانت السياسة التي انتهجها معظم الدايات قد جلبت كثيرا من الويلات على البلاد والعباد حيت أرهق السكان بالضرائب مما دفع بالناس إلى التمرد والعصيان الذي كثيرا ما واجهته الدايات بالقوة وسفك الدماء (2)
كما يبقى خير دليل على سوء هذا العهد هو سقوط الجزائر في يد الاستعمار الفرنسي عام 1830 .

» العلاقات العثمانية الأوربية
» موسوعة تاريخ الأمبراطورية العثمانية
» مراحل التخطيط
» مراحل إعداد البحث العلمي
» الحكام العرب مراحل الصعود و السقوط