salim 1979 التميز الذهبي
تاريخ الميلاد : 27/05/1979 العمر : 45 الدولة : الجزائر عدد المساهمات : 5285 نقاط : 100012179 تاريخ التسجيل : 06/11/2012
| موضوع: ابستمولوجيا توماس كون الأربعاء ديسمبر 25, 2013 1:55 pm | |
|
ركز توماس كون عبر دراسته الطويلة لتاريخ العلوم على نقطتين 1 الطابع الثوري للنظرية العلمية ، أي تعويض نظرية علمية بأخرى أفضل منها . 2 الدور السوسيولوجي الذي تلعبه الجماعة العلمية في بناء النظرية العلمية ، وكباعث لتقدم النظرية العلمية . *ما هو البراديغم تتأسس ابستمولوجيا توماس كون على البراديغمات ، كل جماعة علمية تتبنى براديغم معين،و يحتوي البراديغم --يمكن أن نعرف البراديغم بأنه نموذج إرشادي يحدد معرفتنا بطبيعة الألغاز العلمية ويقدم لها حلا-- على فرضيات النظرية العامة و على قوانين و تقنيات لتطوير النظرية العلمية التي تبنيها الجماعة العلمية . هدف البراديغم هو توجيه ودعم و تأصيل العلم السوي science normal--هو العلم الرسمي داخل أي جماعة علمية -- و محاولة حل الألغاز التي يطرحها هذا العلم ، و هذا هو ما يميز العلم عن اللاعلم ، يتكون البراديغم من القوانين و الفرضيات و النظريات ، فقوانين الحركة عند نيوتن تمثل جزء من البراديغم النيوتوني ، بالإضافة إلى أن البراديغمات تتكون من مجموعة من المبادئ الميتافيزيقية و التي توجه العمل العلمي ،و تشتمل البراديغمات على تعليمات ديداكتيكية ومنهجيةتوجه العمل العلمي مثل "اجتهد في جعل براد يغمك مطابقا للطبيعة "إن العلم يسعى جاهدا لمطابقة الطبيعة، و يصف كون kuhen العلم السوي بأنه نشاط في حل الألغاز ، قد تكون هذه الألغاز نظرية أو تجريبية ،و يمكن أن نشير إلى الألغاز النظرية من داخل البراديغم النيوتوني نجد أن العلم السوي يفصح عن اختراع تقنية رياضية تتيح معالجة حركة الكواكب الخاضعة للحركات الجاذبية متعددة ،عن طريق تطوير فرضيات من أجل جعل قوانين الحركة عند نيوتن قابلة بأن تطبق على ميكانيكا السوائل. أما الألغاز التجريبية فيمكن أن نشير إلى تحسين دقة التلسكوبات و تطوير تقنيات قادرة على توفير قياسات دقيقة لثابت الجاذبية . إذن من الضروري أن يمدنا هذا البراديغم بوسيلة لحل الألغاز. *تقدم وتطور العلوم عند kuhen ينظر توماس كون إلى تقدم العلم عن طريق مفهوم الثورة العلمية ، فالعلم يتقدم بالثورات ، و يمكن أن نلخص الكيفية اللانهائية التي يصف بها تقدم العلوم بالشكل التالي : 1 ما قبل العلم 2 العلم السوي 3 أزمة4ثورة 5 علم سوي جديد6 أزمة جديدة....... يشتغل العلماء داخل البراديغم في ما يسمى بالعلم السوي science normal و المشتغلون بهذا العلم يقومون بصياغة نموذج علمي من أجل توضيح بعض سلوك المناسبة التي تم الكشف عنها غبر نتائج التجربة ، ودمجه في وحدة متكاملة ،و يوجه هؤلاء العلماء مجموعة من الصعوبات ، فإذا لم يستطيعوا مواجهة الصعوبات التي توجههم فإن أزمة ستحصل داخل هذا العلم ، وتجد أزمة حلها عندما ينبثق نموذج علمي جديد ، ويحظى بالقبول من لذن الجماعة العلمية مما يؤدي إلى حصول ثورة علمية ، و يتم حينها التخلي عن البراديغم القديم و القبول بالبراديغم الجديد، إلى أن يصل البراديغم الجديد إلى إنشاء علم سوي جديد ، وننتظر إلى أن توجهه صعوبات و أزمات تنتهي بثورة على هذا البراديغم ليتولد براديغم جديد جديد . بعد أن لخصت و بشكل موجز جدا تصور توماس كون لمفهوم التقدم داخل العلم أما الآن سأقوم بشرح تصور توماس كون لتقدم العلم بتفصيل. يشتغل العالم داخل مجال بحثه وكله ثقة أن البراديغم الذي يشتغل ضمن إطاره يحدد له سلسة المشاكل و الحلول داخل النظرية العلمية في إطار علمي ومنهجي،غير إمكانية الفشل في تفسير الظواهر انطلاقا من فرضيات القديمة داخل هذا البراديغم تظل حاضرة باستمرار،مما يعرض البراديغم للوقوع في الأزمة . تلعب الحالات الشاذة دورا أساسيا في حدوث الأزمات عندما تصيب أهم الأسس و مبادئ البراديغم. و في هذا الإطار يمكن أن نقدم مثالا على ذلك هو حركة انسحاب الأرض بفعل الأثير، انطلاقا من النموذج النيوتوني يمكن تفسير حركة انسحاب الأرض تتم بفعل الأثير ، و لكن عندما حاول كل من مكلسون و مورلي لم ينجحوا في هذا الأمر ، و يفسر ألبرت اينشتاين فشل كل مكلسون و مورلي في حساب حركة انسحاب الأرض بفعل الأثير إلى الفرضية الأساسية داخل النموذج النيوتوني وهي وجود الأثير ،يعتقد أينشتاين أن إلغاء فرضية الأثير أدت إلى حساب حركة انسحاب الأرض ، كما ساعد هذا الإلغاء على التقدم نحو براديغم علمي جديد مما أدى إلى خلخلت و تأزم البراديغم النيوتوني. **دور سوسيولوجيا العلم في التقدم العلمي عندما تصيب الأزمة الأسس الصلبة للبراد يغم تقع أزمة حقيقة وخطيرة داخل هذا البراديغم ، مما يؤدي إلى نوع من الفوضى داخل الجماعة العلمية ، ينقسم المجتمع العلمي حينها إلى قسمين، قسم مع البراديغم القديم، و الآخر مع بزوغ براديغم جديد هو خلاصة أزمة و ثورة على البراديغم القديم،فالقسم الأول يحاول أن يجد حلول لألغاز التي ظهرت على أنها حالات شاذة – غالبا ما يفشل هذا التقويض ، النيوتونية لا يمكن أن تقول أكتر ما قاله أفراد الجماعة النيوتونية – أما القسم الثاني فيحاولون أن يجدوا في البراديغم الجديد قدرة تفسيرية تمكنهم من إيجاد حلول جديدة لألغاز جديدة و يمكن أن نشير إلى تجربة الأثير و التي وضحنها سابقا. عندما ينجح البراديغم الجديد في تقديم حلول أفضل لمجموعة من الألغاز تقع الثورة فيتم تعويض البراديغم القديم ببراد يغم جديد يكون له قدرة تفسيرية أكبر من سالفه. نلاحظ أن توماس على غرار باقي الابستمولوجيين يدخل مجموعة من العوامل اللا علمية داخل البحث العلمي ، وتلعب البحوث السوسيولوجية الدور الأساسي في تفسير التقدم والتطور العلمي ،يلعب الصراع السوسيولوجي دور أساسي في بناء النظرية العلمية ، تقدم النظريات و تطورها لا تحكمه البنية المنطقية فقط بل حتى البنية الاجتماعية و النفسية قد تؤثر و بشكل كبير في بناء و صياغة النظرة العلمية. إذا أخدنا مفهومrévolution سواء ترجمنه بالثورة أو الانقلابات سنجد أنه في الحالة الأولى يحيل على دلالة سياسية و في الحالة الثانية يحيلنا على دلالة عسكرية . إذن في كل الأحوال الاستعمال لا يحيل بأي شكل على ما هو علمي، ويرجع سبب استخدام توماس كون لمفهوم الثورة -- حسب اعتقادي – إلى نوعية الصراع الذي يقع داخل المجتمع العلمي ، ما يحكم النظريات العلمية هو المجتمع العلمي و ليس بنائها المنطقي ، فكثير من النظريات سيطرت في الساحة إما لقوة إيديولوجيتها أو لحجم التعبئة التي تتعرض لها داخل المجتمع العلمي، مثلا النظرية النسبية لأينشتاين ما كان لها أن تحقق هذا النجاح الباهر لولا التعبئة التي تعرضت لها من طرف بعض الجمعيات الأمريكية و اليهودية. يعتبر توماس كوهن أن تقدم العلم رهين بالثورة ، ويقيم كون تقابلا أساسيا بين التقدم العلمي عبر الثورة و التقدم عن طريق التراكم –عند أصحاب النزعة الاستقرائية تنمو المعرفة العليمة نمو متصلا بمقدار تراكم الملاحظات ، هذا التراكم يؤدي إلى تشكيل مفاهيم جديدة ، وصقل مفاهيم قديمة ، و اكتشاف علاقات تسمح ببناء قوانين--. يرفض توماس كون النظرة التراكمية للعلم لأن هذه النظرة تؤدي إلى إغفال الدور التي تقوم به البراديغمات في صياغة و قيادة الملاحظة و التجربة ، و الدور الإقناعي التي تمارسه النماذج على العلوم التي تمارس في كنفها و هو ما يجعل إحلال نموذج مكان آخر بمثابة ثورة علمية وباعث على التقدم . المراجع Alan Chalmers, Qu'est-ce que la science ? : Popper, Kuhn, Lakatos, Feyerabend, Le Livre de Poche, coll. « Biblio essais », Paris, 1987 توماس كون ، بنية الثورات العلمية، ترجمة : شوقي جلال ، منشورات عالم المعرفة ، عدد168 ، دجنبر1992 انجاز الباحث مصطفى قشوح فاس - المغرب
| |
|