جون بيرتون ونظرية الصراع

$جون بيرتون ونظرية الصراع C:\Users\Salim\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip_image001$

[rtl] [/rtl]
[rtl]من إعداد: تحت إشراف الدكتور[/rtl]
[rtl]برحال حواء بخوش مصطفى[/rtl]

مقدمة

الفصل الأول: التعريف بجون بيرتون.

المبحث الأول: السيرة الذاتية لجون بيرتون.

[rtl] المبحث الثاني:المدرسة الانجليزية في العلاقات الدولية. [/rtl]
[rtl] الفصل الثاني :الإسهامات الأكاديمية لجون بيرتون. [/rtl]
[rtl] المبحث الأول : نموذج شبكة العنكبوت COBWEB Model [/rtl]

المبحث الثاني: نظرية حل النزاعات الدولية.

[rtl] الخاتمة[/rtl]

$جون بيرتون ونظرية الصراع C:\Users\Salim\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip_image003$

لعل أهم ما يحرك العالم نحو التغيير هو العقل البشري، حيث يشكل منه الإبداع و الابتكار الجزء الأكثر أهمية و حيوية للنظام الذي يتواجد فيه الإنسان، لذا كان الإنسان المفكر و المبدع الحلقة الأولى و الأساسية في السلسلة.

إن الإنسان ابن بيئته ، فكيف بالمفكر الذي يعمل على تسخير علمه وفكره كله للحيز الذي نشأ فيه وتعلم عاداته تقاليده و تشبع بمبادئه و قيمه والأنماط الفكرية و الصور السائدة فيه ، لتتشكل في ذهنه خارطة معرفية يرتب الإنسان على أساسها قيمه ليشكل سلم القيم الخاص به ، و الذي يطلق على أساسه أحكاما على ما يدور حوله و على هذا الأساس ليس العلم بريئا ، ليست الأفكار متاحة للكل ، رغم أنها منشورة بكل شفافية إلا أنها مشفرة لا تحلها إلا رموز البيئة التي نتجت فيها ، لذا كثيرا ما تحاول بعض المجتمعات الأخذ ببعض الأفكار والنظريات لتنمية بعض القطاعات و تحقيق التقدم فيها إلا أنها غالبا ما تفشل في ذلك.

تتجلى أهمية هذا الموضوع في البرهنة بمثال حي على افتراض أنه لا يمكن تطبيق فكر غير نابع من المجتمع على مجتمع آخر دون مراعاة خصوصياته.

وعليه:

ما مدى نجاح أفكار جون بيرتون و مقارباته في تحليل النزاعات الدولية، والمجتمع الدولي في تحليل عالم السياسة المعاصر؟

التساؤلات الفرعية:

1 - ما هو انتماء جون بيرتون الأسري و الأكاديمي؟

2- ما هي أهم إسهاماته في نظريات العلاقات الدولية؟

و لتوجيه مسار هدا العمل نفترض:

- إذا كان جون بيرتون قد اعتمد على الوقائع الدولية في بناء نماذجه النظرية فإن هده الأطر التحليلية ستكون ذات فعالية تحليلية.

لتحليل الموضوع ستتم معالجة الأفكار الآتية :

في البداية لابد من التطرق للسيرة الذاتية للمفكر ثم لانتمائه الأكاديمي والمتمثل في المدرسة الإنجليزية، و هذا يساعد على معرفة الإطار الفكري له، لنتعرف في ثاني عنصر على أهمية ما أثر به من أفكار في تحليل العلاقات الدولية .

الفصل الأول: التعريف بجون بيرتون

[rtl]المبحث الأول: السيرة الذاتية لجون بيرتون. [/rtl]

ولد جون بيرتون بتاريخ 2 مارس 1915 ب: ملبورن بمدينة فيكتوريا بأستراليا كان والده أحد الأعضاء الأساسيين و ذوي المكانةالرفيعة في الكنيسة البروتستانتية ، حيث كانت مهمته التبشيرية بالبروتستانتية [url=#_ftn1][1][/url].

[rtl] مر جون بيرتون في مساره العلمي بالمدارس التالية: [/rtl]

*مدرسة نيوينغتون.

*جامعة سدني الاسترالية.
*مدرسة لندن للإقتصاد[url=#_ftn2][2][/url].

تقلد جون بيرتون العديد من المناصب ، لعل أهميتها وثقلها هو ما شل فيما بعد مواضيع لأهم مؤلفاته ، مما أضفى عليها طابع المصداقية بما أنها نتاج خبراته العملية.

[rtl]ومن أهم هذه المناصب :[/rtl]

-عام 1937 عين باحث أكاديمي في المصلحة العامة للكومنولث و هذا بعد حصوله على درجة دكتوراه بمدرسة لندن للاقتصاد .

و الذي كان وزير للخارجية الاسترالية آنذاك و بقي Herbert Vere Evatte-عام 1941 عين

في وزارة الخارجية حتى منتصف الخمسينات .

[rtl] - سكرتير خاص لهاربت فيرا.[/rtl]

- في بداية عام 1951 صار المفوض السامي الاسترالي في سريلانكا لكنه تخلى عن هذا المنصب ، في نفس السنة ليشارك في الانتخابات الفدرالية في استراليا ، كمرشح عن حزب العمل الاسترالي , لكنه خسر هذه الانتخابات أمام وليام ماك ماهون الذي صار رئيسا للوزراء آنذاك.

[rtl] ومن خلال مسيرته الاكاديمية تقلد مناصب عدة في المحطات التالية : [/rtl]
[rtl]-مدرسة لندن للاقتصاد عام 1941 .[/rtl]
[rtl]-الجامعة الوطنية الاسترالية عام 1960. [/rtl]

-اشتغل بمؤسسة روكفلر عام 1962 .

-جامعة كاليفورنيا الجنوبية عام 1982 .

- جامعة جورج ماسون عام1982 .

- جامعة ماريلاند عام 1983 .

- كان عضوا في بعثة استرالية الى سان فرانسيسكو للشركة في مؤتمر سان فرانسيسكو أحد المؤتمرات التأسيسية لوضع الأمم المتحدة[url=#_ftn3][3][/url] .

كان بيرتون مهتما بقضية النزاعات الدولية ، و قد اشتغل بمركز تحليل النزاعات بجامعة كينت ب كانتربوري عام1979 ،و بقي فيه إلى عام 1981 .ثم توجه إلى جامعة جنوب كاليفورنيا أين ترأس جمعية الدراسات الدولية..

International Studies Association Fellowship.

[rtl] و في جامعة جورج ماسون ساعد بيرتون على تطوير مركز جديد لتحليل النزاعات و حلها ،و هو المعروف اليوم ب معهد تحليل و حل النزاعات ICAR. [url=#_ftn4][4][/url] [/rtl]

من أهم مؤلفاته و إصداراته :

–The alternative 1954.
– Labour in transition1965.
–Controlled cmmunication 1969.
–World society 1972.
–International policies 1974.
–Deviance, Terrorism, and war: the process of solved social and political problems 1979.
–Resolving deep-rooted conflict: a hand book 1987.
–On the need for conflict prevention 1989.
–Conflict resolution: its language and processes 1996[url=#_ftn5][5][/url].

بعد التطرق لأهم عناصر البيئة التي شكلت الشخصية العلمية لجون بيرتون سواء من ناحية التنشئة الأبوية أو من حيث المدارس و الجامعات التي تلقن فيها المعرفة ، إلى أهم المناصب العملية و الأكاديمية التي شغلها، كل هذا كون لديه الإطار الفكري و الأكاديمي و الذي يمكن تحديده في المدرسة الانجليزية في العلاقات الدولية.

المبحث الثاني:المدرسة الانجليزية في العلاقات الدولية.

ينتمي جون بيرتون أكاديميا إلى المدرسة الانجليزية في العلاقات الدولية، و تعرف هذه المدرسة أيضا ب : الليبرالية الواقعية العقلانية أو المؤسساتية الانجليزية ،لعل أهم النظريات المنسوبة الى مفكري هذه المدرسة يمكن إجمالها فيما يلي : الوظيفية في التكامل و الاندماج[url=#_ftn6][6][/url] ،ما بعد الحداثة ،التيارات النسوية، و مقترب المجتمع الدولي ، و التي هي موضوع الاهتمام هنا بما أن بيرتون يعد من رواد هذا المقترب إضافة إلى مفكرين عدة منهم:

Timothy Dunne[url=#_ftn7][7][/url] . H.bull ، M.Whight. Kalevi J Holsti. Johan Ruqqies. James Mayal. E Kant .B Buzan .Johnie Kissolewski.[url=#_ftn8][8][/url]

يفترض أصحاب هذه المدرسة أن الدول تشكل مجتمعا ، على أسس أن هذه الدول و بفضل تعاونها تحكمها مؤسسات و قواعد تنظيمية مشتركة[url=#_ftn9][9][/url] وثقافة عالمية تلعب دورا محوريا في بناء المجتمع الدولي[url=#_ftn10][10][/url]هذه الثقافة و القيم العالمية المشتركة ،ترجمها أصحاب هذه المدرسة في نظرية الرأي العام العالمي [url=#_ftn11][11][/url] فحيث يتقاسم كل البشر نفس الترتيب في سلم القيم لديهم ،فنظرتهم للظواهر الدولية ستكون موحدة كنتيجة حتمية.

تسعى هذه المدرسة إلى ابتكار وسائل جديدة لتنمية المجتمع الدولي ،لذا هي تعمل على تفسير هيكل المجتمع الدولي، كآلية لدعم العلاقات بين الوحدات في هذا المجتمع الدولي ،لذا فقيام و مدى نجاح أو فشل فكرة المجتمع الدولي تعود بالدرجة الأولى إلى الدول و الوحدات المشكلة له، وينعكس ذلك في فكرة الإتصال بين هذه الوحدات[url=#_ftn12][12][/url].

يرى هيدلي بول أن المدرسة الانجليزية تضم تيارين أساسين هما:

*التعدديين:يرون أن الاختلافات اللغوية و الدينية و العرقية و السياسية بين البشر تكون محمية و مضمونة أكثر بين داخل مجتمع دولي أكثر منه داخل الدولة، حيث قد تقصي هذه الأخيرة أحد هذه المجموعات من التعبير عن خصوصيتها.

تأثر التعدد يون بأفكار مورغانثو أب الواقعية السياسية ،وكذا بأعمال رينولد نيبور و جورج كينان.

[rtl] *التضامنيين:يرون أن من أهم مهمات المجتمع الدولي ، هو توفير الأرضية الخصبة لترسيخ حقوق الإنسان والعمل بها ، و إن كان ذلك في مواجهة الدولة التي ترفض و أحيانا تنتهك بعض الحقوق التي تراها تتعارض مع مقومات سيادتها ، و عليه يكون التدخل في هذه الدول أمرا ضروريا.لذا صنف أغلب المهتمين بالتدخل الإنساني في هزا التيار من المدرسة الانجليزية ،و من أهم التضامنيين:[/rtl]

[rtl]Saving Straingers - Niccholas Wheeler – Timothy Dunne. [/rtl]

[rtl] أخذ رواد هذا الاتجاه بأفكار الواقعية الجديدة ل كنيث والتز ومن النظرية البنائية لألكسندر ونت وكذا من النظريات النقدية وما بعد البنيوية لمايكل فوكو [url=#_ftn13][13][/url] [/rtl]
[rtl] [/rtl]

الفصل الثاني :الإسهامات الأكاديمية ل جون بيرتون:

[rtl] المبحث الاول: نموذج شبكة العنكبوت COBWEB Model : [/rtl]

يعد بيرتون من المشاركين في تطوير أطروحة المجتمع الدولي فقد جاء في مؤلفه المجتمع الدولي 1972 انه لم يعد من المناسب استعمال تسمية العلاقات الدولية ، على مجمل التفاعلات و الظواهر و السلوكيات التي تمس النسق الدولي ، لأنها لا تدل إلا على علاقات ما بين الوحدات السياسية المستقلة فحسب ، أما مفهوم المجتمع الدولي فهو قائم على الاختلافات في العادات و التقاليد و الرموز و المؤسسات، كل هذه المتغيرات مهمة في تحديد تفاعلات الدول ، هذا إضافة إلى مؤسسات أخرى غير رسمية ، لكنها فاعلة و مؤثرة على مستوى النسق الدولي [url=#_ftn14][14][/url]،إن هذه الفكرة أو بالأحرى التوجه استقاه بيرتون من الواقع الدولي ، حيث لاحظ أن تسيير الساحة الدولية لم تبقى حكرا على الوحدات السياسية فحسب ، حيث دخلت في المعادلة الدولية فواعل أخرى و زادت أهمية ظواهر و متغيرات كالثقافات و الأعراق واللغات والمعتقدات ، في التأثير على سلوكيات الدول و مختلف الفواعل الأخرى.

هذه الفكرة كانت خلافا لما ذهب إليه أرنولد ولفرز ، أحد منظري المدرسة الواقعية في تصويره لفواعل السياسة الدولية من خلال نموذج كرات البليارد [url=#_ftn15][15][/url]،حيث يشبه ولفرز تحركات الوحدات السياسية ، بحركة كرات البليارد ، و ذلك لإثبات مسلمة مركزية الدولة حيث افترض أن السياسية وحدات متساوية من حيث الوظائف ،و مفلوقة لا يتأثر سلوكها بالفواعل الفرعية التي ما دونها ، لأنها متحكمة في كل المتغيرات التي تحدث داخلها . و قد علق بيرتون على هذه الأطروحة بقوله ، أن نموذج البليارد كان ناجحا في حقبة الدولة- المدينة التي كان يسيرها أمراء إقطاعيون ، حيث كانت الدول منفصلة عن بعضها ، و كانت المفاوضات من شأن الأمراء وحدهم ، و كان الشأن العسكري هو الاهتمام المركزي للأمراء ، لكن لا تمكن الأخذ بهذا الأنموذج اليوم ،لأنه يقصي جانبا كبيرا من السلوكات ، و التفاعلات العابرة للحدود بين فواعل من غير الدولة ، وهي اليوم –زمن كتابة المؤلف 1972- صارت أكثر أهمية و أكبر حجما [url=#_ftn16][16][/url].

ورغم أن الحدود الإقليمية للدول مهمة لكنها نوع واحد من حدود عدة ، وكلها تؤثر على المجتمع العالمي ،هناك على سبيل المثال الحدود المحلية لبعض المدن و المقاطعات التي تحتوي على نسمة سكانية أكبر من دول كاملة،وهناك حدود تضم عدة دول ، مثل السوق الأوروبية المشتركة ، وهناك حدود غير جغرافية ، قائمة على أساس وظيفي ، و هي الحدود التي تفصل عمل منظمة دولية معينة عن حدود عمل منظمة دولية أخرى .

إذا الخريطة الجغرافية المعهودة للعالم لا يمكنها أن تبين لنا كل هذه الحدود، و تبعا لذلك لا يمكن أن تبين لنا صورة المجتمع العالمي ،لأن هذا الأخير قائم على كل هذه الحدود ، لان دراسة المجتمع العالمي قائمة على التحليل عكس دراسات العلاقات الدولية التي تقوم على الوصف [url=#_ftn17][17][/url]و من ثم السطحية بسبب تركيزها على العلاقات و السلوكات الحاصلة ما بين الدول فحسب ، لذا وجب تكييف دراسة العلاقات الدولية مع الواقع الذي تحكمه فواعل و كيانات أخرى ، كالأمم و الشعوب و التحالفات والتنظيمات الدولية و المنظمات الثقافية و الدينية و غيرها ، إضافة إلى جوانب أخرى ،كالإهتمام بالجانب البشري (كالبعد الإنساني و أهميته في بعض الظواهر الدولية)[url=#_ftn18][18][/url]

[rtl]      إن ظاهرة العولمة و ما أفرزته من انعكاسات على مستوى الفواعل من جهة ، و على مستوى كل ميدان من الميادين العالمية، حيث أنتجت العولمة سوقا عالمية واحدة ، مما جعل المنافسة عالمية و شاملةإضافة إلى التنظيمات الاجتماعية الجديدة التي أفرزتها الدولة الأمة[url=#_ftn19][19][/url]،إلى جانب ما أفرزته التطورات الحاصلة في مجال التكنولوجيا و وسائل الاتصال ، كل هده العوامل و غيرها قادت نظام العلاقات القديم نحو الاندثار ، ليحل محله نسيج متشابك من العلاقات ، شكل لنا مجتمعا دوليا قائم على التبادلات التجارية و الثقافية والفكرية و تشابك الاتصالات ، إضافة الى العلاقات السياسية بين الدول.[url=#_ftn20][20][/url] [/rtl]
[rtl]   على أساس هذه التغيرات التي مست المجتمع الدولي (كما يسميه رواد المدرسة الانجليزية ، عكس الواقعيين الذين يطلقون عليها العلاقات الدولية أو السياسة الدولية)شبه جون بيرتون السلوكات و الظواهر و التفاعلات الحاصلة على المستوى العالمي ب : شبكة العنكبوت حيث يرتبط كل فاعل بالفواعل الأخرى بواسطة خيوط ، تمثل التفاعل بينه و بين الفواعل الأخرى و يعتقد بيرتون أن نموذج الشبكة يساعد على فهم أوضح للتعددية و التعقيد الذي يميز التعاملات العابرة للحدود الإقليمية للدول ، لا سيما و أن النسق الدولي يمثل شبكة معقدة من التفاعلات عبر عدة مجالات و مستويات مما يجعل جل الظواهر و السلوكات عالمية بالدرجة الأولى ، و كل هذا ما هو إلا دليل واقعي يوضح ضعف أداء الدولة لوظائفها الأساسية [url=#_ftn21][21][/url] يرى بيرتون أن كل خيط من خيوط الشبكة التبادلية ناتج عن حاجة معينة ، تحددها تفاعلات الأفكار ، حيث يؤدي كل خيط وظيفة محددة، حسب علاقة الفرد بالدولة من جهة ، و علاقة الدولة بالمجتمع الدولي من جهة أخرى و تكمن قيمة هذا التشابك عند نقاط التقاء خيوط هذه الشبكة.[/rtl]
[rtl]هذا ماعبرعنه بيرتون باعتقاده أن الخريطة العادية التي نملكها غير صالحة لتحليل صورة المجتمع الدولي ن ما نحتاجه هو خريطة مفاهيمية ، مشكلة من عدد كبير من الخرائط المتطابقة ، كل واحدة تصور لنا حدود و خطوط ظاهرة محددة ، و بمطابقة كل هذه الخرائط نحصل على خريطة مفاهيمية تحليلية للسلوكات والتفاعلات العالمية .[url=#_ftn22][22][/url]   [/rtl]

ما يمكن أن يعيب هذه الأفكار أنها لم تمس أجزاء أخرى من العالم كانت آنذاك مهتمة بقضايا محلية أولى من الإهتمام بمشاركتها و دخولها معترك الساحة العالمية ، كقضايا الشرعية و التكامل ، و أشكال نموذج التنمية الواجب إتباعه ، مما جعلها في موضع المتفرج فقط على شبكة بيرتون العنكبوتية ، لكن رغم هذا نجحت نمادج بيرتون التحليلية في العديد من الحالات و الظواهر الدولية ، حيث يميز عالم اليوم نسيج متشابك من العلاقات بين فواعل متعددة من غير الدول ، إضافة الى الدول. و بهذا تكون نظرية بيرتون حول شبكة العنكبوت قد توفرت على أحد عناصر شروط نجاح النظرية و هو التنبؤ ، رغم أن النظرية في العلوم الاجتماعية تبقى قيد الزمن والمتغيرات التي يحملها في كل مرة.

[rtl]    المبحث الثاني: نظرية حل النزاعات الدولية: [/rtl]
[rtl]      يرى جون بيرتون أن جوهر العلاقات الدولية بين جماعات من البشرلا تحكمهم سلطة عليا واحدة. و أهم أهداف دراسة المجتمع الدولي هو تحليل و فهم طرق و وسائل حل النزاعات.[url=#_ftn23][23][/url][/rtl]
[rtl]    و يرى أن فكرة التبادل التي تميز المجتمع الدولي، هي المقياس الأساسي للتحليل لأن التبادل هو الذي يحقق الحاجات الأساسية الخاصة بالأفراد: كالمساواة، السعادة، العدالة الاجتماعية، الهوية و غيرها.[url=#_ftn24][24][/url][/rtl]

و هنا يتساءل بيرتون : هل تلازم النزاعات على كل المستويات الاجتماعية العنف الذي يمارسه الإنسان ؟أو تعود إلى تصاعد مؤسسات اجتماعية غير رسمية و قيم لم تعد تساير الحاجات الإنسانية ، و صار لزاما أن تتكيف هذه المؤسسات مع هذه الحاجات ، و منه يفترض بيرتون أن العنف ظاهرة ملازمة لعدم نجاعة المؤسسات و القيم الاجتماعية لحاجات الإنسان، و مضمون الحاجات الإنسانية عند بيرتون لا تقتصر على المسكن و المأكل بل تتعداها الى الهوية و الاعتراف به كمواطن و فرد ، وهما عنصران مهمان لتطور الفرد و أمنه في مجتمعه و غياب هذين العنصرين يقود بالضرورة الى حروب أهلية و العنف الأسري و العصابات و الآفات الإجتماعية.ولتفادي هذه التوترات لابد من دمج الفرد في مجتمعه وهذا من اختصاص علماء الاجتماع والنفس ، لذا ففشل هؤلاء في حل هذه المعضلة جعل هذا الاختصاص ضمن دائرة المختصين في حل النزاعات.[url=#_ftn25][25][/url]

رغم أنه يرى أن النزاع ظاهرة اجتماعية كما يراه عاملا أساسيا خلاقا في العلاقات الإنسانية فهو عامل تغيير حيث بواسطته يتم إرساء القيم الاجتماعية و العدل و التنمية الشخصية.

و يرى بيرتون أن للنزاع عدة مستويات فهناك نزاع بين الأفراد ومجتمعهم ، بين أصحاب الامتيازات و المحرومين منها ، بين المسيرين والمسيرون ، و بين هؤلاء الذين يتبنون إيديولوجيات مختلفة، و كل هذه النزاعات تشكل تحديا لمؤسسات الدولة .

كما يعتقد بيرتون أنه من الصعب بمكان إنهاء النزاع نهائيا ، لذا وجب التفكير في وسائل للتقليل من آثاره ، و ليس العنف ذا قيمة في هذا المجال ،

ولا الإعتماد على المرجعيات التقليدية للمجتمع ، بل هذه العوامل كلها تجذر النزاع أكثر[url=#_ftn26][26][/url].

فرق جون بيرتون بين إدارة النزاع و تسويته و حله حيث تعني

إدارة النزاع: الحد من النزاع عند حد معين.-

- تسوية النزاع: التعامل مع النزاع في ظل أطر قانونية و التي يمكن فرضها.

-حل النزاع: يعني إنهاء جذري لمحركات النزاع ، وذلك بالتوصل الى أرضية مشتركة بين أطراف النزاع[url=#_ftn27][27][/url].

اشتغل بيرتون بعدة مراكز مختصة في حل و تحليل النزاعات الدولية ، و قد صنفت أعماله في إطار النزاعات الدولية في سياق مقاربات الاحتياجات الإنسانية لتحليل النزاعات الدولية ،حيث تقوم هذه المقاربات على تحاليل مجتمعية داخلية للنزاعات الدولية ،حيث ترجع جذور النزاع الى سوء تعاطي الدول مع شعوبها ، لاسيما فيما يخص توزيع الثروة عليهم مما يقودهم إلى التعبير عن عدم رضاهم عن الوضع بوسائل عنيفة.

إن مقاربة الاحتياجات الإنسانية تعد من أهم ما صيغ في تحليل النزاعات الدولية، و ذلك لأنها لازالت صالحة لتحليل ظاهرة النزاعات الدولية في عالمنا المعاصر.

$جون بيرتون ونظرية الصراع C:\Users\Salim\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip_image004$

إن المفكر المبدع حي بإبداعه ، و إنجازاته الفكرية ، لاسيما إذا اتسمت أفكاره بقدرة تحليلية ممتدة على فترة زمنية معتبرة ، مما يضفي عليها درجة كبيرة من المصداقية ، و الواقع هذا ما تميزت به أفكار بيرتون الذي قدم أطرا تحليلية وصفت العالم ثم جزأته و حللت أسباب تموضعه على هذه الطريقة ، حيث لم يتقيد بيرتون بأحد الأطر السائدة آنذاك حيث يمكن تصنيف دراساته ما بين الليبرالية و الواقعية .

هو ليبيرالي لاعتماده على مستوى الفرد كأحد مستويات التحليل التي وظفها في دراساته مثل مقاربة الاحتياجات الإنسانية ، و كذلك لتسليمه بفكرة تعددية الفواعل ، حيث اعتمدها في تعريفه للمجتمع العالمي ، حيث لا تقتصر تشكيلة هذا الأخير على الدول فقط.

كما يمكن أن نعتبره واقعيا لافتراضه أن من شروط قيام مجتمع عالمي لا بد أن تتقاسم الدول مجموعة من المصالح و القيم ، من هنا تنبع أهمية الدولة كمستوى تحليل أساسي ينطلق منه في سياق تحقيقه للمجتمع العالمي ، لقد نشأ بيرتون نشأة دينية بروتستانتية حيث كان والده من كبار المبشرين ، لذا اهتم بيرتون بمستوى تحليل الفرد في تحليل النزاعات الدولية ،حيث اعتقد أن عدم حصول الأفراد على حاجاتهم الأساسية هو الدافع المحرك لحدوث نزاعات دولية . و هذا هو التأكيد الواضح على أن المفكر ابن بيئته، يتأثر بكافة عناصرها ، من أصغر وحدة فيها – الأسرة- إلى أكبرها .

لكن يمكن أن ننظر لقضية ارتباط المفكر بالبيئة التي نشأ فيها ، من منظار إيجابي ، حيث يسخر الفرد فكره لخدمة هذه البيئة ، فالإنسان في النهاية مجموعة تصورات و أفكار و سلم قيمي يحكم به على الآخرين.

$جون بيرتون ونظرية الصراع C:\Users\Salim\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip_image005$

باللغة العربية:

الكتب

1-جون بيليس و ستيف سميث :ًعولمة السياسة العالمية"،ترجمة:مركز الخليج للأبحاث ( الإمارات العربية المتحدة : مركز الخليج للأبحاث، ط1 ، 2004 ) .

2 - ألكسندر ونت:النظرية الاجتماعية السياسة الدولية،ترجمة:عبد الله جابر صالح العتبى ( المملكة العربية السعودية:جامعة الملك سعود،2006 ) .

3 – جهاد عودة:النظام الدولي الجديد:نظريات و إشكالات، ( مصر: دار الهدى للنشر و التوزيع، ط1، 2005).

الإنترنت:

4- شرين حامد فهمي :" نظرية حل الصراعات الدولية" http://www.islamonline.net/arabic/politics/2005/01/article011.shtml /9/12/2007

باللغة الأجنبية:

Les ouvrages.
5-- James Rosenau:"Global Transformations"(UK policy press 1999) .
6- John BURTON: ″World Society″﴾london combredge university press 1972) .
7- Jean J Roche « theories des relations internationales(Paris ;Montchrestien ;5 ed ;2004)
Articles d internet
-8« John Burton: conflict resolution:The human dimensions »
   ≤ http:// www.gmu.edu/departments/icar/ 11/12/2007≥.
9-Dario Battistella″l′apport de Karl Deutsh a la theorie des relations international″ ‹ http://www.cairn.info/article-p.php /9/12/2007›.
10--"JOHN W Burton״
≤   http://en.wikipedia.org/wiki/john_w_burton   /9/12/2007≥

11-″ English school of international relations theory ″
http://en.wikipedia.org/wiki/englishe_school_of_international_relations_theory /25/5/2008>
12-″Global opinion theory and the englishe school of international relations″
< [url=http://www.allacademic.com/meta/P- mla_apa_research_catation/0/7/2/3/8/p72389_index.html]http://www.allacademic.com/meta/P- mla_apa_research_catation/0/7/2/3/8/p72389_index.html[/url] /25/5/2008>
13-"papers on John Burton"
   ≥ http://furbo.gmu.edu/sca/vifgmooo1o.xml   /10/12/2007 ≥

[rtl][url=#_ftnref1][/url]-1الجماعة التبشيرية التي ينتمي إليها والد بيرتون تعود بداياتها الى النشاط الذي قام به جون ويسلي في القرن 18 م. و تسمى باالفرنسية méthodiste ministre    . [/rtl]
[url=#_ftnref2][2][/url]- ״JOHN W Burton״ ≤ http: http://en.wikipedia.org/wiki/john_w_burton /9/12/2007≥
[url=#_ftnref3][3][/url]-« John Burton: conflict resolution:The human dimensions »
   ≤ http:// www.gmu.edu/departments/icar/ 11/12/2007≥.
[url=#_ftnref4][4][/url]-"papers on John Burton"
   ≥ http://furbo.gmu.edu/sca/vifgmooo1o.xml   /10/12/2007 ≥

[url=#_ftnref5][5][/url] -״John W Burton״ ≤ http://en.wikipedia.org/wiki/john_w_burton /9/12/2007≥
[url=#_ftnref6][6][/url]- ″ English school of international relations theory ″
[url=#_ftnref7][/url]
[url=#_ftnref8][/url]≤ http://en.wikipedia.org/wiki/englishe_school_of_international_relations_theory /25/5/2008>

[url=#_ftnref9][/url]2. ألكسندر ونت:النظرية الاجتماعية السياسة الدولية،ترجمة:عبد الله جابر صالح العتبى ( المملكة العربية السعودية:جامعة الملك سعود،2006 ) ،ص.51

[url=#_ftnref10][/url]3 – جهاد عودة:النظام الدولي الجديد:نظريات و إشكالات، ( مصر: دار الهدى للنشر و التوزيع، ط1، 2005)، ص.137 .

4- ″ English school of international relations theory ″
≤ http://en.wikipedia.org/wiki/englishe_school_of_international_relations_theory /25/5/2008>

5 - ألكسندر ونت ،مرجع سبق ذكره،ص51 .

[url=#_ftnref11][/url]6- ″Global opinion theory and the englishe school of international relations″
< [url=http://www.allacademic.com/meta/P- mla_apa_research_catation/0/7/2/3/8/p72389_index.html]http://www.allacademic.com/meta/P- mla_apa_research_catation/0/7/2/3/8/p72389_index.html[/url] /25/5/2008>

[url=#_ftnref12][/url]- جهاد عودة،،مرجع سبق ذكره، ص.1371

[url=#_ftnref13][/url]1-"JOHN W Burton״
≤ http://en.wikipedia.org/wiki/john_w_burton /9/12/2007≥

[url=#_ftnref14][14][/url] - John BURTON: ″World Society″﴾london combredge university press 1972) p. 32.
[rtl][url=#_ftnref15][/url]2- جاء نموذج كرات البليارد لوولفرز في كتابه: The actors in international politics [/rtl]

[url=#_ftnref16][16][/url] - Dario Battistella″l′apport de Karl Deutsh a la theorie des relations international″ ‹ http://www.cairn.info/article-p.php /9/12/2007›.
[url=#_ftnref17][17][/url] - John Burton; op-cit ;p34.

[url=#_ftnref18][/url]1 - جهاد عودة، مرجع سبق ذكره، ص 141 .142

[url=#_ftnref19][/url]2-James Rosenau:"Global Transformations"(UK policy press 1999) p 3.

[url=#_ftnref20][/url]3-جون بييس و ستيف سميث :ًعولمة السياسة العالمية،ترجمة:مركز الخليج للأبحاث ( الإمارات العربية المتحدة : مركز الخليج للأبحاث، ط1 ، 2004 ) ص12.16 .

[url=#_ftnref21][21][/url] -Jean J Roche « teories des relations internationales (paris ; montchrestien ; 5 ed ; 2004) p 113.
[url=#_ftnref22][22][/url] -- John Burton; op-cit ;p34.
[url=#_ftnref23][/url]1- John Burton. P 137.
[url=#_ftnref24][24][/url]- J.J Roche .op-cit.p 114.

[url=#_ftnref25][/url]3- شرين حامد فهمي :" نظرية حل الصراعات الدولية" < http://www.islamonline.net/arabic/politics/2005/01/article011.shtml /9/12/2007 >

[url=#_ftnref26][26][/url]- John Burton, OP.CIT.p 137.
[url=#_ftnref27][27][/url]-« John Burton: conflict resolution:The human dimensions »
≤ http:// www.gmu.edu/departments/icar/ 11/12/2007≥.

» الولايات المتحدة ونظرية حتمية التوسع
» نظرية الحق الإلهي ونظرية العقد الاجتماعي -دراسة مقارنة-
» كشمير نصف قرن من الصراع
» إدارة الصراع ..
» المادية الجدلية