الصراعات الإثنية -المفهوم والأسباب ومقاربات الحل-
الكاتب الاستاذ:بشير شايب جامعة قاصدي مرباح الجزائر
الجمعة, 19 أبريل 2013 14:43
العلاقة بين الأقلية والأغلبية تحكمها عوامل نفسية وأخرى تاريخية ،وكما رأينا في المبحث الأول فإن السلوكات التي تنتهجها كل مجموعة تجاه المجموعة الأخرى هي سلوكات تحكمها وتوجهها الأهداف النهائية لكل مجموعة ،بما يتلاءم مع مصالحها الحيوية ،وذلك على مستويين إثنين:
أولهما هو الإختلاف الطبيعي بين مجموعتين على الأقل والذي ينجم عن تضارب الرؤى ووجهات النظر حول موضوع معين أو مسالة ما ،وكل فشل في إيجاد أرضية للتفاهم والتوافق وقبول العيش المشترك يحول الإختلاف البسيط إلى صراع يقوده الطرفان دفاعا عن وجهة نظرهم ومصالحهم.
وثانيهما هو الأزمة التي تشكل مرحلة متقدمة من الصراع بين مختلف المجموعات الأثنية ويأخذ الصراع في هذه المرحلة شكل النزاع بين مختلف الجماعات ،مما يؤدي إلى بروز تهديد جدي لكيانهم وبنيانهم الإجتماعي ([1]).
المطلب الأول :تعريف الصراع
-الصراع كلمة أصلهامشتق من الكلمة اليونانية conligère وتعني الكفاح معا أو التصارع معا strike together ([2]).
-والصراع في اللغة العربية مشتق من الصرع أو الطرح بالأرض ومنه صرعه صرعا ،فهو مصروع أو صريع،ونقول مصارع القوم أي حيث قتلوا ([3]).
-والصراع اصطلاحا يعني الوضعية التي يتواجد فيها طرفان على الأقل في حالة اختلاف وعدم تفاهم أو تضارب في الرؤى والمصالح حول قضية ما ([4]).
-ويعرف أيضا على أنه حالة تلاقي عنصرين أو عاطفتين في حالة تعارض أو تضاد ([5]).
ويعرف الصراع أيضا على أنه حالة من الخصومة وهذا التعريف واسع بالقدر الذي يمكنه احتواء معنى النزاع والحرب كذلك ([6])،ويعرفة معجم le petit Larousse (1979) على أنه تعارض مصالح بين دولتين أو أكثر ،وحيث لا يتم الوصول إلى حل إلا باستعمال العنف ،أو التفاوض أو تدخل طرف ثالث،كالأمم المتحدة مثلا عبر الوساطة أو التحكيم أو اللجوء إلى المحكمة الدولية ([7]).
- ويعرف الصراع أيضا على أنه تعارض بين مجموعتين أو أكثر حول حيازة مصالح ناذرة أو تكريس قيم معينة ([8]).
الفرع الأول :مرتكزات الصراع
يرتكز الصراع على مجموعة من المحددات هي :
أولا :ظاهرة تعارض المصالح
من وجهة النظر هاته فإن الصراع يتميز بإعتداء أحد الطرفين على الآخر على أن يكون هذا الإعتداء ذو مفهوم قانوني يمكن معالجته عبر المحاكم أو قيام أحد الطرفين بإعلان الحرب على الطرف الآخر وهذا وجه من أوجه الصراع)[9](.
ثانيا :تدخل دولة ما كطرف
وهذا العامل يلغي الصراعات التي تنشأ بين الأفراد ،والتي يمكن معالجتها بواسطة القضاء العادي ،ويدخل الدولة كطرف من أطراف الصراع ، ومن هنا جاءت الحاجة إلى إدراج حدة وشكل الصراع الذي يستدعي تدخل الدول فيه أي أن يهدد الصراع مصالح مادية أو معنوية لأطراف خارجية سواء كانت دولا أو منظمات حكومية أو منظمات غير حكومية ،أو وسائل الإعلام ،فالصراع هنا يتجاوز كونه حالة تعارض بين مجموعتين أو أكثر ،إلى كونه محل اهتمام خارجي لأن الصراعات غالبا لا تتفجر إلا عند النقطة التي يبلغ فيها الإختلاف والتعارض مرحلة استنفاذ كل وسائل وأساليب التسوية والتوافق،ومنه وجب استبعاد الخلافات ذات الصبغة الإقتصادية لأنها تحل وديا وفي السر في غالب الأحيان)[10](.
ثالثا:يجب أن يرتكز الصراع على عامل محدد
ويقصد بالعامل المحدد ذلك العنصر الذي يحدد طبيعة الصراع ويقوده ويؤججه ،فمثلا صراع سياسي بين قوى سياسية مختلفة ،أو مطالب إجتماعية لنقابات وتنظيمات مهنية وهي الحالات التي لا يلجأ فيها إلى العنف)[11](.
الفرع الثاني:الصراع والمفاهيم المشابهة
إلى جانب الصراع كمصطلح والذي يراه العالم الأمريكي William zertman على أنه المحطة الأولى للأزمة ،بينما يرى في النزاع مجموعة عوامل إختلاف وتعارض في المصالح تبرر اللجوء إلى العنف )[12](.تبرز المفاهيم التالية :
1-الأزمة crisis:وهي مواجهة بين أطراف مسلحة ومعبأة قد تصل حد الصدام الظرفي ،وهي مرحلة ما قبل انهيار القانون والحكم ونشوب الحروب الأهلية )[13](.
2-الحرب war :وهي مواجهة مسلحة شاملة كثيفة أو قليلة الكثافة بين مجموعات متعارضة المصالح ،قد تأخذ شكل الحرب على كل الجبهات أو على جبهة معينة أو شكل حرب العصابات)[14](.
الفرع الثالث:مفهوم الصراع الإثني
وهو الصراع الذي ينشأ بين مجموعتين إثنيتين أو أكثر ،ويجب في هذا المقام التفريق بين الصراع الإثني والذي تكون أحد محدداته عاملا إثنيا conflit ethnique وبين الصراع الذي تقحم فيه الإثنية كشكل من أشكال التعبئة والتجنيد لفائدة أحد الطرفين وعليه فالصراع الإثني يختلف عن الصراع الذي تقحم الإثنية فيه conflit ethnicisé )[15](.
المطلب الثاني:خصائص الصراعات الإثنية
الصراعات الإثنية هي ظواهر مركبة غير جامدة وهي في ديناميكية مستمرة وذلك راجع إلى تعدد خصائصها والعوامل المحددة لها.
الفرع الأول:العوامل المحددة للصراعات الإثنية
تتداخل عدة عوامل في تكوين وبلورت الصراعات الإثنية أهمها:
1-العوامل البنيويةsystemic causes structural conditions :وهي العوامل المرتبطة بظروف وبيئة المجموعات ،مثل نسبة النمو السكاني ،قلة الموارد الإقتصادية وتزايد التنافس بين المجموعات المختلفة على تلك الموارد،و إنهيار القيم والتقاليد ،وتفشي الفقر والحاجة والتهميش الديني والثقافي ،ولا تظهر نتائج حلول الصراعات على هذا الأساس إلا بعد فترة طويلة من اعتمادها ،لأن معالجة العوامل البنيوية من تحسين ظروف المعيشة وإنعاش الاقتصاد وإعادة الثقة في المنظومة القيمية يتطلب وقتا طويلا )[16](.
2 -العوامل الوسيطةintermédiaire causes:وهي مجموعة العوامل التي تؤدي إلى تحول العوامل البنيوية إلى ردود أفعال عنيفة ،مثل السياسات الحكومية التي تنتهج في مواجهة أزمة ما أو بعض البرامج الاقتصادية كخطط الإنعاش والتقشف وترشيد النفقات وتقليص عدد العمال ،أو تلك المشاكل المرتبطة بالتحرر السياسي من الهيمنة)[17](.
3-العوامل المباشرةimmédiate causes : وهي مجموعة التصرفات والسلوكات التي تؤدي إلى العنف وتفجره ،مثل القرارات الحكومية أو الإجراءات المتخذة بحق جماعة إثنية معينة ،مما يدفعها إلى العصيان والتمرد )[18](.
الفرع الثاني :الجماعات الإثنية والصراع
إذا كانت الصراعات الإثنية هي تعارض مقصود يؤدي إلى إقحام أفراد مجموعتين عرقيتين مختلفتين أو أغلبهم في عملية تنافس على الفوز بامتيازات أو تحقيق مصالح على حساب بعضهما البعض ،فإن الصراع هنا هو استعراض لعناصر القوة عند كل مجموعة ،على أمل أن تفوز إحدى المجموعتين على الأخرى ،وتحقق مصالحها في نهاية الأمر،ويجب أن يكون هناك على الأقل سبب ذو علاقة بتعريف الإثنية ويدخل في صميم الصراع كأن يكون عاملا دينيا أو لغويا أو عرقيا ،وإلا فإن الصراع لا يعدو أن يكون صراعا عاديا بين مجموعتين تتنازعان مجموعة مصالح ،وهنا وجب التركيز على بعض العناصر الأساسية التي تميز الصراع الإثني عن غيره من الصراعات ويمكن إجمالها في ست نقاط رئيسية .
1-الإعتراف المتبادل بين أطراف الصراع: ويعني أن أفراد كل جماعة يعترفون بشكل فردي أو جماعي بالهوية الإثنية التي تبرر وجود أفراد الجماعة الأخرى،مع الإقرار باختلافهما ([19]).
2-أن تكون المجموعات الإثنية في تفاعل دائم:لكي يكون هناك صراع من البديهي أن تكون المجموعات الإثنية المختلفة في تفاعل دائم منذ زمن طويل ،وهذا يعني أن هذه المجموعات تعايشت مع بعضها البعض لفترة طويلة ،وهذا يجعلنا نتجاهل الخلافات الظرفية على المقدرات والمصالح الاقتصادية في وقت نذرتها أو قلتها ،يمكن هنا أن نسوق مثال الصراع على مصادر المياه وقت الجفاف والقحط ،وهذا الصراع الظرفي لسبب لا يتعلق بالهوية الإثنية لجماعة ما لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتباره صراعا إثنيا ([20]).
3-التفريق بين المجموعة المعتدية وتلك التي وقع عليها الإعتداء:وهذا يعني أن نشوب الصراع يكون بقرار واعي ومقصود من طرف جماعة إثنية ،أي وجود نية مسبقة وإرادة للقيام بأعمال عدائية ضد الجماعة الأخرى،وهذا يؤدي إلى ظهور طرف معتدي وطرف معتدى عليه ،وهذا ما يساعد فيما بعد على الوصول إلى حلول للصراع([21]).
4-التعبئة الإثنية لغالبية أفراد الجماعة :ويعني ذلك مشاركة غالبية أفراد الجماعة الإثنية وانخراطهم في السلوكات والأفعال الموجهة ضد جماعة أخرى ،وهذه التعبئة أو المشاركة الجماعية في الصراع ،تساعدنا على التفريق بين النزاعات التي تنشأ بين الأفراد بصفتهم المجردة وبين الجماعة الإثنية بكل أفرادها([22]).
5-التعبئة الإثنية هي استعراض قوة كل جماعة:يجب أن يعبئ الصراع الإثني مجموع أفراد الجماعة الإثنية ،للتعبير على قوة المجموعة والتفاف أفرادها حول هويتهم وأهدافهم وإظهار نوع من التصميم والتلاحم والتكاثف في مواجهة أفراد الجماعة الأخرى )[23](.
6-أن يكون الصراع من أجل عنصر محدد لمفهوم الإثنية:وهذا عنصر أساسي للتفريق بين الصراع الإثني عن غيره من أنواع الصراعات ،وعلية يجب توفر عنصر الإحساس بالتهديد في جوهر الهوية الإثنية ووجود الجماعة المنضوية تحتها في وجودها)[24](.
الفرع الثالث: أسباب الصراعات الإثنية
تتفجر الصراعات الإثنية في بلد ما ّاذا توفرت مجموعة من الأسباب تغذي وتؤجج الصراع بين المجموعات الإثنية المختلفة ،هذه الأسباب المختلفة يرتبط بعضها بالبيئة الداخلية للجماعات وبعضها الآخر مرتبط بالتفاعلات مع الأطراف الخارجية سواء كانت جماعات إثنية أخرى أو نظاما سياسيا،ومن أهم هذه الأسباب :
1-الوضعية الموروثة عن الإستعمار:لقد قام الإستعمار قبل إنسحابه من الدول الأفريقية والآسيوية التي إحتلها لفترات طويلة برسم الحدود بين تلك الدول دون مراعات للتركيبة الإثنية ،كما قام بتسليم السلطة إلى نخب إثنية أقلية مما شكل أول سبب للصراع بين المجموعات العرقية المختلفة التي رأت في ذلك إجحاف في حقها ونوع من التواطؤ مع المستعمر إذ تحولت تلك النخب إلى ما يشبه مستعمر جديد )[25](.
2-سياسات التمييز:وهي من العوامل القوية التي تسبب الصراعات ،إذ تلجأ بعض الحكومات إلى نهج سياسة تمييزية بين مواطنيها والتفرقة بينهم على أساس الدين أو اللغة أو العرق ،والتضييق بالتالي عليهم في سوق العمل والوظائف الحكومية والانتماء إلى قوى الأمن ،كما تقوم بالتضييق عليهم في مجال المشاركة السياسية وإدارة الشأن العام ،وتعتبر جنوب أفريقيا إلى وقت قريب خير مثال على ذلك ،كما تعد دولة الإحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة نموذجا صارخا للتمييز بين اليهود الصهاينة وما يسمون بالأغيار في الأدبيات الصهيونية ويعني بهم العرب الفلسطنيين)[26](.
3-التدخل الأجنبي:منذ انهيار الإتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الباردة ،وظهور نظام دولي يقوم على الأحادية القطبية ،وعلى الرغم من أن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول هو مبدأ أممي إلا أن الأمر لم يعد كذلك ،ولم يعد مفهوم سيادة الدول على أراضيها وحقها في ممارسة سلطاتها بكل حرية ،وبدون أي تدخل خارجي متاحا ،نظرا لتزايد دور المنظمات الحكومية والغير حكومية ،وتزايد نفوذ وسطوة وسائل الإعلام في عملية صنع الرأي العام ،وظهور موجات الحرية والدمقرطة وحقوق الإنسان ،والمقصود بالتدخل الخارجي هنا ذلك التدخل من دولة ثالثة أو طرف ثالت ووقوفه إلى جانب أحد أطراف الصراع،ولا يكاد يخلو نزاع عرقي في عالم اليوم من تدخل طرف خارجي في أسبابه أو عوامل تأجيجه )[27](.
الفرع الرابع :مقاربات تفسير أسباب الصراعات الإثنية
يذهب الكثير من الدارسين للصراعات الإثنية إلى تقديم مقاربات تفسيرية لأسبابها تقوم على :
1-مفهوم البربرية الجديدة new barbarism :وفق هذا المنظور يعتبر الصراع والحرب شكل من أشكال البربرية والعادات القديمة ،وهو فعل غير راشد ولا معنى له ،إلا أن الكثير من الدارسين يرون في هذا تعميما لا يمكن اعتماده لأن جل الصراعات الإثنية ليست بهذا التوصيف )[28](.
2-نظريات إقتصاديات الحرب والمصالحthéorie economics of war :وينظر إلى الحرب من هذا المنظور على أنها إستجابة للأوضاع الإقتصادية المتدهورة وتعتبر تبعا لذلك عملا منطقيا مبررا على عكس المقاربة السابقة ،وتعد نظرية إقتصاديات الحرب المدخل الأمثل لتفسير الصراعات والحروب وإيجاد الحلول اللازمة لها،إذ يشكل فهم ومعرفة الظروف المحيطة بالحروب والصراعات جزءا من عملية فهم ديناميكياتها،وعليه فالحرب في هذه الحالة هي إستمرار للإقتصاد بوجه آخر )[29](.
3-النظم السياسية وعلاقة الحرب بالتدهور الإقتصادي:ويرى أنصار هذه المقاربة أن النظم السياسية في البلدان التي تعرف صراعات إثنية تتميز بالهشاشة وعدم التماسك ،مما يجعلها تبحث عن مساندين وأنصار لسياساتها وبرامجها ،وبذلك تتحول إلى منافس للجماعات المتناحرة على الموارد والسلطة ([30] ).
4-العولمةglobalisation approche:ويربط أصحاب هذا الإقتراب بين الحروب والصراعات من جهة وبين ظهور موجة العولمة ويرون في الحروب شكلا من أشكال مقاومة آثار العولمة على البنى السياسية والإقتصادية والثقافية ،مما أدى إلى إضعاف السلطة المركزية وتشتيت قواها ومقدراتها ،كما يرون في الحرب والصراع مسألة مصالح لا غير [31].
5-العوامل الإجتماعية والثقافية:وتعتبر الحروب والصراعات من خلال هذا المنظور ،إنعكاسا للعوامل التاريخية المحلية والعادات والطقوس الدينية [32].
6-تحليل السياسات المسببة للعنف المتوطن:ويرى أصحاب هذه المقاربة أن العوامل الداخلية هي المسؤولة عن تفجر الصراعات والحروب ،هذه العوامل المتوطنة لوقت طويل والتي تعكس حالات الفساد السياسي والإقتصادي ،ونهب خيرات الشعوب تجعل من عملية حل الصراع أمرا صعبا ،نظرا لصعوبة معالجة أسبابه المتوطنة ([33]).
المطلب الثالث: أنماط الصراعات الإثنية ونتائجها
الدارس للظاهرة الصراعية يلحظ أن للصراع دورة حياة ،ومراحل يمر بها صعودا إلى العنف والإقتتال وهبوطا إلى السلام والتعايش ،فالظاهرة الصراعية تتكون من ثلاث عناصر أساسية تتفاعل فيما بينها ،وهي الصراع والفاعلون والأهداف المتضاربة لهولاء الفاعلين ،ومنه تبدأ الظاهرة بالتوسع في المكان والزمان وقد تشمل أطراف أخرى بفعل عملية التأثير المتبادل على مسارات أخرى سواءا كانت سياسية أو إقتصادية ،أو بما تسببه من ضغوط على الفاعلين الآخرين ،مثل الدول التي تستقبل اللاجئين أو تلك التي تقدم معونات عدائية وتضمن رعاية صحية ،أو بهول نتائج الصراع في حد ذاته من ضحايا وخسائر وانتهاكات للقانون وحقوق الإنسان ،وينتقل الصراع من منذ تفجره إلى بلوغه مرحلة العنف بالمراحل التالية:
الفرع الأول:مراحل الظاهرة الصراعية
تمر الظاهرة الصراعية بثماني مراحل أساسية في دورة حياتها ،بدءا بتفجر الوضع الصراعي أو منذ بداية تبلور الإختلافات بينالمجموعات الإثنية حول مختلف المصالح والطموحات ،ومنذ اللحظة التي يعتبر كل طرف وجود الطرف الآخر على أنه عائقا له ومانعا ،يحول بينه وبين تحقيق تطلعاته المختلفة([34]) .
1-مرحلة التصلب Durcissement :وهي مرحلة تتميز بالتوتر واختلاف وجهات النظر مع تمسك كل طرف بآرائه،وفشل التوصل إلى حلولوسط.
2-مرحلة المناقشات والمجادلاتDébats et polémiques:اسقطاب في الأفكار والإرادات وبداية المناوشات اللفظية أو الحملات الإعلامية وكل أشكال العنف اللفظي الذي يعكس حالة التحامل المتبادلة.
3-مرحلة الإنتقال إلى الأفعال بدل الأقوالActions à la place des mots:وهي المرحلة الأخطر في تطور الصراع بين الأطراف ،إذ تبدأ الأعمال غير المسؤولة والإعتداءات والإستفزازات المتبادلة ،مما يسرع وتيرة التصعيد بين الطرفين .
4-مرحلة التصورات والتحالفاتFormation d’image et de coalitions:وهي مرحلة الربح والخسارة ،النصر أو الهزيمة ،فكل طرف يشحذ مناصريه ويقيم تحالفات من أجل تحقيق الإنتصار .
5-استيراتجية التهديد Stratégie de menaces:إظهار الإرادة على إستعمال العنف التدميري لإرغام الخصم على التراجع عن موقفه والقبول بالهزيمة.
6-مرحلة التدمير المحدود Actions limitées de destruction:الشعور بالحاجة إلى الأمن وإسترداد بعض الثقة بالأطراف التي تقود الفاعلين المنخرطين في الفعل الصراع ،يجعل من إمكانية الوصول إلى نقاط إتفاق لتخفيف حدة العنف بين الطرفين ممكنة.
7-مرحلة التفجر Eclatement:وهي مرحلة الدخول في عملية التدمير المتبادل لمقدرات أطراف الصراع وتجريدهم من مقومات القوة ،وذلك باستعمال كل الوسائل العنيفة الممكنة.
8-مرحلة التدمير المتبادل Ensemble dans la ruine:وهي المرحلة الأخطر في الصراع ،حيث يسلم كل طرف بإستحالة الحل إلا عن طريق تدمير الطرف الآخر.
الفرع الثاني :نتائج الصراعات الإثنية
تنتج عن الصراعات الإثنية بالإضافة إلى تدمير البنية الإقتصادية والسياسية والمؤسساتية للدولة والمجتمع ،والآثار النفسية على الأفراد ثلاث مشكلات رئيسية نجملها فيما يلي )[35](.
1-مشكلة اللاجئين: وتعتبر النتيجة المباشرة الأولى للصراعات ،إذ ينزح الآلاف من السكان من مناطق الصراعات نحو بلدان مجاورة ،مما يخلق ضغطا على تلك البلدان فيما يخص التكفل الغذائي والصحي وتوفير الحماية لهم ،بما يحفظ حياتهم .
2-مشكلة تجنيد الأطفال:تفاقمت ظاهرة تجنيد الأطفال والزج بهم في أتون الحروب والصراعات في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا ،نظرا للحاجة الملحة لعدد أكبر من المقاتلين أو لمجرد إستغلالهم كوقود لتلك الحروب والصراعات ،وقد بلغ عدد الأطفال المجندين في الحروب الأهلية الأفريقية سنة ألف وتسعمائة وثمانية وثمانون(1988 ) أزيد من مائتي ألف طفل (200000)،فيما وصل العدد سنة ألف وتسعمائة وخمسة وتسعون (1995) إلى ما يزيد عن ثلاث مائة ألف طفل مجند ،في الوقت ذاته يشكل الأطفال نصف عدد النازحين .
3-مشكلة إنهيار الدولة:ويقصد بإنهيار الدولة تعطل أجهزتها وتفككها وضعف سلطتها وعجزها على القيام بمهامها تجاه مواطنيها ،ويكون الإنهيار إما جزئيا مثل فقدان السيطرة على إقليم من الأقاليم أو إنهيارا كليا مع عجز أحد الأطراف المتصارعة على فرض سلطته .
المطلب الرابع :مقاربات حل الصراعات الإثنية
بقصد بإدارة الصراع مجموع السلوكات والأفعال التي يقوم بها طرف ثالث من أجل منع تفاقم الصراع إلى مستويات خطيرة ،ومحاولة الوصول إلى حل نهائي أي بلوغ حالة من السلم ،بين جميع أطراف الصراع ،وذلك حينما يتوافق الجميع حول ترتيبات معينة تتضمن إتفاقا يرضي جميع الأطراف ويضمن تحقيق جملة من المصالح والحاجيات الأساسية ،ولا يتعارض مع قيم أي طرف من أطراف الصراع ،مع ضمان ألا يتراجع أحد الأطراف عن إلتزاماته تجاه الطرف الآخر وإتجاه الإتفاق المبرم بينهما [36]،كما يجب أن يكون الإتفاق نزيها وعادلا ويحقق في النهاية حالة من السلم الدائم ،ويرتكز السلام بين أطراف الصراع على المقاربات التالية .
الفرع الأول:نظرية صنع السلامpeace maker théorie
وهي المسار الذي تستعمل فيه كل الوسائل السلمية للوصول إلى حالة من السلام بين طرفي الصراع،عن طريق المساعي الحميدة والتحقق والوساطة والمفاوضات والتحكيم ([37]).
الفرع الثاني :نظرية حفظ السلام
ويقصد بحفظ السلام كل العمليات والإجراءات الرامية إلى منع تفجر الصراع من جديد ،سواء من خلال المساعدات المقدمة لأطراف الصراع أو من خلال تدخل عسكري مباشر مع تقديم المساعدة الإنسانية ([38]).
الفرع الثالث :نظرية فرض السلام
يفرض السلام من خلال وجود طرف ثالث ممثلا في دولة أو مجموعة دول أول منظمة دولية ،له الرغبة في المحافظة على إستمرار حالة السلام بين الطرفين ،ويتمتع بالمصداقية والنزاهة ،ولديه الوسائل المادية والبشرية التي تؤهله لفرض السلام بين الطرفين ،وإلزامهما بإحترام الإتفاقيات المتوصل إليها ،ويجب أن يكون فارض السلام حياديا ([39]).
الفرع الرابع:المقاربة الأفريقية التقليدية
إذا كان الكثير من الدارسين لموضوع الصراعات والنزاعات قد ركزوا على المقاربات الحديثة لتحليلها وفهمها ومحاولة إيجاد أطر الحل الأمثل ،فقد إتجه آخرون إلى البحث في المقاربات التقليدية ،التي اعتمدت في كثير من المراحل التاريخية السابقة وأدت إلى حل الصراعات أو الحد من تفاقمها ،وتعرف تلك المقاربات بالتقليدية ،لأنها تعتمد على القيم المحلية وهرمية المجتمع ومستويات السلطة المعنوية للأعيان وكبار القوم،وتتجلى تلك المقاربات في الممارسات التي تؤدي إلى حل الصراعات ،ومن أهمها ([40]):
1-مكانة الكبار:حيث تقوم الشخصيات المهمة في كل جماعة بقيادة عملية التفاوض والوساطة والتحكيم أو اللجوء إلى التقاضي التقليدي ،ويكمن السر في نجاح مساعيهم على كون مصالحهم جزء من مصالح أطراف النزاع وبالتالي فالمحافظة عليها يتطلب بذل جهد أكبر في تحقيق السلام ،ويتمتع هؤلاء الكبار بسلطة ملاءمة أحكام الإتفاقيات المتوصل إليها مع نظام الجماعة،وذلك من خلال مجلس شيوخ أو ملوك أو أعيان،ومن هنا يرى البعض أن التعامل مع كبار القوم والنافذين أضمن للمحافظة على السلام وصنعه بدل ترك الأمور لعامة أفراد الجماعات التي تميل إلى الحلول العسكرية وإستعراض القوة ([41]).
2-الممثل أو الوكيل:قد تلجأ أطراف الصراع إلى تفويض شخص ثالث يسمى وكيلا ليقوم بمساعي لإحتواء النزاع والوصول إلى حالة توافقية بين الأطراف وهو ليس بالضرورة طرفا مسلحا ،وإنما يختار من الحكماء والشخصيات المشهورة والتي تتمتع بالإحترام والتقدير لدى الجماعات المحلية المتناحرة،ويقوم هذا الممثل أو الوكيل بمساعي جبر العلاقة بين الأفراد المنشقين وجماعتهم الأصلية أو بين الجماعات التي لجأت إلى الصدام العنيف بإستعمال السلاح ،وهذا ما يفسر إقحام الموظفين الدوليين السابقين والشخصيات السياسية المرموقة في حل الصراعات،مثل جيمي كارثر وكوفي عنان وسليم أحمد سليم ([42]).
3-المصاهرة والضيافة:ومن بين الآليات المعتمدة أيضا لحل الصراعات وفق المقاربة التقليدية الأفريقية ،نجد الزواج والمصاهرة بين أطراف النزاع وإقامة الولائم المشتركة ومجالس الفكاهة ،وهي إجراءات تساعد على رأب الصدع النفسي وإعادة الاعتبار للأطراف المتضررة علنيا في جو جماعي ،وهو ما يؤدي إلى إمكانية حل الصراعات بطرق أقل كلفة ([43]).
4-التفويض:ويعني أن تقوم كل جماعة من الجماعات المتصارعة بتعيين من ينوب عليها في عملية التفاوض والبحث عن الحلول المناسبة ،ويتحمل المفوضون كامل المسؤولية نيابة عن الأطراف التي فوضتهم،ويؤدي هذا غالبا إلى تلطيف الأجواء بين الأطراف المتصارعة ([44]).
5-الأمن الجماعي:وهذا يعني أن مسألة الأمن هي مسألة جماعية فليس هناك أمن خاص بجماعة دون جماعة أخرى ،وحاجة الجميع إلى الأمن تفرض التدخل لمنع تهديده ،وبالتالي يسارع الجميع وفق هذا المنظور إلى احتواء ومعالجة كل سلوك يصنف في خانة تهديد الأمن ([45]).
6-مبدأ أبسط يدك للآخر:تنتهي الحروب والصراعات في المجتمعات التقليدية عموما كما تنتهي غيرها في المجتمعات الحديثة مع بعض الخصوصيات ،وهي عبارة عن حكم أو مبادئ متوارثة منها :
-مبدأ أبسط يدك للآخرين وتعامل مع الآخرين كما تتعامل مع شؤونك وإهتم بمصالحه كما تهتم بمصالحك([46]).
الفرع الخامس :المقاربة الإقليمة
تلجأ الدولة أحيانا إلا إعتماد إستراتجية الفصل الجغرافي بين الجماعات الإثنية المتصارعة بغية السيطرة عليها والتحكم أكثر في الصراعات التي تنشب بينها ،وتعتبر هذه الإستراتجية من أهم مقاربات حل الصراعات الإثنية ،وتعني منح نوع من الإستقلالية والسلطة في تدبير وإدارة الشأن المحلي للجماعات الإثنية وفق تقسيم جغرافي يأخذ طابع الكميونات العرقية أو شكل الفدرالية ،بحيث تتمتع هذه الوحدات الفدرالية أو المقاطعات بشكل مصغر من السيادة على حيزها الجغرافي،مع تبيان الضوابط القانونية التي تحكم العلاقة بينها وبين السلطة المركزية ([47])،وقد إعتمدت هذه المقاربة في الولايات المتحدة من خلال إدارة مناطق الهنود الحمر ،وهي أقاليم لا تخضع لسلطة أي ولاية من الولايات الأمريكية وتتبع مباشرة السلطات المركزية الفدرالية في واشنطن ([48])،فإذا صادف أن تطابق التقسيم الجغرافي مع التواجد الإثني فإن ذلك يشكل مقاربة مثالية للتحكم في الصراع وحسن إدارته والسيطرة عليه ومنعه في كثير من الأحيان ،وتعتبر الهند من الدول الرائدة في إعتماد هذه المقاربة إذا إستثنينا مشكلة كشمير وإقليم البنجاب ،إلا أن دولا أخرى في أفريقيا مازالت تعاني مشكل الصراعات العرقية رغم إعتمادها الفدرالية كنظام لإدارة أقاليمها ،مثل الصومال وأثيوبيا ونيجيريا ،وهذا راجع إلى العلاقة بين الفدرالية و الإثنية والتي نجملها في فيما يلي([49]):
1-صعوبة تحقيق حدود واضحة وثابتة للأقاليم مما يضعنا أما نفس المشكلة في إطارها الإقليمي أي أقاليم متعددة عرقيا هي الأخرى.
2- عدم الوثوق في وجهة نظر الدولة في ترسيم حدود الجماعات الإثنية ،وشكل الصلاحيات الممنوحة لتلك الأقاليم .
3-صعوبة وضع معايير إنتماء للجماعة الإثنية لكون تلك المعايير شخصية ونفسية لا يقررها طرف ثالث ،كأن تقوم الدولة مثلا بالقول أن هؤلاء الأفراد ينتمون إلى تلك الجماعة أو غيرها ،فالمسألة معقدة بعض الشيء.
الفرع السادس :الديمقراطية التوافقية
تعتبر مقاربة هامة لإدارة الصراعات الإثنية ،وتقوم على التشارك في التمثيل السياسي واتخاذ القرارات سواء على مستوى الأقاليم أو على مستوى المركز ،وتقوم على مبدأ قبول التعددية مع ضمان الحقوق والحريات لكل الجماعات ،وللديمقراطية التوافقية أو التشاركية مجموعة من الخصائص أهمها ([50]):
- الحكم من خلال ائتلاف واسع من الزعماء السياسيين من كافة القطاعات الهامة في المجتمع التعددي.
-الفيتو المتبادل أو حكم الأغلبية المتراضية، لحماية إضافية لمصالح الأقلية الحيوية،ويعرف أيضا بالحق الدستوري في الإعتراض.
-النسبية كمعيار أساسي للتمثيل السياسي والتعيينات في مجالات الخدمة المدنية وتخصيص الأموال العامة.
- درجة عالية من الاستقلال لكل قطاع في إدارة شؤونه الداخلية الخاصة أو الإستقلال الذاتي لكل القطاعات .
إلا أن هذه المقاربة لايمكن أن تنجح دونما توفر بعض الشروط أهمها ([51]):
-ألا تسعى أي من الجماعات الإثنية إلى محاولة إحتواء أو إستيعاب الجماعات الأخرى لأن الصراع في مثل هاته الحالات سيكون صفريا.
-تبني رجال السياسة والقادة المحليين لفكرة الإلتزام بالإستقرار والمحافظة عليه للأجيال القادمة من غير الحاجة إلى قوة الدولة القاهرة.
-الإلتزام بثقافة الحكم الذاتي والإقرار بمزاياه المتعددة والتفطن للمتربصين المحليين والخارجيين الذين يحاولون التشويش على التوافق المحقق وفق هذه المقاربة ،وذلك بنشر الإتهامات بالعمالة والخيانة والإستسلام .
-[1] حسين درويش العادلي ،العراق ومناشء الصراع،الحوار المتمدن،العدد 401،12/02/2003،مقال على شبكة الأنترنات على الرابط:http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=5545
تاريخ التحديث:02/06/2011،الساعة 04:40
[2]-Oyadelapo babatunde durojaye,understanding conflicts and war ,course code :pcr271,National open university of nigeria,2010,p2
[3]-ابن منظور،"لسان العرب "،المجلد 3 ،طبعة يوسف الخياط،دار الجيل –دار لسان العرب،بيروت 1988 ،ص 430
[4]-Stefan wolff,ethnic conflict a global perspective,oxford universite press,2006,p2
[5] -Frediric dehais et Philip pasquier,conflit :vers une définition générique,onera-cert,sans date de publication ,p2
[6] -ibid,p7
[7] -Sidy sady ,la resolution des conflits en afrique,these de doctorat d’état en sciences politiques ,universite cheikh anta diop,dakar-senegal,2003,p7
[8]-ibid ,p7
[9]-ibid ,p8
[10]-ibid
[11]-ibid
[12]-قسم البحوث والدراسات،"أنواع الصراع ومفهومه"،الجزيرة نت،متوفر على الرابط:
http ://www.aljazeera.net/NR/exeres/9085D544-2D2D-475C-AC8C-6A6BA339F148.htm#5،تاريخ الزيارة 25/06/2011 ،على الساعة:15.35
[13]-نفس المرجع
[14]-نفس المرجع
[15]-Ghebali et Victor Yves,deplomacie preventive,political science II-ghebli- michael,genova,25/04/2006,p43
[16]-قسم البحوث والدراسات،أنواع الصراع ومفهومه،مرجع سابق
[17]-نفس المرجع
[18]-نفس المرجع
[19] - Jean Baptiste MBONABUCYA, ethnicité et conflit ethnique:approches theoriques en perspective de l’analyse du conflit des rwandais,memoire de licence en sociologie ,faculté des sciences economiques et sociales ,departement de sociologie,université de geneve.juillet 1998,p133
[20]-ibid,p134
[21]-ibid,p135
[22]-ibid
[23]-ibid,137
[24] -ibid,p138
[25]-وهدان وهدان ، "الصراعات العرقية والأمن القومي"،منتديات الحوار الجامعية السياسية،موقع الدكتور أحمدوهبان،www.ahmedwahban.com/aforum/viewtopic.php،تاريخ الزيارة :15/05/2011،الساعة 11.00
[26]-نفس المرجع
[27]-نفس المرجع
[28]-محمود أبو العينين،مرجع سابق،ص42
[29]-نفس المرجع ،ص43
[30]-نفس المرجع
[31]-نفس المرجع ،ص44
[32]-نفس المرجع ،ص45
-[33] -نفس المرجع السابق
[34] -Francine Simbare,Processus de résolution d’un conflit ethnico-politique. Le cas du Burundi,these de magistaire en philosophie,universite de wien,oct 2008,pp 18-19
-[35]عزو محمد عبد القادر،"أثر العوامل الداخلية والخارجية في عدم الإستقرار السياسي في أفريقيا"،الحوار المتمدن،العدد 2976،2008
[36]-محمود أبو العينين،مرجع سابق،ص60-61
[37]-نفس المرجع
[38]-نفس المرجع
[39]-نفس المرجع
[40]-نفس المرجع،ص48-49
[41]-نفس المرجع
[42]-نفس المرجع،ص49-50
[43]-نفس المرجع
[44]-نفس المرجع
[45]-نفس المرجع ،ص51
[46]-نفس المرجع
[47]-Tsegaye Regassa,federalism as a tool of conflicts management in Ethiopia-an overview,mizan law revue,vol 4 N°1,march 2010
[48] -Paul A Arnold,comment les etats-unis sont gouvernés,braddok communication,2004,p6
[49]-محمود أبو العينين،مرجع سابق،ص92-93
[50]-نفس المرجع،ص96-101
[51]-نفس المرجع،ص101