منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» المحاضرة الثالثة لمادة تاريخ الفكر السياسي
الخلفية التاريخية للصحراء الغربية Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء أكتوبر 09, 2024 8:21 am

» المحاضرة الثانية لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
الخلفية التاريخية للصحراء الغربية Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:37 pm

» المحاضرة الأولى لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
الخلفية التاريخية للصحراء الغربية Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:29 pm

» برنامج محاضرات الفكر السياسي 1
الخلفية التاريخية للصحراء الغربية Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:24 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
الخلفية التاريخية للصحراء الغربية Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:25 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي ماي 2024
الخلفية التاريخية للصحراء الغربية Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:19 am

» امتحان مادة علم الاجتماع السياسي ماي 2024م
الخلفية التاريخية للصحراء الغربية Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء مايو 15, 2024 9:33 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
الخلفية التاريخية للصحراء الغربية Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
الخلفية التاريخية للصحراء الغربية Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
الخلفية التاريخية للصحراء الغربية Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 الخلفية التاريخية للصحراء الغربية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الخلفية التاريخية للصحراء الغربية Empty
مُساهمةموضوع: الخلفية التاريخية للصحراء الغربية   الخلفية التاريخية للصحراء الغربية Emptyالأربعاء مايو 29, 2013 9:04 am

الفصل التمهيدي:
الخلفية التاريخية للصحراء الغربية.
المبحث الأول:
أصول سكان الصحراء الغربية.
المطلب الأول:
التركيبة البشرية لسكان الصحراء الغربية.
ينحدر سكان الصحراء من الجزيرة العربية، وتقول بعض المخطوطات أن القبائل التي تواجدت في الساقية الحمراء، قد نزحت من الجزيرة قبل ظهور الإسلام ، وحجة هذه المخطوطات، أن الفاتحين أمثال حسان بن نعمان، وعقبة بن نافع، لم يصلوا إلى الساقية الحمراء، وإنما أكتفوا بإرسال مبعوثين إلى القبائل العربية لتعتنق بدون مقاومة الديانة الإسلامية، وقد لبى هذا الطلب من طرف سكان هذه المناطق.
بينما يقول رأي آخر، أن هذه القبائل قد نزحت من الجزيرة العربية بعد الفتح الإسلامي، وأنها قطنت هذه المنطقة نظرا لتشابه مناخها مع مناخ الجزيرة العربية الذي يختلف بشكل ملحوظ عن شمال أفريقيا، وفي القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد، قدم إلى الصحراء الغربية، قبائل بربرية من صحراء ليبيا وشمال إفريقيا( )، هم (الصنهاجة وزناتة) هم الذين أدخلوا الجمل إلى الصحراء، وعرفت جمالهم بالترويض الجيد والقدرة على المشي مسافات طويلة، وطوروا التجارة وأدخلوا إلى جانب الجمل زراعة النخيل المثمرة، وتولوا إدارة المنطقة، وفي أواخر القرن الثاني عشر، قدم إلى الصحراء الغربية عرب بني معقل يمنيون الأصل (بني هلال وبني حسان) قدمت من شبه الجزيرة العربية حدث بينهم وبين الصنهاجة مواجهات عنيفة، فالصنهاجيون حضريون ومثقفون، أما بني معقل أناس أشد مهارة في استعمال السلاح وفي الأخير دخل الصنهاجة في الإسلام وعم الدين الإسلامي المنطقة.
هذه الحقيقة المتمثلة في أن سكان الصحراء الغربية في الغالب عرب بني معقل أكدها مؤرخون وعرب أجانب على حد سواء( ).
ومهما اختلفت الاتجاهات حول نزوح القبائل العربية إلى شمال أفريقيا، فإنه من المؤكد أن الفتح العربي الإسلامي لشمال أفريقيا قد شكل عملية نهوض متقدمة في تاريخ هذه المنطقة، حيث ساهمت الديانة والحضارة الإسلامية في رسم صورة المجتمع الجديد باعتبارها كانت تشكل النموذج الذي يتحدى به وأثر بذلك تأثيرا واسعا سواء في تغيير التقاليد الاجتماعية والثقافية أو في رسم مجرى الحياة السياسية( ).
لقد اختار الصحراويون نظام حكم متميز، ينظم حياتهم البدوية البسيطة، ويسمو على حمايتهم هذا النظام متمثل في "مجلس الأربعين"، ويد الأربعين كلها أسماء لهذا المجلس، ولقد اختلفت التأويلات في سر هذه التسمية (مجلس الأربعين) فمنهم من أرجعها إلى عدد أعضاء المجلس، ومنهم من أرجعها إلى شرط بلوغ العضو إذ لا يمكن أن يكون العضو دون سن الأربعين، تيمنا بالرسول صلى الله عليه وسلم، عندما نزل عليه الوحي في الأربعين من عمره، يحصل هذا المجلس عن حماية المواطن، تأمين المراعي، وحصانة أبار المياه والحفاظ على الأماكن الصالحة للحرث، ويشرف المجلس على توزيعها وتحديد حدود لكل شخص من هذه الأراضي الزراعية، التفاوض باسم القبائل وقد عثر على العديد من المخطوطات التي تعود إلى المجلس منها ما ذكره الاسباني "كاروبا روخا" في مؤلفه "دراسات صحراوية" وكتاب جامع المهمات لمؤلفه محمد سالم ولد الحبيب ولد الحسين، وقد عثر كذلك على وثيقة للمجلس مكتوبة في ذي الحجة 1168هـ، 1765م، وفيها يبين المجلس أسباب قيامه المحصورة في ثلاث نقاط أساسية:
1. إقامة حدود الله سبحانه وتعالى.
2. عدم وجود سلطات غير سلطة القبائل.
3. أهمية السلطات لما يوفر من أمن وحماية للجميع.
إن هذا النظام دليل قاطع على تمييز هذا الشعب عن غيره من الشعوب المجاورة، كالمغرب الذي يسوده نظام السلاطين، والجزائر وتونس كان يحكمها الدايات، وموريتانيا التي يحكمها نظام الإمارات والعشائرية(2).
كما جاء في الوثيقة جملة من العقوبات بهدف ردع المجرمين، واتفاق الحق وسيادة الطمأنينة في أوساط المجتمع.
أما عدد السكان في الصحراء الغربية، فإنه من الصعب أن يتم الوقوف على إحصاءات دقيقة، حيث نجد أن الاستعمار الاسباني، قدم إحصاءا حدد فيه، عدد السكان بـ 73.497 نسمة، بينما تقدمت المملكة المغربية بإحصاءات أخرى تؤكد وجود 175.000 نسمة من الشعب الصحراوي لديها وقالت أن هؤلاء الصحراويين موجودين لديها منذ عام 1950 نتيجة ضغط الاستعمار الاسباني وخطة التهجير اتبعها لإجلاء كل المعارضين له، ووفق تقديرات البوليساريو سنة 1982 ، إن عدد السكان بمن فيهم اللاجئين في المغرب وموريتانيا والجزائر يقدر بـ 750.000( ) نسمة، بينما حددت الموسوعة الجغرافية الايطالية "داغوسنتيني" عدد سكان الصحراء الغربية نقلا عن المصادر الاسبانية عام 1966 بحوالي 237930نسمة، وفي الوقت توجد منها 200.000 موزعة بين سكان مخيمات اللاجئين فوق التراب الجزائري، أو يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة البوليساريو( )، إضافة إلى نسبة تعيش في الدول المجاورة والبنية الأخرى تعيش في المنطقة التي تسيطر عليها المغرب.
المطلب الثاني
لغة سكان الصحراء الغربية وتقاليدهم
يعد كل من اللغة والدين أهم مقومات لبناء الأمم والشعوب فلكل شعب من الشعوب لغة تميزه ويتخذها وسيلة للتفاهم بين فئاته ودين يفتخر به ويتخذه وسيلة لنظام حياته تعد "الحسانية" التي جاء بها عرب بني معقل، هي السائدة في الصحراء الغربية وأغلب سكان موريتانيا لارتباطهم بالصحراويين.
وتختلف هذه اللغة عن اللغة المستعملة لدى سكان المغرب، ليبيا، تونس، الجزائر، كما تتميز الحسانية بقربها من اللغة العربية فهي لا تختلف عن العربية الفصحى، إلا في القليل من الكلمات والعبارات البربرية التي تتخللها وبعض النطق في الحروف كنطق القاف في اللغة العربية كما لجيم المصرية وآل التعريف التي تنطق اللغة العربية مثال ذلك "الجماعة" لا يظهر الآخر في نطقها بالحسانية وغيرها من الكلمات.
أما عن الدين الإسلامي هو الدين السائد لدى شعوب المنطقة قديما وحديثا قبل التواجد الاستعماري وبعده.
ففي المرحلة السابقة للتواجد الاستعماري كان "مجلس الأربعين" هو السلطة التي تحكم سكان الصحراء الغربية وقد جعل هذا المجلس الدين الإسلامي أهم مصدر حكمه وليس هذا فحسب بل أن الدستور للجمهورية العربية الصحراوية المعدل في غشت 1995 م نص في المادة على التمسك بالدين الإسلامي الذي يعد الدين الوحيد للدولة الصحراوية.
إن تميز الدولة الصحراوية عن غيرها من الشعوب دليل قاطع على عراقة هذا الشعب وأصالته وبقاءه متمسك بلغته ودينه الحنيف الذي يعتبر به لقد شهد التاريخ لهذا الشعب بتمسكه بعاداته وتقاليده في مواجهة المحاولات الاستعمارية قديما وحديثا بكل الوسائل للقضاء على هذا الشعب وتقاليده بل حاول أبعد من ذلك نسبها إليه ليسرر جريمته الشنعاء وأعماله الدنيئة تجاه هذا الشعب الأصيل.
و لقد أتخذ سكان الصحراء الغربية من الصفات الحميدة التي كان تتميز بها أجدادهم لتكوين لهم تراث يفتخرون به وبعد التكافل الاجتماعي من أهم مظاهر الحياة الاجتماعية للصحراويين حيث عرف الصحراويين قديما وحديثا بهذه العادة بطريقة خاصة تتمثل في:
1.المنيعة: وتتم عن طريق تقديم مساعدة للمنكوب والمحتاج تتمثل في إعطاءه قطيع من الإبل أو الغنم يستفيد من( ) وبرها وليتها مدة معينة حتى يقدر على عيشه.
2. القـودة: تتمثل في تقديم مساعدة لمن لديه مناسبة عائلية كالزواج أو العقيقة وتتم من خلال تقديم شاة للذبح أو ناقة للنحر أو تقديم شيء من النقود أو قطع من القماش للشخص المقبل على الزواج ومن لديه عقيقة (بسم) في اللغة المحلية.
3. أريـف: هو مظهر من مظاهر التكامل لدى سكان( )، الصحراء العربية، حيث يقوم الناس بمساعدة من تضرر من جراء الكوارث الطبيعية كل حسب طاقته من لديه الإبل يساهم ببعير ومن لديه الغنم يساهم بشاة ومن لا يسعه ذلك يقدم للمظلوم ما يسمى (برفود اللبن، وهو ) تقسيم بين الإبل والعنم( ).
4. الـواجـب: يكون عادة في الأعياد حيث تقوم أوجه الابن يصنع طعام كافي لأهل زوجها مقابل قيام الزوج بإرسال ذبيحة للعيد وملابس إلى أهل زوجته.
5. التـويـزة: هي اتحاد جماعي لإنجاز مشروع معين يحتاج إلى جهد كبير كخياطة الخيم أو حفر الأبار، النسيج، جني المحاصيل الزراعية وجز الماشية وغيرها.
6. الكشوة: هي مظهر كذلك من مجموعة مظاهر التكافل الاجتماعي الذي عرف عن الصحراويين وتكون الكشوة عن نزول عائلة جديدة عن عائلة سبقتها تقوم العائلة المضيفة بكشوة العائلة المستضيفة عن طريق ذبح شاة أو نحر بعير.
7. بريكة: هي إبدال فعل للبعير مخضى للحاجة لتكاثر الإبل خاصة عند نزول المطر، كما عرف سكان الصحراء الغربية طريقة خاصة للتعامل مع الخلافات التي تحدث بين الأشخاص أو القبائل لإبعاد التفرقة والشقاق وإحلال الأخوة والتراحم والألفة بين أفراد المجتمع الواحد، وتتم حل الخلافات بالطرق التالية:
أ. الــرضا: هي محاولة إرضاء الغاضب أو المنزعج ضمن تتسب في غضبه أو إزعاجه، بإلقاء بالتقبيل على الرأس أو.
ب. التعــرقيمة: لا تكون إلا بالإبل حيث يقوم الشخص الذي تسبب في غضب شخص بالإتيان بجمل أو ناقة إلى باب خيمة الشخص الغاضب ويقوم بسل عروقها حتى تعجز عن الحركة( ).
ج. الــذبيحة: لا تكون إلا بالغنم فقط، حيث يقوم من تسبب في غضب غيره بذبح شاة عند خيمة الغاضب مع تبادل الحديث الذي يعيد الصحوة إلى القلوب ويبعد الغضب.
د. الطلب: يكون أساسا عند القيام بجناية فق عين شخص أو كسر سنة، حيث يقوم من تسبب في ذلك بالتعويض عن ما قام به للغير.
هـ الــدية: تكون عندما يقوم شخص بقتل شخص آخر غير متعمد أو خطأ تقوم عشيرة الجاني (القاتل) بدفعها لعشيرة المجني عليه (المقتول) تفاديا للفتنة و لحقن الدماء.
كما اشتهر الصحراويين بميزات خاصة في المقالات العائلية إذ أن المناسبات العائلية يحتاج الشخص أحيانا إلى عون من أفراد أسرته وعشيرته وقد ضرب الصحراويين.
مثلا في هذا المجال وذلك بإتباعهم الطرق التالية:
1. العــرس: يختلف الاحتفال به من قبيلة إلى أخرى، ففي بعض القبائل يقام حفل الزفاف (العرس) في بيت العروس،ك كما تختلف مدة الحفل حسب وضع العروس فإذا كانت بطرا فالحفل سبعة أيام، وإذا كانت ثيب فعدته ثلاث أيام.
2. التخلية: هي الطلاق يحتفل به في الصحراء الغربية على غير العادة في بقية الدول، حيث يقوم أبناء عم المطلقة بإقامة خدمة كبيرة وتنشد الأغاني والزغاريد، وتدق الطبول وتجلس المطلقة على منصة مخصصة لها بأفخر الأفرشة دليل على اهتمام بني عم المطلقة بها( ).
3. بسم (العقيقية): تكون في اليوم السابع لزيادة المولود ذكر كان أو أنثى، تذبح الذبائح ويتم اختيار اسم المولود من قبل أمه وصديقاتها وأخواتها وأمها بواسطة أحد سبع عيدان بحصل عود اسم شخص، ويوضعون أمام الصبي تختار أحدهم ثلاث مرات متتالية والعود الذي يقع عليه الاختيار يصبح اسم المولود.
4. تحني اليد: تغضيب اليد اليمنى بالحناء حتى المرفق، يتم أساسا عند استكمال حفظ القرآن الكريم بحضور المعلم أي معلم التلميذ الحافظ ومجموعة من أهل العلم ووجهاء القبيلة مع الولائم والزغاريد ومدح النبي صلى الله عليه وسلم، أما عن طريقة المساكن والمنازل التي يسمونها الصحراويين بـ: المضارب هي الأخرى كانت متميزة لدى سكان الصحراء الغربية ومن أهم ما يتميز به الصحراويين، الخيمة تعبيرا عن الأصالة والانتماء إلى العروبة، كما تسمى مجموعة من الخيم بتسميات تتماشى وثقافة المجتمع الصحراوي مثل:
أ‌. الحنيــة: حنية واحدة فقط وتختلف في شكلها الهندسي لأن الخيمة في الصحراء الغربية ذات شكل هرمي.
ب‌. أفــريق: تعني مجموعة من الخيم تتجاوز الخمس خيام.
ت‌. محصـرة: أكبر تجمع من الخيام تجمع في المناسبات كالأعياد، وفي حالة الحرب أو الصلح وللصحراويين طريقة خاصة في اللباس، وقد اشتهرت بالدراعة واللحاف( ).
تعد الدراعة اللباس التقليدي للرجال، أما بالنسبة للنساء فيرتدين اللحاف، كما للرجال عمامة سوداء.
وقد حاول العدو بكل طاقاته طمس هذه العادات والتقاليد ليظهر أن الصحراء الغربية جزء منه، إلا أن عادات الصحراويين وتقاليدهم دالة على تميزهم.






















المبحث الثـاني:
المـوقع الجغـرافي للصحـراء الغـربية.
المطلـب الأول:
الجغـرافيـا الطبيعيـة.
المـوقع الجغـرافـي: لم يكن الصحراء محددا في السياق إذ أنه كان يشمل جزء من الصحراء الكبرى التي تبدأ من الساحل الأطلنطي لإفريقيا حتى مصر والسودان ولكن الحدود الحالية للساقية الحمراء ووادي الذهب كما هو الشأن بالنسبة للأقطار الأخرى التي قد تم تحديدها، بمعاهدات واتفاقات بين الدول المستعمرة أي بين أسبانيا التي كانت تحتل الساقية الحمراء ووادي الذهب من جهة وبين فرنسا التي كانت تحتل المغرب وموريتانيا من جهة أخرى( ).
وعلى ذلك تحدد الموقع الجغرافي للصحراء الغربية كالتالي:
تقع الصحراء الغربية على الساحل الشرقي للمحيط الأطلسي بطول 1500 كلم وتقدر مساحتها الإجمالية 284.000 ألف كلم2 أي نصف مساحة الإقليم الفرنسي وهي مؤلفة من منطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب.
الساقية الحمراء مقرها الإداري في بلدة العيون ومنطقة وادي الذهب (ريودي أورو) ومركزها بلدة فيلاينسير، الداخلة ومن المنطقة الصحراوية في الوسط.
أما الدول المجاورة لها فنجد في الشمال المغرب وفي الجنوب الشرقي موريتانيا كما تحدها الجزائر من الشرق.
لقد أثبت التاريخ الأهمية الإستراتيجية للمنطقة وما تكالب الاستعمار عليها إلا دليل واضح على ذلك إذ أن وجوده بها يمكنه من حراسة وضرب التحركات الشعبية في شمال وغرب أفريقيا كما يضمن وجوده في جزر الكناري هذا بالإضافة إلى الأهمية التجارية التي كانت تزخر بها المنطقة وخاصة تجارة الذهب ناهيك عن تجارة الرقيق حيث تعتبر مدينة الداخلة أقرب نقطة لإفريقيا السوداء التي استغلها الغزاة البرتغاليون لتصدير الرقيق إلى مناطق نائية من العالم.
الجبــال: إذ اعتبرنا السطح من الشمال إلى الجنوب نجد (لحمادة) وهي منطقة منبسطة شاسعة وغير مأهولة حدودها من الجنوب جروعرة ومرتفعة يستحيل اجتيازها في كثير من مناطقها والنواة الأكثر أهمية هي المحيطة بالسمارة في امتداد من "الظلوع حتى "كتثنة زمور" بين الجزء الشمالي الأكثر حركية وانكسارات والجزء الجنوبي حيث تمتد شاسعة مستوية السطح شديدة الحرارة المنطقة المعروفة بـ "نبرس".
إن آخر الحواجز البائنة تمثلها مجموعات جبلية مثل "لفكح" "اسماميط" في المنطقة الجنوبية هناك فقط بعض النتوءات الجبلية تعولم السطح في الجهة المعروفة "نبرس" التي تمتد عبر كل النصف الجنوبي الغربي من الإقليم وهي أرض بلورية عارية تماما بفعل عملية النحت الطبيعي وفي المناطق الساحلية فإن السطح يتغير وتتشكل بعض المرتفعات الظاهرة نسبيا وهكذا تظهر شرق الداخلية" مرتفعات "لفطف" و "تكحيز" التي تشكل جزء منها سلسلة جبلية بإتجاه الجنوب الغربي ابن تيدو التقاءات تيزنيك البيضاء" و" تيزنيك الخضراء" في الشمال الشرقي من شبه جزيرة الداخلة يوجد "اكزكز" ومجموعة التلال الجيرية الصخرية الممتدة بمحاذاة الساحل حتى الحدود الجنوبية للإقليم في هذه المنطقة ترتفع "أدرار سطق" التي تشبه ارجيل جزر سوداء لكن الجزء الأكثر تضاريسا على السطح الصحراوي يوجد في الجنوب.
السواحل: الساحل الصحراوي تقل فيه التشكلات فمن الشمال إلى الجنوب نجد رأس بوجدور ثم شبه جزيرة الداخلة وأخيرا الرأس الأبيض وحوض "أركين" وهذا الرأس الأخير ينقسم إلى شطرين متساويين من الشمال إلى الجنوب بحيث ينبغي الشطر الخارجي جزء من الصحراء الغربية بينما الجزء، أو الشطر الداخلي جزء من موريتانيا بما في ذلك "أركين".
الصحراء: نفهم من كلمة "صحراء" سلسلة من المناطق الشاسعة عارية من النباتات بشكل دائم إلا في النقاط المنحدرة حيث بعض النباتات ذات ديمومة وإذ كانت جد قليلة وكذا بعض الأودية الداخلية التي تكسوها بعض الشجيرات والنباتات الموسمية مع هطول الأمطار نسبة التماطل في هذه المناطق لا تتعدى في الغالب 100 ملم ويجب إذ تأخذ في الاعتبار طول فترة الفصل الجاف إلى أن نظام التماطل يتغير بشكل كبير من عام لأخر بحيث يؤثر على المعدل نسبة 40% أحيانا.
المناخ: في الصحراء الغربية فإنه وعلى غرار كل منطقة بحرية يمكننا تحديد منطقتين متباينتين بشكل واضح الساحلية والداخلية ففي الأولى هناك اختلافات أقل درجات الحرارة من الثانية إذ يمكن تسجيل( ) 19 درجة نهارا و 10 درجات ليلا خلال فصل الشتاء بشكل دائم و 30 درجة نهارا و 14 درجة ليلا خلال الصيف بينما في المنطقة الداخلية فإن تصاعدات المحرار ذات طابع فجائي غير منتظم بحيث يمكن أن يصل 50 درجة صيفا ويهبط إلى 10-15 درجة في( ) ليالي الشتاء وعموما فإن الصحراء الغربية تتألف من خمس مناطق جغرافية في المناخ والتضاريس وهي:
1. إقليم الساقية الحمراء: في الشمال ويعرف أيضا بالنهر الأحمر نسبة إلى نهر موسمي يجتاز الأقلين لمسافة 500 كلم ويغذيه عددا من المسيلات المائية تنمو على امتداداتها المراعي وحقول الذرة الصفراء والشعير وتتبع لهذا الإقليم العيون والسمارة وتأخذ تضاريس الإقليم شكل مرتفعات جبلية تكسو الأشجار أوديتها ويتوفر مخزون مهم من المياه الجوفية في العديد من المواقع بالمنطقة إضافة إلى وجود أماكن أثرية نادرة تعود إلى عصورها قبل التاريخ ويتوفر أيضا على العديد من الأودية الرملية الرطبة كما ينعم إقليم الساقية الحمراء بأمطار وفيرة ومناخ معتدل ويبلغ متوسط الحرارة فيه 25 درجة مئوية( ).
2. اقلي مزمور: وهو إقليم ذو طبيعة جبلية قاسية مناخه قاري جاف تتفاوت فيه درجات الحرارة بشكل حاد حيث تزيد في النهار عن 45 درجة مئوية، وتنخفض في الليل إلى مادون الصفر.
3. إقليم تبرس جنوب – شرق: مناخه شبه صحراوي وطبيعته شبه متباينة بعض مرتفعاته جرداء عبارة عن صخور متبعثرة وبعضها الأخر مغطى بالأشجار ...
4. إقليم ادراز سطق، وسط-غرب: يسوده مناخ قاري شبه صحراوي يشكل قسمه الشرقي من سلسلة جبال صخرية يصل ارتفاعها إلى حوالي 500متر.
5. إقليم الساحل: وهو عبارة عن شريط ساحلي طوله 1200 كلم يحاذي شاطئا وعرا كثيرا الخلجات ويتمتع هذا الإقليم بجو معتدل رطب وتغطي كثبان الرمل مساحات واسعة من جزئه الغربي بينما ترتفع الجبال في جزئه الشرقي بشكل أفقي لتصل إلى علو 3000 متر( ). أفقي لتصل إلى علو 3000 متر.
الثروة المائية: كشفت المسوح الجيولوجية التي أجريت على بعض المناطق الصحراوية عن وجود حوض هائل الفخامة من المياه الجوفية يزيد طوله عن 500 كلم تمتد من رأس بوجدور في الشمال حتى "أمليلي" بالقرب من الداخلة ويمتد الساحل الصحراوي على مسافة 1200 كلم على محاذاة الأطلسي وهو وعر وفيه شواطئ صخرية وكذلك العديد من المرافئ الواسعة وتسمى المنطقة التي تلامس الساحل "السواحل" وقد تردد الملاحون الأجانب على الساحل من "لكويرة" في أقصى الجنوب إلى الشمال وحتى خط عرض 27-40.
ويمكن القول أن الساحل الصحراوي عبارة عن سهل ساحلي يتجه من الأطلسي إلى البر الأفريقي ويبلغ ارتفاع حدوده الشرقية 3000 متر عن سطح البحر ويتميز بكونه أفقي الشكل وتكثر فيه السهول الكبيرة كما تكثر فيه المنخفضات المغطاة بالرمال التي تجلبها الرياح والتي تصلح للزراعة بينما تنتشر الكثبان الرملية في جزئه الغربي( ).
المطلب الثاني:
الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية
زادت الأهمية الإستراتيجية للصحراء الغربية مع تنامي صراع القوى الاستعمارية على اقتسام مناطق النفوذ ومع تطور مفهوم الجيبوليتك وشيوع السيل إلى تطبيق تطور نظريات المجال الحيوي حيث ساعدت الثروات البحرية التي تزخر بها شواطئ الإقليم واكتشاف الفوسفات ومعادن أخرى بكميات كبيرة في استمرار تشبث الدولة المستعمرة (اسبانيا) بمستعمراتها الواعدة اقتصاديا آنذاك والتي وصفها وزير خارجيتها سنة 1945 البرتومارتين أزنخو" بسوق مستقبل وأنها هبة العناية الإلهية لاسبانيا( )، ولقد ساهمت الأحداث التي مرت بها المنطقة في تأخير جهود البحث والتنقيب عن المعادن والثروات غير أنها اجتذبت العديد من المستثمرين وممثلي الشركات الكبرى من اكتشاف المخزون الهائل للفوسفات سهل الاستغلال في نهاية الاربعينيات وبالرجوع إلى المعطيات يمكن اجمال المخزون المكتشف من ثروات الصحراء الغربية في المواد التالية.
1. الفوسفات: يقول المامي ولد معطلا "حين سمع باكتشاف منجم الفسفات في الصحراء الغربية"، مناكتشف هذا المنجم أعيدو ردمه لأنه سيجلب لنا المصائب والمشكلات وسيعرض أولادنا للحرب في كل زمن وبسببه ستكون عرضة للأطماع الاستعمارية( ).
وفي سنة 1963 اكتشفت أراضي فوسفاطية بالساقية الحمراء على امتداد 250 كلم وقد قدرت احتياطاتها بـ 10 مليارات من الأطنان وخاصة منطقة بوكراع التي يصل احتياطها 1.7 مليار من الأطنان كما يعتبر من أفضل الفوسفاط في العالم ولا يتطلب استخراجه سوى عمليات بسيطة، نظرا لوجوده على عمق قليل مما يجعل تكاليف استخراجه لا تتطلب أموالا كثيرة.
وقد قامت أسبانيا بتأسيس شركة يبلغ رأسمالها 150 مليار دولار أطلق عليها شركة الفوسفات ببوكراع وذلك ليستخرج الفوسفات على طول يتجاوز 100كلم ويربط أحد مناجم في منطقة بوكراع بمدينة العيون على المحيط الأطلسي التي هي مجهزة بمرفأ مهم وقد قدرت الإنتاجية بثلاث ملايين طن حتى سنة 1972 ومع( ) احتمال زيادة إلى 06 ملايين طن سنة 1976 ونظرا لظهور الأهمية المعدنية لهذه المنطقة فقد تسارعت الدول الغربية والشركات المتعددة الجنسيات إلى الدخول في سفقات مع اسبانيا وهكذا عملت على اشتراك الشركات الاحتكارية الامبريالية الأمريكية والألمانية والفرنسية معها في الاستغلال وضمنت اسبانيا مشاركة أكبر الشركات الأمريكية مثل شركة تكساكو والكوفف أو بيل أو كليفورنيا والتعاونية العالمية للمواد المعدنية الكمياوية كما ضمنت أيضا تمويل البنوك الرأسمالية الكبرى، بنك روتشيلد وبنك باريس وهولندا.
2. مصائد الأسماك والرخويات: يعتبر البنك الصحراوي واحدا من أكثر المناطق ثراء وغنى ويتسع على امتداد 2000.000 كلم2 ويشمل الاتفاق المغربي الأوروبي للصيد البحري منطقة الصحراء العربية رغم تعارض القوانين والقرارات الدولية( )، ويتمثل السحال الصحراوي بأغنى حوض سمكي في المنطقة بسبب طبيعته الصحراوية وقلة الكثافة البشرية حوله إضافة إلى الذي يجلب معه أنواع من أسماك المناطق الباردة ويحرك البلاتكتون" من الفاعل ليجعله في متناول الأسماك والكائنات الأخرى ويتوفر هذا الساحل على 71 نوعا من الأسماك بكميات كبيرة وأكثر من 100 نوع بكميات متفاوتة و 60 نوعا من الحيوانات وعشرات القشريات ورأسيات الأرجل ويوفر إمكانية صيد مليون طن سنويا.
في هذا الوقت يتم استنزاف هذه الثروة بواسطة أساطيل النهب المغربي وسفن الاتحاد الأوروبي التي تستنزف أكثر من مليون طنا سنويا مما يهدد بانقراض هذه الثروة ويحتل هنا العيون المرتبة الأولى أفريقيا في تفريغ سمك السردين و 40% من الحمولة المغربية الكلية كما يبلغ حجم التفريغ السنوي لميناء الداخلة 100.000 طن في السنة بحسب إحصاءات 2006م ومن أشهر أنواع الأسماك الصحراوية هناك السلمون، البرعان، الشفس، المارو، الابرمسا، الراقو وبعض الأسماك من الطيار، التون الأبيض، أبو حريقة، القرش والحيتان.
3.النفط والغاز: لا تزال أعمال التنقيب عن النفط والغاز التي أجرتها شركات عالمية في الصحراء الغربية منذ الستينات طي الكتمان نتيجة ظروف عدم الاستقرار التي عصفت بالمنطقة والمخاطر المحتملة من جراء الاستثمارات البترولية الضخمة لكن البحوث والدراسات الجيولوجية تجمع على تربع الصحراء تاكييبة تسمح بوضعها في مصاف الأحواض البترولية إلى التنقيب في سواحل المنطقة مؤشرا على الإمكانيات البترولية الواعدة لمنطقة الصحراء الغربية، كما تم اكتشاف الغاز الطبيعي بكميات تجارية ببعض مناطق الإقليم وتؤكد الدراسات على الأهمية المستقبلية لمصادر الطاقة المتجددة كالشمس والرياح ومياه البحر( ).
4. المعادن والحديد: يعد احتياط الحديد المكتشف بمنطقة أزميلات أغراشا بـ 4.6 مليار طن ويعتبر ذا قيمة اقتصادية.
5. السياحة والتجارة: يتوفر إقليم الصحراء الغربية على إمكانيات سياحة متنوعة بساحل علي الأطلسي يمتد مئات الكيلومترات وبيئة مناسبة لسياحة المغامرات الصحراوية والاستكشافات والآليات فضلا عن الرياضات البحرية ويرى الكثيرون أن النشاط السياحي ركيزة بالغة الأهمية في مستقبل الاقتصاد الصحراوي.
كما تمثل التجارة نشاطا تقليديا مارسه الصحراويون منذ القدم حيث شكلت المنطقة جسر تواصل وعبور للقوافل التجارية بين الشمال والجنوب واكتسبت شهرتها في هذا المجال لعقود طويلة وهي مرشحة عند تسوية النزاع لأن تصبح أحد أقطاب التجارة القارية( ).


المبحث الثالث:
المقومات الثقافية للشعب الصحراوي.
المطلب الأول:
الإرث الثقافي الصحراوي ذاكرة في التاريخ:
إن الإرث الثقافي هو النتاج الثقافي الموروث عن الأجيال السابقة، وهو أحد محددات الهوية ضمن انساق وسمات ثابتة وجوهرية ومشتركة، تتميز شعبا ما أو مجموعة بشرية عن أخرى، والموروث الثقافي الصحراوي في مفهومه الواسع هو نتاج تفاعل اجتماعي للسكان الذين قطنوا الصحراء في الأزمنة الماضية، وتعبير عن أنماط الثقافة التي سادت في تلك الأزمنة.
وقد تميزت الثقافة الصحراوية بالتنوع والغنى واستمدت تفردها من القدرة على التكيف مع الوسط الذي أنتجها بخصوصية البيئية الجغرافية، ورغم تدني المستوى المعرفي بفعل ونمط العيش الذي اعتمد على الترحال الأبدي، باتجاه أماكن هطول الأمطار، إلا أن الحس الثقافي الفطري للإنسان الصحراوي، وحضور الدين كأحد عناصر تركيبة الوعي الاجتماعي، إضافة إلى الطقوس والعادات المنحدرة الموروثة عن الأسلاف، كل هذه العوامل ساعدت في بقاء الثقافة الصحراوية مشعة وحاضرة لم تخمدها عوادي الزمن( ).
كما أن نشر المتوفر من المادة التراثية الشفهية على الخصوص، من خلال الشبطة الدولية للمعلومات، تسهم في إثارة الانتباه لدى المطلعين وبالتالي المهتمين، للغوص أكثر في خبايا هذا الكنز الثمين.
إن الحفاظ على الإرث الثقافي للشعوب أصبح أحد الانشغالات التي أولتها منظمة اليونسكو اهتماما خاصا في الفترة الأخيرة، فقد وظفت آلاف الخبراء ورصدت مبالغ مالية كبيرة لتصنيف البقية الباقية من هذا الإرث الشفهي على الأخص نظرا لسهولة اندثاره)، وسنت قوانين وأبرمت اتفاقيات ما يضمن حماية والحفاظ عليه( ).



المطلب الثاني:
الثقافة الصحراوية والدفاع عن الهوية.
مما لاشك فيه أن للثقافة الصحراوية أهمية خاصة بالنسبة لشعب لازال يكافح من أجل البقاء بعد أن ظلت أرضه، التي هي الصحراء الغربية منذ قرون هدفا وبؤرة لأطماع الدول الاستعمارية بداية من البرتغال مرورا باسبانيا ونهاية بالنظام الوداهي الموريتاني والنظام الملكي المغربي.
وبواسطة الثقافة استطاع الشعب الصحراوي أن يتواصل ويحقق وحدته ككيان يمتلك من المؤهلات الذاتية والموضوعية ما يجعله يتميز بخصائص متنوعة ومختلفة عن بقية الشعوب، خاصة تلك المجاورة له، وعن طريق الحفاظ على هذه الثقافة استطاع الشعب الصحراوي أن يبني نفسه بنفسه متجاوزا بذلك مجموعة من الصعاب التي يبقى أبرزها محاولة الغزو المغربي محو الهوية والشخصية الصحراوية بشتى الطرق بهدف السيطرة على الأرض أولا والقضاء على شعبها ثانيا، مما أدى إلى ارتكاب الدولة المغربية لجرائم ضد الإنسانية في حق المدنيين الصحراويين، الذي باتوا حاليا يشكلون نسبة قليلة بالمدن المحتلة ومناطق جنوب المغرب في محاولة لإذابة العنصر الصحراوي وجعله غائبا وفاقدا لحسه وشعوره الوطني وجاهلا حتى للخصائص التي تميز ثقافته والمحددة في اللغة والتقاليد والعادات والتراث بكل أصنافه وأشكاله( ).
وقد ارتبط الشعب الصحراوي بتراثه بروابط روحية وفكرية لازالت مستمرة حتى الآن مثلت الصلة الممتدة بين أفراد الشعب الصحراوي والمكونات التاريخية لهذا التراث العريق، بكونه يتضمن تاريخا يشكل قصة ما في الإنسان الصحراوي وباعثا أساسيا لأفكاره وانطلاقاته في الحاضر والمستقبل.
بمعنى أن هذا التاريخ يسجل الأحداث الماضية لاعتبارها خطوات في التقدم والنمو البشري ساعيا في ذلك إلى توضيح أسباب هذه الأحداث ودلالتها وعمقها ومدى تأثرها بالواقع وبطموحات هذا الشعب وهو يطوق للتحرر والانعتاق من الاستعمار يحاول محو التاريخ وحتى الهوية.
وشهدت الروابط الثقافية بكل ما تملك من خصائص تطور ملحوظا بفضل انتشار الوعي الوطني وتنامي الفكر المرتبط أساسا بالتصدي لكل مخططات الاستعمار المغربي، حيث بات الشعب الصحراوي يدرك أن جميع طموحاته وأهدافه تنسجم والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، باعتبارها حركة للتحرر وللحفاظ على كل المكتسبات بما في ذلك التركيز على الثوابت الوطنية التي يبقى من أهمها الوعي بالقضية الوطنية والحفاظ على الهوية والتاريخ المشترك المتمثل أساسا في تطوير واغناء الفكر والثقافة الصحراوية بكل محدداتها، وهو ما تجلى أساسا في إعطاء عناية كبرى لمحاربة الأمية وبناء المؤسسات السياسية والاجتماعية والثقافية من أجل تجسيد وحدة الشعب وتنميته فكريا وحضاريا بشكل يضمن له الاستمرارية والتواصل مع نفسه أولا ومع جيرانه ثانيا ومع شعوب العالم أخيرا.
بالقدر ونتيجة هذا المجهود المتواصل عرف المجال الثقافي نموا بارزا من خلال تنظيم الندوات والمهرجانات واللقاءات داخل وخارج مناطق اللاجئين الصحراويين، وهو ما أعطى حضورا دوليا متميزا للقضية الوطنية، حيث باتت دول العالم تدرك التمايز الحاصل بين الثقافة الصحراوية والثقافة المغربية من جهة وبين الإنسان الصحراوي والإنسان المغربي من جهة أخرى، يشكل دفع الدولة المغربية بأن تلجأ إلى استنساخ وسرقة التراث الصحراوي والمشاركة به في ملتقيات بالمدن المحتلة وخارجها بهدف خلط الأوراق والتشويش على الحضور الصحراوي المتميز ( ).
إن الشعب الصحراوي وبالرغم من المعاناة التي يعاني منها والمجسدة أساسا في الشمال والتقسيم وفي الجذر العازل الذي قسم الأرض والشعب مع عدم الاهتمام الدولي بحل قضية تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة أفريقية بفعل التعنت الطرف المغربي، أصبح يدرك أن المستعمر الغاشم يحاول طمس هذه الثقافة لذلك قام الحكومة الصحراوية بعدة إجراءات للحفاظ على ثقافة الشعب الصحراوي وهي:
- العمل على تدوين الثقافة الشفهية من شعر وحكم وأمثال وحكايات وتاريخ وجمع كل الأدوات التراثية وتدريس مكوناتها للأجيال حتى لا تنسى.
- تشكيل معاهدة كبرى تضم مجموعة من الفنون يسهر عليها باحثون مهتمون يعملون على تجميع التراث الصحراوي وترجمته إلى مجموعة من اللغات الحية بهدف العمل على إشاعته من جهة والتعبير على أنه تراث إنساني يمتلكه الشعب الصحراوي من جهة أخرى.
- تكريس البعد الكفاحي والنضالي لهذه الثقافة انسجاما مع الوضعية السياسية التي يعيشها الشعب الصحراوي( ).
- الانكباب على استغلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة في التعريف بالثقافة الصحراوية وبالمخاطر التي تعترضها من خلال تقديم وصلات إخبارية وندوات فكرية تدعو الإنسان الصحراوي للتشبث بالأرض وبالثقافة بكل أبعادها.
- تشجيع المواطن الصحراوي على الإبداع وعلى البحث الأكاديمي أو غيره في مجال الثقافة الصحراوية من جراء إعطاء الفرص من طرف المسؤولين للمدعين وللإبداع بكل تجلياته.
- استغلال العولمة كمعطى حداثي في تطوير الثقافة الصحراوية.

خــلاصـة:
من خلال دراستنا للفصل التمهيدي بينا أصول سكان الصحراء الغربية وأهم ما يميزهم من عادات وتقاليد وقيم راسخة ولغة تميزهم عن باقي الشعوب مما يجعل نظرتهم قوة صاعدة تتوارثها أجيال بعد أجيال.
ومن خلال تطرقنا للمقومات الثقافية للشعب الصحراوي التي تعتبر طريقته الخاصة في الحياة وتعد نتاج عوامل تاريخية وبيئية مناخية شكلت في النهاية أسلوب حياتهم.
وفيما يخص الثروات الطبيعية للصحراء الغربية فهي ذات أهمية كبيرة وذلك من خلال الثروات التي تزخر بها المنظمة والموقع الاستراتيجي الذي يربط أوروبا بإفريقيا وشواطئ أطلسية غنية بمختلف أنواع الأسماك وجسر عبور للقوافل التجارية شمالا وجنوبا وهذا ما جعلها مطالب للاستعمار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
المشرف العام على المنتدى
المشرف العام على المنتدى



تاريخ الميلاد : 01/12/1991
العمر : 32
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 268
نقاط : 100000551
تاريخ التسجيل : 23/10/2011
العمل/الترفيه : طالب بجامعة 08 ماي 1945بقالمة

الخلفية التاريخية للصحراء الغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد   الخلفية التاريخية للصحراء الغربية Emptyالجمعة مايو 31, 2013 5:32 pm

مشكور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://guelma.yoo7.com
 
الخلفية التاريخية للصحراء الغربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الخلفية الفكرية لمشروع -الشرق الأوسط الكبير-:رؤية نقدية
» مجلة كان التاريخية
»  الجذور التاريخية للإرهاب
» كتاب : معجم المعارك التاريخية
» الأصول التاريخية والنظرية للأنثروبولوجيا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: قسم خاص بمسألة الصحراء الغربية-
انتقل الى:  
1