وكان من أبرز ما حققه الحوار الذي بدأه خاتمي مع الدول الأوروبية بعدما كانت قد شهدت العلاقات معها عمليات مد وجزر بسبب المواقف الإيرانية العدائية من بعض الشخصيات والمجموعات الإيرانية المعارضة والتي تقيم في أوروبا وتصفية بعض رموزها (57)، إن غيرت إيران سلوكيتها من هؤلاء المعارضين بحيث تكتفي بجمع المعلومات عن نشاطاتهم بدل محاولات تصفيتهم أو خطفهم. حاول الجيش الإيراني الاستفادة مع العلاقات مع فرنسا، والتي كانت تتبع سياسات أكثر استقلالية عن الدول الأوروبية الأخرى في ما يعود للتنسيق مع الولايات المتحدة أو سياسات حلف شمالي الأطلسي تجاه إيران. لمن نستعرض في مجال الحديث عن علاقات إيران بأوروبا ما قامت به اللجنة الأوروبية الثلاثية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) من جهود في مجال المفاوضات الخاصة بالسلاح النووي الإيراني، حيث سيشكل ذلك موضوعًا أساسيًا في الفصول اللاحقة. لكن لا بدّ من الإشارة إلى الانتقادات المتبادلة بين الرئيس الأسبق خاتمي والرئيس الحالي أحمدي نجاد حول التوجهات السياسية الخارجية، فقد انتقد خاتمي المواقف العلنية والمتطرفة التي أعلنها أحمدي نجاد من إسرائيل ومن المحرقة النازية وتجاه الدول الأوروبية. في المقابل ردّ أحمدي نجاد على خاتمي منتقدًا سياسة الانفتاح والحوار التي اتبعها معتبرًا أنها كانت مضيعة للوقت، وبأ،ها قد أضرّت بمصالح إيران الحيوية.
تواجه أوروبا، وخصوصًا كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا التشدد الذي يبديه أحمدي نجاد في تصريحاته الخاصة وكذلك مواقف المسؤولين عن الملف النووي بكثير من الشكوك وصلت حد الإدانة، وذلك انطلاقًا من قناعتهم بأن إيران تسير في الاتجاه الخاطئ منذ انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسًا لها. وهناك شعور بأن السياسة التي تعتمدها إيران مع أوروبا والعالم في الوقت الراهن لا تعبّر عن مصالح إيران وشعبها (57). وكان الأبرز مجال المواقف الأوروبية ا لانتقادات القوية التي وجهها وزير الخارجية البريطاني جاك سترو للسياسة الخارجية الإيرانية وللرئيس أحمدي نجاد شخصيًا حيث وصف تصريحاته "بالاستفزازية" سواء تجاه إسرائيل أو أوروبا أو في موضوع الملف النووي. وأدان سترو هذه المواقف في خطاب أمام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ملخصًا فيه السياسة الخارجية البريطانية، والتي تتلاقى في تفصيلاتها مع سياسات الدول الأوروبية الأخرى تجاه إيران وخصوصًا كل من فرنسا وألمانيا "تسير إيران للآسف في وجهة خاطئة ومنذ انتخابه (أحمدي نجاد) رئيسًا، حيث يعتمد مع فريق صغير يحيط به سياسات داخلية وخارجية يخشى معها ان تسيء إلى سمعة إيران وعلاقتها مع باقي العالم" (58).
تشتبه أوروبا الآن، وأكثر من أي وقت مضى في أن إيران، تريد تطوير قنبلة نووية، ولهذا فقد طلبت اللجنة الثلاثية الأوروبية إحالة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن، والذي يدرس حاليًا إمكانية فرض عقوبات ضد إيران التي استأنفت تخصيب اليورانيوم. ويتميّز الموقف الأوروبي تجاه إيران عن الموقف الأميركي لا تستبعد أميركان الخيار العسكري، فيما تشدد أوروبا على ضرورة إيجاد حل للازمة النووية الإيرانية عن طريق مماسرة الضغوط ولكن بوسائل سلمية وديمقراطية، وعلى أساس أنه لم يفت الأوان لكي يشعر الإيرانيون بضرورة العودة إلى طاولة الحوار واستئناف المفاوضات حول كل الحلول المطروحة بما فيها الاقتراح الروسي اذي يعرض على طهران شراكة روسية-إيرانية لتخصيب اليورانيوم على الأراضي الروسية. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد عبّر مؤخرًا عن شعور بلاده بخيبة أمل لسلوك إيران في المحادثات التي تهدف إلى نزع فتيل الأزمة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم "لدينا مؤشرات متناقضة من طهران تارة يقبلون وتارة يرفضون". في الخلاصة تتبع طهران مع أحمدي نجاد سياسة خارجية متقلبة ومغامرة.
الولايات المتحدة
يمكن وصف العلاقات الإيرانية-الأميركية بالعلاقات المحمّلة بإرث الماضي الثقيل والبعيد. ولا ترتكز العلاقات بين إيران والولايات المتحدة على المصالح الحيوية للبلدين كما هي الحال بين إيران والدول الغربية الأخرى، ولكنها ترتكز على خلفية إيديولوجية ووطنية، ومقاربة عشوائية تستمد جذورها من الماضي. لا تتعامل الولايات المتحدة مع الجمهورية الإسلامية منذ نشأتها كحكومة شرعية، تحترم القانون الدولي، ويعود ذلك إلى مشاعر العداء لأميركا والتي انطلقت مع عودة الخميني إلى طهران، ومن ثم جاءت عملية السفارة الأميركية في طهران واحتجاز الرهائن الأميركيين لترسي أجواء من العداء المستشري بين طهران وواشنطن. إن تصنيف إدارة بوش إيران بالدولة "الشريرة" التي تدعم الإرهاب بالإضافة إلى استمرار العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، والاتهامات الأميركية لطهران بتأجيج المقاومة في العراق ضد القوات الأميركية وتدخلها المباشر وغير المباشر في الشأن السياسي العراقي، تدفع جميعها نحو مزيد من التشنج في العلاقات الإيرانية-الأميركية. ويأتي الآن الملف النووي الإيراني ليدفع بهذه العلاقات نحو مواجهة حقيقية وقاسية، يمكن أن تصل إلى مواجهة عسكرية، في حال عدم انصياع إيران للإرادة الدولية بعد إحالة ملفها النووي إلى مجلس الأمن الدولي. في المقابل تعود جذور العداء الإيراني للولايات المتحدة إلى الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة لإنجاح الإنقلاب ضد حكومة مصّدق في بداية الخمسينات، وإلى السياسات الأميركية الداعمة لحكم الشاه محمد رضا بهلوي ودولة إسرائيل(59).
وكان الدعم الأميركي للعراق خلال الحرب العراقية-الإيرانية ما بين عامي 1980 و1988 قد ولّد شعورًا لدى القيادة والشعب الإيرانيين بأن الولايات المتحدة تناصبهما العداء، وتتربص شرًا بإيران، ونتج عن ذلك ازدياد مشاعر العداء وتعميمها لتشمل معظم الإيرانيين.
يمكن أن تلخص مشاعر معظم الإيرانيين تجاه الولايات المتحدة من خلال القراءة الآتية (60)
1. تميل الولايات المتحدة إلى استعمال سياسة الغطرسة تجاه الدول الأضعف منها، ويصيب إيران قدر كبير من سياسة الغطرسة الأميركية.
2. تشكل الولايات المتحدة تهديدًا ثقافيًا وأيديولوجيًا للإسلام وللجمهورية الإسلامية الإيرانية.
3. هناك عداء أميركي متواصل ضد الدول والشعوب التي تريد السيادة والاستقلال بمنأى عن الخضوع والتبعية للغطرسة الأميركية.
4. تشكل سياسة العقوبات التي تنتهجها الولايات المتحدة تجاه إيران وخصوصًا محاولات منعها من دخول عصر التكنولوجيا الحديثة سياسة عدائية لا يمكن تقبلها طهران، والتي ترفض سياسة المعايير المزدوجة التي تتبعها واشنطن في الموضوع النووي.
5. تعتبر سياسة الانتشار العسكري الأميركي الكثيف في منطقة الخليج وخصوصًا منذ غزو العراق عام 2003 مصدر قلق كبير لإيران كما تشكل تهديدًا مباشرًا لأمن النظام الإيراني وللمصالح الإيرانية في منطقة الخليج. وترى طهران المدخل لأي حوار مستقبلي لاي يكون إلا من خلال قرار أميركي بخفض مستوى التواجد العسكري الأميركي حول إيران.
يعتبر السيد محمد حسين عادلي نائب وزير الخارجية الإيرانية أن سياسة إيران الخارجية قد مرّت في ثلاث مراحل منذ قيام الجمهورية: (1) بناء المؤسسات ووضع سياسة دفاعية (2) إعادة البناء بعد حرب الثماني سنوات مع العراق (3) الانفتاح والتدويل. ورافقت هذه المرحلة الأخيرة جهود لتطوير الاقتصاد وذلك بالتركيز على الصادرات الإيرانية غير النفطية والبحث عن استثمارات خارجية. وتركز الخطة الاقتصادية الرابعة والتي وضعت عام 2004 ولأول مرة على الانفتاح على الاقتصاد العالمي، بما في ذلك درس إمكانية دخول إيران "منظمة التجارة العالمية" والعمل على استيراد إيران للتكنولوجيا المتطورة (61).
تؤشر السياسة الخارجية الإيرانية الآن إلى اعتبار علاقات إيران الاقتصادية في مقدمة الاعتبارات في علاقاتها الدولية. ولهذا السبب فإن إيران تجد في سياسة العقوبات والحصار التي تتبعها الولايات المتحدة ضدها تهديدًا مباشرًا لأمنها واستقرارها الاجتماعي.
بدّد انتخاب محمود أحمدي نجاد والمواقف الاستفزازية التي عبّر عنها، بالإضافة إلى المشروع النووي الإيراني جميع الإيجابيات والاحتمالات حول إمكانية فتح صفحة جديدة من العلاقات بين إيران والولايات المتحدة. ليس هناك من أمل في ظل الظروف الراهنة باستئناف الحوار الذي كان قد بدأ في عهد خاتمي أو ذلك الذي تلاه مع فريق الراغماتيين الإيرانيين برئاسة هاشمس رفسنجاني. إن الحوار الذي كلف بفتحه مع إيران السفير الأميركي في بغداد زالماي خليل زاد لا يتعدى البحث في مسائل التدخل الإيراني في العراق، وقد أكدت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ذلك. من المتوقع أن تشهد العلاقات الإيرانية-الأميركية المزيد من التوتر والتحديات بعد إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن. وكانت إيران قد وجهت مؤخرًا تهديدات للولايات المتحدة في حال لجأت هذه الأخيرة إلى فرض عقوبات ضدها بقرار يصدر عن مجلس الأمن "يمكن للولايات المتحدة أن تحلق الأذى والألم بإيران، ولكن الولايات المتحدة معرضة للأذى والألم مثل إيران" هذا ما صرّح به جواد وحيدي رئيس وفد إيران إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية (62).
في الواقع يمكن الاستنتاج ان العلاقات بين إيران والولايات المتحدة تتجه نحو مزيد من التعقيد ولا يمكن بالتالي توقع أي تحسن في المستقبل القريب. لكن هناك يفرض واقع الجيوبوليتيك المحيط بإيران الآن بعد الانتشار الأميركي الكثيف في العراق وأفغانستان ودول آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز، على طهران التعامل مع الولايات المتحدة بقدر كبير من الواقعية، يمكن لإيران أن تعتمد سياسة التعامل الإيجابي مع الولايات المتحدة في أكثر من مسرح وفي أكثر من قضية وذلك قياسًا على التعاون الذي أبدته مع أميركا في الحرب على نظام طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان.
الهوامش
(1) The Iranians have for centuries thought of themselves as the ones whose accomplishments
provide a lesson for the world and their country is at “the center of the universe.” This is
how Graham Fuller of the Rand Corporation described Iran’s view of itself in a 1991 book of
the same name
(2) Elaine Sciolino, Persian Mirrors – The Elusive Face of Iran Free Press, A division of Simon
Schuster, New York, 338
(3) Ibid., 339
(4) These negotiations were organized by the Greek Ministry of Foreign Affairs in 2002-2003,
Mohsin Rizzai suddenly appeared one day as a lecturer in a conference sponsored by UCLA
and financed by the US Departments of State and Defense. Greece also during the same
period was sponsoring the negotiations between Libya and the USA to finalize a solution on
Pan Am flight which crashed over Lockerbie, Scotland
(5) “Ahmadi-Nijad Win Cements Conservative Control in Iran,” Forbes.com magazine article
Oxford Analytica 06.28.05, http://www.forbes.com/2005/06/28/Iran-President
(6) Salah Nasrawi, “Iranian President: Move Israel to Europe,” SF Gate Associated Press,
8 December 2005. http://www.sfgate.com/cgi-bin/article.egi?file
(7) “Iran Khatami Criticizes the Conservatives, the Imitators of Laden, Al-Hayat Newspaper,
11 November 2005: 8
Ibid. (
(9) “Iranian President: Move Israel to Europe,” SFA Gate cited in reference 6
Mark Gasiorowoki, “The Power Struggle in Iran,” Middle East Policy, vol VII No. 4, (10)
October 2000
(11) Wilfried Buehta, Who Rule Iran? The Structure of Power in the Islamic Republic,
(Washington Institute for Near East Policy and the Konrad Adenhauer Stifung,
Washington, Dec. 2001) 182
(12) Daniel Byman, Sharam Chubin Anoushiravan Ehteshami, and Jarold D. Green,
Iran’s Policy in the Post Revolutionary Era (Santa Monica, CA: Rand Corporation,
2001), 7-20
(13) This was a realistic perception of the Iranian leadership in Ayatollah Khamenei’s
comments in a speech in an officer’s military academy, October 31, 1999, BBC
summary, 2 November 1999
(14) Byman, Ehteshami, Green, Iran’s Policy in the Post-Revolutionary Era, 7-20.
(15) Ibid
(16) Buchta, Who Rule Iran? The Structure of Power in the Islamic Republic, 106-109
(17) Byman, Ehteshami, Green, Iran’s Policy in the Post-Revolutionary Era, 11-20
(18) Sciolino, Persian Mirrors: The Elusive Face of Iran, 342
(19) Ibid
(20) Ibid
(21) Ibid
(22) Jahangir Amuzegar, “Khatami and Iranian Economic Policy,” The Middle East Journal,
vol. 53, no.4, Autumn 1999, 534-552
(23) International Monetary Fund, International Financial Statistic Year Book (Washington,
DC: International Monetary Fund 2000)
(24) Amuzegar, “Khatami and Iranian Economic Policy,” 548-550
(25) Ibid
(26) Byman Ehteshami, Green, Iran’s Policy in the Post-Revolutionary Era, 54.
(27) Sciolino, Persian Mirrors: The Elusive Face of Iran, 339
(28) “Iran: The Hardliners Back Ahmadi-Nejad Declarations and Threaten to Respond
Aggressively to any Israeli Attack,” Al-Hayat Newspaper, 17 December 2005.
The prominent cleric Ali Meskini, who supervises the Council of the Guardians backed the
president’s declarations in his Friday sermon in the city of Quom describing them as
“logical.”
(29) Geoff Simons, Future Iraq (London: Saqi Books, 2003), 203-205,
(30) Ibid
(31) Ibid
(32) See IRNA, February 23, 1999, BBC, ME/3648 MED/8, February 25, 1999
(33) Anoushiravan Ehteshami, “Iran-Iraq Relations after Saddam,” The Washington Quarterly,
August 2003, 123-125
(34) Ibid
(35) Khalil Osman, “Thaw in Saudi-Iran Relations Heralds New Beginning for the Middle East,”
May 1, 1998. http://www.muslimedia.com/archives/world 98/Saudiran.htm
(36) Ibid
(37) Sharain Chubin and Charles Tripp, “Iran-Saudi Relations and Regional Order,”
Adelphi paper, no. 304, (London: IISS, 1996)
(38) Simon Henderson, “The Elephant in the Gulf: Arab States and Iran Nuclear Programs,”
The Washington Institute for Near East Policy, December 21, 2005
http://www.washingtoninstitute.org/print.php
(39) Ibid
(40) K. Gajendra Singh, “Turkey Iran Coming Closer,” Al-Jazeerah, 1 August 2004.
http://www.aljazeerah.info/opinion%20editorials/2004%20opionions
(41) Ibid
(42) Ibid
(43) Semith Vaner, “Iran et Turquie se Tiennent Toujours a Distance,” Revue de l’Institut
International de Geopolitique, No. 88, October-December 2004.
(44) Ibid
(45) Semith Vaner, “Iran et Turquie se Tiennent Toujours a Distance.” Revue de l’Institut
International de Geopolitique, No. 88, October-December 2004, 40.
(46) Afshin Valine Jad, “Iran Leader Calls for Israel Annihilation,” Boston Globe,
1 January 2000: 4
(47) Abbas Maleki, “The Islamic Republic of Iran’s Foreign Policy: The View from Iran,”
4 http://www.salamiran.org/iraninfo/state/government/foreign
(48) Bridget Kendall, “Diplomatic Furor at Iran Remarks,” BBC News, 19 November 2005.
http://newsvote.bbc.co.uk/mpapps/pagetools/print/news.bbc.co.uk
(49) Bridget Kendall, “Diplomatic Furor at Iran Remarks,” 3
(50) Daniel Byman and Roger Cliff, China’s Arms Sales: Motivation and Implications,
(Santa Monica, CA: Rand, 1999)
(51) Bates Gill, “Silkworms and Summitry: Chinese Arms Exports to Iran,” The Asia and
Pacific Rim Institute of the American Jewish Committee, 1997, 7
(52) Ibid
(53) Peter S. Goodman, “China Rushes Toward Oil Pact with Iran,” Washington Post,
February 18, 2006-03-27
(54) Ibid
(55) de Belaigne, The Struggle for Iran, 57
(56) Roula Khalaf, “World Bank May Resume Iran Loans,” Financial Times, 30-31 January
2006: 3
(57) “London: Iran in the Wrong Direction Since Ahmadinajad’s Election,” Asharq-al-Awsat,
14 March 2006: 3.
(58) Ibid
(59) Jerold D. Green, “Iran Limits to Rapprochement,” statement before the House Committee
on Foreign Relations, Subcommittee on Near Eastern and South Asian Affairs, May 1999.
(60) Rand Monograph Reports ,“Iran’s Security Policy in the Post-Revolutionary Era,”
http://www.rand.org/pubs/monograph_reports/MR1320
(61) World Economic Forum, Annual Meeting 2004, “Iran’s Foreign Policy Future,”
23 January 2004, http://www.weforum.org/site/knowledgenavigator.nsf/content
(62) Molly Moore and Colum Lynch, “Iran Threatens U.S. with Harm and Pain,”
The Washington Post, 9 March 2006
http://www.washingtonpost.com/wp_dyn/content/article/2006/03/08
***************************************
The Foreign Policy Of Iran
The Retired Staff Brigadier General Nizar Abdul Kader
After more than a quarter of a century on the establishment of the Islamic Republic of Iran, the last elections for the presidency of the Republic and the chamber of deputies confirmed that the Islamic ideology adapted by Imam Al- Khoumeini, as a main source for political and social orientation, is still alive, and that the forces safeguarding it are capable of protecting it against all the dangers that threaten it internally, or conspire against it externally, with the restoration of power by the conservatives appears a new trend to adopt an adamant policy in place of the realistic one of Hashemi Refsanjani and the reform ideas that Mohamed Khatemi tried to apply.
It seems now that the conservative regime of Ahmadi Najad is beginning to represent another phase of adamant rule, experienced by the Khomeini’s term, especially in the domain of foreign policy. And the statements of Ahmadi Najad, in the recent days after his election, denote that he will adopt an intransigent foreign policy, especially in the field of “Iran Nuclear program”, and the position vis-à-vis Israel.
So, to determine and understand the open options of the Iranian foreign policy, and its initiative and its approach to achieve the prime interests of the Iranian nation, according to the political perspective and the ambitions of the Islamic Republic, it is necessary to study and analyze the sources and darting point which any form the basis of this foreign policy.
**********************************************
La Politique Etrangère Iranienne
Le Général De Brigade A La Retraite Nizar Abdel Kader
25 ans après l’établissement de la République Islamique en Iran, les dernières élections présidentielles et celles du conseil viennent pour confirmer que l’idéologie islamique adoptée par l’Imam El Khomeiny, comme étant la source principale de l’orientation politique et sociale, est toujours viable et que les forces qui la soutiennent sont capables de la protéger contre les dangers qui la menacent à l’intérieur, comme à l’extérieur.
Après la récupération du pouvoir par les conservateurs, une nouvelle tendance surgissa pour adopter une politique ferme qui vient remplacer la politique réaliste proclamée par Hachimi Rafsanjani ou les idées de réforme que Mohamad Khatami a essayé d’appliquer.
Il paraît actuellement que le pouvoir conservateur dirigé par Ahmadi Nijad, commence à présenter une nouvelle phase du pouvoir « rigoriste » connu quand El Khomeiny était au pouvoir, surtout au niveau de la politique étrangère. Par ses déclarations évoquées suite à son élection, Ahmadi Nigad, apparaît qu’il oeuvrait à adopter une politique étrangère rigoriste surtout en ce qui concerne le programme nucléaire de l’Iran et sa position vis à vis Israël.
Afin d’identifier et de comprendre les options valables de la politique étrangère iranienne, ses initiatives et son approche vis à vis l’intérêt suprême de la nation iranienne selon les ambitions politiques de la république islamique, il est indispensable d’étudier et d’analyser les ressources qui pourront constituer la base fondamentale de cette politique extérieure.