دور المصالح في هندسة المواقف الدولية من الثورات العربية: دراسة في الموقف الأمريكي والموقف الروسي.
الكاتب الأستاذة شهرزاد أدمام/ أستاذة العلاقات الدولية/ جامعة جيجل/ الجزائر
المقدمة:
في وقت لا تزال تجتاح فيه موجة التغيير العالم العربي تحت وقع ما عرف بالثورات العربية التي انطلقت مع نهاية عام 2010، والتي غالبا ما تماثلت مسبّباتها وتقاربت سيناريوهاتها مشكّلة مركز استقطاب لاهتمام دولي عكسه تزاحم المواقف الخارجية واختلافها، نجده لزاما علينا الوقوف عند حيثيات هذه الأخيرة من خلالتقصي حدود الدور الخارجي في توجيه إيقاعات هذا الحراك وتدوير دواليبه عبر مواقف اتصفت في مجملها بالاختلاف والتذبذب وحتى التناقض، محاولين الكشف عن دور مؤشر المصالح في هندسة هذه المواقف وإعادة ترتيبها في كل مرة، مركزين لأجل ذلك على موقف كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في شكل مقارنة تفضح تمايز المصالح وما تبعه من تناقض في المواقف، مدفوعين في ذلك بالإلحاحية الأكاديمية التي يفرضها مدخلان أساسيان لهذا الموضوع وهما:
1- مدخل الأهمية:الذي يصنعه الدور الخارجي الفاعل في توجيه وتأجيج هذا الحراك.
2- مدخل الدلالة:مدى دلالة ذلك عل ضوابط اللعبة السياسية الدولية المحكومة بمؤشر المصالح.
ولأجل تفصيل هذا الموضوع ارتأينا تفحص المحاور التالية:
1*- الوقوف على أبرز خصائص المواقف الدولية تجاه الثورات العربية: بين التحفظ والتدخل /الازدواجية في التعامل/ الانتهازية وتقنص الفرص/ خلق أدوار تكميلية لقوى مصطنعة.
2*- التتبع التحليلي للمواقف الدولية ذات التأثير المباشر على إيقاعات الثورات العربية: الدول الأوروبية/ الصين/ دول الخليج -قطر-/ بعض القوى الديمقراطية الصاعدة/ مع إبراز البعد المصلحي لهذه الدول في رسم مواقفها.
3*- المقارنة بين الموقف الأمريكي والروسي واستبيان خلفياتهما المصلحية.
4*- نظرة استشرافية لمنحنى الثورات العربية في ظل تنامي الدور الخارجي وتباين تأثيراته.
1/- خصائص المواقف الدولية تجاه الثورات العربية:
لقد تمايزت صفات المواقف الدولية تجاه ما عرف بالربيع العربي بين خصائص عديدة طبعها التماثل تارة والاختلاف وحتى التناقض تارة أخرى، إذ نجدها تراوحت بين التحفظ والتدخل وبين الانتهازية([1])والازدواجية في شكل يمكن تبيانه كالآتي:
ا/- بين التحفظ والتدخل: لقد أدت أسباب عديدة من قبيل عنصر المفاجأة والتسارع المفرط للأحداث إلى جانب دور المصالح في جعل بعض المواقف تتأرجح بين التحفظ والتدخل وما تحمله هاتين السلوكيتين من مدلولات تشكل بوضوح طرفا نقيض يستوجب بإلحاح استشفاف بواعثه.
ب/- الانتهازية :حيث انطلقت الكثير من المواقف من خانة التحفظ بل والتنديد بالثورات، لكنها مالبثت أن غيّرت مسارها مع اشتداد وقع الأحداث موازاة مع استمرارية تماسك النظام وتعنته واحتفاظه ببعض خصائص قوته، لتخفف من حدة تحفظاتها وتدخل صفّ الدّاعين إلى إيجاد منافذ سلمية حوارية توفيقية بين الطرفين كمرحلة أوّلية باتجاه النزوح جهة الثوار إن لاحت بعض تباشير نصرهم، وهكذا كشف تغيّر المنحنى التصاعدي لأطوار الثورات عن تقنّص بعض الدول للفرص من أجل تبنّي المواقف التي تمكّنها من التكيّف السريع مع مفرزات هذا الحراك باختلاف مراحلها وأبعادها.
جـ/ ازدواجية المعايير:على الرغم من أن المسبّبات الرئيسة لمختلف الثورات التي عرفتها المنطقة العربية تكاد تكون نفسها إلاّ أنّ مواقف الدول الخارجية لم تخف ازدواجية تعاملاتها من ثورة إلى أخرى، والمتفحص لهذه الازدواجية لا محال سيكتشف بوضوح البعد المصلحي في هندستها؛ إذ كثيرا ما عمل النفط والموقع الجيوستراتيجي وطبيعة التركيبة السكانية ومكوناتها إلى جانب درجة حدة الثورة وتسارع تطوراتها المعلنة بداية العهد الجديد الدور الحاسم في هيكلة مواقف العديد من الدول وتباينها (إيطاليا تجاه الثورة في ليبيا، روسيا تجاه الثورة السورية، الولايات المتحدة تجاه مصر).
د/- خلق أدوار تكميلية لقوى مصطنعة: وذلك عبر استغلال مطامع بعض الدول الصغرى الطامحة إلى إيجاد دور إقليمي موسع لها على أنقاض أدوار دول أخرى لابد من تسريع سقوطها (مصر وسوريا)، وقد تناسب هذا الأمر كثيرا مع قطر التي ساعدت زيادة نشاط سياستها الخارجية إلى جانب أداتها الإعلامية على إضفاء شرعية عربية على التدخلات الخارجية مختلفة التسميات وتأجيج الثورات بأغطية ملساء تخفي وراءها تشابكا مصلحيا لا شك أن المستقبل سيكشف تفاصيله القاطعة.
لقد كان للعامل الخارجي بالغ الدور في تحريك مسارات مختلف الثورات التي شهدتها المنطقة العربية وحسم نهاياتها بل وتأجيجها، وعلى الرغم من التصنيفات التي حاولنا من خلالها التمييز بين بعض الخصائص التي طبعت مواقف الدول الخارجية إلاّ أنّ كثيرا من هذه الأخيرة كانت قد مزجت في مواقفها بين أكثر من خاصية متماشية في ذلك من جهة مع درجة فجائية الثورات وكذا حدتها ومساراتها والسيناريوهات المحتملة لمفرزاتها، ومن جهة أخرى مع اختلاف علاقاتها السابقة مع الأنظمة المستهدفة وتواصل أملها في الإبقاء على بعض منها باعتباره "رقما قياسيا في معادلة المستقبل".
2/- التتبع التحليلي للمواقف الدولية وإبراز الدور المصلحي فيها:
إنّ المتفحص لمختلف المواقف الدولية تجاه الثورات العربية ليدرك كل الإدراك البعد المصلحي في هيكلتها، وعلى هذا فإن تحليلنا للموقف الأوروبي يفرض علينا بدء الوقوف على أبرز المحاور التي نسجت حولها المصالح الأوروبية في المنطقة العربية والتي يمكن اختزالها في الآتي:
- امدادات النفط سهل التكلفة والبعيد عن التسييس.
- بنود واشتراطات علاقات الشراكة الأورومتوسطية .
- التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والحد من الهجرة غير الشرعية.
- بناء "قلاع حصينة ضد التطرف الإسلاماوي"
- ضمان التفوق الإسرائيلي واعتباره اليد الممتدة للغرب في المنطقة وهو ما يؤشره اتفاقيات الشراكة مع إسرائيل منذ 1995.
وفي هذا السياق تجزم عديد التحليلات أن المواقف الأوروبية اتصفت بالانتهازية المكشوفة إذ انطلقت مع بداية الاحتجاجات في مصر وتونس من خانة التنديد بها وتقديم كل الدعم السياسي للنظامين المستهدفين؛ ذلك أن الدول الأوروبية كانت قد رتبت مصالحها المبينة أعلاه على أكمل وجه مع هذين النظامين، ومع استمرار الاحتجاجات أضافت الدول الأوروبية إلى مواقفها دعوات الحوار والتعقل للطرفين.
إن هذا التحفظ ما لبث أن تحوّل مع ازدياد حدة الأحداث وانفضاح القمع الممارس على المواطنين العزل إلى مساندة معلنة لهؤلاء بل وحتى الانخراط إلى صفهم في ليبيا في إطار حملة عسكرية لحلف شمال الأطلسي بقيادة فرنسية، طبعا إذا ما استثنينا التحفظ والارتباك الذي شاب الموقف الإيطالي نظرا لضبابية وخطورة التصعيد الذي آلت إليه الثورة هناك وتخوف إيطاليا من تأثر مصالحها النفطية([2])وكذا المتعلقة بالهجرة غير الشرعية خاصة بعد التهديدات التي وجهها القذافي.
إنّ الموقف الأوروبي تجاه الثورة في البحرين اتخذ منطلقات مختلفة حدّاها من جهة محاولة تحصين "أحجار الدومينو" الخليجية وبالتالي المصالح الجيوستراتيجية الأوروبية بالمنطقة من عدوى الثورات العربية، ومن جهة أخرى الخصوصية التي تطبع ثورة البحرين والمتعلقة بالبعد الشيعي لها والذي يطرح احتمالية اليد الإيرانية فيها وما تحمله من عداء للغرب على خلفية البرنامج النووي الإيراني، وعليه لم يتعدّ الموقف الأوروبي مجردّ التعاطف الخجول مع المحتجين دونما أي تنديد بالنظام وممارساته.
وفي سياق آخر جاء الموقف الأوروبي تجاه الثورة في سوريا على شاكلة ما كان تجاه ليبيا منطلقا من المراقبة إلى دعوات الحوار لكنه ما لبث يتحول إلى التنديد بالنظام والتحريض عليه والوقوف بجانب المعارضة مع مساندة كل طروحات التدويل، وهو ما يعكس التبعية للموقف الأمريكي الذي طالما اعتبر سوريا نظاما ممانعا للسياسات الغربية وكذا مدعّما وممولا للإرهاب وحليفا لإيران وحزب الله ومعاديا لإسرائيل([3]).
وعلى نقيض التدخل الأوروبي جاء الموقف الصيني مائلا إلى الترقب والتحفظ والتردد غير مخف لتخوفات الصين من الإنزلاقات المحتملة والتي قد تزيد من حدة الأزمة الاقتصادية العالمية وترفع من وقع تداعياتها على الصين بالنظر إلى اعتبار المنطقة العربية سوقا كبيرة للمنتجات الصينية ومصدرا هاما للإمداد النفطي للصين وهدفا مهما لاستثمارات شركاتها.
وإذا ما كان الصمت المتخفي وراء مبدأ عدم التدخل هو ما صبغ الموقف الصيني إزاء الثورات في تونس ومصر، فإن الانشغال بإجلاء الرعايا والتحسر على خسائر الشركات الصينية في ليبيا مكّنا الصين من التهرب من الظهور في واجهة مواقف القوى الكبرى كما يقتضيه حجمها الفعلي مكتفية بذلك بالثبات على موقف عدم التدخل خاصة العسكري في الشؤون الداخلية للدول مساندة في ذلك الموقف الروسي([4]).
إنّ من الحقائق الجديرة بالوقوف عندها والتي عملت تطورات الحراك العربي على بلورتها هي تلك الأدوار التي أصبحت تضطلع بها الأنظمة الخليجية عامة وقطر على وجه الخصوص،مرتكزة في ذلك على محاولة اختبار قدراتها السياسية والمالية والإعلامية وحتى العسكرية بدء من التجربتين التونسية والمصرية واللتين بناء عليهما تمكنت من هندسة مواقف وسلوكات اتسمت بالفاعلية أكثر في تحديد مسارات المنحنى التطوري للأحداث سواء في تلك التي ساهمت فيها بالإمدادات اللوجستية والعسكرية في ليبيا على خلفية الخلافات التي جمعتها بالقذافي أو في البحرين تخوفا من المد الشيعي بها، أو تلك التي اكتفت فيها بالجولات السياسية كحالة اليمن والمساعي التدويلية في الحالة السورية.([5])
وحري بالذكر أن أدوارا كالتي اضطلعت بها قطر جاءت في سياق مخططات أمريكية سابقة استهدفت إعادة هيكلة الشرق الأوسط، عبر آليات مختلفة كان منها اصطناع أدوار تكميلية لقوى صغرى ومكافأتها في كل مرة، وهو ما حازت عليه قطر في ليبيا من تفضيلات نفطية .
وعلى صعيد آخر أظهر الحراك العربي فاعلية قوة أخرى هي تركيا التي أدركت التأثير السياسي والاجتماعي وحتى العسكري للحراك الشرق أوسطي عليها، وهو ما دفعها لفرض نفسها بمواقف طالما عكست رؤيتها المصبوغة بالانتماء الحضاري والجغرافي والاستراتيجي للمنطقة من جهة والطامحة إلى افتكاك دور لها ضمن الهندسة الجديدة للأخيرة مع الحفاظ على مكتسبات السعي السابق إلى بناء دور إقليمي لها من جهة أخرى، وفي هذا السياق بدا الموقف التركي داعما لكل مساعي الحوار والتعقل والإصلاحات والتخفيف قدر الإمكان من أي تصعيد محتمل للأحداث بما فيها التدخلات الأجنبية التي طالما أربكت الأتراك.([6])
إن استعراضنا للمواقف الدولية ذات التأثير المتباين على التطورات في المنطقة العربية لا يكتمل إلا بالإشارة إلى مواقف بعض القوى الإقليمية كالهند والبرازيل وجنوب إفريقيا والتي عادة ما تصنف ضمن القوى الديمقراطية التقدمية، بما يفترض أن يلزمها مواقف مساندة لمطالب الشعوب المشروعة ومنددة بقمع الأنظمة لها، غير أن العكس هو ما حدث انطلاقا من تخوفها الملازم من أي مساع غربية لفرض هيمنة بصيغ جديدة في المنطقة، خاصة بالنظر إلى حقيقة أنّ التدخلات الغربية زادت حدتها ضد تلك الأنظمة التي طالما كانت في صف الممانعة للسياسات الغربية (ليبيا ثم سوريا).([7])
3/- دراسة في الموقف الأمريكي والموقف الروسي:
إنّ تقصّي حدود الدور الخارجي في توجيه إيقاعات الحراك العربي وتدوير دواليبه لا يمكن إجراؤه من دون الوقوف على أكثر المواقف الدولية اختلافا بل وندّية فيما بينها ونقصد بها كلّا من الموقف الأمريكي والموقف الروسي؛ فبالقدر الذي كان فيه الأول تدخليّا جاء الثاني على قدر كبير من التحفظ.
وفي هذا السياق يعتبر الموقف الأمريكي من أكثر الأدوار رصدا وانتظارا سواء من قبل شعوب وأنظمة المنطقة أو من طرف شعوب وأنظمة قوى إقليمية وعالمية، وهذا طبعا بالنظر إلى الدور الذي يمكن للولايات المتحدة أن تلعبه، والتغيير الذي قد تحدثه تدخلاتها إن إلى جانب الحراك الشعبي أو إلى جانب الأنظمة المستهدفة، وهي التدخلات التي لم تكن مستبعدة خاصة وأنّ منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط طالما صُنّفتا في دوائر صناعة القرار الأمريكي ضمن المناطق الأكثر حيوية لاقتصاد الولايات المتحدة والأشد ارتباطا بأمنها القومي.
والمتتبع لوثائق "إستراتيجية الأمن القومي الأمريكي" يجدها طالما ربطت هذه المنطقة بأولويات أمريكية سواء اقتصادية أو أمنية تلخصها المحاور التالية:
- التعاون الواسع مع الحليف الإسرائيلي في عديد القضايا الجوهرية مع الالتزام الدائم وغير المحدود تجاه أمنه.
- ضمان استمرار تدفقات النفط بالأسعار المدروسة.
- السعي إلى التسوية المرضية لطرفي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
- التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
- منع الانتشار النووي وإعاقة المساعي النووية الإيرانية.
إنّ هذه المحاور هي بحق ما حكم الأدوار الأمريكية في الثورات العربية وطبعها بالانتهازية تارة وبالتدخليّة تارة أخرى، وأطغى عليها طابع الازدواجية في التعامل بين كل ثورة وأخرى والذي ظهر بوضوح بعد الخروج من حالة الذهول الأولى.
في وقت اندلعت فيه الثورة التونسية وفي إثرها الثورة المصرية كانت إدارة "أوباما" غارقة في أزمة "انكفاء كبير عن المنطقة" بفعل تعثر خطة احتواء الفشل في العراق وأفغانستان إلى جانب انسداد عمليات التسوية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وفي ظل هذه الأوضاع لعب عنصر المفاجأة والتسارع المميز للثورات دورا أساسيا في إصابة الموقف الأمريكي بحالة من الارتباك والاضطراب المنعكس في الخطاب الرسمي الأمريكي تجاه الأحداث والذي قاده تجاذب دوائر صناعة القرار الأمريكي بين الخطاب الأمريكي التقليدي المشدد على ضرورة تسريع مساعي الديمقراطية بالمنطقة وبين الواقع بالغ التعقيد الذي هو قادر على إسقاط أنظمة موالية دونما إمكانية لتقديم يد العون.([8])
غير أن هذا الارتباك لم يدم طويلا بالنظر إلى تأزم الوضع وجديته بما دفع الولايات المتحدة إلى محاولة تعويض ما فاتها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مصالحها عبر اللعب على الوترين تخوفا من ميلان الكفة إلى جهة غير محسوبة.
وفي تماثلية موفقة تمكنت واشنطن على الأقل من تحييد الجيشين التونسي والمصري سعيا منها للمحافظة على هيكلية جنرالات النخبة وثيقي الارتباط بواشنطن والمؤتمنين على الالتزامات الإستراتيجية التي طالما حافظوا عليها وصانوها في ظل نظامي "بن علي" و"مبارك".([9])
لقد ازداد "ضبط الأنفاس" الأمريكي بعد تمثل الخطر المحدق بالمصالح الأمريكية وأمن إسرائيل من الثورة في مصر مما دفع الإدارة الأمريكية إل محاولة استهلاك كلّ الوقت الممكن في مساندة النظام مع دعوات تهدئة داعية إلى الحوار وضبط النفس، وخفت صوت المد الشعبي الذي لم تقتنع كليّا بحدته إلاّ مع تنحي "مبارك" وارتفاع دعوات الثوار بإلغاء الالتزامات مع إسرائيل واسترجاع الدور المصري المفقود في نصرة فلسطين، لتباشر ودون تأخر في محاولة نسج علاقات أوثق مع الشعب المصري والثوار الذين لم يستجيبوا حينها للوجه الجديد "المصطنع" لأمريكا، وهو ما لم يثنيها عن محاولات أخرى للالتفاف على الثورة ومبادئها لتستطيع بعد هذا افتكاك تطمينات موثوقة بعدم المساس بالالتزامات السابقة خاصة المتعلقة بمعاهدة "كامب ديفيد".
وبين تونس ومصر جاءت الثورة في ليبيا على إيقاع أكثر حدة وفي مشاهد أشدّ دموية صنعها نظام "القذافي" وجرّ إليها الثوار تحت تشجيع أمريكي مماطل استهدف إطالة عمر الثورة قدر الإمكان، وجعل التدخل الغربي المنفذ المضيء الوحيد لتسوية القضية، وهو ما كان بعد تأمين غطاء شرعي عربي ودولي أزال عن الولايات المتحدة كل القيود لتعمل بيد أوروبية وبكل جهد على تحطيم البنى التحتية الليبية بما يفتح أسواقا جديدة لشركات الإعمار الغربية مع تأمين مستقبلي أفضل للنفط الليبي بعيدا عن "مزاجيات القذافي".
لقد كانت الرغبة الأمريكية واضحة في إطالة الثورات بالمنطقة العربية وتصعيدها ثمّ تدويلها، وهذا انطلاقا من المبدأ الأساس الذي طالما تعاملت وفقه الولايات المتحدة مع الشرق الأوسط هادفة إلى منع توفر أيّة شروط ثقافية أو دينية أو سياسية أو اقتصادية قد تسمح لشعوب المنطقة بالتقارب والتعاون والتقدم، وهو المبدأ القائم على: فكرة "النظام الذي ينبثق من الخراب"، وهذا ما حدث في العراق وأفغانستان ثمّ في ليبيا والقائمة لا تزال مفتوحة، وأما التطبيق فيقوم أساسا على فكرة: "عدم اختلاق المشكلة وإنما البحث عنها والعثور عليها ثم العمل على تأجيجها".([10])
وفي الحالة اليمنية اختارت الولايات المتحدة اللعب على طرفي الحبل للثورة تحسبا لأيّ رجحان في الكفة لأحد الطرفين تحت تخوف من انفلات الأمور في بلد طالما ربطته بواشنطن علاقات أمنية محورها الحرب على الإرهاب.
أما في البحرين أين ارتبطت الثورة بالتيار الشيعي وما يدور حوله من مخاوف زيادة النفوذ الإيراني، فقد اعتمد الولايات المتحدة على اختبار الصيغة الجديدة في توزيع الأدوار والمتمثلة في إعطاء أدوار تكميليّة لقوى مصطنعة للاضطلاع بمهام ليست مساندة المطالب الشرعية للشعب هناك وإنما لتعزيز مقدرات النظام الحليف، وهو ما أحسنت الدول الخليجية القيام به في إطار قوات "درع الجزيرة" بقيادة سعودية وتعتيم إعلامي قطري.([11])
وإن كانت الولايات المتحدة قد تنازلت عن "الكعكة الليبية" لحلفائها الأوروبيين وعن البحرينية للخليجين فإنها استشرفت دون شك النصيب الأكبر في سوريا، هذه الأخيرة التي ما إن وصلت عدوى الثورة إليها حتى طفت إلى السطح تشابكات عديدة تجمع قضايا بالغة التعقيد استدعت من الولايات المتحدة الأمريكية استحضار الإستراتيجية المتبعة تقليديا في إعادة صياغة الكيانات والتحالفات القائمة بالشرق الأوسط، وفق منهجية "الانتقال من البسيط إلى المعقد" والتي في إطارها يمكن توصيف ليبيا بأنها النموذج البسيط وأما إيران فهي النموذج المعقد وبينهما تقع الحلقة السورية.
وإن كانت اليد الأمريكية لا تزال خفيّة في التدافع الدولي في الحالة السورية فإن ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى أنها أوكلت المهمة إلى المجموعة العربية الموثوقة الجانب مما يعطيها مزيدا من المزايا التبريرية لأية تعقيدات مستقبلية، والتي تنذر بها عدة إشكالات لا مناص منها يطرحها الملف الإيراني بداية ويغذيها الملف الكردي وتؤججها العلاقات السورية الإيرانية مع حزب الله وحماس، دونما تجاهل حساسية المنطقة لروسيا وكذا الدور المرتقب لتركيا، وتماسات كل ذلك مع إمدادات النفط من جهة وأمن إسرائيل من جهة أخرى.([12])
وبهذا كان الدور الأمريكي سريعا في الخروج من حالة الإرتباك والترقب ليتحول إلى عامل أساسي في توجيه بعض الثورات وحسم المراحل الأولى لأخرى وإطالة أمد لأخيرة، مع المساهمة في رسم المعالم الأولية لما بعد هذه الثورة مدفوعا في ذلك بمتطلبات الدور العالمي الذي تستميت دوائر القرار الأمريكية في لعبه منذ نهاية الحرب الباردة.
وعلى النقيض من الدور الأمريكي كان الدور الروسي محكوما بالإرباك والتخوف من التورط في خطوات غير محسوبة بدقة، وهو ما سببه بداية عنصر المفاجأة الطاغي على الثورات العربية وكذا سرعة انتشارها واتساع رقعتها، وانعكس هذا في مرونة الخطاب الروسي المعتمد في توصيف تطورات الأحداث والذي استهدف بشكل "كبير التسويق الإعلامي وتجنب إثارة الرأي العام الداخلي وعدم استعداء الرأي العام العالمي".
إن المتابع للمواقف الروسية يلحظ عدم الاهتمام المتعمد بالثورة التونسية انطلاقا من أمل محدودية تأثيراتها، إلاّ أن انتقال العدوى الثورية إلى مصر أدخل روسيا مرغمة في التجاذبات الدولية الحاصلة تجاه هذا الحراك، دخولا كان يطبعه الحذر والترقب والممانعة بل والتشكيك، هذا الأخير الذي وجدت له روسيا مسوغات أكثر في الحالة الليبية خاصة بعد الذي وصفته موسكو بتساهلها غير المحسوب تجاه قرار تدخل "الناتو" مؤكدة على عدم الموافقة على تكراره مستقبلا، محاولة بين هذا وذاك إضفاء طابع المؤامرة واليد الخفيّة الغربية في الثورات، وهي ذات الخطابات التي ثبتت عليها روسيا بممانعة أكبر في الحالة السورية والتي زاد من حدتها حساسية الأخيرة في قضايا محورية بالمنطقة .
ويبدو للوهلة الأولى أنّ روسيا من وراء خطابها المرن غالبا تحاول التموضع بشكل متوازن بين الثوار والأنظمة المستهدفة بما يضمن مصالحها في ظلّ ضبابيّة السيناريوهات التي ستؤول إليها الأحداث فيما بعد، ولأن المصالح الاقتصادية لم تكن بالحجم الكبير الذي يستدعي مجاراة الأنظمة المستهدفة فقد كان حري بروسيا أن تقيس الأمور بأكثر استراتيجية وبعد نظر، وتتجنب تتبع مصالحها الآنية (التي لا تكاد تتعدى بضع مليارات الدولارات في شكل صفقات سلاح ومشاريع في البنى التحتية بليبيا واهتمامات سياحية بالمنطقة) والركون إلى مخاوفها المبالغ فيها من وصول عدوى الثورات إلى تخومها ومن احتمالية اجتياح التيارات الإسلامية للمنطقة بما سيشكل سندا غير مرغوب للمسلمين الروس، واستبدال كلّ هذا بدور أكثر نضج يمكنها من افتكاك الأوراق الرابحة من الغرب واستخدامها في لعب دور عالمي .
إنّ نظرة أولية للموقف الروسي تطرح احتمالية أن روسيا تنطلق في مواقفها على أساس نهج براغماتى يأخذ بالحسبان حسابات الربح والخسارة بما يعكسه إبداء موسكو استعدادها للاعتراف بالثورات دون التخلي عن الأنظمة القائمة، وهو احتمال مقبول في شقه الأول على اعتبار أن ما يربط روسيا بالمنطقة العربية لا يتعدى منطق الربح والخسارة ، غير أن واقع الأحداث أبطل صدقية هذا الاحتمال انطلاقا من حقيقتين:
- أولاهما أن المواقف الروسية تأتي متأخرة دوما بعد أن تكون الأحداث قد تجاوزتها، وهو ما حصل مع الحالة الليبية أين اعترفت بالمجلس الانتقالي بعد وشوك سقوط نظام القذافي، أين كان لهذا الموقف ردود فعل سلبية لدى الشارع العربي عموما والشارع الليبي على وجه الخصوص، وفي سياقات مماثلة جاءت المواقف الروسية مستميتة في الدفاع عن أنظمة اقتنعت كل الدول وقبلها الشعوب بحتمية وقرب سقوطها.
-و ثانيهما أن روسيا لم تحصل من حساباتها الخاطئة سوى الخسارة سواء تلك الاقتصادية الناجمة عن صفقات السلاح واستثمارات الغاز التي أبرمتها مع الأنظمة المنقضية، أو تلك الأعمق التي افتتحت بها عهدها مع شعوب المنطقة تحت سخط الأخيرة عليها.([13])
لقد كان من الأنسب لروسيا بمقاسات إستراتيجية أن تساند الحراك الشعبي ضد الأنظمة التي طالما اتفق على وصفها بالعميلة للغرب والعمل على وضع لمسات روسية في سيناريوهات ما بعد الثورات، إلاّ أن الواضح من المواقف الروسية أنها "لم تتعدى التشبث بالماضي السوفيتي الذي يفرض عليها الوقوف بالند للمواقف الغربية"([14])، دونما استيعاب لحركية إيقاعات النظام الدولي الحالي الذي "قوّضت فيه الحجة الإيديولوجية" كمتغير لرسم المواقف وتحديد الأدوار .
4/- نظرة استشرافية لمنحنى الثورات العربية في ظل تنامي الدور الخارجي وتباين تأثيراته:
إن الفكرة السائدة بشأن المنطقة العربية هي تلك التي تصفها على أنها طالما كانت منطقة غير مستقرة تُطرح بشأنها إشكالات وتساؤلات أكثر بكثير ممّا يقدم بشأنها من إجابات، وعلى هذا فإن أية محاولة لاستشراف التغيرات الحاصلة بها لا يمكن ضبطه بصورة قطعيّة، خاصة في إطار ما يشوبها الآن من حالة ما يوصف بـــــ "الانفلات الإقليمي"([15]) التي يصعب معها تحديد الأدوار وتصور المؤشرات الإقليمية والدولية التي ستؤول إليها إيقاعات التفاعلات بالإقليم سواء التعاونية أو التصارعيّة وإن أضفنا إلى هذا قابلية الإقليم المنفردة تجاه التدخلات الخارجية فإن ضبط السيناريوهات سيكون أصعب بما كان.
غير أنّ هذا لا يمنع من تأشير بعض المحاور التي ستتفق بشأنها لا محال كثير من استراتيجيات القوى الإقليمية والعالمية بشأن أدوارها القادمة في الثورات المنتهية أو تلك القائمة أو حتى الممكن قيامها، والتي يمكن تلخيصها في الآتي:
1-إنّ قرارات التخلي عن الأنظمة المستهدفة الموالية لإحدى القوى الخارجية سيبقى لدى بعض هذه الأخيرة كخيار لا بديل عنه كما كان في الثورات السابقة وهو ما ستطغى على الموقف الروسي تجاه النظام السوري، وعلى هذا ستكون المراحل القادمة في صيغة جولات جديدة تحافظ فيها القوى الخارجية على أساسيات دعم الأنظمة الموالية لكن مع حذر أكبر ومحاولة استشراف مبكر لمآلات الثورات.
2-السعي الجاد إلى إيجاد "ضوابط جديدة" من خلالها يمكن قياس فاعلية الإرادة الشعبية للتغيير، وهيكلتها في أطر محلية ذات ارتباطات بمصالح ومطامع القوى الخارجية.([16])
3-استمرار التلاقي الروسي الصيني حول المراهنة على الأنظمة بدل الشعوب، بالنظر إلى تخوفاتها من انتقال موجة التغيير إلى داخلها.
4-أما بالنسبة للثورة في سوريا فإن سيناريو الإبقاء على نظام الأسد سيكون المرجح سواء لروسيا المدافع الأساسي عنه أو للغرب هذا الأخير الذي يهمّه في سوريا أكثر شيء إطالة أمد الثورة بما سيشغل سوريا لعقود طويلة قادمة بإعادة البناء، ويأتي ترجيح هذا الموقف بالنظر إلى حقائق ثابتة مفادها أن نظام الحكم القائم تطغى عليه الطائفة الشيعية النصيرية العلوية المدعومة بجيش اعتاد على الولاء لآل الأسد، وهو بهذا يفوت الفرصة على الأغلبية السنية للوصول إلى الحكم ممّا يؤمن لإسرائيل التعامل مع نظام ألفته دونما حاجة إلى التعلم من جديد كيفيّة التعامل مع نظام لم تختبره فهي حاليا سترضى بالنظام الذي تعودته لعقود، وهو ما سيساندها فيه حلفاؤها الغربيون.([17])
5-بالنسبة لتركيا فإن تأجج الثورة في جارتها سوريا التي تعتبرها "نافذتها على العالم العربي" سيدفعها دون شك إلى محاولة استثارة كلّ ما يمكن استثارته من التجاهل الغربي لها في تجاذبات الثورة الليبية وكذا الإستفادة من نتائج عكسية تكبدتها من موقفها تجاه غزو العراق 2003.
6-أما الدول الخليجية فسيكون همها الأكبر هو صون نموذجها الملكي عبر المنطقة من أي رغبات في التغيير حتى وإن كان عبر قمع وتحت تعتيم إعلامي.
الخاتمة
عادة ما اختبرت الدول والأمم عبر التاريخ حالة عدم اليقين التي تعقب الثورات والتي ارتبطت غالبا بغياب القدرة على الحكم المبدئي على نجاحها أو فشلها، بما يصنع ضبابية تفتح المجال لتشابك عوامل داخلية وأخرى خارجية في رسم حيثيات مشهد ما بعد الثورة.
ولأن المنطقة العربية طالما كانت محط نزاعات وتدخلات خارجية إقليمية وعالمية فإنها دون شك لن تحيد عن هذه القاعدة بعد انجلاء دخان ثوراتها، حيث سيكون للدور الخارجي بالغ الأثر في تشكيل مرحلة ما بعد الثورة خاصة بالنظر إلى ما تخلفه الثورات من هشاشة في البنى الأساسية للدولة: السياسية منها والعسكرية والاقتصادية وحتى الاجتماعية، كما أن النخب العربية أثبتت إلى حدّ الآن قصورها عن حماية ثورات شعوبها وعجزها عن اقتراح الطروحات الأنسب لتسيير الحقبة الجديدة، بما يرهن مستقبل الثورات بالأجندات الجاهزة التي سيقدمها الأسبق في رسمها.
-قائمة المراجع:
1-"الثورات العربية... والمواقف الدولية"
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=6146620/9/2011
2-خليل سامي ايوب، "موقف الاتحاد الأوروبي من الثورات العربية"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=285741/ 02/12/2011.
3-شوي تشينغ قوه بسام،"قراءة من بكين للموقف الصيني من الربيع العربي"
http://international.daralhayat.com/internationalarticle/34829309/01/2012.
4-السفير عبد الله عمر،"إضاءة على بعض ملامح الرّبيع العربي وتداعياته"
http://www.dohainstitute.org/Home/Details?entityID=5d045bf3-2df9-46cf-90a0-d92cbb5dd3e4&resourceId=a8fa4593-e44b-482e-8bb5-93fecebafcf6 27/03/2012
5-"الموقف التركي من الثورات العربية"
http://www.aljazeera.net/analysis/pages/2617f4a1-75de-4312-b766-8c3f157302e6
6-غالب قنديل،"الولايات المتحدة والثورات العربية"
http://www.neworientnews.com/news/fullnews.php?news_id=26287
7-سليم مطر، "اخطر أسرار الإستراتيجية الأمريكية في العراق والشرق الأوسط"
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?414367/ 06/01/2011.
8-ميكاييل أغاجانيان، "الوضع في سوريا كمرحلة في الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط"
http://journal-neo.com/?q=ar/node/11210
9-جودت هوشيار،"الموقف الروسى من الصحوةالعربية"
http://www.kurdistanonline.net/news/3546 20/11/2011
10-"روسيا والصين والثورات العربيةمواقف دولية بحسابات إقليمية"
http://www.alukah.net/Publications_Competitions/0/37768/
11-محمد عبدالسلام، "البحث عن مفاتيح لفهم مستقبل منطقة الشرق الأوسط"، افتتاحية مجلة السياسة الدولية، عدد185،(جولية 2011)
12-نبيل شبيب، "الثورات العربية والمواقف الأوروبية"
http://midadulqalam.info/midad/modules.php?name=News&file=article&sid=2037
13-أحمد صبحي منصور، "مستقبل الثورات العربية الراهنة"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=258642/11/5/2011.
14-Daniel Korski, "Ce dont l'Europe a besoin de faire sur la Libye", http://translate.google.com/translate?hl=fr&langpair=en%7Cfr&rurl=translate.google.com&twu=1&u=http://bit.ly/esQNBY 25/2/2011
[1] المصطلح مستعار عن: "الثورات العربية... والمواقف الدولية"
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=6146620/9/2011
([2]) حول العلاقات النفطية بين أوروبا وليبيا انظر:
Daniel Korski, "Ce dont l'Europe a besoin de faire sur la Libye", http://translate.google.com/translate?hl=fr&langpair=en%7Cfr&rurl=translate.google.com&twu=1&u=http://bit.ly/esQNBY 25/2/2011
([3])خليل سامي ايوب، "موقف الاتحاد الأوروبي من الثورات العربية"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=285741/ 02/12/2011.
([4]) للاطلاع على تحليل الموقف الصيني من وجهة نظر أكاديمي صيني انظر:
-شوي تشينغ قوه بسام(أستاذ في جامعة الدراسات الأجنبية/ بكين)،"قراءة من بكين للموقف الصيني من الربيع العربي"
http://international.daralhayat.com/internationalarticle/34829309/01/2012.
([5])السفير عبد الله عمر،"إضاءة على بعض ملامح الرّبيع العربي وتداعياته"
http://www.dohainstitute.org/Home/Details?entityID=5d045bf3-2df9-46cf-90a0-d92cbb5dd3e4&resourceId=a8fa4593-e44b-482e-8bb5-93fecebafcf6 27/03/2012
([6]) "الموقف التركي من الثورات العربية"
http://www.aljazeera.net/analysis/pages/2617f4a1-75de-4312-b766-8c3f157302e6
([7]) "الثورات العربية... والمواقف الدولية"، مرجع سابق
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=6146620/9/2011
([8])غالب قنديل،"الولايات المتحدة والثورات العربية"
http://www.neworientnews.com/news/fullnews.php?news_id=26287
([9]) المرجع نفسه
([10]) سليم مطر، "اخطر أسرار الإستراتيجية الأمريكية في العراق والشرق الأوسط"
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?414367/ 06/01/2011.
([11]) غالب قنديل،"الولايات المتحدة والثورات العربية"، مرجع سابق.
([12]) لتحليلات أكبر حول الملفات الساخنة في المنطقة انظر:
- ميكاييل أغاجانيان، "الوضع في سوريا كمرحلة في الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط"
http://journal-neo.com/?q=ar/node/11210
([13])جودت هوشيار،"الموقف الروسى من الصحوةالعربية"
http://www.kurdistanonline.net/news/3546 20/11/2011
[14]) "روسيا والصين والثورات العربيةمواقف دولية بحسابات إقليمية"
http://www.alukah.net/Publications_Competitions/0/37768/
([15]) انظر تفصيلات أكثر عن المفهوم في:
محمد عبدالسلام، "البحث عن مفاتيح لفهم مستقبل منطقة الشرق الأوسط"، افتتاحية مجلة السياسة الدولية، عدد185،(جولية 2011)
[16]) نبيل شبيب، "الثورات العربية والمواقف الأوروبية
http://midadulqalam.info/midad/modules.php?name=News&file=article&sid=2037
([17]) أحمد صبحي منصور، "مستقبل الثورات العربية الراهنة"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=258642/11/5/2011