الفكر السياسي في مرحلة ما بعد الدولة المدينة
المدارس المتأخرة: الأبيقورية- الكلبية - الرواقية
خطة البحث
مقدمة
المبحث الأول: الفكر السياسي عند المدرسة الأبيقورية
المطلب الأول : نشأة الأبيقورية
المطلب الثاني : توجهات المدرسة الأبيقورية
المبحث الثاني : الفكر السياسي للمدرسة الكلبية
المطلب الأول: الخلفية التاريخية للمدرسة الكلبية
المطلب الثاني: الأفكار السياسية للكلبيين
المبحث الثالث: الفكر السياسي للمدرسة الرواقية
المطلب الأول: نشأة المدرسة الرواقية
المطلب الثاني: مضامين الفكر السياسي الرواقي
خاتمة
مقدمة
يعد القرن الثالث قبل الميلاد بداية مرحلة من الاضطراب السياسي في حوض المتوسط، فأثينا، التي كانت دائماً عاصمة فكرية لامعة, فقدت سيطرتها السياسية وحقها في سك النقود وتفوقها البحري، فأصبحت أسوارها العالية التي تربطها بالمرفأ مهدّمة، وهذا ما عرّضها لهجمات قوى غريبة تمركزت على شواطئها، أما في مجال الفكر, فقد حدث اضطراب كبير, بسبب اختلاف الفلاسفة على اقتسام الإِرث الأرسطي، فقد انتهى العصر الذهبي للفلسفة السياسية اليونانية بموت أرسطو، كما كان انهيار دولة المدينة( ) حدا فاصلا في تاريخ الفكر السياسي اليوناني القديم، وإذا كان أفلاطون Plato (427ق.م - 347ق.م) و أرسطو Aristotle (384 - 322ق.م)، قد كتبا فلسفتهما في ظل دولة المدينة ، وفي إطار المناخ السياسي الذي كان سائدا في ذلك الوقت ، فإن ما كتباه ترك أثرا كبيرا على الفكر والواقع السياسيين معا ، تمثل ذلك في نظريات الدولة وسيادة القانون والاستقرار السياسي، والفلسفة الأخلاقية والعلاقات البشرية ، والدراسات السياسية المقارنة ، وأنواع الحكومات، وغيرها من المواضيع التي مازالت الموضوع الحي والرئيس للفكر السياسي، ومناط بحث النظريات السياسية الحديثة.
إن التوصيف الذي تم تقديمه، والذي مكننا من التعرف على ثلاث مدارس متعاقبة في تاريخ الفكر السياسي لمرحلة ما بعد الدولة المدينة، وهي على التوالي كل من المدرسة الأبيقورية والكلبية والرواقية، تحديد يدفع إلى طرح الإشكال الرئيسي للبحث، والذي يمكن صياغته على النحو التالي:
ماهي اسهامات هذه المدارس المتأخرة للعصر اليوناني ، وهل بالإمكان الحديث عن حالة من التأصيل والتراكم النظري في حقل الفكر السياسي؟
المبحث الأول: الفكر السياسي عند المدرسة الأبيقورية
المطلب الأول : نشأة الأبيقورية
أسس أبيقور Epicurus (342ق.م. - 270 ق.م) مدرسته في أثينا سنة 306ق.م( ) ، وقد استهدف الاتجاه الفكري الأبيقوري تحقيق مبدأ الاكتفاء الذاتي الفردي ، على أساس أن الحياة الطبيعية تقوم على التمتع باللذة واجتناب المشاكل والقلق ، ولقد دعت هذه المدرسة إلى الانعزال والابتعاد عن مشاكل الحياة، وعدم الانشغال بالسياسة إلا إذا أجبر الفرد على ذلك. ( )
رأى أبيقور بأن هناك مصدرين يسببان القلق للعقل البشري هما الخوف من الآلهة، والخوف من الموت. وقد اعتقد أن هذه المخاوف مبنية على معتقدات خاطئة، وأنه يمكن التغلب عليها، وأعلن أن الآلهة موجودة ولكنها يجب ألاّ تشكل مصدر خوف، لأنها توجد بعيدًا عن البشر ولا تُعنى بأمورهم لأن هذا يتعارض مع سعادتها، وقال إن الموت يجب ألاّ يُخشى لأن الخير والشر يكمنان في الشعور، والموت بزعمه يُنهي الشعور، وإذا تحرر الشخص من هذه المخاوف، فبإمكانه أن يعيش حياة سعيدة بالسعي لملذات معتدلة وتجنُّب الألم، وإن أفضل طريقة للحصول على اللذة هي العيش بتعقل واعتدال وشجاعة وزرع بذور الصداقة.( )
لقد نهض هذا الاتجاه الفكري على أساس ما عمدت إليه هذه المدرسة من انتقادات للعادات والعقائد التي لا أساس لها ، وما ذهبوا إليه من أن الآلهة لا تتدخل في حياة الناس بالخير أو الشر.
لقد أدى ما سبق إلى ظهور الاتجاه الذي يدعو إلى العزلة والانطواء والشعور بخيبة أمل، كما يدعو الانسان إلى أن يخلق لنفسه حياة خاصة يهتم فيها بنفسه ، ولا يولي أدنى اهتمام للصالح العام أو للهدف المشترك ، وقد مثل هذا الاتجاه الأبيقوريون.
بلغ الاتجاه الأبيقوري Epicureanism حدا من التطرف إلى درجة إنكار دولة المدينة ونظامها ن والاحتجاج عليها لعدم قدرته على أن يكون له دور إيجابي فيها، وتطرف هذا الاتجاه أكثر نحو الخيال والتنكر لكل القيم، وقد مثل هذا الاتجاه الكلبيون في المرحلة الفكرية الثانية من اتجاههم.
إن مجمل هذه الاتجاهات التي لم تبلغ درجة سليمة من النمو الفكري، ثارت على المثل العليا المشتركة، ووجهت الناس إلى محاولة خلق قيم خاصة.
المطلب الثاني : توجهات المدرسة الأبيقورية
رأت المدرسة الأبيقورية أن الحكم على القوانين والنزم السياسية ، إنما يكون بمقدار ما تقدمه من مصلحة للفرد ، وتيسير التعامل بين الناس ، ولذلك فضل الأبيقوريون في هذا النظر طبقة الملاك منهم الذين كانوا يهتمون بالأمن لضمان مصالحهم.
إن الاتجاه الفكري لهذه المدرسة يعني ثلاثة أمور :
الاتجاه الأول: النظر إلى الإنسان على أساس طبيعته الشخصية ، ورغبته في الحصول على السبل الفردية لذاته.
الاتجاه الثاني: النظر إلى العالم على أساس تكوينه وفق العلوم الطبيعية، ووفق الذرات التي تتكون منها الأشياء.
الاتجاه الثالث: أن تنظيم أعمال وسلوك البشر إنما يدخل في إطار العرف، والقاعدة العرفية لا تعني شيئا للإنسان العاقل ، إلا إذا كانت تحقق له السعادة ، فأبيقور ذهب عكس ما رآه أرسطو من حيث أن الانسان لا يميل إلى الجماعة ، حيث أن كل هدفه هو سعادته الفردية.
بنى أبيقور فلسفته الاجتماعية على أساس يقترب من فلسفة توماس هوبز ، خاصة ما يتعلق بنظرته لحالة الطبيعة ، وإقامة الدولة على أساس الحاجة إلى الأمن ، وإرجاع جميع البواعث الإنسانية إلى المصلحة الذاتية.
يتحدد الاتجاه الفكري للمدرسة الأبيقورية بالهروب والأنانية ومهاجمة الدين والعادات ، ونبذ ما يتعارض مع سعادة الفرد الشخصية .
لقد كانت هذه المدرسة رد فعل سلبي يمكن أن يفسر بالظروف الداخلية في دولة المدينة، وكذلك بالظروف الخارجية التي أحاطتها، كما يمكن أن يفسر أيضا بعجز أصحاب هذا الاتجاه عن إحداث أي تأثير في مجريات الشؤون السياسية.
المبحث الثاني : الفكر السياسي للمدرسة الكلبية
المطلب الأول: الخلفية التاريخية للمدرسة الكلبية
ترجع جذور هذه المدرسة إلى مؤسسها أنثستينس زمن سقراط ، إلا أنها لم تتشكل كاتجاه واضح إلا بزعامة عدد من الأجانب المنفيين ، وظهر من بينهم كراتيس ، وهو المفكر الذي يعتبر أحد أقوى مفكريها، وكان غنيا إلا أنه ترك ثروته تمشيا مع المعتقدات التي آمن بها، فعاش متجولا وعمل معلما للفقراء مثل بقية الكلبيين، حيث كانوا يشجعون الناس على تحبيذ الفقر كنمط للحياة، واحتقار متع الحياة ، وتأصل وجود هذه المدرسة في السنوات الأولى من القرن الثاني قبل الميلاد.
لقد انتهى كل من أفلاطون وأرسطو بالاتفاق على أن الحياة الفاضلة هي التي تتضمن المشاركة في حياة الدولة ، وأن هذه المشاركة هي أهم أخلاقيا من كل الحقوق والواجبات الأخرى ، وهي جوهر المواطنة، لكن الاتجاهات التي ظهرت بعد أرسطو قامت على أساس الرفض لفكرة المشاركة ، وأن على الفرد العاقل أن ينأى بنفسه عن السياسة والوظائف العامة، لأن خيره يتحقق في العزلة .
لقد كان انتشار هذا الاتجاه السلبي في دولة المدينة يرجع إلى أمرين( )
- العامل الخارجي : يتمثل في علاقات دولة المدينة بغيرها من الدول ، وفشل المحاولات المختلفة التي بذلت لإقامة اتحاد بين هذه الدول ، والتي كان منها جامعة المدن الاغريقية سنة 338ق.م ، ومن ثمة منيت دولة المدينة بالفشل في الشؤون الخارجية.
- العامل الثاني تمثل أساسا في الأوضاع الداخلية المتهورة في دولة المدينة، وذلك من الناحية الاجتماعية بما اشتد من حالة الصراع بين الغنى الفاحش والفقر المدقع ، وهي سجالات أعمق من دراسة الفرق بين الديمقراطية والأوليغارشية، وكذلك فيما يتعلق بحكومة دولة المدينة ، حيث لم تكن من الأهمية بمكان في دولة المدينة ، فقد كانت أغلبية أمور الناس بأيديهم ، ولم يكترث بها الناس كما لم تهتم الطبقة الحاكمة في دولة المدينة بوظائفهم.
تبنت المدرسة الكلبية( ) فلسفة الهروب بصورة حادة في التطرف، فنبذوا ما كان سائدا في المجتمع وما تعود عليه الناس، وهجروا كل متع الحياة، وخرجوا على نظام دولة المدينة الاجتماعي والسياسي على حد سواء، ونادوا بإزالة ما يوجد من فوارق بين الناس، وزهدوا في كل ما يتصل بالثروة والرفاه.
المطلب الثاني: الأفكار السياسية للكلبيين
نادى الكلبيون Cynics بعدم الاكتراث بالمبادئ الأخلاقية والسمعة الطيبة، وبإنكار الأوضاع الاجتماعية ، والخروج على نظم الملكية والزواج والأسرة ، بل وحتى الروابط الاجتماعية والمواطنة، كما نادوا بالمساواة بين كل أفراد المجتمع الإغريقي ، حيث اعتقدوا أن لا فرق بين كل أفراد المجتمع الإغريقي، سواء تعلق الأمر بالغنى والفقر أو الفرق بين الأجنبي الذي كان يعد بربريا والإغريقي الذي كان ينزر إليه كفرد متحضر، أو بين الحر والعبد .
لقد كان هدف الكلبيين نوعا من الفوضوية أو الشيوعية، حيث ينجم عن تطبيق أفكارهم اختفاء الحكومة ونظامي الأسرة والملكية، وبدعوة صريحة للرجوع إلى مجتمع الطبيعة وفق مفهومهم، وفي نظرهم أن هذه هي الحياة الطيبة التي لا يعرفها ولا يعتنقها سوى الحكماء، ومن يرفضها ويخرج عنها هم عديمو العقل ، وبما أن الحكماء موجودون في كل مكان فإنهم يكونون جماعة عالمية ، وتكون لهم مدينتهم أو دولتهم العالمية، وهي الدولة التي يحيا فيها كل حكيم ، وذلك على أساس مبدأ الاكتفاء الذاتي.
من فكرة الدولة العالمية بمعناها السلبي الذي قدمته المدرسة الكلبية على النحو السابق، تلقفته منها المدرسة الرواقية، وأعطته معنى إيجابيا، وكان هذا هو الأثر السياسي الذي قدمته المدرسة الكلبية باعتبار أنه المنطلق للفكر الرواقي.
المبحث الثالث: الفكر السياسي للمدرسة الرواقية
المطلب الأول: نشأة المدرسة الرواقية
لقد كانت المدرسة الرواقية من أهم المدارس الفلسفية اليونانية، حيث تقف مع المدارس الفلسفية الكبرى في تاريخ الفكر السياسي، ولقد ضاهت في اسهاماتها مدرسة سقراط وأكاديمية أفلاطون، ومدرسة أرسطو ، ولقد سيطرت على حركة الفكر السياسي الأوروبي القديم، وذلك لمدة خمسة قرون كاملة، وهذا ابتداء من نشأتها حوالي سنة 300ق.م على يد زينون الرواقي.
كان زينون من مواطني فبرص ، وهو فينيقي الأصل ، وجعله هذا الأصل فردا أجنبيا في دولة مدينة أثينا، ولقد كان الأمر نفسه تقريبا لمعظم مفكري هذه المدرسة ، حيث كانوا من الأجانب النازحين غلى دولة مدينة أثينا، ومن هؤلاء أبيكتوس( 50م-120م) ، وكذلك ماركوس (121م-180م).
حملت المدرسة الرواقية اسمها من المكان الذي كان يحاضر فيه زينون ، والذي كان رواق من عدة أعمدة ملونة.
لقد كان زينون الرواقي تلميذا لأحد رواد المدرسة الكلبية ، لكنه قطع كل صلته بهذه المدرسة ، وذلك بسبب اتجاههم الفكري الذي اعتبر اتجاها منحرفا، وغير مقبول أخلاقيا ولا اجتماعيا.
المطلب الثاني: مضامين الفكر السياسي الرواقي
اعتقد الفلاسفة الرواقيون أن لكل الناس إدراكًا داخل أنفسهم، يربط كل واحد بكل الناس الآخرين وبالحق ـ الإله الذي يتحكم في العالم. أدى هذا الاعتقاد إلى قاعدة نظرية للكون، وهي فكرة أن الناس هم مواطنو العالم، وليسوا مواطني بلد واحد، أو منطقة معينة. قادت هذه النظرة أيضًا إلى الإيمان بقانون طبيعي يعلو على القانون المدني ويعطي معيارًا تقوَّم به قوانين الإنسان. ورأى الرواقيون أن الناس يحققون أعظم خير لأنفسهم، ويبلغون السعادة باتباع الحق، وبتحرير أنفسهم من الانفعالات، وبالتركيز فقط على أشياء بوسعهم السيطرة عليها.
لقد كانت للظروف التاريخية الخارجية التي أوجدها الاسكندر وانتصاراته العسكرية ، وإخضاعه معظم المدن الاغريقية ، كان لكل ذلك آثار على الفكر السياسي تمثلت في تحطيم الولاء لدولة المدينة ، ومقابل ذلك بعث وإطلاق التوجه العالمي ونموذج الدولة العالمية، وما يتبع ذلك من تفكير في استحداث قانون عالمي.
لقد تركت الرواقية ذات آثار هامة على الفكر الروماني، كما استقى منها الفكر المسيحي بعضا من أفكاره، خاصة فكرة الأخوة العالمية والدولة العالمية.
في الربع الأخير من القرن الثالث قبل الميلاد بدأت الحركة الفكرية تنتعش في أثينا ، وذلك بفضل المدرسة الرواقية ونشاط كريسيبوس ، وهو المفكر الذي خلف زينون في زعامة المدرسة، وأكسبها هذا النشاط احتراما وتقبلا ، بقدر احتفظت فيه بريادته على مدارس الفكر السياسي لعدة قرون لاحقة. ( )
إن جوهر فلسفة المدرسة الرواقية السياسية هو نظرية الدولة العالمية، وما تضمنته من أفكار سياسية وأهداف أخلاقية، وتطوير لمبدأ الاكتفاء الذاتي لتحقيق السعادة للفرد.
لما كانت الدولة العالمية كمثل أعلى لدى الرواقيين إنما يقوم على أساس جوهري عام، وهو فلسفتهم الخاصة بفكرة القانون الطبيعي، وبزغ من خلال الفكرة العالمية ميلاد فكرة المساواة العالمية، وذلك لجميع الأفراد دون أي تمييز.
لقد أتت المدرسة الرواقية فبلورت فكرة القانون الطبيعي الذي يحكم العالم ويلتزم به الجميع، فسلطاته تعلو سلطان القانون الوضعي.
خاتمة
جسدت حالة الانتقال إلى مرحلة الركود الفكري والحضاري في بلاد الإغريق، انتكاسة شديدة في مسار الفكر السياسي القديم، وتزامنت هذه التطورات مع تلاشي الكيان السياسي لدولة المدينة، وهي الدولة التي أضحت عاجزة عن احتواء الخلافات وحالة النزاع بين عدد من المكونات المتنافرة.
في ظل هذا الوضع المتردي نشأت ثلاث مدارس فكرية حاولت معالجة هذا التردي، والانسجام مع مطالب الشعوب، هذه المطالب التي لم تكن تحفل بالوضع السياسي بقدر اهتمامها بالمصالح الشخصية الضيقة للأفراد، وفي الآن ذاته السعي في إطار تهذيب هذه المصالح بما يعود بالنفع على الجماعة ككل.
إن تتابع المدارس الثلاث يبين -حسب اعتقادنا - وجود حالة من الانتقال من وضع اللامبالاة إلى الرفض والعزلة إلى محاولة إعادة بناء المجتمع برؤية شاملة، كما اعتقدت بذلك المدرسة الرواقية، بما طرحته من أفكار سابقة لعصرها ، كانت نواة لواحد من أهم الأفكار السياسي، وهي فكرة الدولة العالمية، وذلك عبر رؤية تنبني على الاعتقاد بوجود سلطة عليا وقانون واحد يسود ، ويصلح للتطبيق بكفاءة على كل الشعوب.
قائمة المراجع
01- حاروش(نور الدين)، محاضرات في تاريخ الفكر السياسي، الجزائر: دار هومة، 2006.
02- درويش(ابراهيم)، النظرية السياسية في العصر الحديث، القاهرة: دار النهضة العربية،1973
03- سعد(فاروق)، الفكر السياسي قبل الأمير وبعده، بيروت : دار النهضة ، 2004.
04- شلبي (أمين)، مراجعات في السياسة، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2003.
05- كرم (يوسف), تاريخ الفلسفة اليونانية، القاهرة : دار النهضة العربية، 1970.