ذكريات الأرض المفقودة‏

ثقافة الهزيمة .. ذكريات الأرض المفقودة‏
بقلم : غريب المنسى

http://www.ouregypt.us/culture/culture64.html
نظرا لأن هناك لوبى نووى قوى فى أغلب الدول العربية يشجع شراء و بناء مفاعلات نووية يدعمه فساد بعض المسئولين من ناحية، و تجاهل كثير من وسائل الإعلام العربية لأخبار حوادث المفاعلات النووية بصورة مريبة من ناحية أخرى ، بالأضافة إلى جهل كثير من الناس بخطورة المفاعلات النووية ، قررت نشر هذه المعلومات سيما أنه بالفعل أشترت دولة الأمارات 4 مفاعلات نووية بتكلفة تزيد على 20 مليار دولار، و نقرأ عن خطط سعودية لشراء 16 مفاعل نووى بتكلفة حوالى 100 مليار دولار ، و سعى محموم فى بعض الدول العربية و منها الأردن و مصر لشراء مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء !!!

أذعت القناة الأولى بالتليفزيون النمساوى ORF 1 فى نشرة الأخبار المسائية ZIB فى 10 مارس 2013 خبر مصور عن مظاهرات كبيرة فى طوكيو. بعد مرور عامين على الكارثة النووية فى فوكوشيما "أوقفوا المفاعلات النووية" هذا ما هتف به ألاف المتظاهرين فى مظاهرة وسط طوكيو، و يقول أحد المتظاهرين اليابانيين" نريد من الحكومة أن تسحب كل المفاعلات النووية من شبكة الكهرباء و تتحول إلى مصادر أخرى للطاقة".

بعد الحادثة النووية تم إيقاف ال 50 مفاعل نووى فى اليابان، أثنين بدؤا العمل مرة أخرى و سيكون أكثر كما تقول الحكومة الجديدة، و هو ما يتم اليوم التظاهر بشدة ضده. فى فوكوشيما مازال لليوم درجات الأشعاع النووى عالية جدا، أمراض الغدد الدرقية تزداد، مائة ألف فرد مازالوا يعيشون فى مراكز الأيواء، الأرض ملوثة بالأشعاع النووى و يتم نقلها، لكن ماذا سيحدث فيما بعد فى المخلفات النووية؟ لا أحد يعرف!

منطقة الكارثة حول فوكوشيما ستظل لعدة عشرات من السنين و ربما أكثر لا تصلح للمعيشة بها ، أكثر من 100 ألف أضطروا إلى ترك منازلهم و مازال الألاف يعيشون للأن فى مراكز الأيواء

ونشرت صحيفة Salzburger Nachrichten النمساوية فى 11 مارس 2013 " مازالت اليابان تعانى من تسونامى" الخوف من أن تصبح طوكيو مؤبوة بالأشعاعات النووية لم يتحقق، بسبب أتجاه الرياح المعتدلة والمجهود البطولى من المتطوعين و الجنود. على أثر زلازال قوته 9 درجات تبعه أنفجارات فى محطة الطاقة النووية فوكوشيما وعدم القدرة على التحكم فى أنصهار للمفاعلات النووية. هناك 2500 طن من اليورانيوم و البليتنيوم يجب التخلص منها، و بها 1500 قضبان وقود نووية فى الأحواض الموبؤة فى المفاعل النووى رقم 4.

لم يعد توجد مدينة. فقط أرض " هذا ما قاله رجل كبير بالسن، و الذى أصبح يقضى نهاية عمره فى مركز أيواء، و يأمل فى غرفة أفضل. أصبحت كحلية تزخرف ، منطقة الحماية التى تم تهجير السكان منها فى فوكوشيما حيث يغطى العشب قرى كاملة كان يعيش فيها سابقا 6 ألاف فرد، اليوم تهوم على وجهها أبقار برية ضالة فى الشوارع المهجورة و توجد مئات الأبقار الضالة فى كل المنطقة.

بالأساس اليابان تتخبط بالظلام "غرور البشر هو سبب هذه الكارثة"، هذا ما قاله Yojyu Matsubayashi مخرج فيلم فوكوشيما "ذكريات الأرض المفقودة" فى فيلمه نرى مشاهد تشبه صور الحرب ، فى اليوم الأول مثل ترحيل السكان و هم يجلسون القرفصاء وراء أغطية و أملهم فى التعويضات و سرير خاص لكل منهم و بيت جديد ، و أجرى لقاءات مع أفراد خاصة كبار السن الذى تركوا بدون مساعدة و الذين تم نسيانهم من قبل وسائل الإعلام اليابانية الرئيسية منذ فترة طويلة. و رسالة الفيلم مثله مثل كل الأفلام اليابانية عن فوكوشيما هى نفس الشئ : السياسيين، العلماء، السلطات الحكومية لا يقولون الحقيقة.

ونشرت صحيفة دير شتاندرد Der Standard النمساوية فى 12 مارس 2013 " تحقيقات عن مساعدات غير مسموحة للمفاعلات النووية " كل المفاعلات النووية فى دول الأتحاد الأوروبى التأمين عليها منخفض جدا، نصيب الأسد فى الضمان يقع على الدول، على سبيل المثال المفاعلات النووية الألمانية تصل قيمة التأمين إلى 2.5 مليار إيرو فقط لكل مفاعل نووى، مجموع قيمة التأمين على 56 مفاعل نووى فى فرنسا 91 مليار إيرو، منذ وقت قصير نشرت هيئة الأمان الفرنسية للمفاعلات النووية دراسة تعلن فيها أنه إذا وقع حادث نووى من حجم فوكوشيما فى فرنسا فأن تكلفته ستصل إلى 430 مليار إيرو.

ونشرت صحيفة Salzburger Nachrichten النمساوية فى 14 مارس 2013 " بدون يورنيوام إيضا قريبا لا توجد مفاعلات نووية" فترة قليلة بعد مرور عامين على الكارثة النووية فى فوكوشيما يضع معهد علوم الأمان و الخطر - جامعة الزراعة فى فيينا نتيجة دراسة عدة سنوات لموضوع المفاعلات النووية. " الطاقة النووية لا تستطيع على المدى الطويل المساهمة فى توفير الطاقة و حماية المناخ" هذا ما قاله مدير الدراسة
Wolfgang Kromp والذى يضيف قائلا بسبب نقص الموارد و على رأسها اليورنيوام الذى أصبح قليل جدا و سوف يصبح غالى جدا. الحسابات الواقعية تقول أنه يمكن توفير اليورانيوم اللازم للمفاعلات النووية الحالية لمدة على الأكثر 20 عاما. أما بخصوص درجة أمان المفاعلات النووية فإنه أصبح واضحا على أخر التقديرات منذ فوكوشيما أن كل شئ ممكن حدوثه، العالم سوف يحتاج بالفعل 2 ـ 3 حوادث نووية أخرى حتى يفهم الجميع أن المفاعلات النووية موديل أنتهى.

ونشرت صحيفة دى برسة Die Presse النمساوية فى 12 مارس 2013 " الصمت الكبير بعد فوكوشيما" اليابان بعد مرور عامين على الكارثة مازالت الأشعاعات النووية تنبعث من أنقاض المفاعل النووى فوكوشيما، 315 ألف فرد لا يستطيعون الأقدام على العودة إلى بيوتهم، إيضا هذا لا يهم بقية اليابان" الضحايا بالمنطقة القريبة يعملون أقصى ما بوسعهم و يحاولون غالبا فقط بوسائل بدائية جعل بيوتهم، حدائقهم، مراعيهم، حظائرهم، الموبؤة مرة أخرى يمكن أستعمالها. أما عن وعود المساعدة الحكومية ينتظر أغلبهم بدون طائل.

ونشرت صحيفة دير شتاندرد النمساوية فى 13 مارس 2013 "الوضع فى فوكوشيما حرج " بعد مرور عامين على الزلازال الذى تسبب فى موجة تسونامى جبارة و أكبر كارثة نووية منذ تشرنوبيل أدت إلى تصحير شمال اليابان تتم أعادة البناء بصورة متعثرة- فى السنوات الخمس القادمة من إبريل 2011 ـ مارس 2016 زادت الحكومة اليابانية الجديدة برئاسة
Shinzo Abe رئيس الوزراء ميزانية أعادة أعمار شمال شرق اليابان بمقدار الثلث لتصبح 25 بليون ين ( 200 مليار إيرو)، و بدأ البحث عن مخازن مؤقتة و نهائية للنفايات المشعة نوويا.

وقبل كل شئ الوضع فى فوكوشيما حرج، فى ديسمبر كان هناك 160 ألف فرد فى مراكز أيواء أو منازل مؤقتة أو هربوا من المنطقة، الأقتصاد المحلى منهار ، السياحة عانت بشدة. واليوم على بعد 240 كيلو متر من طوكيو مازالت مستويات عالية من "السيزيوم" المشع فى الأرض أكثر بمقدار الثلث قبل الحادث النووى و توجد مواقع منفردة بها تركيز أعلى بعدة مرات من الأشعاعات، وحسب وسائل الإعلام المحلية تراجعت مبيعات المنتجات الزراعية بمقدار الثلث نتيجة فقدان ثقة المستهلكين بدرجة كبيرة فى منتجات المنطقة من اللحوم، الفطريات "المشروم"، الخضروات، الأرز. و قبل كل هذا تراجع بشدة تصدير منتجات المنطقة إلى خارج اليابان.

خطر و الأن ربما إيضا ملوث نوويا : سمك التونة من اليابان

ونشرت صحيفة دى برسة النمساوية فى 6 يناير 2013 "شبكة من الخوف و فقدان الثقة " سمح للصيادين من فوكوشيما مرة أخرى بصيد الأسماك من المحيط الهادى، و لكن شبح تلوث الأشعاعات النووية يرافق بصورة دائمة رحلات قواربهم، و لم يعد أحد يصدق السلطات. و يتحدث ممثل التعاونيات فى طوكيو Fusayuki Nanbu عن الرفض المباشر للعملاء : ربات البيوت يوضحون للرجل الكبير فى السن، أنه برغم كل التطمينات بأن كل شئ على ما يرام بأنهم لا يريدون أكل أسماك من منطقته. مازال الأرتياب و التشائم باقيا.

ونشرت مجلة دير شبيجل الألمانية فى 29 مايو 2012 " أشعاعات نووية : أكتشاف سيزيوم من فوكوشيما فى أسماك التونة أمام السواحل الأمريكية" أسماك التونة أمام السواحل الأمريكية ثبت وجود مواد مشعة نوويا بها ، وهى التى تسربت من كارثة المحطة النووية فى فوكوشيما اليابانية إلى البيئة. فى أغسطس 2011 أسماك تونة تم صيدها من أمام سواحل كاليفورنيا كانت ملوثة بعنصر السيزيوم 137 ، و على أية حال نرى أن الأسماك نقلت المواد المشعة سريعا ، أحتاجت الأسماك من 4 ـ 5 شهور كى تجئ بالمواد المشعة من اليابان حتى السواحل الأمريكية ، بينما الرياح و التيارات البحرية أحتاجت لعدة شهور أضافية حتى تحمل آثار الكارثة النووية فى مارس 2011 إلى سواحل أمريكا الشمالية.

بعد عامين من فوكوشيما : مستويات قياسية من "السيزيوم" المشع فى الأسماك أمام فوكوشيما

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية فى 16 مارس 2013 " وجود مستويات قياسية من "السيزيوم" المشع فى الأسماك أمام فوكوشيما" بعد مرور أكثر من عامين على وقوع الكارثة النووية فى فوكوشيما تم صيد أسماك من منطقة غير بعيدة عن المفاعل النووى و ثبت تلوثها بدرجات مرتفعة جدا من الأشعاعات النووية، و كانت نسبة الأشعاع النووى في كيلو السمك الواحد 740 ألف وحدة نشاط أشعاعى من السيزيوم ، طبقا لما أعلنته وكالة الأنباء اليابانية Kyodo وهذه النسبة تعادل 7400 ضعف الكمية التى تعتبرها السلطات الحكومية لا تدعو للقلق للمستهلك. و كان الرقم القياسى الحالى من التلوث بالسيزيوم هو 510 ألف وحدة نشاط أشعاعى و كان السمك قد تم صيده من أمام سواحل فوكوشيما. و صيد الأسماك يخضع لقيود بعد حادثة المفاعل النووى فى 11 مارس 2011.

أكثر من 100 ألف طن مياه ملوثة بالأشعاعات النووية تسربت إلى المحيط الهادى، كمية السيزيوم 137 التى تسربت إلى البيئة تعادل 168 ضعف الكمية التى نتجت عن أنفجار القنبلة النووية فى هيروشيما

ونشرت صحيفة دير شتاندرد النمساوية فى 20 مارس 2013 " أنقطاع الكهرباء يشل تبريد فوكوشيما - عطل فى أنقاض نووية : توقف عملية تبريد المفاعلات النووية لساعات - شركة تيبكو تحاول التهدئة بشأن الخطر" الوضع فى مفاعلات المحطة النووية المعطوبة منذ سنتين فى فوكوشيما يظل غير مستقر. تسبب أنقطاع الكهرباء فى تعطل نظام التبريد فى المفاعلات النووية 1، 3، 4 عادت الشركة المشغلة للمفاعل النووى "تيبكو" لتقول بعد مرور يوم أنه تم أعادة تشغيل نظام التبريد بصورة جزئية على أن يعمل بصورة كاملة بعد يوم أخر.

محافظ فوكوشيما أبدى قلقه بشأن الحادث قائلا لممثلى "تيبكو" هذا يؤثر سلبيا على المقيمين بمقاطعة فوكوشيما، بينما يتحدث المواطنين عن صدمة هائلة و أعاد لكثير منهم ذكريات الكارثة النووية التى حدثت منذ عامين عندما تحطمت مفاعلات نووية على أثر زلازل و تسرب على أثرها مواد مشعة نوويا . كى يتم منع سلسلة من التفاعلات النووية يجب أن يتم تبريد المفاعلات النووية المتضررة بدون أنقطاع ، و هذا ما فشلت فيه تيبكو عدة مرات حتى الأن.

بالفعل فى يناير 2012 توقفت عملية التبريد جزء من الوقت ، و فى يونيو 2012 توقفت عملية تبريد المفاعل النووى رقم 4 لمدة 30 ساعة، وفى هذا الوقت أرتفعت درجة حرارة المياه فى حوض التبريد إلى 43 درجة مئوية. بينما فى الحادث الحالى أرتفعت درجة الحرارة خلال ساعات إلى 30 درجة مئوية (حسب تقديرات الخبراء تصبح هناك خطورة أبتداء من 65 درجة مئوية )

وأنتقدت وسائل الإعلام اليابانية بالدرجة الأولى سياسة نشر المعلومات فى شركة تيبكو. حيث تم الإعلان عن وقوع الحادث بصورة عامة بعد مرور أكثر من ثلاث ساعات على أنقطاع التبريد، و مازالت شركة تيبكو تضخ مياه التبريد الملوثة بالأشعاعات النووية فى مياه المحيط الهادى، و فى يناير 2013 قالت تيبكو مثل هذا الأجراء لا بديل عنه لأنه لا يوجد سعة كافية لتخزين المياه الملوثة نوويا و يتم تنقية مياه التبريد و أعادة أستخدامها و لكن تزداد كميات المياه الكلية لأنه حوالى 400 طن من المياه الجوفية تدخل المنشأة يوميا. الحكومة اليابانية فى طوكيو تحسب أن أعادة تأهيل محطة النووية فى فوكوشيما ستستغرق مدة قد تصل إلى40 سنة.

ونشرت صحيفة دى برسة النمساوية فى 20 و 21 مارس 2013 "المحطة النووية فى فوكوشيما : التبريد يعمل مرة أخرى " و يثير القلق الكبير المفاعل النووى رقم 4 و هو منذ الكارثة تم تغطيته بصورة مؤقتة ، فقط به يوجد أكثر من 1500 من القضبان النووية ، و هذا أكثر مما يوجد فى حوض أخر مما قد يؤدى سريعا إلى أمكانية أرتفاع درجة الحرارة بصورة خطيرة ، بدون وجود تبريد ستتبخر سوائل التبريد فى أربعة أيام وهو ما يهدد بحادث نووى !!!

حكمة للتأمل : مثل انجليزى

المتاعب لا تأتى فرادى ألبتة.

Troubles never come alone