خطوات البحث العلمى

إجراءات البحث
يحدد الباحث في هذا الجزء ما سوف يقوم به بالتفصيل ، وكيف ينفذه ؟ وما نوع البيانات التي سوف يحتاجها ؟ وكيف يستخدم أدوات البحث في جمعها ؟ وهذا القسم له أهميته على وجه الخصوص عند القيام ببحث تجريبي، إذ يجب على الباحث في هذه الحالة كتابة التصميم الخاص بالتجربة مع تحديد المتغير المستقل، وكيفية معالجته، ومجموعات الدراسة، وكيفية تحديدها، كما يحدد المتغير التابع، وموعد الاختبار القبلي والاختبار البعدي، وبمعنى آخر يجب أن تكون تفاصيل التجربة واضحة تماماً لأي قاريء لخطة البحث.
حادي عشر: منهج البحث
هو الطريق أو الأسلوب الذي يسلكه الباحث العلمي في تقصيه للحقائق العلمية في أي فرع من فروع المعرفة، وفي أي ميدان من ميادين العلوم النظرية و العملية.
فالبحث العلمي يستند أصلاً إلى منهج ثابت ومحدد تحكمه خطوات تشكل قواعد وأصولاً يجب التقيد بها من قبل الباحث، ويعتمد البحث العلمي على المناهج المختلفة؛ تبعاً لموضوع البحث، والمنهج العلمي ليس سوى خطوات منظمة يتبعها الباحث في معالجة الموضوعات التي يقوم بدراستها إلى أن يصل إلى نتيجة معينة، وهذا يكون في مأمن من اعتقاد الخطأ والصواب.
ومن هنا تنحصر مهمة الباحث الأولى في:
1- التعرف على المناهج العلمية المتخصصة.
2- يقوم بتحديدها وتجميعها ضمن مجموعة من القواعد والمباديء التي تحكمها.
3- يحاول التنسيق بينها؛ ليستطيع الوقوف على المناهج والطرق المطلوبة اللازمة في البحث.
وتختلف مناهج البحث من حيث طريقتها في اختبار صحة الفروض، ويعتمد ذلك على طبيعة المشكلة وميدانها موضع البحث، فقد يصلح المنهج التجريبي في دراسة مشكلة لا يصلح فيها المنهج التاريخي وهكذا... وكثيراً ما تفرض مشكلة البحث المنهج الذي يستخدمه الباحث، واختلاف المنهج لا يرجع فقط إلى طبيعة المشكلة وميدانها، بل أيضاً إلى إمكانات البحث المتاحة، فقد يصلح أكثر من منهج في دراسة بحثية معينة، ومع ذلك تحدد الظروف المتاحة أو القائمة المنهج الذي يختاره الباحث، المهم أن أي منهج من مناهج البحث يقوم على خطوات علمية متكاملة ومتفقة مع الأسلوب العلمي العام الذي يحكم أي منهج من مناهج البحث.
وتصنيف المناهج يعتمد على معيار ما حتى نتفادى الخلط والتشويش، وعادة تختلف التصنيفات بين المصنفين لأي موضوع، وتتنوع التصنيفات للموضوع الواحد.
فإذا نظرنا إلى مناهج البحث من حيث العمليات العقلية أمكننا تصنيفها إلى ثلاثة أنواع:
‌أ- المنهج الاستدلالي أو الاستنباطي: وفيه يربط العقل بين المقدمات والنتائج، أو بين الأشياء وعكسها على أساس المنطق العقلي، فهو يبدأ بالكليات ليصل إلى الجزئيات.
‌ب- المنهج الاستقرائي: وهو عكس المنهج الاستدلالي يبدأ بالجزئيات ليصل إلى قوانين عامة.
‌ج- المنهج الاستردادي: فيعمل على استرداد ما كان في الماضي؛ ليتحقق من مجرى الأحداث، ولتحليل القوى والمشكلات التي صاغت الحاضر.
أما إذا نظرنا إلى مناهج البحث من حيث الأسلوب والإجراءات وأهم الوسائل التي يستخدمها الباحث نجده يصنف إلى:
1- المنهج التجريبي: وهو الذي يعتمد على إجراء التجارب تحت شروط معينة.
2- منهج المسح: يعتمد على جمع البيانات ميدانياً بوسائل متعددة ويتضمن الدراسة الكشفية والوصفية والتحليلية.
3- منهج دراسة الحالة: وينصب على دراسة وحدة واحدة معينة فرداً كان أو وحدة اجتماعية ويرتبط باختبارات ومقاييس خاصة.
4- المنهج التاريخي: يعتمد على الوثائق، ويعد أبسط المناهج استعمالاً كطريقة بحثية إن لم يكن أساسها، وفي نفس الوقت أهمها من حيث التطبيق.
ثاني عشر: مراجعة الدراسات السابقة
يتناول هذا الجزء من خطة البحث موجزاً للبحوث السابقة التي رجع إليها الباحث، إذ يجب أن يبين أنه على ألفة بالمعرفة السائدة في مجال البحث الذي يقوم به، كما يبين في هذا الجزء أيضاً بعض الجوانب التي مازالت مجهولة وغير معروفة أو لم تختبر بعد، ونظراً لأن البحث الجيد يبنى على المعرفة السابقة فإن هذه الخطوة تساعده على استيعاب أو عدم تكرار البحوث السابقة دون داع.
كما أنها تزود الباحث بمعلومات مفيدة تساعده في صياغة فروضه، وفي تصميم المنهج الذي يتبعه في بحثه، ومما يزيد من فهم المشكلة أن الباحث يقوم بتوثيق البحوث التي تظهر اتفاقاً واختلافاً واضحاً في مجال المشكلة التي يضيع فيها الباحث خطته، وفي أثناء مراجعة البحوث السابقة المرتبطة بمجال المشكلة يجب أن يراعي الباحث بعض العناصر.
أ : ما يجب مراعاته في الدراسات السابقة:
1- أن يستعرض فقط تقارير الدراسات المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمشكلة.
2- تصميم الدراسة بما في ذلك الإجراءات المستخدمة وأدوات جمع البيانات.
3- المجتمعات التي سحبت منها العينات وطرق المعاينة المستخدمة.
4- المتغيرات وتعريفاتها.
5- المتغيرات الخارجية والمتغيرات الدخيلة التي يمكن أن تؤثر في النتائج.
6- الأخطاء التي يمكن تجنبها.
7- التوصيات ببحوث أخرى.
والتركيز على مراجعة البحث يمكن أن يكون مفيدا في تزويد الباحث بأفكار ومقترحات جيدة، ورغم أن مراجعة البحوث السابقة ليست الخطوة الأولى في البحث العلمي إلا أنها تعد من أولى الخطوات في عملية البحث فهي مرشد له قيمته في تحديد المشكلة، وتحديد أهميتها، واقتراح أدوات جديدة لجمع البيانات، وتصميم المنهج ومعرفة مصادر البيانات.
ب : تحقق مراجعة البحوث السابقة الأغراض التالية:
1- تحديد المشكلة: قد تكون المشكلة التي يرغب الباحث في دراستها واسعة جداً يصعب تنفيذها، أو غامضة جداً لا تخضع للدراسة المحددة، وبالمراجعة المكثفة للبحوث السابقة يستطيع الباحث أن يزيل من غموض عباراته، ويجعلها أكثر تحديداً وقابلية للدراسة كذلك تساعد مراجعة البحوث السابقة في توضيح مفاهيم البحث، وتحويلها إلى تعريفات إجرائية كذلك تساعد على معرفة كيف عولجت المصطلحات وعرفت تعريفاً إجرائيا؟ كذلك تساعد على صياغة الفروض التي تعالج العلاقات بين المتغيرات، ويمكن لهذه الفروض أن تبلور الدراسة وتزودها بالاتجاهات التي تحدد سير الدراسة.
2- وضع الدراسة في منظور تاريخي: يحلل الباحثون الطريقة التي تربط بها دراستهم السابقة مما يساعد على تحديد مكان بحثه من البحوث السابقة، وكيف أن بحثه الجديد سوف يضيف للمعرفة القائمة، فقد يذكر الباحث أن البحوث (أ، ب، جـ) قد أضافت كمية معينة من المعرفة، وأن البحثين (د، هـ) قد أضافا جانباً آخر من المعرفة، وأن الدراسة التي يقوم بها تزيد من معرفتنا حول نفس الموضوع من زاوية محددة، وبذلك يمكن تحديد كيف يمكن للدراسة التي يقوم بها الباحث أن تضيف للمعرفة إضافة ذات معنى، فالمعرفة في أي مجال نتيجة لتراكم نتائج البحوث العديدة المتتابعة والتي أجراها الأجيال المتعاقبة من الباحثين.
3- فهم الباحث لأسباب ما يوجد في المجال من تناقضات: تساعد نتائج البحوث السابقة الباحث علي فهم أسباب ما تزخر به نتائج البحوث عادة من تناقضات فيما بينها، وقد ترجع هذه التناقضات إلى اختلاف أسلوب الباحثين في معالجة مشكلاتهم أو إلى اختلاف الأدوات التي استخدموها أو مناهج البحث المتبعة أو أساليب التحليل الإحصائي التي عالجوا بها بياناتهم، ومحاولة حسم هذه التناقضات تشكل تحدياً كبيراً للباحث، ولكن قد تزوده أيضاً بفهم عميق لما يدور في مجال تخصصه.
4- تجنب التكرار غير المقصود وغير الضروري: تمكن مراجعة البحوث السابقة من تجنب التكرار غير المقصود، وقد يتعمد الباحث دراسة مشكلة سبق بحثها؛ للتحقق من نتائجها أو لاستعمال جانب آخر منها، فالبحث الذي درس متغيرات معينة ولم ينجح في الوصول إلى نتائج مهمة قد تحتاج إلى مراجعة المشكلة أو طريقة البحث، وكثيراً ما نجد بحوث التقويم تعالج نفس المشكلة أكثر من مرة إلا أن هذا التكرار ضروري؛ لأن الدراسة تصمم لاتخاذ قرار معين بشأن موقع معين.
5- المساعدة على معرفة أي من مناهج البحث أكثرها فائدة: يزداد الباحث فهماً كلما توغل في مراجعة البحوث السابقة المتوفرة في المصادر المختلفة، وسرعان ما يكتشف الباحث مع تعمقه في المعرفة السابقة أن جودة البحوث تتباين تبايناً كبيراً، وفي النهاية سوف يلاحظ أن البحوث ليست بالضرورة متساوية فيما بينها، ويؤدي هذا إلى نقد البحوث، وأنه يمكن أن تكون أفضل مما هي عليه لو أنها اتبعت طرقاً أخرى، ومناهج البحث في تحسن مستمر مع تتابع الدراسات المختلفة، ومع ذلك فما زال هناك بحوث تفشل؛ لأنها تستخدم إجراءات أو أدوات أو مناهج أو أساليب إحصائية غير مناسبة، وبالفحص الدقيق للبحوث الجيدة وباستبعاد البحوث السيئة يكتشف الباحث الطريق الصحيح الذي يسلكه في بحثه.
6- اختيار المقاييس والطرق المناسبة: تساعد مراجعة البحوث السابقة على تقويم البحث المستخدم، والمقاييس التي استخدمتها البحوث، وقد يكون نجاح أو فشل بحث سابق راجعاً إلى تصميم البحث أو إلى المقاييس التي استخدمت جمع البيانات، وهذا يساعدنا على فهم أعمق لطرق بحث أفضل وأكثر فاعلية مما يؤدى إلى تصميم أفضل أو أكثر تطوراً وإلى اختيار أدوات صادقة ثابتة وإلى وسائل أكثر مناسبة لتحليل البيانات.
ج : مصادر البحوث والدراسات السابقة:
تنقسم المصادر إلى ثلاثة أنواع:
‌أ- المصادر التمهيدية: ويقصد بها المراجع العامة التي تفهرس أو تلخص المقالات والكتب والرسائل العلمية، ومن أمثلتها: الفهارس التي توجد بالمكتبات Index.
‌ب- المصادر الأولية: وهي عبارة عن مراجع تحتوى على مقالات أصلية أو تقارير البحوث والدراسات التفصيلية، وتعد المجلات العلمية المتخصصة من أهم مرجع للمصادر الأولية ومن أمثلتها:
• المجلة التربوية التي تصدر عن معهد الدراسات والبحوث التربوية بجامعة القاهرة.
• المجلات التي تصدرها كليات التربية في الجامعات المصرية المختلفة.
وتنشر هذه المجلات النتائج الأصلية للبحوث التي يقوم بها الباحثون، ويمكن اعتبار بعض الكتب التي تحتوي على تقارير أصلية للبحوث من المصادر الأولية، وكذلك الدوريات التي تحتوي علي التقارير النهائية للبحوث، كما أن بعض نظم استرجاع المعلومات تحتوي على المصادر الأولية.
‌ج- المصادر الثانوية: وهي المراجع التي تلخص أو تقوم أو تراجع ما نشر في المصادر الأولية ومن أمثلتها: معظم الكتب والمؤلفات التي تفيد من البحوث أو تلخصها أو تفسر النظريات الأصلية، وبمعنى آخر فإن المصادر الثانوية عبارة عن تلخيص أو مراجعة للمصادر الأولية.
د : الرجوع إلي المصادر:
من الضروري أن يعرف الباحثون كيف يعثرون على البحوث السابقة في مجال تخصصهم، ولتحقيق ذلك يجب أن يتعرف الباحثون على ما يلي:
• مصادر البحوث السابقة.
• الهيئات التي تجمع هذه المعلومات وتنظمها في قواعد البيانات.
• الشكل الذي تتخذه قواعد بيانات.
• الطرق الفعالة التي يحتاجها الباحث للحصول على المعلومات.
وحتى يمكن استخدام هذه المصادر يجب أن يكون الباحث على علم بالخدمات والتسهيلات المتوفرة لدى المكتبات مثل: مكتبات الجامعات المصرية، ومكتبة الجامعة الأمريكية في القاهرة ودار الكتاب.
وكقاعدة عامة يجب أن يكون الباحث على دراية بأسلوب الفهرسة الذي تستخدمه المكتبة سواء فهرسة على بطاقات، أو باستخدام الحاسب الآلي، كذلك تستخدم بعض المكتبات الأقراص الممغنطة في فهرسة المصادر والكتب والمجلات، وللتعرف على إمكانية كل مكتبة يجب الرجوع إلى أمين المكتبة الذي يستطيع أن يرشد الباحث إلى الفهارس الأساسية، والمراجع العامة المتوفرة في المكتبة، والرجوع إلى مثل هذه الفهارس يوفر على الباحث وقته وجهده.
هـ : خطوات مراجعة البحوث السابقة:
تسير مراجعة البحوث السابقة عادة في عدة خطوات متتابعة وأهم هذه الخطوات:
1. تحليل العبارة التي تحتوي المشكلة: إذ تحتوي المشكلة على مجموعة من المصطلحات والمفاهيم، والمتغيرات التي توضح الموضوع الذي نبحثه.
2. مراجعة المصادر التمهيدية: وذلك للتعرف على الملخصات والفهارس، ويفضل أن يقوم الباحث عند استعراضه هذه الفهارس أن يبدأ من آخر عام ويسير تنازلياً.
3. قراءة المصادر الثانوية: قراءة المصادر الثانوية تمد الباحث باستعراض سريع لملخصات البحوث التي أجريت في مجال المشكلة، وتساعد على تحديد المشكلة، وبلورة الأسئلة والقروض.
4. تحديد الكلمات الرئيسة: في مشكلة البحث، والغرض من هذا التحديد هو تسهيل البحث عن الدراسات السابقة التي أجريت في نفس موضوع البحث.
5. البحث في الفهارس عن المصادر الأولية: يقوم الباحث بمراجعة الفهارس لتحديد عناوين البحوث التي يرجع إليها، وقد تتم باستخدام الحاسب الآلي.
6. قراءة المصادر الأولية: يقرأ الباحث كل مصدر أولي قراءة تحليلية، ويسجل ما يصل إليه من بيانات في بطاقات.
7. تنظيم البطاقات: ينظم الباحث البطاقات التي يدون فيها البيانات التي يحصل عليها من المصادر الأولية، ويتم هذا التنظيم طبقاً للأفكار التي يسجلها.
8. كتابة البحوث السابقة: يقوم الباحث في النهاية باستعراض مراجعاته للبحوث السابقة في موضوع متكامل، ثم يستعرض الدراسات والنظريات والممارسات العملية المرتبطة بالمشكلة.
و: بعض المقترحات التي تساعد الباحث على تنظيم مراجعته للبحوث السابقة:
1- أن يبدأ البحث بالدراسات الأحدث في المجال ثم ينتقل إلى البحوث الأقدم.
2- يجب قراءة موجز البحث أولا، أو الفصل الخاص بتلخيص البحث؛ حتى يحدد الباحث مدى علاقة البحث بمشكلة بحثه، وهذا يوفر الوقت والجهد.
3- كتابة المذكرات على بطاقات الفهارس مباشرة؛ لأنها أسهل في تنظيمها.
4- كتابة توثيق كامل لكل مرجع، ولابد من معرفة الأسلوب الذي يستخدمه الباحث في التوثيق؛ لأنه يسهل عليه الأمر من البداية إلى النهاية.
5- لسهولة فرز وتنظيم البطاقات يفضل عدم استخدام بطاقة واحدة لأكثر من مصدر.
6- يجب التأكد من أن أجزاء المذكرات المكتوبة عبارة عن اقتباس مباشر من المصادر وأيها كتب بصياغة معدلة من الباحث.
7- إذا لجأ الباحث إلى البحث باستخدام قواعد البيانات فيجب أن يذكر الاستراتيجية التي استخدمها في البحث في ملف البيانات؛ لتساعده على استرجاع البيانات مرة أخرى، وتخفيض نفقات البحث في حالة الحاجة إلى تحديث البيانات.
ثالث عشر: متغيرات البحث
يمكن تصنيف متغيرات البحث إلى أربعة أنواع:
1- متغيرات مستقلة (تصنيفية).
2- متغيرات تابعة (محكية).
3- متغيرات خارجية أو دخيلة.
4- متغيرات ضابطة.
1: المتغيرات المستقلة (تصنيفية): هي مواقف يتعرض لها أفراد العينة، ولكنها في نفس الوقت مستقلة من أي سلوك لأي فرد منها، ولكنها تحت السيطرة المباشرة للباحث، ويجب أن يكون للمتغير المستقل مستويان أو مجموعتان على الأقل.
وهناك عدة طرق لمعالجة المتغيرات المستقلة وهي:
1- وجود أو غياب المتغير: وفي هذه الطريقة تتعرض إحدى المجموعتين للمعالجة بالمتغير المستقل في حين أن المجموعة الأخرى لا تتعرض لهذه المعالجة، ثم نقارن نتائج المجموعتين؛ لمعرفة إذا ما كان هناك فرق بينهما، فإذا وجد أن هناك فرقاً دالاً إحصائيا بينهما يعزى الفرق إلى ظروف المعالجة.
2- الاختلاف في كمية المتغير: وفي هذه الطريقة يحدث الاختلاف بين مستويات المتغير المستقل عن طريق تقديم كميات مختلفة من المتغير لعدة مجموعات.
3- نوع المتغير المستقل: والطريقة الثالثة لإحداث التغير في المتغير المستقل هي تقديم أنواع مختلفة من المتغير. مثال: تقديم طريقتين أو أكثر من طرق التدريس لمعرفة أي هذه الطرق أكثرها تأثيرا على المستوى التحصيلي، فإذا وجد أي هذه الطرق أعلى بشكل دالا إحصائيا فإن هذه الطريقة أكثر تأثيرا من الأخرى.
2: المتغيرات التابعة (محكية). تقيس أكثر نتائج المعالجة التي يتعرض لها المتغير المستقل، ويتغير المتغير التابع وفقا لأثر المتغير المستقل، وبمعنى آخر فإن المتغير التابع يتغير وفقاً لسلوك الفرد وأدائه ضمن مستوى معين، أو مجموعة معينة للمتغير المستقل.
ولذلك فإن مهمة المتغير التابع: هي تحديد إذا ما كان هناك أي تأثير للمتغير المستقل، وإذا كان هناك تأثير فلابد للمتغير أن يظهر كمية هذا التأثير ولذلك فإن أول قرار يجب أن يتخذه الباحث في هذا الشأن هو المقياس الذي يستخدمه لتقويم أثر المتغير المستقل على التابع.
وهناك مشكلتان تتعلق بالمتغير التابع وخصوصا في التجارب التي يكون الأفراد فيها من البشر:
• المشكلة الأولى: أن الباحث يجب أن يتأكد من أن أفراد العينة يأخذون عملية المقياس مأخذ الجد، وأنهم يبذلون أقصى جهدهم في الاستجابة لأداة جمع البيانات.
• المشكلة الثانية: تتعلق بصدق استجابات أفراد العينة، إذ يجب التأكد من أن أفراد العينة يستجيبون بطريقة صادقة.
وعند تعريف المتغير المستقل أو المتغير التابع لابد من تعريفه تعريفاً إجرائيا، وعادة ما يأتي تعريف المتغير المستقل ضمن إجراءات البحث، في حين أن تعريف المتغير التابع يأتي ضمن أدوات البحث.
3: المتغيرات الخارجية أو الدخيلة. الهدف الرئيس من أي تجربة هو معرفة تأثير المتغير أو المتغيرات المستقلة على المتغير التابع، فإذا كان التأثير الملاحظ كما يقاس في المتغير التابع قد حدث فقط بفعل المتغير المستقل فإن التجربة تكون قد حققت أهدافها إلا أن الأمر ليس بهذه البساطة، فليس من السهل التأكد من أن ما يلاحظه الباحث من استجابات في التغير التابع هي فعلاً من تأثير المتغير المستقل وحده، إذ يمكن أن يتأثر المتغير التابع ببعض المتغيرات الأخرى غير المتغير المستقل.
مثال ذلك: إذا كنا ندرس أثر الدروس الخصوصية (المتغير المستقل) على التحصيل الدراسي (المتغير التابع) فإننا نود أن نستخلص أن أي تحسن في درجات التلاميذ الذين يتلقون الدروس الخصوصية إنما يرجع إلى هذه الدروس؛ مقارنة بالتلاميذ الذين لم يتلقوها، ولكن إذا كان التلاميذ قد تلقوا دروساً خصوصية أكثر ذكاء من التلاميذ الذين لم يتلقوا هذه الدروس فقد يكون التحسن في درجات التلاميذ راجعاً إلى ذكائهم، وفى هذه الحالة يصبح الذكاء متغيراً دخيلاً محبطاً لنتائج التجربة، وإذا تحققت متغيرات دخيلة من هذا النوع في تجربة من التجارب لا تستطيع استخلاص آية نتائج حول العلاقة السببية بين المتغير المستقل والمتغير التابع.
ويحدث إحباط نتائج التجربة عندما يوجد بالتجربة متغير يتغير بانتظام مع المتغير المستقل وهذه نقطة مهمة للغاية؛ لأن المتغيرات الخارجية في التجربة قد تكون محبطة وقد لا تكون، والمتغيرات التي تحبط النتائج هي: المتغيرات التي تتغير بانتظام مع المتغير المستقل. والمتغيرات التي لا تحبط النتائج هي المتغيرات التي لا تتغير بانتظام مع المتغير المستقل.
4: المتغيرات الضابطة: وهي متغيرات مستقلة لا تدخل ضمن التجريبية، ولكنها تكون جزءا من التصميم التجريبي للبحث، والغرض من ضبط المتغيرات هو الإقلال من الخطأ في النتائج الناجمة عن تأثير هذه المتغيرات، ويمكن ضبط هذه المتغيرات بإحدى الطرق التالية:
1- أن يكون المتغير الضابط جزءا من التصميم التجريبي للبحث.
2- دراسة مستوى واحد من المتغير الضابط.
3- إبعاد أثر المتغير الضابط إحصائياً.
رابع عشر: التصميم التجريبي
يعد تطبيق المنهج التجريبي تطبيقاً كاملاً من الأمور الصعبة جداً في العلوم الاجتماعية، ومنها بالطبع علم المكتبات والمعلومات، ولتسهيل هذه الأمور وتذليل هذه الصعوبات حاول بعض الباحثين تصميم بعض التجارب والطرق التي تساعد على تحسين استخدام هذه المناهج، ومن أهم هذه الطرق هي:
1- التجارب الصناعية والتجارب الطبيعية: لا بد لنا أولا من معرفة المقصود بالتجربة الصناعية والطبيعية، فالصناعية هي: التجارب التي تتم في ظروف صناعية يتم وضعها من جانب الباحث، أما الطبيعية فهي التجارب التي تتم في ظروف طبيعية دون أن يحاول الباحث أن يتدخل فيها، وأن يضع لها ظروفا خاصة.
2- تجارب يستخدم فيها مجموعة من الأفراد والتجارب التي تستخدم فيها أكثر من مجموعة:
ففي النوع الأول: من هذه التجارب يلجأ الباحث إلى مجموعة واحدة من الأفراد يقيس اتجاهاتهم بالنسبة لموضوع معين، ثم يدخل المتغير التجريبي الذي يرغب في معرفة أثره، وبعد ذلك يقيس اتجاه أفرد المجموعة للمرة الثانية، فإذا وجد أن هناك فروقاً جوهرية في نتائج القياس في المرتين يفترض أنها ترجع إلى المتغير التجريبي.
أما النوع الثاني: فيلجأ الباحث إلى استخدام مجموعتين من الأفراد يطلق على إحداهما: المجموعة التجريبية، ويطلق على الأخرى: المجموعة الضابطة، ويفترض فيها التكافؤ من حيث المتغيرات المهمة في الدراسة، ثم يدخل المتغير التجريبي الذي يرغب في معرفة أثره على المجموعة الضابطة، وبعد انتهاء التجربة تقاس المجموعتان، ويعد الفرق في النتائج بين المجموعتين راجعاً إلى المتغير التجريبي.
3- تجارب التوزيع العشوائي: تعتمد الطريقتان السابقتان على الافتراض بأننا نعرف كل المتغيرات المهمة في الدراسة، وهذا افتراض يصعب التحقق منه، ولذلك يلجأ الباحث إلى توزيع الأفراد عشوائياً على كل من الجماعتين: التجريبية والضابطة، أي يتم توزيع الأفراد بطريقة تتيح لكل منهم فرصاً متكافئة للالتحاق بإحدى الجماعتين، ثم يقوم بإجراء التجربة.
أنواع التصميمات التجريبية:
1- أسلوب المجموعة الواحدة: يستخدم هذا الأسلوب في مجموعة واحدة فقط تتعرض لاختبار قبلي لمعرفة حالتها قبل إدخال المتغير التجريبي، ثم نعرضها للمتغير، ونقوم بعد ذلك بإجراء اختبار بعدي، فيكون الفرق في نتائج المجموعة على الاختبارين القبلي والبعدي؛ ناتجاً عن تأثيرها بالمتغير التجريبي.
2- أسلوب المجموعات المتكافئة: أي استخدام أكثر من مجموعة ندخل العامل التجريبي على المجموعة التجريبية، وتترك الأخرى في ظروفها الطبيعية، وبذلك يكون الفرق ناتجاً عن تأثير المجموعة التجريبية بالعامل التجريبي، ويشترط أن تكون المجموعات متكافئة تماماً.
3- أسلوب تدوير المجموعات: حين يريد الباحث أن يقارن بين أسلوبين في العمل أو بين تأثير متغيرين مستقلين فإنه يميل إلى استخدام أسلوب تدوير المجموعات، ويقصد بهذا الأسلوب أن يعمل الباحث على إعداد مجموعتين متكافئتين، ويعرض الأولى للمتغير التجريبي الأول، والثانية للمتغير التجريبي الثاني، وبعد فترة يخضع الأول كالمتغير التجريبي الثاني، وتجمع المجموعة الثانية للمتغير التجريبي الأول، ثم يقارن بين أثر المتغير الأول على المجموعتين، وأثر المتغير الثاني على المجموعتين كذلك، ويحسب الفرق بين أثر المتغيرين.
خامس عشر: التوثيق
يعد البحث العلمي جهداً إنسانياً متصلاً يلزم فيه أن يقوم الباحث بمسح جهد الباحثين السابقين والإضافة إليه، والتمهيد لباحثين لاحقين، وعند رجوع الباحث لأعمال باحثين سابقين عليه الاعتراف بذلك من خلال التوثيق فيعتمد هذه الأعمال ويبني عليها، وقد يلزم الباحث أن يستفيد بفكرة من غيره يصوغها بلغته الخاصة أو يقتبسها بنصها وتقتضي أعراف البحث في جميع هذه الحالات الإشارة إلى المصادر التي رجع إليها الباحث.
ولا تعبر عملية التوثيق هذه عن الأمانة العلمية في البحث فحسب، وإنما تعكس الطريقة التي تتفاعل فيها المعرفة العلمية لدى أجيال الباحثين، وتمثل أساساً للحكم على الدرجة التي استوفى فيها باحث معين عملية تتبع المعرفة العلمية اللازمة له؛ حتى يتمكن من الإسهام في تقدم المعرفة واستمرار نموها، كما تفيد القاريء في نسبة الأفكار إلى أصحابها، ومعرفة المزيد عنهم حين يلزمهم ذلك بالعودة إلى المراجع المشار إليها.
عناصر التوثيق:
1- اسم المؤلف. 2- سنة النشر.
3- عنوان المرجع: سواء كان كتاباً أو عنواناً لفصل في كتاب محرر من قبل مؤلف، أو عنوان لبحث أو مقالة منشورة في دورية، ويفضل وضع خط تحت اسم الدورية أو كتابتها بخط مائل أو ثقيل لتمييزها.
4- معلومات النشر: إذا كان المرجع كتاباً يذكر بلد النشر، يليه نقطتان، ثم اسم الناشر، وإذا كان المرجع دورية يذكر اسم الدورية، يليها فاصلة، ثم رقم المجلد ثم رقم العدد بين قوسين، ثم فاصلة، وأخيراً أرقام الصفحات.
سادس عشر: أدوات جمع البيانات
يتم التعرف على الأدوات المستخدمة في البحث، وهل هي أدوات جاهزة أم أن الباحث سوف يقوم بتصميمها، ولابد أن يهتم الباحث بإجراء الصدق والثبات للأدوات سواء كانت جاهزة أو من تصميمه، ويجب أن يذكر الباحث مبررات استخدام مثل هذه الأدوات، وكيف أنها هي الوسيلة الأنسب لجمع بيانات هذا البحث بالذات.
يستخدم الباحث العديد من الأدوات في جمع البيانات لاختبار الفروض أو الإجابة على الأسئلة، وقد يختار أداته من بين الأدوات المتوفرة التي بناها باحثون آخرون، وقد يضطر في حالة عدم توفر أداة مناسبة لبحثه إلى بناء الأداة بنفسه، ولكل أداة مزاياها وعيوبها، إلا أن الأداة التي نختارها يجب أن تكون أفضل أداة في جمع البيانات الخاصة بالبحث، فإذا اخترنا الاستبيان مثلاً كأداة لجمع البيانات فيجب أن تكون أفضل وأكفأ وسيلة للإجابة على أسئلة البحث، وينطبق هذا على أية وسيلة أخرى سواء كانت اختباراً أو بطاقة ملاحظة أو غير ذلك، وبعض أدوات جمع البيانات مباشرة تستخدم مؤشراً واحداً ليمثل المتغير المراد قياسه في حين أن بعض الأدوات الأخرى يسعى لقياس مفاهيم مركبة أو تكوينات فرضية لا يمكن قياسها قياساً مباشراً، بل لابد من تعريفها تعريفاً إجرائياً قابلاً للملاحظة المباشرة حتى يمكن قياسها.
ومن الصعب أمام الباحث اختيار أو بناء المقاييس، والأدوات التي يحتاجها لقياس المتغيرات ذات الخصائص المركبة، مثل: الذكاء، والاستعدادات العقلية، والدافعية،.....
وهناك طريقتان للحصول على مثل هذه المقاييس:
الأولى: هي استخدام مقاييس موجودة فعلاً أو سبق استخدامها.
الثانية: هي بناء الأداة أو الأدوات التي يحتاجها الباحث لجمع البيانات وفى الحالة الأولى لابد أن يرجع الباحث إلى المصادر الخاصة بالمقاييس الجاهزة أو يرجع إلى البحوث السابقة ليستعين بأحد الأدوات التي استخدمها باحث قبله.
وإذا وجد الباحث أداة مناسبة يجب أن يتأكد قبل استخدامها أن هذه الأداة يمكن أن تقيس متغيراته بكفاءة، كما يجب أن يتأكد أنها صادقة وثابتة وأنها قننت على مجتمع مشابه لمجتمع بحثه، وإذا لم يجد أداة مناسبة لبحثه فعليه بناء الأداة أو الأدوات التي يحتاجها، ويجب في هذه الحالة أن يتأكد من إجراء جميع الخطوات اللازمة لبناء وتقنين الأداة وتحقيق صدقها وثباتها.
وسائل أدوات جمع البيانات:
1- الاختبارات والمقاييس. 2- الاستبيان.
3- المقابلة. 4- الملاحظة.
1: الاختبارات والمقاييس
الاختبار مجموعة من المثيرات التي تقدم للفرد لاستثارة استجابات تكون أساساً لإعطاء الفرد درجة عددية، وهذه الدرجة القائمة على عينة ممثلة لسلوك الفرد تعد مؤشراً للقدر الذي يمتلكه الفرد من الخاصية التي يقيسها الاختبار.
وفائدة الدرجات التي نحصل عليها من الاختبارات والمقاييس كمؤشرات للمفهوم الذي نرغب في قياسه هي إلى حد كبير دالة لموضوعية الاختبارات وصدقها وثباتها، وتشير الموضوعية إلى درجة الاتفاق بين مقدري الدرجة.
ومن أهم الاختبارات والمقاييس والتي منها: الاختبارات التحصيلية، واختبارات الاستعدادات العقلية، واختبارات الشخصية، ومقاييس الاتجاهات، ومقاييس التقدير وقوائم المراجعة، والأساليب السوسيومترية.
أ‌- الاختبارات التحصيلية: وهي الاختبارات التي يراد بها قياس التحصيل الدراسي، ويطلق عليها أحياناً اختبارات القلم والورقة، وتعد من أهم وسائل التقويم التحصيلي، وتحديد مستوى الطلبة التحصيل، وهي واسعة الاستخدام في البحوث التربوية وبخاصة البحوث التي تتناول فاعلية طرق التدريس، إذ يكون المتغير التابع في هذه البحوث هو التحصيل الدراسي.
وتصنف الاختبارات التحصيلية إلى: اختبارات تحريرية، واختبارات عملية، واختبارات شفوية.
• الاختبارات التحريرية: هي التي يراد بها تقويم التحصيل الدراسي في نهاية الفترات، وفى إمكانات النقل، والشهادات العامة، ويطلق عليها أحيانا اختبارات الورقة والقلم.
• الاختبارات العملية: تتعلق بالمهارات الحركية، وكذلك بعض جوانب الأهداف المعرفية، وهذا النوع مهم للغاية في بعض مجالات التدريس مثل: العلوم والرياضيات وغيرها، وتعرَّف بأنها: الاختبارات التي يتم فيها محاكاة الموقف الطبيعي بدرجة أكبر مما يسمح به اختبارات القلم والورقة.
• الاختبارات الشفوية: أقدم الوسائل التي استخدمت لتقويم التحصيل، ومازالت تستخدم حتى الآن استخداماً واسعاً، وتعد أفضل وسيلة لتقويم بعض الأهداف التربوية وخصوصا ما يتعلق منها بقدرة التلميذ على التعبير عن نفسه لفظياً أو شفوياً، فإنه لا يوجد غير هذه الوسيلة لقياس هذه القدرة، ويقصد بها: أسئلة غير مكتوبة تعطى للتلاميذ، ويطلب منهم الإجابة عليها دون كتابة، والغرض منها: معرفة مدى فهم التلميذ للمادة الدراسية، ومدى قدرته على التعبير عن نفسه، لهذا فهي تعطى كوسيلة تقدير أو تقويم بجانب وسائل التقويم التحريرية.
ب‌- اختبارات الاستعدادات العقلية: يحتاج الباحث أحياناً إلى استخدام اختبارات الاستعداد العقلي لقياس بعض المتغيرات العقلية في بحثه، وقد يستخدمها الباحث كوسائل لضبط المتغيرات الخارجية أو المتغيرات الدخيلة، وليس من السهل بناء اختبارات الاستعدادات كما هو الحال في قياس التحصيل الدراسي أو قياس الاتجاهات، وتتميز معظم الاختبارات للذكاء والاستعدادات والقدرة بأنها: ذات ثبات عال حيث تتراوح بين.85 : 0.95 ويمكن تصنيفها إلى نوعين:
1- اختبارات الاستعداد العقلي العام أو اختبارات الاستعداد الدراسي العام: وهي ما اصطلح على تسميتها باختبارات الذكاء.
2- اختبارات الاستعداد العقلي الخاص: وهي التي تقيس القدرات والاستعدادات العقلية الخاصة في المجال العقلي المعرفي.
ج ـ اختبارات الشخصية: وهى من أهم المجالات التي يهتم بها الباحثون في مجال قياس الشخصية، وهناك عدد من مقاييس الشخصية يعكس كل منها اهتماماً بجانب نظري خاص، فبعضها يهتم بنظريات السمات في حين يهتم بعضها الآخر بنظريات التحليل النفسي والدافعية، ولذلك يجب أن يحدد الباحث بالضبط المتغيرات التي يريد قياسها قبل أن يختار أداة القياس.
‌د- مقاييس الاتجاهات: يستخدم بعض المقاييس المدرجة لقياس الاتجاهات والقيم والآراء وغير ذلك من المتغيرات التي لا يمكن قياسها بالاختبارات أو غير ذلك من الأساليب، والمقياس المدرج هو: مجموعة من الفئات أو القيم العددية التي تعطى للصفة أو السلوك؛ وفقاً لاستجابات الفرد بغرض قياس بعض المتغيرات.
وتختلف المقاييس المدرجة عن الاختبارات في أنها لا تحدد نجاحاً أو رسوباً أو تتبين نواحي قوة أو نواحي ضعف، ولكنها تقيس الدرجة التي يظهر بها الفرد خاصية من الخواص، فقد يستخدم باحث مقياس الاتجاه لقياس اتجاهات طلبة الجامعة نحو الديمقراطية أو غير ذلك.
ومن مقاييس الاتجاهات:
1- مقياس ليكرت: (طريقة التقديرات المجمعة).
2- مقياس أوسجود: (مقياس المكافئ الفارق).
‌ه- مقاييس التقدير: يستخدم مقاييس التقدير عندما نريد تحديد درجة حدوث سلوك ما وبخاصة في المواقف التي يكون فيها للأداء أو الإنتاج جوانب متعددة يتطلب كل منها تقديراً خاصاً. مثال ذلك:عندما يريد الباحث قياس قدرة أفراد العينة على الخطابة يمكن إعداد مقياس تقدير يستخدمه عند ملاحظة كل فرد والاستماع إليه وهو يلقي خطبة ما، وفي هذه الحالة يمكن أن يشتمل المقياس على الأبعاد التالية: (محتوى الخطبة، تنظيم الخطبة، سهولة العرض، صحة اللغة، النحو، القدرة على التعبير، استخدام الإيماءات والإشارات)، ويعطي لكل بعد من هذه الأبعاد تقديرات منفصلة.
ومقاييس التقدير تساعد على تحقيق الوظائف التالية:
1- توجيه ملاحظات الباحث نحو مظاهر سلوكية خاصة.
2- توفير إطار مرجعي يمكِّن من مقارنة أداء أفراد العينة على نفس الخصائص.
3- توفير أداة مناسبة لتسجيل ملاحظات الباحث.
ويختلف أسلوب التقدير من مقياس لآخر، فقد يستخدم ثلاث درجات (جيد، متوسط، ضعيف) أو خمس درجات (ممتاز، جيد جداً، جيد، متوسط، ضعيف) وقد يستخدم سبع درجات، وقد يستخدم الأرقام بدلاً من الألفاظ بحيث يدل الرقم الأعلى على قوة الصفة، والرقم الأدنى على ضعف الصفة.
‌و- قوائم المراجعة: تتكون قوائم المراجعة من عدد من الخطوات أو الأنشطة أو أنواع السلوك التي يستعين بها الملاحظ؛ لتسجيل ملاحظاته، وتتشابه قوائم المراجعة مع مقاييس التقدير في مظهرها إلا أنهما يختلفان في طريقة إصدار الأحكام، ففي مقاييس التقدير تحدد درجة ظهور أو تكرار السلوك أما في قوائم المراجعة فإننا نحكم على السلوك أو الصفة بأنه موجود أو غير موجود، ولذلك فإن قوائم المراجعة وسيلة لتسجيل حدوث أو عدم حدوث عمل ما أو وجود أو غياب خاصية من الخصائص، فإذا كنا نريد تحديد درجة السلوك فإننا لا نستخدم قوائم المراجعة ولكن نستخدم مقاييس التقدير، وتتميز قوائم المراجعة بأنها تمكن الملاحظ من تحديد السلوك بسرعة.
وإذا أمكن بناء قوائم المراجعة بعناية فإنها تساعد على:
1- حصر انتباه الملاحظ في الخصائص الموجودة بالقائمة.
2- مقارنة أفراد العينة بعضهم البعض بالنسبة لمجموعة من السمات أو الخصائص.
3- توفير أداة بسيطة لتسجيل الملاحظات.
‌ز- الأساليب السيوسيومترية: تستخدم لدراسة التفاعل بين الأفراد داخل الجماعات الاجتماعية والإجراء الأساس في القياس السوسيومتري يتضمن سؤال أعضاء الجماعة لبيان اختباراتهم الأولى والثانية وكذلك الاختبارات التالية حول من يرغبون أن يكونوا زملاءهم في نشاط من الأنشطة، مثال ذلك قد يطلب من مجموعة من الأطفال تحديد اثنين أو أكثر من الأطفال في مجموعاتهم للعمل معهم في نشاط من الأنشطة أو للعب معهم، وهي طريقة لقياس طريقة اختيار كل فرد من أفراد مجموعة معينة، ويمكن رسم الاختبارات التي يقوم بها أعضاء الجماعة.
وهذا الأسلوب يستخدم على نطاق واسع في البحوث في علم النفس الاجتماعي وفي التربية حيث يمكن دراسة التركيب الاجتماعي للعينة وعلاقته بمجموعة أخرى من المتغيرات مثل: القدرة العقلية العامة، والتحصيل الدراسي، ومفهوم الذات والمعلمين الذين يفضلهم الأطفال.
2: الاستبيان:
أكثر الوسائل استخداماً للحصول على معلومات وبيانات عن الأفراد، ويرجع ذلك لأسباب عديدة منها: أن الاستبيان اقتصادي نسبياً، ويمكن إرساله إلى أشخاص في مناطق بعيدة، كما أن الأسئلة والبنود مقننة من فرد لآخر، ويمكن ضمان سرية الاستجابات، كما انه يمكن صياغة الأسئلة لتناسب أغراضا محددة، ويمكن أن تستخدم الاستبيانات الصيغة الاستفهامية أو الصيغة الإخبارية دون أن يؤثر ذلك على مضمون السؤال أو الفقرة.
• مبررات الاستبيان: أحد الوسائل العديدة للحصول على البيانات، والباحث الذي يريد استخدام الاستبيان يجب أن يكون متأكدا من أنه لا توجد وسيلة أخرى أكثر صدقاً وثباتاً يمكن استخدامها، ولا بد من ذكر مبررات استخدام الاستبيان وبخاصة إذا كان استبياناً جديدا، أو يمكن في كثير من الأحيان استخدام استبيانات موجودة فعلاً أو تطويرها لاستخدامها بدلاً من بناء استبيان جديد، وإذا استطاع الباحث الحصول على استبيان سبق استخدامه فإنه يوفر الجهد والمال اللذين ينفقهما في استبيان جديد وتحقيق صدقه وثباته.
• أهداف الاستبيان: بعد تحديد المبررات يتم إعداد قائمة بالأهداف الخاصة التي سوف تحققها البيانات التي نحصل عليها من الاستبيان، ويجب تحديد هذه الأهداف في ضوء أسئلة البحث ومشكلته مع توضيح كيف يستخدم كل جزئية من البيانات؟ وليس من الضروري أن تكون الأهداف المصاغة أهدافا سلوكية ولكن يجب أن توضح الأهداف كيف أن الاستجابات التي يحصل عليها من كل سؤال لها وظيفتها في البحث ويؤدى تحديد الأهداف إلى تحديد نوع المعلومات التي يرغب الباحث في الحصول عليها، وإذا لم يستطع الباحث القيام بهذه الخطوة فهذا يعني أن مشكلة البحث ليست واضحة لديه.
• مجموعة من الإرشادات لكتابة أسئلة الاستبيان:
‌أ- أن تكون العبارات واضحة.
‌ب- تجنب كتابة العبارات أو الأسئلة المزدوجة.
‌ج- يجب أن تستثير الأسئلة إجابات غير غامضة.
‌د- يجب أن تكون الأسئلة في مستوى المستجيبين.
‌ه- يجب أن تكون الأسئلة متعلقة بالموضوع.
‌و- الأسئلة البسيطة هي أفضل الأسئلة.
‌ز- يجب تجنب العبارات المنفية.
‌ح- يجب تجنب البنود أو المصطلحات المتحيزة.
3: المقابلة:
هي استبيان منطوق، والفرق الرئيس بين المقابلة والاستبيان أن المقابلة تتضمن التفاعل المباشر بين الباحث والمستجيب، ولهذا التفاعل مزاياه وعيوبه، وذلك مقارنة بالاستبيان فالمقابلة مرنة ويمكن تعديلها حسب الموقف، ويمكن استخدامها مع أنواع مختلفة من المشكلات والأشخاص، كما يمكن ملاحظة السلوك اللفظي وغير اللفظي للمستجيب في أثناء المقابلة، كما أن لدى الباحث فرصة تشجيع المستجيب.
ويترتب على هذه العوامل أن نسبة الردود في المقابلة أعلى من الاستبيان وبخاصة في الموضوعات التي تتعلق بالقدرة الشخصية والمشاعر الخاصة، ولذلك تفضل المقابلة على الاستبيان في الموضوعات الشخصية في حين يفضل الاستبيان في الموضوعات العامة.
وأهم عيوب المقابلة هي أنها معرضة للذاتية والتحيز من جانب الباحث، كما أن تكلفتها مرتفعة وتستغرق وقتاً طويلاً، ويتوقف نجاح المقابلة على مهارة الباحث وتدريبه، فالباحث الماهر يستطيع التأثير بسهولة على الفرد ويكون معه علاقة ودية تشعره بالارتياح وتدفعه للإدلاء بمشاعره الحقيقية، وقد يسال الباحث أسئلة تمهيدية تهدف إلى تكوين علاقة سليمة بينه وبين المستجيب، وللتغلب على عيوب المقابلة يجب أن يكون الباحث وسيطاً محايداً لتبادل المعلومات، وإذا أمكن تحقيق ذلك فإن وجود الباحث لن يؤثر على المستجيب، ويعطيه الفرصة للاستجابة في حرية.
4: الملاحظة:
وسيلة مفيدة للغاية في جمع البيانات عن أداء الأفراد وسلوكهم، ويمكن القول: إن جميع أساليب جمع البيانات هي نوع من أنواع الملاحظة، فالمستجيب للاستبيان مثلاً لابد أن يلاحظ نفسه ملاحظة ذاتية؛ ليقرر كيف يتصرف في موقف معين؟ أو ما هو رأيه بالنسبة لقضية معينة؟ ونفس الشيء يحدث في المقابلة حيث يتوقف استجابة الفرد في المقابلة على ملاحظته لذاته.
فالملاحظة بمعناها العام تشمل جمع البيانات بغض النظر عن الأداة المستخدمة في جمعها إلا أن طريقة الملاحظة كأسلوب من أساليب جمع البيانات تختلف تماماً عن المقابلة أو الاستبيان، فطريقة الملاحظة تعتمد على رؤية الباحث أو سماعه للأشياء، وتسجيل لما يلاحظه، ولا يعتمد على استجابات أفراد العينة لأسئلة أو عبارات يقرؤونها في الاستبيان، أو تلقي عليهم في المقابلة أي أن الباحث لا يحصل على الاستجابات من المستجيب، ولكن يحصل عليها بنفسه عن طريق ملاحظة سلوك أفراد العينة.
مبررات الملاحظة:
من المزايا الأساسية لطرق الملاحظة هي أنها تقضي على عيوب الأساليب التي تعتمد على الملاحظة الذاتية مثل: الاستبيان والمقابلة، فالملاحظة تقلل من المشكلات التي ترجع إلى تحيز التقارير الذاتية.
فالباحث يسجل السلوك كما يراه أو كما يحدث أمامه في موقف طبيعي، وهذه الميزة مهمة للغاية للبحث الذي يصمم لدراسة ما يحدث في الحياة الواقعية الحقيقية إلا أن طريقة الملاحظة باهظة التكاليف، وصعبٌ إجراؤها إجراء ثابتاً، وذلك بسبب ملاحظة السلوك الإنساني المركب، ومن السهل تسجيل السلوك البسيط بموضوعية إلا أن معظم الدراسات تركز على السلوك الأكثر تعقيداً.
وهذا الأسلوب له بعض نواحي القصور فهو كثيراً ما يتأثر بذاتية الملاحظ إذا حاد عن الموضوعية، ولذلك يجب أن يقترب تسجيل الملاحظات من وسائل التسجيل الآلية؛ ليسجل السلوك الفعلي الذي تمت ملاحظته دون أن يحاول الملاحظ بتفسير هذه السلوك أو تأويله.
• الصفات الواجب توافرها في أدوات جمع البيانات
هناك صفتان أساسيتان لابد من توافرهما في أدوات جمع البيانات وهما: 1- الصدق 2- الثبات، وكلاهما ضروري لأية وسيلة خاصة في البحوث التربوية والنفسية؛ لأن القياس في هذين المجالين قياس غير مباشر، ولذلك يجب التأكد من أن ما تقيسه أدوات البحث يمكن الثقة فيه والاعتماد عليه في جمع البيانات.
أ‌- الصدق: أهم خاصية من نواحي القياس، ويشير مفهوم الصدق إلى الاستدلالات الخاصة التي تخرج بها من درجات المقياس من حيث مناسبتها ومعناها وفائدتها. وتحقيق صدق القياس معناه: تجميع الأدلة التي تؤيد مثل هذه الاستدلالات.
ولذلك يشير الصدق إلى مدى صلاحية استخدام درجات القياس في القيام بتفسيرات معينة فإذا كان المقياس أو الأداة اختباراً يستخدم لوصف تحصيل أفراد العينة يجب أن تفسر الدرجات على أنها تمثل مجال التحصيل الذي يقيسه الاختبار، وإذا استخدمت نتائج الاختبار للتنبؤ بأداء أفراد العينة في نشاط قادم وجب أن تكون تفسيراتنا قائمة على تقدير دقيق ما أمكن للأداء في المستقبل.
طبيعة الصدق:
1- رغم أننا ننسب الصدق إلى أدوات القياس إلا أن الصدق في الواقع يشير إلى الدرجة التي يمكن بها تفسير نتائج المقياس.
2- الصدق نسبى لأن هناك درجات للصدق ولذلك لا يجب التفكير في نتائج القياس على أنها صادقة أو غير صادقة.
3- يرتبط الصدق دائماً بالاستخدام الخاص للمقياس، ولا يمكن أن تكون نتائج المقياس صادقة لجميع الأغراض.
4- للصدق مفهوم واحد فليس هناك أنواع مختلفة من الصدق.
طرق تحديد الصدق:
‌أ- المرتبطة بالمحتوى. ب- المرتبطة بمحك.
ج- المرتبطة بتكوين المقياس.
الطريقة الإجراء التفسير
أ- المرتبطة بالمحتوى مقارنة فقرات أو أسئلة المقياس بالمواصفات التي تحدد المجال الذي نريد قياسه. مدى تمثيل فقرات المقياس للمجال الذي يقيسه.
ب- المرتبطة بمحك مقارنة درجات المقياس بدرجات مقياس آخر (المحك) نحصل عليه فيما بعد (الصدق التنبؤي) أو بدرجات مقياس آخر يطبق في نفس الوقت(الصدق التلازمي). الدرجة التي يتنبأ بها الاختبار بالأداء في المستقبل أو يقدر الأداء الحالي في مقياس مهم غير المقياس نفسه ويطلق على المقياس الثاني المحك
ج- المرتبطة بتكوين المقياس تحديد معنى درجات المقياس وذلك بدراسة تكوين المقياس والتحديد الميداني العملي للعوامل التي تؤثر في الأداء. الدرجة التي يمكن بها تفسير الأداء كمقياس له معنى خاص أو صيغة محددة.
وهذه الأقسام الثلاثة هي معنى آخر لوصف الصدق، ورغم أن طريقة منها قد تكون أفضل من الأخرى في إعطاء دلائل على صدق استخدام معين إلا أن استخدام جميع هذه الطرق يساعد على الوصول إلى أفضل تفسير ممكن لدرجات الأداة.
ب‌- الثبات: يقصد بالثبات دقة المقياس أو اتساقه، فإذا حصل نفس الفرد على نفس الدرجة (أو درجة قريبة منها) في نفس الاختبار (أو مجموعات من الأسئلة المتكافئة أو المتماثلة) عند تطبيقه أكثر من مرة فإننا نصف الاختبار أو المقياس في هذه الحالة بأنه على درجة عالية من الثبات.
ومعامل الثبات هو معامل ارتباط بين درجات الأفراد في المقياس في مرات الإجراء المختلفة أو بين تقديرات من يقومون بتقدير الدرجات في المرات المختلفة، أو بين نتائج إجراء المقياس على مجموعة واحدة من الأفراد يقوم بالإجراء فيها إخصائيون مختلفون، أي أن معامل الثبات هو معامل ارتباط بين المقياس ونفسه، فنحن نحسب معامل الثبات بحساب معامل الارتباط بين درجات المقياس ونفسه أو بين درجات المقياس وصورة أخرى مكافئة له، والثبات ضروري للمقياس ولكنه ليس بديلاً عن الصدق والمقياس الذي يعطينا درجة غير مستقرة أو غير متسقة لا يمكن أن يكون صادقاً، ومن الناحية الأخرى إذا كانت درجات ثبات الاختبار عالية جداً فهذا ليس دليلاً علي صدق المقياس.
ولذا فإن انخفاض معامل الثبات يحد من الصدق ولكن ارتفاع معامل الثبات لا يضمن درجة مرضية من الصدق.
طرق حساب معامل الثبات: عند حساب معامل الثبات نحصل على درجات الأفراد في المقياس بإجرائه أكثر من مرة أو بالحصول على درجات متكافئة في نفس الإجراء أو أكثر من إجراء وعلى هذا الأساس يمكن تحديد طرق حساب الثبات من خلال الجدول التالي:
الطريقة نوع الثبات الإجراء
الصور المتكافئة قياس التكافؤ إعطاء صورتين من المقياس لنفس المجموعة في فترتين متتاليتين.
إعادة الإجراء قياس الاستقرار إعطاء نفس المقياس مرتين لنفس المجموعة في فترتين تفصلهما فترة قصيرة (يوم) أو فترة طويلة (عدة سنوات)
إعادة الإجراء بصورة متكافئة قياس الاستقرار والتكافؤ إعطاء صورتين