عندما كنت في الصومال كان كل أربعة شلن يعادل دولارا واحداً أما الآن فالله أعلم وما حل بالليرة اللبنانية والدينار العراقي حل بالعملة الصومالية أيضاً
وبالنسبة للحدود الجغرافية للصومال فهي عبارة عن شبه جزيرة مثلثة الشكل في القرن الأفريقي ،يحدها من الشرق المحيط الهندي ،ومن الشمال خليج عدن وجمهورية جيبوتي ومن الجنوب كينيا ،ومن الغرب أثيوبيا .
إذن موقع الصومال يبرز وبشكل واضح أهمية مميزة إستراتيجية والواقع أن الصومال يشرف على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر،وهذا هو شيئاً مهماً جداً في زمن السلم وزمن الحرب معاً،كما إنه يمثل مدخلاً مهماً للعرب والإسلام إلى قلب العالم الأفريقي.
بعد الاستقلال اتحد جزئي الصومال الإنكليزي والإيطالي وشكلا جمهورية الصومال.
الصومال عضو في جامعة الدول العربية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي وفي منظمة الدول الأفريقية والآن سمي الاتحاد الأفريقي.
يعتمد الصومال اقتصادياً على الثروة الحيوانية والزراعية والبحرية .
جاء انقلاب سياد بري عام 1969م وترؤسه للسلطة نتيجة اغتيال رئيس الجمهورية الصومالية عبد الرشيد شرماركي على يد حارثه وهو من قوات الشرطة والرئيس شرماركي جاء إلى السلطة عبر الانتخابات.
ولا بانتخابات مزورة ،وهنا لابد أن أقول شيئاً عن الرئيس شرماركي هناك رجل يدعى أبو الخير وهو سوري من دمشق و من باب سريجه كانت زوجته الأولى شقيقة الرئيس شرماركي تتمة الحديث شفهي(نحن عرب إن كنا في سورية أو الجزائر أو الصومال نحن عرب)
نعود للحديث عن
سياد بري الذي استولى على السلطة في 12 تشرين الأول عام 1969م وقد اعتمد هو ونظامه الماركسية اللينينية عقيدة رسمية للدولة.
مشكلة الصومال الغربي والمواجهة العسكرية : شفهي مع أثيوبيا..
جاء في أول دستور للصومال المستقل عبارة صريحة وواضحة جداً و هي:
تعمل الجمهورية الوليدة على استعادة سيادتها ووحدتها وأن تضم باقي أجزائها إليها وهذه الأقاليم هي:
1-الصومال الإنكليزي وعاصمته هرجيزه. شفهياً القول بتكوين الجمهورية من هذين الطرفين.
2-الصومال الإيطالي وعاصمته مقديشو.
3-الصومال الفرنسي وعاصمته جيبوتي
4-الصومال الحبشي وعاصمته هرر.
5-الصومال الكيني وعاصمته غارسيا.
هذه الفقرة من الدستور الصومالي كانت نذير سوء لكل من أثيوبيا وكينيا لكنها حقيقة وعلى أثرها ساد التوتر القرن الأفريقي وظهرت حركات التحرير في كل من أوغادين وانفدي وارتريا وأثيوبيا أيضاً ،وأزكت عوامل الصراع الدولي بين القوتين العظيمتين اللتين وزعتا تعاطفهما ومساندتهما على طرفي النزاع المحلي ،روح القتال والجرأة على الصدام بين الصومال وأثيوبيا أساساً ،ومنذ شهر أيلول عام 1977 تحولت الحرب الخفيفة في الصومال الغربي/أوغادين/ إلى حرب شرسة فعلية تدق أسماع العالم في شكل انفجار رهيب في القرن الأفريقي .
وقد شهدت بنفس هذه الحرب
فقد أتاحت لي ظروف حياتي أن أذهب وأعيش فترة من الزمن في إقليم أوغادين ....وقد عشت بين أهالي الإقليم وثواره على فترتين وكان ذلك بين عامي 1977و1978م.
يقع إقليم أوغادين داخل حدود الوطن العربي الكبير وموقعه في منتصف العالم الإسلامي...ومساحته تقدر بـ(650) ألف كم وتعداد سكانه يقدر حالياً بـ(7)ملايين أقف هنا وأسألكم هل سمع أحدكم عن أي مساعدة قدمت لشعب هذا الأقليم العربي المسلم، إنني أتساءل لماذا لا تمد الدول العربية وعبر جامعتها والتي لها ثقل مادي واقتصادي كبير يد المساعدة لهذا الشعب العربي..؟
إنه لمن المؤسف أن نسمع ونشاهد ما يجري ويحدث لهذا الشعب العربي المسلم ونحن نتفرج ساكتين،وإني أتساءل أيضاً لمصلحة من هذا السكوت والتعامي..؟
أيها السيدات والسادة إن إقليم أوغادين غني بالمعادن كما هو غني بالثروة الحيوانية في هذا الإقليم تكمن الثروة المعدنية وخاصة الذهب والفضة والنحاس والحديد والمنغنيز والقصدير والزئبق ،غير أن ذلك كله لم يستغل لأسباب عدة ومنها عدم اهتمام المحتلين الأثيوبيين بهذه الثروة نظراً للمقاومة الشديدة.
إلا أن الشيء المهم والحيوي هو النفط الذي اكتشف وبكميات كبيرة وقد قامت بعمليات التنقيب عنه الشركات الأمريكية ومنها شركة /سنكلر/ وشركة /اجيب/ الإيطالية ، وكذلك شركات دانماركية.
وإنني أقف هنا لأقول إن مساحة إقليم أوغادين تعادل مساحة بريطانيا وإيرلندا مجتمعتان وقبل متابعة حديثي عن ؟أوغادين لا بد من وقفة قصيرة عند إقليم أنفدي الصومالي
تقدر مساحة إقليم انفدي بحوالي 160 ألف كيلو متر مربع وقد ضم هذا الإقليم إلى إدارة المحميات البريطانية بقرار من الحكومة البريطانية الاستعمارية عام 1909م وقد حاولت السلطات البريطانية إيجاد خط فاصل بين الانفديين وبين الأقاليم الصومالية عام 1914م بهدف وقف تسرب الاضطرابات والانتفاضات ضد البريطانيين لكنها لم تنجح في ذلك بل زادت الأحداث واستمر الوضع الأمني في تدهور في إقليم انفدي المنسي عربياً وإسلامياً إلى يومنا هذا ،حيث يقتل أهله وتغتصب نساؤه وتحرق أرضه.
شكل شعب إقليم انفدي الصومالي جبهة مسلحة عرفت باسم جبهة تحرير انفدي وهذا الأمر أقلق الحكومة الكينية المعروفة بولائها الواضح للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وهنا نضرب مثلاً على تعاون الحكومة الكينية مع إسرائيل" عندما سهلت مهمة القوات الإسرائيلية التي أغارت وقتلت الثوار الفلسطينيين ،ايهود باراك في اوغنده.
وقبل المتابعة لا بد من الإشارة إلى أن هناك سوء فهم للحقائق التاريخية عند الكثير من المثقفين العرب بهذا الخصوص إن معظم المؤرخين لتاريخنا هم فرنجة وفي هذا السياق أقول إن العالم الغربي قد وقف ويقف معارضاً لوحدة الصومال كما أن معظم الأنظمة العربية قد هوت إلى البئر المظلم الذي أعد لها.
وقف العالم الغربي من وحدة الصومال الكبير موقفاً معارضاً وكانت المعارضة تتمثل في ثلاثة زعماء كبار في ذلك الحين وهم:
الرئيس الفرنسي شارل ديغول، والرئيس الكيني جيمو كينا كيناتا،الإمبراطور هيلا سيلاسي ولغاية الآن يعارض كافة زعماء الغرب واليهود وحدة الصومال كما أن أغلبية الزعماء العرب لا يعرفون إلا الشيء القليل القليل عن إقليم انفدي الصومالي المسلم والذي ضمته كينيا بالقوة وإنني أتساءل هل نحن العرب نعاقب بعضنا البعض....؟
العودة إلى اوغادين
احتلت أثيوبيا إقليم أوغادين في عهد الإمبراطور/منليك/ عام 1887م هذا الاحتلال كان نتيجة مؤامرات عدة دول أوربية ومنها بريطانيا.
السيدات والسادة
100يوم عشتها في قلب اوغادين بين رائحة البارود ولهيب النار ولون الدم الذي يسفك يومياً، في هذا الإقليم العربي المنسي شممت رائحة الدم الطاهر حيث يناضل شعب أوغادين الصابر المكافح واقفاً جسوراً أمام طغيان الجيش الأثيوبي والذي ضمته بريطانيا نهائياً إلى أثيوبيا عام 1945م فمن هي اثيوبيا وقفة قصيرة عند اثيوبيا لنقرأ التالي:
تبلغ مساحة أثيوبيا إحدى دول القرن الأفريقي 1,221,900 كيلو متر و يبلغ عدد سكانها حوالي 75 مليون نسمة بما فيها إقليم أوغادين المحتل ،اللغة الرسمية الأثيوبية هي الأمهرية وتعرف عملتها بالبر.
أما أول صراع شهدته منطقة القرن الأفريقي هو صراع ما بين الإسلام والمسيحيين الفرنجة منذ عام 1515م وذلك عندما غزت البرتغال المماليك الإسلامية التي كانت تحكم منطقة القرن الأفريقي.
السيناريو الجديد:
وضع الأمريكان سيناريو جديداً لحل منازعات دول القرن الأفريقي ،ولكن كيف تم ذلك هذا ما أود أن أقوله هنا ووفق معايير أمريكيا الغير منطقية وغير منصفة .
تعاقب الاستعمار والاحتلال على القرن الإفريقي من برتغالي إلى بريطاني إلى إيطالي إلى حبشي وأقصد هنا بالقرن الافريقي أقليم أوغادين الصومالي بمباركة اسرائيلية أمريكية التي حلتا محل بريطانيا ولي عودة في ذلك.
ركزت الدول الغربية الاستعمارية المتصهينة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية على القرن الأفريقي وعليّ أن أركز كلامي على أمريكا باعتبارها زعيمة الدول الغربية لأن مسلكها المعارض لاستقلال إقليم أوغادين أقوى من كل المسالك التي اتبعته الدول الاستعمارية الغربية الأخرى كما أن الولايات المتحدة الأمريكية أدخلت نفسها بقوة بعد عام 1960م في القرن الإفريقي فقد وقفت بجانب الأحباش بقوة كبيرة بل كانت أنشط الأطراف وأكثر دعماً للنظام العبودي في أثيوبيا وتدرجت وشجعت الولايات المتحدة الأمريكية سياسة العبودية التي كانت تعمق التخلف والحرمان في أثيوبيا الإمبراطورية والجمهورية.
الحديث نفسه عن الإطاحة في عام 1974م بالإمبراطور هيلا سلاسي من قبل منغستو هيلا مريام.....
وعملت وتعمل الولايات بوضع سياسة خاصة اتجاه إقليم أوغادين وابتدأت بتنفيذ هذه السياسة فنقبت عن النفط والمعادن وأغلقت هذه الآبار لوقت الحاجة ثم حاولت السياسة الأمريكية في أوغادين نشر المبشرين وترسيخ تعاليمهم وذلك من خلال فرض اللغة الإنكليزية وطمس اللغة العربية، إلا أن أهل أوغادين رفضوا الهيمنة الإدارية والدينية وقامت التوارات العارمة.
عند ذلك أوعزت الولايات المتحدة إلى إسرائيل أن تمد أثيوبيا بالضباط والجنود والأسلحة كل ذلك من أجل إخماد الثورة في أوغادين قبل أن تنتقل شرارتها إلى بقية القوميات المضطهدة في أثيوبيا.
الحديث نفسه عن بعض القوميات في أثيوبيا.....
هنا نرى أن أمريكا كانت من أوائل الدول التي وجهت الدعوة و النداء إلى الصوماليين بشكل تحذيري بوضع حداً للثورة التي اشتعلت في قلب القرن الأفريقي ثم كررت أمريكا نداءها بشكل أقوى إلى الثوار الاوغادينيين وإلى أشقائهم الصوماليين في الجمهورية الصومالية خاصة عندما اتضح من أن العمليات العسكرية لا تسير وفق رغباتها وإن المنطقة مقبلة على فترة طويلة من عدم الاستقرار وخاصة أنها تريد النفط والغاز.
عند ذلك قررت أمريكا سحب بعثاتهاالتبشيرية والخبراء والفنيين الذين ينقبون عن النفط والغاز والمعادن والتي وجدت بكميات تجارية كبيرة.
حديث عن: وقد رأيت بأم عيني أبار النفط محفورة ومغلقه إلى حين استخدامها وما قدوم الجيش الأمريكي إلى الصومال إلا توطئه لفتح هذه الآبار واستخدمها وقد قتلوا وسحلوا في شوارع مقديشو.
إذن أغلقت أمريكا آبار النفط وخرجت من أوغادين مكتفيه بإعلان صحفي مقتضب تقول فيه:
وجدت شركاتنا التي نقبت وتنقب عن النفط والمعادن أن كميات هائلة تجاريه وجدت في أوغادين.
ما المقصود بهذا الإعلان
هو افتراء ودفع الجشع الاستعماري الغربي في التعليق والتشبث بمنطقة أوغادين عبر مساعدتها للأثيوبيين المحتلين للإقليم.
وهنا يتبادر إلى ذهني السؤال التالي:
هل شعب إقليم أوغادين العربي مستعد لتلقي استعمار جديد يضاف إلى الاستعمار البريطاني وبعده الاستعمار الحبشي.
الجواب يكمن في الآتي:
من المستحيل على الشعب الصومال بل على أي شعب في هذا العالم أن يتقبل ويلتزم باستخراج ما في باطن أرضه من نفط وترده معدنية قبل تحرير أرضه.
الولايات المتحدة يهمها أمران الأمر الأول إملاء الفراغ الذي تركه البريطانيين وبعدهم السوفيت.
هنا حديث شفهي: هل تعتقدون إن أمريكا حاربت الاتجاه الماركس في كل من الصومال وأثيوبيا.. لا أبداً: هذان الأمران لا يهمان أمريكا الذي يهمها هو النفط في أي مكان من كان . وطالما النفط وجد بكميات تجارية في أوغادين فعلى الأمريكان دعم النظام الأثيوبي الذي يؤمن لهم مصالحهم.
وقد شاهدت بأم عيني جزءاً من القتال الذي كان يدور بين ثوار أوغادين والجيش الأثيوبي ومازال القتال دائراً إلى يومنا هذا،هذا القتال أربك حسابات الأمريكان ومن يدور في فلكهم.
حديث شفهي: رواية غيفاراً في الكونغو و كيف طلب الأمريكان من السوفيت إخراج غيفاراً من الكونغو.....
لم يكن يهم الامريكان غيفارا ولا تشومبي ولا موبوتو الذي يهمهم هو النفط والذهب والألماس والمعادن الأخرى.
أيها السيدات والسادة ما أشبه اليوم بالأمس، الأمس كان القتال دائراً واليوم ما زال القتال دائراً في إقليم أوغادين برعاية أمريكية اسرائيلية.
قبل سنوات أحتل العراق من قبل أمريكا والغرب وطبعاً على رأسهم إسرائيل وقاتل شعب العراق ولا زال يقاتل من أجل حريته وإعادة استقلاله،وكذلك الشعب الفلسطيني والشعب الصومالي والأفغاني
إذاً أمريكا الصهيونية والغرب المتصهين هو الغرب في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي بالأمس فلسطين و أوغادين واليوم العراق وأفغانستان وما أشبه اليوم باليوم والأمس البعيد والقصير زمنياً.
وسؤالي التالي:
ما الذي نستنتجه من هذه الحقيقة؟
الجواب هو ساحات القتال في أوغادين حيث خسائر الأثيوبيين وحلفائهم تزداد كل يوماً بعد يوم فلم يعد هناك سوى خيار واحد: الاعتراف بنضال شعب إقليم أوغادين وحقه في الاستقلال وتقرير مصيره.
أيها الأخوة أن ما يجري في إقليم أوغادين هو الأعمق نضالاً والأبعد انسجاماً وتطابقاً مع المستعمرين الأثيوبيين والأكثر مأساة وعنفاً و دموية وانطلاقاً من مفاهيمنا وتنفيذ لأمانينا العربية والإسلامية علينا أن نقف بجانب هذا الشعب المقهور نعم مقهور وأني أقدم إليكم الرواية التالية، عذراً ربما أنا أطلت عليكم لكن لا بد من التوضيح:
الحديث عن العرض العسكري في أديس أبابا وجلد الضباط الصوماليين من قبل النساء الأثيوبيات.
التواجد السوفيتي: عند العرض العسكري ومثله الهجوم على الجيش والثوار الصوماليين
الحديث شفهي: عن منغستو وزياد بري والجنرال بتروف في عام 1978 الجنرال بتروف هو النائب الأول لقائد القوات البرية السوفيتية:62-55-ميغ-سوخوي-طائرات الهوليكبتر+المدفعية والجنرال الكوبي أورنالدو أمر مؤسف محزن