النموذج الماليزي للتنمية

تقارير اقتصادية: النموذج الماليزي للتنمية: خطوات محددة ورؤية واضحة للاستفادة


  http://www.alitthad.com/paper.php?name=News&file=article&sid=73926

عادل بدر الرياحي
نالت ماليزيا إستقلالها في 1957، و أثناء هذه الفترة، اعتمدت النشاطات الإقتصادية للبلاد على سلع مثل المطاط و الصفيح في جميع صُعد النمو الإقتصادي للبلاد. وأثناء فترة 70-90، تحولت إقتصاديات البلاد من إقتصاد أساسه الزراعة في السبعينات إلى إقتصاد أساسه الصناعة في الثمانينات.وتدفع ماليزيا بشكل متناسق بالخطط التنموية من اجل الوصول الى رؤية 2020، رؤية 2020 Vision 2020 (او في اللغة المحلية WAWASAN 202) وهي تقدم رؤية وطنية لتحقيق النمو الاقتصادي بحلول 2020، مماثلة لتلك التي وصلت اليها الدول المتقدمة.


وتتراوح الخطط الماليزية ما بين خطط مرحلية قصيرة نوعا ما تتمثل في الخطط الخمسية التي تسير عليها الدولة، وما بين خطط اطول تتمثل بصورة اساسية في رؤية 2020.ولا يمكننا فهم عملية التنمية،خاصة منها تنمية الموارد البشرية، الا اذا تعرفنا على مراحل التطور الاقتصادي في ماليزيا من خلال التالي:
المرحلة الاولى: السياسة الاقتصادية الجديدة (NEP):
قدمت الخطة الاولى-خطة بعيدة المدى (OPP1) ، مغطية على مدى عشرين سنة، من 1971 إلى 1990. الخطة صيغتْ لتشكيل سياسات السياسة الإقتصادية الجديدة New Economic policy(NEP).السياسة الإقتصادية الجديدة لها هدفان، أولاً، تخفيض واستئصال الفقر وثانياً، تخفيض واستئصال الوظيفة الاقتصادية مقرونة بالعرق. اما على وجه الخصوص، فان السياسة الإقتصادية الجديدة طبقت لتخفيض التباينات الإقتصادية و الإجتماعية للمالاويين Malays - اغلبية السكان. وتحت السياسة الإقتصادية الجديدة زادتْ حصص التوظيف والعمل للبوميبوترا او السكان الاصليين Bumiputras إلى حد كبير.وبتطبيق السياسة الإقتصادية الجديدة،الاقتصاد الماليزي نما نموا دراماتيكيا. خلال فترة 1971 إلى 1990، كان نمو البلاد السنوي المتوسط في ناتج الدخل القومي GNP %6,8  مع التصدير الرئيسي لزيت النخيل، والخشب،والصفيح، والزيت، والمطاط.
ومع رئاسة الدّكتور محاضير Dr Mahathir للوزارة في 1981، رأت السياسة الإقتصادية الجديدة خلق الزيادة الهامّة في المجتمعات المالاوية تجاريا، وصناعيا، ومهنيا. كما رأت السياسة الإقتصادية الجديدة تأكيد التطوير في قطاع التصنيع.
وفي اواخر الثمانينات، سيطر تصدير الصناعات المحلية على توجهات ماليزيا. الصادرات الرئيسية تضمنت المنتجات الكهربائية والإلكترونية، والمواد الكيمياوية، والأطعمة المصنعة، والمنسوجات، والخشب المصنّع، والمنتجات المطاطية .وفي نفس الوقت، أُسّست أيضاً صناعة الفولاذ، والسيارات والصناعات الثقيلة.
المرحلة الثانية: سياسة التنمية الجديدة (NDP) :
في يونيو/حزيران 1991، أُسست الخطة الثانية .(OPP2) الخطة الثانية طويلة المدى هي المرحلة الأولى لإدراك رؤية البلاد 2020 في تحقيق الدولة المتقدمة.ا لخطة زودت الطريق لتطبيق سياسة التنمية الجديدة New Development Policy (NDP). ولكن سياسة التنمية الجديدة ما زالت محتفظة بالأهداف الواسعة للسياسة الإقتصادية الجديدة NEP ، غير أنها أيضاً ركزت أكثر على الفقر المدقع ، واكدت على التطوير السريع لنشاط مجتمع صناعي وتجاري للبومبوترا. الإعتماد الأعظم في هذه المرحلة على القطاع الخاص لإنجاز هدف إعادة الهيكلة وتقوية تنمية الموارد البشرية.
وعلى الرغم من الأزمة المالية في أكتوبر/تشرين الأول من 1997 إلى 1998، فان معدل النمو العالي بقي على حاله، مع التضّخم المنخفض والعمالة الكاملة واستقرار الاسعار، التدفق الكبير للاستثمارالمباشر الأجنبي (FDI) ضمن قطاع الصناعة أضاف قدرة للصناعات الموجهة نحو التصدير Export-Oriented Industries. هذا يتضمن قطاع النفط، والغاز،والبتروكيمياويات، والاستثمار في المجالات التكنولوجية العالية . التدفقات الاجنبية كانت بشكل رئيسي مرتكزة على قطاع تكنولوجيا المعلومات ومجالات التكنولوجيا العالية، وقد كان اثر ذلك، زيادة النمو في الناتج المحلي الإجمالي (GDP) من 6.4 % عام1999 إلى 8.4 % في 2000.
المرحلة الثالثة بناء الاقتصاد المبني على المعرفة:
المرحلة الثالثة في إنجاز رؤية 2020 أن تتطوّر ماليزيا الى مجتمع قائم على المعرفة؛ وتوليد النمو بشكل ذاتي Endogenously-Driven Growthمن خلال تقوية الإستثمار الوطني وتنمية القدرات الوطنية، والمواصلة لجذب الاستثمار الاجنبي في المجالات الإستراتيجية؛ وزيادة دينامية قطاعات الزراعة والتصنيع والخدمات من خلال الغرس العظيم للمعرفة؛ ومعالجة الفقر وتحقيق العدالة للبوميبوترا Bumiputras في قطاعات العمل؛ وأخيراً، اعادة تشكيل الموارد البشرية لدعم المجتمع المبني على المعرفة Knowledge-Based Society.
وتحت الخطة الثاثة- طويلة المدى OPP3 المستمرة ، في 2001، الناتج المحلي الإجمالي نما 0،5% فقط بسبب الحيرة العالمية (احداث سبتمبر)، لكن التوسّع الأفضل رؤي في 2002، 4.1% كانت الزيادة في الناتج المحلي الإجمالي،وارتفعت الى5.3% بعد ذلك في 2003.ومع نضوج الاقتصاد، هناك إعتماد اقل على مدخلات رأس المال والعمل كمصدر للنمو،والاعتماد بدلا منه على رأس المال البشري. هذا يتضمن التأكيد على تحسين المهارات وقدرات الإدارة، وزيادة الانفاق على البحوث والتطوير R&Dوالإستخدام الكبير للتكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات في كل القطاعات الإقتصادية، بالتوافق مع الجهود لتطوير الاقتصاد المبني على المعرفة. بالإضافة لذلك، زيادة الحكومة للإستثمار العام لتحسين نظام اتاحة التعليم والتدريب Education and Training Delivery System.وقد بدأت الحكومة الماليوية بتطبيق عدة مبادرات لتسهيل التطوير الناعم لاقتصاد المعرفة،خصوصاً في مجالات ت.م.ب، والعلوم والتكنولوجيا ، والبحث والتطوير ، والبنى التحتية المعرفية ،والتمويل. ومن أمثلة هذه المبادرات إنطلاق اجندة تكنولوجيا المعلومات الوطنية (NITA) ومشروع جسر الوسائط المتعددة Multimedia Super Corridor. MSC.ويعد رأس المال البشري اهم مكونات اقتصاد المعرفة، ومن اجل هذا تنهج السياسة الاقتصادية الماليزية ثلاثة اتجاهات:
- زيادة القدرات المعرفية.
- تقوية قدرات البلاد العلمية وفي البحوث والتطوير والابتكار.
-  بناء مجتمع مثقف يمتلك قيم اخلاقية.
وتركز السياسة الاقتصادية الماليزية في الخطة التاسعة 2006-2010 على تطوير القيمة المضافة في قطاعات الصناعات والخدمات والزراعة. فبينما يتحدد قطاع الصناعة معدل نمو سنوي مستهدف 6،7% سنويا، فانه سيستمر في التحول الى الانشطة ذات التكنولوجيا العالية والمكون المعرفي الاكبر والتي تمكن من قيمة مضافة اعلى في مختلف الصناعات.
ومع تركيز الخطط الماليزية على الصناعة، فان السياسة الاقتصادية الماليزية تستهدف ان ينمو قطاع الزراعة خلال فترة الخطة التاسعة بنسبة 5% واعادة الاعتبار لهذا القطاع ليكون القاطرة الثالثة للنمو الاقتصادي وازالة سوء الادراك الذي ينظر اليه على انه نشاط منخفض القيمة المضافة، حيث تعد الزراعة النشاط الاقتصادي الرئيسي للمجتمعات الريفية في ماليزيا علما بأن نحو 37% من الماليزيين يعيشون في مناطق ريفية.نظام التعليم المهني في ماليزيا استجاب للتغيرات التي حدثت في السنوات الاخيرة، مع النمو الهائل في الطلب على القطاعات الصناعية. ومع نمو مدارس التعليم المهني، نسبيا كانت ناجحة في التغلب على القضايا المختلفة في التعليم والتي تواجه البلدان النامية. “انتعاش” صورة التعليم المهني كان نتيجة لتزايد اهمية العمل في القطاعات الصناعية،لذا كانت هناك جهود حثيثة من الحكومة لتطوير وتغيير طبيعة برامج التعليم المهني. التعليم المهني في ماليزيا تقدم من التدريب الحرفي التقليدي الى التعليم المهني المعتمد على المعرفة،ودراسة الرياضيات والعلوم.