منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» المحاضرة الثالثة لمادة تاريخ الفكر السياسي
محاضرات في تاريخ العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء أكتوبر 09, 2024 8:21 am

» المحاضرة الثانية لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
محاضرات في تاريخ العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:37 pm

» المحاضرة الأولى لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
محاضرات في تاريخ العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:29 pm

» برنامج محاضرات الفكر السياسي 1
محاضرات في تاريخ العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:24 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
محاضرات في تاريخ العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:25 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي ماي 2024
محاضرات في تاريخ العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:19 am

» امتحان مادة علم الاجتماع السياسي ماي 2024م
محاضرات في تاريخ العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء مايو 15, 2024 9:33 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
محاضرات في تاريخ العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
محاضرات في تاريخ العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
محاضرات في تاريخ العلاقات الدولية Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 محاضرات في تاريخ العلاقات الدولية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

محاضرات في تاريخ العلاقات الدولية Empty
مُساهمةموضوع: محاضرات في تاريخ العلاقات الدولية   محاضرات في تاريخ العلاقات الدولية Emptyالأربعاء أكتوبر 30, 2013 6:11 pm

المحاضرة الثانية
جذور العلاقات الدولية في العصور القديمة
[rtl]تعود الجذور الأولى للعلاقات الدولية إلى الكيانات السياسية الأولى التي عرفتها البشرية، وذلك إعتماد على حالة التجمع والرغبة في التنظيم ، وهي الرغبة التي ما فتئ الإنسان يسعى إلى تحقيقها، ويمكن تلمس هذه الجذور من خلال جملة من الدلائل التاريخية ، لعلل أبرزها كميات مهمة من الآثار والوثائق القديمة،حيثترجع الوثائق الرئيسية في العلاقات الدولية إلى تلك الحقبة: فكانت هناك معاهدات واتفاقيات دبلوماسية، وأخذت المجتمعات القديمة تحافظ على علاقات صداقة فيما بينها، وكذلك علاقات تجارية، أو منازعات. وكانت الاتصالات تجري بإرسال مبعوثين خاصين يُمنحون ميزات خاصة: سفراء. وتبرم المعاهدات بين الملوك على أساس من المساواة، وتكون مكتوبة، وتخضع لإجراءات تصديق، على شكل احتفالات رئيسة. وتؤدي المعاهدات خدمة في الإعداد للحرب "خاتمة التحالفات"، أو عند انتهاء مدة "معاهدة السلام". وتستخدم أيضاً في السلم. كالمعاهدة التجارية التي جرت بين آمينوفيس الرابع
(
Amenophis) وملك قبرص آلازيا (Alasia) في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وهو اتفاق تجاري لإعفاء المنتجات القبرصية من الضرائب الجمركية، مقابل توريد كمية معينة من النحاس والخشب. كما عُقِدت معاهدة بين رمسيس الثاني، وملك الحثيين عام (1275)ق.م، تنص على أن ملك الحثيين لن يقبل على أرضه لاجئين مصريين، مقابل أن يتكفل الفرعون بالعهد بتسليم المجرمين الحثيين.[/rtl]
[rtl]وعرفت الصين حرباً مستمرة "بين الممالك المحاربة" بين القرن الخامس والثالث ق.م، والتي كانت منظمة كدول، في الواقع، حديثه، ولقد تمت كتابة فن الحرب في تلك الحقبة من قبل سان تزو (Sun-Tzu). في الوقت نفسه، كان العالم اليوناني متجانساً في ثقافته، ومقسماً سياسياً إلى مدن، وذهب أبعد من ذلك في تنظيم العلاقات الدولية: فاخترع اليونانيون إجراءات التحكيم والحماية الدبلوماسية "شبه منظمات" دولية، مثل "منتدى المدن في اليونان، الذي كان يسمح بإدارة مشتركة دينية مقدسة، وكذلك إنشاء نظام دفاع جماعي بين المدن، مثل جامعة ديلوس (Delos) التي جرى تشكيلها بمبادرة من أثينا في القرن الخامس ق.م.[/rtl]

[rtl]كان العالم الإغريقي يتكون من عدد من المناطق المستقلة يطلق عليها الدول ـ المدن. وكثيرًا ما كانت الدول ـ المدن تدخل في حروب مع بعضها ،ولقد بدأ تطور الدول ـ المدن الإغريقية على امتداد قرون من الزمن، فأحيانًا كانت بعض الدول المتجاورة تسعى للاتحاد فيما بينها بغية تكوين دولة كبرى، مع محاولة معظم الدول الحفاظ على استقلالها. واجهت بلاد الإغريق في تلك الأثناء المشكلة المتمثلة في زيادة أعداد السكان، وقلة الأراضي الزراعية؛ ولذا اندلع القتال بين الدول المتجاورة، حيث كان القتال من أجل الحدود أحد أسبابها، وقد نما بعض تلك الدول على حساب الدول الأخرى؛ فأسبرطة أصبحت قوية من خلال قهرها الشعوب المجاورة وتغلُّبها عليها. وبذلك غدا الكثير من أهالي تلك الدول يعملون في الأراضي لصالح سادتهم من الأسبرطيين، ولعل من أهم هذه الحروب التي تعد سندا ومرجعا مهما لأصحاب الطرح الواقعي، الحرب البلوبونيزية  وهي حرب نشبت بين دولتي أثينا وإسبرطة من عام 431 إلى عام 404ق.م. وطبقًا لرواية المؤرخ الإغريقي ثيوسيديدس، الذي عاصر تلك الحرب، أقدمت العصبة البلوبونيزية، أسبرطة وحلفاؤها، على الهجوم على إمبراطورية أثينا لتخوفهم من قوتها المتنامية، وقد انتهت بانتصار إسبرطة، بعد أن كسبت مساندة الفرس، كما نجحت في تأليب الرعايا الأثينيين على التمرد مما عجل بانهيار أثينا واستسلامها ، ومما زاد الأمر سوءًا، أن أثينا مُنيت عام 430ق.م بالطاعون الذي أودى بحياة ثلثي السكان فيها.[/rtl]
[rtl]لقد دفع نقص الأراضي العديد من الإغريق إلى مغادرة دولهم، وذلك ما سمح لهم تأسيس دول جديدة على طول شواطئ البحرين الأبيض المتوسط والأسود خلال المدة الواقعة فيما بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد.[/rtl]
[rtl]وكان أكثر المستوطنات تطوّرًا في جنوبي إيطاليا وصقلية وقد أصبحت تُعْرف باسم بلاد الإغريـق الكبرى.[/rtl]
[rtl]تحول الكثير من المزارعين الإغريق إلى عبيد نتيجة صغر مساحات الأرض التي يعملون بها وكثرة الديون عليهم وتعذر سدادها، الأمر الذي أدى إلى خسارتهم الأرض والحرية.[/rtl]
[rtl]لقد كان للحضارة "اليونانية القديمة"، جميع المظاهر المجسدة للحضارة والثقافة،أما الأجانب، فقد تمثلوا "بالبربرية"، إلا أن البربرية لم تكن فقط وصفا للأجانب ، وإنما كانت واقعا معاشا، حيث شهدت الحروب آنذاك أشكالا سيئة من هذه البربرية، ففي مايعرف بحوار أهل ميليا    Melian dialogue تبرز صورة من هذه البربرية،ويعتبر هذا الحوار مقطعا كثيراً ما يسشتهد به من مؤلف توشيديد  (Thucydides) "الحرب البيلوبونيزية" (الكتاب الخامس، الفصل السابع) وكثيراً ما استخدمه العديد من المعلقين لبيان عدم مبالاة سياسة القوة بالحجة الأخلاقية. فقد تجاهل مبعوثو أثينا مناشدة أهل ميليا البائسة بأنهم يرغبون في البقاء على الحياد في الصراع مع اسبارتا (431 – 404 قبل الميلاد) وأكدوا أن "معيار العدل يعتمد على التساوي في قوة الإكراه وأن الأقوياء يفعلون في الواقع ما عليهم فعله وأن الضعفاء يقبلون ما عليهم قبوله." ثم حاصر الأثينيون ميلوس وأعدموا بعد ذلك جميع الرجال الذين كانوا في سن العسكرية وباعوا النساء والأطفال ليكونوا أرقاء. وفي ملحق يبعث القشعريرة في النفس للفكرة التي مفادها أن العدل هو إلى جانب الأقوى، أضاف الدبلوماسي الأثيني يقول: "هذا ليس قانوناً من صنعنا ولم نكن أول من طبقه بعد صدوره. فقد وجدناه قائماً وسنتركه قائماً إلى الأبد لمن يأتون بعدنا." لقد كانت الفكرة القائلة إن الأقوياء يأخذون ما يريدون وأن الضعفاء يقدمون ما يتوجب عليهم تقديمه شائعة في العلاقات الدولية وكثيراً ما اقتحمت المناقشات المتعلقة بمساواة الدول في النظام الدولي. لقد كان منع هذا القانون "إلى الأبد لمن يأتون بعدنا" من الوجود الغرض الرئيسي للنظريات المعيارية في العلاقات الدولية في الفكر الدولي للقرن العشرين. [/rtl]
[rtl] المحاضرة الثالثة :  [/rtl]

[rtl]- نشأة الإمبراطوريات الكبرى وأثرها على تبلور مفهوم العلاقات الدولية[/rtl]

[rtl]تغيرت الخريطة السياسية للعالم على مرّ التاريخ مرارًا وتكرارًا، ونتجت بعض هذه التغيرات المهمة عن الحروب الرئيسية. وإبان العصور السحيقة غزا العسكريون أمثال الإسكندر الأكبر، ويوليوس قيصر، العديد من المجموعات البشرية المختلفة وكوّنوا إمبراطوريات واسعة مترامية الأطراف. وقد قامت إمبراطوريات عديدة وسقطت إبان الفترات المتأخّرة من التاريخ، كما أنّ الحدود قد تغيّرت مرة تلو الأخرى.[/rtl]
[rtl]وجد قبل عصرنا طرازان من المجتمعات السياسية بصورة رئيسة: الامبراطوريات القارية التي شملت مناطق واسعة "مصر، الامبراطورية اليزنطية، بلاد ما بين النهرين، ثم أعقبتها الامبراطورية الآشورية، ثم الامبراطورية الفارسية، أخيراً، الامبراطورية الرومانية". كما شكلت بعض الحواضر، امبراطورية بحرية "صور، ثم قرطاجة، ثم أثينا".[/rtl]
[rtl]1- الإمبراطورية الفارسية[/rtl]
[rtl]فارس القديمة أرض تشمل أجزاء من كلٍّ من إيران وأفغانستان الحاليتين، وفي ظل حكم قورش الكبير وداريوس الأول وأحشورش وغيرهم من القواد، أصبحت فارس موطنًا لحضارة مزدهرة ومركزًا لإمبراطورية واسعة.[/rtl]
[rtl]وسع قورش الإمبراطورية حوالي 545ق م، ثم ضم تدريجيًا المستعمرات اليونانية في غربي آسيا الصغرى، وسماها الإمبراطورية الأخمينية على اسم سلفه أخمينيوس. وقد تمكن قورش من هزيمة بابل في 539ق.م. وحرر اليهود الذين سباهم نبوخذ نصر وكانوا في الأسر هناك،كما أنشأ إمبراطورية امتدت من البحر الأبيض المتوسط وغربي آسيا الصغرى إلى أعالي نهر السند، وهو ما يُعرف اليوم بشمال الباكستان، ومن خليج عمان إلى بحر الأورال،كما استطاع قمبيز، ابنه، هزيمة مصر حوالي عام 525ق.م، وأعاد داريوس الأول، أحد أقرباء قمبيز تنظيم الحكومة ، وأقام السلطة المطلقة للشَّاهان شاه، كما طوّر نظامًا مُحكمًا للضرائب، ووسّع داريوس الإمبراطورية الفارسية داخل جنوب شرقي أوروبا وداخل مايسمى الآن جنوب الباكستان.[/rtl]
[rtl]توسعت الإمبراطورية الفارسية بسرعة، وتمكنت من هزيمة العديد من الدول الإغريقية في آسيا الصغرى خلال القرن السادس قبل الميلاد،وإزاء الخطر الداهم، توحدت بعض الدول الإغريقية تحت قيادة أسبرطة للقتال ضد الغزاة. حيث تمكن الإغريق من تحقيق النصر على الأسطول الفارسي، ثم تصفية القوات الفارسية المتبقية عام 479ق.م.[/rtl]
[rtl]تدهورت فارس بعد موت أحشورش بن داريوس ، ولكن الإمبراطورية استمرت بالرغم من الانتفاضات حتى حوالي عام 331ق.م،. حيث أصبحت فارس جزءًا من إمبراطورية الإسكندر.[/rtl]
[rtl]تمكن الفرثيون من حكم فارس بدءًا من 155ق.م، وأنشأوا الإمبراطورية الفرثية، التي استمرت حتى عام 224م. وهي  إمبراطورية واسعة بامتداد شرقي آسيا الصغرى وجنوب غربي آسيا، وفي المائتي عام الأخيرة من حكمهم، كان على الفرثيين أن يُحاربوا الرومان في الغرب وفي الكوشان،وقد استمرت الحرب بين الفرس والرومان طوال قرون، وبعد أن اعتنق الرومان النصرانية في القرن الرابع الميلادي، بدأ الصراع يأخذ شكلاً دينيًا بين النصرانية والزرادشتية.[/rtl]
[rtl]بلغت الحضارة الفارسية أوج قمتها في منتصف القرن السادس الميلادي حيث حقق الفرس عددًا من الانتصارات على الرومان وأعادوا احتلال أراضٍ كانت جزءًا من الإمبراطورية الأخمينية،ولقد تقدمت القوات الفارسية حتى أبواب القسطنطينية (إسطنبول، في تركيا حاليًا) التي كانت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية (الرومانية الشرقية)، ولكنهم هزموا هنالك وأجبروا على الانسحاب من كل الأراضي التي احتلوها.[/rtl]
[rtl] إمبراطورية الإسكندر الأكبر Alexander the Great 356-323ق.م [/rtl]
[rtl]فتح  الإسكندر المقدوني كثيرًا من بلاد العالم المتمدن المعروفة في ذلك الوقت، ونقل إليها الأفكار الإغريقية، والطرق التي كان الإغريق يتخذونها لصنع الأشياء. واستطاع هذا الفاتح أن ينشر الثقافة الإغريقية التي عرفت في ذلك الوقت بشكل واسع في البلاد التي فتحها. ووجد الإسكندر نفسه ملكًا على آسيا. وكان أقصى ما وصلت إليه أملاكه من البلاد التي فتحها امتدادها من البحر الأيوني Ionian Sea / أعمق جزء من البحر الأبيض المتوسط. ويفصل إيطاليا وصقلية عن ألبانيا واليونان./ إلى شمالي الهند. وكان يريد أن يجعل من آسيا وأوروبا قطرًا واحدًا، وأن يجمع أحسن مافي الشرق مع مافي الغرب. واختار بابل عاصمة له.[/rtl]
[rtl]ولكي يحقق أهدافه، فقد كان الإسكندر يشجع رعاياه على الاختلاط بالزواج، وضرب لهم المثل على ذلك بنفسه حين تزوج أميرة فارسية. وعين جنودًا من مختلف الأجناس في جيشه. وصاغ عملة موحَّدة لكي تستعمل في كافة الأراضي الخاضعة له في الإمبراطورية، وساعد على ازدهار التجارة. وكان يشجع انتشار الأفكار والعادات اليونانية في آسيا واستعمال القوانين الإغريقية. وكان إذا رأى أحدًا من حكام الأقاليم لايعدل في حكم رعيته فإنه كان يعزله.[/rtl]
[rtl]كان الإسكندر ينوي ضم الجزيرة العربية ،ولكنه أصيب بحمى الملاريا في بابل، وانتهى به الأمر إلى أن مات في 13 يونيو سنة 323 ق.م..[/rtl]
[rtl]واقتسم  قواده إمبراطوريته، ولم يستطع أي منهم أن يجعل كل تلك الأراضي تحت حكمه. وكان ذلك في عام 311ق.م.[/rtl]
[rtl]3- الإمبراطورية الرومانية[/rtl]

[rtl]لا يعرف المؤرخون عن الأيام الأولى لروما القديمة إلا القليل، وطبقًا للأسطورة الرومانية، قام أخوان توأمان، هما رومولوس وريموس، بتأسيس مستوطنة، سنة 753 ق.م، على تل البالاتين وهو أحد تلال روما المطلة على نهر التيبر. [/rtl]
[rtl]تأسست الجمهورية الرومانية بعد سقوط المَلَكِيّة في سنة 509 ق.م. ولكن مؤسسات الحكومة الجمهورية تطورت تدريجيًا عبر صراع طويل بين الطبقة العليا من ملاك الأراضي، وبين المواطنين الآخرين كافة، أي طبقة العامة. [/rtl]
[rtl]كانت روما، خلال ذلك الوقت، تحقق شيئًا فشيئًا هيمنة عسكرية على بقية شبه الجزيرة الإيطالية. ودخلت، في نحو سنة 493 ق.م، في تحالف مع العصبة اللاتينية، وهي اتحاد مدن اللاتيوم Latium. وفي نحو 396 ق.م أصبحت روما أكبر مدينة في اللاتيوم، واستخدمت، بعد ذلك، موارد العصبة لخوض الحروب ضد جيرانها. وقدّمت إلى المدن التي فتحتها الحماية وبعض امتيازات المواطنة الرومانية. وبالمقابل زودت تلك المدن المفتوحة الجيش الروماني بالجنود.[/rtl]
[rtl]وخلال القرن الرابع قبل الميلاد حققت روما انتصارات على الإترسكانيين. كما هزمت الغاليين الذين كانوا قد هاجموا إيطاليا من الشمال، وأحرقوا روما سنة 390 ق.م. وأخضعت روما العصبة اللاتينية وحلتها سنة 338 ق.م. كما أخضع الرومان، في سنة 290 ق.م السمنيين وهم شعب جبلي كان يعيش في جنوبي روما. ونحو سنة 275ق.م حكمت روما معظم شبه الجزيرة الإيطالية، بعد هزيمتها للمستعمرة الإغريقية تارنتوم، الواقعة في جنوبي إيطاليا.[/rtl]
[rtl]جعل التوسع فيما وراء البحار من روما إمبراطورية قوية خلال القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد. فقد دخلت روما أولاً في صراع مع قرطاج التي كانت قوة بحرية ومركزًا تجاريًا على ساحل شمالي إفريقيا. خاضت قرطاج، من أجل السيادة على البحر الأبيض المتوسط، ثلاثة حروب دعيت بالحروب البونية. نجحت روما في الحرب البونية الأولى 264- 241 ق.م في فتح صقلية، وهي جزيرة تقع على مقربة من رأس شبه الجزيرة الإيطالية، وجعلت منها أول ولاية رومانية. واستولت على جزيرتين أخريين من جزر البحر المتوسط وهما: سردينيا وكورسيكا. وفي الحرب البونية الثانية 218 - 201 ق.م قاد القائد القرطاجي هانيبال Hannibal ، جيشه عبر جبال الألب، وهاجم إيطاليا. ومع أن هانيبال كسب معارك أساسية عديدة، إلا أن القوى البشرية الرومانية وصمودها أرهقته في نهاية المطاف. وهزمت القوات الرومانية بقيادة سيبيو، هانيبال سنة 202 ق.م. وفي الحرب البونية الثالثة 149 - 146 ق.م دمرت روما قرطاج. جعلت هذه الانتصارات سواحل البحر المتوسط في أسبانيا وإفريقيا تحت السيطرة الرومانية.[/rtl]
[rtl]كانت روما، بعد الحرب البونية الثانية، قد بدأت في التوسع نحو الشرق. وعملت، في البداية، على حماية حلفائها على طول الساحل الشرقي لإيطاليا من غارات القراصنة. ولكن سرعان ما أصبحت روما متورطة في المنازعات التي كانت قائمة بين اليونان ومقدونيا. وكانت مقدونيا، التي تقع في شمالي اليونان، قد هزمت الإغريق في سنة 338 ق.م فظهرت بمثابة محرر لهؤلاء. ولكنها، في نحو 140 ق.م سيطرت على كل اليونان ومقدونيا معًا. [/rtl]
[rtl]هناك سببان يساعدان على تفسير توسع روما وراء البحار. الأول هو إقامتها حلفًا من مدن في إيطاليا، زود الجيش بقوى بشرية ضخمة. أما السبب الثاني فهو أن اعتداد الرومان بقوتهم العسكرية ومؤسساتهم الحكومية ولد في نفوسهم ثقة كبيرة في تفوقهم وفي عدالة قضيتهم.[/rtl]
[rtl]سببّت الصراعات بين القادة الاضطرابات في الجمهورية الرومانية خلال السنوات المائة الأخيرة من تاريخها، حيث ضعفت الجمهورية نتيجة للثورات التي قام بها حلفاء روما الإيطاليون، والحرب التي اندلعت في آسيا الصغرى، والاضطرابات في روما نفسها. وفي الستينيات من القرن الأول قبل الميلاد بدأت روما بالتوسع ثانية فيما وراء البحار. وفتح القائد الروماني بومبي شرقي تركيا وسوريا وفلسطين.[/rtl]
[rtl]فتح يوليوس قيصر الغال، ما بين سنتي 58- 51 ق.م. وبذلك أضاف إلى العالم الروماني مناطق شاسعة غربي نهر الراين، وفي سنة 45 ق.م كان قيصر قد أصبح الحاكم الوحيد للعالم الروماني. [/rtl]
[rtl]اندلعت الحرب الأهلية ثانية بعد موت قيصر. ففي سنة 43 ق.م شكل أوكتافيان ـ وهو ابن قيصر بالتبني ووريثه ـ مع اثنين من ضباط الجيش وهما: مارك أنطوني وماركوس ليبيدوس، الحكم الثلاثي الثاني. ونجح أوكتافيان وأنطوني في هزيمة أعداء قيصر وأزاحا ليبيدوس جانبًا، ومن ثم دارت الحرب بين أوكتافيان وأنطوني للسيطرة على روما. التمس أنطوني الدعم من كليوباترا، ملكة مصر، وفي سنة 31 ق.م هزم أوكتافيان قوات أنطوني وكليوباترا في معركة أكتيوم على مقربة من الساحل الغربي لليونان. وفي السنة التالية (30 ق.م.) فتح الرومان مصر وجعلوا منها ولاية رومانية.[/rtl]
[rtl]أصبح أوكتافيان ـ بعد هزيمة أنطوني ـ قائد العالم الروماني بلا منازع. وفي سنة 27 ق.م أصبح أوكتافيان أول إمبراطور روماني، واتخذ اسم أوغسطس ويعني المعظم. ولكن 20 سنة من الحرب الأهلية كانت قد أدت إلى دمار الجمهورية. وبدا أن سلطة مركزية قوية هي وحدها فقط القادرة على حكم الإمبراطورية. [/rtl]
[rtl]خلال الفترة التي عرفت باسم السلام الروماني من عام 72 ق.م إلى عام 180م ، اتسعت الإمبراطورية الرومانية لتغطي أجزاء كبيرة من أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا  في ذلك الوقت، ولم تكن هناك أي دولة لها من القوة ما يمكّنها من مهاجمة الرومان[/rtl]
[rtl]أسس أوغسطس مراكز دفاعية قوية على طول حدود الإمبراطورية الرومانية، وأبقى الولايات تحت سيطرته. وبدأ في تطوير هيئة الخدمة المدنية بتعيين إداريين أكفاء للمساعدة في حكم الإمبراطورية. ووصل ازدهار التجارة والفن والأدب إلى مستوى رفيع خلال ما يدعى بالعهد الأوغسطي.[/rtl]
[rtl]إنّ اتساع الإمبراطورية الرومانية الكبير هو الذي عجل بانهيارها، إذ لم يعد باستطاعة السلطة المركزية في روما الإبقاء على وحدة الإمبراطورية. هذا إضافة إلى أن الصراعات من أجل السلطة، بين القادة الرومان، قد أضعفت الدفاعات الإمبراطورية بشكل خطير للغاية. فهاجم القوط، وهم شعب جرماني، الأراضي الرومانية مرات عديدة خلال القرن الثالث الميلادي، كما اجتاح الفرس بلاد الرافدين وسوريا، كما استولى عدد كبير من الأباطرة على السلطة بالقوة، وتقاتل القادة المتنافسون على العرش. فمن سنة 235 إلى سنة 284م تعاقب على العرش 60 إمبراطورًا. وكان معظمهم قادة جيوش وقواتهم هي التى نادت بهم أباطرة،في سنة 284م عينت القوات الرومانية قائدها ديوكليشيان إمبراطورًا، وأدرك ديوكليشيان أنه لم يعد بوسع رجل واحد أن يحكم الإمبراطورية، فقام بتقسيم الولايات الإمبراطورية إلى وحدات أصغر بغية إعادة النظام، بحيث يصبح لكل وحدة حكومتها وجيشها الخاص بها. وعين ديوكليشيان جنديًا يدعى ماكسيميان ليكون إمبراطورًا مشاركًا، كما عين نائبين ليخلفاهما. وقد حكم ماكسيميان القسم الغربي من الإمبراطورية في حين حكم ديوكليشيان القسم الشرقي. وقد أوقفت إصلاحات ديوكليشيان، مؤقتًا انهيار الإمبراطورية. إلا أن ذلك تطلب ضرائب طائلة لتغطية نفقات جيش أكبر وإدارة أوسع.[/rtl]
[rtl]وعانى النصارى اضطهادًا كبيرًا في بداية القرن الثالث الميلادي، لاتهام الرومان لهم بأنهم أساس كل المصائب الواقعة بهم آنذاك لكفرهم بآلهة الرومان. وفي 303م حظر ديوكليشيان النصرانية.[/rtl]
[rtl]كان قسطنطين الأول الكبير، قد اختير إمبراطورًا على الولايات الرومانية الغربية في سنة 306م. وكان النظام الذي وضعه ديوكليشيان والذي يقوم على الاشتراك في السلطة والتعاقب قد انهار بسرعة بسبب تنافس عدد كبير من الرجال على العرش. وفي سنة 312م نجح قسطنطين في هزيمة منافسه الرئيسي وقد زعم أنه رأى حلمًا يعده بالنصر، إذا قاتل تحت علامة الصليب. وفي سنة 313م أجاز قسطنطين وليقينيوس، لإمبراطور الولايات الشرقية، حرية العبادة للنصارى وحكم قسطنطين وليقينيوس حتى سنة 324م، حين هزم قسطنطين شريكه الإمبراطور في الحرب. وفي سنة 330م نقل قسطنطين ـ الذي أصبح يعرف فيما بعد باسم الكبير ـ عاصمته إلى بيزنطة، وأعاد تسمية المدينة بالقسطنطينية. بعد موت الإمبراطور ثيودوسيوس الأول، 395م انقسمت الإمبراطورية إلى قسمين: الإمبراطورية الرومانية الشرقية والإمبراطورية الرومانية الغربية.[/rtl]
[rtl]أخذت الإمبراطورية الرومانية الغربية تضعف بشكل مطرد؛ فقد هاجم الواندال، والقوط الغربيون، وشعوب جرمانية أخرى، كلاً من أسبانيا والغال وشمالي إفريقيا. ونهب القوط الغربيون مدينة روما سنة 410م. ويُؤرخ سقوط الإمبراطورية الرومانية غالبًا بسنة 476م. حيث عَزَل، في تلك السنة الزعيم الجرماني آخر حاكم للإمبراطورية الرومانية الغربية، وهو رومولوس أوغستولوس، عن العرش. وكان الزعماء الجرمان قد بدأوا، قبل ذلك بتقسيم الإمبراطورية الرومانية إلى ممالك عديدة. وظلت الإمبراطورية الرومانية الشرقية باقية وممثلة للإمبراطورية البيزنطية، حتى استولى الأتراك العثمانيون على القسطنطينية في سنة 1453م.[/rtl]
[rtl]. سقطت الإمبراطورية الرومانية بوصفها قوة سياسية. ولكن ثقافتها ونظمها استمرت وشكلت الحضارة الغربية والعالم البيزنطي. فلقد أصبح القانون الروماني أساسًا لنظم تشريعية عديدة في أوروبا الغربية وأمريكا اللاتينية. كما بقيت اللغة اللاتينية لغة الأوروبيين المتعلمين لمدة تزيد على 1,000 سنة. وانبثقت عنها اللغات الفرنسية والإيطالية والأسبانية ولغات رومانسية أخرى. [/rtl]
[rtl]لقد ساهمت الجيوش الرومانية في توحيد حوض البحر الأبيض المتوسط. وأدى ذلك إلى إقامة عالم أكثر تجانساً، حيث قيس النجاح بإسناد المواطنة الرومانية إلى التابعية للامبراطورية، من القسم الأعظم الأكثر أهمية، فأسندت "للإيطاليين عام 88ق.م" ثم لجميع الأفراد العاملين كأجراء في الامبراطورية من قبل مرسوم أصدره كاراكالا في عام (212)ب.م" وتعهدت روما بعد ذلك بإقامة علاقات مع الخارج، خصوصاً الممالك الشرقية. وأُبرمت معاهدات غير متساوية، مع الشعوب المتحالفة مع روما، التي صانت استقلالها، مقابل مساهمتها بالرجال والمال. كما جرى عقد معاهدات بين المتآلفين من الشعوب البربرية التي أقامت على الحدود من أجل الدفاع عن الامبراطورية مقابل مزايا مالية واقتصادية "التموين بالقمح، السكن لدى أناس خصوصيين". ويتضمن القانون الروماني نفسه، أبعاداً دولية هامة، مثل قانون الـ(فيتيال) (Fetial)- يُعْهَد بتطبيقه إلى متعلقين بالدين، ممن هم سفراء روما. ويجب عليهم أن يقرروا، فيما إذا كانت الحرب عادلة أم غير عادلة- كذلك، يقررون "حقوق الناس" ويقومون بتسوية العلاقات العادية، بين الرومان وغير الرومان، الذين يسمون (بالمهاجرين)، وتتضح حقوق الناس أيضاً "كقانون قابل للتطبيق في مجال العلاقات بين الكائنات البشرية، بمعزل عن انتمائهم إلى جماعة مجموع الشعب المحدد سياسياً" .[/rtl]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

محاضرات في تاريخ العلاقات الدولية Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاضرات في تاريخ العلاقات الدولية   محاضرات في تاريخ العلاقات الدولية Emptyالأربعاء أكتوبر 30, 2013 6:12 pm

[rtl]المحاضرة الرابعة  [/rtl]

[rtl]البعد الديني في العلاقات الدولية في العصور الوسطى : الحروب الصليبية و الفتوحات الإسلامية[/rtl]

[rtl]ظهرت الأديــان الرئيسية في العالم في الفترة ما بين 600 ق.م. و611م تقريبا. كان أول الأديان السماوية ظهورا اليهودية وتلتها النصرانية ثم ختمت بالإسلام، آخر الأديان والمهيمن عليها، أما الأديان الوثنية فأشهرها الهندوسية والزرادشتية والبوذية والكونفوشية والطاوية والشنتو.[/rtl]
[rtl]   لقد كان للدين وما يزال أثر كبير في حياة الأمم والشعوب. فقد كان للإسلام واليهودية وبدرجة أكبر للنصرانية، الأثر الكبير في تكوين الثقافة الغربية، كما أدت هذه الأديان الثلاثة، وخاصة الإسلام دورًا أساسيًا في نمو ثقافات الشرق الأوسط. بينما نجد أن ثقافة آسيا أسهمت في تشكيلها البوذية والكونفوشية والهندوسية والشنتو والطاوية.     [/rtl]
[rtl]1- المسيحية والعلاقات الدولية من الظهور إلى الحملات الصليبية[/rtl]
[rtl]أ- المسيحية : المدلول والانتشار[/rtl]
[rtl]النَّصْرانيّة Christianity ديانة سماوية أُنزلَتْ على عيسى ـ عليه السلام ـ مكملة لرسالة موسى ـ عليه السلام ـ ومتممة لما جاء في التوراة من تعاليم، وموجهة خاصة لبني إسرائيل. ولكن التحريف دخل هذه الديانة كما حرِّفت اليهودية؛ الأمر الذي أشار إليه القرآن الكريم، وأثبتته الدراسات النقدية الحديثة لمصادر النصرانية ومعتقداتها.[/rtl]
[rtl]قامت معتقدات النصارى على العناصر التالية:[/rtl]
[rtl]- التثليث: يمثل التثليث جوهر معتقد النصارى في الألوهية، ويصورون هذا المعتقد بقولهم: طبيعة الله هي ثلاثة أقانيم متساوية: الله الأب، والله الابن، والله الروح القدس. [/rtl]
[rtl]رغم اتفاق النصارى حول هذه العقيدة فإنهم يختلفون حول مفهومها، فبينما يقول الأرثوذكس بالتجسُّد؛ يقول الكاثوليك بالتعدُّد، فعند الأرثوذكس أن الله واحد ولكنه مر بثلاثة أطوار، تعالى الله عن ذلك، فقبل نزوله إلى الأرض يسمى الأب، وبعد خروجه من بطن مريم يسمى الابن، وبعد صلبه وصعوده يسمى الروح القُدُس. فالله عندهم هو عيسى.[/rtl]
[rtl]وأشار القرآن إلى هذا المعتقد، وبين خطأ القائلين به، قال تعالى: ﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم، إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار﴾ المائدة :72. أما الكاثوليك فيقولون: إن الله غير الابن، والابن غيرالروح القدس.وقد أشار القرآن أيضًا إلى بطلان هذا المعتقد، قال تعالى: ﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد، وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم﴾ المائدة: 73.[/rtl]
[rtl]- الدينونة:  يعتقد النصارى أن المسيح ـ عليه السلام ـ هو الله الابن ويحاسب الناس على خطاياهم.[/rtl]
[rtl]الصلب: يعتقد النصارى أن المسيح ـ عليه السلام ـ قد صلب فداء للخليقة، وتكفيرًا عن الخطيئة التي ارتكبها آدم أبو البشر وورثها أبناؤه من بعده، والنصارى مختلفون في الطريقة التي تم بها الصلب، والقرآن يدحض هذا الزعم كلية فيقول: ﴿وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم، وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا إتباع الظن وما قتلوه يقينًا 157 بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزًا حكيمًا158﴾ النساء: 157، 158.[/rtl]
[rtl]التعميد: الانغماس في الماء، أو رش الشخص باسم الأب والابن وروح القدس تعبيرًا عن تطهير النفس من الخطايا والذنوب.[/rtl]
[rtl]الاعتراف: البوح بكل مايقترفه الإنسان من ذنوب وآثام إلى رجل الدين. ويدّعون أن ذلك يسقط العقوبة ويطهر الذنوب.[/rtl]
[rtl]العشاء الرباني: يدعي النصارى أن المسيح ـ عليه السلام ـ جمع الحواريين في الليلة التي سبقت صلبه، وأنه وزع عليهم خبزًا بينهم وخمرًا، وأن الخمر يشير إلى دمه، والخبز إلى جسده.[/rtl]
[rtl]الاستحالة:يعتقد النصارى أن من أكل الخبز وشرب الخمر في يوم عيد الفصح استحال فيه وأصبح كأنه أدخل في جوفه لحم المسيح ودمه، وأنه بذلك امتزج بتعاليم المسيح.[/rtl]
[rtl]وخلال القرون الثلاثة الأولى، كان هناك صراع يدور بين حواريي عيسى والجماعات التي كانت امتدادًا لهم، أو ما يعرفون بالنصرانية اليهودية الموحدة، وبين تيار نصراني آخر كان يقوده بولس؛ الذي كان يهوديًا متعصبًا ضد النصارى، وممن شارك في اضطهادهم ثم انقلب فجأة مدافعًا عنهم مدعيًا أنه تلقى وحيًا ضمنه فيما يعرف بالرسائل المنسوبة إليه. واستمر هذا الصراع حتى تغلب تيار بولس على تيارالتوحيد. وظهرت نصرانية مستندة إلى تعاليم بولس التي استمدها من الفلسفات القديمة والديانات الوثنية. فأدخل في النصرانية تأليه المسيح وعقيدة التثليث وأفكار الصلب والفداء والتعميد، إلى غير ذلك من العقائد التي سبقت الإشارة إليها.[/rtl]
[rtl]قرر بولس أن النصرانية ليست مذهبًا يهوديًا خاصًا ببني إسرائيل، بل هي دين جديد؛ وأن عليها أن تجعل دعوتها مفتوحة لغير اليهود.كما تساهل بولس في بعض التشريعات والطقوس؛ سعيًا إلى كسب الوثنيين من الرومان وغيرهم. [/rtl]
[rtl]مكن التيار الذي قاده بولس اعتناق الإمبراطور قسطنطين للنصرانية، وبحلول عام 392م، أصبحت النصرانية الديانة الرسمية للدولة الرومانية، وانتشرت على إثر ذلك في أوروبا الغربية جميعها، بل إن تاريخ أوروبا ارتبط في مساره العام بالنصرانية.[/rtl]
[rtl]في القرون النصرانية الأولى، كانت كلمة كنيسة Church تعني مجتمع كل النصارى. ولكن في عام 1054م حدث انقسام بين كنيسة غرب أوروبا وكنيسة شرق أوروبا وغرب آسيا. أصبحت الكنائس في شرق أوروبا وغرب آسيا تعرف بالأورثوذكسية الشرقية. أما الكنائس في غرب أوروبا فأصبحت تعرف بالكاثوليكية الغربية.[/rtl]
[rtl]ب- الحملات الصليبية[/rtl]
[rtl]شهدت العصور الوسطى محاولات النصارى الاستيلاء على الأراضي المقدسة في فلسطين فيما يعرف بالحروب الصليبية بين القرنين العاشر والثالث عشر الميلاديين.[/rtl]
[rtl]كانت الحملات الصليبية Crusades اسما أطلق على الحملات العسكرية النصرانية المنظمة بشكل رئيسي للاستيلاء على فلسطين بين القرنين الخامس والثامن الهجريين، الحادي عشر والرابع عشر الميلاديين، وذلك لأهمية موقعها الجغرافي بوصفها حلقة وصل بين الشرق والغرب، ولرغبة استعمارية في السيطرة على الأماكن المقدسة. كما أنها كانت رد فعل لفتوحات المسلمين وانتصاراتهم التي جسَّدت التسامح الديني بين مختلف الأديان السماوية. وقد نظم الغزاة القادمون من أوروبا الغربية ثماني حملات رئيسية، فيما بين 490 و 669هـ ، 1096 و1270م. وتعد تلك الفترة فترة توسع اقتصادي لأوروبا الغربية وزيادة قواتها المسلحة. وكان الصــليبيون جزءًا من الحركات التوسعية النصرانية الواسعة.[/rtl]
[rtl]طلب الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس كومنينوس عام 489هـ، 1095م المساعدة من البابا أوربان الثاني بابا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في قتاله ضد الأتراك، ووافق البابا على ذلك وكان يرغب في الاستيلاء على الأماكن المقدسة انطلاقًا من التعصب الديني، وكذلك لكسب القوة والهيبة للكنيسة، وعقد أوربان في خريف 489هـ، 1095م مجلسًا لقادة الكنيسة في كليرمونت الفرنسية، حثَّ فيه الأوروبيين على وقف القتال فيما بينهم، والاستيلاء على الأراضي المقدسة، ووعدهم بمكافآت روحية ومادية مقابل أعمالهم. وأثارت الرغبة في القتال أوروبا الغربية، وانضم الآلاف للأسباب السالفة الذكر.[/rtl]
[rtl]كما التحق العديدون بالحملات الصليبية لأسباب مختلفة أخرى، منها الحصول على الأراضي، وتوسيع التجارة، والغايات الدينية، إضافة لرغبة العديدين في التخلص من شظف العيش وصعوبته.[/rtl]
[rtl]- الحملة الأولى 1096 - 1099م.[/rtl]
[rtl] حيث وصل الأوروبيون القدس في صيف 493هـ، 1099م، واستولوا على المدينة المقدسة بعد ستة أسابيع من القتال، ثم عاد معظمهم لأوطانهم. وقسّم القادة الأراضي التي احتلوها إلى أربع دول سمّوها دول الصليبيين اللاتينية، وتضم مقاطعة إديسا (الرها) وإمارة أنطاكية، ومقاطعة طرابلس، ومملكة القدس.[/rtl]
[rtl]الحملة الصليبية الثانية1147 - 1149م[/rtl]
[rtl] دعا إليها القديس برنارد كليرفو بعد أن استرد عماد الدين زنكي الرها، وبدأ سلسلة من المعارك ضد الصليبيين انتهت بإجلائهم عن الشرق الإسلامي، وقاد الحملة الصليبية ملك فرنسا لويس السابع وكونراد الثالث الألماني، وقاد الجيوش الإسلامية نور الدين محمود الذي خلف أباه عماد الدين زنكي، واستطاع أن يستولي على بعض ما كان قد احتله الصليبيون.[/rtl]
[rtl]الحملة الثالثة:1189 - 1192م[/rtl]
[rtl] تابع المسلمون مهاجمتهم للغزاة، وتمكن السلطان صلاح الدين الأيوبي من توحيد مصر وســوريا عام 1183م، وهزمهم عام 1187م في معركة حطين، وظلت المدن الساحلية مثل: صور، وطرابلس، وأنطاكيا، في أيدي الغزاة وكان أبرز القادة الأوروبيين في هذه الحملة، الإمبراطور الألماني فريدريك الأول (المدعو بربروسا) والملك البريطاني ريتشارد الأول (قلب الأسد) والملك الفرنسي فيليب الثاني (أوغسطس)،ولما فشلت هذه الحملة في احتلال القدس، عقد ريتشارد هدنة مع صلاح الدين لمدة ثلاث سنوات سمح بموجبها للنصارى بزيارة بيت المقدس.[/rtl]
[rtl]الحملة الرابعة  1202 - 1204م[/rtl]
[rtl] أقنع البابا إنوسنت الثالث الأوروبيين بالانخراط في الحملة الرابعة التي يفترض أن تتوجه للأرض المقدسة، إلا أن قادتها قرروا مهاجمة مصر لإضعاف القوة الإسلامية، وتعاقدوا مع تجار البندقية لنقلهم بالقوارب إلى مصر؛ ولكن لم يصل إلى البندقية إلا ثلث العدد المتوقع الذي لم يتمكن من دفع تكاليف السفن.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]حملة الأطفال1212م[/rtl]
[rtl] دعا إليها ستيفن كلوي وهو صبي فرنسي فلاح، وتبعه آلاف الأطفال المغرَّر بهم من الذكور والإناث ممن بلغت أعمارهم بين 10 و18 سنة، وكانوا من فرنسا وألمانيا، ولكن لم يصل أي منهم إلى فلسطين؛ فقد خطف تجار الرقيق هؤلاء الأطفال وباعوهم في أسواق النخاسة مما أثار أهليهم وذويهم ودفع البابا إلى أن يستغلهم ويتخذهم وسيلة لإثارة الأحقاد ضد المسلمين.[/rtl]
[rtl]الحملات الصليبية الأُخرى. استمرت الحملات الصليبية في القرن الثالث عشر الميلادي. ففي الحملة التي عرفت بالحملة الخامسة (614 - 618هـ، 1217-1221م)، استولى الصليبيون على مدينة دمياط في مصر في بداية الأمر، وانتهت حملتهم بالفشل. وقاد الحملة السادسة (626 - 627هـ، 1228 - 1229م)، الإمبراطور فريدريك الثاني الذي أغضب البابا بتوقيعه اتفاقًا مع سلطان المسلمين الملك الكامل قضى بسيطرة النصارى على بيت لحم والقدس، وظلت بقبضتهم حتى استعادها المسلمون عام 642هـ، 1244م. وقاد لويس التاسع ملك فرنسا الحملة السابعة (644 - 652هـ، 1248 - 1254م)، بادئاً بمصر لاعتقاده بأن الهيمنة عليها تيسر السيطرة على الأراضي المقدسة في فلسطين؛ ولكن المسلمين أسروه وجيشه في زمن شجرة الدر زوجة الملك الصالح نجم الدين أيوب ثم أطلق سراحه لقاء فدية كبيرة، ولكنه عاد وقاد الحملة الثامنة عام 669هـ، 1270م وأنزل قواته في تونس ثم هلك بعدها إثر تفشي الطاعون في صفوف قواته. وكان نصيب الحملة التاسعة التي قادها الأمير إدوارد الأول الفشل عام 670هـ، 1271- 1272م. واستعاد المسلمون عكا آخر معقل للصليبيين في فلسطين عام 690هـ، 1291م.[/rtl]
[rtl]تمكن المسلمون من استعادة كافة المدن من الغزاة الصليبيين، وأخفقت العديد من المحاولات في القرنين الثامن والتاسع الهجريين، الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين، وانصرفت أنظار الأوروبيين إلى ما وراء المحيط الأطلسي.[/rtl]
[rtl]2- الفتوحات الإسلامية ومدلولها في تاريخ العلاقات الدولية[/rtl]
[rtl]- الفتوحات الإسلامية[/rtl]
[rtl]تمثل الفتوح الإسلامية  Islamic Conquests   حركة نشر الإسلام عن طريق الدعوة والقدوة أو عن طريق القتال لمن صدَّ وأبى وأظهر العداوة، ويقصد بها أيضًا افتتاح دار الحرب، والانتصار على محاربيها، فطبيعة الإسلام تقتضي دخوله تلك الديار سلمًا عن طريق الدعوة والقدوة الحسنة. فإذا رفض أصحاب تلك البلاد الإسلام والتعايش مع النظام الإسلامي؛ أمر الخليفة المسلمين بفتحها، ولقد تكثفت هذه الفتوح في عصر صدر الإسلام.[/rtl]
[rtl]كان من أهداف هذه الفتوحات حماية الدعوة من عدوان خصومها، سواء أكانوا من عرب الجزيرة نفسها، أم من خارجها، كالفرس والروم، وبذلك كانت الفتوح الإسلامية في بدايتها حربًا دفاعية، ولقد توخَّت تلك الفتوحات أيضًا تخليص الشعوب من طغاتها الظالمين ومن أوضاعها الدينية والاجتماعية السيئة،وقضت على الحق الذي كان يزعمه الملوك والرؤساء لأنفسهم من أن مشيئتهم هي مشيئة الله وأن الخضوع لهم خضوع لله، فعندما سأل رستم ـ قائد الفرس في معركة القادسية ـ ربعي بن عامر مبعوث سعد بن أبي وقاص إليه عن سبب مجيء المسلمين إلى العراق، قال ربعي:  الله جاء بنا، وهو بعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسل رسوله بدينه إلى خلقه، فمن قبله قبلنا منه ورجعنا عنه، وتركناه وأرضه، ومن أبى قاتلناه حتى نُفضي إلى الجنة، أو الظفر . وعندما سأله رستم إن كان هو زعيم المسلمين، فردّ بقوله: ¸لا، ولكن المسلمين كالجسد الواحد، بعضهم من بعض، يجير أدناهم على أعلاهم·    [/rtl]
[rtl]أرادت الأمة الإسلامية أن تنقل مُثُلَها التحررية إلى الشعوب المضطهدة، تلك المثل التي نلمحها في قول واحد من عامة الناس لعمر بن الخطاب وعلى ملأ من الناس، ¸والله لو رأينا فيك اعوجاجًا لقَّومناه بسيوفنا، ولو كان حكام المسلمين مثل حكام الروم لما أمر عمر بأن يقتصّ ابن قبطي مصري من ولد واليه على مصر ـ عَمْرو بن العاص ـ وفي ملأ من الناس، لأن ابنه تجرأ على الظلم لمكانة والده، وخاطب عمْرًا بكلمات خالدة: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟ [/rtl]
[rtl]لقد كانت الفتوحات الإسلامية حروبًا أخلاقية تقيدت بمبادئ الحق والعدالة والرحمة مع المغلوبين والمحاربين. وتمثل شيء من ذلك في عمر بن عبد العزيز فإنه حين وُلِّيَ الخلافة، وفد عليه قوم من أهل سمرقند فرفعوا إليه أن قتيبة ابن مسلم دخل مدينتهم وأسكنها المسلمين بغير حق، فكتب عمر إلى عامله بأن ينصِّب لهم قاضيًا ينظر فيما ذكروا، فإن قضى بإخراج المسلمين، أخرجوا، فنصَّب لهم جميع بن حاضر الباجي قاضيًا، فحكم بإخراج المسلمين، على أن ينذرهم قائد الجيش الإسلامي بعد ذلك، وينابذهم وفقًا لمبادئ الحرب في الإسلام. ولكن أهل سمرقند كرهوا الحرب، وأقروا المسلمين للإقامة بين أظهرهم.[/rtl]
[rtl]لم يستغل الفاتحون سلطانهم لقهر الأمم التي غلبوها. وعندما رأى أهل الذمة وفاء المسلمين بعهودهم معهم وحسن سيرتهم فيهم، أصبحوا عيونًا للمسلمين على أعدائهم. واعترفوا بالفارق بين الحضارتين الإسلامية والرومية، عندما أمر أبو عبيدة برد الجزية التي أخذها من أهل حمص حين أيقن بعجزه عن حمايتهم من الروم. ويقول المستشرق روبنسون: ¸إن أتباع محمد وحدهم هم الذين جمعوا بين معاملة الأجانب بالحسنى، وبين محبتهم لنشر دينهم، وكان من أثر هذه المعاملة الحسنة أن انتشر الإسلام بسرعة، وعلا قدر رجاله الفاتحين بين الأمم المغلوبة، وأدت هذه المعاملة إلى انحسار ظل النصرانية عن شمالي إفريقيا·[/rtl]
[rtl]استمرت حركة الفتح الإسلامية التي خرجت بالإسلام من الجزيرة العربية إلى بلدان الهلال الخصيب المجاورة، واستطاعت في النهاية ـ وبعد أن تابعها الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب، والثالث عثمان بن عفان ـ هزيمة الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية، ففتحت سوريا والعراق وفلسطين ومصر. واستمرت حركة الفتح متصلة الحلقات، على عهد الدولة الأموية والدولة العباسية، حتى وصل الإسلام إلى أسبانيا غربًا وإلى الصين شرقًا.[/rtl]
العلاقات الدولية في الإسلام
[rtl]هناك أسس كثيرة بنى عليها الإسلام علاقاته الدولية والإنسانية، و أهم تلك الأُسس:[/rtl]
[rtl] 1- العدل في المعاملة والحكم بين الناس بالعدل مطلقا بغض النظر عن أديانهم، وأجناسهم، وألوانهم. ولقد تضافرت النصوص التي تحض وتأمر بالعدل حتى مع الأعداء والأولياء ﴿ يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنَّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى﴾ المائدة: 8[/rtl]
[rtl]- 2احترام الكرامة الإنسانية انطلاقًا من إيمانه بأن الناس كلهم من أصل واحد، ومن نفس واحدة، وإنما جعلوا شعوبًا وقبائل ليتعارفوا ويتآلفوا، لا ليختلفوا، ويتنافروا ﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا﴾ الحجرات: 13. [/rtl]
[rtl]3- اعتبار الناس كلهم أمة واحدة (كلكم لآدم وآدم من تراب ) وذلك بعد أن يقرر أن أصل الناس كلهم واحد، وأن الأجنبي ليس عدوًا مطلقًا مادام الأصل واحدًا.[/rtl]
[rtl]4- الحث على التعاون الإنـساني على نصرة المظلـوم، وإغاثـة الملهوف ورفـع الظــلم، وردع الظالمــين المجرمــين، ولذلك ليـس من عجـب أن يكـون التعاون أصـلاً من أصول الإيمـان ﴿وتعاونوا على البرّ والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله إن الله شديد العقاب﴾ المائدة: 2. [/rtl]
[rtl]- 5بناء العلاقات الإنسانية على التسامح غير الذليل وهذا التسامح أساسٌ طبّقه الرسول صلى الله عليه وسلم مع ألدّ أعدائه في حروبه، وطبَّقه في معاهداته كما يشهد لذلك جليا موقفه من قريش الذين منعوه من العمرة ودخول المسجد الحرام ظلما عام الحديبية.[/rtl]
[rtl] 6- بناء العلاقات الإنسانية على مراعاة الحرية الشخصية لأن في ذلك تحريرا للنفوس من سيطرة الأهواء والشهوات، ولذلك لم يشأ الإسلام إكراه أحد على اعتناق العقيدة ﴿لا إكراه في الدين﴾ البقرة: 256[/rtl]
[rtl]-7- التمسك بالفضيلة في معاملة الناس وحمايتها في كل الأحوال واعتبارها أساس العلاقات الدولية في حالتي الحرب والسلم. ولا غرو أن يحفظ التاريخ على أزهى صفحاته وأنصعها تلكم الوصية الخالدة التي يقولها رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم لجيوشه عندما يبعثهم: اخرجوا باسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع ) رواه أحمد في المسند بإسناد حسن)[/rtl]
[rtl]. 8- وجوب الوفاء بالعهد ضمانًا لبقاء عنصر الثقة في التعامل بين الناس أفرادًا وجماعات وحكومات، ولذلك جعل الإسلام هذا الأساس مستلزمًا من مستلزمات الإيمان بالله، ﴿ إنما يتذكر أولوا الألباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق﴾ الرعد: 19، 20. [/rtl]
[rtl]9  - تأمين الرسل والسفراء على أنفسهم حتى يعودوا سالمين إلى من بعثهم، لذلك أقر الإسلام الحصانة الشخصية لمبعوثي الدول والسفراء ـ الدبلوماسيين ـ فلم يُجِز التعرض لأشخاصهم وأموالهم وأسرهم، وأتباعهم، وأقر كذلك الحصانة القضائية لهم، فلم يلزم الوالي بتنفيذ العقوبات التعزيرية عليهم ، وقرر الإسلام الحصانة المالية لهم، فذهب الفقهاء إلى القول بإعفائهم من متعلقات الحصانة المالية.[/rtl]
[rtl]تحدث علماء الإسلام عن الإقليم فقسمه بعضهم إلى دار إسلام ودار كفر، وبعضهم جعل القسمة ثلاثية، فقسم الإقليم إلى دار إسلام ودار كفر ودار عهد.[/rtl]
[rtl]هناك أكثر من تعريف لدار الإسلام، من ذلك:[/rtl]
[rtl] 1- دار الإسلام كل بقعة تكون فيها أحكام الإسلام ظاهرة.[/rtl]
[rtl] 2- دار الإسلام كل إقليم يتوفر فيه للمسلم الأمن على نفسه وعرضه وماله، ويتمكن من ممارسة شعائره الدينية، وهذا رأي أبي حنيفة والزيدية. [/rtl]
[rtl]3- دار الإسلام كل إقليم تظهر فيه أحكام الإسلام، ويكون مسكونًا من قبل المسلمين وهذا مذهب الشافعية.[/rtl]
[rtl] 4 - دار الإسلام هي الإقليم الذي تطبق فيه شرائع الإسلام، فإذا ظهرت أحكام الكفر فهي دار كفر وهذا مذهب الحنابلة ويؤيده بعض الأحناف[/rtl]
[rtl]أما دار الكفر فهي كل بقعة تكون فيها أحكام الكفر ظاهرة وواضحة. وهي كل مكان يسكنه غير المسلمين، ولم يسبق فيه حكم إسلامي. وقد درس العلماء أحكام الهجرة والإقامة في دار الكفر، كما درسوا العقود والجنايات فيها وغير ذلك.[/rtl]
[rtl]في حين أن دار العهد هي الإقليم الذي بينه وبين المسلمين عهد (معاهدة) ينظم العلاقة بين الطرفين. ويمكن القول بأن دول العالم كلها تقريبًا من هذا النوع بالنسبة للمسلمين.[/rtl]
[rtl]إن هذا الإلمام يبين أن الإسلام عبارة عن نظام متكامل، ينظم أمور الفرد كلها، الديني منها والدنيوي، وتعالج شريعته كل مناحي الحياة في المجتمع، الديني منها والسياسي والاقتصادي والحربي والاجتماعي والتربوي، لذا فإن التعمق فيه كرسالة سماوية بمقدوره أن يبرز لنا إطار قيما لفهم العلاقات الدولية وكيف يجب أن تكون.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محاضرات في تاريخ العلاقات الدولية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محاضرات نظرية العلاقات الدولية-
» تاريخ العلاقات الدولية
» تاريخ العلاقات الدولية
» بحوث تاريخ العلاقات الدولية
» المسألة الشرقية في تاريخ العلاقات الدولية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: عـــلاقــــــــات دولــــيــــــة ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1