منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
قراءة في كتاب :  " دفاع عن الإنسان : دراسات نظرية وتطبيقية في النماذج المركبة  Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
قراءة في كتاب :  " دفاع عن الإنسان : دراسات نظرية وتطبيقية في النماذج المركبة  Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
قراءة في كتاب :  " دفاع عن الإنسان : دراسات نظرية وتطبيقية في النماذج المركبة  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
قراءة في كتاب :  " دفاع عن الإنسان : دراسات نظرية وتطبيقية في النماذج المركبة  Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
قراءة في كتاب :  " دفاع عن الإنسان : دراسات نظرية وتطبيقية في النماذج المركبة  Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
قراءة في كتاب :  " دفاع عن الإنسان : دراسات نظرية وتطبيقية في النماذج المركبة  Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
قراءة في كتاب :  " دفاع عن الإنسان : دراسات نظرية وتطبيقية في النماذج المركبة  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
قراءة في كتاب :  " دفاع عن الإنسان : دراسات نظرية وتطبيقية في النماذج المركبة  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
قراءة في كتاب :  " دفاع عن الإنسان : دراسات نظرية وتطبيقية في النماذج المركبة  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
قراءة في كتاب :  " دفاع عن الإنسان : دراسات نظرية وتطبيقية في النماذج المركبة  Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 قراءة في كتاب : " دفاع عن الإنسان : دراسات نظرية وتطبيقية في النماذج المركبة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

قراءة في كتاب :  " دفاع عن الإنسان : دراسات نظرية وتطبيقية في النماذج المركبة  Empty
مُساهمةموضوع: قراءة في كتاب : " دفاع عن الإنسان : دراسات نظرية وتطبيقية في النماذج المركبة    قراءة في كتاب :  " دفاع عن الإنسان : دراسات نظرية وتطبيقية في النماذج المركبة  Emptyالسبت أبريل 20, 2013 12:49 am

قراءة في كتاب :

" دفاع عن الإنسان : دراسات نظرية وتطبيقية في النماذج المركبة:

للدكتور عبد الوهاب المسيري



عبده إبراهيم على محمد



ورقة أولية

إنسانية الانسان:

يقدم الدكتور المسيري رؤيته في هذا الكتاب[1] من خلال اعتماده على النموذج المركب في تفسير الظواهر، ويرى أن الإنسان يواجه العالم من خلال إنسانيته وخريطته الإدراكية المركبة لا من خلال ماديته، وأنه كفرد ليس هو البداية والنهاية، وإنما هو امتداد للماضي في الحاضر ومن ثم في المستقبل، ويحاول الدكتور المسيري في الفصول الإثنى عشر بالإضافة إلى ملحقي الكتاب؛ تناول الإنسان اليهودي من حيث هو إنسان، ويشير إلى أن طريقته في التحليل تحاول أن تسقط عن اليهودي عجائبيته وإعجازيته وفرادته (التي يصر عليها الصهاينة والمعادون لليهود التي تختزله في عنصر واحد أو عنصرين وتعزله عن بقية البشر)، ومن خلال ذلك فإن نموذج الدكتور المسيري يستعيد لليهودي إنسانيته المركبة، ويلخص موقفه من اليهودي بالإشارة إلى ما قاله مارك توين عن اليهود " اليهود بشر ولا يمكنني أن أقول ما هو أسوأ من ذلك عنهم، فالاستعمار ظاهرة إنسانية، والعنصرية ظاهرة إنسانية، والاستغلال هو الآخر ظاهرة إنسانية، والشر ظاهرة إنسانية بمعنى أنها كلها ظواهر من صميم وجودنا الإنساني ولذا يمكن رصدها وتفسير معظم جوانبها"

ويعالج الدكتور المسيري من خلال هذا الكتاب الهام هذه الظاهرة وهي "إنسانية اليهودي" من خلال إعادة تحليل عدد من الظواهر اليهودية التاريخية والموضوعات التي من خلالها يسعي (الأعداء والأصدقاء لليهود) إثبات عدم إنسانية اليهود وأنهم ظاهرة لها سمات خاصة وإثبات الرؤى الصهيونية، وشرعنة وجودهم في فلسطين.

ويؤكد الدكتور المسيري أن الإنسان ظاهرة فريدة ومركبة، وله خصوصياته البشرية المختلفة من إنسان إلى آخر، مشيرا إلى أن هناك من يرى الإنسان بشكل مغاير عن ذلك إذ يراه بأنه جزء لا يتجزأ من الطبيعة ولا يوجد ما يميزه عن عالم الطبيعة / المادة، ويشير الدكتور المسيري إلى أن أصحاب هذه الرؤية يستخدمون نماذج تحليلية اختزالية لا تصلح لتفسير الظواهر الإنسانية تاريخية كانت أم اجتماعية أم ثقافية فلتناول الظاهرة الإنسانية لابد من الابتعاد عن الموضوعية المادية المتلقية، ولابد من استخدام نماذج تحليلية مركبة، ويستخدم الدكتور المسيري هذه الرؤية للإنسان للإشارة إلى اختلاف النماذج والرؤى في التفسير إذ أن أصحاب هذه الرؤية يختزلون الإنسان ذاته باختزالهم لظواهره وقضاياه وتفسيراتهما.

والنماذج المركبة هي النماذج التي يدخل في تركيبها عدد من العناصر المتنوعة بل والمتناقضة منها السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي والديني والحضاري، والنموذج التحليلي المركب يمكنه الإحاطة بمعظم جوانب الظاهرة الإنسانية موضع الدراسة لأنه متعدد الأبعاد والمستويات.

هدف الكتاب:

يأتي هذا الكتاب وكما هو واضح من العنوان دفاع عن الإنسان وتعبيرا عن احترام إنسانيته وتركيبته، فهو في نهاية الأمر دفاع عن الإنسان ضد النزعات المادية(العدمية) التي تحاول تفكيكه ورده إلى ما هو دونه، أي قوانين المادة وحركتها، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب الذي يدافع فيه الدكتور المسيري عن الإنسان ليس أول كتاباته في هذا المجال ولكن سبقته كتابات عديدة منها كتابه الهام "رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر : سيرة غير ذاتية غير موضوعية" ، ثم كتابه "الإنسان والحضارة والنماذج المركبة"، ثم هذا الكتاب "دفاع عن الإنسان : دراسات نظرية وتطبيقية في النماذج المركبة".

بنية العرض:

يأتي هذا العرض في ثلاثة مداخل يتناول الأول منها رؤية الدكتور المسيري العامة للإنسان والنموذج بشكل عام ولكن جزئيا حيث تم الاعتماد على كتابه " رحلتي الفكرية.." ولا يتقصى كل ما كتبه الدكتور المسيري حول الإنسان والنموذج، والمدخل الثاني يتناول بناء الدكتور المسيري للنموذج المركب مشيرا إلى قصور النموذج الاختزالي في التفسير والذي ضمنه في الملحق الأول، والمدخل الثالث يتناول تطبيق الدكتور المسيري للمنهج المركب على عدد من الظواهر التي تم تفسيرها من خلال التفسير الاختزالي، إلا أن التفسير المركب الذي يستخدمه الدكتور المسيري يقدم رؤية ومنظور مختلف لهذه الظواهر.

المدخل الأول : الدكتور المسيري وإنسانية نماذجه المركبة:

إن إنسانية النموذج المركب عند الدكتور المسيري لا ترتبط فقط بكشفها الجوانب الانسانية للإنسان بغض النظر عن انتمائه الحضاري، ولكنها هي نفسها مرتبطة بالتجربة الحياتيه له، فهي تطورت معه بالتدريج ويشير إليها في كتابه الهام (رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر: سيرة غير ذاتية غير موضوعية) حيث يؤكد انتقاله من النموذج المادي إلى النموذج الفلسفي مشيرا إلى تعريفه للإنسان وعلاقته بالخالق والكون والحياة، مؤكدا أن التجربة الوجودية والفكرية المحورية في حياته هي هيمنة النموذج المادي الفلسفي على تفكيره بعض الوقت ثم إدراكه بالتدريج بعدم جدوى النماذج التحليلية المادية في الإحاطة بالظاهرة الإنسانية المركبة (وذلك نظرا لبساطة هذه النماذج وسذاجتها واختزاليتها)، وإحساسه المتزايد بضرورة تبني نماذج تحليلية مركبة، متعددة الأبعاد والمستويات .

ويرى الدكتور المسيري أن الإنسان أكرم المخلوقات في الكون وهو مختلف بشكل جوهري عن بقية المخلوقات حتى وإن شاركها في بعض صفاتها فهو يعيش في الطبيعة، ولكنه مختلف عنها.[2]

كما يرى أن العالم (الإنسان، والطبيعة) يتسم بما يسميه الثنائية الفضفاضة؛ والثنائية الفضفاضة مصطلح يقابل الواحدية، والثنائية هي الإيمان بوجود أكثر من جوهر في العالم. والثنائية الأساسية (في النظم التوحيدية) هي ثنائية الخالق (المنزه عن الإنسان والطبيعة والتاريخ) والمخلوق، وبدلا من فكرة الإنسان الطبيعي طرح الدكتور المسيري فكرة الإنسان / الإنسان، أو الإنسان الرباني.[3]

العوامل التي أدت إلى انتقاله من النموذج المادي إلى النموذج الإنساني:

يشير الدكتور المسيري إلى أن هناك عناصر ساعدته على التعرف على النموذج الإنساني غير المادي ومنها:

ـ نشأته التقليدية في مجتمع دمنهور؛ وهو ما انعكس عليه فيما بعد حيث أدرك الفارق بين مجتمع دمنهور التراحمي، ومجتمع الغرب التعاقدي.

ـ دراسته للأدب؛ حيث إن الأدب يكاد يكون هو التخصص الوحيد الذي لا يزال يتعامل مع الإنسان بوصفه إنسانا، أي أنه مركب لا يمكن رده إلى عنصر أو عنصرين في الواقع، ولا يمكن تفسيره في ضوئهما.[4]

ـ المراجعات الغربية لكثير من المقولات السائدة وكتابات ماكس فيبر (خاصة عن الدين).

ـ بعض المفكرين الاسلاميين مثل مالك بن نبي، وسيد حسين نصر، وفضل عبد الرحمن الذين قرأ كتاباتهم وساعدته على فهم الإسلام بطريقة جديدة تجيب على تساؤلاته.[5]

ـ كما أن تبلور النموذج الكامن في وجدانه، قد لعب دورا هاما في هذا الانتقال حيث إن هذا النموذج يرى أن الإنسان كائن حر يصنع التاريخ، وهو جزء من الطبيعة، وجزء مستقل عنها لا يمكن أن يرد لها، كائن له منتجاته الحضارية التي تمنحه خصوصيته القومية، والتي تحوله من كائن طبيعي إلى كائن حضاري؛ إنه الإنسان الإنسان، عكس الإنسان الطبيعي / المادي.[6]

ـ الانتقال المتواصل من بلد إلى بلد جعل من العسير عليه الاختزال أو السقوط في التعميم السهل، ولكن الأهم من وجهة نظره أن هذه التجربة ساعدته على الوصول إلى سمات إنسانية مشتركة، جوهر إنساني ما، فوراء التحولات التاريخية والاجتماعية يوجد دائما الإنسان الذي يحب ويكره.[7]

الانسان في رؤية الدكتور المسيري:

يرى الدكتور المسيري أن إنسانية الإنسان تعبر عن نفسها من خلال مظاهر عديدة من بينها النشاط الحضاري للانسان (الاجتماع الانساني، الحس الخلقي، الحس الجمالي، الحس الديني)، فالإنسان من وجهة نظره هو كائن صاحب إرادة حرة برغم الحدود الطبيعية والتاريخية التي تحده، وهو كائن واع بذاته وبالكون قادر على تجاوز ذاته الطبيعية / المادية، وعالم الطبيعة المادة، وهو عاقل قادر على استخدام عقله، ولذا فهو قادر على صياغة نفسه، وبيئته من حوله،[8] والحرية قائمة في نسيج الوجود البشري ذاته، فالإنسان له تاريخ يروي تجاوزه لذاته (وتعثره وفشله في محاولاته) وهو تعبير عن إثباته لحريته وفعله في الزمان والمكان.

المدخل الثاني: بنية النموذج المركب:

يعالج هذا المدخل الجهد النظري الذي بذله الدكتور المسيري في دفاعه عن الإنسان مبينا أن دراساته المختلفة بما فيها هذه الدراسة تنطلق من الإيمان بأن هناك فارقا جوهريا كيفيا بين الإنسان والمادة، ويرى أن صفات الطبيعة هي ذاتها صفات المادة بالمعنى الفلسفي ومن هنا فإن الدكتور المسيري يستخدم كلمة المادة بديلا عن الطبيعة أو أن تضاف الواحدة منهما للأخرى لتصبحا كلمة واحدة (الطبيعة / المادة).

ويفرق الدكتور المسيري بين الظاهرة الطبيعة والإنسانية بأن الأولى (الطبيعة) مكونة من عدد محدود من العناصر المادية يمكن حصرها ورصدها على عكس الظاهرة الإنسانية التي يصعب حصر كل أسبابها، ويضيف الدكتور المسيري العديد من الفروق بين المادة والإنسان ويخلص من كل ذلك إلى نتيجة هامة وهي أنه يمكن دراسة الظاهرة الطبيعية بردها إلى عناصرها (الطبيعية /المادية) الأولية أما الإنسان فلا يمكن رده إلى قانون عام ولا يمكن فهم كل جوانبه ولا تفسيره تفسيرا كاملا ولا يمكن رصده بطريقة نمطية اختزالية حيث إن عالم الإنسان عالم مركب محفوف بالأسرار أما عالم الطبيعة والأشياء/ المادة فهو عالم أحادي بسيط إذا ما قيس بعالم الإنسان ومن ثم نجد أن الحيز الإنساني مختلف عن الحيز الطبيعي المادي ومستقل عنه.

ويشير الدكتور المسيري إلى أن هناك رؤيتان للانسان أولهما الرؤية الطبيعية / المادية والتي ترى الانسان باعتباره إنسانا طبيعيا (ماديا) أي جزءا لا يتجزأ من الطبيعة / المادة، يرد إليها ويخضع لقوانينها الحالة والكامنة فيها، وهذه الرؤية تختزل الإنسان في عنصر واحد سواء ماديا أو روحيا.

ثانيهما الرؤية الإنسانية للإنسان والتي يتبناها الدكتور المسيري وترى الإنسان باعتباره جزءا يتجزأ من الطبيعة / المادة فهو جزء منها ولكنه في ذات الوقت منفصل عنها، لا يمكن أن يختزل إلى صيغ مادية واحدية بسيطة فهو جزء من الطبيعة / المادة ولكنه قادر على تجاوزها، وهو كائن حر مسئول، كائن حضاري تاريخي يعيش داخل كل من الطبيعة والتاريخ جوهره الإنساني مختلف عن الطبيعة / المادة، ولذا يطلق عليه الدكتور المسيري الانسان الانسان أو الانسان الرباني ، فهو قادر على تجاوز الطبيعة.

ويبغي الدكتور المسيري من هذه التفرقة بين الانسان الانساني والانسان الطبيعي / المادي الاستفادة منها في تفسيره للظواهر الانسانية، فالبرغم من أن الظاهرة الإنسانية ظاهرة مركبة لدرجة عالية ولا يمكن ردها إلى قانون مجرد عام، كما لا يمكن رصدها كما ترصد الكائنات الطبيعية / المادية ومع هذا يتصور بعض الباحثين أنه يمكن رصد الواقع الإنساني مثلما يرصد الواقع الطبيعي / المادي، ويؤكد الدكتور المسيري أن الأمر غير ذلك.

ويفرق الدكتور المسيري في التفسير بين النموذج الاختزالي والنموذج المركب، وهو في ذلك يتجه إلى رفض الأنماط الغربية والقوالب اللغوية الجاهزة على اعتبار أنها بنت بيئتها فهو لا يرفض كل المصطلحات والكلمات الغربية ولا يطالب باتخاذ بدائل عربية لها ولكنه كما يؤكد يرفض الموضوعية المادية المتلقية فهو يرى أن مثل هذا الأمر هو تردٍ كامل وتقبل موضوعي مادي غير مشروط للنموذج المعرفي الغربي، بل ويساهم في ترويجه، إذ أنه يعطيه وجها عربيا إسلاميا يخبئ واقعا غربيا. ويطالب الدكتور المسيري بمنهج جديد في تناول الظواهر وفي تسميه الأشياء.

فهو يرى أن التلقي الموضوعي المادي للمعلومات يؤدي إلى تراكم المعلومات الصماء التي لا تقول شيئا والتي تخفي كثيرا من الرؤى والتضمينات الفلسفية والمعرفية المتحيزة كما أن المعرفة الذاتية لا تفيد كثيرا في معرفة العالم الخارجي، ويرى أن المعيار يجب أن يكون هو المقدرة التفسيرية للمصطلح أو الأطروحة؛ فإذا كان المصطلح قادرا على تفسير عناصر الواقع بتبايناته وتشابكاته فهو "أكثر تفسيرية" وإن أثبت المصطلح قصوره التفسيري فهو أقل تفسيرية.

كما يشير إلى أن التفسيرية تنطلق من تقبل ثنائية الإنسان والطبيعة / المادة وبالتالي ثنائية الذات والموضوع ولا تحاول إلغائهما وإنما تحاول الوصول إلى المنطقة التي تلتقي فيها الذات بالموضوع فهي تستعيد الفاعل الإنساني في كل ثنائياته: في قوته وضعفه، ...إلخ

كما يؤكد الدكتور المسيري أن خير الأدوات التحليلية لتحقيق أهداف المنهج التفسيري هو تبني النماذج بوصفها أدوات تحليلية.

النموذج وتعريفه:

يعرف الدكتور المسيري النموذج بأنه بنية تصورية يجردها العقل البشري من كم هائل من العلاقات والتفاصيل والوقائع والأحداث، فيستبعد بعضها لعدم دلالتها، ويستبقي البعض الآخر، ثم يرتبها ترتيبا خاصا وينسقها تنسيقا خاصا بحيث تصبح مترابطة بشكل يماثل العلاقات الموجودة بالفعل بين عناصر الواقع، وعملية التجريد هذه، ويمكن أن تتم بشكل غير واع إلى أن تأخذ شكل خريطة إدراكية يستنبطها الإنسان تماما ويحملها في عقله ووجدانه فتحدد طريقة ومجال إدراكه للواقع الخام المحيط به، فيقوم بتهميش بعض التفاصيل وتأكيد البعض الآخر بحيث يراها هامة ومركزية.

كما يؤكد الدكتور المسيري أن كلمة نموذج تعني الفكرة المجردة والمحورية في عمل أدبي ما والتي تتجاوز العمل ولكنها مع هذا كامنة فيه وفي كل أجزائه، تمنحه وحدته الأساسية وتربط بين عناصره المختلفة، كما أن الكلمة قريبة في معناها من مصطلح النمط المثالي ideal type الذي استخدمه ماكس فيبر أداة تحليلية. والنمط المثالي ليس حقيقة إمبريقية أو قانونا علميا وإنما هو أداة تحليلية تهدف إلى عزل بعض جوانب الواقع وإبرازها حتى يتسنى إدراكها بوضوح، ومعرفة أثرها في الواقع.

ويشير إلى أن النموذج المعرفي التحليلي هو صورة مجازية مكثفة منفتحة على الواقع، وهو بوصفه صورة مجازية يعبر عن جوهر الواقع بوصفه علاقات متشابكة بدون أن يكون لصيقا به. كما أشار إلى عدد من سمات النموذج مثل فضاؤه المتحرر من الزمان والمكان، كما أن النموذج لابد وأن يكون له بعد معرفي وله رؤيه كونية.

صياغة النموذج وتشغيله:

صياغة النموذج التفسيري التحليلي عملية مركبة وإبداعية تتضمن عمليات عقلية كثيرة متنوعة ومتناقضة، فالنموذج لا يوجد من العدم أو من أعماق الذات وثناياها وحدها، وإنما هو ثمرة فترة طويلة من ملاحظة الواقع والاستجابة له ومعايشته والتفاعل معه ودراسته والتأمل فيه وتجريده ، وبعد التوصل إلى نموذج يتم اختياره وإثراؤه وإعادة اختباره (إلى ما لا نهاية).

والنموذج بوصفه أداة تحليلية يربط بين الذاتي والموضوعي ، ولذا يمكن القول" إن عملية صياغة النموذج تجمع بين الملاحظة الإمبريقية واللحظة الحدسية، وبين التراكم المعرفي والقفزة المعرفية، وبين الملاحظة الصارمة والتخيل الرحب، وبين الحياد والتعاطف، وبين الانفصال والاتصال".

خطوات بناء النموذج:

تبدأ عملية صياغة النموذج بإدراك أن المعطيات الحسية في ذاتها لا تقول شيئا، وأن المعلومة ليست النهاية وإنما البداية، وأنها ليست حلا للإشكالية وإنما هي الإشكالية ذاتها، ويجب على الباحث أن يدرك أنه لا يأتي للنص أو الظاهرة بعقل يشبه الصفحة البيضاء وإنما بعقل مُثقل بالإشكاليات والأنماط والتساؤلات، عقل له مسلماته الكلية والنهائية، وهذا لا يعني بالضرورة السقوط في الذاتية بل يعني إدراك الباحث أنه يأتي للظاهرة وللنص مسلحا (أو مثقلا) ببعض الأفكار والتساؤلات والتحيزات والمسلمات وإخضاعها للتساؤل وتجاوزها إن ظهر عجزها التفسيري، كما أن إدراكه لوجود مقولات قبلية كامنة فيما قبل الفهم أو الفهم المسبق تنقذه من السقوط صرعى المقولات العامة المهيمنة التي يتم قبولها بحسبانها حقائق كلية نهائية، ولا يتم إخضاعها للتمحيص، وأشار الدكتور المسيري إلى خطوات بناء النموذج من تفكيك للظاهرة أو للنص وإعادة تركيب لها، وتقسيمها إلى وحدات منفصلة، ثم يتم تجريد هذه الوحدات، ويقسمها إلى مجموعات مجردة متشابهة، ويصل الباحث (من خلال عمليتي التفكيك والتركيب) للنموذج الكامن في نص ما، ويحدد مفرداته ومفاهيمه الأساسية الكلية ويصبح في مقدوره إضافة مفردات ومفاهيم أخرى غير منظورة ولكنها متضمنة في النص، ويتم تشغيل النموذج من خلال عمليتي تفكيك وتركيب تشبه تماما عملية صياغة النموذج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قراءة في كتاب : " دفاع عن الإنسان : دراسات نظرية وتطبيقية في النماذج المركبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإعلام البيئي في دولة الكويت الهيئة العامة للبيئة أنموذجاً
» قراءة في كتاب -الأمير-
» كيف تُعدّ: “قراءة في كتاب
» قراءة في كتاب فن الحرب
» قراءة في كتاب أثر المعلومات في المجتمع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ********قسم القراءة في كتاب********** :: (عام)-
انتقل الى:  
1