منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» المحاضرة الثالثة لمادة تاريخ الفكر السياسي
الأمن الإنساني و مفارقات العولمة Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء أكتوبر 09, 2024 8:21 am

» المحاضرة الثانية لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
الأمن الإنساني و مفارقات العولمة Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:37 pm

» المحاضرة الأولى لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
الأمن الإنساني و مفارقات العولمة Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:29 pm

» برنامج محاضرات الفكر السياسي 1
الأمن الإنساني و مفارقات العولمة Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:24 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
الأمن الإنساني و مفارقات العولمة Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:25 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي ماي 2024
الأمن الإنساني و مفارقات العولمة Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:19 am

» امتحان مادة علم الاجتماع السياسي ماي 2024م
الأمن الإنساني و مفارقات العولمة Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء مايو 15, 2024 9:33 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
الأمن الإنساني و مفارقات العولمة Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
الأمن الإنساني و مفارقات العولمة Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
الأمن الإنساني و مفارقات العولمة Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 الأمن الإنساني و مفارقات العولمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الأمن الإنساني و مفارقات العولمة Empty
مُساهمةموضوع: الأمن الإنساني و مفارقات العولمة   الأمن الإنساني و مفارقات العولمة Emptyالخميس نوفمبر 15, 2012 1:10 pm

الأمن الإنساني و مفارقات العولمة
20/05/2011

(*): أستاذ محاضر في العلوم السياسية (جامعة الجزائر) و المعهد الديبلوماسي و العلاقات الدولية (وزارة الخارجية) مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية -الجزائر- (*): أستاذ محاضر في العلوم السياسية (جامعة الجزائر) و المعهد الديبلوماسي و العلاقات الدولية (وزارة الخارجية) مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية -الجزائر-

لقد تنامي و تزايد استخدام مفهوم الأمن الإنساني سواء على مستوى الأمم المتحدة بلجنتها للأمن الإنساني Human Security Commission أو عالميا عن طريق شبكة الأمن الإنساني Human Security Network التي تحتوي على 13 دولة بقيادة كندا – النرويج و اليابان، أو أكاديميا بالنظر لتنامي عدد المراكز المتخصصة في دراسات الأمن الإنساني عبر الجامعات العالمية. كما أدرج المفهوم بكثرة في دائرة الحوارات النظرية النقدية .

لقد أصبح مفهوم الأمن الإنساني إطارا موسعا للأمن الوطني ( امن الدولة + امن المجتمع + امن الإنسان ) إذ أصبح هذا الأخير يحتوي بالإضافة لحماية الحدود و الوحدة الترابية و سيادة الدولة و مصالحها الوطنية و الحيوية على أبعاد وظيفية أخرى مرتبطة: بحماية حقوق الإنسان و حرياتهم و ترقيتهم بشكل يمكن ضمان كينونتهم و كرامتهم و مستقبل الأجيال القادمة.

و لقد أصبح هذا المفهوم موسعا بتهديدات أكثر أخلاقية –إنسانية – حياتية إلى انه أصبح من واجب صانعي السياسات الأمنية الموازنة التكاملية بين امن الدولة و امن الإنسان .. .وذلك على الرغم من صعوبة التحقيق العملي لمثل هذا التصور لميوعة المفهوم و ضبابية الحدود بين ما هو دولتي و ما هو إنساني.

*- الأمن الإنساني: مقاربة اصطلاحية

التعريف الحدي للأمن الإنساني هو امن الإنسان من الخوف ( من القهر و العنف و التهميش ) و الحاجة ( الحرمان ...و عدم التمكين الاجتماعي) ، أي محاولة خلق ديناميكية تدمج الإنسان في الأولويات التنموية و السياسية بدل من التركيز على استقرار النظام السياسي و بيئتة .

فعلى الرغم من الإجماع الواسع على هذا التعريف الإجرائي إلا انه مع ذلك توجد تعاريف كثير ة ضعيفة التوافق الوظيفي. فلجنة الأمن الإنساني قد عرفته على انه " حماية أساسيات البقاء بطريقة ترقي من حقوق و حريات الإنسان " (1). و ذهب كل من Sadako Ogata و Johan Cels إلى أعمق من ذلك بتعريفهم للظاهرة كأنها مجموعة عمليات حماية الحريات الأساسية –الضرورية لبقاء الإنسان و التنمية، أي حماية الإنسان من التهديدات الخطيرة و المستديمة سواء أكانت طبيعية أم مجتمعية مع تمكين الأفراد و المجتمع من إمكانية تطوير قدراتهم لتحقيق خيراتهم بذاتهم ( المبادرة الذاتية و المستقلة ) بشكل يتوافق مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (2) .

أما التقرير الثاني لبرنامج الأمم المتحدة لسنة 1994 فقد عرف الأمن الإنساني كمنظور جديد للتنمية. و الأمن متمحور حول الإنسان وحاجاته و كذلك حماية الإنسان من المخاطر المستعصية chronic threats مثل المجاعة و المرض و القهر السياسي و " احتمالات الإنقطاع المفاجئ و الضار لحاجات الإنسان اليومية ..." (3) فمن هنا حدد محرري التقرير ( محبوب الحق و (Amartiya Sen 7 أبعاد للأمن الإنسان حسب فلسفة الحاجات الإنسانية .

1- الأمن الاقتصادي أي ضمان الحد الأدنى من المدخول لكل فرد .
2- الأمن الغذائي أي ضمان الحد الأدنى من الغذاء لكل فرد
3- الأمن الصحي أي ضمان الحد الأدنى من الحماية و الرعاية الصحية من الأمراض و الوقاية منها
4- الأمن البيئي و التي يقصد بها حماية الإنسان من الكوارث الطبيعية و الحفاظ على البيئة من استدمار الإنسان .
5- الأمن الفردي و الذي يعني حماية الإنسان من العنف المادي من طرف الدولة، الدول ، الفواعل عبر الدولية ...الخ.
6- الأمن المجتمعي الذي يقوم على ضمان الاستمرار في العلاقات الاجتماعية التقليدية و القيم من العنف العرقي و الطائفي .
7- الأمن السياسي الذي يضمن للبشر العيش في كنف مجتمع تضمن و ترقي حقوق الإنسان.

و لقد مكن هذا المنظور الاممي من تطوير مجموعة من المبادرات مثل المبادرات اليابانية و الكندية و النرويجية الهادفة لتحقيق الأمن و السلم العالميين بالتنمية و تمكين البشر من حقوقهم (5). و كانت لهذه المبادرة الدور الفاعل في إنشاء " شبكة الأمن الإنساني " و التي على أساس نجاحاتها أسس كوفي عنان " لجنة الأمن الإنساني " و حرر الأوربيون تقرير برشلونة (2004) A Human Security Doctrine for Europe .
فمن هنا يظهر مدى التفاعل الأكاديمي و العملي في تطوير منظور حركي لأمن الإنسان في ظل عولمة للحقوق و المخاطر (مفارقات العولمة ) .

• الأمن الإنساني و مفارقات العولمة

تعد العولمة مجموعة من الحركات التأسيسية المتشابكة و المرتبطة بتعريفات و محتويات متوافقة و طبيعية للقيم و المعايير التي يحددها التوزيع الدولي للقوة و تحددها القيم الممثلة للغرب الحضاري الذي تدافع عنه الولايات المتحدة و الغرب الأوربي الذي بعمل منذ عقود على هيكلة و بناء عالم قائم تصوراته المنمطة لحقوق الإنسان و الديمقراطية واقتصاد السوق. كما يريد أن يجعل العالم متفاعلا أكثر بفتح الحدود و إلغاء الحدود الجمر كية باسم حرية انتقال السلع و المال و الخدمات (حسب منطق منظمة التجارة العالمية ) و تماشيا مع فكرة الاعتماد المتبادل الذي تحدث عنه Keohane & Nye (منذ أكثر من 30سنة) و الذي أنتج صراعات بنيوية ( بالمعنى الذي قدمه Krasner) .


فالعولمة بهذا المنظور يحاذي (ولا يساوي ) الأمركة بمعنى خلق الأرضية القيمية –المعيارية و المادية المساعدة على تحقيق منطق الهيمنة الأمريكية على العالم ( بالمعنى الذي قدمه Robert Cox) . فالعولمة وان كانت قيميا تقدم على أنها تهدف لتحقيق السلم العالمي و حقوق الإنسان فإنها فعليا غير ذلك كما يظهر في المفارقات الدلالية Illustrative Paradoxes التالية:

1- على الرغم من الإعلان على ميلاد جديد لحقوق الإنسان العالمية بعد مؤتمر فيينا 1993، إلا أن البشاعة الإجرامية ضد حقوق الإنسان و الحياة قد تزايدت عن طريق التصفية العرقية ( فلسطين، البوسنة و الهرسك، رواندا ‘بوروندي، الكونغو... و النيجر الذي طرد أكثر من 150 ألف ساكن ذو أصول عربية إلى التشاد سنة 2007)
2- تزايد التعديات السافرة ضد حقوق الإنسان باسم " التدخل الديمقراطي " في هايتي و العراق(...)
3- تزايد المعاناة الإنسانية بسبب الانفرادية الأمريكيةفي العراق، كوسوفو، أفغانستان، الصومال ...الخ
4- تزايد الجرائم ضد الإنسانية بفعل الأزمات الداخلية في البحيرات الكبرى، السودان ليبريا، سيراليون، باكستان ...الخ
5- أدت العولمة الاقتصادية غير المتكافئة إلى توسيع الهوة التنموية بين الشمال و الجنوب مما زاد من رقعة الفقر (أكثر من 2.8 مليار ساكن يعيشون بأقل من 02 دولار في اليوم )
6- انتشار الأمراض و الأوبئة مثل SARS أنفلونزا الطيور، AIDS السل، المالاريا... و عودة أمراض الفقراء مثل الطاعون و غيره
7- انتشار الأمراض المتنقلة بالماء أكثر من 1.2 مليار ساكن ليس لهم الحق الدائم في استهلاك ماء صحي و نظيف
8- تنامي ظاهرة الإرهاب و ما تسببه من دمار و فقدان للحياة
9- انتشار الكوارث البيئية و الكوارث الطبيعية و الصناعية
10- تصاعد ظاهرة الهجرة السرية آو هجرة الموت و ما تؤديه إلى فقدان الأرواح في البحار وعلى الحدود .

فبالنظر لغياب العدالة التوزيعية عالميا و تنامي التهديدات اللاتماثلية فانه من الصعب الحديث في عالم لا زالت فيه الغلبة للقوة Might is always Right الحديث عن امننة بالمنطق الإنساني ... فنحن في عالم المكانة الأولى فيه للقوة و بعدها بمسافة بعيدة يأتي الإنسان ... و لكن بفرص حياتية غير متساوية.



الهوامش:

1- S.Ogata and Johan Cels : "Humain security:Protecting and empowering the people », Global governance , 9(3), 2003, p.274.

2- ibid .

3- UNDP: “Human Development Report”, New York: UNDP, 1994, pp.22-44.

4- Ibid pp.24-33

5- Department of Foreign Affairs and International trade (Canada): “Human Security: Safety for people in a changing world”, Ottawa: Department of Foreign Affairs, 1999, p.5.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الأمن الإنساني و مفارقات العولمة Empty
مُساهمةموضوع: تابع   الأمن الإنساني و مفارقات العولمة Emptyالخميس نوفمبر 15, 2012 1:48 pm

إحتلال العراق ...و الديمقراطية المستحيلة
21/08/2011 12:20:00
أ.د/ محند. برقوق
(*): أستاذ محاضر في العلوم السياسية (جامعة الجزائر) و المعهد الديبلوماسي و العلاقات الدولية (وزارة الخارجية) مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية -الجزائر-
تشكل الديمقراطية أحد المداخل الأخلاقية التي حاولت الولايات المتحدة الأمريكية توظيفها لتبرير عدوانها على العراق (2003) ، فتم الربط بين الديمقراطية كقيمة ،مع مبدأ الحرية كغطاء معياري وسياسي لاحتلال عراق الحضارة و الثقافة و الإنسان ،فتم منذ البداية التهجم على "همجية " نظام صدام حسين باسم "الحرية " التي أرسلت عن طريق الصواريخ ، المدافع و القنابل النووية النضب... فتم تحطيم ليس فقط تمثال صدام حسين و تخريب و تهريب التراث الإنساني ببلاد الرافدين ،و لكن بالأساس قتل روح الأمل عند العراقيين و فتح "علبة البندور " ( في المثيولوجيا الإغريقية القديمة ) الحاملة لكل أنواع و أصناف الشر و الآلام ، و اليأس و التشاؤم ...فانتقل عراق الحضارة لعراق الدمار و الفتنة ....

لقد كانت الديمقراطية مجرد غطاء لتلميع وجه أمريكا العدواني القبيح بتجميليات الحرية الزائفة القائمة على الاحتلال و الإحتيال ، القمع و القتل ،و الخداع و النفاق ، فعلى الإنسان الحر عالميا ،عربيا، أمريكيا و عراقيا أن يدرك أن منطق العدوان كان بعيدا عن هذه القيم النبيلة (الحرية و الديمقراطية ) أو المخاطر المنجرة عن امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل (لم تعثر الولايات المتحدة على أي دليل على الأكاذيب التاريخية لباول أمام مجلس الأمن حول أدلة قطعية عن البرامج السرية العراقية في المجال النووي ...؟).
فالولايات المتحدة لم تكن لتكترث بالحريات و لا بالحقوق في دول أخرى إن لم تكن هناك منافع تقتضي التضحية بالأرواح الأمريكية و صرف الملايير (مئات الملايير ) من الدولارات في العراق .
فالولايات المتحدة لم تكف منذ الغزو السوفيتي لأفغانستان 1979 عن التأكيد عن القيمة الإستراتيجية للخليج العربي ،و على أن النفط مكون أساسي في فلسفة الأمن القومي الأمريكي (مذهب كارتر 1980) .
فالنفط إذن كان المحفز الأساسي (وليس الوحيد ) في تحريك الآلة الدبلوماسية و القانونية و العسكرية و الاقتصادية ضد العراق بعد عدوانه على الكويت في 02 أوت 1990 و الذي حول العراق إلى مخبر للقانون الدولي الجديد ،خاصة بعد استصدار مجلس الأمن القرار660 (08أوت 1990) و الذي فتح المجال أمام الولايات المتحدة لتجتهد باسم حماية الأمن الدولي و حقوق الإنسان لإنشاء محميات للأكراد في شمال العراق تغيب فيها (بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ) رموز الدولة العراقية ( خاصة الأمن و الجيش ) ثم تلتها عمليات فرض مناطق لحظر الطيران للقوات الجوية العراقية فوق المناطق الكردية (في الشمال) و الشيعية ( في الجنوب ) حماية من بطش الأقلية السنية لهم... ؟ فكان بالتالي و منذ البداية التأسيس لحركية فتنة الطائفية خاصة باستقطاب و إسترجاع و تمويل و توظيف عدد من المرجعيات الشيعية و الأحزاب الكردية و بعض الشخصيات السنية في إطار مجلس للمعراضة العراقية في الخارج ، و ذلك بقصد إعطاء غطاء عراقي للحق الأمريكي في التدخل المادي في العراق باسم الحريات المدنية و السياسية و حقوق الإنسان ....

فبقي العراق منذ أوت 1990 عرضة لكل أشكال العقوبات (24 قرار من مجلس الأمن منفذ في حق العراق لغاية 2003 منها الدبلوماسية و العسكرية و الاقتصادية ، مع حظر التعامل الاقتصادي و التجاري إلا في حدود المراقبة الأممية ، و في ظل الحفاظ على الحد الأدنى الإنساني من الحاجات الغذائية و الطبية و التي أدت إلى قتل أكثر من مليوني طفل ورضيع من سوء التغذية و ضعف الاستشفاء ، كما تفشت البطالة و انتشر الفقر و تفكك المجتمع أخلاقيا و اجتماعيا. هذا ما ساعد على خلق شروط " التدخل الذكي" ( حسب المنطق العسكري الأمريكي ) و منها : التذمر المعيشي ،اليأس الفردي و الجماعي ،الإحباط و فقدان الأمل وغياب الطموح . فالغاية من هذه الإستراتيجية هي فصل الدولة عن المجتمع ، تكوين آليات لما بعد نظام صدام حسين و ما بعد حكم حزب البعث (المعارضة العراقية من الخارج ، الميليشيات المسلحة المدربة من طرف المخابرات الغربية من الغرب و عبر العالم ) لتكون فواعل وسطية بين قوات الاحتلال و إدارتها من جهة و الشعب العراقي المحبط و المحتل من جهة ثانية .
فكانت القرارات الأولى للحاكم المدني الأمريكي المقيم (بريمر) قائمة على تفكيك المؤسسات السياسية و الأمنية و العسكرية باسم اجتثاث البعث ، مع التأسيس لقواعد جنائية لتجريم رموز نظام صدام حسين مع إدراج المكون المحلي من خطط مع بعد العدوان و المتمثل في المعارضة السياسية العراقية ،من أجل إضفاء نوع من المشاركة "العراقية " في الحكم ،و لكن دون شرعنته مع الاحتفاظ بالحق و القدرة على التأسيس لنظام دستوري "على المقاس " يعكس الأولويات الإستراتيجية و المستقبلية الأمريكية في العراق و في المنطقة العربية و الإسلامية ككل .

فالدستور العراقي لما بعد العدوان ، و إن بني على النمط التوافقي الذي سمح بالتمثيل النسبي لكل المكونات الطائفية العراقية في السلطات السياسية و المؤسسات التنفيذية
(الرئيس كردي ،رئيس الحكومة شيعي ،رئيس البرلمان سني ) إلا أنه أسس لمنطق طائفي حدي زرع الفرقة ،و جلب الفتنة و أسس لحركية تفكيك تغذيها يوميا سلوكات الاحتلال المخترقة لقواعد الحرب و اتفاقيات جنيف من جهة و كذلك انتشار مراكز العنف و أصحاب قرارات الموت.. .. فعراق الدم نتاج لفلسفة الحرب الديمقراطية الأمريكية التي لم تنتج إلا نهاية لوحدة شعب و كينونة دولة فلا يمكن تصور ما قبل العدوان في المستقبل كل بوادره سلبية مليئة بصراعات حول الولاء لأمريكا لتقاسم الثروات النفطية و الماء ... و لكن أكثر من ذلك فأكبر احتمال هو عراق مفكك و صراعي و متصارع .... إنه منطق "الفوضى البناءة " لمدافع الديمقراطية الأمريكية.
فلقد أنتجت هذه الفوضى موت أكثر من 700 ألف عراقي و تهجير قرابة المليون
و نصف المليون ،مع تراجع خطر في مؤشرات الأمن الصحي و الغذائي و الثقافي الفردي و المجتمعي في العراق في حين تقوم الولايات المتحدة بتحويل العراق لحلقة وصل إستراتيجية في منظورها الجهوي ،فهي تعمد على جعل الشيعة في العراق مدخلا للتطبيع المستقبلي مع إيران ،لكون هذا البلد حيويا على مستوى النفط
و التأثير الجهوي ( الشيعة في أفغانستان ، باكستان ، الخليج العربي و الشام ) فالتقارب مع إيران سوف يضمن تحقيق حلم كارتر و اللوبي النفطي الأمريكي المتمثل في الهيمنة على طريق النفط و الممتد من بحر الصين شرقا للمحيط الأطلسي غربا و مرورا بمركزه في الخليج العربي و بحر قزوين .

كما يشكل هذا الاحتلال أيضا إعادة لتشكيل فلسفة الاحتواء الإستراتيجي الأمريكي اتجاه الصين و الاتحاد الأوروبي ... و هذا ما دعى إليه (منذ أواسط التسعينات ) رجل المخابرات و الكاتب الأمريكي غراهام فولر ... فالعراق بالمنظور الأمريكي ،هي حلقة وصل إستراتيجية بين الخليج و آسيا الوسطى ، بين الفرس و العرب ، بين العرب و الأتراك و بين السنة و الشيعة .... فديمقراطية العراق في ظل المعادلة الإستراتيجية العالمية الحالية ، و في ظل التفكيك الطائفي الداخلي مستحيلة .... فمستقبل العراق مرهون أكثر بنتائج الحرب منه بالحسابات الداخلية للسلم ... فالسلم الديمقراطي الأمريكي لن يكون (للأسف) إلا دمويا في عراق الحضارة و الأصالة و الطموح .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأمن الإنساني و مفارقات العولمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأمن والدفاع في المتوسط _ الأمن الإنساني
» الامن الانساني و مفارقات العولمة
» ملتقى في الأمن الإنساني
» امتحان ملتقى حول الأمن الإنساني
»  التحول نحو مفهوم الأمن الإنساني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** ماســـــتر (Master) ******* :: السنة الأولى ماستار ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1