الإرهاب أسبابه و ملامحه

الإرهاب أسبابه و ملامحه

كتبهااكرام بركان ،

أسباب الإرهاب و ملامحه

أولا:أسباب الإرهاب

هناك أسباب عديدة لنشوء الإرهاب تتلق من مجتمع لآخر و بنفس المجتمع نرى أن الأسباب تختلف من زمن لآخر و لكن هناك حملة من الأسباب المشتركة عبر الزمن و المجتمعات التي تضررت من الإرهاب

و حسب تقرير اللجنة المعنية بالإرهاب 1979 التي حددت أسباب سياسية و اقتصادية و اجتماعية للإرهاب و هي :



الأسباب السياسية:

1- سيطرة دولة على دولة أخرى ( الإستعمار)

2- التميز العنصري

3- استخدام القوة ضد الدول الضعيفة

4- التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى

5- ممارسة العنف و القمع للتهجير و للسيطرة على شعب معين

6- القهر السياسي

الأسباب الإقتصادية:

1- عدم التوازن في النظام الإقتصادي العالمي

2- الإستغلال الأجنبي للموارد الطبيعية للدول النامية

الأسباب الاجتماعية :

1- إنتهاك حقوق الإنسان بالتعذيب أو السجن أو الانتقام

2- الجوع و الحرمان و البؤس و الجهل والأمية

3- تجاهل معاناة شعب ما يتعرض للإضطهاد

4- تدمير البيئة

5- القهر الفكري

6- القهر الثقافي (65)

إضافة إلى:

-وجود صراعات إقليمية و مناطق ساخنة التي تعتبر بؤر توتر و تربة خصبة لنمو الإرهاب

- غياب التنمية

- الخلط بين الإرهاب و الكفاح المسلح المشروع دوليا

-التهميش الحضاري

- غياب الحوار في كل المجالات خاصة الثقافية و الدينية

- غياب ثقافة التسامح و تشجيع التعصب و الكراهية و الحروب ذات الدوافع الدينية

- الفكر المتطرف و الخطاب المتشدد هو العنف ناتج عن مشاكل داخلية سياسية ثقافية و اقتصادية و خارجية مثال : العدوان الإسرائيلي

- استغلال الإرهاب لوسائل الإعلام و شبكات الإتصال العالمية سببه محاولة نقل و ترويج الفكر الإرهابي و دعمه

- إهمال السلطات و وسائل الإعلام لهذه الظاهرة.(66)

*أسباب ظهور الإرهاب:

يصعب حصرها على وجه الدقة لتحديد الأسباب الكامنة وراء تصاعد العمليات الإرهابية إلا أنه مع ذلك يمكن تصنيف دوافع الإرهاب الدولي و أسبابه إلى سياسية ، اقتصادية و إعلامية



أسباب سياسية :

معظم الأعمال الإرهابية و أعمال العنف تمكن ورائها دوافع سياسية من بينها حق تقرير المصير ، مقاومة الإحتلال، العنصرية و انتهاك حقوق الإنسان، جذب الرأي العام إلى مشكلة أو قضية تهم جماعة من الجماعات العرقية .

الإحتجاج على سياسة غير عادلة تنتهجها سلطات الدولة ضد المواطنين، و العمليات الإرهابية ذات الطابع السياسي يكون هدفها إجبار سلطات الدولة على اتخاذ قرار معين يراه مرتكبي هذه الأعمال محققا لمصالحهم أو متفق مع رغباتهم و أهدافهم السياسية

و يهدف أيضا إلى إنزال الضرر لمصالح دولة معينة أو برعاياها نظرا لمواقف سياسية من قضية معينة .

أسباب اقتصادية:

هو الإضرار بإقتصاد الدولة من خلال تدمير منشآتها الصناعية أو التجارية أو مهاجمة شركات الطيران أو المنشآت السياحية التابعة لها لإثارة الرعب بين المتعاملين معها و إنزال أضرار مادية لها بإعتبار أنها تشكل مورد اقتصادي و مصدرا من مصادر دخل الدولة

و قد يكون الدافع الاقتصادي هو الحاجة الإرهابية إلى دعم مالي يمكنها من مواصلة عملياتها لتحقيق أهدافها



أسباب إعلامية:

حيث يعتمد الإرهاب في تحقيق أهدافه على عنصر هو نشر و ترويج الأفكار التي يعمل من أجلها و طرحها أمام الرأي العام العالمي و المنظمات الدولية للحصول على دعمها و تأييدها للقضية أو خلق نوع من التعاطف مع من يدافعون عنها و إجبار الحكومات على الإعتراف بعدالتها و شرعيتها و الإهتمام بها على المستوى السياسي و قد نجحت بعض الأعمال كخطف الطائرات و الهجوم على السفارات في خلق نوع من التعاطف على مستوى الرأي العالمي مع مرتكبي تلك الأعمال (67)و لأن الإرهاب يعمل على إثارة الهلع في الرأي العام أو جزأ منه تحقيقا لهدف أو تعريف لمطلب أو كشف عن معاناة فإن الإعلام يكاد يكون أحد أهم مرتكزاته

أول ما يخطط له الإرهابي هو كيف يوسع من دائرة إهتمام الرأي العام به و كيف يزيد من التعريف شخصيته و كيف يوضف العمل الإرهابي الذي يقوم به من أجل خدمة هذه القضية .

و لعل من أولى فضائل استخدام الإعلام هو أنه يشكل الوسيط الأول بين الطرف الأول ” المخطط للعملية الإرهابية” و الطرف الثالث ” المقصود بالعملية الإرهابية ” فيما يبقى منفذو العملية و ضحاياها المباشرون في الظل بانتظار النتائج.(68

ثانيا :ملامح الإرهاب



إن الإرهاب أصبح نشاط معقد حيث تدبره منظمات على قدر عال من التنظيم و التدريب و السليح و المعرفة الفنية و أخطرها تلك التي تدار من قبل المخابرات في بعض الدول كأحد أساليب الصراع السياسي لإرغام دولة ما جماعية سياسية على إتخاذ قرار معين أو الامتناع عن إتخاذ قرار تراه مناسب لمصلحتها عن طريق تنفيذ العمليات الإرهابية و هذا يجعل الإرهاب وسيلة و ليس غاية .

- و منذ أواخر الستينات و أوائل السبعينات كثر تداول مصطلحات الإرهاب ، الإرهاب السياسي ،الإرهاب الداخلي، الإرهاب الدولي، إرهاب الدولة خاصة بعد أحداث حدثت على الساحة الدولية من خطف الطائرات، تدمير القارات ، احتجاز الرهائن، الاغتيالات.

1 - الاغتيالات :

يتخذ الإرهاب شكل عمليات الاغتيال أو القتل لبعض الشخصيات الهامة التي لها تأثير على الرأي العام داخل الدولة. (69)

تعد ظاهرة الاغتيال السياسي من الظواهر القديمة و المرافقة لنشوء السلطة السياسية وكيفية ممارستها ،إذ يقصد به أي شكل من أشكال العنف و التصفية الجسدية ضد الأشخاص السياسيين و كيفية ممارستها إذ يقصد به ممارسة أي شكل من أشكال العنف و التصفية الجسدية ضد الأشخاص السياسيين المعارضين للنظام القائم أو الخصوم السياسيين .

و قد تزداد هذه الظاهرة أو تتحجم تبعا للأوضاع السياسية و الإجتماعية و الفكرية القائمة و ليس من المنطقي أن نقول أنها مقرونة بهذا الفكر أو هذا الإتجاه السياسي دون غيره من الإتجاهات و إنما هي ظاهرة إنتشرت حتى في النظم الديموقراطية التي سمحت بمجال من الحرية في التعبير و المشاركة في ممارسة السلطة و تداولها سلميا .

و قد لجأت إلى أسلوب الإغتيال العديد من الحركات و الجمعيات و كذلك الأنظمة السياسية بغية التخلص من خصومها حتى أن هناك العديد من رؤساء الدول و حكوماتها ذهبوا ضحية الإغتيال السياسي و بأشكال مختلفة التي ابتكرتها المخابرات السرية .(70)

2- إحتجاز الرهائن :

إن الغاية المباشرة من وراء إحتجاز الرهائن هي المساومة عليهم و بالتالي توظيف الخطر المحدق بحياتهم من أجل تدعيم الوقوع التفاوضي للخاطفين مباشرة أو للقوى السياسية التي تقف وراءهم .

و لعل أول عملية إحتجاز رهائن في التاريخ الحديث و قعت في الحبشة ” أثيوبيا” في عام 1853 عندما احتجز الإمبراطور” تيودوروس” ستة مبشرين إنكليز إلى جانب القنصل العام لكل من فرنسا و بريطانيا و اثنين ألمان من علماء الطبيعة.

إن اسلوب إحتجاز الرهائن يمارس اليوم على نطاق واسع جدا من عمليات الإبتزاز لأصحاب الثروات على النحو الذي يتردد مرات عديدة في معظم مدن أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية حتى عمليات الضغط السياسي ضد الحكومات و الدول الكبرى و لعل حادث احتجاز رهائن السفارة الأمريكية في طهران عام 1979 هو مثال بارز على ذلك و قبلها إختطاف الدبلوماسيين الأمريكيين في أمريكا اللاتينية.

إن عمليات إحتجاز الرهائن توفر للمجموعات المسلحة منابر إعلامية للتعريف بأهدافها و للترويج لها، كما أن هذه العمليات تطعن بالحكومات المستهدفة و تعرضها للإبتزاز.

و توفر هذه العمليات كذلك للخاطفين أوراق للمساومة من أجل تحقيق أهداف يصعب تحقيقها في ظروف عادية، و كلما تمكنت مجموعة مسلحة من تحقيق هدف لها، إعتمادا على هذا الأسلوب كلما إزدادت تمسكا به، فالرهينة ليست هدف في حد ذاته و لكنها وسيلة إلى الهدف و لذلك فإن تصفية الرهائن تتم عندما يشعر الخاطفون بأن هذه الوسيلة لن تحقق الهدف، أي عندما تتحول الرهينة من مادة للمساومة السياسية إلى عبئ السياسي.

3- خطف الطائرات:

إن إختطاف الطائرات و على متنها ركاب أبرياء و قيام مختطفين بقتل بعض هؤلاء الأبرياء ما هو إلا محاولة لخلق حالة رعب و خوف و ذعر و إحداث خلل في الرأي العام للتأثير بصورة أو أخرى على القرار السياسي لدولة معينة.

و القصد من إختطاف الطائرة و الإستلاء عليها أثناء تحليقها و إجبار طاقمها بإستخدام وسائل العنف على تغيير وجهة سيرها و التوجه نحو مطار آخر محايد يعتبر عقد صفقة و الحصول على تنازلات مقابل الإفراج على المختطفين و كان أول حادث إختطاف طائرة سنة 1950في البيرو و إزدادت أكثر هذه العمليات منذ بداية السبعينات نظرا لزيادة و إتساع نطاق إستعمال وسيلة النقل الجوي و التقدم الفني لوسائل الإعلام و الإتصال.

كما أن الطيران يمثل نقطة الضعف في الإنتقال الكوني للبضائع و الأفراد و من أمثلة ذلك:

إختطاف طائرة شركة الخطوط اليابانية 1977م من طرف منظمة سكيجن” sekigun“اليابانية و رضوخ الحكومة اليابانية لجميع مطالبهم.

و في 1944 تم إختطاف طائرة فرنسية من طرف الجماعة الإسلامية(GIA) بالجزائر و تم تحويلها من الجزائر إلى فرنسا أين تم القضاء عليها من طرف عناصر فرقة خاصة للدرك (G.I.G.N) كما أن خطف الطائرات ليس حكرا على المنظمات فهناك دول لجأت هذه الوسيلة و منها:

- إقدام السلطات الفرنسية على إختطاف طائرة مدنية ترفع العلم المغربي و على متنها خمسة من قادة الثورة الجزائرية في 1956 في طريقهم من الرباط إلى تونس لحضور مؤتمر يشترك فيه ممثلون عن الحكومة الفرنسية للبحث عن حل للقضية الجزائرية و كان هذا الحادث هو أول حادث من نوعه تقوم به حكومة دولة كبرى.

و بعد عامين 1958 نظمت الولايات المتحدة الأمريكية حادث إختطاف طائرة كوبية مما أدى إلى مصرع 17 شخص

و كان أهم حادث إختطاف الطائرات مع بداية هذه الألفية بتاريخ 11-09-2001 عندما إصطدمت ببرجي التجارة و مقر البنتغون من طرف تنظيم “القاعدة ” الذي يتزعمه ” أسامة بن لادن ” حيث راح ضحيتها 6800 قتيل و مفقود و آلاف الجرحى و المصدومين نفسيا و الخسائر جد معتبرة(71).



4- أعمال التخريب:

عبارة عن الهجمات التي تتعرض لها المنشآت الأرضية و البنية التحتية للدولة المستهدفة و هي أعمال ترتكب ضد الأموال و تشمل إشعال الحرائق و القاء القنابل و تدمير الممتلكات الخاصة و العامة و تخريب وسائل النقل العام و تفجير السفارات و شركات السياحة و غيرها(72).

إستنتاج:

كل هذه الأعمال الإرهابية تهدف إلى إشاعة حالة من الرعب و الفزع بين العامة و الخاصة و تهديد أمن و إستقرار المجتمع الدولي و الإخلال بسلامة مرافقه الحيوية و زعزعة العلاقات الدولية التي ينبغي أن تسود المعاملات الدولية

الهوامش

65- محمد السماك :“الإرهاب و العنف السياسي ” المرجع السابق ،ص(198).

66- نادي مدريد :”مؤتمر مدريد ” www.ClubMadrid.org

67- أحمد محمد رفعت ، صالح بكر الطيار : “الإرهاب الدولي” مرجع سابق ص(210).

68- محمد السماك “الإرهاب و العنف السياسي ” المرجع السابق ،ص(11) .

69- فهد ساكت : “موسوعة أشهر الإغتيالات السياسية في العالم” .مرجع سابق ،ص(9 ).

70- ناظم عبد الواحد الجاسور : “موسوعة علم السياسة“. مرجع سابق ،ص(68).

71- محمد السماك : “الإرهاب و العنف السياسي ” المرجع السابق ،ص( 23. 40) أنظر كذلك إلى مذكرة : التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب

72-أحمد محمد رفعت ، صالح بكر الطيار : “الإرهاب الدولي” مرجع سابق ص(212)