منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» المحاضرة الثالثة لمادة تاريخ الفكر السياسي
 دور مسلمي أوربا في تفعيل حوار الحضارات دراسة حالة مسلمي فرنسا Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء أكتوبر 09, 2024 8:21 am

» المحاضرة الثانية لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
 دور مسلمي أوربا في تفعيل حوار الحضارات دراسة حالة مسلمي فرنسا Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:37 pm

» المحاضرة الأولى لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
 دور مسلمي أوربا في تفعيل حوار الحضارات دراسة حالة مسلمي فرنسا Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:29 pm

» برنامج محاضرات الفكر السياسي 1
 دور مسلمي أوربا في تفعيل حوار الحضارات دراسة حالة مسلمي فرنسا Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:24 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
 دور مسلمي أوربا في تفعيل حوار الحضارات دراسة حالة مسلمي فرنسا Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:25 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي ماي 2024
 دور مسلمي أوربا في تفعيل حوار الحضارات دراسة حالة مسلمي فرنسا Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:19 am

» امتحان مادة علم الاجتماع السياسي ماي 2024م
 دور مسلمي أوربا في تفعيل حوار الحضارات دراسة حالة مسلمي فرنسا Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء مايو 15, 2024 9:33 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
 دور مسلمي أوربا في تفعيل حوار الحضارات دراسة حالة مسلمي فرنسا Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
 دور مسلمي أوربا في تفعيل حوار الحضارات دراسة حالة مسلمي فرنسا Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
 دور مسلمي أوربا في تفعيل حوار الحضارات دراسة حالة مسلمي فرنسا Ql00p.com-2be8ccbbee

 

  دور مسلمي أوربا في تفعيل حوار الحضارات دراسة حالة مسلمي فرنسا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

 دور مسلمي أوربا في تفعيل حوار الحضارات دراسة حالة مسلمي فرنسا Empty
مُساهمةموضوع: دور مسلمي أوربا في تفعيل حوار الحضارات دراسة حالة مسلمي فرنسا    دور مسلمي أوربا في تفعيل حوار الحضارات دراسة حالة مسلمي فرنسا Emptyالإثنين نوفمبر 12, 2012 11:32 am

الاسم: مشري.
اللقب: مرسي

دور مسلمي أوربا في تفعيل حوار الحضارات دراسة حالة مسلمي فرنسا
تقديم
يعتبر مفهوم حوار الثقافات أو الحضارات من بين المفاهيم الرائجة التي فرضتها التغيرات الحاصلة في العلاقات الدولية لفترة ما بعد الحرب الباردة، حيث أصبحت الدول الغربية (الولايات المتحدة والدول الأوربية) في إطار بحثها الدءوب عن عدو يحل محل الاتحاد السوفياتي، تنادي بنظريات الصراع والصدام مع العالم العربي الإسلامي، متهمة إياه بكل مظاهر العنف والتعصب والتخلف إلى أن ترسخت تلك الصورة في مخيلة المواطن الأوربي البسيط، وقد استغلت الدول الغربية في حملتها الدعائية ضد الإسلام تقدمها التكنولوجي في وسائل الاتصال والإعلام، موظفة بعض السلوكات الخاطئة لبعض الحركات الإسلامية التي تدعي تمثيلها للإسلام.
إن مثل هذا التوظيف الدعائي أنتج مفهوم الاسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام، انعكس سلبا على العلاقات السلمية بين الشعوب، وأصبح يهدد الحضارة الإنسانية بالاندثار، لذا صار من الضروري فتح باب الحوار مع الدول والمجتمعات الغربية، من اجل تصحيح الأخطاء، وبعث فرص التعاون والتكامل والتعايش.
لذا وفي ظل الصورة النمطية التي يحملها المواطن الأوربي عن الإسلام والمسلمين، هل يمكن من خلال حوار الثقافات تفكيك مفهوم الاسلاموفوبيا، ومن ثمة تصحيح صورة العرب والمسلمين لدى المجتمعات الأوربية؟
إن تحليل العلاقة بين حوار الحضارات وظاهرة الاسلاموفوبيا تتطلب التطرق إلى المناخ السائد في الدول الأوربية وأسباب تنامي الخوف من الإسلام والأطراف المسئولة عنه، من خلال التعرض إلى العوامل التاريخية المساعدة في بروز الظاهرة كدور المستشرقين، والعوامل المستحدثة كأحداث 11 سبتمبر 2001
أولا: العلاقات الدولية لما بعد الحرب الباردة والحاجة إلى حوار الحضارات
يمكن استنتاج حاجة العالم اليوم إلى حوار فعال وبناء، من خلال التعرض إلى خصائص العلاقات الدولية لفترة ما بعد نهاية الحرب الباردة، وأهم هذه الخصائص ما يلي:
 يعيش عالم اليوم عصر العولمة التي أسهمت في تدفق الأفكار والسلع والخدمات عبر البلدان وبين الشعوب، وتنزع العولمة إلى توحيد العالم في مختلف مجالاته السياسية والاقتصادية والثقافية، وهو توحيد يحمل مخاطر جدية تهدد بإلغاء التنوع الثقافي، وانقراض الشعوب والأمم وذوبانها في النموذج الغربي المسيطر، وهذا ما دفع بعدد من الدول ومن بينها الدول العربية إلى عقد مؤتمرات للحوار السياسي لدرء خطر العولمة (1).
 في عالم يعتبر فيه تزايد الصراعات ذات الصبغة العرقية والدينية تهديدا للأمن والسلم الدوليان، والجهل وسوء فهم الآخرين وثقافتهم تؤدي إلى صدام الجهالات، يعتبر حوار الحضارات والاطلاع على ثقافة الآخرين إحدى الركائز الأساسية لحفظ الأمن والسلم الدوليان(2).
 جاءت الرغبة القوية للحوار نتيجة يأس الإنسان المعاصر من الوصول إلى أهدافه المشروعة أو غير المشروعة عن طريق العنف، ولم تكن نتيجة لميل أو تطور طبيعي حميد في عقلية الإنسان المعاصر(3)، فقد خاض الإنسان حربين عالميتين لتحقيق أطماعه، ولم ينل منها إلا الدمار والخراب.
 إن تموضع كل ثقافة حول العناصر المتطرفة (التي تتميز بالنسبية الأخلاقية والنسبية الثقافية والتي تنكر شرعية الثقافات الأخرى أو تنكر جانب القيم المشتركة بين الثقافات مثل الأصولية المسيحية في الولايات المتحدة) التي تزعم تمثيلها لتلك الثقافة وتمارس العنف ضد أصحاب الثقافات الأخرى، وهو الأمر الذي يؤدي إلى إشعال نيران الغضب لدى قطاع كبير من أبناء وشعوب هذه الثقافات الأخرى، ومن ثمة فإن منطق الفعل ورد الفعل يؤدي إلى الانزلاق إلى صراع الحضارات (4).
 في عالم تتحول فيه الحدود السياسية للدول إلى مناطق سلام وتبادل المصالح وتتداخل فيه الثقافات الوطنية، يستوجب الحديث عن واقع التعددية الثقافية وانعكاساته سياسيا ووطنيا التوقف أمام الأمور الثلاثة الآتية:
(أ) - تحوّل القضايا الداخلية الوطنية (مثل حقوق الأقليات، وحتى الأفراد، وحرية العبادة وسواها) إلى قضايا خارجية عالمية. وكذلك تحوّل القضايا العالمية (مثل السلام والتنمية وحركة رؤوس الأموال والاستثمارات والخدمات وتبادل السلع) إلى قضايا داخلية تمس صميم الاقتصاد الوطني والأمن الاجتماعي.
(ب) - القرار الوطني في دولة ما لم يعد ملكا لأصحابه فقط، ولكنّ عملية اتخاذه باتت جزءا من عملية أوسع تلعب فيها عناصر ما وراء الحدود الوطنية دورا أساسيا. وكذلك فإنّ الممثلين المنتخبين المكلفين بإدارة أمور دولة ما، أصبحوا رهينة نظام عالمي له حساباته ومصالحه وقوانينه الخاصة التي لا تلتقي بالضرورة مع المحلي - الوطني منها، بل التي كثيرا ما تتناقض معها أيضا.
(ج) - انحسار فرص المحافظة على التنوّع الثقافي وتآكل المساحات الوطنية التي توفر لهذا التنوّع قوة استمراره، كما أن الشعور بالاختناق الذي بدأت تعاني منه ثقافات متعددة يعود إلى هيمنة ثقافة واحدة على العالم، ومحاولة فرض قيمها واعتماد هذه القيم مقياسا للتخلف أو للتحضر(5).
 أكد تقرير نادي روما لسنة 1979 على أن القيم الحضارية والثقافية كان لها دور جوهري في الصراع بين الشمال والجنوب، حيث أعلن هذا التقرير على أن "الهوية الثقافية والدولية، تشكل مصدرا متناميا للنزاعات الاجتماعية والدولية...ويمكن أن تكون مصدرا من مصادر الصراع المتزايد داخل المجتمعات، وبين مجتمع وآخر..."(6)
 أن التمايز الحضاري لا يؤدي إلى الصراع والصدام وإنما المصالح السياسية والاقتصادية والإستراتيجية التي تقوم بتوظيف هذه التمايزات لتحقيق غايتين أساسيتين هما: غاية تعبوية لتبرير الصدام الذي تقوم به تلك النخبة صاحبة المصلحة السياسية والاقتصادية تجاه الشعوب الأخرى، من أجل ضمان تعبئة نشطة وفعالة، تحت عناوين ومسميات تثير وتعبئ الشعوب الغربية، غاية تبريرية من خلال تغطية الأطماع التوسعية الاستعمارية بغطاء التمايز الحضاري، الذي يدفع إلى ضرورة الغلبة الحضارية لأحد الأطراف (7).
ففي كل هذه الظروف المتميزة بتصاعد العامل الثقافي وصراع الثقافات المحلية مع الثقافة الغربية المعولمة، وتداخل ما هو وطني مع ما هو عالمي والعكس، وعجز الدول عن تحقيق أهدافها بالقوة العسكرية، واستخدام الصراع الثقافي كستار لتبرير حقيقة المصالح التي يخفيها، أصبح حوار الحضارات نقطة تحول تاريخية في العلاقات الحضارية الدولية، والحضارة الإنسانية ككل.
ثانيا: صراع الحضارات وبروز فكرة الخوف من الإسلام
تعتبر فكرة صدام الحضارات التي جاء بها صمويل هنتغتون في المقالة التي نشرها في مجلة الشئون الخارجية في سنة 1993، والتي طورها في كتاب صدر له في سنة 1996، من أخطر النظريات الصدامية التي أنتجها المفكرون الغرب، لما تحمله من أفكار عنصرية تحث المجتمعات الغربية على مجابهة الحضارات الأخرى التي تختلف عنها، وعلى رأسها الحضارة العربية الإسلامية، حيث يقول هنتنغتون في كتابه حول صدام الحضارات: » المشكلة الأساسية بالنسبة للغرب ليست الأصولية الإسلامية، بل الإسلام، فهو حضارة مختلفة أفرادها مقتنعين بسمو ثقافتهم، ومهووسين بضعف قوتهم، الفرنسيين هم أكثر تعلقا بثقافتهم من كونهم عنصريين « (Cool ويعتبر أن الفروقات بين الحضارات هي التي تؤدي إلى الصدام وأبرزها :التمايز في مقومات الحضارات و هي التاريخ و اللغة و خاصة الدين، كما أن احتكاك الشعوب ببعضها البعض و التفاعل بينها يساعد على بروز الفروقات بين الحضارات و ازدياد الوعي بها، بالإضافة إلى انعكاسات التحديث الاقتصادي و الاجتماعي على الهويات القومية والوطنية مما ولد الرغبة في صيانة هذه الهويات ضد الاختراقات الأجنبية، وكذلك ازدواجية النموذج الغربي كنموذج يقتدى به اقتصاديا و تنمويا وكنموذج غير مرغوب فيه ثقافيا و قيميا. (9)
أما المسلمون فإن تحديهم للحضارة الغربية يعود إلى نموهم الديمغرافي، و حيويتهم وانبعاثهم الثقافي والاجتماعي و السياسي المتواصل و توجههم نحو الإسلام كمصدر للهوية والضمير والحس و التوازن، فهو جهد داخلي كبير لإيجاد الحل في الإسلام و ليس في الايديولوجيا الغربية، ويترجم هذا الانبعاث من خلال قبول العصرنة ورفض الثقافة الغربية والانخراط من جديد في الإسلام كدليل و منهج حياة في العالم العصري.
لقد منحت أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة مصداقية أكثر لمقولة هنتغتون، حيث أفردت له مجلة The Atlantic Monyhly مقالا عن حياة ونظرية هنتغتون بعنوان "جورج بوش وجه دعوة للنبي لإلقاء محاضرة في البيت الأبيض أواسط سبتمبر 2001"، حيث علقت الصحيفة ان نظرته الباردة لحقيقة العالم، والتي كانت دائما موضع جدل، برهنت الأحداث بقوة على صحتها. (10)
لقد ساهمت أفكار هنتغتون في صناعة رأي عام غربي يرفض التعايش مع الحضارات والأمم الأخرى وبالتالي اتخاذ مواقف مجتمعية غربية من المهاجرين الذين يعيشون في الغرب، خاصة في ظل الهجمات
التي تعرضت لها الدول الأوربية في عدة مناسبات، مثل اعتداءات مترو باريس، واعتداءات مدريد ولندن، والتي اتهمت في ضلوعها شخصيات عربية إسلامية مقيمة بالدول الأوربية، فزاد ذلك من خوف الأوربيين من المهاجرين، وتنامي النزعة العنصرية ضدهم من خلال تنامي نفوذ الأحزاب اليمينية، فانعكس ذلك على موقف السلطات والحكومات الأوربية من المهاجرين وقضية إدماجهم لتحول سياستها من السعي إلى إدماجهم إلى السعي إلى طردهم بمختلف الوسائل.
لقد اتفق هنتغتون وفكره مع توجهات الأحزاب اليمينية الأوربية، حيث برر سلوكاتها برغبتها في الحفاظ على هويتها، ففي ظل هذه الظروف الفكروية وتجسيدها على ارض الواقع، هل يمكن أن يتحقق حوار حضارات مع الطرف الغربي.
ثالثا: دور الاستشراق في تشويه صورة العرب والمسلمين
هدف المستشرقون منذ بداياتهم الأولى إلى محاربة الإسلام لتحقيق هدفين:
- الحيلولة دون تسرب مبادئ القرآن وأفكاره إلى شعوبهم، فتفقد التوراة والإنجيل مصداقيتها.
- التقليل من قيمة القرآن، وإضعاف مكانته في قلوب المسلمين حتى يتسنى لهم تنفيذ مخططاتهم الصليبية الغربية، فقد أشار وليام إيوارت جلادستون إلى هذه الحقيقة بقوله: "مادام هذا القرآن موجودا فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون في أمان". (11)
ومن أجل الوصول إلى هذين الهدفين، عمدوا إلى دراسة القرآن الكريم دراسة شاملة، قبل البدء في مكافحته، لاكتشاف خباياه واستقصاء موضوعاته، ثم يجعلون من تلك الدراسة معاول يضربونه بها، وهذا ما يؤكده المبشر جون تاكلي بقوله:" يجب أن نستخدم القرآن، وهو أمضى سلاح في الإسلام، ضد الإسلام نفسه، حتى نقضي عليه تماما، يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديدا وأن الجديد فيه ليس صحيحا". (12)
ولم يترك المستشرقون منفذا للطعن في الإسلام إلا سلكوه، يقول محمد عبد الغني حسن:" وكل ناحية من نواحي القرآن لا تسلم من اتهامات المبطلين وادعاءاتهم حتى القصص القرآني كان موضعا للتشكيك فيه" (13)، ويمكن تصنيف هذه الاتهامات والادعاءات تحت أربعة نقاط رئيسية وهي:
- إنكار مصدر القرآن الرباني، واعتباره من عمل محمد صلى الله عليه وسلم.
- الادعاء بأن القرآن حرف بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- البحث في حروف التهجي في أوائل بعض السور، والادعاء أنها اختصارات لأسماء مالكي النسخ التي استخدمها زيد بن ثابت لجمع القرآن في مصحف واحد، كما قال بذلك المستشرق المجري جولد زيهر.
- القول إن القرآن ليس نظام مجتمع كامل، وإنما هو محاولة للإصلاح.
لقد ساهم الاستشراق والمستشرقين في تشويه صورة العرب والمسلمين، حيث قدموا للمجتمعات الغربية أفكارا خاطئة عن ثقافة وسلوك المسلمين باعتبارهم متخصصين بالشئون العربية والإسلامية، وأبرزهم في العصر الحديث:
- غوستاف فون غرونبوم Gustave Von Grunebaum (1909-1972): حيث ألف كتابان هما الإسلام القروسطي: دراسة في الاستشراق الثقافي، وهو مجموعة محاضرات ألقاها في الجامعات الأمريكية في 1945، والإسلام الحديث: البحث عن هوية ثقافية، وهو مجموعة مقالات كتبها ما بين 1952 و 1962. حيث يرى أن العرب في نظره هم قوم بلا ثقافة، وأن ثقافتهم لم تقدم أي إسهام نظري في المعرفة، وأن دينهم غير خلاق، غير قادر على التطور، استبدادي، ومناهض للإنسانية، ولهذا فهو يتهم العرب بأنهم غير قادرين على التغير وعلى فهم طبيعتهم وتاريخهم وأنهم يتميزون بالخمول والسلبية، لذلك فإن علاجهم الوحيد هو تلقي الاستنارة من الغرب المتطور، وقد سعى غرونبوم إلى نقل أفكاره إلى طلبته، الذين تأثروا به واعتبروه المسئول الأول عن جعل دراسة الإسلام فرعا جامعيا متقدما في أمريكا(14).
- برنارد لويس Bernard Lewis: أستاذ في الجامعة الأمريكية وهو أشهر الباحثين في حقل الدراسات الشرقية الانغلو-أمريكية وأكثرهم نفوذا، وقد أثرت كتاباته في توجيه البحوث المتعلقة بالشرق الأوسط، فقد كرس برنارد لويس اغلب كتاباته لدراسة الإسلام، ففي كتابه حول العرب في التاريخ يرى أن الحضارة العربية هي غير عربية، وأن العرب ليس لديهم حضارة، كما يرى في كتابه حول الشيوعية والإسلام أن الإسلام ذو طبيعة استبدادية، عدوانية، غير ديمقراطية، ويرى أن الاستبداد عنصر مشترك بين الشيوعية والإسلام، وهنا لا يفوتنا التذكير بمدى إسهام برنارد لويس في تجسيد فكرة صدام الحضارات التي تبناها هنتغتون، حيث كان أول من كتب عن فكرة الصدام بين الحضارتين الغربية والإسلامية في مقالة صدرت له بمجلة Monthly The atlantic بعنوان "جذور الغضب الإسلامي" في 1990، حيث تبنى هنتغتون طرح لويس ليصوغها في نظرية صدامية بين الحضارات.
إن المكانة التي يحتلها هؤلاء المستشرقين في المجتمعات الغربية، باعتبارهم أعلم الناس بالمجتمعات الشرقية العربية والإسلامية، ونزعتهم الشديدة في محاربة المسلمين والإسلام، سمح لهم بتغذية عقول الحكومات والشعوب الغربية بأفكار مغالطة عن المسلمين وسلوكهم، وأنتجوا صورة سلبية عن الإسلام، تلقتها الشعوب الغربية وأصبحت تتقيد بتعاليمها في التعامل مع الآخر العربي المسلم.
رابعا: صورة الإسلام في وسائل الإعلام الغربية
لعبت السلطة الرابعة دورا جوهريا في تكوين صورة نمطية سيئة عن الإسلام والعرب، وفيما يلي عينة من المقالات الأمريكية والبريطانية التي غذت الحملة الغربية على الإسلام (15):
• بيتر رودمان "لا تبحث عن المعتدلين في الثورة الإسلامية" International Herald Tribune 04/01/1995.
• فرغوس بوردويش "الحرب المقدسة في طريقنا" Reader’s Digest، 01/1995.
• توماس كامان "صراع الثقافات: تصاعد الإسلام في فرنسا" Wall Street Journal ،05/01/1995.
• "الرعب الإسلامي: انتحار شامل" Sunday Telegraph ، 01/01/1995.
• "الجزائريون في لندن مصدر الإرهاب الإسلامي" Sunday Times، 01/01/1995.
بالإضافة إلى عناوين أخرى يتم تداولها في الإعلام الغربي مثل:"الهلال الجديد في أزمة الانتفاضة العالمية" و "الإسلام الصاعد يكتسح الغرب"(16). ومقال في جريدة Le Figaro بعنوان هل سنكون فرنسيين في 2025؟ seront nous des Français en 2025 يدل على مدى تخوف الأوربيين من أن يصبحوا أقليه من جراء غزو العرب المغاربة لفرنسا، وقد لخص الأستاذ س.باليدا S.Palida الأخطار التي يمثلها المهاجرين على المجتمع الفرنسي بقوله »إن مجتمعات المهاجرين اليوم يشكلون العدو الجديد الذي قام بغزو المجتمعات الأوربية، وثقافتهم تشكل تهديدا للثقافة الغربية، فهم من حضارة مختلفة وغير قادرين على التوافق مع الحضارة الغربية المتقدمة..هذه المجموعات ينبغي تشديد الرقابة عليها « (17).
كما ساهمت القنوات التلفزيونية في خلق جو أدى إلى موقف سلبي اتجاه الإسلام، حيث نجد أن في مجموع 1151 شريط خصصته القناة الفرنسية الأولى (TF1) لموضوع الإسلام، قدم الإسلام السياسي كمرادف للإرهاب في 420 شريط (33%)، ومرادف للعنف في 154 حالة (13%). وتفسر مثل هذه التغطية الإعلامية نتائج صبر الآراء الذي ينتهي بالنتائج التالية: 67% من الفرنسيين يعتبرون أن الإسلام يعني التمامية (18)، 67% يربطونه بالخضوع، 51% يرفض القيم الغربية، 36% بالتطرف والعنف (19).
ويعتبر الانفجار الذي وقع في مدينة أوكلاهوما في 1993 مثالا معبرا عن طبيعة الإدراك الأمريكي، حيث قامت أهم القنوات
الثقيلة (CNN, CBS, New York Times, Fox Station) بربطه مباشرة بانفجار المركز التجاري العالمي، ثم نادت بضرورة إعلان "حرب مقدسة ضد الإرهاب الشرق أوسطي"، وقد تم تسجيل في الأيام الثلاثة الموالية أكثر من 200 حادث عنيف ضد أمريكيين مسلمين. اثر ذلك قامت مؤسسة فورد ـ جويس بعملية صبر الآراء سنة 1993 ووصلت إلى نتيجة أن 50% من الأمريكيين يعتبرون أن المسلمين معادون للغرب عامة وللولايات المتحدة خاصة، وأنهم يربطون الإسلام بإيران (20). نفس النتيجة توصلت إليها الدراسة الميدانية التي أجرتها مجلة News Week في مارس 1998، حيث أن أغلبية الأمريكيين يعتبرون الإسلام كدين أجنبي، والمسلمين كأصوليين نشيطين أو إرهابيين لا يمارسون إلا لغة العنف،كما وصفت جريدة لوموند ديبلوماتيك Le Monde Diplomatique المسلمين في أوربا بأنهم يشكلون "قنبلة موقوتة ضد الغرب"(21).
وفي تقرير صدر عن المجمع الفرنسي ضد الاسلاموفوبيا عن وضع المسلمين في فرنسا سنة 2008، يؤكد أن صورة الإسلام في فرنسا ينظر إليه على انه ظاهرة اجتماعية جديدة ضد الحداثة، ضد الجمهورية، معادي للعلمانية، وضد الديمقراطية (22).
وفي هذا الإطار يرى الباحث الفرنسي فرانسوا بورغا أن الإعلام الأوربي يسعى دائما إلى إبراز الوجه السيئ للإسلام بدلا من إبراز الوجه الايجابي، كما يركز على العناصر والحركات غير المنضبطة، وينسبها دائما إلى الإسلام، فعلى سبيل المثال نشرت صحيفة» الصنداي تلغراف « البريطانية تحقيقا صحفيا بعنوان « Husband order fatwa against british wife » حول سيدة بريطانية اصدر زوجها فتوى بهدر دمها بعد هروبها منه بسبب خلافات بينهما، كما أذاعت البي.بي.سي نفس الخبر في برنامج صباح الخير.وهنا تجدر الإشارة باعتراف بعض الصحف الأوربية، بالوقوع في تقديم صورة مغلوطة عن المسلمين في الإعلام الغربي، وخاصة من خلال اتهامهم بالأصولية، ففي مقال نشرته صحيفة (الاوبزرفر The observer) البريطانية بعنوان »من البيت الأبيض إلى هوليود« ذكرت فيه أن تصوير المسلمين والجماعات الإسلامية، بصفة خاصة، أنهم يتآمرون للسيطرة على العالم وإبرازهم بالميل للعنف وحمل السلاح، يعد من قبيل تكوينه صورة خاطئة تحمل خطورة بالغة(23).
إضافة إلى المقالات الصحفية والقنوات التلفزيونية، ساهمت التصريحات الرسمية التي تبثها وسائل الإعلام في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، فالرئيس كارتر وصف إيران بأنها "جماعة متهورة"، وكاتب الدولة وارن كريستوفر اعتبرها "الدولة الأولى المدعمة للإرهاب في العالم وواحدة من أعظم التهديدات للسلام والاستقرار في المنطقة إن لم تكن أعظمها"، أما ناطق الكونغرس غيغريتش (Newt Guigrich) فقد صرح أن "التسلطية الإسلامية السياسية ظاهرة منتشرة عبر العالم، وهي موجهة ومؤسسة من طرف إيران"، ويدخل نائب الرئيس السابق دان كويل Dan Quayle ضمن الذين قارنوا الأصولية الإسلامية بالنازية والفاشية، وذلك خلال كلمته التي ألقاها أمام خريجي الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ماي 1990 حين قال:"لا يزال العالم مكانا خطرا، لقد أخذتنا الدهشة في هذا القرن المنصرم ببروز الشيوعية والنازية والأصولية الإسلامية"، وهي مشاعر قام كويل بترديدها في كلمته أمام مؤتمر السياسة السنوي الواحد والثلاثين للجنة الأمريكية - الإسرائيلية للشؤون العامة (إيباك) في جوان 1990.(24)
كما نذكر تصريحات بعض السياسيين الفرنسيين منهم شارل باسكوا (Charles Pascoy) وزير الداخلية السابق الذي صرح أن "في فرنسا 5 ملايين مسلم منهم 50.000 تمامي و 2.000 متطرف الذين يلجئون إلى القوة".
إن ربط الرئيس ريغان بين القذافي والأعمال الإرهابية الليبية والحركة الإسلامية الأصولية في بقاع الأرض عند إعلانه عن الغارة الجوية الأمريكية على ليبيا، يؤكد ما يعتبره الكثيرون بأنه منهج ثابت معاد للإسلام وموجه ضد العالم الإسلامي، وهذا ما تأكد منه المسلمون من خلال تعليق رئيس الوزراء الايطالي سلفيو برليشكوني حين اعتبر هجمات 11 سبتمبر بمثابة إعلان عن انطلاق الحرب الصليبية.
وتأتي هذه التصريحات الرسمية المعادية للإسلام والعرب والمسلمين بفعل حملة التشويه التي تشنها مصادر يهودية، وتأثيرها في مراكز صناعة القرار في الدول الغربية عامة والولايات المتحدة خاصة بحكم سيطرتها على المؤسسات الإعلامية والمالية الدولية، وقد منحتها تفجيرات برجي التجارة العالمية في سبتمبر 2001 المصداقية اللازمة لتأكيد اتهاماتها الموجهة للعالمين العربي والإسلامي.
خامسا: صورة الإسلام في المقررات المدرسية
تتأثر صورة الآخر في مخيلة المواطن الأوربي بعدة وسائل وأهمها وسائل التنشئة السياسية، حيث تمثل الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام دورا هاما في بناء هذه الصورة، وتحتل المدرسة الصدارة من حيث التأثير في سلوك المواطن الأوربي تجاه الآخرين، نظرا للحجم الساعي الذي يقضيه الطفل في المدرسة. ومن أجل الوقوف على صورة الإسلام في مخيلة الطفل الغربي، وتأثير ذلك على خلق حالة خوف لديه من المسلمين، قام اياد القزاز أستاذ علم الاجتماع في جامعة سكرامنتو بولاية كاليفورنيا الأمريكية بتحليل محتويات 36 كتابا مدرسيا للعلوم الاجتماعية مقررة للتدريس في المدارس الابتدائية والمتوسطة في ولاية كاليفورنيا، وفي غيرها من الولايات الأمريكية خلال فترة 1974-1975، وقد وجد الباحث أن صورة الإسلام في المقررات تؤكد على طبيعة الإسلام العنيفة والمولعة بالقتال، وأنه يبيح العبودية واستعباد الرجل للمرأة، أما العرب فهم شعب بدوي يعيش في الصحراء ويستخدم الجمل كوسيلة وحيدة لمواصلاته، فالعرب شغوفون بالغزو والنهب والسلب. أما بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي، فالكتب المدرسية تميل إلى إظهار أن فلسطين أرض خالية والناس القلائل الذين يعيشون فيها هم كسالى وبدائيون، على عكس اليهود الذين هم شعب منتج ودءوب ومجتهد، وأن إسرائيل الدولة الصغيرة، هي في صراع مع الدول العربية الكبيرة. (25)
وفي دراسة أخرى قامت بها الباحثة مارلين نصر شملت 16 مقرر في الطور الابتدائي، من إصدار أربعة من أكبر دور النشر في فرنسا (Hachette, Nathan, Magnard, Bordas)، وجدت أن الصفات التي نعت بها العرب كانت بأنهم متخلفون ذهنيا وعديمو القدرة على التأثير على الآخرين، وانهم يعانون من تخلف اقتصادي وقلة الموارد، أما عن علاقة العرب بالفرنسيين فتراهم الكتب بأنهم متمردين، قطاع طرق، مخربون. في المقابل تظهر الكتب الفرنسيين الموجودين في العالم العربي بأنهم يتميزون بالتفوق الفكري، والتحكم في المناصب العليا السامية، وبالتفوق الاقتصادي فهم أرباب عمل وأثرياء. (26)
كما تناست هذه المقررات عن قصد مختلف الخصال الحميدة التي يتميز بها العرب مثل: الشرف، الشجاعة، كرم الضيافة والرزانة ومساعدة المحتاجين.
أما عن صورة العرب في كتب القراءة للمرحلة الثانوية، فمن خلال دراسة 16 مقررا، وجدت الباحثة أن اغلب الكتب في هذه المرحلة تتناول في موضوعاتها العرب والعرب المهاجرين والعنصرية، حيث تزاوج 25% من المقررات بين العرب والهجرة والعنصرية، 12% تربط العرب بالصحراء، و16% تتناول موقف العرب من المرأة، أما 12% فتركز على المجابهة مع الغرب، و3% تتحدث عن الرحلة إلى الشرق. (27)
ومن خلال تحديد موقع العرب في هذه النصوص وجدت الباحثة أن العرب يتميزن بالصفات التالية:
- أعداء أو خاضعون للمستعمر الفرنسي: فهم إما رؤساء قبائل متمردين أو خدم وأدلاء عرب وطوارق، في مقابل ضباط وأسياد فرنسيين.
- التناقض والتبعية في الشخصيات العربية والفرنسية: فقراء ويعيشون عيشة الحرمان، أما الأدلاء (الحركى) فهم يعيشون عيشة أحسن لأنهم في رعاية أسيادهم الفرنسيين، أما عن العرب المهاجرين فهم عمال مهاجرون يعملون في بلد أسيادهم.
أما عن صورة العرب في كتب التاريخ المقررة فهي ترى العلاقة بين الإسلام وأوربا من منطق المجابهة، حيث تتحدث عن الفتح الإسلامي والمجابهة الأولى، وتنعت المسلمين بالغزاة والقراصنة، ثم تتناول الكتب المجابهة الثانية من خلال الحروب الصليبية بوصفها حركة دينية هدفها تكفير المسيحيين عن ذنوبهم من خلال الهجرة إلى المشرق، دون التعرض إلى الأسباب الإقطاعية للحروب الصليبية، أما عن صورة العرب فهم كفار غير مؤمنين، ثم تتناول المجابهة الثالثة وهي ظاهرة الاستعمار بأنها حركة أوربية لاستعمار العالم نتيجة حمى اقتصادية شملت كل الدول الأوربية، وفيما يتعلق استعمار فرنسا للجزائر فتراه الكتب حركة ايجابية نتج عنها إعمار البلاد، فهو مشروع تعمير بلد من خلال إنشاء المزارع وإقامة الطرق.
لقد تمحورت صورة العرب والمسلمين، من خلال الكتب الفرنسية، حول محورين:
- تجاهل الإسلام والعرب وحضارتهم ودورهم في البناء الحضاري للإنسانية، من خلال عدم التطرق إلى المنجزات العلمية والفكرية للحضارة العربية الإسلامية، وعدم التطرق إلى المفكرين العرب المسلمين ودورهم في النهضة الأوربية، لأن ذلك يتنافى والصفات التي وردت حول العرب والمسلمين.
- تحقير وتشويه صورة العرب والمسلمين واختصارها في أفراد غير منظمين يعيشون في قبائل أو بدو رحل، بحاجة إلى من يرشدهم من اجل اعمار بلادهم، لأنهم كسولون وقليلوا الذكاء، وهذا ما قام به الاستعمار الفرنسي للدول العربية في شمال القارة الإفريقية.
إن خطورة الصورة النمطية التي يزرعها الغرب في مخيلة الأطفال والشباب الأوربي، تؤدي إلى تنشئتهم تنشئة خاطئة قائمة على أساس رفض الآخر، والنظر إليه نظرة استعلائية عنصرية، تجعله يرفض التعايش مع العرب المهاجرين في الدول الأوربية، ويخلق لديهم عقدة الكبر ورفض الحوار مع من هم اقل منهم شأنا وحضارة.
سادسا: اليمين المتطرف ودوره في تصعيد حملة الكراهية ضد الإسلام
يعرف بيار اندري تاغياف (Pierre-André Taguieff) النزعة اليمينية المتطرفة بأنها »الخوف الوطني المبني على أساس اثني، الذي يعتمد على التفرقة البيولوجية -العرقية أو التاريخية –الثقافية، حيث أن الخوف من المهاجرين هو الترجمة السياسية له، ويعبر عنه من خلال انتقاد السلطة السياسية ونظرية المؤامرة « (28)، ويرجع البعض ظهور اليمين المتطرف في أوربا إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في الدول الأوربية، في حين يرى فريق آخر أن العولمة والرغبة الشديدة في الحفاظ على الخصوصية والهوية هما سبب ذلك، باعتبار أنه ظهر في وقت كانت تعرف فيه الدول الأوربية ازدهارا اقتصاديا جراء انضمامها إلى السوق الأوربية المشتركة، وإلا فكيف يفسر تحصل الحزب اليميني السويسري (الاتحاد الديمقراطي للوسط) في الانتخابات الفدرالية لسنة 2007، على 29% من الأصوات، مما سهل عليه استصدار قانون يمنع بناء منارات لأماكن العبادة في سويسرا في 2009 بنسبة 57%، وقد حدث ذلك في دولة لم تتأثر بالأزمة الاقتصادية، كما تحصل حزب الحرية اليميني في هولندا على المرتبة الثالثة في الانتخابات التشريعية الهولندية في جانفي 2010، في بلد كان تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية محدودا.
إن رغبة الأحزاب اليمينية ذات النزعة العنصرية (المستندة إلى نظريات سمو الجنس الأوربي على باقي
الأجناس) في الحفاظ على نقاء مجتمعاتها من العناصر الدخيلة التي تختلف عنها عرقيا ولغويا وثقافيا دفع بها إلى شن حملات دعائية ضد الجاليات والمهاجرين المتواجدين في أوربا، فكانت الجاليات العربية الإسلامية أكثر أقلية عرقية من حيث العدد ومن حيث الاختلاف الحضاري، تعرضا لحملات التشويه والدعاية من قبل الأحزاب اليمينية الأوربية، فقد أعربت الجبهة الوطنية الفرنسية أن القيم الإسلامية لا تتفق مع قيم المدنية الفرنسية، وقد حكم على رئيسها جان ماري لوبان بغرامة مالية إثر نشره مقال صحفي عن التحريض على كراهية الأجانب في أفريل 2004، كما اتهم حزب الشعب اليميني في الدانمارك المسلمين بأنهم يقوضون القيم الديمقراطية وينادون بالعنف، وفي تصرح رئيس حزب لائحة بيم فورتاين جاء فيه: "أجد الإسلام بأنه ثقافة متخلفة"، كما صرح بقيام حرب باردة جديدة ضد الإسلام (29).
كما ساهمت أحداث 11 سبتمبر 2001 في تعزيز موقف الأحزاب اليمينية وتأكيد صحة طرحها حول الإسلام مما منحها مصداقية اكبر في الانتخابات، ففي انتخابات المجلس النيابي الأوربي في 2006 استطاع اليمين من أحزاب المسيحيين والمحافظين أن يشكل الكتلة الأكبر بعد أن كانت لمدة سنوات في أيدي الأحزاب اليسارية من الاشتراكيين والديمقراطيين، كذلك في الانتخابات المحلية على مستوى الولايات والبلديات سجل اليمين نجاحا في أكثر من بلد أوربي، فمثلا في النمسا استطاع أقصى اليمين الممثل في حزب الأحرار بزعامة يورج هايدر أن يقفز إلى المرتبة الثانية بنسبة 27% من الأصوات، كما احتل حزب الشعب اليميني المرتبة الثالثة، وفي سويسرا جاء حزب الشعب من أقصى اليمين في المرتبة الأولى من حيث عدد أصوات الناخبين، والثانية من حيث عدد المقاعد في المجلس الوطني النيابي بنسبة 22.6% من الأصوات (30). وفي الانتخابات الرئاسية لسنة 2002 تمكن ممثل حزب الجبهة الوطنية جان ماري لوبان ولأول مرة في تاريخ فرنسا من المرور إلى الدور الثاني بـ5.5 مليون صوت، رفقة جاك شيراك (31).
تكمن خطورة النجاحات الانتخابية التي حققها اليمين المتطرف في الدول الأوربية في كونها منحتها مقاعد وزارية في الحكومات الأوربية، ففي ايطاليا نجح كل من حزب الوحدة الوطنية جيافرانكو فيني ورابطة الشمال لأمبرتو بوسي في دخول حكومة برلسكوني في 1996 ثم في 2006، وفي النمسا تكمن حزب الحرية من إنشاء تحالف حكومي مع اليمين المحافظ بعد حصوله على 27% من الأصوات في الانتخابات التشريعية لسنة 1999، كما تمكنت أحزاب اليمين المتطرف في بولونيا (حزب ساموبرونا ورابطة الأسرة) من الدخول في الحكومة في ماي 2006، وفي بعض الدول الأوربية بعض الأحزاب اليمينية أصبحت تشكل أول أو ثاني قوة سياسية، ففي سويسرا يحتل الحزب الديمقراطي للوسط 55 مقعد من بين 200 مقعد في المجلس الوطني، أما في النرويج فيحتل حزب التقدم المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية 2009، بحصة 22.9% من الأصوات (32).
إن تنامي تـأثير الأحزاب اليمينية في المجتمعات الأوربية انعكس سلبا على وضع الجالية العربية الإسلامية، وزاد من مشاعر الخوف والكره ضدهم، ففي عمليات سبر آراء في أوربا بينت انتشار العداء تجاه الأجانب، حيث نجد أن ما بين 65% و 75% من الفرنسيين يعتقدون أن هناك فائضا من العرب وان علاقاتهم بهم ستكون عدائية، بالمقابل فإن 45% إلى 55% من المهاجرين المغاربة يرون أن الأوربيين وخاصة الفرنسيين عنصريون.
أما عن اسبانيا وفي دراسة نشرتها شركة غالوب المتخصصة في صبر الآراء تم التوصل إلى أن 60% من المواطنين الإسبان يعتقدون أن هناك عدد كبير من الأجانب أكثر من اللازم، فالمواطن الأوربي يعتبر المهاجرين بمثابة المنافس الرئيسي على فرص العمل وأنهم مصدر تهديد فعلي لثقافته وأمنه، كما بين استطلاع للرأي قام به الباحث الايطالي Livo سنة 1999 شمل خمس دول أوربية هي: فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، ايطاليا، اسبانيا على عينة مكونة من 1000 شخص حول موقفهم من المهاجرين خلص إلى النتائج الموضحة في الجدول (33).
الرأي حول الهجرة ايطاليا فرنسا اسبانيا بريطانيا المانيا المعدل
المهاجرون يشكلون خطرا على العمل 32.2 28.3 18.7 - 28.8 -
المهاجرون يشكلون خطرا على ثقافتنا وهويتنا 27.3 25.6 10.6 31 25.1 25
المهاجرون يشكلون خطرا على النظام العام وامن الأشخاص 46.1 29.4 13.7 26.2 22.5 28.4

سابعا: أحداث 11 سبتمبر 2001 ودورها في تنامي الاسلاموفوبيا
تمثل الاعتداءات التي وقعت على برجي التجارة العالمية في سبتمبر 2001، نقطة تحول في العلاقات بين الدول الغربية والدول العربية الإسلامية، المتهمة بضلوع أفرادها في تلك الأحداث، مما منح الولايات المتحدة الحق التاريخي للرد على مثل تلك الهجمات من خلال إستراتيجية الحرب ضد الإرهاب، مستعملة الحرب الاستباقية (الوقائية) كوسيلة تحول دون تكرار مثل هذه الهجمات في المستقبل، ويؤكد هذا الطرح باسكال بونيفاس حيث يقول:" أن أحداث 11 سبتمبر، وتهديد الإرهاب الإسلامي، مهدوا لفكرة قيام حرب ما بين الحضارات بين العالم الغربي والعالم الإسلامي" (34).
لقد أثرت تلك الأحداث على مفهوم التهديد والخطر، فعندما يصبح تحديد مفهوم التهديد الإرهابي في الصراعات الدولية الحالية قائما على أساس ثقافي وليس على أساس إيديولوجي أو اقتصادي أو سياسي، يضع المواطن الأوربي القيم الثقافية كمعيار لتحديد مصدر الخطر، وبالتالي فالتهديد مصدره كل من يختلف عن الشعوب الأوربية في القيم والمعتقدات، كما تبنت الدول الأوربية الإجراءات القمعية التي سنتها الولايات المتحدة للقضاء على الخطر الإسلامي في أراضيها، ففي 28 سبتمبر أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار رقم 1373، الذي يتضمن طلب كتابة الدولة الأمريكية، عن طريق الأمم المتحدة، من حلفاءها تبني نفس الإجراءات القانونية كالولايات المتحدة (وذلك دون مراعاة مدى احترام تلك الإجراءات للمعاهدات الدولية الخاصة بحماية حقوق الإنسان)، وقد طبقت 55 دولة (بما فيها فرنسا من خلال »القانون حول الإجراءات الأمنية اليومية « ) بعض إجراءات قانون باتريوت الأمريكي« U.S Patriot Act » في نظامها القانوني الداخلي (35). وهذا ما أدى إلى تدهور وضع المهاجرين العرب في الدول الأوربية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، ففي استطلاع للرأي العام في هولندا أظهر أن 40% من الهولنديين يرغبون في ألا يشعر المسلمون المقيمون في هولندا بأنهم في بلادهم بعد الآن، كما أن 80% منهم يرون أنه يجب التشديد في إجراءات دمج المسلمين (36)، كما نشرت صحيفة دي فولكس كرانت اليومية بتاريخ 26/9/2001 نتائج بحث ميداني شمل 800 شخص، ظهر فيه أن 63% من الهولنديين يميلون إلى معاملة المسلمين الذين يحملون أفكارا معادية للغرب بقسوة من قبل السلطات، وأن يجري طرد أي مسلم تثبت علاقته بما حدث في أمريكا أو يتعاطف مع الجهات المنفذة لها (37).
لم يكن الحدث الأمريكي قد أدى إلى اهتزاز الواقع الأمريكي حكومة وإعلامًا وشعبًا فحسب، بل ليكشف عن البنية الأخلاقية والفكرية والاجتماعية الضعيفة للمجتمعات الغربية، ومدى هشاشة مبادئ المساواة والحرية واحترام الأديان التي تتباهى بها، حيث فشلت في أول اختبار صعب لها، ففي هولندا بانت آثار الاهتزاز على المجتمع ككل، حيث فقد الإعلام الهولندي النسبة البسيطة من الحيادية والموضوعية التي كان يتمتع بها تجاه قضايا الإسلام والمسلمين، وسرعان ما تحول إلى ماكنة ضخ للكراهية والعنصرية ضد الإسلام والمسلمين والعرب، وخلال الأيام العشرة الأولى بعد الحدث بقيت جميع وسائل الإعلام الهولندية تتخذ موقفًا عدائيًا صريحًا ضد الإسلام، كما لعبت دورًا تحريضيًا في تصعيد ردود الأفعال الشعبية والسياسية والحكومية ضد المسلمين، وتصدرت صور بن لادن تصاحب مقالات وأخبار وعناوين مثل (المليونير بن لادن يجاهد بالأموال والفتاوى ضد أمريكا)، واحتلت التقارير والبرامج والأفلام الوثائقية التي تتناول الإسلام والحركات الإسلامية معظم أوقات المحطات التلفزيونية، وحتى برامج الأطفال قدمت عدة برامج تحدث معظمها عن لماذا يكره المسلمون أمريكا؟، وبذلت وسائل الإعلام جهودها من أجل ترسيخ صورة الإرهاب بالمسلمين وأنه جزء من تعاليم الإسلام، وأن الإرهاب يمثل جانبًا من شخصية المسلم، ففي ندوة تلفزيونية موسعة استمرت أكثر من ساعتين يوم الأحد 16/9/2001 وبثت على الهواء مباشرة، شارك فيها عشرات من الصحفيين والمفكرين والكتاب والمؤرخين والبرلمانيين والوزراء وأساتذة الجامعات والمتخصصين بالشرق الأوسط، وكان الحضور الإسلامي ضعيفًا اقتصر على اثنين، أحدهما سوداني والآخر مغربي، حاول المتحدثون بشتى الطرق ربط الإرهاب بالإسلام، وأن تربية المسلم ومفاهيم الموت والحياة تسهل قبول العمليات الانتحارية، وأن الإسلام نفسه يقبل ويتسامح مع الإرهاب ويسميه جهادًا، وطرح وزير الداخلية السابق برام بيبر ولأول مرة فكرة إنشاء وزارة للأمن بهدف حماية هولندا وأوربا من خطر الإرهاب، أي ملاحقة المسلمين والعرب (38).
ونتيجة التعبئة الإعلامية ضد المسلمين، وفي ظل وجود أرضية عدائية بين قطاعات من الشعب الهولندي، شهدت الساحة الهولندية أكثر من ستين اعتداء على أفراد مسلمين، تمثل في معاكسة المسلمات المحجبات، وأحيانًا نزع حجابهن، أو رفض صعودهن في وسائل النقل، كما كتبت شعارات مناوئة للإسلام على حافلات المترو والترام و بعض محلات تجارية إسلامية ترافقها شارة الصليب المعقوف، علامة النازية، إضافة إلى شعارات تنادي بطرد كل المسلمين من هولندا، وتعرضت عدة مساجد للإعتداء ، ففي مدينتي زولة وفلسنكن تعرض مسجدان لرمي الحجارة، وفي زاندام تعرض مسجد السلطان أحمد، أكبر مسجد في هولندا، إلى إشعال النار فيه حيث أدى إلى أضرار كبيرة وتعرض مسجد سليمان جلبي في خوركم إلى إشعال النار فيه، كما أشعلت النار في مدرسة أبي بكر الصديق في مدينة نايميخين، وفي مدينة زولة أشعلت النيران في محطة بنزين يملكها شخص تركي (39).
ثامنا: حوار الحضارات وتوازن المصالح
تنبع أهمية الحوار العربي الإسلامي مع الطرف الغربي الأورو- أمريكي من طبيعة الترابط التاريخي الذي يربط الطرفان، فقد تميزت العلاقة بين الحضارتين بالاحتكاك الدائم سواء في فترات الحروب (الفتوحات الإسلامية،الحروب الصليبية، الحملات الاستعمارية)، أو في فترات السلم من خلال حركة التبادل العلمي والمعرفي بين الحضارتين، ويفسر مثل هذا الاحتكاك بطبيعة المصالح الحيوية التي ينشدها أحد الطرفين لدى الطرف الآخر، وقد أكد هذه الفكرة محمد عابد الجابري، إذ يرى أن العلاقة بين الغرب والعالم الإسلامي لا يحكمها صراع أو حوار الحضارات وإنما هي شعارات زائفة الهدف منها تمرير صراع المصالح (40)، كما يصفها بعلاقة السيد بالعبد: السيد يستغل العبد وهو يحتاج إليه إذ تتوقف عليه كثير من شؤونه، والعبد يعاني من السيد ولكنه هو الآخر محتاج إليه، وبما أن تغيير هذه العلاقة لم يعد ممكنا عن طريق "ثورة العبيد"، لأن الغرب مستعد لأن يكرر في أي مكان ما فعله في العراق، فإن ما تسمح به الظروف الآن هو العمل على تحقيق نوع من "توازن المصالح" يحد من هيمنة السيد، وذلك باللجوء إلى أسلوب النضال الذي تمارسه "نقابات العمال"، وهذا النوع من النضال يتطلب قيام تضامن بين دول العالم الإسلامي، شبيه بتضامن نقابات العمال، وسلوك أسلوب "الضغط" الذي يتراوح بين مجرد المطالبة بالحقوق وبين القيام بإضرابات، مع الأخذ بلعبة الحوار والعمل بمبدأ "خذ وطالب"، وهذا هو الحوار المطلوب اليوم: حوار من جنس حوار النقابات المنظمة المتضامنة المستميتة في المطالبة بحقوقها مع أصحاب المعامل والمؤسسات (41).
ففي ظل الخوف من الإسلام نتيجة حملات التشويه التي تشنها أطراف غربية رسمية أو غير رسمية، وبمختلف الوسائل سواء عبر وسائل الإعلام أو عبر المقررات المدرسية، أو حتى في السلوكات اليومية للمواطن الأوربي، ونتيجة الضعف وحالة التشتت التي تعرفها المجتمعات العربية الإسلامية سواء في الدول العربية أو في الدول الأوربية (فكريا وحضاريا وإعلاميا وسياسيا)، لا يمكن أن ينجح الحوار الحضاري مع الدول الغربية إلا باستخدام المصلحة كوسيلة ضغط وابتزاز تجبرهم على الجلوس إلى طاولة الحوار والأخذ بعين الاعتبار المصالح العربية الإسلامية وعلى رأسها تحسين صورة الإسلام، والنظر إليه من خلال عيون عربية إسلامية وليس بعيون صهيونية متطرفة، وقد كان للدول العربية تجربة ناجحة في السبعينات نتيجة الحصار الطاقوي الذي فرضته على الدول الغربية من أجل إيقاف الدعم الغربي لإسرائيل، مما أجبر الدول الأوربية إلى اقتراح مبادرة الحوار العربي الأوربي في 1975.
خلاصة واستنتاجات
- أن الاسلاموفوبيا حسب هنتغتون هي شعور بالوطنية نتيجة تعلق الشعوب الأوربية بثقافاتها، فهي حق مشروع، فهل لنا أن نشعر بالعولمفوبيا أو الأمركفوبيا.
- أن مفهوم الاسلاموفوبيا حسب هنتغتون يعني الخوف من تصاعد الصحوة الإسلامية واتجاه المسلمين نحو الاعتماد على الإسلام كمنهج حياة.
- الاسلاموفوبيا هي نتيجة الخوف من رفض المسلمين لقيم وثقافة الغرب التي تسعى الولايات المتحدة وحلفاءها عولمتها على باقي شعوب العالم.
- ساهمت سلوكات المسلمين الخاطئة في تشويه صورة الإسلام ومنح الأطراف الصهيونية متهما مثاليا لكل الأحداث الإرهابية التي وقعت في الدول الغربية (مع التشكيك في مدى تورط المسلمين فيها).
- يعتبر الاستشراق أهم وسيلة استخدمها الاستعمار من اجل إخضاع المستعمرات وهو اليوم يواصل على نفس النحو من خلال محاولة التوسع الامبريالي على حساب دول العالم الأخرى مستخدما الاستشراق كوسيلة والاسلاموفوبيا كإستراتيجية من اجل القضاء على المناعة الحضارية لدى المسلمين ممثلة في الإسلام.
- قام الإعلام الغربي بتوظيف بعض السلوكات الخاطئة ونسبها إلى الإسلام عمدا دون الإمعان في مدى مطابقة هذه السلوكات لتعاليم الدين الإسلامي.
- إن الاسلاموفوبيا مؤسسة ومجسدة في مراكز صنع القرار الغربية، حيث تنقل وسائل الإعلام من حين لآخر تصريحات عنصرية تصدر عن شخصيات نافذة في الحكومات الغربية.
- تعتبر حركة اليمين المتطرف مجرد رد فعل على العولمة، في حين أن هذه المجتمعات الغربية هي التي تسعى إلى تجسيد هذه العولمة وفرضها على باقي شعوب العالم.
- ساهمت أحداث 11 سبتمبر في تعزيز موقف الأحزاب اليمينية وتأكيد صحة طرحها حول الإسلام مما منحها مصداقية اكبر في الانتخابات، كما سمحت لها بالدخول في الحكومات والحصول على حقائب وزارية.
- نتيجة أحداث 11 سبتمبر 2001، أصبح مفهوم الخطر الإرهابي يقوم على أساس ثقافي حضاري وليس على أساس إيديولوجي واقتصادي أو سياسي، لقد أسست أحداث 11 سبتمبر لمفهوم جديد حول الخطر أو التهديد.
- في ظل تدهور الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية التي تعيشها المجتمعات العربية الإسلامية، يقابله التطور الإعلامي والحضاري الغربي، فإن حوار حضارات في هذه الظروف غير المتكافئة غير ممكن، وعليه فإن حوار المصالح هو الحل.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دور مسلمي أوربا في تفعيل حوار الحضارات دراسة حالة مسلمي فرنسا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: عـــلاقــــــــات دولــــيــــــة ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1