إغتيال العقل العربي
للدكتور يحيى أبوزكريا
-1-
قناة الجزيرة في قطر تدعي أنها مع الشارع العربي و الإسلامي , و الترسانة العسكرية الأمريكية التي تدكدك الجغرافيا العربية تنطق بالمطلق من قاعدة السيلية و العديد في قطر , و علماء الفلسفة العرب مثل إبن سينا و الفارابي والكندي و غيرهم قالوا : أن المتناقضين لا يجتمعان , بمعنى أن العدم لا يجتمع مع الوجود في نفس اللحظة الزمانية و المكانية , وبهذا قال العقل الأرسطي و البوذي و الطاوي و الإنساني و الرباني , فكيف جمع العقل العربي والإسلامي اليوم بين المتناقضين ....يتبع
-2-
الثورة البحرينية طائفية ممقوتة رغم سلميتها المغرقة في السلمية و اللاعنف ويجب أن تنتهي حفاظا على القاعدة الأمريكية و الأسطول الخامس في البحرين , و الثورة السورية مقدسة ربانية و يجب أن تستمر لتسقط أول مقاومة في العالم العربي أعادت التوازن بين العرب و الكيان الصهيوني إلى إيقاعه الإستراتيجي , وأكدت أن الإنتصار على الجيش الصهوني الذي لا يقهر أمر ممكن التحقق ....و العقل العربي المسطح إنطلت عليه هذه الثنائية المتناقضة
-3-
جهاد السلف توسعت بموجبه رقعة الدولة الإسلامية , و جهاد الخلف تمزقت بموجبه الدولة الإسلامية و تراجعت وتفتت , و هناك من يريد إقناعنا بأن الجهاد لله الذي درج عليه الأولون يشبه الجهاد لأمريكا ومشاريعها الذي درج عليه أرباع الفقهاء و أنصاف المسلمين و الصم البكم العمي الذين تسيرهم مطابخ الموساد و المخابرات الأمريكية ..
و تستمر البلاهة .....
-4-
متابع جزائري إسمه عبد القادر قلاتي علق على ما كتبته عن يوسف القرضاوي ما يلي :
اذا كنت رجلا وجزائريا اعرض هذه الوثائق التي تتكلم عنها انا متاكد انك كذاب اشر وان هذه الشرموطة التي لم تشبع من الجنس وهي تعرض مفاتنها في كل مكان تافه وكاذبة . انا اعلم انك خادم للمشروع الايراني وانك متشيع تتافه . اتحداك ان كنت تستطيع عرض اي من هذه الوثائق
و كان ردي عليه كما يلي :
رد الدكتور يحيى أبوزكريا
في رسالتك الكثير من المخالفات الشرعية , رميت محصنا وهو عند الله كبير , و إستخدمت بذاءة اللفظ وهو محرم على المسلم , و إتهمتني بدون دليل , وهذه كبيرة عند الله , إقترفت ثلاثة كبائر في جملة واحدة , أخوك المخلص د. يحيى أبوزكريا
القرضاوي الذي تبرم منه إبنه و إنتمى إلى مدرسة أهل البيت إستنكارا لما رآه من تناقض علماء السلطان و إزدواجية شخصيتهم , ينتصر له جزائري تسبب فقه القرضاوي في قتل ربع مليون جزائري بإسم الإسلام الأموي ...أليست هذه بلاهة أخرى ..........
-5-
كثيرا ما تلجأ شاشة قناة الجزيرة إلى فتح نوافذ للثورات العربية و تصبح الشاشة نوافذ لمصر و تونس وسوريا و ليبيا , و النافذة الأساس التي غابت هي نافذة فلسطين حيث الإجرام الصهيوني اليومي و الحفريات التي ستفاجئي المسلمين بهدم الأقصى في هذا السياق تشير المعلومات أن الهدف من الإساءة إلى الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام هو قراءة سيكولوجية العرب و البناء على ردات فعلهم , فإذا إنطفأت جذوتهم بعد تدنيس شرف نبيهم و إسلامهم , فبالتأكيد لن يحركوا ساكنا لما يهدم المسجد ألأقصى , و إستطاعت الجزيرة أن تكرس قاعدة أن الإجرام حكر على الطغاة العرب , الأمر الذي أراح إستراتيجيا الكيان الصهيوني الذي زار معظم مسؤوليه قناة الشارع العربي و الإسلامي , و قد دخل شمعون بيريز رئيس الدولة العبرية إلى القاعدة التي يصور فيها برنامج الشريعة و الحياة للشيخ يوسف القرضاوي ,, وبالتأكيد شملته الأوراد الربانية وقرر أن يفتك بالفلسطيين أكثر , لأنه تبرك بقناة الشارع العربي و الإسلامي ......
- 6-
يتصور و يتوهم كثير من الأعراب و أتباع النياق و الجمال أن دولة الإسلام في سوريا ستبصر النور من خلال تدمير كل البنى التحتية و المعاهد والمدارس و الجامعات و البلديات و الأسواق و خطوط السكك الحديدة , و نفس هؤلاء يتصورون أن المخابرات السعودية و القطرية و التركية و الصهيونية و الأمريكية جنود مرسلة من قبل الله لإعلاء كلمته في سوريا , كنت أريد أن أعلق على هذا التناقض الأبله , فكفاني صديقي الرائع شفاه الله الشاعر مظفر النواب مشقة الرد على العقول التي لم تبن على أساس منطقي , فمع مظفر النواب
شقيقة بغداد اللدودة، ومصيدة بيروت، حسد القاهرة، وحلم عمان، ضمير مكة،
غيرة قرطبة، مقلة القدس، مغناج المدن وعكاز تاريخ لخليفة هرم.
إنها دمشق امرأة بسبعة مستحيلات، وخمسة أسماء وعشرة ألقاب، مثوى ألف ولي
ومدرسة عشرين نبي، وفكرة خمسة عشر إله خرافي لحضارات شنقت نفسها على
أبوابها.
إنها دمشق الأقدم والأيتم، ملتقى الحلم ونهايته، بداية الفتح وقوافله،
شرود القصيدة ومصيدة الشعراء.
من على شرفتها أطلّ هشام ليغازل غيمة أموية عابرة،"أنى تهطلي خيرك لي "
بعد أن فرغ من إرواء غوطتها بالدم، ومنها طار صقر قريش حالماً، ليدفن تحت
بلاطة في جبال البرينيه.
إنها دمشق التي تحملت الجميع، قوادين وحالمين، صغار كسبة وثوريين، عابرين
ومقيمين، مدمني عضها مقلمي أظفارها وخائبين وملوثين، طهرانين
وشهوانيين....
رَضَّعت حتى جفَّ بردى، فسارعت بدمها بشجرها وظلالها، ولما نفقت الغوطة،
أسلمت قاسيونها (شامتها الأثيرة) يلعقونه يتسلقونه، يطلون منه على جسدها،
ويدعون كل السفلة ليأخذوا حصتهم من براءتها، حتى باتت هذه مهنة من يحبها
ومن لا يقوى على ذلك لكنها دمشق تعود فتية كلما شُرِقَ نقي عظامها.
إنها دمشق أيها العرب العاربة والمستعربة قِبلة سياحكم، ومحط مطيكم، تمنح
لقب الشيخ لكل من لبس صندلا واعتمر دشداشة ولا تعترف إلا بشيخها محي
الدين بن عربي ،هو من لم تتسع له الأرض، حضنته دمشق تحت ثديها وألبسته
حياً من أحيائها فغنى لها " كل ما لا يؤنث لا يعول عليه"
إنها دمشق لا تعبأ باثنين، الجلادين والضحايا، تؤرشفهم وتعيدهم بعد لأي
على شكل منمنمات تزين بها جدرانها أو أخباراً في صفحات كتبها، فيتململ
ابن عساكر قليلا يغسل يديه ويتوضأ لوجه الله ويشرع بتغطيس الريشة في
المحبرة، لا ليكتب بل ليمرر الحبر على حروف دمشق المنجمة في كتابها
دمشق التي تتقن كل اللغات ولا أحد يفهم عليها إلا الله جل شأنه وملائكة عرشه.
دمرَّ هولاكو بغداد وصار مسلماً في دمشق، حرر صلاح الدين القدس وطاب
موتاً في دمشق، قدم لها الحسين إبن علي ويوحنا المعمدان وجعفر البرمكي
رؤوسهم كي ترضى دمشق، وما بين قبر زينب وقبر يزيد خمس فراسخ ودفلى على
طريقة دمشق.
إنها دمشق لا تحب أحداً، ولا تعبأ بكارهيها، متغاوية ووقحة ترك4 عشاقها
خارجاً بقسوة نادرة كي لا ينسفح الكثير من دمهم، وتتفرغ للغرباء الذين
ظنوا أنفسهم أسيادها ليستفيقوا فجأة وإذ بهم عالقين تحت أظافرها.
لديها من الغبار ما يكفي لتقص أثر من سرقها فتحيله متذرذراً على جسدها.
لديها من العشاق ما يكفي حبر العالم. من الأزرق ما يكفي لتغرق
القارات الخمس .
لديها من المآذن ما يكفي ليتنفس ملحديها عبق الملائكة، ومن المداخن
ما يكفي "لتشحير" وجه الكون.
ولديها من الوقت ما يكفي لترتب قبلة مع مُذنَّب عابر، ومن الشهوة ما يد عو
نحل الكون لرحيقها.
لديها من الصبر ما يكفي لتنتشي بهزة أرضية، ومن الأحذية و"الشحاحيط "
المعلقة في سوق الحميدية ما يكفي للاحتفال بخمسين دكتاتور.
لديها من الحبال ما يكفي لنشر الغسيل الوسخ للعالم أجمع، ومن الشرفات ما
يكفي سكان آسيا ليحتسوا قهوتها ويدخنوا سجائرهم على مهل.
لديها من القبل ما يكفي كل حرمان المجذومين، ومن الصراخ ما يكفي ضحايا
نكازاكي وهيروشيما
لديها من النهايات ما يكفي ثمانين ألف رواية، ومن الأجنة ما يكفي لتشغيل
الحروب القادمة.
لديها شعراء بعدد شرطة السير، وقصائد بعدد مخالفات التموين، ونساء بكل
ألوان الطيف وما فوق وتحت البنفسجي والأحمر.
لا فضول لدمشق، لا تريد أن تعرف ولا أن تسرع الخطى، ثابتة على هيئة لغز،
الكل يلهثُ يرمحُ يسبحُ، وهي تنتظرهم هناك إلى حيث سيصلون.
دمشق هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا تقبل القسمة على اثنين في
أرقى أحيائها تسمع وجع "الطبالة"، وفي ظلمة "حجرها الأسود" يتسلق كشاشي
الحمام كتف قاسيون ليصطادوا حمامة شاردة من "المهاجرين".
دمشق لا تُقسم إلى محورين، فليست كبيروت غربية وشرقية، ولا كما القاهرة
أهلي وزملكاوي ولا كما باريس ديغول وفيشي ولا هي مثل لندن شرق وغرب
نهر التايمز ولا كمدن الخليج العربي مواطنين ووافدين ولن تكون كعمّان
فدائيين وأردنيين، ولا كبغداد منطقة خضراء وأخرى بلون الدم .....
دمشق مكان واحد فإذا طرقت باب توما ستنفتح نافذة لك من باب الجابية وإذا
أقفل باب مصلى فلديك مفاتيح باب السريجة وإن أضعت طريق الجامع الأموي ،
ستدلك عليه " كنيسة السيدة "
لا تتعب نفسك مع دمشق ولا تحتار فهي تسخر من كل من يدعي أنه يحميها
ومن يهدد بترويضها، فتود أن تعانقها أو تهرب منها، تلتقط لها صورة أو
تحمضها كلها، تود أن تدخلها فاتحاً أم سائحاً، مدافعا أو ضحية، ماحياً أو
متذكراً كل شيء دفعة واحدة.
فتخرج سيجارة حمرا طويلة تشعلها بخمسة أعواد كبريت ماركة" الفرس"، وتقول
جملة واحدة للجميع إنها دمشق يا أولاد
-7-
كيف لا تنتصر علينا واشنطن وتل أبيب , و نحن في العالم الإسلامي "خط طنجة –جاكرتا " ما زلنا نعيش على إيقاع المذهبية و الطائفية و الجهوية و المحاورية و المناطقة , فأهل الجماعة و السنة جماعات و سنن , و أهل الإسلام إسلامات , فرق شتى و مذاهب متعددة , ولسان حال كل عربي و مسلم : أنا سني حنفي , حنبلي , شافعي , مالكي , وهابي , سلفي , شيعي جعفري , زيدي , إسماعيلي , سعودي , إيراني , قطري , سوري , عثماني , صفوي , مجوسي , إسلام أمريكي , وهابي , إيراني , قطري , مغاربي ,,,وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
والله العظيم لن تقوم لكم قائمة أيها المسلمون و أنتم تستخدمون هذا المنطق , و هذا الخطاب , و هنيئا لكم التخلف و التراجع و يجب أن تحكمكم أمريكا و إسرائيل , وواجهوا رسول الله يوم القيامة على خذلانكم وتمزقكم
- 8-
أمريكا الشيطان الأكبر باتت المنقذ الأساس للمسلمين , و فقهاء الإسلام يقدمون قدم بوش وأوباما