منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» المحاضرة الثالثة لمادة تاريخ الفكر السياسي
        الإشكاليات الأساسية في نظرية الصدام بين الحضارات  Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء أكتوبر 09, 2024 8:21 am

» المحاضرة الثانية لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
        الإشكاليات الأساسية في نظرية الصدام بين الحضارات  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:37 pm

» المحاضرة الأولى لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
        الإشكاليات الأساسية في نظرية الصدام بين الحضارات  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:29 pm

» برنامج محاضرات الفكر السياسي 1
        الإشكاليات الأساسية في نظرية الصدام بين الحضارات  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:24 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
        الإشكاليات الأساسية في نظرية الصدام بين الحضارات  Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:25 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي ماي 2024
        الإشكاليات الأساسية في نظرية الصدام بين الحضارات  Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:19 am

» امتحان مادة علم الاجتماع السياسي ماي 2024م
        الإشكاليات الأساسية في نظرية الصدام بين الحضارات  Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء مايو 15, 2024 9:33 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
        الإشكاليات الأساسية في نظرية الصدام بين الحضارات  Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
        الإشكاليات الأساسية في نظرية الصدام بين الحضارات  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
        الإشكاليات الأساسية في نظرية الصدام بين الحضارات  Ql00p.com-2be8ccbbee

 

  الإشكاليات الأساسية في نظرية الصدام بين الحضارات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد امين بويوسف
عضو فعال
عضو فعال
محمد امين بويوسف


تاريخ الميلاد : 05/09/1991
العمر : 33
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 153
نقاط : 469
تاريخ التسجيل : 15/11/2012
الموقع : mamino.1991@hotmail.fr
العمل/الترفيه : طالب + لاعب كرة قدم + عاشق للفيس بوك

        الإشكاليات الأساسية في نظرية الصدام بين الحضارات  Empty
مُساهمةموضوع: الإشكاليات الأساسية في نظرية الصدام بين الحضارات            الإشكاليات الأساسية في نظرية الصدام بين الحضارات  Emptyالسبت ديسمبر 22, 2012 5:34 pm

أ‌- الشكل المقبل للصراع
تدخل السياسة العالمية، الآن، مرحلة جديدة. و لم يتردد المفكرون في الإكثار من التنبؤ حول مصير نهاية التاريخ ؛ بعد عودة التنافس التقليدي بين الدول القومية و انحدار مستوى الصراع بين هذه الدول إلى الصفة التنازعية القبلية و العالمية . و تبين كل واحدة من هذه الرؤى أحد أوجه الحقيقة الظاهرة . و بالرغم من ذلك ، فقد أغفلت هذه الرؤى وجها هاما و رئيسيا هذه الحقيقة وهو ما ستؤول إليه السياسة العالمية خلال السنوات المقبلة . و أظن أن مصدر النزاع الأساسي في هذا العالم الجديد لن يكون إيديولوجيا ولا اقتصاديا بشكل رئيسي . فالانقسامات العظيمة بين أفراد البشرية و مصدر الصراع المهيمن سيأخذان طابعا ثقافيا. كما ستبقى الدول القومية الفاعل الأكثر قوة في الشؤون العالمية إلا أن صراعات السياسة العالمية الرئيسية ستحصل بين دول و مجموعات تنتمي إلى حضارات مختلفة . كذلك ، سيسيطر صراع الحضارات على السياسة العالمية ، و ستصبح خطوط الاختلاف بين الحضارات هي خطوط المعارك في المستقبل . و أيضا سيصبح النزاع بين الحضارات هو المرحلة الأخيرة في عملية تطور النزاع في العالم المتحضر ، فعلى مدى قرن و نصف بعد ظهور النظام العالمي الحديث مع معاهدة وستفاليا ، كانت معظم النزاعات في هذا العالم بين الأمراء و الأباطرة . و الملوك المطلقون ( حكم مطلق ) و الملوك الدستوريون يحاولون توسيع سلطة حكوماتهم و جيوشهم وقوتهم الإقتصادية و التجارية ، و الأمر الأكثر أهمية هو توسيع المنطقة التي يحكمون ، و من خلال هذه العملية استطاعوا أن يؤسسوا الدول القومية . و ابتداء من الثورة الفرنسية نرى أن خيوط النزاع الرئيسية كانت بين الدول أكثر من كونها بين الأمراء . ففي العام 1793م وصف ( ر.ر.بلمر ) هذه النزاعات بقوله : " لقد انتهت حروب الملوك و بدأت حروب الشعوب ".
و قد دام نموذج القرن التاسع عشر هذا حتى نهاية الحرب العالمية الأولى . بعد ذلك ، و نتيجة الثورة اليومية والحركة المضادة لها ، استسلم صراع الأمم لصراع الإيديولوجيات أولا بين الشيوعية - الفاشية – النازية و الديمقراطية الحرة ، من ثم بين الشيوعية و الديموقراطية الحرة . و من خلال الحرب الباردة ، تجسد هذا الصراع الأخير في الصراع القائم بين القوتين العظميين ، اللتين لم تكن أي منهما دولة قوية بالمعنى الأوروبي التقليدي ،و اللتين حددتا هويتيهما من خلال عقيدتهما . وقد كانت هذه الحروب و النزاعات التي حصلت بين الأمراء و الدول القومية و الإيديولوجيات أصلا نزاعات حصلت داخل الحضارة الغربية أي " حروب أهلية غربية " كما أسماها" وليام ليند" . و يعتبر هذا صحيحا في حالات الحرب الباردة و الحروب العالمية و الحروب الأخيرة في القرن السابع عشر و الثامن عشر و التاسع عشر . و مع نهاية الحرب الباردة ، خرجت السياسة الدولية من مرحلتها الغربية . و ذلك عن طريق التداخل بين الحضارات الغربية و الحضارات غير الغربية نفسها. و في سياسة الحضارات ، لن تبقى شعوب و حكومات الحضارات غير الغربية أدوات التاريخ و أهدافا للاستعمارية الغربية بل ستنضم إلى الغرب و تصبح مغيرة للتاريخ و منظمة له .
ب- طبيعة الحضارات
كان العالم خلال الحرب الباردة منقسما إلى ثلاث أقسام :
العالم الأول ، العالم الثاني ،العالم الثالث ،والآن لم تعد هذه الأقسام مناسبة ،إذ أصبح مهما اليوم أن نجمع الدول ليس من خلال أنظمتها السياسية والاقتصادية ،ولا من خلال مستوى نموها الاقتصادي ،بل من خلال ثقافتها وحضاراتها .
ماذا نعني عندما نتكلم عن الحضارة ؟ الحضارة هي وجود ثقافي ، فكل من القرى والمناطق والمجموعات الطائفية والقوميات والمجموعات العرقية ، كل لديها ثقافات مختلفة ومستويات مختلفة من الخصائص الثقافية المتغايرة ، فقد تختلف ثقافة قرية في جنوب إيطاليا عن قرية أخرى في شمال إيطاليا إلا أن كليهم تشتركان في تبني الثقافة الإيطالية العامة التي تميزها عن القرى الألمانية ، وكذلك ستتقاسم المجتمعات الأوروبية بدورها المعالم الثقافي التي تميزها عن المجتمعات العربية والصينية ، إلا أن العرب والصينيين والغربيين لا يعتبرون جزءا من أي وجود ثقافي واسع ،فهم يشكلون حضارات بحد ذاتهم ، لذا فالحضارة هي أعلى تجمع ثقافي للشعب وأوسع مستوى لهوية الشعب الثقافية والتي بالتالي تميز البشر عن الأجناس الأخرى ، وقد تم تحديدها من خلال العوامل الموضوعية المشتركة مثل اللغة والتاريخ والدين والعادات والمؤسسات ، ومن خلال تحديد الهوية الذاتية لعب ما ، فللناس عدة مستويات من الهوية : فقد يحدد أحد سكان روما هويته بدرجات متفاوتة من الحدة كشخص رومي (روما) ، إيطالي ، كاثوليكي ، مسيحي ، أوروبي ، غربي ، وتعتبر هذه الحضارة التي ينتمي إليها أوسع مستوى من تحديد الهوية التي عرفها بشكل حاد ، وهكذا يستطيع الناس تحديد هوياتهم ومعاودة تحديدها ، ونتيجة لذلك يتغير تكوين هذه الحضارة وحدودها .
وقد تشمل الحضارات عددا كبيرا من الناس كما هو الحال في الصين وهي حضارة تدعي أنها دولة - كما يقول"لوسيان باي" ، أو عددا قليلا جدا من الناس مثل أنغلوفون الكراييبي ، ويمكن أن تتضمن الحضارة عدة دول قومية كما هي الحال مع الحضارتين الغربية والعربية وحضارة أمريكا اللاتينية ، أو دولة أمة واحدة كما هو الحال مع الحضارة اليابانية ، ومن الواضح أيضا أن الحضارات بإمكانها أن تتمازج وتتشابك وقد تتضمن حضارات ثانوية ، وتتضمن الحضارة الغربية اختلافين أي نوعين رئيسين وهما الأوروبي والشمالي الأمريكي ،ولدى السلام اختلافاته الثانوية كالعرب والأتراك والأقسام الماليزية ، وبرغم ذلك نرى أن الحضارات هي كيانات مهمة وذات معنى ، ورغم كون الاختلافات فيما بينها نادرة التأثير فهي موجودة فعليا وللحضارات ديناميكية فعلا ، فهي تعلو وتسقط وتنقسم وتندمج . وكم ا يعلم طلاب التاريخ فالحضارات تدفن داخل رمال الزمان .
ويرى الغربيون أن الدول القومية هي الفاعل الرئيسي في الشؤون الدولية ، وقد كانت كذلك لفترة دامت عدة قرون فقط ، ويعتبر تاريخ الحضارات هو أوسع ما توصل إليه تاريخ البشرية ، وفي كتابه "دراسة التاريخ" حدد أرنولد توينبي إحدى وعشرين حضارة رئيسية ،وهناك ست منها موجودة في عالمنا المعاصر .
ج – لماذا ستتصادم الحضارات ؟
ستصبح هوية الحضارات مهمة بشكل متزايد في المستقبل وسيتشكل العالم إلى حد بعيد جدا بسبب التداخل بين سبع أو ثماني حضارات رئيسية ،وتشمل هذه الحضارات الحضارة الغربية والكونفوشيوسية واليابانية والإسلامية والهندوسية والأرثوذوكسية السلافية واللاتينية الأمريكية وربما الإفريقية ،وستحصل النزاعات الأكثر أهمية في المستقبل على امتداد خطوط الاختلاف الثقافية التي تفصل الحضارات عن بعضها البعض .
د- لماذا سيصبح الحال هكذا ؟
أولا : إن الاختلافات الموجودة بين الحضارات ليست فقط حقيقية وإنما هي أساسية ،ويتم تمييز الحضارات عن بعضها البعض عن طريق التاريخ واللغة والثقافة والتقاليد والدين وهو الأمر الأكثر أهمية ، ولد الشعوب التابعة لحضارات مختلفة وجهات نظر مختلفة حول العلاقة بين الإنسان والله (الخالق) ، الفرد والجماعة ،المواطن والدولة ،الأهل والأولاد، الزوج والزوجة ، كما وهنالك وجهات نظر مختلفة ذات أهمية نسبية حول الحقوق والمسؤوليات ، الحرية والسلطة ، المساواة والهرمية ، وتعتبر هذه الاختلافات نتاج القرون التي مرت، وهي لن تختفي قريبا ،إذ أنها أساسية أكثر من الاختلافات الموجودة بين المعتقدات والأنظمة السياسية ، فالاختلاف لا يعني بالضرورة الصراع ، ولا الصراع يعني بالضرورة العنف ، لكن على مر هذه القرون ، نرى أن الاختلافات بين الحضارات قد أنتجت الصراعات الأطول والأكثر عنفا
ثانيا : العالم أصبح الآن مكانا أصغر من قبل ، كما أن التداخل بين شعوب الحضارات المختلفة يتزايد بشكل كبير ، وهذا التداخل المتزايد من شأنه أن يقوي الرعب الحضاري ، والإحاطة بمسألة وجود إختلافات بين الحضارات والجماعات داخل الحضارات ، فقد سببت الهجرة من شمال افريقيا الى فرنسا العداء بين الفرنسيين ، كما أنها في الوقت نفسه وبالمقابل زادت الترحيب بهجرة البولنديين الكاثوليك الأوروبيين "الجيدين"..ويتعامل الأمريكيون بسلبية كبيرة جدا مع الاستثمارات اليابانية أكثر مما يتعاملون مع الاستثمارات الضخمة الوافدة من كندا والبلدان الأوروبية ، وذلك تماما كما قال دونالد هوروتز : " ..قد يكون الإيبو ...هو أواري أو إيبو أو أو أونيتشا إيبو في المنطقة التي كانت شرق نيجيريا ،وفي لاغوس هو ببساطة مجرد إيبو ، أما في لندن فهو نيجيري ، وفي نيويورك هو إفريقي"
فالتداخل بين شعوب الحضارات المختلفة يعزز الوعي الحضاري لدى الناس الذين بدورهم يعملون على تقوية الاختلاف والحقد العائدين إلى عمق التاريخ .
ثالثا : إن عمليات التجديد الاقتصادي والتغيير الاجتماعي حول العالم تعمل على إبعاد الناس عن هوياتهم المحلية القديمة ،وتعمل هذه الظروف على إضعاف الدولة القومية كمصدر للهوية ، وفي أنحاء كثيرة من العالم ، تحرك الدين كي يردم هذه الفجوة ، وفي أغلب الأحيان على شكل حركات تحمل اسم الأصولية ،ومثل هذه الحركات موجودة داخل مذاهب عدة مثل المسيحية الغربية ،اليهودية ،البوذية والهندوسية وكذاك الإسلام ،وفي معظم البلدان والأديان نرى أن الأشخاص الذين يعملون في الحركات الأصولية هم شباب مثقفون جامعيون ،تقنيو الطبقة الوسطى ومحترفون ورجال أعمال . وقد أبدى جورج ويغل ملاحظة قال فيها إن لاعلمانية العالم هي إحدى حقائق الحياة الاجتماعية المهيمنة في أواخر القرن العشرين ، وتؤمن إعادة إحياء الدين كما أسماها غيليس كيبال أساسا للهوية والالتزام يفوق الحدود القومية ويوحد الحضارات .
رابعا : يتم تعزيز نمو الوعي الحضاري عن طريق الدور المزدوج للغرب ، الذي هو من جهة في ذروة قوته ، لكن في الوقت نفسه ،وربما نتيجة ما حدث نرى أن ظاهرة العودة إلى الجذور تحصل ضمن الحضارات غير الغربية ،ويسمع المرء الآن وبشكل متزايد عن مصادر واستشهادات لاتجاهات العودة نحو الداخل وعن الأسيوية في اليابان ، ونهاية عهد نهرو الهندوسية الخاصة بالهند ، وعن فشل الأفكار الغربية الخاصة بالاشتراكية والقومية ، وأيضا إعادة أسلمة الشرق الأوسط ، والآن هناك جدال حول التغريب ضد الروسنة في بلاد بوريس يلتسين ، ويواجه الغرب الذي يعتبر في ذروة قوته اللاغربية التي تملك الآن وأكثر من أي وقت مضى الرغبة والإرادة والموارد من أجل هندسة العالم وفق الطرق غير الغربية .
في الماضي كانت نخبة المجتمعات غير الغربية هي عادة من الأشخاص الأكثر تداخلا مع الغرب ، الذين تعلموا في جامعات أكسفورد ، السوربون أساند هرست ، وتشربوا العادات والقيم الغربية وفي الوقت نفسه بقيت العامة في البلاد غير الغربية تنهل من معين الثقافة المحلية ، لكن الآن انقلبت هذه المعادلة فنرى أن مناهضة التغريب والعمل من أجل العودة إلى الأصول تحصلان الآن في العديد من البلدان غير الغربية لدى النخبة في الوقت الذي أصبحت فيه الثقافة والأساليب والعادات الغربية وخصوصا الأمريكية منها أكثر شعبية بين العامة .
خامسا : تعتبر المميزات والاختلافات الثقافية أقل تغيرا من الخصائص والاختلافات السياسية والاقتصادية .ففي الاتحاد السوفيتي السابق ،يمكن للشيوعي أن يصبح ديمقراطيا ،وباستطاعة الغني أن يصبح فقيرا والفقير غنيا ،ولكن لا يمكن للروسي أن يصبح استونيا ولا للأذري أن يصبح أرمنيا ، وفي الصراعات والإيديولوجيات والطبقية ، كان السؤال المهم هو : على أي جانب أنت ؟ ، وكان باستطاعة الناس أن يختاروا الجوانب وأن يغيروها ، وقد فعلوا ذلك ، أم في صراع الحضارات فالسؤال: هو من أنت ؟ويعتبر ذلك عقيدة ثابتة لا يمكن تغييرها ، وكما نعرف من البوسنة إلى بلاد القوقاز إلى السودان من المحتمل أن يعني الجواب الخطأ رصاصة في الرأس ، فالدين يميز بدقة أكثر من العرقية ، وبشكل استثنائي بين الناس ، وباستطاعة أي إنسان أن يكون نصف فرنسي ونسف عربي وفي الوقت نفسه مواطنا في كلا البلدين ،إلا أنه من الصعب جدا أن يكون الإنسان نصف كاثوليكي ونصف مسلم .
وأخيرا فان النزعة الإقليمية الاقتصادية تتزايد بشكل كبير ، فقد ارتفعت نسبة التجارة الشاملة التي كانت ضمن الإقليم بين عامي 1980 و1989 من 51 إلى 59 في أوروبا ، ومن 33 إلى 37 في شرق آسيا، ومن 32 إلى 36 في شمال أمريكا ، ومن المحتمل أن تستمر أهمية الكتل الاقتصادية الإقليمية في الازدياد في المستقبل، ومن جهة أخرى ستقوي النزعة الإقليمية الاقتصادية الناجحة الوعي الحضاري ، وأيضا فقد تنجح الإقليمية الإقتصادية فقط إذا ما تعمقت في حضارة مشتركة ، ثم إن المجتمع الأوروبي يستقر على أساس مشترك من الثقافة الأوروبية والمسيحية الغربية ، ويعتمد نجاح منطقة التجارة الحرة في أمريكا الشمالية(NAFTA) على التقارب الجاري بين الثقافات المكسيكية والكندية والأمريكية ، وفي المقابل تواجه اليابان صعوبات في عملية خلق كيان إقتصادي مشابه في شرق آسيا ، لأن اليابان مجتمع وحضارة فريدة من نوعها ، ومهما كانت روابط التجارة والاستثمار قوية ، ومهما استطاعت اليابان أن تطور علاقاتها مع بلدان شرق آسيا ، فالاختلافات الثقافية اليابانية مع هذه الدول تمنع أو تحول دون الإندماج الإقليمي الاقتصادي على غرار ما يحدث في أوروبا وشمال أمريكا .
في المقابل تسهل الثقافة المشتركة الإمتداد السريع للعلاقات الصينية وهونغ كونغ وتايوان وسانغفورة والمجتمعات الصينية فيما وراء البحار ، أي في الدول الأسيوية الأخرى ، ومع نهاية الحرب الباردة تتغلب الجماعات الثقافية بشكل متزايد على الاختلافات الايديولوجية ، الأمر الذي يقرب البلدين الرئيسيين الصين وتايوان إلى بعضهما البعض أكثر ، وإذا كان المشترك الثقافي شرطا لتحقيق التوحيد الاقتصادي فمن المحتمل أن تتركز الكتلة الاقتصادية الرئيسة المستقبلية الشرق آسيوية في الصين ، وهذه الكتلة في الحقيقة سائرة نحو الوجود ، كما أشار "موراي وايدنبوم ."
وبالرغم من السيطرة اليابانية الحالية على المنطقة ، ينبثق اقتصاد آسيا المبني على أساس صيني كبؤرة جديدة للصناعة والتجارة والتمويل ، فهذه المنطقة الإستراتيجية تحوي مقادير ضخمة من التكنولوجيا والقدرات التصنيعية (تايوان) ، وأعمال المقاولات والمضاربة والتسويق والخدمات (هونغ كونغ ) ، وشبكة اتصالات جيدة (سانغفورة) ، وحجما هائلا من رؤوس الأموال ( الثلاثة معا ) ، ومساحة شاسعة من الأراضي والموارد والعمالة ( البلد الرئيسي الصين ) ...فمن غوانزهاو إلى سنغافورة ، من كوالالمبور إلى مانيلا .وقد وصفت هذه الشبكة النافذة – المبنية غالبا على أساس امتداد الجماعة القبلية – بأنها عمود اقتصاد شرق آسيا .
كما شكلت الثقافة والدين أساس منظمة التعاون الاقتصادي التي تضم عشر دول إسلامية غير عربية وهي : إيران، تركيا ، أذربيجان ، كازاخستان، قيرغيزستان ، تركمانستان ، أوزباكستان ، أفغانستان ، كما أن الدافع الأساس لتنشيط وتوسيع هذه المنظمة التي تأسست في الستينات على يد تركيا وأفغانستان وإيران هو إدراك زعماء عدد من هذه الدول أنه ليس هناك من أمل بالدخول إلى السوق الأوروبية ، وكذلك ترتكز منظمة "كاري كوم "( السوق المشتركة لأمريكا الوسطى على أسس ثقافية مشتركة .وبالرغم من الجهود التي بذلت من أجل بناء كيان إقتصادي واسع خاص بأمريكا الوسطى والجزء الكريبي كي يعمل على وصل الأجزاء الأنغلو–لاتينية فإن هذه الجهود فشلت حتى الآن .
عندما تحدد الشعوب هوياتها على أسس عرقية و دينية ، فمن المحتمل جدا أن تجد نوعا من العلاقة القائمة على "نحن" ضد "هم" بينهم و بين أولئك الأشخاص الذين ينتمون إلى أديان و أعراق مختلفة . ثم إن انتهاء الدول التي عرفت إيديولوجيا في شرق أوروبا وفي الإتحاد السوفياتي السابق من شأنه أن يسمح للهويات و الأحقاد العرقية التقليدية بأن تعود إلى الظهور مجددا. فالاختلاف ضمن إطار الثقافة و الدين ، يخلق عدة اختلافات في قضايا السياسة المتبعة التي تتفاوت من حقوق الإنسان إلى الهجرة و التجارة والبيئة . ويعمل القرب الجغرافي على إثارة الإدعاءات و المطالبة بالمناطق المتنازع عليها من البوسنة إلى ميذاتاو ، و الأمر الأكثر أهمية هو أن الجهود التي يبذلها الغرب ، لتعزيز قيمه الخاصة كالديمقراطية و الليبرالية كقيم عالمية للحفاظ على هيمنته العسكرية و إنماء مصالحه الإقتصادية ، تولد نوعا من الردود أو الإجابات المضادة من الحضارات الأخرى . وبما أن الحكومات و المجموعات الأخرى لا تستطيع أن تحشد الدعم و أن تشكل تحالفات على أساس إيديولوجي فإن هذه الحكومات ستحاول حشد الدعم عن طريق عرض مسألة الدين المشترك و الهوية الحضارية المشتركة .
و هكذا فإن تصادم الحضارات يتم على مستويين ؛أولا،على المستوى الصغير حيث تتقاتل المجموعات المجاورة لبعضها البعض على طول خطوط الاختلاف ،وغالبا ما يكون القتال عنيفا ،و ذلك في محاولة للسيطرة على المناطق وعلى بعضها البعض . أما على المستوى الكبير ، فإن الدولة التي تنتمي إلى حضارات مختلفة تنافس من أجل الحصول على قوة عسكرية و اقتصادية مطلقة ، و تتحارب من أجل السيطرة على المؤسسات العالمية و الأطراف الثالثة ،و تحاول – بشكل تنافسي – تحسين قيمها و مبادئها السياسية و الدينية خاصة .
ﻫ- خطوط النزاع بين الحضارات
تحل خطوط النزاع بين الحضارات محل الحدود الإيديولوجية و السياسية الخاصة بالحرب الباردة ، وهي بمثابة نقاط إشارة تنذر بالأزمات و سفك الدماء . فقد بدأت الحرب الباردة عندما قام الستار الحديدي بتقسيم أوروبا سياسيا و إيديولوجيا . و انتهت الحرب الباردة مع نهاية هذا الستار الحديدي . و عندما اختفى التقسيم الإيديولوجي لأوروبا ، ظهر مجددا التقسيم الثقافي و الحضاري وذلك بين المسيحية الغربية من جهة و المسيحية الأورثودكسية و الإسلام من جهة أخرى ، و قد يكون خط التقسيم الأكثر أهمية – كما اقترح "وليام والاس" – هو الحدود الشرقية التي أحاطت بالمسيحية الغربية في العام 1500. و يمر هذا الخط على ما يعرف اليوم بالحدود بين فنلندا و روسيا و بين دول البلطيق و روسيا ، ويمر عبر بيلاروس و أوكرانيا ،وهو بذلك يفصل أوكرانيا الغربية ذات الأكثرية الكاثوليكية عن أوكرانيا الشرقية الأورثودكسية ، ومن ثم يتجه غربا ليفصل ترانسيلفانيا عن باقي رومانيا ، ثم يمر عبر يوغوسلافيا و تقريبا بالقرب من الخط الذي يفصل الآن كرواتيا و سلوفينيا عن باقي يوغوسلافيا ، وفي دول البلقان ، يتطابق هذا الخط طبعا مع الحدود التاريخية بين هابسبورغ و الإمبراطورية العثمانية .كذلك ، فإن الشعوب الموجودة عند غرب و شمال هذا الخط هي البروتستانت و الكاثوليك ، قد تقاسم هؤلاء تجارب و خبرات التاريخ الأوروبي المشتركة – الإقطاع، النهضة الأوروبية ، الإصلاح الديني في القرن السادس عشر، حركةالتنويرالفلسفية في القرن الثامن عشر ، الثورة الفرنسية ، الثورة الصناعية- و هم بشكل عام أفضل من الشعوب الموجودة عند شرق هذا الخط اقتصاديا ، وقد يسعون إلى زيادة المشاركة في الاقتصاد الأوروبي وإلى دمج الأنظمة السياسية الديمقراطية .أما الشعوب الموجودة عند شرق وجنوب هذا الخط فهي من الأورثودكس أو المسلمين وقد كانت تنتمي تاريخيا إلى الإمبراطورية العثمانية أو القيصرية ولم يلحقها سوى قليل من حوادث التغيير التي حصلت في باقي مناطق أوروبا ،و هي إجمالا شعوب غير متطورة اقتصاديا ولا يبدو أنها ستسعى لتطوير أنظمتها السياسية إلى أنظمة ديمقراطية مستقلة .وقد حل ستار الحضارة و الثقافة المخملية محل ستار(الفكر)الحديدي للإيديولوجيا ،و أصبح خط التقسيم الأكثر أهمية في أوروبا .و كما تشير الأحداث التي تحصل في يوغوسلافيا ،فهي ليست خط نزاع فقط وإنما في بعض الأحيان خط الصراعات الدموية العنيفة.
ونرى أن الصراع على امتداد خط الاختلاف بين الحضارة الغربية والحضارة الاسلامية قد بدأ منذ الف وثلاث مائة عام ، فبعد تأسيس الاسلام ، انتهى جيشا العرب والبربر في الشمال والغرب في "تور" في عام 732 م ، وقد حاول الصليبيون في القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر وبنجاح مؤقت أن يأتوا بالمسيحية والحكم المسيحي إلى الأراضي المقدسة ، ومن القرن الرابع عشر إلى القرن السابع عشر، حافظ الأتراك العثمانيون على توازنهم ، وقد امتد نفوذهم إلى الشرق الأوسط ودول البلقان ، واستولوا على القسطنطينية ، وقاموا بضرب الحصار حول فيينا مرتين .أما في القرن التاسع عشر إلى أوائل القرن العشرين وبينما كانت القوة العثمانية تتجه نحو الأسفل ، أسست كل من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا قواعد سيطرتها على شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وبعد الحرب العالمية الثانية ، بدأ الغرب بدوره مرحلة التراجع ،فقد اختفت الإمبراطوريات الاستعمارية ، وظهرت القومية العربية أولا ثم الأصولية الإسلامية، وأصبح الغرب يعتمد بشكل كبير على بلاد الخليج الفارسي من أجل الحصول على مواد الطاقة، وأصبحت الدول الإسلامية الغنية بالنفط دولا غنية بالرساميل (جمع رأسمال )، الأمر الذي يخولها أن تصبح دولا غنية بالأسلحة ،وهكذا حصلت عدة حروب بين إسرائيل (إسرائيل التي أوجدها الغرب)والعرب .
وخاضت فرنسا حربا دامية وقاسية جدا في الجزائر معظم فترة الخمسينات ، وفي عام 1956م غزت القوات البريطانية والفرنسية مصر ، وذهبت القوات الأمريكية إلى لبنان عام 1958 م ،ومن ثم عادت القوات الأمريكية إليه وهاجمت ليبيا ،وتورطت في العديد من الصدامات والمواجهات العسكرية مع إيران والإرهابيين الإسلاميين والعرب، المدعومين من قبل حكومات ثلاث دول شرق أوسطية على الأقل .و قد عملت هذه المجموعات على استخدام سلاح الضعفاء و قصف الطائرات الغربية و المنشات العسكرية ، واحتجاز الرهائن الغربيين ،و قد بلغت هذه الحرب أشدها في التسعينات عندما أرسلت الولايات المتحدة جيشا ضخما إلى الخليج الفارسي من أجل الدفاع عن بعض الدول العربية ضد الإعتداء عليها من قبل دولة عربية أخرى،و على اثر هذه الحادثة أصبح تخطيط "الناتو" يتجه بشكل متزايد نحو التهديدات المحتملة و نحو اللاإستقرار الموجود على طول الصف الجنوبي .
أن هذا التداخل العسكري بين الغرب و الإسلام البالغ من العمر عدة قرون من المحتمل جدا أن لا ينتهي أبدا، وقد يصبح أكثر قوة أيضا ، إذ يشعر بعض العرب بالفخر خلال حرب الخليج عندما قام صدام حسين بمهاجمة إسرائيل ومواجهة الغرب . وتركت هذه الحرب خلفها أيضا بعض العرب الذين شعروا بالذل والامتعاض بسبب الوجود العسكري الغربي في الخليج الفارسي ،وسيطرته الساحقة وبسبب عدم قدرتهم على فعل أي شىء للتحكم بقدرهم .
ونرى أن الكثير من الدول العربية بالإضافة إلى الدول المصدرة للنفط ، بدأت تصل إلى مستويات من التطور الاجتماعي والاقتصادي بحيث أصبحت أنظمة الحكم الأوتوقراطية فيها غير مناسبة وقويت الجهود المبذولة للوصول إلى الديمقراطية . وحدثت بعض الفجوات في الانظمة السياسية العربية ، وكانت الحركات الإسلامية المستفيد الرئيسي من هذه الفجوات . وباختصار ، تعمل الديمقراطية الغربية في العالم العربي على تقوية القوى السياسية المعادية للغرب .وقد تعتبر هذه ظاهرة عابرة إلا أنها تعمل بالتأكيد على تعقيد العلاقات بين الدول الاسلامية والغرب .
وتعمل الديمغرافيا أيضا على تعقيد هذه العلاقات ، وقد أدى النمو السكاني المذهل في الدول العربية وخصوصا في شمال إفريقيا إلى زيادة الهجرة إلى أوروبا الغربية .ثم إن التحرك الذي تم إتخاذه داخل أوروبا الغربية نحو التقليل من الحدود الداخلية ،قد جعل الحساسيات السياسية حادة بعض الشئ بالنسبة إلى هذا التطور (الهجرة ) ، وهكذا أصبحت العرقية أمرا صريحا وواضحا جدا في كل من إيطاليا وفرنسا وألمانيا ، وقد أصبح العنف والأعمال السياسية ضد المهاجرين العرب والأتراك أكثر توترا وانتشارا منذ 1990 م .
وعلى كل الأحوال يعتبر التداخل بين الاسلام والغرب صراعا بين الحضارات ، ويقول "م.ج .أكبر " وهو كاتب هندي مسلم : "إن المواجهة المقبلة ستأتي حتما من العالم الاسلامي ، وعلى امتداد الدول الاسلامية من المغرب إلى باكستان سيبدأ صراع من أجل نظام عالمي جديد" .ويخلص "برنارد لويس" إلى النتيجة نفسها بقوله: نحن نواجه حالة و حركة تفوق مستوى القضايا و السياسات و الحكومات التي يسعون وراءها ،و لا يعتبر هذا أقل من صراع حضاري ، ربما هذا عما لاعقلاني و لكنه بالتأكيد ردة فعل تاريخية للند القديم ضد تراثنا اليهودي – المسيحي ، ضد وجودنا العلماني على مدى انتشار كل منهما ."
تاريخيا ،كانت التداخلات المعادية التي خاضتها الحضارة العربية الإسلامية تتركز ضد الوثنيين و الملحدين والآن أصبحت بشكل متزايد ضد الشعوب المسيحية السوداء في الجنوب ،و قد تمثلت هذه العداوة في الماضي بصورة تجار الرقيق العرب و العبيد السود .وينعكس ذلك في الحرب الأهلية التي تجري حاليا في السودان بين العرب و السود ،وفي القتال الدائر في التشاد بين المتمردين ،المدعومين من قبل ليبيا ،و الحكومة ،وفي التوترات الحاصلة بين المسيحيين الأورثودكس والمسلمين في القرن الإفريقي ،و في النزاعات السياسية و الشغب المتكرر و العنف الطائفي الذي يحصل بين المسلمين والمسيحيين في نيجيريا ،كما أن تحديث إفريقيا وانتشار المسيحية فيها ،من شأنهما أن يعملا على تعزيز إمكانية حصول العنف على امتداد خط النزاع هذا ،وما يدل على تفاقم هذا النزاع ،هو خطاب البابا يوحنا بولس الثاني في الخرطوم في شباط 1993م عندما هاجم الإجراءات التي تتخذها حكومة السودان ضد الأقلية المسيحية هناك.
و على حدود الإسلام الشمالية ،إنفجرت الحرب بشكل متزايد و كبير بين الشعوب الأورثودكسية و الإسلامية وذلك يشمل مجازر البوسنة و سراييفو ،و العنف المضطرب بين الصرب و الألبانيين ،و العلاقات الضعيفة بين البلغاريين و أقليتهم التركية ،و العنف القائم بين الأوسيتين و الأنغوش ،و المذبحة المتواصلة بين الأرمن و الآذاريين ،و العلاقات المتوترة بين الروس و المسلمين في اسيا الوسطى،و انتشار القوات الروسية من أجل حماية المصالح الروسية في بلاد القوقاز واسيا الوسطى.فالدين يدعم بعث الهويات القومية ويعيد إثارة المخاوف الروسية حول مسألة الأمن الخاصة بالحدود الغربية ،وقد عالج "ارشي روزفلت"هذا الأمر بشكل جيد و فعال ،إذ قال"يتحدث معظم التاريخ الروسي عن الصراع بين شعوب السلاف والأتراك على الحدود،و الذي يعود تاريخه إلى أيام تأسيس الدولة الروسية أي إلى أكثر من ألف عام.ومن خلال صراع السلاف الطويل الذي دام أكثر من ألف عام مع جيرانهم الشرقيين يمكننا أن نفهم التاريخ الروسي و أيضا الشخصية الروسية،ومن أجل أن نفهم الحقائق والوقائع الروسية اليوم ،على المرء أن يكون فكرة عن المجموعة العرقية التركية العظيمة التي كانت تحتل روسيا خلال القرون التي مضت".
من جهة أخرى ،إن صراع الحضارات متأصل بعمق في الأماكن الأخرى من آسيا ،كما أن الصراع التاريخي القائم بين المسلمين والهندوس في شبه القارة يكشف عن نفسه مجددا ليس فقط في المنافسة الحاصلة بين باكستان و الهند ،بل أيضا في عملية تعزيز النزاع الديني داخل الهند بين مجموعات الهندوس المقاتلة والأقلية الهندية المسلمة.و قد أعادت عملية هدم مسجد إيوديا،في كانون الثاني عام 1992م،إلى الواجهة مسألة إذا ما كانت الهند ستبقى دولة علمانية ديمقراطية أو ستصبح هندوسية.و في شرق آسيا ،تخوض الصين نزاعات حدودية عديدة مع معظم جيرانها ،إذ اتبعت سياسة قاسية مع الشعب البوذي في التبت،و هي الآن تتبع سياسة لا رحمة فيها و بوتيرة تصاعدية مع الأقلية التركية المسلمة.و مع انتهاء الحرب الباردة ،أكدت الاختلافات الأساسية بين الصين والولايات المتحدة نفسها،و ذلك في مجال حقوق الإنسان ،التجارة،وزيادة التسلح.ومن غير المحتمل أن تصبح هذه الاختلافات أقل حدة.وقد أكد"دينغ زايوبينغ"في العام 1991م أن هناك "حربا باردة جديدة" آتية وعلى وشك الحصول بين أمريكا والصين.
و يمكننا أن نطلق هذه العبارة على العلاقات المعقدة و الصعبة جدا بين اليابان و الولايات المتحدة.وهنا تفوق الاختلافات الثقافية و الحضارية النزاع الاقتصادي خطورة وحدة.حيث تقوم شعوب الطرفين باتهام بعضها البعض بالعنصرية والعرقية ،لكن بالنسبة إلى الجانب الأمريكي ،على الأقل،تعتبر الكراهية ذات بواعث حضارية و ثقافية وليست عرقية ولا عنصرية ،ومن العسر أن تكون القيم الأساسية والسلوك و أنماط التصرف لهذين المجتمعين أكثر اختلافا. إن القضايا الإقتصادية العالقة بين الولايات المتحدة و أوروبا ليست أقل جدية من تلك التي بين اليابان و الولايات المتحدة إلا أنها لا تحمل السمة السياسية نفسها، ولا القوة أو الدفع العاطفي نفسه، لأن الاختلافات بين الحضارة والثقافة الأمريكية و الحضارة والثقافة الأوروبية هي أقل بكثير من الاختلافات بين الحضارة الأمريكية و الحضارة اليابانية.
و يتفاوت تصادم الحضارات بشكل كبير بين حضارة وأخرى و ذلك يعود إلى مدى عنف هذه الحضارة. فالمنافسة الاقتصادية هي الصفة المهيمنة على الصراع بين الحضارة الأمريكية و الحضارة الأوروبية ، وهما حضارتان فرعيتان ثانويتان تنحدران من الحضارة الغربية ، كما أنها هي السمة الغالبة أيضا على الصراع القائم بينهما و بين اليابان، أما في القارة الأوراسية، فيمكن وصف تصاعد النزاعات العرقية "بالتصاعد العرقي"، وقد كان هذا الصراع الأكثر دواما وعنفا بين مجموعتين مختلفتين تنتميان إلى حضارتين مختلفتين. ففي أوراسيا، اشتعلت خطوط النزاع التاريخية القديمة بين الحضارات مرة أخرى. وهو أمر واقع، خصوصا على طول حدود جبهة الدول الإسلامية ذات الشعار الإسلامي من محيط انتفاخ قارة إفريقيا إلى وسط آسيا، و تحصل أعمال العنف بين المسلمين من جهة و الصرب الأورثودكس في البلقان، و اليهود في إسرائيل، و الهندوس في الهند، و البوذيين في بورما، و الكاثوليك في الفيليبين. وهكذا يكون للإسلام حدود دامية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإشكاليات الأساسية في نظرية الصدام بين الحضارات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإشكالية الأساسية في الصدام بين الحضارات
» الإشكاليات الأساسية للتنظير في التكامل الدولي
» الإشكاليات الأساسية للتنظير في التكامل الدولي
»  الصدام داخل الحضارات: التفاهم بشأن الصراعات الثقافية
» في مفهوم الحريات والحقوق الأساسية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: عـــــــــام-
انتقل الى:  
1