الوقاية من مرض البرص

هو داء غير معروف لدى الجزائريين وغير متواجد في بلادنا كباقي الأمراض العدوية الأخرى، لكنه وصل وقد أعلنت الصحافة، الأسبوع الماضي، عن وجود 4 حالات في تيارت لهذا الداء الخطير الذي يشبه داء السل.

الجرثوم المسبّب له هو ''ميكوباكتيريوم ليبري''، ابن عم جرثوم السل، والظروف التي ينشأ منها مثل السكن الهش، الفقر، العراء، سوء التغذية، والصحة العليلة..إلخ.

لقد ظهر وبقوة في بلادنا، التي من المفروض لا تمثّل مكان تواجد هذا الداء عالميا، حيث أودى بحياة شعوب بأكملها في عصور مضت عبر آسيا وأمريكا وحتى أوروبا وإفريقيا.

أما أعراضه ومضاعفاته فهي أخطر بكثير ممّا يسبّبه داء السل، الذي اجتاح بلادنا أكثـر في هذه السنين الأخيرة، والمعروف لدى مجتمعنا عكس داء ''البرص'' غير المعروف تماما.

أولا علامات هذا الداء هي الأضرار الجلدية، سواء لطخة جلدية (أحادية أو متعدّدة)، بيضاء اللون أو محمرة، تتوسّع تدريجيا، مع غياب الإحساس بالحرارة أو اللمس في هذه المنطقة، وغياب التعرّق فيها، ثم إصابة الأعصاب المارة على هذه المنطقة التي تصبح منتفخة، ويمكن لمسها، وتكون كل الجهات التي تنشطها هذه الأعصاب مصابة باضطرابات حسية وحركية وإفرازية، مع ضمور العضلات، ثم ظهور تشوّهات تمسّ الأيدي والأرجل والبشرة التي تصبح جافة وتتقشّر، والأظافر تتكسّر، والشعر يتساقط، إضافة إلى تقرّحات عدة تحفر العضلات إلى حد العظام، التي تتفتّت، وتتطوّر هذه الأعراض تدريجيا طوال سنين عديدة.. 20 سنة أو أكثـر، حيث يصبح المريض في حالة صحية يرثى لها، غير قادر على الحركة، ولا القيام بأدنى حاجياته إلى حد وفاته.

الحالة الثانية لداء البرص تتمثّل في تصاعد درجات الحرارة، وظهور عقد بحجم حبة حمص أو أكثـر وردية أو حمراء أو بنية اللون على وجه وأطراف المريض، وحتى الجذع، إضافة إلى إصابة الأعصاب والمخاطي وتشوّهات على مستوى الأنف، الفم، العينين وغيرها.

معالجة مرض البرص منذ بدايته أمر ضروري، لتفادي ظهور التشوّهات والسماح بشفاء الداء تماما. أما إذا تأخّر العلاج، فالشفاء غير مضمون تماما، والتشوّهات والإعاقات تكون معتبرة.

الإدلاء بالمرض لأقرب مصلحة طبية أمر إجباري، لتفادي إصابة عدد أكبر من الناس والحد من انتشاره.

معلومات و نصائح قيمة