أحمد مطر يخاطب الزعماء العرب
ارفعوا أقلامكم عنها قليلاً
واملئوا أفواهكم صمتًا طويلاً
لا تجيبوا دعوة القدس ..
ولو بالهمس
كي لا تسلبوا أطفالها الموت النبيلا
دونكم هذه الفضائيات
فاستوفوا بها "غادر أو عاد"
وبوسوا بعضكم ..
وارتشفوا قالاً وقيلاَ
ثم عودوا ..
واتركوا القدس لمولاها .
فما أعظم بلواها
إذا فرت من الباغي .
لكي تلقى الوكيلا !
طفح الكيل .. وقد آن لكم
أن تسمعوا قولاً ثقيلاً
نحن لا نجهل من أنتم ..
غسلناكم جميعًا
وعصرناكم .. وجففنا الغسيلا
إننا لسنا نرى مغتصب القدس ..
يهوديًا دخيلاً
فهو لم يقطع لنا شبرًا من الأوطان
لو لم تقطعوا من دونه عنا السبيلا
أنتم الأعداء
يا من قد نزعتم صفة الإنسان.
من أعماقنا جيلا ًفجيلا
واغتصبتم أرضنا منا
وكنتم نصف قرن ..
لبلاد العرب محتلاً أصيلاً
أنتم الأعداء
يا شجعان سلم ..
زوجوا الظلم بظلم
وبنوا للوطن المحتل عشرين مثيلاً
أتعدون لنا مؤتمرا ؟
كلا
كفى
شكرًا جزيلاً
لا البيانات ستبني بيننا جسرًا
ولا فتل الإدانات سيجديكم فتيلاً
نحن لا نشري صراخًا بالصواريخ
ولا نبتاع بالسيف صليلاً
نحن لا نبدل بالفرسان أقنانا
ولا نبدل بالخيل الصهيلا
نحن نرجو كل من فيه بقايا خجل ..
أن يستقيلا
نحن لا نسألكم إلا الرحيلا
وعلى رغم القباحات التي خلفتموها
سوف لن ننسى لكم هذا الجميلا
ارحلوا
أم تحسبون الله لم يخلق لنا
عنكم بديلا ؟!
أي إعجاز لديكم؟
هل من الصعب على أي امرئ ..
أن يلبس العار
وأن يصبح للغرب عميلا ؟!
أي إنجاز لديكم ؟
هل من الصعب على القرد
إذا ملك المدفع ..
أن يقتل فيلا ؟!
ما افتخار اللص بالسلب
وما ميزة من يلبد بالدرب ..
ليغتال القتيلا ؟!
احملوا أسلحة الذل وولوا ..
لتروا
كيف نُحيلُ الذلَّ بالأحجار عزًا ..
ونذلُّ المستحيلا
قصيدة ورثة إبليس
وجوهكم أقنعة بالغة المرونة
طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة
صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه
'.وقال : ' إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه
ودارت الأدوار فوق أوجه قاسية، تعدلها من تحتكم ليونة ،
فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه ،
لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه
وغاية الخشونة ،
أن تندبوا : ' قم يا صلاح الدين ، قم ' ، حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة ،
كم مرة في العام توقظونه ،
كم مرة على جدار الجبن تجلدونه ،
أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة ،
دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه ،
لأنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه
قصيدة: منفيون
لمن نشكو مآسينا ؟
ومن يصغي لشكوانا، ويجدينا ؟
أنشكو موتنا ذلا لوالينا ؟
وهل موت ســيحـيـيـنا ؟
قطيع نحن والجزار راعينا ؛
ومنفيون نمشي في أراضينا ؛
ونحمل نعشنا قسرا بأيدينا ؛ ونعرب عن تعازينا لنا فينا ؛
فوالينا ، أدام الله والينا،
رآنا أمة وسطا،
فما أبقى لنا دنيا، ولا أبقى لنا دينا ؛
ولاة الأمر : ماخنتم ، ولا هنتم ، ولا أبديتم اللينا ،
جزاكم ربنا خيرا، كفيتم أرضنا بلوى أعادينا،
وحققتم أمانينا ،
وهذي القدس تشكركم ، ففي تنديدكم حينا ، وفي تهديدكم حينا
، سحبتم أنف أمريكا ، فلم تنقل سفارتها
، ولو نقلت ــ معاذ الله لو نقلت ــ لضيعنا فلسطينا ؛
ولاة الأمر هذا النصر يكفيكم ، ويكفينا ،
.تهانينا
قصيدة: هذه الأرض لنا
هذه الأرض لنا
قوت عيالنا هنا
يهدره جلالة الحمار
في صالة القمار
وكل حقه به
أن بعير جده
قد مر قبل غيره
بهذه الآبار
*..*..*
ياشرفاء
هذه الأرض لنا
الزرع فوقها لنا
والنفط تحتها لنا
وكل ما فيها بماضيها وآتيها لنا
فما لنا
في البرد لانلبس إلا عرينا
وما لنا
في الجوع لانأكل إلا جوعنا
وما لنا نغرق وسط القار
في هذه الآبار
لكي نصوغ فقرنا
دفئاً, وزاداً, وغنى
من أجل أولاد الزنى؟!
قصيدة: من أوباما
مِن أوباما..
لِجَميعِ الأعرابِ شُعوباً أو حُكّاما:
قَرْعُ طَناجِرِكُمْ في بابي
أرهَقَني وَأطارَ صَوابي..
(افعَل هذا يا أوباما..
اترُك هذا يا أوباما
أمطِرْنا بَرْداً وسَلاما
يا أوباما.
وَفِّرْ للِعُريانِ حِزاما!
يا أوباما.
خَصِّصْ للِطّاسَةِ حَمّاما!
يا أوباما.
فَصِّلْ للِنَملَةِ بيجاما !
يا أوباما..)
قَرقَعَة تَعلِكُ أحلاماً
وَتَقيء صَداها أوهَامَا
وَسُعارُ الضَّجّةِ مِن حَوْلي
لا يَخبو حتّى يتنامى.
وَأنا رَجْلُ عِندي شُغْلٌ
أكثَرُ مِن وَقتِ بَطالَتكُمْ
أطوَلُ مِن حُكْمِ جَلالَتِكُمْ
فَدَعوني أُنذركُمْ بَدءاً
كَي أحظى بالعُذْر ختاما:
لَستُ بِخادمِ مَن خَلَّفَكُمْ
لأُسِاطَ قُعوداً وَقياما.
لَستُ أخاكُمْ حَتّى أُهْجى
إن أنَا لَمْ أصِلِ الأرحاما.
لَستُ أباكُمْ حَتّى أُرجى
لأكِونَ عَلَيْكُمْ قَوّاما.
وَعُروبَتُكُمْ لَمْ تَختَرْني
وَأنا ما اختَرتُ الإسلاما!
فَدَعوا غَيري يَتَبَنّاكُمْ
أو ظَلُّوا أبَداً أيتاما!
أنَا أُمثولَةُ شَعْبٍ يأبى
أن يَحكُمَهُ أحَدّ غَصبْا..
و نِظامٍ يَحتَرِمُ الشَّعبا.
وَأنا لَهُما لا غَيرِهِما
سأُقَطِّرُ قَلبي أنغاما
حَتّى لَو نَزَلَتْ أنغامي
فَوقَ مَسامِعِكُمْ.. ألغاما!
فامتَثِلوا.. نُظُماً وَشُعوباً
وَاتَّخِذوا مَثَلي إلهاما.
أمّا إن شِئتُمْ أن تَبقوا
في هذي الدُّنيا أنعاما
تَتَسوَّلُ أمْنَاً وَطَعاما
فَأُصارِحُكُمْ.. أنّي رَجُلُ
في كُلِّ مَحَطّاتِ حَياتي
لَمْ أُدخِلْ ضِمْنَ حِساباتي
أن أرعى، يوماً، أغناما!