عندما تتمرد الكلمات
بعد أن تم اعتقال كل الأقلام ,و مسح كل حروف التمرد من صفحات الدم و الآلام
قررت الكلمات آن تتمرد على لغة النظام و تكتب بأحرف جارحة عن قسوة لغة الضاد النظامية التي جعلت من الكلمات تعبر عن الذل و المهانة و الانخداع.
قاموا باعتقال الأقلام البريئة و القبيحة ,اتهموا الأولى بنفس تهمة الثانية
لم يفصل بين التهمتين سوى خيط رقيق يدعى الحق آو الباطل ,لا أدري كيف تقرأه لغة الضاد النظامية.
التقت الأحرف في ميدان الحرية و اتفقوا على تشكيل حروف ذهبية ضد لغة الضاد النظامية التي سعت لاعتقال كل الأقلام المعارضة أو كما يهوى أن يسميها البعض"الأقلام المتمرد"
اتفقت الحروف على شيء أساسي لا يجب تأجيله مهما كان الحبر داميا او تم اعتقال كراريس اللغة و النحو.
فطالما هناك أفكار و بعض الأحرف ,يمكن لأي إنسان أن يشكل كلمات متمردة تفضح ألم و معاناة لغة الضد النظامية.
"الحروف تريد إسقاط التهميش"
الحروف تريد إسقاط المحسوبية"
"الحروف تريد إسقاط غلاء المعيشة"
"الحروف تريد إسقاط الرشوة و الوساطة"
سكتت الحروف لبرهة ,و لم تجد الأذان الصاغية التي تؤكد ما تقول ,فالكلمات المتمردة أخذت نصيبا من الحبر الذهبي من لغة الضاد النظامية ,و بعض الأحرف حصلت على ترقيات بين أبجدية لغة الضاد النظامية.
و لم يتبقى هناك سوى بعد الأحرف المتمردة التي قيل عنها أنها عميلة الأبجدية الغربية ,و أنها تسعى لتغيير مناهج لغة الضاد النظامية .
تم اقتياد الأحرف المتمردة إلى زنزانة النسيان ,و تم نفي بعضهم إلى أوطان الأحرف الغريبة
و لم يتبقى هنا سوى بعض الأحرف الموالية التي تصفق متى تكلمت لغة الضاد النظامية.
لا تزال الأحرف المتمردة في زنزانة النسيان و الأخرى في أبجديات اللغة الغريبة تنتظر انتفاضة من الكلمات التي باعت حروفها إلى لغة الضد النظامية.