أبعاد الأمن القومي :

أبعاد الأمن القومي :
1 ـ البعد العسكري.
يرى كثير من المحللين السياسيين أن الأمن العسكري هو المحور الأكثر تقليدية، وأنه البعد الأساسي بالنسبة للأمن القومي.
والتعريف الذي يجمع عليه الكثيرون في مجال الأمن العسكري هو مدى استعداد القوات المسلحة في دولة ما للحفاظ على هذه الدولة إزاء التهديدات التي تواجهها.
ويسوق منظرو الأمن القومي الكثير من البراهين للتدليل على أن الأمن العسكري هو أهم محاور الأمن القومي، فالتهديد باستخدام القوة هو أحد الخصائص القديمة في العلاقات الدولية ، والقوة العسكرية لأي دولة هي جوهر أمنها القومي ،وفي هذا السياق يقول المفكر الغربي مايكل هوارد : " إن القوة عنصر لا يمكن اجتنابه في العلاقات الدولية، وهذا ليس بسبب توجه ذاتي في البشر لاستخدام القوة، لكن لوجود إمكانية لاستخدام القوة ، ولهذا يجب في المقابل خلق حالة من الردع والسيطرة عليها".
وقد قدم بعض مفكري الأمن القومي في جانبه العسكري عدة افتراضات نورد أهمها فيما يلي:
1ـ كلما أصبحت القوة العسكرية أكثر تفرقا وأكثر تشرذما عن طريق انتشار الأسلحة والتكنولوجيا على المستوى الدولي كلما تقلص أمن الدول والنظام الدولي.
2 ـ كلما أصبحت عملية اتخاذ القرار الدفاعي لا مركزية ، كلما أصبح تنفيذ الترتيبات الأمنية الجماعية أكثر إشكالية.
3 ـ كلما ازدادت التبعية الدفاعية لدولة ما بالخارج كلما ازدادت إمكانية التعرض للتهديد وفقدان السيطرة.
4ـ كلما كانت هوية الأعداء والتهديدات أكثر غموضاً كلما انخفضت نسبة النجاح في حماية الدولة وإدارة الأزمة.
بصفة عامة يمكن القول أن الأمن العسكري هو أهم بعد بالنسبة للأمن القومي ، وأن تحقيق الأمن القومي لأي دولة مرتبط بالدرجة الأولى بتحقيق الأمن العسكري.
2 ـ البعد السياسي:
يدخل وضع السياسة الأمنية ضمن مهام الحكومة في أي دولة. ولذا يجب أن يكون رجال الحكم ملمين بشكل جيد بالعلاقات الدولية وأن يعوا جيدا مواقف ودوافع الآخرين وطريقة التعاطي مع مجمل التطورات الطارئة على الساحة الدولية ، وأن يكونوا قادرين بناءً على هذه المعلومات المتاحة لديهم على اتخاذ القرار العقلاني ، وأن يتمتعوا بالسرية في عملية اتخاذ القرار وتنفيذه. لكننا لا نعيش في عالم متكامل، حيث توجد في العالم حقائق لا يعرف أحد عنها شيئاً إلا صانعو السياسة فقط ، أما الباقون فلا يعرفون عنها شيئاً ويتسعينون إلى حد ما بالافتراضات المنطقية، ويواجهون ضغوطاً كثيرة في دراسة عملية اتخاذ القرارات وتنفيذها . وبصفة عامة ترتبط ظاهرة التسييس بمسألة الأمن القومي ، ولأن السياسة لها تأثير مهم على القضايا الأمنية، فإن الساسة لهم نفوذ جدير بالاهتمام على عملية وضع السياسة الأمنية التي تكتنفها صعوبات جمة.
وثمة علاقة متوازية بين الضغوط القومية والضغوط فوق القومية والفارق الأساسي بينهما يكمن في النوع الثاني حيث يكون التحدي فيها بالنسبة للسيادة وللأمن القومي قادما من الخارج وليس من الداخل.
3 ـ البعد الاقتصادي:
تزايد طرح الأمن الاقتصادي في عالم ما بعد الحرب الباردة على اعتبار أنه أحد أبعاد الأمن القومي ، وقد أكد الباحثون والسياسيون على العلاقة القوية بين الأمن الاقتصادي وأمن المجتمع متبعين في ذلك أساليب جديدة لتضمين أبعاد اقتصادية في الاستراتيجيات الأمنية التقليدية.
وقد عرف كثير من منظري الأمن القومي الأمن الاقتصادي على أنه القدرة على الحفاظ والارتقاء بأسلوب حياة الشعب في مجتمع ما عن طريق تفوفير السلع والخدمات سواء عن طريق الإنتاج الداخلي أو عن طريق الوجود في الأسواق الدولية.
ما سبق يكشف أن أمن الدولة من الناحية الاقتصادية هو جزء من الأمن القومي . والواقع أن الأمن الاقتصادي هو أحد الأبعاد الأساسية في الأمن القومي لأي حكومة، وقد أصبحت الوحدات الاقتصادية اليوم تعتمد على بعضها البعض في تلبية احتياجاتها اليومية وذلك بشكل أكبر من أي وقت مضى ، وهذا الأمر يؤدي بدوره إلى تعرض الأمن القومي لأي دولة لتهديدات أكبر خاصة تلك التي تعاني ضعفاً اقتصاديا.
4 ـ البعد الثقافي :
وهو بعد لا يقل أهمية عن الأبعاد السابقة ، ومع ذلك أغفلة عدد كثير من الباحثين واعتبروه جزءا من الأمن السياسي ، والحقيقة هي أن البعد الثقافي يلعب دوراً مهما في حماية الأمن القومي ، فالقدرة على التحمل والانسجام والتعايش السلمي الثقافي من الممكن أن تكون محدداً أساسياً في تعاطي دولة قومية مع سائر الدول القومية الأخرى.
5 ـ البعد البيئي : يعتبر البعد البيئي أحد الأبعاد التي أضيفت إلى مفهوم الأمن القومي ، وهذا البعد يتعلق بمؤشرات النمو السريع وغير المرشَّد بالنسبة للسكان ، ولذا تضاءلت الثروات الطبيعية وانتشر التلوث الصناعي والمعدني بشكل لا يمكن السيطرة عليه . وهذا الموضوع يحظى باهتمام خاص في العلاقات الدولية، وقد أعلن بعض الزعماء تكرارا أن البعد البيئي يرتبط بسياسة الأمن القومي لأية دولة. ولكن في حقيقة الأمر يوجد خلاف أساسي بين أنصار البيئة والزعماء القوميين وخبراء الدفاع . فمن ناحية ، يسعى أنصار البيئة بتعصب شديد لتبني وجهة نظر مثالية للتعاون الدولي للحفاظ على البيئة الفيزيقية من دون أدنى اهتمام بعواقب ذلك الأمر على الأمن القومي . ومن ناحية أخرى ، ركز خبراء الشئون الدفاعية والزعماء السياسيون على نظرية المصالح القومية التي تعتمد فقط على استخدام القوة العسكرية لحماية أمن الدولة بدون أدنى

اسم الموقع :البيئه
اسم الكاتب:د. آرمين ارمني
اسم المقالة:أبعاد الأمن القومي :
الرابط:http://www.albainah.net/index.aspx?f...&id=4398&lang=
http://www.theacademysite.com/vb/showthread.php?t=9024