نظرية المباراة

model : نظرية اللعبة (المباريات) 4.
والحالات تعتبر هذه النظرية وسيلة حديثة يمكن توظيفها واستخدامها في عملية اتخاذ القرارات وصنعها ، ضمن العديد من المواقف التي تتم بوجود صراع واضح بين الوحدات أو العناصر المتنافسة سواء كانت تلك الوحدات أفراد أو منظمات أو جماعات حكومية ، وعندما لا تتمكن هذه الوحدات من السيطرة الكاملة على كل العوامل المؤثرة على نتائج تطبيق اللعبة.
ولقد عرفت هذه النظرية في بدايات القرن العشرين بواسطة ، " إيميل بورل " Emil Borel ثم طورت فيما بعد في أوائل الأربعينات من نفس القرن ، وأثناء الحرب العالمية الثانية في كتاب بعنوان " نظرية اللعب والسلوك الاقتصادي " الذي ألفه كل من عالم الرياضيات " جون فون نيومان وعالم الاقتصاد " أوسكار مورغنسترين " في عام 1944 م ، حيث شكل هذا الكتاب مرجعًا أساسيًا لاستخدام نظرية الألعاب في مجال الإدارة والمهام الإدارية ، وما يرتبط بعملية اتخاذ القرارات ، بموضوع التخطيط الذي يقوم به الأفراد المعنيون ممن ليس لهم سيطرة تامة على الأشخاص الداخلين في نطاق مهامهم واختصاصاتهم، والذين تربطهم بهم علاقات العمل ،وعلى أي حال فقد استخدمت هذه النظرية على نطاق أوسع في مجال السلوك الائتلافي والسلوك القضائي وفي الصراعات الدولية على يد كل من " ويليم ريشكار " و " مورتان كابلان "و " توماس شيلينج " وغيرهم .
وتؤمن هذه النظرية بتطبيق النماذج الرياضية على الدراسات السياسية ، ولهذا تعرف بمجموعة من الأفكار تتعلق بأساليب قرارات عقلانية في مواقف من الصراع والتعقيد والتنافس ، عندما يبحث كل مشارك أو لاعب على مضاعفة مكاسبه وتقليل خسائره، فهي طريقة تهتم بالأوضاع التي يكون فيها السلوك الأفضل لكل طرف معتمدًا على قدرته وعلى ما سيفعله الطرف الآخر ، وهي طريقة لممارسة صناعة القرار في حالات الصراع ، أي التمييز بين ألعاب الإستراتيجية وألعاب الحظ ، وتنطلق نظرية اللعب أو المباريات من فرضية هامة مفادها : أن صانع القرار فرد عقلاني يمكنه الاختيار بين عدد من البدائل المتاحة التي يترتب على كل منها مجموعة من النتائج ، وأن هذه النتائج المترتبة على كل بديل متاح لها منافع ومضار أو جوانب إيجابية وأخرى سلبية، يأخذها الإنسان أو صانع القرار الرشيد في الحسبان عند قيامه بعملية اختيار البديل الأنسب الذي تترتب عليه نتائج إيجابية تتماشى ومصلحة صانع القرار ، كما أن الثقافة الإنسانية من الصعب استيعابها وفهم أبعادها إلا عندما يتم التعامل مع الإنسان باعتبار أنه لاعب ، وأن الأفراد
ينخرطون في دائرة من اللعب المتواصل منذ طفولتهم في كل الأمور والجوانب ، وفي كل علاقاتهم العاطفية والوجدانية والتنافسية ، لأن السلوك الإنساني في الوقت الحاضر هو نوع من أنواع اللعب والمباريات كالمساومات بين العمال والإدارة ، وتنافس الأسعار بين المؤسسات التجارية والاقتصادية المختلفة أو المفاوضات بين الدول للحد من انتشار الأسلحة المحظورة ،والتنافس بين المرشحين في الانتخابات وغيرها.
تعتمد هذه النظرية أساسًا على افتراض مواقف وتحليل أزمات دولية مفتعلة يمكن الاستفادة منها في المواقف والأزمات الدولية الفعلية ، وتستخدم بحوث العمليات في تحليلاتها ،وتستعين بفريق من الخبراء في تخصصات معينة ،وحسب رأي " توماس داي فإن نظرية اللعب تمثل نموذجًا يمكن من خلاله النظر إلى السياسة العامة باعتبارها خيارًا عقلانيًا يؤدي إلى اتخاذ القرار المدروس من قبل المشاركين في المواقف المتنافسة ، عبر الحصول على أحسن النتائج التي يمكن تحقيقها ، وليس عن طريق اختيار الأحسن، وهو ما يعكس العلاقة الارتباطية بين عناصر اللعبة،ولهذا فإنه يمكن استخدام هذا النموذج في القرارات الهامة والاستراتيجية وفي مختلف المواقف المتعلقة بالسياسة
وقضاياها المختلفة، وحيثما يكون اللاعب إما شخصًا أو جماعة أو حكومة ، وعلى مختلف مستويات اللعبة وأنماطها المختلفة الأعلى والوسط والأسفل ، والمعبر عن اتخاذ القرار.
إن الاستراتيجية التي تقوم عليها نظرية اللعب ، تجسد العمل بالمبدأ العقلاني المعروف باسم" Minimax "
والذي يسعى كل طرف في اللعبة من خلاله إلى زيادة مكاسبه إلى أقصى درجة ممكنة ، وتقليل وتخفيض خسائره إلى أقل درجة ممكنة ، كتوجه عقلاني يعمل على خلق التوازن والاستمرار في المحافظة على الوضع القائم ، كما أن نظرية اللعب أو نظرية المباريات ترجع في أصلها إلى ألعاب الردهة مثل الطاولة والبوكر أو البردج ، التي يكون بها عناصر صراع واضحة ، وعناصر اتخاذ قرار ، وتلعب بواسطة لاعبين أو أكثر بحيث يكون قرار اللاعب متعلقا بقرارات الآخرين ، ولهذا يلزم أن يتوافر لديهم بعض المعرفة بالاختبارات المتاحة أمامهم والتي يقوم بها كل منهم ، والأداء الذي يقوم به اللاعبون الآخرون في عمل اختباراتهم ولذلك يفترض في هذه النظرية أن ينشغل اللاعبون باختيار البدائل من آن لآخر، ولأجل تطبيق آليات هذه النظرية والتوصل إلى نتائجها ينبغي معرفة أهم الأساليب والمفاهيم التي تتضمنها وذلك على النحو التالي :
- اللعبة : باعتبارها قواعد محددة لما يجب أن يفعله اللاعب ، وتجسد موقفًا تنافسيًا بين اللاعبين في مجال معين ، حيث يسعى كل طرف في اللعبة إلى تحقيق أهدافه وغاياته ووفقًا لمصلحته ، وفي ضوء الإجراءات والقواعد المعروفة والمتفق عليها والتي يجب أن تتوفر فيها وبشكل لازم العديد من العناصر التي تتمثل في:
1- قواعد اللعبة: حيث أن لكل لعبة قواعدها المحددة والتي تضم القواعد والأنشطة الأولية لتحركاتها
2- العائد :لأن لكل لعبة عوائدها .
:3-الاستراتيجيات: والتي تتمثل في الخطط