منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع Empty
مُساهمةموضوع: الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع   الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع Emptyالأحد نوفمبر 15, 2015 6:49 pm

الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع






الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع Image_occurrence1931_3
العنف في الكونغو (زائير)

ينحدر سكان الكونغو الديمقراطية من شعوب البانتو Bantou التي قطنت في الهضاب المطلة على مجرى نهري النيجر وبنويه.
لم تكن الكونغو كغيرها من المناطق الإفريقية معروفة لدى الأوروبيين، وكان الملاح البرتغالي ديغو Diego Cao أول أوروبي يلتقي بسكان الكونغو، إذ التقى بملك الكونغو أنطونيو الأول سنة 1487 لتقوم بعد ذلك علاقات رسمية مع البرتغال. ودخلت الإرساليات المسيحية البرتغالية لتبشر في الكونغو.
أدرك ملك الكونغو حجم الخطر الذي بدأ يشكله الوجود البرتغالي في بلاده خاصة مع زيادة تجارة العبيد من أفريقيا إلى أميركا وأوروبا فرفض تجديد امتياز استثمار المناجم للبرتغال، مما أدى به إلى الموت في معركة أمبيلا أمام الجيش البرتغالي سنة 1665.
الاستعمار البلجيكي
بدأ الأوروبيون استثمار موارد الكونغو بشكل كبير أواسط القرن التاسع عشر. ففي تلك الفترة جاء إلى الكونغو الإنكليزي هنري مورتون ستانلي الذي استطاع أن يطوف مناطق الكونغو، ومن رحلته استطاع أن يتعرف على الثروات الكبيرة التي تمتلكها البلاد مما دفعه إلى حث الحكومة البريطانية على الإسراع في استغلال ثروات الكونغو، غير أنه لم يلق تجاوباً من الحكومة البريطانية.
وجه ستانلي دعوته بعد ذلك إلى ملك بلجيكا ليوبولد الثاني الذي عين ستانلي رئيساً لشركة الكونغو الدولية التي تأسست سنة 1879.
تمكن ستانلي من التوقيع على المئات من المعاهدات مع الزعماء المحليين لصالح شركة الكونغو الدولية، كما تمكن الملك البلجيكي ليوبولد من الحصول على اعتراف من زعماء أوروبا بحقه الشخصي في ملكية الكونغو سنة 1885 في العاصمة الألمانية برلين.
استمر ملك بلجيكا ليوبولد يستثمر موارد الكونغو لحسابه الخاص مدة زادت عن العشرين عاما، مما أدى إلى استنزاف الميزانية والموارد البشرية البلجيكية.
بدأ الرفض الشعبي البلجيكي لتصرفات الملك، وازداد الرفض بعد ظهور الأطماع الإنجليزية والأميركية في المستعمرة البلجيكية، وهو ما قاد البرلمان البلجيكي إلى نزع الخصوصية الشخصية التي كان يتعامل بها الملك مع المستعمرة سنة 1908، لتعرف بعد ذلك باسم الكونغو البلجيكي.
استمرت بلجيكا تستغل الثروات الطبيعية في الكونغو لما يقرب من ستة عقود، ولم ينخفض معدل الاستغلال إلا إبان الكساد الاقتصادي العالمي ما بين 1929 - 1933.
ورغم الإدراة غير المباشرة للبلجيكيين على الكونغو، فقد توافد البلجيكيون على الكونغو للعمل في الإدارات الحكومية حتى وصل عدد البلجيكيين الذين يشغلون الوظائف العامة قرابة 10 آلاف بلجيكي و7 آلاف رجل دين مسيحي أوروبي. وبلغ تعداد الأوروبيين المقيمين في الكونغو سنة 1960 حوالي 100 ألف شخص.
بلغ عدد اليد العاملة المحلية الكونغولية 500 ألف في الثلاثينيات، ومليون عامل سنة 1950، غير أن العمال لم يشاركوا بشكل ملحوظ في معارك الاستقلال لما امتازوا به من وظائف وسكن وإقامة في المدن.
السعي نحو الاستقتلال
عرفت الشعوب الكونغولية برفضها للاستعمار الأوروبي. وقد أشعل هذه النزعة للتحرر الداعية الكونغولي فرنسيسكو كسولا إذ نادى بعد ادعائه النبوة إلى وجوب طرد المبشرين الأوروبيين وحراسة الثقافة الأفريقية.
كما أعلنت دونا بياتريس نبوتها هي الأخرى وأنها مرسلة لإنقاذ مملكة الباكنغو من الاستعمار الأوروبي، إلا أنها أحرقت على أيدي المستعمرين البلجيكيين سنة 1796.
استمرت دعوات التحرر ذات الصبغة الدينية في الظهور رغم محاولات الردع الشديدة التي قابل بها البلجيكيون . ومن أهم الشخصيات الثائرة سيمون كيمنغو الذي ادعى في الفترة ما بين الحربين العالميتين زيارة الله له وأنه مأمور بالتبشير بالمساواة بين الناس وإنقاذ العرق الأسود، وأسس حركة الكاكية Le Kakisme فاعتقل سنة 1921 ليموت بعد ذلك سجيناً سنة 1951.
استمرت دعوة سيمون كيمنغو بعد اعتقاله في الانتشار على أيدي أتباعه الذين كان لهم دور فاعل في نشر الروح القومية والحاجة إلى التحرر من الاستعمار الأبيض بين الكونغوليين.
زادت الروح القومية وانخرط الكونغوليون بمختلف طبقاتهم الاجتماعية والمهنية في حركة المطالبة بالتحرر من الاستعمار البلجيكي ونيل الاستقلال والإمساك بزمام الإدراة بالبلاد. وبلغت المطالب الوطنية مداها ما بين 1955 و1959 مما دفع بودوان ملك بلجيكا إلى زيارة الكونغو لأول مرة, غير أن آمال الوطنيين في الكونغو خابت ولم تحقق لهم الزيارة إلا زيادة التأكيد على النوايا الاستعمارية لبلجيكا بعد وضوح موقفها من الخطة الثلاثينية التي تقضي برجوع الإدارة المدنية لشعب الكونغو تدريجياً إلى أن يتحقق الاستقلال النهائي. ونشرت مجموعة الضمير الإفريقي بياناً بقيادة جوزف إيليو والأب جوزف طالبت فيه بالاعتراف بالقومية الإفريقية.
منظمة أباكو
تحولت هذه الدعوات بمرور الوقت إلى مطالب سياسية، إذ نادت منظمة أباكو بزعامة جوزف كازافوبو برفض مثالية مجموعة الضمير الإفريقي، ورفضت المنظمة الخطة الثلاثينية للتحرر التدريجي. والأباكو تنظيم قام على قاعدة قبلية تنتمي إلى شعب الباكانغو الذي يسكن ليوبولدفيل ومناطق مصب نهر الكونغو. وقد حصل الأباكو على تمثيل واسع في الانتخابات البلدية سنة 1957، وهو ما دفعه إلى الإصرار على المطالبة بالاستقلال.
تحول تاريخي
أدى إعلان الجنرال الفرنسي ديغول استقلال المستعمرات الفرنسية ومن بينها الكونغو برازافيل سنة 1954 إلى تحرك الزعماء الوطنيين في الكونغو ورفع مذكرة تطالب بالاستقلال. وجاء مؤتمر الجامعة الأفريقية في نفس العام مساندا لمطالب الاستقلال إذ عاد منه لومومبا قائد الحركة الوطنية الكونغولية وهو يعتبر أن استقلال الكونغو عن بلجيكا حقاً أساسياً وليس عطية تجود بها الأخيرة.
اضطرابات 1959
حدثت اضطرابات عنيفة في العاصمة الكونغولية قتل فيها خمسون شخصاً، إضافة إلى عشرات المصابين. وترتب على هذه الاضطرابات حل حركة الأباكو واعتقال قادتها. كما وعد ملك بلجيكا في 13 يناير/كانون الثاني 1959 بمنح الكونغو استقلالها.
الحركة الوطنية الكونغولية
تنامى دور الحركة الوطنية الكونغولية إثر توقف نشاط الأباكو. وعرفت الحركة بحسها الوطني الذي لا يقوم على أساس قبلي. ومن أبرز قياداتها قبل الانقسام لومومبا، ثم ما لبثت أن انقسمت الحركة إلى جناح يميني وآخر يساري بقيادة لومومبا. ألقي القبض على لومومبا وسجن سنة 1959.
استمرار الاضطرابات والاستقلال
اندلعت الاضطرابات في كل أنحاء الكونغو، واستمرت إلى نهاية سنة 1959 مما اضطر بلجيكا إلى الاجتماع في بروكسل في يناير/كانون الثاني 1960 مع رموز الحركة الوطنية التي مثلها كل من الأباكو والحركة الوطنية الكونغولية، إضافة إلى قادة الأحزاب الأخرى. وتم الاتفاق على الاستقلال يوم 30 يونيو/حزيران 1960.
صدر في 19 مايو/أيار 1960 القانون الأساسي الذي صار دستوراً ونص على إنشاء دولة مركزية، ليوافق بذلك مطالب لومومبا.
عقدت انتخابات تشريعية في مايو/أيار من العام نفسه حصلت فيها الحركة الوطنية الكونغولية على 33 مقعدا، والأباكو على 12 مقعدا من أصل 133 مقعدا. وكانت النتائج صدمة للتيار الوطني إذ كشفت عن تيار انفصالي قوي مما دفع الأحزاب الوطنية إلى تأسيس جبهة اتحاد وطني. وأعلن الملك البلجيكي بودوان استقلال الكونغو في الموعد المتفق عليه، ليصبح جوزف كازافوبو رئيساً للكونغو وباتريس لومومبا رئيساً لحكومتها.
الانفصال
استقل مويس تشومبي بدعم من بلجيكا بإقليم كاتنغا بعد 5 أيام من إعلان الاستقلال، وعقد مع بلجيكا شراكة اقتصادية، كما أرسلت بلجيكا قواتها لحماية الإقليم المنفصل. وحمل لومومبا بلجيكا مسؤولية هذا الانفصال فقام بقطع العلاقات الدبلوماسية معها.
لم تفد الإجراءات الداخلية للكونغو في الحفاظ على وحدة البلاد، فأعلنت مقاطعة كازائي بقيادة ألبير كالونغي استقلالها عن الكونغو بعد أسبوعين من انفصال إقليم كاتنغا. وأعلن زعيما الانفصال في كاتنغا وكازائي عن إقامة اتحاد بين المقاطعتين، وبدآ السعي معا إلى إسقاط باتريس لومومبا بدعم من الحكومة البلجيكية عبر شركات المناجم البلجيكية في الكونغو. كما ساهمت العديد من القوى المحلية والإقليمية في دعم الانفصاليين ولم تجد نداءات لومومبا لدعم شرعيته والوقوف ضد الانفصاليين تجاوباً من الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة إضافة إلى الأمم المتحدة.
الانقلاب ونهاية لومومبا
بدأت القوات الدولية تحل مكان الجيش البلجيكي في كاتنغا، وزاد عدد المرتزقة الذين يستعين بهم تشومبي إلى أن شكل منهم قوات الدرك الكاتنغيين. وساءت العلاقات بين كازافوبو ولومومبا إذ حمل الأول لومومبا أخطاء الجيش الوطني الكونغولي في كاتنغا وكازائي، إلى جانب الخلاف القديم حول النظام الفدرالي الذي يؤيده كازافوبو.
قاد رئيس هيئة الأركان الجنرال موبوتو سسي سيكو انقلاباً سيطر به على البلاد لمدة ثلاثة شهور، غير أن موبوتو أعاد كازافوبو إلى منصبه، وشكل سيريل أدولا الحكومة الجديدة.
تمكن لومومبا من الهرب إلى ستنليفيل في كاتنغا بعد أن قبض عليه إثر الانقلاب، غير أن لومومبا اعتقل من جديد لينقل إلى إليزابتفيل ويقتل في يناير/كانون الثاني 1961على يد تشومبي.
تصدع مبكر
دخلت البلاد حالة من الفوضى استمرت خمس سنوات وتقاسمتها ثلاث مناطق حكم يتلقى كل واحد منها دعماً من جهة معينة. فكازافوبو كان يتلقى دعمه من الأمم المتحدة والدول الغربية، ودعمت روسيا أتباع لومومبا بزعامة أنطوان جيزينغا حيث يسيطرون على ستنليفيل والمناطق الشرقية. أما تشومبي في كاتنغا فلم يكن يتلقى دعمه إلا من الشركات الغربية وحكومة بلجيكا.
محاولات الإصلاح وتدخل الأمم المتحدة
سعى الزعماء المحليون التقليديون إلى إنهاء حالة الفوضى التي تعيشها البلاد منذ بداية الاستقلال فعقدوا مجموعة من الاجتماعات في ما بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار من عام 1960، غير أن اجتماعاتهم لم تسفر عن حل يذكر.
وافق الرئيس كازافوبو على أن تضع الأمم المتحدة يدها على الكونغو وفق قرار مجلس الأمن في 21 فبراير/شباط 1961، وبدأ داغ همرشولد الأمين العام للأمم المتحدة في شهر يوليو/تموز 1961 في ترتيب إدارة شؤون الجيش والمالية. في هذه الأثناء شكل البرلمان الكونغولي حكومة يرأسها سيريل أدولا من قيادات الجناح اليميني في الحركة الوطنية الكونغولية، واستمرت في إدارة البلاد حتى يونيو/حزيران 1964.
استعاد الجيش ستنليفيل واعتقل جيزنيغا في يناير/كانون الثاني 1962. وبقي مويس تشومبي مستقلاً بمقاطعة كاتنغا ودخل في مواجهات مع قوات الأمم المتحدة. وتولى الأمين العام الجديد يوثانت المفاوضات بعد مقتل همرشولد. وبعد مرور سنة من المفاوضات مع تشومبي قرر يوثانت بدعم من الولايات المتحدة أن يعيد كاتنغا بالقوة في أواخر ديسمبر/كانون الأول 1962، فسقطت كاتنغا في 14 يناير/كانون الثاني 1963، وغادر تشومبي إلى منفاه في أسبانيا.
الفوضى تعم الكونغو
تدهورت الأوضاع الاقتصادية وعمت الفوضى البلاد، وأعلن عن إضراب عام في أكتوبر/ تشرين الأول 1963 ففرضت الحكومة حالة الطوارئ, ونزل الجيش إلى الشارع لقمع الناس، وحل البرلمان.
ظهرت انتفاضات مؤيدة لأفكار لومومبا، واتسع نطاقها ليشمل المناطق الشمالية والشرقية، واتخذت من كونغو برازافيل في الغرب منطلقاً وكان يتزعمها بيار موليلي. وانطلقت مقاومة بقيادة غاستون سومياليو من بوروندي في الشرق.
استقال سيريل أدولا إثر قرار الأمم المتحدة بسحب قواتها من الكونغو، إلا أنه قبل استقالته اتصل بتشومبي في منفاه واتفقا على تولي الأخير زمام الحكم بدلا من أدولا، فتسلم تشومبي الحكم في أغسطس/آب 1964.
واسترد الجيش الوطني الكونغولي ستنليفيل بعد تدخل القوات البلجيكية وتم القضاء على الثوار في يناير/كانون الثاني 1965.
لم ترض نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في أبريل/نيسان 1965 تشومبي فأسس الجمعية الوطنية الكونغولية، غير أن كازافوبو أقال تشومبي من رئاسة الحكومة في 13 أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه، وفشل في تشكيل حكومة جديدة فتدخل قائد الجيش موبوتو فأقال كازافوبو وألزم البرلمان بانتخابه رئيساً للكونغو، وعين الكولونيل مولامبا الذي أخمد ثورة أنصار لومومبا رئيساً للوزراء.
علق موبوتو الدستور وحل البرلمان وألغى الأحزاب وقلص عدد المحافظات إلى 8 بدلاً من 21 محافظة واستعان بالجيش في إدارة الكونغو. وأسس موبوتو "الحركة الشعبية للثورة" الحزب الوحيد في الكونغو عام 1967، وبنى للومومبا تمثالاً في كينشاسا وأطلق عليه لقب شهيد الاستقلال الأول.
جمهورية الكونغو الثانية
أعلن موبوتو ولادة جمهورية الكونغو الثانية في 24 مارس/آذار 1967، ووضع للجمهورية الجديدة دستوراً يعطي السلطة لرئيس الدولة بدلا من رئيس الحكومة كما نص الدستور القديم. وانتُخب موبوتو رئيساً للبلاد بناء على الدستور الجديد بحصوله على نسبة 100% من الأصوات. ودعا شعب الكونغو إلى العودة للأصالة الأفريقية، ونبذ الأسماء الأوروبية سنة 1972، وغير اسم الكونغو إلى زائير، واسمه من جوزف ديزيريه إلى موبوتو سيسي سيكو.
الاقتصاد
أصدر موبوتو قوانين تشجع الاستثمارات الأجنبية احتذاء بساحل العاج في يونيو/ حزيران 1969، إلا أن الوضع الاقتصادي لم يتحسن خاصة بعد هبوط أسعار النحاس سنة 1971.
عاد موبوتو من الصين في فبراير/ شباط 1973 ليؤمم الكثير من الشركات الخاصة حتى ملكت الدولة قرابة 60% من اقتصاد البلاد مع نهاية سنة 1974.وتراجع موبوتو عن سياساته الاقتصادية الاشتراكية فأعاد الشركات المؤممة لأصحابها سنة 1976، إلا أن الوضع الاقتصادي استمر في التدهور فقام موبوتو بإقالة السياسيين من إدارة الدولة ليستبدل بهم خبراء تقنيين.
ازداد الوضع سوءاً بعد توقف تصدير النحاس الكونغولي عبر مرفأ لوبيتو في أنغولا بسبب الحرب الأهلية الدائرة هناك، ثم بسبب سوء العلاقة بين الدولتين بعد تولي الثوار الحكم في أنغولا إذ كان موبوتو معارضاً لحركة الثوار الشعبية.
تمرد يتلوه آخر
واجه موبوتو ثورة ضده سنة 1977 قيل إنها كانت مدعومة من أنغولا، وقد تمكن الثوار من الدخول إلى شابا (كاتنغا سابقاً)، ولم يتمكن موبوتو من القضاء عليهم إلا بالاستعانة بقوات مغربية وخبراء عسكريين مصريين وعمليات نقل عسكرية نفذتها القوات الفرنسية.
ولم تطل فترة الهدوء إذ بدأ تمرد جديد في شابا (كاتنغا سابقاً) في مايو/أيار 1978، إلا أن نزول قوات فرنسية وبلجيكية أنهت التمرد لصالح موبوتو.واستمرت محاولات التمرد على موبوتو حتى أن بلجيكا أرسلت 250 مظلياً لمساعدة قوات موبوتو في فبراير/ شباط 1979. وأعدم موبوتو مجموعة من العسكريين في نفس العام، كما أغلق الحدود الزائيرية.ووقع موبوتو مع مصر على اتفاقية تعاون عسكري وفني وتبادل وتدريب عسكريين في العاصمة الكونغولية كينشاسا في 8 فبراير/ شباط 1980.
عقد من الاستقرار
ساد الكونغو استقرار إبان الثمانينيات، لكن الوضع الاقتصادي استمر في التدهور وتراجع مستوى المعيشة لقطاع كبير من الناس.وأعلن موبوتو عن السماح بإقامة نظام ديمقراطي في أبريل/ نيسان 1990، وجرت انتخابات في يونيو/ حزيران 1991 فاز بها موبوتو، وتقلص عدد الأحزاب إلى حزبين بجانب حزب موبوتو الحاكم. وانتقد زعماء المعارضة النظام الانتخابي الذي منح موبوتو نتائج غير عادلة.
الاضطرابات: بداية العودة
بدأ موبوتو بإعادة تنظيم برلمان الحزب الواحد وأقال زعيم المعارضة ورئيس الوزراء تاشيسكيدي أوائل سنة 1993. وعاد ليحل البرلمان ويقيل رئيس وزرائه في يونيو/ حزيران 1994، مما دفع إلى إعلان إضراب عام في العاصمة.
نهاية موبوتو
حاول موبوتو في أكتوبر/تشرين الأول 1996 أن ينال من قبائل التوتسي المؤيدة للوران كابيلا والتي تعيش في شرق الكونغو على الحدود المتاخمة لرواندا مما أدى إلى دعم رواندا لقبائل التوتسي في الكونغو. وقاد لوران كابيلا قوات شكلها من قبائل التوتسي حرب عصابات ضد موبوتو استمرت 7 أشهر تمكن فيها من السيطرة على شرق البلاد.
وقد تلقى كابيلا دعم الدول التي استضافت معارضي موبوتو سيسي سيكو وهي أوغندا وبوروندي وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوي وأنغولا.
استمرت قوات المعارضة في التقدم دون مقاومة تذكر لينتهي حكم موبوتو بهروبه إلى المغرب في 16 مايو/ أيار 1997. ومات موبوتو في المغرب بالسرطان في سبتمبر/أيلول من العام نفسه.
حكم كابيلا
استبد كابيلا بالحكم، وبدا للمراقبين وكأنه لا يحمل خطة واضحة. واتهم كابيلا بمذابح ضد لاجئي قبائل الهوتو، ومنع الأمم المتحدة من التحقيق في المجازر المتهم بها. كما اتهم باستعانته بمليشيات أجنبية لتنفيذ مخططاته ضد أعدائه، وكذلك اتهمه الكونغوليون بالعمل لصالح رواندا. واختلف كابيلا مع مسانديه القدامى مثل رواندا وأوغندا.
اضطرابات جديدة
قاد معارضون لكابيلا من توتسي شرق الكونغو -يقال إنهم تلقوا دعمهم من رواندا وأوغندا- تمرداً ضده، وتمكن المعارضون من السيطرة على مناطق كثيرة من الكونغو. إلا أن تدخل قوات من زامبيا وزيمبابوي وأنغولا رجحت الكفة لصالح كابيلا وتراجعت قوات المعارضة من جديد.
وقعت الدول الست المعنية بالصراع في منطقة البحيرات العظمى على اتفاقية وقف إطلاق نار بحضور أطراف الصراع في الكونغو في عاصمة زامبيا أساكا في أغسطس/ آب 1999.
جددت أطراف الصراع في الكونغو الاتهامات المتبادلة بخرق اتفاقية إطلاق النار، مما أدى إلى رفض فصائل المعارضة حضور الحوار الوطني من أجل المصالحة الذي دعا إليه كابيلا في أكتوبر/تشرين الأول 1999.
اندلعت مواجهات إثنية وعرقية بين فصائل المعارضة في مناطق نفوذها في فبراير/شباط 2000، الأمر الذي أدى إلى إرسال قوات دولية لمراقبة تنيذ اتفاقية وقف إطلاق النار. واجتمع قادة دول البحيرات العظمى المرتبطون بالصراع الدائر في المنطقة للنظر في تنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار في أغسطس/آب 2000.
اغتيال كابيلا
لم تدم فترة حكم كابيلا طويلاً إذ أطلق أحد رجال كابيلا النار عليه في 16 يناير/ كانون الثاني 2001 لتنتهي مرحلة أخرى من النزاع في هذا البلد الأفريقي الغني الذي لم ينعم بالاستقرار منذ عقود طويلة.
_____________
المصادر:
تم إعداد المادة العلمية بتلخيص وإعادة عرض المادة المنشورة في موسوعة السياسة تأليف: د. عبد الوهاب الكيالي، المجلد الثالث، كلمة البحث "زائير" في قسم الحرف زاي، الطبعة الثانية، 1993، نشر المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت، لبنان.
كما اعتمد الجزء الخاص بالفترة من 1980 - 2001 على ما ورد في موقع مؤسسة: Learningnetwork
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع   الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع Emptyالأحد نوفمبر 15, 2015 6:51 pm

كان استقلال الكونغو في 30 / يونيو 1960 م .
 بعد تسعة أيام فقط من حفل الإستقلال ، بأصابع استخبارية اشتعلت القلاقل والحرب الأهلية في أرجاء الكونغو ، وهبطت قوات المظليين البلجيك « لحماية أرواح الرعايا البلجيك « ، و» نصح « الرئيس الأمريكي « أيزنهاور « الزّعيم لوممبا باللجوء إلي الأمم المتحدة ، لإجلاء الجيش « البلجيكي « عن الكونغو .
 طالب لوممبا الأمم المتحدة بالتدخّل لردع العدوان العسكري البلجيكي ، وإدانة تأييد بلجيكا انفصال مقاطعة «كاتنقا « وقيام دولة إنفصالية مستقلّة .
 طالبت الأمم المتحدة بلجيكا بالإنسحاب من الكونغو . أرسلت الأمم المتحدة قوات حفظ سلام تبلغ حجمها عشرين ألف جنديّ ، يمثّلون ثلاثين دولة . شارك السودان ضمن تلك القوة الدولية .
 في الفترة من 1945 ـــ 1960 حدثت (38) حرباً محليّة في العالم .
 كانت حرب الكونغو هي الثانية بعد الحرب الكوريّة ، من حيث إرسال قوَّات عسكرية دوليّة إلي منطقة حرب .
 وسرعان مااصطدم السكرتير العام للأمم المتحدة « داج همرشولد « بالرئيس لوممبا ، حول الدّور الذي ينبغي أن تلعبه قوات «حفظ السّلام « الدوليّة .
 ولتطويق انفصال «كاتنقا « المدعوم من بلجيكا ، وإحباط اعلان شومبي دولة جديدة ، فكرّ الرئيس لوممبا في طلب مساعدت خارجيّة ، ممّا أدخله في نزاع مع «كازافوبو» .
 في سبتمبر 1960 م عزل الرئيس لوممبا الذي يشغل منصب « رئيس الدّولة « ، عزل «كازافوبو « من منصب رئيس الوزراء ، وعيّن مكانه جوزيف إليو .
 كان «كازافوبو « رجل الغرب»  أي أمريكا.
 كان عَزْل « كازافوبو « «رجل أمريكا» من رئاسة الوزارة الكونغوليّة ،هي نقطة الغليان التي فجّرت الكونغو . حيث تحرّك عندئذ مباشرة جوزيف موبوتو  بانقلاب عسكري، وقام باعتقال الرّئيس لوممبا ، وأزاحه من الحكم و» ألقي به في السّجن « . لكن هل ألقي به فعلاً في السّجن ؟.
 بعد إزاحة لوممبا ، أصبح « كازافوبو « « رجل أمريكا « رئيساً في « ليوبولد ڤـيل» وأصبح «مويس تشومبي» « رجل بلجكيا « رئيساً في « اليزانيث ڤيل» ، وأصبح الزّعيم الوطنّي ورئيس الدّولة باتريس لوممبا في السّجن !.
 لكن هل أصبح فعلاً « باتريس لوممبا « في السجن ؟.
 أم أن جريمة كبرى قد ارتكبت ؟.
 وتحرّك أنصار لوممبا بقيادة « أنطوان جيزنجا « في « ستانلي ڤـيل « .
 واضطربت الأوضاع في الأمم المتحدة ، حيث هاجم الرئيس السوڤييتى خروتشوف السكرتير العام للأمم المتحدة « داج همرشولد « وطالبه بالإستقالة ،كما طالب بتكوين مجلس ثلاثي كبديل لمنصب السكرتير العام للأمم المتحدة .
 ذعِرت دوائر واشطن من وقوع صدام أمريكي ــ سوڤييتي علي أرض الكونغو.
 كان لأمريكا في الكونغو مخطّط علني ومخطّط سرّي ، يعملان معاً بصورة متزامنة .
كان المخطّط الأمريكيّ العلنيّ يديره وزير الخارجية « دين رسك « .
 حيث كان المخطط يعمل علي زيادة قوّات الأمم المتحدة ، لتدير حكم الكونغو من خلال قناع « واجهة كونغوليّة» .
 تمّ تصميم ذلك المخطّط الأمريكي العلنّي ، لاستخدام الأمم المتحدة أداةً ، لإجلاء بلجيكا عن الكونغو ، ووضع نهاية أبديّة لنفوذ(بروكسل ) في الكونغو .
 هل تحكم المخطّطات الغربية اليوم أجزاءً من الأقطار النامية ، باستخدم أداة الأمم المتحدة ، لتدير حكم تلك الأجزاء من خلال قناع المنظّمات الطوعيّة ؟.
 هل أصبحت قصقصة السيّادة الوطنيّة ، مبدأ جديداً غير معلن في السياسة الدّوليّة ؟.   هل أصبح مفهوم « السيادة الوطنية « من إرث الماضي وتراث القانون االدوّلي القديم ؟.
 هل أصبح مفهوم « السيادة الوطنيّة « من أساطير الأوّلين؟.
 أمّا المخطّط الأمريكيّ السّري في الكونغو في 30 / يونيو 1960م، فقد كان يستهدف تصفية الزّعيم لوممبا بالإغتيال الدمويّ ، وتعيين رئيس كونغولي « أمريكي « مكانه.
 كان يشرف علي تنفيذ المخطّط السّري « فرانك كارلوتشي « . حينها في نهايات عام 1960 م ، كان» كارلوتشي « ضابط استخبارات في وزارة الدفاع الأمريكية « البنتاغون « . ثم شغل « كارلوتشي « لاحقاً منصب وزير الدّفاع في عهد الرَّئيس «رونالد ريغان» .
 كان المخطّطان الأمريكيَّان العلنيّ والسّري يعملان بصورة متزامنة .
إستهدف المخطّط العلنيّ تصفية النفوذ البلجيكيّ .
إستهدف المخطّط السّري اغتيال الزّعيم باتريس لوممبا بشخصّيته الثورية، ونقائه الوطني ونفوذه الأسطوريّ السّاحر في قلوب الجماهير الكونغوليّة. كما استهدف المخطّط السّري الأمريكيّ تعيين عميل بدرجة رئيس، أو رئيس كونغولي ّ عميل  من طراز « موبوتو « ... رئيس جاء علي موعدٍ مع التاريخ !... «رئيس  حدث ذات مرَّة «، كما جاءت تسمية ذلك الرئيس في كتاب مذكرات موبوتو!.
 ماذا تضمنَّت الوثائق الأمريكيّة السَّرية التي تمّ الكشف عنها في الثمانينات؟. ماذا تضمّنت عن الدّور الأمريكيّ في اغتيال الرئيس باتريس لوممبا ؟. و أيضاً تلك الوثائق التي كشفت عنها لندن، ماذا تضمَّنت عن الدور البريطاني المشارك في اغتيال لوممبا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع   الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع Emptyالإثنين نوفمبر 16, 2015 8:23 am

فصل من مغامرة غيفارا الافريقية . عبدالناصر لغيفارا : لسنا بحاجة الى طرزان جديد ! 

تفاصيل النشر:

المصدر:
الكاتب: طلعت شاهين
تاريخ النشر(م): 5/1/1998
تاريخ النشر (هـ): 7/9/1418
منشأ:
رقم العدد: 12727
الباب/ الصفحة: 9
قال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لغيفارا: "وجود رجل ابيض واجنبي على رأس حركات التحرر في افريقيا يعيد الى الذاكرة حكايات طرزان، ونحن لا نريد طرزاناً آخر في افريقيا". جاء ذلك في كتاب "الحياة على حافة الجمر: قصة حياة تشي غيفارا" الذي صدر في مدريد للاكاديمي المكسيكي خورخي خ. كاستانييدا الاستاذ بجامعة الاوتونوما الوطنية بالمكسيك وجامعة نيويورك الاميركية، وأحد ابرز الاكاديميين الذين تابعوا حياة الاميركي اللاتيني الاسطورة غيفارا والذي تم اكتشاف المقبرة التي دفنته فيها المخابرات المركزية الاميركية مع ستة من رفاقه بعد اغتيالهم في بوليفيا قبل ثلاثين عاماً.
يصف الكاتب تفاصيل هذا اللقاء بين رجل الثورة العالمية وزعيم حركة التحرر العربية والافريقية جمال عبدالناصر في القاهرة في فصل خصصه لتناول تفاصيل "مغامرة تشي غيفارا الافريقية"، التي كانت بداية احساسه بالاحباط، والتي ربما كانت السبب في اندفاعه نحو بوليفيا التي لم يكن يعرف طبيعتها الجغرافية ولا يجيد لهجة هنودها المحليين… فكان مصرعه هناك نهاية لحياة مناضل، وبداية للاسطورة التي حاولت "الامبريالية الاميركية" خنقها، لكنها كانت تزداد اشتعالاً كما لو ان محاولات المخابرات المركزية الاميركية اخمادها تبدو كسكب الزيت على النار.
كان غيفارا ذهب الى افريقيا عن طريق الجزائر، والتقى مرات عدة بالرئيس الجزائري وقتها احمد بن بله وناقش معه المشاكل التي تواجهها حركات التحرر الافريقية الموزعة ما بين التأييد الصيني الماوية، والسوفياتي اللينينية الستالينية. وكان الزعيم الثوري يرى ان هذا هو السبب الرئيسي في اخفاق تلك الحركات في مواجهاتها للاستعمار الغربي الذي كان يسيطر على مقدرات افريقيا ويعيق حركتها نحو التقدم.
في الجزائر اجتمع غيفارا مع عدد من قادة حركات التحرر في افريقيا على اختلاف اتجاهاتهم: انغولا، وموزامبيق، وغينيا بيساو. ومن خلال هذه الاجتماعات وضع غيفارا اصبعه على اهم المشاكل التي تواجهها تلك الحركات التحررية، ووصل الى نتيجة واحدة مؤداها انه لا بد من توحيد تلك الحركات ووضعها تحت قيادة واحدة حتى يمكن التنسيق بين عملياتها العسكرية، عدا الكونغو التي كان يرى انها تختلف عن غيرها من الحركات الافريقية الاخرى لأنها تفتقر الى وجود "شعب" بالمعنى المفهوم سياسياً، اذ يسكنها عدد من القبائل المتفرقة. لذلك كان لا بد من اتخاذ اجراءات معينة لاعادة اشعال الحركات الخامدة.
وفي محاولاته لتطبيق نظريته، امضى غيفارا حوالى ثلاثة اشهر متنقلاً بين العواصم الافريقية، وفي كل عاصمة كان موضوع توحيد حركات التحرر الافريقية شغله الشاغل. لكنه كان يعلم ان الوصول الى هذا الهدف دونه العديد من العقبات التي لا بد من تخطيها، اولاها توحيد المساعدات السوفياتي والصينية التي كانت توجهها الدولتان الى حركات التحرر الافريقية، لأن توزع تلك المساعدات ما بين الدولتين كان، في رأيه، يعيق تقدم حركات التحرر في كفاحها ضد الاستعمار.
وخلال اللقاءات التي عقدها مع احمد بن بله في الجزائر، توصل الى نتيجة مؤداها انه لا بد من غمس يديه في نيران افريقيا وبشكل مباشر، على رغم انه قال اكثر من مرة في تصريحات صحافية ان تحرير افريقيا مشكلة افريقية، لكنه كثوري كوبي يرى ان كوبا لها دور في مساعدة تلك الحركات. الا ان انغماسه في الحركات التحررية الافريقية كان نابعاً من تحليله للوضع على الطبيعة، ورأيه في ذلك الوقت "ان افريقيا تعتبر اهم ارض لاجراء تغييرات مهمة في النضال ضد الاستعمار"، ولأن افريقيا في تلك الحقبة كانت "ارضاً لا يملكها احد، وكانت لا تزال خارج نطاق التقسيم الاستعماري بين القوى الكبرى"، ما يجعل الانتصار فيها اقرب للتحقق من اي منطقة اخرى، وربما كان الانتصار فيها دافعاً لموسكو لزيادة مساعداتها لكوبا التي كانت تحاول آنذاك ان تصدّر ثورتها الى دول اميركا اللاتينية الاخرى.
خلال الاشهر التي قضاها غيفارا في افريقيا مرّ بالقاهرة مرات عدة، وفي احدى هذه الزيارات التقى بالرئيس عبدالناصر، وخلال اللقاء كان واضحاً امام الزعيم المصري ان غيفارا يعاني من حالة احباط شخصية، وطبقاً لتعبيره فإن "شخصية غيفارا تبدو حزينة". وجرى الحديث بينهما بحضور الصحافي المعروف محمد حسنين هيكل، وقال غيفارا للرئيس عبدالناصر وقتها انه ذاهب الى تنزانيا لدراسة الوضع على الطبيعة مع حركة تحرير الكونغو، الا ان عبدالناصر لم يبد حماساً لهذه الفكرة، وقال له: "وجود رجل ابيض واجنبي على رأس حركات التحرر الافريقية سيبدو مثل طرزان".
لكن غيفارا حاول بكل الطرق ان يحصل من عبدالناصر على وعد بمساعدة حركة التحرر في الكونغو، ووافق الرئيس المصري على تقديم مساعدات، لكنه رفض فكرة ارسال قوات مصرية الى هناك قائلاً: "لو انك ذهبت الى الكونغو برفقة قوات كوبية، وارسلت انا قوات مصرية فسيقولون انه تدخل اجنبي، وفي هذه الحالة ستكون اضرار مساعدتنا اكثر من نفعها".
ويبدو ان غيفارا لم يكن مقتنعاً بآراء عبدالناصر، وكان يرى فيها مجرد محاولات لثنيه عن عزمه العودة الى افريقيا لقيادة نضالها ضد الاستعمار. لكنه سلّم في النهاية، وقال للرئيس عبدالناصر: "كنت انوي الذهاب الى الكونغو، لكن الوضع هناك يجعلني اقبل آراءك. وهذا ايضاً يجعلني استبعد فكرة ذهابي الى فييتنام…".
اما عبدالناصر فقد خرج من تلك المحادثات المطولة بنتيجة مؤداها ان غيفارا "كان الموت وسواسه الوحيد"، وقال: "ان اللحظة الفاصيلة في حياة اي رجل هي اللحظة التي يقرر فيها مواجهة الموت. اذا واجهه يكون بطلاً، سواء نجح في مسعاه ام لا. فالانسان يمكن ان يكون سياسياً جيداً او سيئاً، لكنه اذا لم يواجه الموت فلن يكون اكثر من مجرد سياسي".
وغادر غيفارا القاهر الى الجزائر ليشارك في "مؤتمر التضامن الافريقي - الآسيوي" وهناك التقى مجدداً بالرئيس بن بله وناقش معه نتائج رحلته الى بكين. ويبدو - طبقاً للكاتب - ان غيفارا لم يكن قرر بعد تنفيذ فكرة ذهابه الى الكونغو، لانه اشار في مذكراته التي تم الكشف عنها اخيراً الى ان لوران كابيلا كان رافضاً لفكرة قيام غيفارا بقيادة عمليات القوات الكوبية هناك. لكن يبدو ان الاحداث العالمية كانت وراء مغامرته الافريقية، واهمها الاتفاق الذي وقع في موسكو وحدد العلاقات التجارية وطرق الدفع بين كوبا والاتحاد السوفياتي، وقد اعتبره غيفارا مجحفاً بكوبا، لأن موسكو وضعت اسعاراً مرتفعة للمعدات ما يعني توجيه المزيد من صادرات السكر الكوبي الى الاتحاد السوفياتي لدفع الثمن المطلوب.
هذا الوضع غير المقبول في العلاقات السوفياتية مع كوبا التي كانت في حاجة الى المساعدة لمواجهة الحصار الاميركي دفع غيفارا الى القاء خطابه الشهير قبل مغادرته الجزائر، وهاجم فيه الدول الاشتراكية. واكثر جوانب خطابه عنفاً القسم الذي قال فيه: "تنمية الدول التي بدأت خطوات تنميتها بعد التحرر يجب ان تتحملها الدول الاشتراكية… لذلك يجب عدم الحديث عن التجارة مع هذه الدول حسب القيمة السعرية… كيف يمكن ان تستفيد الدول حديثة التحرر التي يجب ان تدفع من عرقها ودمائها مقابل استخدام مواد وآلات تنموية طبقاً لأسعار السوق؟… لو اننا تحدثنا عن علاقات تقام على هذا النسق فانه يمكننا ان نقول ان تلك الدول الاشتراكية تسير في طريق الممارسات الامبريالية… الدول الاشتراكية يحتم عليها الواجب الاخلاقي مساعدة الدول التي تحررت من الاستعمار".
منذ تلك اللحظة بدأ الاتحاد السوفياتي ينظر الى غيفارا باعتباره شخصية مقلقة، وكان يغذّي هذه النظرة لدى موسكو ميل غيفارا نحو الصين، واسفاره المتعددة الى بكين، اضافة الى اشياء اخرى منها مغامراته الثورية في افريقيا.
فور عودته الى كوبا بعد خطابه الشهير، بقي غيفارا فترة يفكر في مستقبله، ويبدو انه حدد مسار حياته خلال المرحلة التالية. وبدا هذا واضحاً بعد حواره الطويل مع فيديل كاسترو وشقيقه راؤول، ذلك الحوار الذي تؤكد الوثائق انه استمر لاكثر من اربعين ساعة متواصلة، حدثت خلاله لحظات من الشد والجذب، عندما اتهمه راؤول بأنه "تروتسكي النزعة، وله ميول صينية"، ووصفه بأنه "غبي". ومع ذلك ظل كاسترو يراقب المشهد من دون ان يدافع عن غيفارا في مواجهة كلمات شقيقه القاسية؟
منذ تلك اللحظة قرر غيفارا ان تكون افريقيا وجهته لاشعال الحرب الثورية ضد الامبريالية، لكن ميول لوران كابيلا الذي كان في ذلك الوقت يحاول اسقاط تشومبي في الكونغو وتطلعه الى لعب الدور الرئيسي في حرب تحرير لا يمارسها، واكشاف غيفارا ان كلمة "شعب" بمعناها السياسي والديموغرافي لا توجد في تلك البلاد التي كانت تعيش حالة من القبلية… دفعته الى مغادرة افريقيا نهائياً، واغلاق فصل "مغامرته الافريقية".
يبدو واضحاً ان احباطه في تلك القارة دفع به الى القيام بمغامرته الانتحارية في بوليفيا التي كانت مصيدته النهائية، وايضاً مولد اسطورته. لم ينتظر الموت بل بحث عنه ليواجهه، وعندما واجهه، واجهه بشجاعة جعلته يسخر من قتلته حتى آخر رمق، فكان ثورياً غير عادي، وسياسياً غير عادي، كما قال جمال عبدالناصر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الكونغو الديمقراطية: تاريخ من الصراع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النزاعات الاثنية في إفريقيا وتأثيرها على مسار الديمقراطية فيها:جمهورية الكونغو الديمقراطية نموذجا
» كتاب : النزاعات الاثنية في افريقيا و تاثيرها على مسار الديمقراطية فيها - جمهورية الكونغو الديمقراطية نموذجا
» تاريخ الاستشراق وسياساته: الصراع على تفسير الشرق الأوسط
» لحوكمة الديمقراطية وأداء الديمقراطية
» الديمقراطية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** ماســـــتر (Master) ******* :: السنة الأولى ماستار ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: علاقات دولية ودراسات أمنية-
انتقل الى:  
1