منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» المحاضرة الثالثة لمادة تاريخ الفكر السياسي
الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء أكتوبر 09, 2024 8:21 am

» المحاضرة الثانية لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:37 pm

» المحاضرة الأولى لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:29 pm

» برنامج محاضرات الفكر السياسي 1
الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:24 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:25 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي ماي 2024
الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:19 am

» امتحان مادة علم الاجتماع السياسي ماي 2024م
الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء مايو 15, 2024 9:33 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Empty
مُساهمةموضوع: الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970   الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Emptyالجمعة نوفمبر 13, 2015 11:51 pm

الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970



في أغسطس 1967 أرسل الجنرال رئيس الحكومة النيجيريا ورئيس المجلس العسكري الحاكم رسالة عاجلة إلى الرئيس المصري جمال عبد الناصر، يشرح فيها الخطر الذى تتعرض له بلاده جراء غارات جوية يومية تشنها طائرتان أصبح يمتلكهما الجنرال اوجوكو قائد الانفصال فى بيافرا على العاصمة لاگوس دون أن تلقى أى مقاومة، حيث لم يكن هناك أى نوع من أنواع الدفاع الجوى، وأوضح أنه لا يمكن الصمود فى مواجهة هذه الغارات أكثر من أيام قليلة، وذكر الجنرال أنه لجأ إلى جهات عديدة، ولم يسعفه أحد، غير أن الاتحاد السوڤيتي أمده بطائرات ميگ 19 ولكن دون طيارين، وذكر الجنرال جوان في رسالته أنه يدرك تماما صعوبة الموقف الذي يمر به الرئيس عبد الناصر فى الوقت الحالي، ولكنه يتساءل عن إمكانية أن يسعى الرئيس المصري لدى أصدقائه - وذكر من بينهم الجزائر - ليمده بعدد من الطيارين للطائرات الميگ.[12]
كان عبد الناصر بالفعل يمر بظروف بالغة التعقيد بعد هزيمة عسكرية في حرب يونيو 67 لم يمر عليها سوى أسابيع قليلة، وكان قد بدأ حرب جديدة هي حرب الاستنزاف تمهيداً لتحرير الأراضى المحتلة، كما كان يستعد للسفر إلى الخرطوم لحضور أول قمة عربية بعد هزيمة 1967. وفى هذا الجو المشحون تسلمت هذه الرسالة بصفتى الوزير المسئول عن الشئون الافريقية فى ذلك الوقت وقمت بعرضها فورا على رئيس الجمهورية لخطورة ما جاء بها. وجاء تعليق ورد الرئيس جمال عبد الناصر على هذه الرسالة سريعا وحاسما، فقد قال: لا أعتقد أن أحدا من أصدقائنا أو غيرهم سوف يستجيب لهذا الطلب، فقد سبق أن تعرضنا لموقف مشابه، ولم يستجب أحد لندائنا، فإرسال طيارين يختلف عن مجرد ارسال معدات عسكرية، ولكننى لا أريد أن تنتكس افريقيا بنكستنا، خاصة نيجيريا بما تمثله من أهمية فى القارة الإفريقية، كما أن نجاح بيافرا فى الانفصال سوف يتبعه تقسيم نيجيريا إلى دويلات، وكان هذا فعلا ما ينادى به أوجوكو الذى كان يرى أن أسس الوحدة الفيدرالية قد انهارت تماما، وأن الحل الوحيد هو اقامة اتحاد كونفيدرالى من أربع دول مستقلة تماما هى الأقاليم الاربعة القائمة فى ذلك الوقت، وعلى هذا الأساس كان قرار جمال عبد الناصر الوقوف مع نيجيريا ومساعدتها فى القضاء على انفصال بيافرا، وبالتالى تم تكليفى بالاستجابة لطلب الجنرال جون على الفور وإمداده بالطيارين على أن يكونوا من الضباط الذين تركوا الخدمة فى القوات الجوية، وقال لى عبد الناصر انه نظرا لانشغالاته العديدة فى الفترة المقبلة فإنه يخولنى سلطات رئيس الجمهورية فى كل ما يتعلق بهذه المهمة.
ولم تكن مهمتى سهلة خاصة فى البداية، فقد كان عامل الوقت ضاغطا بشكل كبير تحت استعجال السلطات النيجيرية وملاحقتهم لى، وكان على أن أتعامل مع جهات عديدة وافراد ليسوا فى الخدمة، وعلى أن أوفر أطقم الصيانة واللاسلكى كل ذلك خارج القنوات الرسمية حفاظا على السرية، كما كان على أيضا أن أنهى الترتيبات مع السلطات النيجيرية وتحديد قواعد وأسلوب التعاون بيننا بالشكل الذى لا يسبب لنا أى تعقيدات دولية نحن فى غنى عنها، فاتفقت على أن تأخذ العملية شكل التعاقد الفردى بين سفارة نيجيريا فى القاهرة، وكل فرد على حدة أى انها اتخذت فى مظهرها شكلا مماثلا لما يفعله المرتزقة الأوروبيون رغم أن الضباط المصريين لم يكونوا مرتزقة فى واقع الأمر حيث كانت المهمة وطنية بامتياز، ولكننا كنا نستخدم أحد الأساليب التى استخدمتها قوى الاستعمار فى الكونغو، وفى أماكن كثيرة أخرى. وقد وصلت الدفعة الأولى من الطيارين المصريين إلى لاجوس بعد أيام قليلة من استلام رسالة الجنرال جوان، وفى اليوم التالى لوصولهم كانوا يقودون الطائرات الميج ويملأون سماء لاجوس وسط فرح وتهليل أهالى العاصمة فقد كان ذلك ايذانا باختفاء طائرات أوجوكو وانتهاء غاراتهم نهائيا.
وكلف الضباط المصريون بعد ذلك بضرب مطار بيافرا وابقائه معطلا بصفة دائمة، وكان معنى ذلك وقف الامداد العسكرى إلى بيافرا، والذى كان معظمه يصل عن طريق الجو. ثم انغمس الطيارون المصريون فى الحرب النيجيرية ضد قوات الانفصال، وزاد عدد الطيارين المصريين فى نيجيريا بتقدم الحرب وانشاء كلية طيران فى لاجوس لتدريب الضباط النيجيريين واضطررنا إلى الاستعانة بطيارين من القوات الجوية المصرية مباشرة لاستكمال الاعداد المطلوبة، واستمر وجود الطيارين المصريين يشاركون فيما يطلب منهم إلى ان انتصرت القوات الفيدرالية وهرب اوجوكو إلى ساحل العاج واستسلمت قواته، وتم القضاء نهائيا على محاولة انفصال بيافرا، وبقيت نيجيريا موحدة.
لقد كانت مصر الدولة الوحيدة التى اشترك جنودها مع القوات النيجيرية فى حماية سمائها، وفى إنهاء الانفصال، وجاء ذلك فى إطار من الصداقة والتعاون والعلاقات المتينة بين البلدين طوال فترة الستينيات وبداية السبعينيات، وقفت خلالها نيجيريا مع مصر وأيدتها فى كل قضاياها التى عرضت بالأمم المتحدة فى أوقات كانت عصيبة. وأراد الجنرال جوان ـ رئيس المجلس العسكرى أن يعبر عن شكره وتقديره للرئيس جمال عبدالناصر وحكومته، فكانت القاهرة أول عاصمة يزورها رسميا بعد أن استعادت نيجيريا وحدتها، وفى أول لقاء للجنرال جوان مع عبد الناصر قال متحدثا عن دور الطيارين المصريين لقد كان لأحفاد الفراعنة دور أساسى فى النصر الذى حققناه.

التوثيق

ليس هناك الكثير من التفاصيل عن الدور المصري في الحرب الأهلية النيجيرية، ومعظم المصادر بالإنگليزية، وجاء ذكرها بالعربية في رسالة جامعية على موقع الأهرام عرضها بطرس بطرس غالي عن الحرب في مجلة السياسة الدولية سنة 1975، دون أن يذكر مصر.
أما المصادر الإنگليزية فلا تذكر مصر إلا بشكل عابر لكنها تتفق على الدور الذي لعبته: قيام الطيارين المصريين وهم يقودون طائرات حربية روسية حديثة (إليوشين وفقًا لبعض المصادر) باعتراض طريق رحلات المؤن والإمدادات للجانب البيافري وقتل المدنيين البيافريين، إذ ألحقوا بهم خسائر كبيرة في الأرواح وهم في مواقع مدنية، ومن على ارتفاع منخفض، مثل مراكز إيواء اللاجئين والمستشفيات وغيرها بشكل واضح فيه استهدافهم، وكل هذا بعد وقت قليل جدًّا من هزيمة 1967 المرتبطة عسكريًّا بتدمير سلاح الطيران المصري. وهكذا فإلى جانب قوات الشمال النيجيري المسلم، قام «تحالف أممي من بريطانيا العظمى والاتحاد السوفيتي ومصر وجامعة الدول العربية دون شفقة بقتل عدة ملايين من الأطفال والنساء والرجال الإجبو/البيافريين قصفًا و…تجويعًا».[13]
وفي حوار جمال نكروما بعد الثورة المصرية 2011، مع محمد فايق، رجل عبد الناصر في أفريقيا، ونائب المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر وقت إجراء الحوار، ورئيسه فيما بعد، يقول فايق إن من ضمن التحديات التي واجهتها سياسة عبدالناصر في أفريقيا أنه «عند نشوب الحرب الأهلية النيجيرية بعد انفصال بيافرا ثارت ثائرة أمم أفريقية عديدة متعاطفة مع القضية البيافرية حيال موقف القاهرة الموالي لنيجيريا. واتهم الرئيس التنزاني جوليوس نيريري ونظيره الزامبي كينيث كاوندا مصر بدعم نيجيريا بسبب الانحياز الديني»، لكن أبطال الاستقلال أساؤوا فهم زميلهم المصري، بحسب فايق، الذي يقول إن الأخير أيد «سيادة نيجيريا ووحدتها الوطنية واتصالها الجغرافي». و«عارض…بضراوة بلقنة أفريقيا».وبقي أبطال الاستقلال أصدقاء مقربين «بغض النظر عن الاختلافات السياسية» و«كانوا يتحدثون بصراحة شديدة وتبادلنا الرؤى والأفكار بحرية».
لكن تبقى غريبة قلة المعلومات المتاحة عن حرب أهلية/جريمة إبادة حديثة ومجاعة كبرى دامت ثلاث سنوات على الأقل، ولعلها تشي بقلة المعلومات خارج الإنترنت أصلاً. وربما كان من ضمن الأسباب بطء المؤرخين، إذا استبعدنا فكرة التكتم والمسكوت عنه.وبالطبع فإن الصمت لا يخص دور مصر فقط، بل ربما كان سببه الأساسي ضلوع قوى غربية كبرى. ولم ينشر تشينوا أتشيبي (وهو من إجبو بيافرا) مذكراته عن الحرب، «التي طال انتظارها» وفقًا لـ«بي بي سي»، سوى في 2012، قبل وفاته في العام التالي. وحتى في الأدب، لم تظهر رواية تشيماماندا أديتشي المولودة بعد الحرب سوى في 2006. ومن اللافت أن مترجمتها إلى العربية، بعنوان «نصف شمس صفراء» (الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2009)، هي فاطمة ناعوت، الكاتبة البارزة المؤيدة للسيسي والجيش بعد انقلاب 30 يونيو والمذابح التي تلته والمحبة لعبدالناصر.
يرد ذكر مصر والمصريين مرتين في الرواية. ففي صفحة 425 من الطبعة المصرية يقول أحد الأبطال:
بوسعك أن تخبرهم كيف أننا مستمرون في الصمود منتصرين برغم الميج الـ 17 النيجيرية والـ 28 والـ 29 التي يقودها طيارون روس ومصريون وتقذفنا بالقنابل كل يوم، وكيف أن بعضهم يستخدم طائرات ركاب يدحرجون منها القنابل بخشونة ليقتلوا النساء والأطفال.
وفي صفحة 469، يدعو قس في صلوات الصباح قائلاً:
الرب يبارك فخامته! الرب فليعط تنزانيا والجابون القوة! فليدمر الرب نيجيريا وبريطانيا ومصر والجزائر وروسيا! باسم المسيح المقدس!
وفي مذكرات أتشيبي، يرد ذكر المصريين 4 مرات منها مثلا في صفحة 136، تحت عنوان «دماء، دماء في كل مكان»:
وجد البيافريون أنفسهم تحت هجوم كثيف بعد هجمة وسط الغرب. فسيطرت الفرقة الأولى في الجيش بقيادة محمد الشوة، بسرعة، متقدمة مع ثيوفيلوس دانچوما، على مدينة نسوكا الجامعية، ثم قصفت بلا هوادة عاصمة بيافرا بأسلحة ثقيلة.ساعد في العملية العسكرية الطيارون المرتزقة المصريون وهم يقودون طائرات الجيش النيجيري الجديدة البريطانية و…التشيكية و…السوفيتية.

بيبليوجرافيا


  • Shadows : Airlift and Airwar in Biafra and Nigeria 1967-1970, by Michael I. Draper (ISBN 1-902109-63-5)
  • On Wings of War: My Life as a Pilot Adventurer, by Jan Zumbach
  • Warfare of the 20th Century, by Christopher Chant; Chartwell Books, 1988.
  • The Nigerian Revolution and the Biafran War, by Alexander A. Madiebo; Fourth Dimension Publishers, 1980.
  • Surviving the iron curtain: A microscopic view of what life was like, inside a war-torn region by Chief Uche Jim Ojiaku, ISBN-10: 1424170702; ISBN-13: 978-1424170708 (2007)
  • Ejibunu, Hassan Tai: Nigeria´s Delta Crisis: Root Causes and Peacelessness - EPU Research Papers: Issue 07/07, Stadtschlaining 2007
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970   الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Emptyالجمعة نوفمبر 13, 2015 11:52 pm

الدور المصري في حرب بيافرا
جزء من مساعدة الزعيم جمال عبد الناصر لأفريقيا ,كانت مساندة الزعيم جمال عبد الناصر لأفريقيا لأنة كان تفكيرة بأن الأمن القومي الأفريقي من الأمن القومي المصري ولأن مصر تقع جغرافيا في القارة الأفريقية ,وكانت مساندة مصر للشعوب الحرة الأفريقية حرب للمصالح الأمريكية والغربية والإسرائيلية في أفريقيا عن طريق أعوان الأستعمار في أفريقيا فرأى الزعيم جمال عبد الناصر أن يبعد أمريكا والغرب وإسرائيل من القارة الأفريقية بالحفاظ على وحدة الدول الأفريقية والحفاظ على ثرواتها من الأستعمار وأعوان الأستعمار.

  • من كتاب السيد/محمد فايق، من رواد المخابرات المصرية، أول من تولى مكتب الشئون الأفريقية بالمخابرات المصرية. وهو مهندس العلاقات المصرية الأفريقية. تولى وزارة الإعلام والدولة للشئون الخارجية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر

أسم الكتاب: عبد الناصر والثورة الأفريقية -كيف ساعدت مصر نيجيريا عسكريا بعد أسابيع من هزيمة 67 دون أن تتحمل مصر أعباء إضافية -الفوائد التي عادت على مصر من وراء تلك المساعدة -الدوافع التي جعلت الرئيس جمال عبد الناصر يستجيب لطلب نيجيريا -محاولة أنفصال إقليم بيافرا (الغني بالبترول) في نيجيريا -بترول إقليم بيافرا النيجيري يصل لأمريكا دون المرور في قناة السويس ولذلك كانت أمريكا تساعد الأنفصاليين -كانت مساعدة مصر لنيجيريا هي في حقيقتها حربا ضد مصالح الغرب وإسرائيل.

  • الزعيم جمال عبد الناصر يقدم المساعدة لنيجيريا لإنهاء الحرب الأهلية في أقليم بيافرا:



الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 250px-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A7
عبد الناصر في نيجيريا.
في شهر أغسطس 1967 تسلم الرئيس جمال عبد الناصر رسالة الكولونيل يعقوب جوون رئيس نيجيريا ورئيس المجلس العسكري يعرض فيها الخطر الذي تتعرض لة بلادة نتيجة غارات الطائرات التي أصبح يمتلكها أجوكو قائد الأنفصال في أقليم بيافرا والتي أصبحت تقصف العاصمة لاجوس يوميا دون أن تجد أي مقاومة الأمر الذي خلق حالة من الذعر أصابت الأهالي وسكان العاصمة على وجه الخصوص.
وأوضح جوون في رسالتة أنة أستطاع الحصول على عدد من الطائرات الميج 17 أمده بها الاتحاد السوفيتي ولكنه لايجد الطيارين الذي يمكنهم العمل على هذة الطائرات. ومضى جوان يقول أنة يعرف الظروف العسكرية الصعبة التي تمر بها مصر كما يعرف أنها تحتاج لكل مقاتل ولكنة فقط يرجو من الرئيس جمال عبد الناصر أن يستخدم نفوذة لإقناع الرئيس الجزائري هواري بومدين حتى يمدة بعدد من الطيارين الجزائريين المدربين على طائرات الميج 17 الموجودة لدية وأوضحت الرسالة أن مسألة الحصول على هؤلاء الطيارين أصبحت مسألة حياة أو موت .وكانت الحرب الأهلية في نيجيريا قد أندلعت منذ أعلن الكولونيل أجوكو الحاكم العسكري لإقليم شرق نيجريا أستقلال الأقليم باسم جمهورية بيافرا وذلك في 30 يونيو 1967 وأستطاع الحصول على عدد من الطائرات يعمل عليها طيارون من المرتزقة الأوروبيين أغلبهم من الذين أستأجرهم تشومبي عندما قام بمحاولتة الأنفصالية في إقليم كاتنگا (في الكونغو) وأصبح الخطر الذي تتعرض له نيجيريا بمحاولة انفصال إقليم بيافرا الغني بالبترول شديد الشبة بذلك الخطر الذي سبق أن تعرض لة الكونغو بمحاولات فصل إقليم كاتنجا الغني بالمعادن.
ولهذه الأسباب تدفقت على أجوكو كميات كبيرة من الأسلحة وحصل على الطائرات ,كما وصل ببيافرا المرتزقة الأوروبيين من الذين يؤيدون كل أنفصال يحدث في الأقاليم الأفريقية الغنية والتي تتركز فيها رؤوس الأموال والسيطرة الأوروبية .وكانت المؤسسات الأوروبية والأمريكية ذات المصالح في هذة المنطقة تشارك في تمويل عمليات التسليح وتسهل وصول الأسلحة إلى الأقليم الشرقي .وكانت قد توفرت لدينا معلومات تفيد بتدفق كميات كبيرة من الأسلحة الإسرائيلية إلى بيافرا إلى أن إسرائيل نفسها كانت لها مصلحة في تفتيت نيجيريا التي تضم أكبر تجمع إسلامي في أفريقيا. كما كان لإسرائيل أستثمارات في نيجيريا وتطمع في أن يكون لها وضع مميز في الدولة الجديدة الغنية .
كان هذا الوضع في نيجيريا عندما تسلم الرئيس جمال عبد الناصر طلب رئيس الحكومة العسكرية في نيجيريا التوسط لدى بومدين من أجل إرسال الطيارين القادرين على التصدي لغارات أجوكو الجوية وكان ذلك أيضا بعد أسابيع قليلة من هزيمة 5 يونيو 1967 وفي الوقت الذي يستعد فية الرئيس جمال عبد الناصر لحرب الأستنزاف وتهيئة الجيش المصري لتحرير أرض مصر المحتلة ولكنة لم يكن قد أنتهى بعد من تهيئة الأوضاع الداخلية -بمشاكلها المترتبة على هزيمة يونيو العسكرية -لمواجهة المرحلة الجديدة .فقد كان المشير عبد الحكيم عامر في بيتة بالجيزة ,وقد حولة إلى قلعة عسكرية ويحاول الأتصال بضباط الجيش والوحدات لتعزيز مركزة من جديد.
وفي أغسطس 25 أغسطس طلبني الرئيس جمال عبد الناصر لبحث معي موضوع رسالة الكولونيل جوان .وقال الرئيس جمال عبد الناصر أنة يعرف جيدا أن الحكومة العسكرية في نيجيريا لن تحصل على طيارين لامن الجزائر ولامن أي مكان أخر .فقد تعرضنا في مصر لموقف مشابة في يونيو 1967 ولم يستجب أحد لندائنا ,فإرسال طيارين أمر يختلف كثيرا عن مجرد إرسال معدات عسكرية .وقال عبد الناصر أنة لايريد أن يلقي الحكم في ننيجريا نفس الصدمة التي لقيناها في مصر لأن هذا الحكم العسكري قد يضعف أمام صدمة مماثلة فيذعن لقوى الأنفصال والقوى المحركة لة .وهذا ماتريدة أمريكا التي يهمها إرهاب الحكومات الأفريقية حتى تخضع لسيطرة وحكم المؤسسات والشركات الرأسمالية والأحتكارات المرتبطة بالأمبريالية.وقال عبد الناصر أننا لانريد أن تنتكس أفريقيا بما حدث لنا في يونيو 1967 .يجب أن يكون هذا أساسا واضحا في أستراتيجتنا .وكان من الواضح أن أستقلال بيافرا بهذة الطريقة هو خلق لكيان جديد في هذة المنطقة يمكن أن يلعب لحساب أمريكاوالدول الأستعمارية دورا مماثلا لذلك الذي تلعبة إسرائيل في الشرق الأوسط .ولهذة الأعتبارات كلها قرر الرئيس جمال عبد الناصر مساعدة الحكومة الفيدرالية في نيجيريا لمقاومة الحركة الأنفصالية في بيافرا والإبقاء على وحدة نيجيريا.وكان ذلك بالأستجابة لطلب الكولونيل جوان بإرسال الطيارين المطلوبين. ونظرا لأن الظروف وقتها لم تكن تسمح للقوات الجوية المصرية بالأستغناء عن أي طيار مقاتل فقد كلفني عبدالناصر بأن يكون ذلك من الطيارين المتقاعدين الذين تركوا الخدمة بالقوات الجوية .وقام مكتب الشؤون الأفريقية بمصر بحصر هؤلاء الضباط وأستدعائهم على دفعات وتم الأتفاق مع السلطات النيجيرية على أن تأخذ العملية شكل التعاقد الفردي بين الأفراد والحكومة النيجيرية وذلك تجنبا التعقيدات الدولية الناتجة عن تدخل مصري مباشر. أي أنها أتخذت في مظهرها شكل المرتزقة الأوروبيين ,ولكن في حقيقة الأمر كان هؤلاء أبعد مايكونوا عن أن يوصفوا بهذا الوصف .فقد كانت الحكومة المصرية هي التي تكلفهم وتنظم هذا التعاقد معهم وتستدعي منهم من تريد. كان هناك ضابط اتصال مصري في لاجوس على أتصال مباشر بمكتب الشؤون الأفريقية بمصر يتم عن طريقة كل مايتعلق بشؤون هؤلاء ويقوم بالتنسيق مع السلطات النيجيرية .وكان دافع هؤلاء الضباط هو خدمة الأهداف الوطنية المصرية في المقام الأول ,تلك الأهداف التي أتفقت مع مصلحة نيجريا .ولازلت أذكر لقائي مع الدفعة الأولى من الطيارين الذين أستقبلتهم لأكلفهم بهذة المهمة وكيف تركز أهتمامهم كلة على الرغبة في معرفة مدى وكيفية تأثير نتائج هذة الحرب النيجيرية علينا وأهمية ذلك بالنسبة لمعركتنا الأساسية مع إسرائيل دون أن يسأل أحد عن قدر المرتب أو المكافأة والأمتيازات التي سوف يحصلوا عليها. وقد أعيد معظم هؤلاء الطيارين بعد ذلك إلى الخدمة في القوات الجوية المصرية مكافأة لهم على أعمالهم في نيجيريا. ولكننا في ذلك كنا نحارب القوى الأستعمارية بأحد أساليبها التي أستخدمتها ضد قوى التحرير في الكونغو وجنوب السودان وفي أماكن كثيرة من أفريقيا لضرب حركات التحرير .ووصلت الدفعة الأولى من الطيارين المصريين بقيادة المقدم الطلياوي إلى لاجوس بعد أيام قليلة. وقام هؤلاء في نفس يوم وصولهم بالطيران الواطي بطائرات الميج في سماء العاصمة النيجيرية. وكان ذلك إيذانا بإنهاء غارات أجوكو الجوية بصفة نهائية حيث لم تكن أنواع الطائرات التي يستخدمها بقادرة على على مواجهة طائرات الميج الروسية والتي كان يستخدمها الطيارون المصريون. وقد أستقبل سكان العاصمة لاجوس ظهور طائرات الميج في سمائهم بالفرح والتهليل حيث كانوا يعيشون في رعب من غارات أجوكو ومن القصف الجوي الذي كان قد زادت حدتة في الفترة الأخيرة. وكان الواجب الذي كلف بة الطيارون المصريون هو الدفاع عن سماء نيجيريا في المناطق التي تحدد لهم وكذلك ضرب المطار الذي كانت تمتلكة بيافرا وجعلة غير صالح للعمل بصفة دائمة. وكان معنى ذلك وقف الإمدادات العسكرية إلى بيافرا والذي كان معظمة يصل عن طريق الجو. وزاد عدد الطيارين المصريين في نيجيريا بتقدم الحرب وإنشاء كلية طيران في لاجوس لتدريب الضباط النيجيريين واضطررنا إلى الأستعانة بطيارين من القوات الجوية المصرية لأستكمال الأعداد المطلوبة وكذلك أطقم الصيانة والخدمة الأرضية والاتصال اللاسلكي. ولم يكن من السهل وقتها إقناع الفريق محمد فوزي وزير الحربية بذلك إلا بعد قبول شروطه وقتها في أن يتغير الأفراد كل 3 شهور وأن يكون له الحق في أستدعاء جميع الأفراد التابعين للقوات الجوية المصرية الموفدين في هذة المهمة وذلك في ظرف 48 ساعة من إبلاغي بهذا الطلب. وقد حدث بالفعل أن استخدم الفريق محمد فوزي حقه في هذا الاستدعاء عندما تصاعدت حرب الاستنزاف. أما بالنسبة للطيارين فقد بقي منهم من كان خارج قوة السلاح الجوي المصري وكان عليهم القيام بمجهودات مضاعفة. واستمرار بقاء هؤلاء الطيارين إلى أن تحقق النصر لقوات نيجيريا الفيدرالية وهرب أجوكو إلى ساحل العاج واستسلمت قواته وتم القضاء على محاولة الأنفصال في أقليم بيافرا. ومما لاشك فيه أن قرار الرئيس جمال عبد الناصر الثوري بإرسال الطيارين المصريين إلى نيجيريا كان له فضل كبير في حسم المعركة لصالح القوات الفدرالية.
مصر لم تتحمل أي عبء مادي نتيجة لموقفها من مساندة الحكومة الفيدرالية في هذا الوقت فقد كانت الحكومة النيجيرية تدفع ثمن المعدات التي تحصل عليها من مصر بالعملات الصعبة ,وقدكانت هذة المعدات في أغلبها قطع غيار وبعض الطائرات التي كانت تستغنى عنها القوات الجوية المصرية وذخيرة وقنابل طائرات وبعض المعدات الأخرى التي كان من السهل أستعواضها من الأتحاد السوفيتي. وكان لثمن يدفع فور الأستلام لحساب وزارة الحربية المصرية التي كانت تستخدم هذة الحصيلة في شراء بعض مستلزماتها من الأسواق الأوروبية التي تحتاج إلى العملة الصعبة مثل الجنازير اللازمة لصناعة المدرعة التي تنتجها مصر والتي تشتري من اسبانيا. وقد دفعت حكومة نيجيريا أجور ومرتبات جميع الطيارين والفنيين المصريين الذين أشتركوا في هذة المهمة وكذلك أجر النقل الجوي الذي كانت تستلزمه عمليات الاستعواض السريعة. وكان ذلك يدفع بالعمل الصعبة .فقد كان الأتفاق مع حكومة نيجيريا على أن تتحمل جميع الأعباء المالية المترتبة على المساعدات المصرية وذلك نظرا للظروف التي كانت تمر بها مصر من إعادة بناء لقواتها المسلحة وحاجتها إلى تعبئة كل مواردها من أجل معركتها مع إسرائيل ولأن نيجيريا كانت قادرة على الدفع الذي لم يكن مشكلتها. وكانت أهم مشاكل نيجيريا في حربها هذة تتركز أولا في الحصول على الطائرات ومايلزمها من أسلحة ومعدات وهذه حصلت عليها من الاتحاد السوفيتي.
ولابد لنا من وقفة أمام الظروف التي أتخذ فيها الزعيم جمال عبد الناصر قرار تقديم المساعدة. فهذا القرار وإن لم يكلف مصر أعباء مالية إلا أنه كان يحمل معنى التحدي للقوى التي تقف خلف حركة الأنفصال في إقليم بيافرا. وكان يعني أن الزعيم جمال عبد الناصر رغم هزيمة يونيو العسكرية ورغم مشاكلة الداخلية التي كان يواجهها في ذلك الوقت لم يتحول عن سياستة المناهضة للأستعمار والأمبريالية وأنة كان مازال يؤمن بوحدة النضال بين الشعوب التي تقاوم نفس العدو كما كان يؤمن بأن انتكاسة أي شعب من هذه الشعوب لابد وأن تؤثر على نضال الشعوب الأخرى.

المصادر

طارق عامر (2015-11-03). "عندما سيطرت طائرات الميج المصرية علي سماء نيجيريا !". مجلة الوعي العربي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970   الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Emptyالجمعة نوفمبر 13, 2015 11:54 pm

فى الذكرى المئوية للاتحاد النيجيرى
مصر تجدد عهودها مع القارة السوداء



محمد فائق

2

1057
طباعة المقال

الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 2014-635289539917643290-764


تحتفل نيجيريا حكومة وشعبا بعيد استقلالها وانتصارها على كل المحاولات والمؤامرات التى واجهتها حكوماتها المختلفة لتقسيم نيجيريا، والتى كان أخطرها وأصعبها ما واجهته فى محاولة انفصال إقليم بيافرا الغنى بالبترول.
وذلك عندما أعلن الجنرال أوجوكو الحاكم العسكرى لاقليم شرق نيجيريا فى 30 مايو 1967 استقلال الاقليم باسم جمهورية بيافرا، وقررت حكومة نيجيريا مواجهة هذه المحاولة حتى تبقى، كما كانت دائما دولة كبيرة قوية لها مكانتها الافريقية والدولية وارسلت حملة عسكرية للقضاء على الحركة الانفصالية، وفى الوقت نفسه تدفقت المساعدات من دول الاستعمار الغربى وشركاتها المنتشرة فى غرب افريقيا لدعم الانفصال وأمدت أوجوكو بالسلاح والمال والمرتزقة الاوروبيين، وانبرى الإعلام الغربى فى حملة واسعة لتأييد أوجوكو وحركته الانفصالية حتى أصبح الرأى العام الغربى كله منحازا بشكل هستيرى إلى استقلال بيافرا تحت شعارات (انقذوا شعب بيافرا وحقه فى تقرير المصير) وانخرطت المنظمات الإنسانية الغربية فى هذه الحملة وعلت أصوات تدعو بعدم جواز أن يكون الدم ثمنا لبقاء وحدة البلاد.
ولم تكن هذه كل الحقيقة، فمع وجود بعض الدوافع المحلية للانفصال كان تنفيذ الفكرة والمساعدات التى تدفقت على بيافرا تؤكد أن محاولات انفصال بيافرا كانت مشروعا استعماريا بامتياز.
وجاء ما يؤكد ذلك فى رسالة عاجلة بعث بها الجنرال جوان رئيس حكومة نيجيريا الفيدرالية ورئيس المجلس العسكرى الحاكم فى شهر اغسطس 1967 موجهة إلى الرئيس جمال عبد الناصر، يشرح فيها الخطر الذى تتعرض له بلاده جراء غارات جوية يومية تشنها طائرتان أصبح يمتلكهما الجنرال اوجوكو قائد الانفصال فى بيافرا على العاصمة لاجوس دون أن تلقى أى مقاومة، حيث لم يكن هناك أى نوع من أنواع الدفاع الجوى، وأوضح أنه لا يمكن الصمود فى مواجهة هذه الغارات أكثر من أيام قليلة، وذكر الجنرال انه لجأ إلى جهات عديدة، ولم يسعفه أحد، غير ان الاتحاد السوفيتى أمده بطائرات ميج 19 ولكن دون طيارين، وذكر الجنرال جوان فى رسالته انه يدرك تماما صعوبة الموقف الذى يمر به الرئيس عبد الناصر فى الوقت الحالى، ولكنه يتساءل عن إمكانية أن يسعى الرئيس المصرى لدى أصدقائه ـ وذكر من بينهم الجزائر ـ ليمده بعدد من الطيارين للطائرات الميج.
كان عبد الناصر بالفعل يمر بظروف بالغة التعقيد بعد هزيمة عسكرية (فى حرب يونيو 67) لم يمر عليها سوى أسابيع قليلة، وكان قد بدأ حربا جديدة هى حرب الاستنزاف تمهيدا لتحرير الاراضى المحتلة، كما كان يستعد للسفر إلى الخرطوم لحضور أول قمة عربية بعد هزيمة 1967. وفى هذا الجو المشحون تسلمت هذه الرسالة بصفتى الوزير المسئول عن الشئون الافريقية فى ذلك الوقت وقمت بعرضها فورا على رئيس الجمهورية لخطورة ما جاء بها. وجاء تعليق ورد الرئيس جمال عبد الناصر على هذه الرسالة سريعا وحاسما، فقد قال: لا أعتقد أن أحدا من أصدقائنا أو غيرهم سوف يستجيب لهذا الطلب، فقد سبق أن تعرضنا لموقف مشابه، ولم يستجب أحد لندائنا، فإرسال طيارين يختلف عن مجرد ارسال معدات عسكرية، ولكننى لا أريد أن تنتكس افريقيا بنكستنا، خاصة نيجيريا بما تمثله من أهمية فى القارة الإفريقية، كما أن نجاح بيافرا فى الانفصال سوف يتبعه تقسيم نيجيريا إلى دويلات، وكان هذا فعلا ما ينادى به أوجوكو الذى كان يرى أن أسس الوحدة الفيدرالية قد انهارت تماما، وأن الحل الوحيد هو اقامة اتحاد كونفيدرالى من أربع دول مستقلة تماما هى الأقاليم الاربعة القائمة فى ذلك الوقت، وعلى هذا الأساس كان قرار جمال عبد الناصر الوقوف مع نيجيريا ومساعدتها فى القضاء على انفصال بيافرا، وبالتالى تم تكليفى بالاستجابة لطلب الجنرال جون على الفور وإمداده بالطيارين على أن يكونوا من الضباط الذين تركوا الخدمة فى القوات الجوية، وقال لى عبد الناصر انه نظرا لانشغالاته العديدة فى الفترة المقبلة فإنه يخولنى سلطات رئيس الجمهورية فى كل ما يتعلق بهذه المهمة.
ولم تكن مهمتى سهلة خاصة فى البداية، فقد كان عامل الوقت ضاغطا بشكل كبير تحت استعجال السلطات النيجيرية وملاحقتهم لى، وكان على أن أتعامل مع جهات عديدة وافراد ليسوا فى الخدمة، وعلى أن أوفر أطقم الصيانة واللاسلكى كل ذلك خارج القنوات الرسمية حفاظا على السرية، كما كان على أيضا أن أنهى الترتيبات مع السلطات النيجيرية وتحديد قواعد وأسلوب التعاون بيننا بالشكل الذى لا يسبب لنا أى تعقيدات دولية نحن فى غنى عنها، فاتفقت على أن تأخذ العملية شكل التعاقد الفردى بين سفارة نيجيريا فى القاهرة، وكل فرد على حدة أى انها اتخذت فى مظهرها شكلا مماثلا لما يفعله المرتزقة الأوروبيون رغم أن الضباط المصريين لم يكونوا مرتزقة فى واقع الأمر حيث كانت المهمة وطنية بامتياز، ولكننا كنا نستخدم أحد الأساليب التى استخدمتها قوى الاستعمار فى الكونغو، وفى أماكن كثيرة أخرى. وقد وصلت الدفعة الأولى من الطيارين المصريين إلى لاجوس بعد أيام قليلة من استلام رسالة الجنرال جوان، وفى اليوم التالى لوصولهم كانوا يقودون الطائرات الميج ويملأون سماء لاجوس وسط فرح وتهليل أهالى العاصمة فقد كان ذلك ايذانا باختفاء طائرات أوجوكو وانتهاء غاراتهم نهائيا.
وكلف الضباط المصريون بعد ذلك بضرب مطار بيافرا وابقائه معطلا بصفة دائمة، وكان معنى ذلك وقف الامداد العسكرى إلى بيافرا، والذى كان معظمه يصل عن طريق الجو. ثم انغمس الطيارون المصريون فى الحرب النيجيرية ضد قوات الانفصال، وزاد عدد الطيارين المصريين فى نيجيريا بتقدم الحرب وانشاء كلية طيران فى لاجوس لتدريب الضباط النيجيريين واضطررنا إلى الاستعانة بطيارين من القوات الجوية المصرية مباشرة لاستكمال الاعداد المطلوبة، واستمر وجود الطيارين المصريين يشاركون فيما يطلب منهم إلى ان انتصرت القوات الفيدرالية وهرب اوجوكو إلى ساحل العاج واستسلمت قواته، وتم القضاء نهائيا على محاولة انفصال بيافرا، وبقيت نيجيريا موحدة.
لقد كانت مصر الدولة الوحيدة التى اشترك جنودها مع القوات النيجيرية فى حماية سمائها، وفى إنهاء الانفصال، وجاء ذلك فى إطار من الصداقة والتعاون والعلاقات المتينة بين البلدين طوال فترة الستينيات وبداية السبعينيات، وقفت خلالها نيجيريا مع مصر وأيدتها فى كل قضاياها التى عرضت بالأمم المتحدة فى أوقات كانت عصيبة.
وأراد الجنرال جوان ـ رئيس المجلس العسكرى أن يعبر عن شكره وتقديره للرئيس جمال عبدالناصر وحكومته، فكانت القاهرة أول عاصمة يزورها رسميا بعد أن استعادت نيجيريا وحدتها، وفى أول لقاء للجنرال جوان مع عبد الناصر قال متحدثا عن دور الطيارين المصريين لقد كان لأحفاد الفراعنة دور اساسى فى النصر الذى حققناه.
كانت هذه لمحة فى تاريخ العلاقات بين دولتين كبريين فى إفريقيا، نيجيريا ومصر، لهما دورهم الاساسى فى حفظ أمن وسلامة النظام الافريقى ووحدة القارة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970   الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Emptyالجمعة نوفمبر 13, 2015 11:55 pm

المزيد عن دور مصر في الحرب بالوكالة على بيافرا

Posted on مايو 19, 2014 by MF Kalfat
أثار مقالي بالمصري اليوم (المنشور قبلها بأيام على مدونتي) شيئا من الصدمة المطلوبة عند المكذبين والمصدقين على السواء. وهذا أمر محمود كما أن الإنكار مفهوم (بل وجيد من ناحية فهو يدل على استبشاع الأفعال المذكورة)، وعبادة عبد الناصر أيضا مفهومة. وسأتناول هنا انتقادات الجانبين بدون ترتيب محدد:

  1. القصة كلها مختلقة: في الحقيقة لم أدّع في المقال أنني أكشف أو أفضح أي شيء. وأغرب ما في قصة بيافرا أنها ليست سرا. وكل ما أردت لفت الانتباه إليه هو كيف أصبح تاريخ حرب وجريمة كبيرة كهذه مسكوتا عنه وكيف لا يزال البحث عن حقائقه أمرا صعبا بعد مرور أكثر من 4 عقود. وحتى دور مصر ليس سرا وقد أكدت على الواقعة الغريبة الخاصة بترجمة فاطمة ناعوت الناصرية السيساوية لرواية أديتشي دون أي رقابة، وأن هذه الترجمة للمفارقة صادرة عن الذراع الرئيسية للنشر في الدولة المصرية. وفي هذا المقال بالأهرام والذي لم أذكره في المقال السابق لأنني اكتشفته لاحقا، ونشر منذ أقل من 3 أشهر، يتحدث محمد فائق، “رجل عبد الناصر في أفريقيا” وسبق ذكره في المقال السابق، عن تفاصيل عسكرية أكثر تخص دور مصر وطياريها في الحرب. ولعل ناعوت وفائق لا يجدان غضاضة فيما فعلناه في بيافرا أصلا. ويذكر سعيد الشحات في مقال باليوم السابع من 2010 طرفا من خبر الطائرات الروسية ودور مصر. (للمزيد عن فائق وعبد الناصر وبيافرا راجع رواية مؤيدة لعبد الناصر وتصف العملية “الطريفة” كجزء من “مقاومة الاستعمار” صفحة 241 من كتاب «أحاديث في السياسة والفكر والسلام والتعليم»، محمد صالح المسفر، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2005، وفي الأسفل صورة منها، ويمكن مطالعتها أيضا على كتب جوجل هنا.)                    الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Screenshot-from-2014-05-19-204625
  2. المعلومات العسكرية عن الطائرات المستخدمة خاطئة وتكشف الكذب: لم أدّع أي خبرة عسكرية (البلد والحمد لله مليئة بالخبراء العسكريين ولست والحمد لله واحدا منهم) ولم أدّع القيام بتحقيق استقصائي. ويمكن لغيري تدقيق هذه المعلومات. وكل معلومة وردت بهذا الصدد أحيل القارئ فيها إلى مصدر كما أن اتفاق المصادر ملحوظ. وجدير بالذكر أنني استبعدت كل مصدر مثير للشك ومن ضمن ذلك المصادر الإسرائيلية. وأخيرا فبدلا من أن يجتهد المكذبون في بيان أي ثغرات متخيلة، دعونا نتفق أن الطيارين المصريين المرتزقة، أو المحاربين بالوكالة إذا كان تعبير “مرتزقة” جارحا للمشاعر، لم يكونوا في كل الأحوال يقودون طائرات ورقية.
  3. المقال يعتمد على ويكيبديا وهي مصدر ضعيف: لم تذكر ويكيبديا إلا في سياق عرض قصتي الشخصية الخاصة باكتشاف الأمر. بل إنني لفتت النظر إلى التفاوتات بين المعلومات المذكورة في النسختين العربية والإنجليزية وكان غرضي من ذلك أيضا التأكيد على فكرة أساسية في المقال وهي: من يكتب التاريخ؟
  4. الغرض من المقال غير واضح: تزامن نشري للمقال على المدونة، وكان قبل ذلك مجرد خاطرة سريعة على فيسبوك من العام السابق، مع ردة فعل عالمية امتدت إلى مصر على اختطاف التلميذات النيجيريات، ومن هنا كان الإهداء إلى المتعاطفين ليزدادوا تعاطفا وفهما من ناحية، ولنختبر حقيقة تعاطفهم من ناحية أخرى. فقبل أن تظهر بوكو حرام بعقود، شاركت مصر في حرب ذات أبعاد طائفية تطورت إلى إبادة الشعب نفسه الذي يتعاطف المصريون معه اليوم. ولهذا ربطت، إن كنت في حاجة إلى الربط أصلا، بين الإرهاب على طراز القاعدة في أفريقيا، وبين حروبها الأهلية، وبين تاريخ ‘أبطال الاستقلال’، فكل هذا يحدث في إطار ما بات يعرف بعملية ووضع ما بعد الاستعمار: الاستقلال الاسمي لمخلّفات استعمار لم يغير إلا شكله القديم. اللعب بالألفاظ على كلمة “بوكو” أكثر من مجرد زينة بلاغية. وحرب عبد الناصر بالوكالة للاتحاد السوفييتي وإنجلترا ونيجيريا في الوقت نفسه توضح ذلك. كما أن تورطه في ذبح المدنيين البيافريين باستخدام طيارين مصريين بعد وقت قليل مما جلبه علينا من نكسة ذات آثار درامية باقية جانب آخر من عبث ومآسي ما بعد الاستعمار، ومن نافلة القول إنه يزيدنا خزيا. والناصرية الرابضة في حياتنا بعد ثورة يناير 2011، والتي انتكست جزئيا على الأقل بسببها، تجعل القصة ذات معنى أكبر وأكثر معاصرة بالنسبة للمصريين، حتى لو اعتبروا جرائم كهذه تسقط بالتقادم.
  5. حداثة سن الكاتب وعدم معاصرته للأحداث: هذه النقطة أتفه من أن نهتم بها، فبداهة أن التاريخ ليس حكرا لمعاصريه وإلا سنلغي باستمرار كل ما حدث قبل أن يولد ويعي أكبرنا سنا! وربما كانت حداثة سن الكاتب عذرا لجهله بالأمر حتى وقت قريب، أما الكبار فما حجتهم؟ وأخيرا فحداثة السن نعمة بفضل الإنترنت، أحد أبطال قصتي، وبفضل معاصرتي لثورة أطاحت بحاكم كان وقت ارتكاب مذابح بيافرا قائدا لقاعدة جوية فمديرا للقوات الجوية فرئيسا لأركان حرب القوات الجوية فقائدا للقوات الجوية، وهو من يُسأل في ذلك وليس أنا فهو بالطبع يعرف الكثير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970   الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Emptyالسبت نوفمبر 14, 2015 12:05 am

فى الذكرى المئوية للاتحاد النيجيرى
مصر تجدد عهودها مع القارة السوداء

محمد فائق


الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 2014-635289539917643290-764


تحتفل نيجيريا حكومة وشعبا بعيد استقلالها وانتصارها على كل المحاولات والمؤامرات التى واجهتها حكوماتها المختلفة لتقسيم نيجيريا، والتى كان أخطرها وأصعبها ما واجهته فى محاولة انفصال إقليم بيافرا الغنى بالبترول.
وذلك عندما أعلن الجنرال أوجوكو الحاكم العسكرى لاقليم شرق نيجيريا فى 30 مايو 1967 استقلال الاقليم باسم جمهورية بيافرا، وقررت حكومة نيجيريا مواجهة هذه المحاولة حتى تبقى، كما كانت دائما دولة كبيرة قوية لها مكانتها الافريقية والدولية وارسلت حملة عسكرية للقضاء على الحركة الانفصالية، وفى الوقت نفسه تدفقت المساعدات من دول الاستعمار الغربى وشركاتها المنتشرة فى غرب افريقيا لدعم الانفصال وأمدت أوجوكو بالسلاح والمال والمرتزقة الاوروبيين، وانبرى الإعلام الغربى فى حملة واسعة لتأييد أوجوكو وحركته الانفصالية حتى أصبح الرأى العام الغربى كله منحازا بشكل هستيرى إلى استقلال بيافرا تحت شعارات (انقذوا شعب بيافرا وحقه فى تقرير المصير) وانخرطت المنظمات الإنسانية الغربية فى هذه الحملة وعلت أصوات تدعو بعدم جواز أن يكون الدم ثمنا لبقاء وحدة البلاد.
ولم تكن هذه كل الحقيقة، فمع وجود بعض الدوافع المحلية للانفصال كان تنفيذ الفكرة والمساعدات التى تدفقت على بيافرا تؤكد أن محاولات انفصال بيافرا كانت مشروعا استعماريا بامتياز.
وجاء ما يؤكد ذلك فى رسالة عاجلة بعث بها الجنرال جوان رئيس حكومة نيجيريا الفيدرالية ورئيس المجلس العسكرى الحاكم فى شهر اغسطس 1967 موجهة إلى الرئيس جمال عبد الناصر، يشرح فيها الخطر الذى تتعرض له بلاده جراء غارات جوية يومية تشنها طائرتان أصبح يمتلكهما الجنرال اوجوكو قائد الانفصال فى بيافرا على العاصمة لاجوس دون أن تلقى أى مقاومة، حيث لم يكن هناك أى نوع من أنواع الدفاع الجوى، وأوضح أنه لا يمكن الصمود فى مواجهة هذه الغارات أكثر من أيام قليلة، وذكر الجنرال انه لجأ إلى جهات عديدة، ولم يسعفه أحد، غير ان الاتحاد السوفيتى أمده بطائرات ميج 19 ولكن دون طيارين، وذكر الجنرال جوان فى رسالته انه يدرك تماما صعوبة الموقف الذى يمر به الرئيس عبد الناصر فى الوقت الحالى، ولكنه يتساءل عن إمكانية أن يسعى الرئيس المصرى لدى أصدقائه ـ وذكر من بينهم الجزائر ـ ليمده بعدد من الطيارين للطائرات الميج.
كان عبد الناصر بالفعل يمر بظروف بالغة التعقيد بعد هزيمة عسكرية (فى حرب يونيو 67) لم يمر عليها سوى أسابيع قليلة، وكان قد بدأ حربا جديدة هى حرب الاستنزاف تمهيدا لتحرير الاراضى المحتلة، كما كان يستعد للسفر إلى الخرطوم لحضور أول قمة عربية بعد هزيمة 1967. وفى هذا الجو المشحون تسلمت هذه الرسالة بصفتى الوزير المسئول عن الشئون الافريقية فى ذلك الوقت وقمت بعرضها فورا على رئيس الجمهورية لخطورة ما جاء بها. وجاء تعليق ورد الرئيس جمال عبد الناصر على هذه الرسالة سريعا وحاسما، فقد قال: لا أعتقد أن أحدا من أصدقائنا أو غيرهم سوف يستجيب لهذا الطلب، فقد سبق أن تعرضنا لموقف مشابه، ولم يستجب أحد لندائنا، فإرسال طيارين يختلف عن مجرد ارسال معدات عسكرية، ولكننى لا أريد أن تنتكس افريقيا بنكستنا، خاصة نيجيريا بما تمثله من أهمية فى القارة الإفريقية، كما أن نجاح بيافرا فى الانفصال سوف يتبعه تقسيم نيجيريا إلى دويلات، وكان هذا فعلا ما ينادى به أوجوكو الذى كان يرى أن أسس الوحدة الفيدرالية قد انهارت تماما، وأن الحل الوحيد هو اقامة اتحاد كونفيدرالى من أربع دول مستقلة تماما هى الأقاليم الاربعة القائمة فى ذلك الوقت، وعلى هذا الأساس كان قرار جمال عبد الناصر الوقوف مع نيجيريا ومساعدتها فى القضاء على انفصال بيافرا، وبالتالى تم تكليفى بالاستجابة لطلب الجنرال جون على الفور وإمداده بالطيارين على أن يكونوا من الضباط الذين تركوا الخدمة فى القوات الجوية، وقال لى عبد الناصر انه نظرا لانشغالاته العديدة فى الفترة المقبلة فإنه يخولنى سلطات رئيس الجمهورية فى كل ما يتعلق بهذه المهمة.
ولم تكن مهمتى سهلة خاصة فى البداية، فقد كان عامل الوقت ضاغطا بشكل كبير تحت استعجال السلطات النيجيرية وملاحقتهم لى، وكان على أن أتعامل مع جهات عديدة وافراد ليسوا فى الخدمة، وعلى أن أوفر أطقم الصيانة واللاسلكى كل ذلك خارج القنوات الرسمية حفاظا على السرية، كما كان على أيضا أن أنهى الترتيبات مع السلطات النيجيرية وتحديد قواعد وأسلوب التعاون بيننا بالشكل الذى لا يسبب لنا أى تعقيدات دولية نحن فى غنى عنها، فاتفقت على أن تأخذ العملية شكل التعاقد الفردى بين سفارة نيجيريا فى القاهرة، وكل فرد على حدة أى انها اتخذت فى مظهرها شكلا مماثلا لما يفعله المرتزقة الأوروبيون رغم أن الضباط المصريين لم يكونوا مرتزقة فى واقع الأمر حيث كانت المهمة وطنية بامتياز، ولكننا كنا نستخدم أحد الأساليب التى استخدمتها قوى الاستعمار فى الكونغو، وفى أماكن كثيرة أخرى. وقد وصلت الدفعة الأولى من الطيارين المصريين إلى لاجوس بعد أيام قليلة من استلام رسالة الجنرال جوان، وفى اليوم التالى لوصولهم كانوا يقودون الطائرات الميج ويملأون سماء لاجوس وسط فرح وتهليل أهالى العاصمة فقد كان ذلك ايذانا باختفاء طائرات أوجوكو وانتهاء غاراتهم نهائيا.
وكلف الضباط المصريون بعد ذلك بضرب مطار بيافرا وابقائه معطلا بصفة دائمة، وكان معنى ذلك وقف الامداد العسكرى إلى بيافرا، والذى كان معظمه يصل عن طريق الجو. ثم انغمس الطيارون المصريون فى الحرب النيجيرية ضد قوات الانفصال، وزاد عدد الطيارين المصريين فى نيجيريا بتقدم الحرب وانشاء كلية طيران فى لاجوس لتدريب الضباط النيجيريين واضطررنا إلى الاستعانة بطيارين من القوات الجوية المصرية مباشرة لاستكمال الاعداد المطلوبة، واستمر وجود الطيارين المصريين يشاركون فيما يطلب منهم إلى ان انتصرت القوات الفيدرالية وهرب اوجوكو إلى ساحل العاج واستسلمت قواته، وتم القضاء نهائيا على محاولة انفصال بيافرا، وبقيت نيجيريا موحدة.
لقد كانت مصر الدولة الوحيدة التى اشترك جنودها مع القوات النيجيرية فى حماية سمائها، وفى إنهاء الانفصال، وجاء ذلك فى إطار من الصداقة والتعاون والعلاقات المتينة بين البلدين طوال فترة الستينيات وبداية السبعينيات، وقفت خلالها نيجيريا مع مصر وأيدتها فى كل قضاياها التى عرضت بالأمم المتحدة فى أوقات كانت عصيبة.
وأراد الجنرال جوان ـ رئيس المجلس العسكرى أن يعبر عن شكره وتقديره للرئيس جمال عبدالناصر وحكومته، فكانت القاهرة أول عاصمة يزورها رسميا بعد أن استعادت نيجيريا وحدتها، وفى أول لقاء للجنرال جوان مع عبد الناصر قال متحدثا عن دور الطيارين المصريين لقد كان لأحفاد الفراعنة دور اساسى فى النصر الذى حققناه.
كانت هذه لمحة فى تاريخ العلاقات بين دولتين كبريين فى إفريقيا، نيجيريا ومصر، لهما دورهم الاساسى فى حفظ أمن وسلامة النظام الافريقى ووحدة القارة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970   الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Emptyالسبت نوفمبر 14, 2015 12:14 am

محمد فائق وزيـر الإعـلام في عهد الرئيس عـبدالناصر يؤكد:
غيـاب الاستقلال هـو العـائق الحقـيقي للوحـدة العربيـة

الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970 Date_icon  تاريخ النشر :٢٤ يوليو ٢٠١٠

القاهرة - مــــن: وكالة الصحافة العربية

أكد محمد فائق، وزير الإعلام المصري في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أن غياب الاستقلال هو العائق الأساسي للوحدة والأمن القومي، والبعد العربي هو أحد الثوابت الأساسية لمشروع الوحدة، وأن الاشتراكية وتوازن المجتمع والعدالة الاجتماعية موضوعات ملحة.. وأن السادات كان يضفي اللمسات الإعلامية على انقلابه.. مشيرا إلى أن الفترة الماضية التي تمثل 40 عاماً من غياب عبدالناصر ومثلها من الحضور ظل فيها يمثل حضوراً مستمراً.. مؤكداً أن شبح عبدالناصر يطارد كل الذين هاجموه.. تحدث عن الكثير خلال تلك الحقبة المهمة والفاصلة في حواره مع (وكالة الصحافة العربية) بالقاهرة الذي ننفرد بنشره:
} هل تعتقد أن مشروع عبدالناصر لايزال يصلح في الظروف الراهنة؟
- بالعكس، التطورات العالمية تؤكد أن فكر ومبادئ عبدالناصر مطلوبان بالزمن، إليك مثلاً موضوع الوحدة، وكان في ذلك الوقت مطروحاً على أنه قوة، أما الآن فأصبح ضرورة وأصبحنا في عالم ليس فيه مكان للكيانات الصغيرة، يمكن أن يكون مشروع الوحدة في حاجة إلى تعديل للأسلوب، أعني أن تطرأ التعديلات على الأسلوب الذي يحقق الوحدة وأظن أن التيار القومي درس ونقد نفسه وحاول أن يطور هذا البعد، بعد الوحدة الدستورية.
} يوصف عهد عبدالناصر بأنه عهد شمولي.. ما تعليقك؟
- عهد عبدالناصر كان عموماً مع الديمقراطية؛ بدليل أنها جاءت أحد أهداف الثورة، لكن ربما يكون عبدالناصر قد أعطى الديمقراطية بمعناها الاقتصادي والاجتماعي اهتمامه الأساسي بسبب الخلل الخطير في توازن المجتمع.. وربما للخلل نفسه لم يعط عبدالناصر للحقوق السياسية والمدنية القدر نفسه من الاهتمام، وربما بسبب الظروف والمتغيرات الثورية التي جرت في بداية الثورة كانت الحاجة لتركيز السلطة، وربما تكون هذه المتغيرات والظروف قد جعلت عبدالناصر يلتزم بفكرة التنظيم الواحد، لكنه لم يكن من ثوابت فكر عبدالناصر، بل كان يفكر فعليا في مسألة التعددية، وعندما بدأت فكرة التنظيم الطليعي باتت نواة تنطلق منها حرية الأحزاب، عموماً إذا عملنا بنفس مقاييس مرحلة التحرر الوطني التي كانت فيها قضية التحرر قضية محورية، فإن قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان تكون الآن هي قضايانا المحورية باعتبارها قضية العصر.
الوحدة العربية
} هل تعتقد أن الوحدة العربية في ظل الوضع الراهن في المنطقة ممكنة؟
- أنا أحتاج لدولة قطرية قوية، فغياب الاستقلال هو العائق الأساسي للوحدة، أولاً نبدأ بالقفز فوق كل شيء ممكن، ثم ننظر لمواضيع تجمعنا، استراتيجية واحدة، أمن قومي واحد، لا يوجد أمن قطري وإنما أمن قومي، ومن باب أولى الاعتماد المتبادل بين الدول العربية وبعضها، والأمن القومي والبعد العربي هما أحد الثوابت الأساسية لمشروع الوحدة، وبغير مشروع الوحدة سيكون البديل هو التشرذم الهائل الذي وصلنا إليه الآن.
} الاشتراكية كانت حلم عبدالناصر.. وكما تسميها (الاعتماد المتبادل بين الدول العربية).. كيف تراها مع المتغيرات الدولية والإقليمية في إطار ما يسمى بالعولمة؟
- الاشتراكية وتوازن المجتمع، والعدالة الاجتماعية موضوعات ملحة، كما أن الحد من إطلاق آليات السوق إلى مداها موضوع ملح، وتصور أن آليات السوق ستوازن نفسها أوتوماتيكيا غير صحيح، فالبعض يطلق على التدخل للحد من آليات السوق الطريق الثالث، والعالم الآن يحارب الفقر، ويربط التنمية بحقوق الإنسان، وأول من تكلم في تنمية الإنسان نفسه هو عبدالناصر.. وبالنسبة لفكرة العولمة في بعدها النظري فهي شيء جميل، والاعتماد المتبادل بين الشعوب لإدارة الكون لصالح الكون يختصر إلى دول معينة تأخذ مكاسب وتترك السلبيات للدول الأخرى، وأصبح ضروريا الآن مقاومة الهيمنة التي هي جزء من العولمة.. والسؤال: كيف تحافظ على هويتك ولا تخضع للهيمنة المطلقة؟ إنك تحتاج للحفاظ على الهوية ومقاومة الهيمنة.. ومشروع الوحدة هو الإجابة للمستقبل.
الثورات الإفريقية
} بوصفك مسئولاً عن ملف إفريقيا.. هل توافق على حق تقرير المصير للسودان؟ وماذا عمن خلفك؟
- بكل تأكيد، فلم يكن ممكناً الاحتفاظ بالسودان بحق الفتح، علماً بأن الاعتراف بحق تقرير المصير للسودان هو الذي سمح لنا بالانطلاق في إفريقيا، وكان هناك أمل في الوحدة على أن تكون تطوعية وهذا هو الفارق بين ناصر وصدام.. أما بالنسبة لمن خلفني في ملف السودان فهو صلاح سالم الذي كان عديم الخبرة، إلا أنه شخص ذكي جدا، وفعل أشياء تحترم وأخرى سيئة، إلى أن أسند الملف لزكريا محيي الدين، وأنا معه، وكنت آمل أن نحتفظ بوحدة طوعية مع السودان.
} وكيف انطلقتم من السودان إلى إفريقيا في عهد عبدالناصر بوصفك المسئول وقتها؟
- بالفعل كان السودان نقطة البداية في اهتمامات الثورة بإفريقيا، فقد قرر عبدالناصر بحسه العميق الموافقة على حق السودان في تقرير مصيره، وخلافاً لكل التوقعات بأن نظاما عسكريا سيكون أكثر تشدداً في مصر في المطالبة بحقه في السودان بعد أن أعلن فاروق نفسه ملكا على مصر والسودان، فاجأ عبدالناصر الإنجليز أنفسهم بالموافقة على إعطاء السودان حق تقرير المصير.. وطلب توقيع اتفاقية مصير السودان قبل توقيع اتفاقية الجلاء عن مصر، وكانت خطوة "جريئة" وواعية من عبدالناصر الذي أراد شمول معركته ضد الاستعمار من بلدان محررة، فكان المكسب الذي حققه هو خروج الإنجليز من السودان في يناير 1956 وتأكد حق تقرير المصير في افريقيا من موقف مصر إزاء السودان الذي أصبح رابع دولة افريقية مستقلة بعد مصر وليبيريا وإثيوبيا.
} النظرة الناصرية لإفريقيا كانت بعيدة ومهمة.. هل هي الآن كما كانت؟
- إفريقيا مكون أساسي ومهم جدا، ولاتزال الدوائر الثلاث التي تحدث عنها عبدالناصر هي التي يسير عليها إلى حد كبير البعد العربي والافريقي والإسلامي، وافريقيا تتقاطع فيها الدوائر الثلاث، وثلثا العرب في افريقيا، و15 دولة عربية أعضاء في منظمة الوحدة الافريقية، والبعد الافريقي بالغ الأهمية لنا كعرب، وفي عام 1956 استوعب عبدالناصر درس فشل مصدق في تأميم البترول، فقد دخل مصدق معركته في التأميم كحركة داخلية، ولم يشرك الخارج فيها، ودخل عبدالناصر معركته ضمن حركة عالمية واسعة كانت باندونج أساسية فيها، وكان البعد العربي والإفريقي والدولة مقدمات دافقة أظهرت الفيتو الروسي، وموقف أيزنهاور المختلف، وكانت نتيجتها وقوف الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد العدوان.
} كانت لعبدالناصر مقولة شهيرة بعد 1967 وهي: "لا أريد أن تنتكس إفريقيا بنكستنا".. لماذا قالها؟
- عندما كان عبدالناصر يستعد للسفر إلى الخرطوم في 1967 وكان ذلك في شهر أغسطس، وقبل يوم واحد من تصفية مقر المشير عامر في الجيزة، وصل إلي خطاب عاجل من جون جو وكان رئيس المجلس العسكري الحاكم في نيجيريا يستغيث فيه، لأن طائرات من "بيافرا" تغير يوميا على لاجوس العاصمة، وهو ليس لديه مدفعية مضادة للطائرات ولا طائرات مقاتلة تستطيع الدفاع عن سماء لاجوس.. وأن استمرار هذا الوضع بالغ الخطورة، وأنه استغاث بالعالم ولم يغثه أحد سوى الروس، وأرسلوا إليه ميج 19 من دون طيارين ورجا عبدالناصر أن يطلب إلى الدول الصديقة له إرسال طيارين، تلقيت الخطاب وأرسلته لعبدالناصر ولم أعلق عليه على غير العادة، طلبني عبدالناصر، وقال لي عبارة لن أنساها في حياتي.. وأنا أعلم ما نحن فيه من هزيمة.. والمشاكل الداخلية التي يواجهها والاستعداد للخرطوم قال لي: "لا أريد أن تنتكس افريقيا بنكستنا".. واستطرد: "لابد أن تنهي نيجيريا عملية انفصال بيافرا.. إنها عملية أساسية من أجل تحرير أرضنا، علينا أن نساعدهم فوراً.. إنهم يريدون إخافة هذه الأنظمة ليسهل عزلنا"، وفوضني الرئيس بسلطات رئيس الجمهورية في هذا الموضوع، وأرسلنا طيارين مصريين بمختلف الأطقم اللازمة لهم.. ونجحت نيجيريا في القضاء على انفصال بيافرا.. وكانت مصر أول دولة يزورها رئيس نيجيريا بعد إنهاء الانفصال اعترافاً بدور عبدالناصر في هذه العملية، وتدفقت بعد ذلك المساعدات على نيجيريا.
} هل تعتقدون أن ما يتم اليوم من تواصل مصري - إفريقي هو امتداد لمشروع عبدالناصر رغم أنه حاليا ليس بالحجم المطلوب؟
- لايزال لنا رصيد كبير في افريقيا.. ولايزال يُنظر إلى عبدالناصر كبطل لتحرير إفريقيا، فقد استطاع أن يكشف وجه مصر الإفريقي بعيداً عن أطماع التوسع الإمبراطوري في القارة وكان واضحاً أننا معهم في حركة واحدة ضد الاستعمار.. وأن أي خطوة أو نجاح تحققه دولة افريقية يجد صداه لدينا، وكان الإعلام أيضاً يعكس هذه الصورة، وأذكر مثلاً في حكاية الإعلام ما فعله عبدالناصر مع عبدالرشيد شرماركي وقد كان رئيس وزراء الصومال وحاول أن يسير بالصومال في اتجاه وطني تحرري، وكان عبدالرشيد في أوروبا، وطلب أن يزور مصر وأثناء محادثاته مع عبدالناصر شرح له مشكلته مع الشركات الإيطالية التي تحتكر محصول الصومال الرئيسي وهو الموز، وكيف أن هذه الشركات امتنعت عن شراء المحصول بعد جمعه، وتركت أسعاره تهبط هبوطاً شديداً الأمر الذي هدد الصومال بكارثة لا يتحملها اقتصاده، وكان هذا أسلوباً معروفاً تتبعه الشركات الغربية في مواجهة الحكومات الإفريقية التي تنتهج سياسات استقلالية، ورد عبدالناصر قائلاً: إن مصر ستدخل مشترية لمحصول الصومال من الموز، وسيطرح الموز الصومالي للاستهلاك المحلي داخل أسواقنا، وسنقوم بتصدير محصولنا من الموز المصري فلدينا القنوات القادرة على ذلك، وسأله عبدالناصر عن مجموع محصول الموز، فقال له عبدالرشيد شرماركي الرقم، فأكد عبدالناصر أن مصر ستشتريه كله، وجاء هذا العرض مفاجأة لعبدالرشيد نفسه.
} توليت وزارة الإعلام مجدداً في عهد الرئيس السادات بعد استقالة هيكل.. من الذي رشحك للعودة؟
- الرئيس السادات هو الذي رشحني، ولو لم أبادر إلى الاستقالة في 15 مايو لوصلت إلى قمة السلطة.. فالسادات كانت لديه قناعة بأن الولايات المتحدة تملك 99% من أوراق اللعبة السياسية، وأن المشكلة لم تكن بين مصر وأمريكا بل بينها وعبدالناصر، وبما أن عبدالناصر مات فيمكن أن تحل مع الأمريكان.. لذلك عمد السادات إلى تأجيل الحرب رغم أن توازن القوى في 1971 كان أفضل بالنسبة لمصر من 1973، فلما رفض السادات تفعيل اتفاقنا في مجلس الدفاع بشن الحرب استقلت.
} قيل إن استقالتك مرتبطة بمحاولة منع السادات من دخول مبنى التليفزيون؟
- هذا لم يحدث ومحض خيال، ولا أساس له من الصحة، فصحيح أنني أعلنت استقالتي قبل أن يقبلها السادات، احتجاجا على تأجيله قرار الحرب بعد أن اتفقنا عليه وحددنا ربيع 1971 موعدا مبدئيا وتركنا له تحديد اليوم والساعة مع الفريق محمد فوزي فريق الدفاع، وبالخطة "جرانيت 1"، التي وضعها عبدالناصر، التي كانت تتضمن السيناريو الذي حدث في 73 كاقتحام خط بارليف وتذويب الساتر الترابي بخراطيم المياه والعبور بالزوارق المطاطية كما شرح الفريق فوزي في كتابه.
} ليس صحيحاً إذًا أنكم خططتم للإطاحة بالسادات.
- إطلاقاً.. بل السادات كان يرغب في الخلاص من رجال عبدالناصر، معتقداً أن هذا سيسهل تعاونه مع أمريكا لحل المشكلة، وأن فكرة أن 99% من أوراق اللعبة في يد أمريكا المنسوبة إلى محمد حسنين هيكل هي فكرة السادات أساساً، وعما ذكره هيكل في كتابه "خريف الغضب" متضمناً أننا وضعنا هواتف كل من يتصل بهم السادات تحت المراقبة أي أن هاتف منزله كان مراقباً بشكل غير مباشر.. فلا علاقة لي بهذا لأني غير مسئول عن رقابة الهواتف كوزير للإعلام، ولا حتى الفريق فوزي، وزير الدفاع، فإن معلوماتي تقول: إن هذا غير صحيح وانه تم اختراع مثل هذه الحكايات لتبرير انقلاب القصر.. فالسادات لم يراقب إطلاقاً فلم يثبت أبداً أن وضع هاتف السادات تحت المراقبة.. ولم يوضع هيكل أيضاً تحت المراقبة.
العدد : ١١٨١٠ - السبت ٢٤ يوليو ٢٠١٠ م، الموافق ١٢ شعبان ١٤٣١ هـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدور المصري في حرب بيافرا 1967-1970
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حـرب الثلاث سنوات 1967-1970 :مذكرات
» الصراع السعودي المصري حول اليمن الشمالي 1962 ـ 1970 – سعيد محمد باديب
» البحث عن المكانة: إشكالية الدور الخارجي المصري
» وثيقة طلب مساندة للملك حسين في احداث ايلول 1970
» كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط الحديث؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: جسور العلوم السياسية :: قسم التاريخ-
انتقل الى:  
1