تعريف النزاع

موضوع: تعريف النزاع الأربعاء أغسطس 26, 2015 6:25 pm

تعريف النزاع

شوفي مريم
الحوار المتمدن-العدد: 4341 - 2014 / 1 / 21 - 16:10
المحور: مواضيع وابحاثالطالبة شوفي مريم

تعريف النزاع
• مقدمة
إن الصراع و التنازع إحدى الظواهر التي تتسم بها الحياة و هذا ما تعرفه البيئة الدولية و ما تتميز به العلاقات الدولية و لذلك فهناك حركة مستمرة و بما أن الإنسان أناني بطلعه فهو يسعى دائما للحصول على الأفضل حتى حتى و إن كان ذلك بطرق غير مشروعة تخول الاستحواذ على ممتلكات غيره و هذا هو أصل النزاع و أسباب النزاعات التي يشدها المجتمع الدولي و التي تعود إلى تضارب المصالح و زيادة المنافسة على المستوى المتعارف عليه لذلك فقد تعددت النزاعات الدولية تبعا لتعدد مسبباتها الظاهرة أو المستقرة فنجد دوافع كل نزاع و تختلف عن الآخر و بذلك فكل نزاع دولي له خصائصه و ميزاته التي تميزه عن أي نزاع دولي آخر و نظرا لاختلاف النزاعات الدولية عن بعضها فقد اختلفت الجهود الدولية حول إعطاء تعريف موحد للنزاع الدولي و السؤال المطروح هو:
• إلى أي مدى يمكن الحديث عن تعريف موحد للنزاع الدولي؟
ماهية النزاع
المبحث الأول :التصور الموضوعي
و هي النظرة التي ترى أن النزاع هو وضع تنافسي تكون فيه الأطراف الدولية واعيين بتضارب و عدم انسجام المواقف و الرؤى،و هو يركز على إدارة النزاع و من المفكرين الذين اعتمدوا على التصور الموضوعي في تعريفاتهم:
كينيث بولدين:
حالة وضعية تنافسية يكون فيها طرفان أو أكثر مدركان لعدم تطابق محتمل لوضعيتهم المستقبلية التي يمكن لأحد الأطراف أن يحتل فيها مكان الآخر بما لا يتطابق مع رغباته.
- و في محاولة لتحليل تعريفه فإنه يحدد الأطراف بالدول أما السلوك النزاعي فهو عبارة عن وضعية تنافسية و مصدر النزاع هو تناقض في الرغبات أما عن تصنيف النزاع فهو نزاع دولي.
مايكل نيكلسون:
في كتابه Conflict Analyses يقول أن النزاع:
" يوجد النزاع عندما يحاول شخصان القيام بأفعال متناقضة "
- يركز نيكلسون في تعريفه على متغير الأفراد وهو يعتبر أن الشخص عند قيامه بفعل ما يناقض نظيره وهو يخلق ثورة التوتر بينهما وذلك ينطبق على الدول فإذا كانت دولتان تختلفان في أمر ما فذلك التناقض بينهما قد يؤدي إلى أزمة سياسية بين الدولتين مما ينجر عنه النزاع.(1)
توماس شيلينغ:
هو مواجهة يسعى كل طرف أثناءها لتحقيق الربح عندما يوصف سلوك الخصم بواسطة ألفاض مثل : واعي , سليم , رفيع ...الخ ويتجه الأطراف في هذه المواجهة إلى البحث عن قواعد تسمح لهم بضمان أفضل الفرص للنجاح.
- كان ينظر إلى النزاع على أنه محلي باعتباره انعكاسا للنزاع المركزي الرئيس بين الشرق والغرب ورأت في القوة عامل النجاح الرئيس والتكتيك الرئيس الذي اعتمدته هو تحقيق انتصار من جانب واحد وكانت المباحث مجرد وسيلة(2)
إدوارد عازار:
يعرف النزاع على أنه الصراعات الإجتماعية التي طال أمدها وهو الصدام الممتد وغالبا ما يكون من طائفتين من أجل حاجات الأساسية مثل : الأمن , الاعتراف , القبول , بلوغ المشاركة السياسية والاجتماعية.(3)
- الأطراف عنده متمثلة في الطوائف الاجتماعية أما السلوك النزاعي فهو عنيف و مصدر ذلك هو الحرمان من الحاجات الأساسية و هو نزاع داخلي.
هولستي:
هو تنازع الإرادات وهو ناتج عن الاختلافات في دوافع الدول بمعنى أنه حالة التنافس تكون فيها مواقف الأطراف الدولية متعارضة مع المواقف المحتملة لرغبات الآخرين، أو هو أحيانا إنكار طرف دولي حقوق طرف دولي آخر حول مسائل محددة تثير النزاع فيما بينهم ( إتحاد سياسات خارجية تختلف أكثر مما تتفق (4)
- الأطراف بالنسبة لهولستي هي دول و سلوك الأطراف هو سلوك تنافسي و مصدر ذلك اختلاف الدوافع و هو نزاع دولي.
كلوزر:
يتحدد في النضال المرتبط بالقيم والمطالبة بتحقيق الوضعيات النادرة والمميزة والقوة والموارد حيث تكون أهداف الفرقاء هي تحديد أو إيذاء أو القضاء على الخصوم .
- الأطراف هم أفراد أما السلوك النزاعي فهو سلوك عنيف و مصدر النزاع القوة و الموارد و الوضعيات النادرة و هو نزاع داخلي.
كريس بورغ:
A social conflict escients when two´-or-more parties belive they have incompatible objectives conflict.
النزاع هو صراع اجتماعي موجود عند اثنين أو أكثر من الأطراف يعتقدون أن لديهم أهداف غير متوافقة. (5)
- الأطراف هم فئات اجتماعية و سلوكه النزاعي تنافسي بسبب تناقض في الأهداف و هو نزاع داخلي.
دينا زينس:
عندما تكون سياسة دولتين غير متوافقتين نكون أمام نزاع
- الإطراف هم دول أما السلوك فهو عنيف من خلال القضاء على الخصوم و مصدر ذلك اختلاف السياسات و هو نزاع دولي.
المبحث الثاني:التصور الذاتي
هو إدراك خاطئ لوضعية موضوعية أي الاعتراف بوجود النزاع،لكن الأطراف يركزون فقط على الجوانب السلبية لنقاط الاختلاف و لو تم تغيير رؤية كل طرف للآخر نحو الجوانب الايجابية لظهرت إمكانية لخلق تعاون يركز على حل النزاع من المفكرين الذين اعتمدو على التصور الذاتي لتعريف النزاع نجد:
جون بروتون:
النزاع يبدو أنه يدور حول اختلافات موضوعية للمصالح ويمكن تحويله إلى نزاع له نتائج إيجابية على أساس وظيفي من أجل استغلال الموارد المتنازع عليها.
- الأطراف هم دول أما السلوك النزاعي تفاوضي و مصدر النزاع هو الموارد و هو نزاع دولي.
هلبرت كالمان:
هو عملية التفاعل والتجاذب بين الأطراف حيث تسودها تجاد بات بين الأطراف المتنازعة حول الآراء والأفكار في محاولة لإيجاد حل لأزمة مشتركة.
- الأطراف أفراد و السلوك النزاعي هو واعي و مصدر النزاع اختلاف في الأفكار و هو نزاع داخلي.
و الجدول التالي يوضح الاختلافات الموجودة بين الباحثين الذين حاولوا يجاد تعريف موحد للنزاعات.
المفكرين
أبعاد النزاع(عناصره)
الأطراف السلوك النزاعي مصادر النزاع
تصنيف النزاع
جهود تسوية النزاع
كينث بولدينغ دول وضعية تنافسية (غير واعي) تناقض في الرغبات دولي إدارة النزاع
جون بورتون دول واعي تفاوضي موارد (مصالح) دولي حل النزاع
مايكل نيكلسون الأفراد أفعال متناقضة (غير واعي) تناقض في الأفعال داخلي إدارة النزاع
طوماس شيلينغ دول سلوك واعي من خلال البحث عن قواعد مشتركة الربح دولي إدارة النزاع
إدوارد آزار طوائف عنيف الحرمان من الحاجات الأساسية داخلي إدارة النزاع
هلبرت كالمان أفراد سلوك واعي اختلاف في الأفكار داخلي حل النزاع
هولستي دول تنافسي غير واعي اختلاف الدوافع دولي إدارة النزاع
كريس بورغ فئات اجتماعية سلوك تنافسي غير واعي تناقض في الأهداف داخلي إدارة النزاع
كلوزر أفراد سلوك عنيف (القضاء على الخصوم) القوة و الموارد و الوضعيات النادرة داخلي إدارة النزاع
دينا زينس دول سلوك غير واعي اختلاف في السياسات دولي إدارة النزاع

المبحث الثالث:تعريفات بعض الجهات
1- محكمة العدل الدولية تعرف النزاع من خلال قرارها الصادر بتاريخ 1924 في قضية مافروميتس بأنه " خلاف بين دولتين على مسألة قانونية أو حادث معين أو بسبب تعارض في وجهات نظرها القانونية أو مصالحها".(6)
2- أما في قضية قرارها الصادر بشأن حق المرور في الأراضي الهندية على أنه"عدم الاتفاق حول مسألة من الواقع أو القانون و بمعنى آخر هو التعارض في الدعاوي القانونية أو المصالح بين شخصين"(7)
3- و يمكن الإشارة إليه على أنه"الصراعات بين الناس و المنظمات في مختلف الدول القومية على نحو متزايد،و مع ذلك فإنه ينطبق أيضا على الصراعات بين الجماعات داخل البلد عند مجموعة واحدة تقاتل من أجل الاستقلال أو الزيادة الاجتماعية أو السياسية و القوة الاقتصادية.( Cool

4- نتيجة لسوء الإدراك و لسوء التقدير و فقر الاتصال و هو عملية طبيعية تشترك فيها كل المجتمعات.(9)
5- فإن ألن فرجسون (Allen Verguson) يقول بأن النزاع الدولي يبدأ عند ما تقوم دولة ما بفعل تكون تكلفته كبيرة لدولة أخرى، وفي الوقت نفسه تعتقد الدولة الأخرى أن بإمكانها تقليل خسارتها بالقيام بفعل مضاد اتجاه الدولة الأولى التي بادرت بالفعل وعليه فإن الوضع يدل على أننا أمام دولتان أو مجموعة من الدول تحاول تحقيق أهدافها في نفس الوقت.
6- النزاع هو ظاهرة متأصلة في كل مجتمع لكن سوف تظهر في المجتمع المتحضر عندما يكون أقل عرضة للصراع.
الفرق بين النزاع و بعض المصطلحات
المبحث الأول: النزاع و التوتر
هو حالة تسبق النزاع و كثيرا ما رافقت انفجار النزاع و أسباب التوتر في الغالب مرتبطة بشكل وثيق بأسباب النزاع إلى جانب ذلك فإن التوترات إذا تحولت إلى شكل خطير قد تكون بدورها عاملا مساعدا أو رئيسا لحدوث النزاع طالما أنه توتر على عملية صنع القرار.
و يختلف النزاع عن التوتر كونه بمجرد حدوثه في العلاقات تبقى العلاقات التعاونية قائمة هذا على عكس النزاع إذا قام فإن كل أشكال التعاون تختفي.(10)
و يمكن القول .يظهر في الشكوك والتخوف وتصور لتباين في مصالح أو الرغبة في السيطرة وتحقيق الانتقام لكنه يبقى في هذا الإطار دون أن يتعداها ليشمل تعارضا فعليا وصريحا وغالبا ما يلازم النزاعات كما قد يكون سببا أو نتيجة لها.(11)
المبحث الثاني:النزاع و الأزمة
وهي أكثر تقدما من التوتر عرفها شارل هارفمان "بأنها تهديد كبير ومفاجئ في وقت قصير" ،الأزمة تتميز بكثرة الأحداث فيها وقصر مدتها إن لم تتم إدارتها بشكل مقبول قد تؤدي إلى حرب، و بالفرق بين النزاع و الأزمة النزاع يمكن أن يطول و الأزمة قد تدوم فقط لأيام فجائية و بالتالي فالنزاع اشمل من الأزمة.(12)
المبحث الثالث:النزاع و الحرب
هي العنف الهائج والمنتظم الذي تسبغ عليه صفة القداسة وهي المجابهة الدموية بين مجموعات داخلية أو دولية لأغراض سياسية.
و الفرق بين الحرب و النزاع يظهر من خلال تعريف المحكمة العليا في نيويورك في قرارها عام 1961 بأنها "فراغ عسكري بين دولتين لتحقيق أثار سياسية أو قانونية تنظمها قواعد قانونية خاصة تتعلق بالإعلان عنها و كيفية إدارتها ووسائل فضها".
و هي حسب Bertrand russel "الحرب هي بمثابة النزاع بين مجموعتين تحاول كل منهما قتل أو تشويه أو تعطيل اكبر عدد ممكن من المجموعة الأخرى للوصول إلى هدف تعمل له ".

قائمة المراجع:
1- Abdelkrim kibech, "general théories of international conflict".unpublished work, Constantine 2005-;- p 12.
2- دورتي جيمس،روبرت بلستغراف،"النظريات المتضاربة في العلاقات الدولية".ترجمة وليد عبد الحي،المؤسسة الجامعية للنشر ،بيروت لبنان 1985،ص 140.
3- غاستون بوثول و آخرون،"الحروب و الحضارات".ترجمة أحمد عبد الكريم:دار طلاس للدراسات و الترجمة و النشر،سوريا 1984،ص 24.
4- رياض بوزرب،"النزاع في العلاقات الجزائرية-المغربية 1963-1988".مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير في العلاقات الدولية و العولمة،قسنطينة 2007-2008،ص 16.
5- Rams botham,"introduction to conflict resolution concepts and définition". On : http://www.polity .co.uk/cur/conter ts/chapters/1-pdf-;-P 11.
6- شارل روسو،"القانون الدولي العام".ترجمة شكر الله خليفة،الأصلية للنشر،بيروت 1982،ص 283.
7- إبراهيم محمد العناني،"اللجوء إلى التحكيم الدولي".منشورات الفكر العربي،1973،ص 202.
8- www.crinfo.org ck_essays/ckinternational_conflict.jps.
9- Miklas L.P.S Winston/mikeal.S.weissnam," conflict, conflict prévention, conflict management and beyound: a conceptnal exploration". concept papier summer 2005-;- p 9.
10- محمد أحمد عبد الغفار، "فض النزاعات في الفكر و الممارسة الغربية".دراسة نقدية تحليلية الجزائر،دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع،الطبعة الأولى،الجزء الأول 2003،ص 128-129.
11- عدنان السيد حسين، "العرب في دائرة النزاعات الدولية"، مطبعة سيكو، بيروت، لبنان، 2001،ص 25.
12- يوسف ناصف حتي،"النظرية في العلاقات الدولية"،بيروت:دار الكتاب العربي،ط1،1985،ص 50.
13- شادي زين الدين،لدرة الشاعر و آخرون،"دليل إرشادي حول إدارة النزاعات التنظيمية داخل المؤسسات الرسمية".الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية(USAID )2010،ص 33.
14- 0503 samira-maktooblog.com.