محاضرات في مقياس قياس الرأي العام

زائر

مدخل حول الرأي العام:

1.       ″إن الرأي العام هو السبيل للحفاظ على استمرار دوران عجلة الديمقراطية″ إدوين إمري.
2.       ″إنك تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت و لكنك لا تستطيع أن تخدعهم كل الوقت″ إبراهم لنكولن.
يشير مفهوم الرأي العام إلى مواقف أو إتجاهات أو معتقدات أفراد المجتمع فيما يتعلق بقضية ما، داخلية كانت أو اقليمية أو دولية.
و انتقالا من التعريف السابق لمفهوم الرأي العام، تجدر الإشارة إلى مجموعة من الملاحظات:
·         إن الرأي العام لا يعني التطابق التام بين آراء الأفراد، و إنما توجه عام أو نقطة تلاقي تجمع بينهم، قد تأخذ صورة موقف مبدئي (مؤيد، معارض).
·         إن الرأي العام لا يعني مجموعة آراء جميع أفراد المجتمع، و إنما التوجه العام السائد بين غالبيتهم أو الناشطين منهم.
·         لقادة الرأي دور محوري في تشكيل الرأي العام، و الذين قد يكونوا قادة طبيعيين أو مسؤولين حكوميين أو من المعارضين للنظام السياسي، و يضل الفاصل أو المحك هو في قدرتهم الإقناعية، و مدى ميل الآخرين و استعدادهم لتبني آرائهم و قدرتهم على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجماهير.
·         استمرار الرأي العام رهن بالقضية محل هذا الرأي، فإذا تم تسويتها أو انتهت لسبب أو لآخر انتهى الرأي العام حولها.
·         قد يكون الرأي العام كامن و قد يكون ظاهر يتم التعبير عنه في شكل سلوك أو أفعال مختلفة.

مفهوم الرأي العام:

أولا: تعريف الرأي العام.
المفكرون الغرب:
تعريف جون ستيوارت ميل: هو ما يريده المجتمع أو الجزء السائد.
أي أنه يشترط الكل/المجتمع أو الأغلبية/الجزء السائد.
تعريف كلوريدج كينغ: الرأي العام هو الحكم الذي تصل اليه الجماعة في مسألة ذات اعتبار عام بعد مناقشات علنية وافية.
و هنا يشترط العلنية.
تعريف جيمس برايس: هو تجميع لوجهات نظر أفراد المجتمع بشأن المسائل التي تؤثر على المجتمع و تعكس اهتمامه.
و هنا يركز على دور وسائل الاعلام في تحديد الرأي العام.
المفكرون العرب:
اسماعيل علي سعد: هو حصيلة أفكار و معتقدات و مواقف الأفراد و الجماعات ازاء شأن أو شؤون تمس النسق الاجتماعي كأفراد و تنظيمات و نظم و التي قد تؤثر نسبيا أو كلها في مجريات أمور الجماعة الانسانية على النطاق المحلي أو الدولي.
$محاضرات في مقياس قياس الرأي العام C:\DOCUME~1\slimani\LOCALS~1\Temp\msohtmlclip1\01\clip_image001$ تعريف عبد الغفار رشاد القصبي: يشير الرأي العام الى التعبير الارادي عن وجهات نظر الجماهير نتيجة التقاء كلمتها و تكامل مفاهيمها بشأن مسألة تثير اهتمامها و تمس مصالحها و هو ليس مجموع حسابي لآراء فردية انما هو محصلة تفاعل اكتملت حلقاته و مراحله بين أعضاء الجماعة و ارتضته كأحد البدائل المتاحة لكنه أكثرها ملاءمة و أهمية من وجهة نظر الجماعة ككل.
الرأي العام لا يعبر بالضرورة على مجموعة آراء فقد يكون رأي شخص واحد و يصبح رأي عام.

خصائص الرأي العام:

·         ليس برأي خاص و لايقتصر على رأي واحد.
·         يقتضي عنصر العلنية.
·         الرأي العام يعبر عن موقف يتفق فيه أغلب أعضاء المجتمع.
·         أن صفة العمومية في اطار الرأي العام لا تتعارض مع وجود آراء معارضة.
المفاهيم ذات الصلة بالرأي العام:
تقديم: إن تعدد تعريفات الرأي العام قد يعكس مدى الغموض و التعقيد الذي يكتنف هذا المفهوم و هو الأمر الذي يفرض ضرورة التحديد الدقيق لماهية الرأي العام، و قد حاول البعض أن يقدم تحديدا للرأي العام انطلاقا من المفاهيم الأخرى ذات الصلة مثل العادات و التقاليد و الإتجاه و الحكم و السلوك، التي تقترب منه و تتقاطع معه في كثير من الأحيان، و لكنها لا تعبر عنه، و لكن يسود الخلط بينها لدى الجماهير، كما لدى الكثير من المثقفين.
الرأي العام و العادات و التقاليد:
ثمة إجماع على وجود فارق بين الرأي العام و العادات و التقاليد، فالعادات تعبر عن أنماط السلوك الاجتماعي، التي تنتقل من جيل الى جيل، و تستمر فترة طويلة حتى تثبت و تستقر إلى درجة اعتراف الأجيال المتعاقبة بها، و يرى الفلاسفة و علماء السياسة أن العادة قاعدة اجتماعية تكونت على مر الزمان، و اكتسبت احترام الرأي العام و تقديسه، أما التقاليد تعبر عن ذكريات الماضي و التجارب التي مرت بالجماعة في ماضيها و التي تناقلتها الخلف عن السلف جيل تلو الآخر(التداول)، و على ذلك يمكن القول أن العادات و التقاليد من بين العوامل المؤثرة في تكوين الرأي العام، و لكنهما يختفان عن الرأي العام من حيث الطبيعة و الخصائص.
الرأي العام و الاتجاه و الحكم و السلوك:
هناك من يعرف الاتجاه على أنه حالة افتراضية من الاستعداد لدى الفرد بمعنى أنه استعداد لا يمكن ملاحظته بطريقة مباشرة، بينما عرفه بعض آخر على أنه استعداد خضع عن طريق التجارب و الخبرات الشخصية لعملية تنظيم، و من ثمة يعتبر مسؤولا عن توجيه استجابة الفرد لكافة المواقف و الأشياء التي تتعلق بهذا الاستعداد و الواقع أن الخلط بين الاتجاه و الرأي العام و ان كان خطأ واضحا فانه يبرز العلاقة الوثيقة بينهما، فالاتجاه قد يكون المصدر الحقيقي للرأي العام أي أن الرأي العام قد يقوم جزئيا على الاتجاه، فالرأي يختلف عن الاتجاه باعتباره وجهة نظر معبر عنها.
أما الحكم الذي يصدره الفرد فنه على عكس الرأي لايفترض تعبيرا أو اعلانا بالضرورة، و قد يصل الفرد الى حكم يحتفظ به لنفسه، بينما يعبر عن رأي مخالف لهذا الحكم، فالحكم لا يفترض التعبير الخارجي كما أنه يفترض حدوث تحليل أكثر تعمقا مما يتطلبه الرأي العام.
أما السلوك فهو تصرف كرد فعل للمنبه أي الاستجابة للمثير أو للموقف الذي يواجهه الفرد أي أن السلوك قد يأخذ شكل يعبر عن وجهة نظر ما، لكنه يتسع ليشمل مجموعة الوقائع المادية التي تصدر عن الفرد بوجه عام، و عليه فان السلوك لا يعبر بالضرورة عن رأي الفرد، فقد يضطر الرفد الى القيام بسلوك معين لا يتفق مع رأيه، بل أن بعض الأفراد يعمدون الى التصرف و القيام بسلوكيات تخالف آراءهم في بعض الأحيان، و بعبارة أخرى فالرأي العام هو نوع من السلوك طالما تم الاعلان عنه، لأن السلوك هو اتجاه تحقق و التجاه هو سلوك لازال في حيز التكوين و قد يتحول الاتجاه الى سلوك.

نشأة الرأي العام:

العصر اليوناني: الرأي العام في هذه المرحلة يرادف حالة الإتفاق أو الإتجاه السائد.
العصر الروماني: الآراء الشائعة أو المنتشرة.
العصور الوسطى: وجود إنتكاسة فكرية بسبب الحروب الدينية/ لا وجود للرأي العام.
عصر النهضة حتى القرن 15: نادى ميكيفيللي بضرورة الإهتمام بصوت الشعب.
جون جاك روسو 1712/1778م:
يعتبر أول فيلسوف إستخدم تعبير الرأي العام، و من أهم كتاباته العديدة لابد من الإشارة إلى كتابه في العقد الإجتماعي، هو موضوع الوحدة و وحدة البناء الإجتماعي و ذلك بإخضاع المصالح الخاصة للإدارة العامة، فالحكومة دورها مساعد لأن الإدارة العامة هي مجموع إرادة الشعب الذي يضع القوانين و الحكومة ما هي إلا الأفراد الذين يقومون بتنفيذ القوانين، و وضح روسو أن مفهوم إرادة الشعب تشير في المعنى العملي التطبيقي إلى جوهر الرأي العام في معناه المعاصر، و لهذا تم إعتبار جون جاك روسو أول من استخدم مصطلح الرأي العام.
الثورة الصناعية 1819
في القرن 20: مفعم بالأحداث منها الحربين العالمتين، الحرب الباردة، و فيه ظهرت الدراسات التي تدرس سلوكات و توجهات الأفراد.
القرن 21: الرأي العام له قوة في الدول الديمقراطية الغربية .
الإهتمام بدراسات قياس الرأي العام.
المدرسة السلوكية: تركز على السلوك و وحدة التحليل الفعلي للظاهرة و تركز على السلوك الفعلي للفرد.
1936 ظهور ما يسمى بعلم قياس الرأي العام.
الرأي العام في النظم الديمقراطية:
·         له قوة و قدرة على التغيير.
·         لديه الفضاء المناسب للتأثير في السياسة لأن الديمقراطية تفرض حرية التعبير.
·         الرأي العام يوجد في المجتمع السياسي.
·         لديه داعم أساسي و هو تكنولوجيات الإعلام و الإتصال.
·         الرأي العام يعبر عن إرادة الشعب التي تصل إلى صانع القرار.
·         الرأي العام لا يمكن أن يتدخل في أمن الدولة.
الرأي العام في النظم التسلطية:
هو رأي مغيب و يتلاشى شيئا فشيئا فالنظم التسلطية لا تؤمن بالرأي الآخر، و لا تعترف بالمخالف لها، و بالتالي يمكننا القول بأن الرأي العام مقصى في النظم التسلطية.

أركان الرأي العام و القوى المؤثرة فيه:

1.       أركان الرأي العام:
1.       بروز قضية عامة تخص الجمهور.
2.       وجود جمهور أو جماعة تهتم بالقضية/المسألة.
3.       المناقشة و الحوار حول القضية/المسألة: يساهم فيه الإعلام و النخب.
4.       وجهة نظر الأغلبية.
5.       تحديد الهدف/الصالح العام.
6.       عنصر الزمن.
7.       التعبير عن الرأي العام.
8.       تأثير الرأي العام.

أهمية الرأي العام و العوامل المؤثرة فيه.

تقديم: أدت زيادة عدد السكان في مختلف دول العالم إلى زيادة نسبة المهتمين بالشؤون السياسية و المشاكل القومية أو الوطنية، و هو ما أدى إلى زيادة الإهتمام بآراء الناخبين الذين تزايد عددهم، و أصبح التعرف على إتجاهاتهم و آرائهم أكثر أهمية من ذي قبل، و ساعد إنتشار الديمقراطية على إمكانية التعرف على آراء المواطنين في ظل علاقاتهم بالدولة، و من جهة أخرى التطورات الراهنة في تكنولوجيات الإتصال قد أفرزت نمطا إتصاليا جديدا له سمات مختلفة عن الأساليب التقليدية، و صارت وسائل الإتصال الجماهيرية تتسم بالطابع الدولي أو العالمي، إذ تعتبر التكنولوجيا من أكثر الأمور قابلية للتوجيه السياسي و زيادة الترابط بين المواطنين.

أهمية الرأي العام سياسيا:

يساند الحكم إذا كانت أهداف و سياسات الحكومة متوافقة مع الرأي العام، و تخدم تطلعاته، و تعالج قضاياه، و مشاكله، أو يهز دعائم الحكم و يثير الإضطرابات و المشاكل إذا كانت سياسة الحكومة تتقاطع مع مصالح جمهور الرأي العام و لا تلبي مطالبه.
يساعد على معرفة نبض الشارع، و يمكن الحكومات من رسم سياستها الناجحة.
يساعد على سن الأنظمة و القوانين، فالتشريعات و القوانين التي تنال تأييد رضا و قبول الرأي العام، و لا تتعارض مع مصالحه تكون أكثر فعالية في إرساء دعائم الممارسة الديمقراطية، بإعتبار الشعب المصدر الرئيس للقرار.
يبين المستوى الحضاري للشعوب.
الرأي العام قد يؤجج الثورات و الإنقلابات، و في التاريخ الحديث أمثلة كثيرة على ذلك.
يساعد على تحقيق الإستقرار، إذ توفر طرق قياس الرأي العام معلومات عن إتجاهات الرأي العام من القضايا الحيوية المهمة التي تمس المصالح العامة للمواطنين و معالجتها مسبقا قبل تفاقم آثارها السلبية.
يساعد على إتخاذ قرارات حكيمة و رشيدة، إذ تسهم إستطلاعات الرأي العام في تمكين الحكومات من معرفة أهم القضايا التي تشغل تفكير الرأي العام و إتجاهاته لحلها، و بذلك تحضى بدعم و تأييد الجماهير لها.

أهمية الرأي العام الإجتماعية:

يمثل الرأي العام المرآة التي تعكس حقيقة الواقع الإجتماعي بإيجابياته و سلبياته، لأنه يرتبط بالسلوك الجمعي لأفراد المجتمع.
يضبط الرأي العام السلوك الإجتماعي من خلال معرفة العادات و التقاليد السائدة في المجتمع التي تتحكم في سلوك الجماعة داخل محيطها الإجتماعي.
يرعى و يصون الدين و القيم، و يحمي المجتمع من الفساد.
يرفع الروح المعنوية للجمهور وقت الأزمات التي تتعلق بمصير الوطن و الأمة.
يوحد الرأي العام الجهود الإنسانية الدولية في خدمة المجتمع الدولي أثناء الكوارث الطبيعة و غيرها.

محاضرات في مقياس الرأس

بارك الله فيك