منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» المحاضرة الثالثة لمادة تاريخ الفكر السياسي
القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء أكتوبر 09, 2024 8:21 am

» المحاضرة الثانية لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:37 pm

» المحاضرة الأولى لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:29 pm

» برنامج محاضرات الفكر السياسي 1
القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:24 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:25 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي ماي 2024
القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:19 am

» امتحان مادة علم الاجتماع السياسي ماي 2024م
القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء مايو 15, 2024 9:33 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها Empty
مُساهمةموضوع: القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها   القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها Emptyالسبت مارس 22, 2014 4:21 pm

القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها 16
القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها
أصبح من الأمور المستقرة في الفكر السياسي المستقبلي أن مصادر قوة الدولة ومكونات نفوذها تتغير، وأن القوة العسكرية وحدها لم تعد تحقق سوى القليل، وأن للقوة في عالم اليوم مكونات متنوعة، عسكرية ودبلوماسية واقتصادية ومعنوية، تمنح الدولة القدرة على شق طريقها في العالم، وأن جوهر القوة يجسده ضغط سياسي ونفسي. وقد تكون الدولة قوية عسكرياً، لكن أساسها الداخلي متهافت، سياسياً واقتصادياً، وبالتالي لا يمكن اعتبارها قوية وقادرة في عالم تتنافس فيه القوى الدولية، على جبهات صراع اقتصادية وثقافية وسياسية وعسكرية. وعلى الرغم من التركيز على استخدام القوة الصلبة من جانب الدول باعتبارها وسيلة لها أولوية لضمان أمنها القومي، إلا أنه لا يمكن تجاهل التأثير المتزايد للقوة “الناعمة” على نظام العلاقات الدولية.
لم يعد ممكناً اليوم، التوسل بأساليب الاستعمار المباشرة، أو استعمال القوة الصلبة، فقد جاء الإعلام والسلطات الرمزية الأخرى لتأدية ذات الدور، أي “القدرة على تحقيق مردود في الشؤون الدولية من خلال الاستقطاب، أكثر مما يمكن تحقيقه عبر الإكراه البدني”. يقول جوزيف ناي: ” لقد أضحى من الصعب، في العالم المعاصر، إستخدام العصا…إذ القوة العسكرية، على الرغم من ضرورتها كسياسة ردع وإكراه، فهي أصبحت صعبة جداً… وأصبحت الحرب أمراً جد مكلف من الناحية المادية…”، ناهيك عن المناهضة المتزايدة للحروب، والنفور المتزايد من استخدام القوة، أو محاصرة الدول والشعوب.
ارتبط تعريف القوة تاريخياً بـ”القوة في الحرب”، حيث اعتبرت عناصر مثل السكان، والأرض، والموارد الطبيعية، والقوة الاقتصادية، والاستقرار السياسي، والقوة العسكرية، هي المكونات الرئيسة لمفهوم القوة، فإذا كان لدى الدولة أسطول قوي وجيش مدرب بشكل جيد، وكذلك قوة ديمغرافية واقتصادية، فمن المحتمل أن تكون قادرة على إجبار أو إكراه، أو حتى رشوة جيرانها، ومن ثم دفعهم إلى الامتثال لأهدافها.
لكن حصر القوة في هذه العناصر قد قوبل بانتقادات، لاحظت أن امتلاك عناصر القوة السابقة قد لا يؤدي بالضرورة إلى الحصول على النتائج المرجوة، ومن ثم تمّ تقسيم القوة إلى: “صلبة” و”ناعمة” و “ذكية”.
 مفهوم القوة (إطار نظري):
 أ- القوة الصلبة (HARD-POWER) :
يشير جوزيف ناي إلى أن “القوة الصلبة” تعني القوة المشتركة السياسية والاقتصادية والعسكرية. “أي القوة في صورتها الخشنة التي تعني الحرب، والتي تستخدم فيها الجيوش، وهذه القوة تعني الدخول في مزالق خطرة، ونتائجها تكون في منتهى الخطورة على الدولة ذاتها، كما حدث مثلاً في الحرب العالمية الثانية مع اليابان وألمانيا النازية.
 ويمكن للقوة الصلبة أن يكون لها أثر إيجابي على صورة الدولة على الصعيد الدولي، وعلى تعزيز قوتها الناعمة. كما هو الحال بالنسبة لاستخدام القدرات الاقتصادية لتقديم المساعدات الإنسانية للدول الفقيرة، والقوة العسكرية من خلال المشاركة في عمليات حفظ السلام. كما يمكن للقوة الصلبة أن يكون لها أثر سلبي على الدولة، يقوّض مصداقيتها، وبالتالي يشوّه صورتها الدولية، حينما تستخدمها في عمل غير شرعي على الساحة الدولية. يقول ناي: “إنه، وإن أمكن الوصول للأهداف من خلال القوى الخشنة، من استعمال القوة من قبل القوى الكبرى، إلا أنه قد يشكل خطراً على أهدافها وتطلعاتها الاقتصادية والسياسية، وحتى الثقافية”. لذا، فإن الولايات المتحدة “إن أرادت أن تبقى قوية، فعلى الأمريكيين أن ينتبهوا إلى قوتهم الناعمة”.
 ب- القوة الناعمة(soft power):
شهد مفهوم “القوة الناعمة” صعوداً بعد نهاية الحرب الباردة، رغم أن ما يعبر عنه كان موجوداً قبلها وأثناءها، والذي يتجلى في استخدام أدوات الإقناع والاستمالة وليس الضغط والإكراه في إدارة العلاقات الدولية، كأدوات الدبلوماسية الشعبية وتوظيف الأبعاد الثقافية والتعليمية والإبداعية أو توظيف المعونات الاقتصادية والمنح الدراسية في إدارة العلاقات الخارجية. وقد انصبّ خطاب الرئيس أوباما في جامعة القاهرة في حزيران 2009 بعد توليه الرئاسة في هذا الاتجاه لتطوير العلاقة مع العالم الإسلامي.
حدد الأدميرال جوزيف ناي، وهو عميد في جامعة هارفارد، ورئيس سابق لمجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي، وكان مساعد وزير الدفاع في عهد إدارة كلينتون، حدد مفهوم القوة الناعمة، في كونها: “القدرة على الاستقطاب والإقناع…إذ بما أن القوة الخشنة تكمن في القدرة على الإجبار والإكراه، المتأتية من القوة العسكرية للدولة، أو من تفوق قدراتها الاقتصادية، فإن القوة الناعمة تتأتى من جاذبيتها الثقافية أو السياسية” أو الإعلامية، أو ما سواها.
ووفقاً لـ ناي تعرّف القوة الناعمة بأنها المقدرة على التأثير وعلى تشكيل خيارات “أو أفضليات” الآخرين، والقوة الناعمة مشتقة من ثقافة، وقيم، وإنجازات الدولة “أو الأمة” .
وعلى النقيض من القوة الصلبة، فإن “القوة الناعمة” تقوم على جذب المعارضين، لمثلك، وقيمك و ثقافتك الخاصة. ويرى جوزيف ناي، أن كلا النوعين من القوة مهم، لكن الجذب أرخص بكثير من الإجبار. ولا تعني القوة الناعمة أن أدوات القوة الصلبة تختفي، لكن القوة الناعمة لها لحظتها المناسبة، وهي في الغالب تعمل في إطار من التبادل والتوافق مع أدوات القوة الصلبة الاقتصادية والسياسية والعسكرية. وإلا كانت النعومة مرادفة للضعف والعجز، فلا تكون بذلك خياراً بل تكون اضطراراً، وهو ما يفقدها في الغالب قوتها حتى في بعدها الرمزي، فتندرج تحت بند العلاقات العامة ، لا العلاقات السياسية بمعناها المركب، وتنأى عن العلاقات الدولية بالمفهوم العلمي الدقيق.
وبذا، فإن مفهوم القوة الناعمة ليس مفهوماً ثابتاً بل تتغير القوة الناعمة بتغير وسائط وأدوات التأثير الثقافي وتحولاتها النوعية في ظل تحولات مفهوم المكان والجغرافيا، كما قد تزيد وتنقص حسب رصيد رأس المال الأخلاقي للدولة التي تريد أن تلعب دور النموذج المحتذى، وكذا رأس المال الحقيقي الذي تستثمره الدولة في هذا المجال من مخصصات وموازنات فيمكّنها من ممارسة النفوذ والتأثير، أو تبخل به لأسباب توازنات انتخابية أو تحالفات حزبية فتضعف، أو تهدره بالكلية فتفقد أدوات هامة في تحقيق مصالحها في الممارسة السياسية الإقليمية والدولية، ويبدو الأمر جلياً في الأزمات حين ينكشف القصور.
القوة الناعمة إذن إنما تتلخص “في القدرة على الاحتواء الخفي والجذب اللين، بحيث يرغب الآخرون في فعل ما ترغب به القوة المهيمنة، من دون حاجة إلى اللجوء إلى استخدام القوة، أو بما يغني عن استخدام سياسة العصا والجزرة“.
بالتالي، يقول ناي،  فالقوة الناعمة أفضل بكثير، خاصة وأن التجربة  أثبتت نجاعتها ومدى تأثيرها: فـ “الجماهير السوفييتية كانت تشاهد الأفلام، وتتمثل خلفياتها السياسية، وعبرها استطاعت ذات الجماهير، معرفة أن الناس بالغرب لا تقف في طوابير لاقتناء الطعام، ويقيمون في مساكن مستقلة، ولديهم سياراتهم الخاصة”.
ولبناء القوة الناعمة، تعتمد الدول على ثلاثة مصادر:
-    الثقافة: وهي القيم والممارسات التي تضفي معنى ما على أي مجتمع، وتتجسد في الأدب والفن والإعلام.
تمتلك الولايات المتحدة نفوذاً وتأثيراً في عالمنا الراهن مستفيدة من شيوع اللغة الإنكليزية، سواء في لغة التخاطب اليومي، أم لغة التجارة والأعمال، وهناك اليوم عشرات الملايين، إن لم نقل مئات الملايين من البشر يأكلون ويلبسون على الطراز الأمريكي، ويستمعون الأغاني الأمريكية ويشاهدون الأفلام الأمريكية. كما أن هناك اليوم مئات الملايين من البشر ممن يستخدمون الحواسيب والبرمجيات الإلكترونية الأمريكية، ويتكلمون الإنكليزية باعتبارها لغة التقنيات والأعمال  وتداول العملة، هذا دون أن نتحدث عمن يقرؤون الآداب ويطلعون على الأفكار ويتابعون الصحف والمجلات ووسائل الإعلام الأمريكية. وبالتالي، فإذا كانت القوة الصلبة تنبع أساساً من القدرات العسكرية والاقتصادية، “فإن القوة الناعمة تتأتى من جاذبية النموذج، وما يمتلكه من قدرة التأثير والإغراء للنخب والجمهور على السواء”. فحينما تبدو السياسة الأمريكية مقبولة ومشروعة في أعين الآخرين، على ما يقول ناي، “يتعاظم دور القوة الناعمة أكثر، وبموازاة ذلك، تتراجع الحاجة إلى استخدام القوة العارية. وعلى العكس من ذلك، فكلما تضخم استخدام القوة الإكراهية، وضعفت شرعية مثل هذا الاستخدام، يتضاءل معها النفوذ الثقافي والسياسي والتجاري، وكل ما يدخل ضمن دائرة القوة الناعمة”.
- القيم السياسية: مثل حرية الصحافة، وقدرة الفرد على انتقاد حكومته.
- السياسة الخارجية: وهي مكون هام من مكونات القوة الناعمة. فاتباع سياسات خارجية مصممة بشكل جيد سيدفع الدول الأخرى إلى أن تحذو حذو الدولة التي تستخدم القوة الناعمة. وتعد الدبلوماسية العامة- القاعدة الأساسية، لمفهوم “القوة الناعمة”، إضافة إلى التجارة والمساعدات الاقتصادية للدول الأجنبية. ويرى البعض، أن تصميم وتنفيذ الثورات الـ “مخملية”، و” الملونة، مظهر من مظاهر “القوة الناعمة”. فمن خلال الدبلوماسية العامة يمكن النفاذ إلى قلوب وعقول ونفوس الناس، والتأثير على الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة.
أخذ مفهوم القوة الناعمة يحظى باهتمام واسع، بسبب قدرة هذه القوة على التأثير في عالم اليوم، وتنوع استخدامها، من وسائل الضغط الاقتصادي والدبلوماسي والنفسي، إلى أساليب الإغراء والجاذبية، من الفنون على اختلافها، بما فيها الأدب والمسرح والسينما المبهرة.
في هذا المضمار، يبرز اهتمام الكاتب والمفكر جوزيف ناي، وهو اهتمام متصل تتوالى نماذجه في كتاباته في كبريات الصحف، وفي كتابة القوة الناعمة، إذ إنه يضيف المعلومات، بوصفها قوة، إلى مصادر قوة الدولة، ويقول إن قوة المعلومات متاحة الآن لجزء كبير ومتزايد من سكان العالم، فالتقدم التكنولوجي أدى إلى خفض كبير للغاية في تكلفة انتقال المعلومات واستخدامها، بما جعل تدفقها سلساً.
وقد تعرض مفهوم “القوة الناعمة” لانتقادات عديدة، من بينها: أنه مفهوم شديد العمومية، كما أنه من الصعب تحديد الآثار التي تنتجها القوة الناعمة، علاوة على أن القوة الصلبة، من وجهة نظر الواقعيين، تظل الأكثر تأثيراً في العلاقات بين الدول والأحداث الجيوبوليتيكية. ودفعت هذه الانتقادات جوزيف ناي إلى تطوير مفهوم آخر للقوة هو “القوة الذكية”.
 ج- القوة الذكية(Smart Power ):
وهي عبارة عن مزيج من القوة الصلبة والقوة الناعمة. أي الربط بين التسامح والشدة. ويقبل تعبير القوة الناعمة كثيراً من التسامح، بينما تقبل القوة الذكية بعض التشدد.
و تعني القوة الذكية لدى (أرميتاج) و (ناي) الدمج بين القوة الصلبة (Hard Power) وبين القوة الناعمة (Soft Power). فمن خلال الجمع بين هاتين القوتين اللتين يطلق عليهما القوة الذكية ستتمكّن الولايات المتحدة من التعامل مع التحديات العالمية؛ حيث يوجد عدد من التحديات التي تواجهها واشنطن ليست ذات طبيعة عسكرية كصعود الصين التي حسب رأي الكاتبين تبني محطتي كهرباء تُداران بالفحم كل أسبوع، فالقوة العسكرية لن تفيد في التعامل مع تحديات من هذا النوع، ولكن التكنولوجيا الأمريكية المتطورة من الممكن أن تجعل الفحم الصيني نظيفاً، والذي سيصبّ في حماية البيئة، وفتح أسواق جديدة أمام الصناعات الأمريكية، وهو ما أكّد عليه وزير الدفاع الأمريكي (روبرت نجيتس) في خطابه في 26 نوفمبر 2007، حيث قال: “إن القادة الأمريكيين أدركوا أن طبيعة الصراعات تحتاج منهم تطوير القدرات والمؤسسات الأساسية (غير العسكرية)”.
القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها 2
 تراجع دور القوة الصلبة:
نظراً لضخامة حجم القوة لدى بعض الدول ومن ثم شعورها المفرط بهذه القوة، فقد ألفت التعويل على عضلاتها العسكرية ونفوذها السياسي والاقتصادي أكثر من انتهاج لعبة المساومات السياسية أو التمرس على فنون السيطرة الخفية والناعمة باستخدامها في كل وقت وحين. وعلى هذا الأساس نفهم كثرة لجوء الساسة الأمريكيين إلى التدخلات العسكرية والمبالغة في إشهار السلاح في وجه الخصوم والأعداء أو من تعتبرهم مارقين وأشرار. بل إن شعورها بمثل هذا التفوق قد غذى عندها شعوراً عميقاً بالقدرة على هندسة أوضاع العالم وتشكيل أحوال الشعوب والأمم بقوة السلاح وفي مختلف مناطق العالم بما ينسجم مع رؤيتها ومصالحها الخاصة.
وقد وظفت الولايات المتحدة الأمريكية قوتها الاقتصادية والعسكرية، غير المسبوقة تاريخياً، لبسط نفوذها على العالم، ليس فقط بتفوقها الصناعي والتكنولوجي والعلمي، ولكن أيضاً بفضل قوة تسلحها وضخامة جيشها.
ولن يتراجع الأمريكيون عن خياراتهم العسكرية غالباً إلا بعد أن يذهبوا بعيداً في استخدام قوتهم النارية وتجريب ما بحوزتهم من أسلحة ومخططات حربية شتى من التكتيكات الحربية والأسلحة، ثم بعد أن يواجهوا بقوة مضادة ومؤلمة تضطرهم إلى التسليم بمحدودية القوة وجدوى الجنوح إلى السلم والمساومات السياسية وهذا ما بيّنته فعلا تجربة اجتياح فيتنام وما تؤشر عليه عملية اجتياح العراق بالنسبة لأمريكا، وأفغانستان بالنسبة لروسيا.
وحسب ناي، فإن هناك خمسة تحولات دولية ساهمت في تراجع دور القوة الصلبة أو على الأقل قلّلت من فاعليتها، تمثلت في:
أولاً: الاعتماد الاقتصادي المتبادل والذي جعل من الصعب استخدام القوة في صورتها القهرية، لما يمثله ذلك من خطر على النمو الاقتصادي والمصالح المالية.
ثانياً: أن الفاعلين غير القوميين، وكذلك الشركات متعددة الجنسية، والمنظمات الدولية سواء الحكومية أو غير الحكومية، وحتى الجماعات الإرهابية، أصبحت قادرة على ممارسة أنواع من القوة كانت مقصورة في السابق على الدول القومية.
ثالثاً: أن انبعاث النزعات القومية قد صعّب كثيراً من استخدام القوة، فعلى سبيل المثال، كانت بعض المواقع العسكرية الصغيرة قادرة على إدارة إمبراطورية مثل الإمبراطورية البريطانية، لكن في الوقت الحاضر، فإن الولايات المتحدة، على سبيل المثال، وجدت أنه من الصعب إخضاع العشائر الصومالية أو تهدئة الوضع في العراق، حتى مع زيادة عدد قواتها.
رابعاً: ساهم انتشار التكنولوجيا، خاصة في مجال تطوير الأسلحة النووية، والأسلحة التي تطبق تكتيكات غير متماثلة، في تعادل قوة الأطراف في أرض المعركة، بغضّ النظر عن الاختلافات الحقيقية في القوة بينهما.
خامساً: التغير الحادث في القضايا السياسية، أو بعبارة أخرى قضايا العلاقات الدولية، جعل القوة العسكرية أقل قدرة على حل المشكلات المعاصرة، فامتلاك أقوى جيش لن يحلّ على سبيل المثال قضايا مثل الفقر والتلوث أو انتشار الأوبئة، كما أن استخدام القوة العسكرية أصبح مكلفاً جداً مقارنة بما كان في القرون الماضية.
هذه التحولات الخمسة دفعت “ناي” إلى طرح مفهومه عن “القوة الناعمة” والتي تعني “قدرة دولة معينة على التأثير في دول أخرى وتوجيه خياراتها العامة، وذلك استناداً إلى جاذبية نظامها الاجتماعي والثقافي ومنظومة قيمها ومؤسساتها، بدلا من الاعتماد على الإكراه أو التهديد”.
القوة الناعمة الأمريكية:
على الرغم من أن جوزيف ناي هو الذي ابتكر مصطلح القوة الناعمة، في بداية التسعينات، إلا أن أصول هذا المفهوم تعود لحقبة الولاية الثانية لفرانكلين روزفلت (1937-1941). فقد أدرك روزفلت أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تشعر بأمان تام إلا عبر كسب تأييد شعوب الدول الأجنبية والتواصل معها .
وهذا أدى إلى تأسيس وكالة المعلومات الأمريكية وإذاعة صوت أمريكا، ولاحقاً مؤسسات السلام في عهد جون كينيدي (1962).
في بداياتها، قدمت القوة الناعمة الأمريكية نفسها على شكل سلع وخدمات (كوكاكولا، كاديلاتك هوفرز، وأفلام هوليوود)، وهذه السلع والخدمات سلطت الضوء، ببراعة ونجاعة، على فضائل الشركات والثقافة الأمريكية. وفي أزمات أقرب، باتت موسيقا الروك، ووجبات ماكدونالدز السريعة، وسراويل ليفيز الجينز، ومقاهي ستاربكس، وقنوات ال”سي .إن .إن”، تحمل رسالة مماثلة للعالم خارج حدود الولايات المتحدة .
وقد استفادت أمريكا من شيوع اللغة الإنكليزية، سواء كلغة التخاطب اليومي، أم كلغة للتجارة والأعمال، بحكم وراثتها للإمبراطورية البريطانية، التي خلفت بصماتها اللغوية في مواطن كثيرة من العالم”. كما أسهمت ثورة تكنولوجيا الإعلام والاتصال، والتقدم التكنولوجي، في إعطاء الشركات ومؤسسات الإعلام والثقافة الأمريكية، سبقاً على حساب غيرها من الأمم الصناعية.
إلا أن تأثير هذه القوة الضخمة الكبير، بدأ يتقلص، منذ إدارة جورج بوش الابن، مما أدى إلى كراهية الأمريكيين، بما في ذلك منظومة قيمهم وثقافتهم العامة، وحتى شركاتهم التجارية، ناهيك، عن عمق الأزمة التي باتت تعانيها على صعيد شرعيتها السياسية والأخلاقية، بما في ذلك في الدول المصنفة ضمن دائرة الحلفاء والأصدقاء.
وقد أظهرت العديد من الاستطلاعات أن ثمة امتعاضاً واسعاً وعميقاً من المثل الأمريكية، وتراجعاً في انتشار الأفكار الأمريكية عبر العالم، رغم أن التكنولوجيا والثقافة الشعبية الأمريكية لا تزال تحظى بإعجاب في عدد كبير من الدول.
تراجع فعالية القوة الناعمة الأمريكية:
لقد أدت السياسات التي انتهجتها الولايات المتحدة الأمريكية عقب هجمات 11 سبتمبر، وخاصة اعتمادها بشكل أساسي على موارد القوة الصلبة، إلى تراجع فعالية القوة الناعمة، ومن ثم إضعاف النفوذ لأمريكي على الساحة العالمية، فقد جاء القرار الأمريكي بالحرب في العراق مخالفاً لرغبات العديد من حلفائها، وغير متوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي.
وطبقاً لجوزيف ناي، فإن الولايات المتحدة “لم تعط اهتماماً كافياً لقضايا الشرعية والمصداقية في سياساتها تجاه العراق”، ومن ثم كان من الطبيعي أن تظهر استطلاعات الرأي تراجعاً كبيراً في القوة الناعمة الأمريكية.
علاوة على ذلك، فقد رفعت الولايات المتحدة، في إطار حربها على “الإرهاب”، شعار “الغايات تبرر الوسائل”، فلم توفر الإجراءات القانونية الواجبة في قضايا مثل سجن أبو غريب، ومعتقل غوانتانامو، ما قوّض دعاوى أمريكا بالتزامها بالأخلاق، حيث جاءت هذه الأفعال متعارضة بشكل مباشر مع القيم التقليدية الأمريكية الخاصة بالحرية، وحقوق الإنسان، وسيادة القانون.
وأسهمت سياسات الولايات المتحدة تجاه قضية البيئة بدورها في تقليص القوة الناعمة الأمريكية. كل هذه الأسباب أدت إلى إضعاف شرعية الولايات المتحدة، التي تعتبر العنصر الرئيسي للقوة الناعمة.
تحديات أمام القوة الناعمة الأمريكية:
تواجه القوة الناعمة الأمريكية تحديات هائلة جرّاء الانتشار الهائل للقنوات التلفزيونية الفضائية وبروز صناعة السينما على المستويات الإقليمية والمحلية “مثل سينما بوليود الهندية” .
إن نمو وانتشار القنوات الفضائية عالمياً، لم يزد كثيراً من فرص إنهاء الاحتكار والهيمنة الأنكلو- أمريكية على الأخبار التلفزيونية، بيد أن ذلك لم يتحقق كما كان مفترضاً بسبب التكلفة الباهظة لإنتاج وتحرير الأخبار التلفزيونية، ولكن هذا الأمر تغير مع تدشين عمل “قناة الجزيرة” عام 1996 ، فالتمويل السخي الذي تقدمه قطر للقناة التي تتخذ الدوحة مقراً لها، مكّنها من منافسة القنوات الإخبارية العالمية مثل ال”سي .إن .إن” و”فوكس نيوز ، غير أنها بدأت تفقد موضوعيتها في تعاطيها مع الثورات العربية .
فرض الهيمنة ومعاقبة قوى المقاومة والممانعة:
إن أهم أدوات القوة الناعمة التي تستخدمها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، تكمن في “الفكرة الديمقراطية”. إلا أن المفارقة هنا، أن معظم المشروعات الأمريكية في المنطقة العربية، لم يكن همّها الإصلاح السياسي المباشر، بل فرض الهيمنة ومعاقبة قوى المقاومة والممانعة.
ينطلق صنّاع القرار الأمريكي من تصوّر مفاده أن الصورة المشوهة والشائنة للولايات المتحدة، إنما تروّج لها جهات معادية، ووسائل إعلام متحيزة. بالتالي، فيكفي “أن يتم استخدام وسائل الدعاية على الوجه الأكمل وتحسين الدبلوماسية العامة، حتى تتجلى صورة أمريكا على حقيقتها، باعتبارها قوة نبل وخير، تنشد مصلحة المجتمعات ورقيها”.
من هنا، وتناغماً مع هذا الاعتقاد، شددت الإدارات الأمريكية المتعاقبة، على دورها “الترشيدي والتمديني”، وعمدت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إقامة محطات إذاعية وتلفزيونية، كالحرة، وسوا، وقامت برشوة صحفيين لتلميع صورتها, وخلقت جامعات، وموّلت “مراكز بحوث” عربية، للترويج لهذا التصوّر مباشرة أو بالمضمر.
لكن كل ذلك لم يثمر الشيء الكثير، لأن مستويات الغضب والكراهية متجذرة في المخيلة العربية خاصة مع ما رآه ويراه العالم، من عمليات تقتيل وتدمير واستهتار بالعرب.
 أمريكا واستعادة “القوة الذكية:
إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إعادة استكشاف الكيفية التي تستطيع بها أن تتحول إلى “قوة ذكية”. كانت هذه هي الخلاصة التي انتهت إليها اللجنة الحزبية الثنائية التي اشترك جوزيف ناي في رئاستها مؤخراً مع ريتشارد أرميتاج نائب وزير الخارجية السابق في إدارة بوش. ولقد تألفت لجنة “القوة الذكية”، التي شكلها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، من أعضاء جمهوريين وديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي، وسفراء سابقين، وضباط عسكريين متقاعدين، ورؤساء منظمات غير ساعية إلى الربح. ولقد انتهت اللجنة إلى خلاصة مفادها أن الصورة الأمريكية والنفوذ الأمريكي قد انحدرا في غضون السنوات الأخيرة، وأن الولايات المتحدة لابدّ وأن تتحول من تصدير الخوف إلى بثّ التفاؤل والأمل.
المزيد من المال والجهد لتنمية “القوة الناعمة
وقد دعا وزير الدفاع  السابق روبرت غيتس حكومة الولايات المتحدة إلى تكريس المزيد من المال والجهد لتنمية “القوة الناعمة”، بما في ذلك الدبلوماسية، والمساعدات الاقتصادية، والاتصالات، وذلك لأن المؤسسة العسكرية وحدها غير قادرة عن الدفاع عن المصالح الأمريكية في كافة أنحاء العالم. كما أشار غيتس إلى أن إجمالي الإنفاق العسكري يبلغ ما يقرب من نصف تريليون دولار أمريكي سنوياً، مقارنة بميزانية وزارة الخارجية التي لا تتجاوز 36 مليار دولار. ولقد أقرّ بأنه من الغريب أن يلتمس غيتس من حكومته تخصيص المزيد من الموارد لوزارة الخارجية، وعزا ذلك إلى أن العالم لا يعيش زمناً طبيعياً.
تتلخص القوة الذكية كما أشرنا، في القدرة على الجمع بين القوة الصارمة وقوة الجذب الناعمة في استراتيجية واحدة ناجحة. وبصورة عامة، كانت الولايات المتحدة ناجحة في التوصل إلى هذه التركيبة أثناء الحرب الباردة. بيد أن السياسة الخارجية التي تنتهجها الولايات المتحدة اليوم أصبحت تميل إلى الإفراط في الاعتماد على القوة الصارمة، وذلك لأنها تمثل أكثر مصادر القوة الأمريكية مباشرة ووضوحاً.
الاعتراف بحدود القوة
ولكن رغم أن وزارة الدفاع تمثل الذراع الأفضل تدريباً والأوفر مورداً، إلا أنه كما يقول ناي: لابدّ وأن نعترف بوجود حدود لما يمكن إنجازه من خلال القوة الصارمة وحدها. ومما لا شك فيه أن “الديمقراطية”، و”حقوق الإنسان”، و”تنمية المجتمع المدني” كلها غايات لن تتأتى ولن تتحقق تحت تهديد السلاح… لا نستطيع أن ننكر أن المؤسسة العسكرية الأمريكية تتمتع بقدرة هائلة فيما يتصل بالعمليات العسكرية، ولكن الركون إلى وزارة الدفاع في كل الأمور بدعوى قدرتها على إنجاز الأمور، لابدّ وأن يؤدي إلى تكوين صورة لسياسة خارجية أمريكية مبالغ في عسكرتها.
إن الحكومة الأمريكية كثيراً ما تهمل الجهود الدبلوماسية والمساعدات الخارجية أو تقتّر في تمويلهما، ويرجع بعض السبب وراء ذلك إلى صعوبة إظهار تأثير هذين العاملين على المدى القريب في التحديات الحرجة. فضلاً عن ذلك ، فإن استخدام القوة الناعمة ليس بالأمر السهل، لأن العديد من مصادر القوة الناعمة الأمريكية تقع خارج نطاق سلطات الحكومة الأمريكية، أو بمعنى أدق في القطاع الخاص والمجتمع المدني، وفي التحالفات الثنائية، والمؤسسات التعددية، والاتصالات الدولية. بالإضافة إلى ذلك ، فإن مؤسسات السياسة الخارجية الأمريكية تعاني من الانقسام والتشتت، ولا توجد لدينا آلية وافية لتنمية وتمويل ستراتيجية القوة الذكية.
الولايات المتحدة تصدّر الخوف:
ويشير ناي إلى أن التأثيرات التي خلفتها الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من أيلول 2001 كانت سبباً في انحراف أمريكا عن المسار الصحيح. ففي أعقاب تلك الهجمات أصبحت الولايات المتحدة تصدّر الخوف والغضب بدلاً من القيم التقليدية المتمثلة في الأمل والتفاؤل. بل لقد تحول خليج غوانتانامو إلى رمز عالمي أقوى من تمثال الحرية.
مبدأ جديد محل “الحرب ضد الإرهاب
وخلصت لجنة القوة الناعمة التي تشكلت بواسطة مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن “الإرهاب” يشكل خطراً حقيقياً ومن المحتمل أن يستمر لعقود من الزمان، إلا أنها أشارت إلى أن الإفراط في الاستجابة للاستفزازات الإرهابية من شأنه أن يلحق الضرر بالولايات المتحدة على نحو يعجز عنه “الإرهابيون” أنفسهم.. إن النجاح في الكفاح ضد الإرهاب يتطلب إدارة السياسة الخارجية الأمريكية وفقاً لمبدأ وسط جديد يحل محل مبدأ “الحرب ضد الإرهاب”.
يتلخص هذا المبدأ الجديد في التعهد بالاستثمار في توفير السلع العامة العالمية التي تحتاج إليها الشعوب والحكومات في كافة أنحاء العالم ولكنها تعجز عن الحصول عليها بدون زعامة الولايات المتحدة وبمساعدة منها. وبهذا فقط تستطيع الولايات المتحدة أن تعيد البناء الذي تحتاج إليه في التعامل مع التحديات العالمية القاسية.
وقد أوصت لجنة القوة الذكية بتركيز السياسة الخارجية على خمس نقاط:
- استعادة دور التحالفات، والشراكات، والمؤسسات التعددية التي انزلق أغلبها إلى الفوضى في الأعوام الأخيرة بسبب التوجهات الأحادية.
- إعلاء دور التنمية الاقتصادية لمساعدة الولايات المتحدة في التوفيق بين مصالحها ومصالح الشعوب الأخرى في كل أنحاء العالم، بداية ً بمبادرة كبرى خاصة بتنمية الصحة العامة على مستوى العالم.
- الاستثمار في الدبلوماسية العامة التي تركز بصورة أقل على الأضواء الإعلامية وتهتم بالاتصالات المباشرة، والتعليم، وأشكال التبادل المختلفة التي تضم المجتمع المدني وتستهدف الشباب بصورة خاصة.
- مقاومة النـزوع إلى فرض إجراءات الحماية ودعم المشاركة المستمرة في الاقتصاد العالمي، وهو الأمر الذي يشكل أهمية كبرى للنمو والرخاء في الداخل والخارج، مع الحرص على إشراك أولئك الذين تُركوا وراء الركب بسبب التغيرات التي أحدثها الاقتصاد الدولي المفتوح.
- العمل على إيجاد وتشكيل الإجماع العالمي وتنمية التقنيات الإبداعية اللازمة للتعامل مع التحديات العالمية المتصاعدة الأهمية في مجالي أمن الطاقة وتغير المناخ.
إن تطبيق هذه الاستراتيجية المعتمدة على القوة الذكية يتطلب إعادة التقييم استراتيجياً لكيفية تنظيم وتنسيق وتمويل الحكومة الأمريكية.
ويرى ناي أن كل هذا يتطلب قدراً لا يستهان به من الإبداع والابتكار، ولكن الولايات المتحدة كانت في الماضي قوة ذكية، وتستطيع أن تتحول إلى قوة ذكية من جديد.
( ملف من إعداد مركز الصحوة للدراسات )
http://www.essahwa.com/?p=131
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عن القوة الناعمة
» القوة الناعمة الأوربية.pdf
» قراءة في كتاب: القوة الناعمة
» جوزيف ناي : القوة الناعمة والكفاح ضد الإرهاب
» جوزيف ناي : القوة الناعمة والكفاح ضد الإرهاب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: عـــلاقــــــــات دولــــيــــــة ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1