حول الكتاب
يعرض الاكاديمي والاستاذ الجامعي ديفيد هارفي، في كتابه "الليبرالية الجديدة" موجزا تاريخيا للنظرية الليبرالية الجديدة.
ويرى هارفي ان الليبرالية الجديدة في المقام الاول نظرية في الممارسات السياسية والاقتصادية، تقول إن الطريقة الامثل لتحسين الوضع الانساني تكمن في اطلاق الحريات والمهارات التجارية الابداعية للفرد، ضمن إطار مؤسساتي عام يتصف بحمايته الشديدة لحقوق الملكية الخاصة وحرية التجارة وحرية الاسواق الاقتصادية.
ويقتصر دور الدولة في هذه النظرية على إيجاد وصون ذلك الاطار المؤسساتي الملائم لتلك الممارسات.
ويتحتم على الدولة مثلاً ضمان قيمة وسلامة الموارد المالية وعليها اقامة الهيكليات والوظائف العسكرية والدفاعية والامنية والقضائية المطلوبة لحماية حقوق الملكية الفردية، واستخدام القوة ان اقتضت الحاجة لضمان عمل الاسواق بالصورة الملائمة.
كما عليها ايضاً في حال لم يكن هناك سوق اقتصادي، واجبات في مجالات مثل الاراضي او الماء والتعليم او الرعاية الصحية او الضمان الاجتماعي او تلوث البيئة، وايجاد هذه الاسواق ولو عن طريق التدخل المباشر ان لزم الامر.
خارج نطاق هذه المهام لا يجب على الدولة ابداً أن تغامر بالتدخل، وفي الميدان الاقتصادي على وجه الخصوص يتحتم على الدولة ابقاء تدخلاتها في الاسواق (بعد انشائها) على ادنى المستويات الضرورية لان الدولة حسب هذه النظرية لا يمكنها الحصول على قدر كاف من المعلومات تخولها القدرة على تأويل مؤشرات السوق (الاسعار) او التنبؤ بها، ولان جماعات الضغط والمصالح القومية (خصوصاً في الدول الديمقراطية) لا بد وان تشوّه وتستغل تدخلات الدولة لمنفعتها الخاصة.
ويقول المؤلف ان المؤرخين المستقبليين قد ينظرون الى السنوات 1978-1980 باعتبارها نقطة تحول ثورية في تاريخ العالم الاجتماعي والاقتصادي.
ففي عام 1978 اتخذ دينغ جياو بينغ اولى الخطوات الحاسمة لتحرير اقتصاد تحكمه الشيوعية في بلد يشكل خمس سكان العالم.
وكان المسار الذي اختطه دينغ يهدف إلى تحويل الصين خلال عقدين من دولة متخلفة منغلقة على ذاتها الى مركز مفتوح للديناميكية الرأسمالية بمعدلات نمو مطرد لا نظير لها في التاريخ الانساني.
على الطرف الاخر من المحيط الهادي وفي ظل ظروف مختلفة تماماً، تولى بول فولكر قيادة بنك الاحتياطي الفدرالي الاميركي في شهر تموز (يوليو) 1979 فأحدث في غضون اشهر قليلة تغيراً دراماتيكياً في السياسة النقدية الاميركية.
وعبر الاطلسي كانت مارغريت تاتشر انتخبت لتوها رئيسة وزراء بريطانيا في شهر نيسان (ابريل) بتفويض يخولها كبح سلطة نقابات العمال والحالة المزرية من الركود التضخمي التي عمت البلاد في العقد السابق.
بعدئذ انتخب رونالد ريغان رئيساً للولايات المتحدة عام 1980 واستطاع بما يتمتع به من كاريزما شخصية وضع الولايات المتحدة على طريق انعاش اقتصادها مجدداً وذلك عبر دعم الخطوات التي اتخذها فولكر في بنك الاحتياط الفدرالي، واضافت خلطته الخاصة سياسات هدفت الى لجم قوة العمل وتحرير قطاعات الصناعة والزراعة واستخراج الموارد والثروات من القيود الناظمة المفروضة عليها واطلاق العنان لسلطة المال في الداخل وعلى المسرح العالمي في آن.
يشار الى ان ديفيد هارفي هو استاذ في مركز خريجي جامعة مدينة نيويورك وشغل سابقاً مناصب اكاديمية في جامعتي اوكسفورد وجونز هوبكنز وكتب باسهاب عن الاقتصاد السياسي لظواهر العولمة والتمدين والتغيير الثقافي.
رابط التحميل
http://www.4shared.com/office/fRvyipR8/NewLiberty2.html
رابط بديل
https://www.mediafire.com/?ik9wcyoaeyfqn7t