الفكر السياسي الإسلامي في القرنين الثامن والتاسع الهجريين بين النقل والعقل
تأليف: د. محمد أيوب الشناوي
تصدير: د. عاطف العراقي
الناشر: مركز الكتاب للنشر - القاهرة
الطبعة: الأولى 2006
450 صفحة
http://www.mediafire.com/?1b44v3o6oe1xr1a
نبذة بقلم: محمد هزاع:
في تراث الفكر السياسي الإسلامي عنوان الدراسة الضافية التي أعدها د. محمود أيوب الشناوي في كتاب حول هذا الموضوع في القرنين الثامن والتاسع الهجريين. وقد اشار د. عاطف العراقي استاذ الفلسفة في تصديره للكتاب الي أن البعد السياسي قد يكون اكثر التصاقا بحياة الانسان في كل زمان ومكان, وأنه يعد الأساس لفهم العديد من الأبعاد الثقافية والاجتماعية علي مستوي الفرد والمجتمع وعلاقة هذا المجتمع ببقية المجتمعات الأخري في الشرق والغرب.. ويري د. العراقي ان الحضارة في مسيرتها تعد تعبيرا عن الاتصال وليس الانفصال, ومن هنا نجد أن مفكري كل أمة علي صلة بالأفكار التي وجدت قبلهم.
ويذكر د. الشناوي في مقدمة الكتاب ان العلم ليس هو كل شئ ذلك ان الانسان ليس جسما فقط حتي يخضع للعلم كما تخضع الآلة ولكنه جسم وروح وعقل وقلب ومادة وارادة والعلم يعالج المادة حتي علم النفس, أما الذي يعالج القلب فهو الدين, ولاشك أن العلماء والمفكرين المسلمين قد أدركوا أهمية الدين والعقل وحاجة كل منهما للآخر, وكان نتيجة ذلك الادراك أن امتلأت الحياة الاسلامية في عصر ازدهار حضارة المسلمين بالعلوم والمعارف.
وقد أظهرت الدراسة أن الفكر السياسي الاسلامي هو فكر يعكس طبيعة الحضارة العربية الاسلامية, لذلك فهو نموذج سياسي حضاري مختلف تماما عن النماذج السياسية الحضارية الاخري السابقة عليه. إذ به القناعة الدينية والتماسك المعنوي في اطار أمة الاسلام حيث يسيطر مبدأ التسامح. وأثبتت المتابعة المنطقية للصورة التاريخية العامة للواقع السياسي الاسلامي. ان الفكر السياسي الاسلامي لم يحقق ازدهاره الا في وقت الأزمات السياسية, وهذا يعني ان الفكر السياسي الاسلامي في تقاليده العربية يقوم علي أساس ربط الفكر بالواقع وتلك احدي سماته الأساسية,
أيضا من سماته المميزة له أنه فكر اصلاحي وحدوي نهضوي تقدمي. كما أن جوهر الفكر السياسي الاسلامي هو الحقيقة المنزلة( الدين) والتسامح الذي هو محور وجوهر العقيدة الإسلامية والفكر السياسي الاسلامي هو فكر اجتماعي يسعي لمصلحة الجماعة, جميع هذه الخصائص كان لابد وأن تقود لجعل مبدأ العدالة يمثل القيمة العليا التي منها وبها تتحدد جميع أبعاد الممارسة السياسية في الفكر السياسي الاسلامي, والعدالة في التقاليد الاسلامية تعني الاعتدال وعدم التطرف وهي جوهر نظام الحكم والقيمة السياسية العليا له.
وكشفت الدراسة أن الفكر السياسي الاسلامي في القرنين الثامن والتاسع الهجريين امتاز بأنه امتداد للفكر السياسي الاسلامي للقرون الهجرية السابقة عليه حيث استقي منه وأضاف اليه من خلال التواصل معه. كذلك امتاز في كثير من الفترات بالأعمال السياسية الموسوعية التي تهدف الي الامساك بالتراث السياسي العربي الاسلامي.
وقد ساعد علي ذلك توفر تراث اسلامي سياسي ضخم مع عقول كانت علي استعداد للتعامل معه وفي ذلك صيانة للتراث الاسلامي من العبث والضياع واستعادة لحركة الإحياء التي اقترنت بالقرنين الثامن والتاسع الهجريين وكانت نتيجة للزعامتين الدينية والسياسية اللتين انتهتا الي مصر الاسلامية.
ويأتي المنهج التاريخي يكمل الاطار الفكري حيث التاريخي يمثل نقطة الارتكاز الرئيسية في تشييد النسق السياسي في علم السياسة لدي مفكري المسلمين. علي ان الدافع الحقيقي الذي جعل المسلمين يولعون بالتاريخ ويتخذونه منطلقا في تحليلاتهم السياسية هو( القرآن الكريم). وقد استطاع الباحث د. محمود الشناوي من خلال استعراضه للفكر السياسي قبل ظهور الاسلام عند الفرس واليونان أن يكشف زيف الادعاءات والأحكام التي ذهب إليها أصحابها بشأن التقليل من قيمة الفكر السياسي الاسلامي وبأن أصوله يونانية. في حين أن هناك ارتباطا تاما بين القيم السياسية والأخلاقية.
Voir la traduction